منوعات

قوت القلوب ج2

فى المساء …
شقه يوسف …
إنتظرت والدتهم عودتهم فهم قنديلها المضئ الذى ينير حياتها …

أقبلت “دعاء” فرحه بعودتها ومازال الحماس يغلبها لقضائها هذا الوقت المميز والممتع ، دنت من والدتها تقبلها أولاً حين همست والدتها بحنان ..
ام يوسف: حمد الله على السلامه يا “دعاء” …

دعاء: الله يسلمك يا ماما … أما كانت حته رحله …

ام يوسف: يا رب دايماً مبسوطه كده …

تربعت فوق المقعد إلى جوار والدتها بفوضيتها المحببه لتردف بإبتسامه عريضه …
دعاء: أه والله إدعيلى … إلا بقولك … وأنا طالعه قابلت “علا” وقلت أعزمها بكرة عندنا أهو برضه يمكن يحصل فى الأمور أمور والأخ “يوسف” يبتدى يحن …

إستحسنت أم “يوسف” تلك الفكرة فربما يتقبل “يوسف” تلك الفكرة ويوافق على زواجه ويفرح قلبها به …
ام يوسف: فكره برضه … أهو أشوفها أنا كمان … ده أنا من زمان أوى مشفتهاش .. و”يوسف” يقعد معاها يمكن ساعتها يوافق …

دعاء: أيوه كده ونفرح بقى ….

ام يوسف: على خيرة الله ..

دلف “يوسف” قادماً لتوه من الخارج ملقياً التحيه عليهم ضارباً رأس “دعاء” بخفه …

يوسف: السلام عليكم … حمد الله على السلامه يا “دعاء” ..

دعاء: الله يسلمك .. قال يعنى سبتنى ده إنت كل دقيقتين بترن عليا ..

يوسف: الحق عليا بطمن عليكى …

ام يوسف: إتأخرت أوى كده ليه يا إبنى …؟؟

يوسف: بنجهز عقود جديده وكنت براجعها كويس قبل عرضها على مدير الشركه قبل السفر …

بقلق شديد إستطردت أم “يوسف” متسائله ..

ام يوسف: إنتوا حددتوا السفر إمتى ….؟؟

يوسف: أيوة كمان أسبوعين …

دعاء: حتغيب كتير يا “يوسف” …؟؟

يوسف: أسبوع بالكتير … عايزك تاخدى بالك من ماما كويس ..

دعاء: متقلقش … ماما حبيبتى فى عنيا …

يوسف: طب أنا حدخل أرتاح بقى .. أنا أكلت فى الشغل لما إتأخرنا … يلا تصبحوا على خير ….

“وانت من أهله …”

يشعر بالراحه خالى البال فقط لكن مثقل الهموم لن يقربها قط ، وكيف يهنأ بعد كل تلك المصائب متواليه ، لا … لن يهنأ البال ولن يشعر بالراحه حتى يخلص غاليته من هؤلاء المتربصين بها …

لقد حانت نهايته ولن يتركها ضعيفه بهذا الشكل لكن ما باليد حيله ، ربما ظهر كل شئ على حقيقته الآن حتى يستطيع إنقاذها قبل الرحيل …

سار بالطرقات متفكراً مهموماً يحدث نفسه …
ابو محمد: مش عايز أضيعك تانى يا بنتى مع إللى إسمه “حسام” ده .. وخايف عليكى أنتى ضعيفه مش قد شرهم …. لازم أتصرف بس إزاى بس !!!!! … ومرضى إللى جه فجأه دة .. أنا مش مهم عندى أعيش ولا أموت بس أنتى يا “ورد” وأخوكى إللى لسه صغير ده أعمل فيكم إيه ….؟!!

هداه تفكيره بأن عليه بيع المصنع دون أن يُعلم أحداً ثم يضع المال كوديعه بالبنك بإسم “ورد” و”محمد” الصغير حتى يَسهُل على أولاده إيجاد ما يستطيعون التصرف به …

إتصل على الفور بالمحامى الخاص به ليبدأ فى إجراءات بيع المصنع أولاً حتى يرتب ما يتوجب عليه فعله بعد ذلك لضمان حياة مستقره لأبناءه من بعده ….

مساء اليوم التالى ..
شقه يوسف …
بطرقات خفيفه بباب الشقه وقفت “علا” بقلب مضطرب تنتظر أن يُفتح لها الباب بعد دعوة “دعاء” لها بالأمس لزيارتهم …

كانت سعيده للغايه فكم تتوقت لتلك الزيارة منذ أمد بعيد ، فيا لحسن حظها لو قابلته اليوم …

بأحلام اليقظه التى سرقتها تخيلت “علا” بأن “يوسف” هو من يفتح لها الباب ويقابلها بعيون تلتهب عشقاً كعيونها …

أفاقت من حلمها الجميل بصوت “دعاء” المرح يرحب بها …

دعاء: “علا” … تعالى حبيبتى إتفضلى ….

علا : شكراً ….

مع تقدمها لخطوات بسيطه هتفت “دعاء” بصوت واضح يحمل نبره فرحه بقدومها …
دعاء: ماما دى “علا” جت …

أقبلت أم “يوسف” تتكئ على عكازها بخطوات ثقيله للغايه حتى توقفت قرابه أريكتها المفضله تنتظر “علا” التى أقبلت عليها بإبتسامه لتقابلها أم “يوسف” بمثيلتها مرحبه بها بحفاوة …
ام يوسف: أهلاً أهلاً … تعالى يا بنتى نورينا …

علا : ده نورك يا طنط … إتفضلى …

أنهت عبارتها وهى تقدم علبه ما تجاه أم “يوسف” …

ام يوسف: إيه ده يا بنتى …؟؟

علا: ده كيك بالشيكولاته أنا إللى عملاه حتعجب حضرتك أوى …

حملتها “دعاء” بإنبهار شديد قائله …

دعاء: واو … شيكولاته … أنا بحبها أووووى …

شعرت “علا” بالتفاخر وهى تردف بتساؤل لطيف …
علا: طب دوقيها كده وقوليلى رأيك فى عمايلى …!!!

من فرط حماس “دعاء” لتناول تلك الحلوى الشهيه أسرعو نحو المطبخ لتحضر بعض الأطباق وبدأت بتقطيع الكيك الشهى لتتذوقه كلاً من أم “يوسف” و”دعاء” بتلذذ شديد ..

دعاء: تسلم إيدك بجد حلو جداً .. عمرى ما أكلت كيك شيكولاته حلو كده .. مش كده يا ماما …؟؟؟

ام يوسف: جميل جداً بصراحه تسلم إيدك يا بنتى تعبتى نفسك ليه كده بس ..؟؟؟

بخجل شديد من إطراء أم “يوسف” و”دعاء” بما صنعته خصيصاً لهما أردفت “علا” ….
علا : تعبك راحه يا طنط …

هل تساق السعادة لمشتهيها ، هل يكون المرء طيب الحظ بتلك الصورة …

دق قلبها بقوة فرحاً بسماع تلك الخطوات التى أقتربت من باب الشقه لترفع بصرها نحو الدالف حين فتح الباب … إنه هو … معشوقها الوحيد …. “يوسف” ….

عندما أقبل “يوسف” ليدلف للشقه إستمع لصوت غريب لكنه مألوف على مسامعه للغايه ليطرق الباب مستئذناً للدخول أولاً فيبدو أن لديهم صحبه غريبه اليوم …

دعته والدته بالدخول وهى تخبره بأن ضيفتهم ما هى إلا جارتهم الرقيقه …
ام يوسف: تعالى يا “يوسف” … مفيش حد غريب دى “علا” …

يوسف: السلام عليكم …

بمجرد أن تحرك لبضع الخطوات للداخل نهضت “علا” وقد علا ثغرها إبتسامه خافقه مع قلبها المضطرب لتلاحظ والدة “يوسف” و”دعاء” تلك الفرحه التى رسمت بأعينها فور حضور “يوسف” ….

مالت “دعاء” على أذن والدتها تهمس بصوت خفيض للغايه ….
دعاء: شكل الصناره غمزت يا أم “يوووسف” … يا رب إبنك يتلحلح بقى …

إبتسمت أم “يوسف” لحديث إبنتها مستكمله حديثها مع ولدها …

ام يوسف: أقعد يا “يوسف” .. “علا” مش غريبه … مش كده ولا إيه .. ؟؟

تلون وجه “علا” بحمرة خجله على الفور وهى تنحى عيناها قائله بإبتسامه خفيفه …
علا : طبعاً يا طنط …

مدت “دعاء” يدها بأحد الأطباق بوجه “يوسف” وهى تدعوه لتناول الحلوى معهم قائله بمزاح شقى …

دعاء : يلا بقى دوق كيك الشوكلاطه إللى عملته علا بأيديها ….

رفع “يوسف” كفه رافضاً بلباقه قائلاً …
يوسف : شكراً يا “دعاء” ما أنتى عارفه مش بحب الشيكولاته …

عقصت “دعاء” ملامحها بشكل غريب وهى تردف بتعجب …
دعاء : والله أنا مش فاهمه الناس إللى مش بتحب الشيكولاطه دول عايشين إزاى !!! .. دى أحلى حاجه فى الدنيا …

ظنت “علا” أن “يوسف” من هؤلاء الذين يرفضون الأطعمة المصنعه خارج المنزل لتعقب مطمئنه إياه …
علا : متقلقش يا “يوسف” .. دى أنا إللى عملاها مش جاهزة يعنى كل حاجه فيها مضمونه …

بإبتسامه متكلفه للغايه حاول “يوسف” رسمها على محياه أجابها بدبلوماسيه حتى لا يكون فظاً معها فعليه التحلى باللباقه ليردف مجاملاً ….
يوسف: طبعاً أكيد جميله تسلم إيدك .. بس بجد أنا ماليش فى الشيكولاته نهائى مش بحبها خالص …

علا : معقول … غريبه …

أمسكت أم “يوسف” طبقها وتناولت منه قضمه بسيطه …

ام يوسف: فايتك حاجات حلوة كتير يا “يوسف” .. لو تحاول بس ..

قالتها أم “يوسف” وقد تعلقت عيناها بتلك الفتاه كما لو ترسل له رساله لا يفهمها إلا سواهما …

مع عدم إنتباهها لموضع المنضده حاولت أم “يوسف” وضع الطبق من يدها لكن القدر لم يكن يحالفها فإنزلق الطبق من يدها وأختل توازنها ….

إنتبهت “دعاء” لتهرع تجاه والدتها تلحق بالطبق قبل أن يسقط أرضاً لتلقفه بيدها حينما أسرع “يوسف” تجاه والدته يسندها قبل أن يصيبها مكروة بسبب عدم توازنها …

يوسف: على مهلك يا ماما …

دعاء: أنتى كويسه يا ماما ….؟؟

ام يوسف: الحمد لله مفيش حاجه ربنا يخليكم ليا يا رب …

لم تتحرك “علا” من موضعها لتقف مكتوفه اللأيدى تنظر تجاههم جميعاً دون إدراك ما يجب عليها فعله …

قام “يوسف” و “دعاء” بإسناد والدتهم بعد فقد توازنها قبل أن تسقط أرضاً حين سألت “علا” بهدوء …

علا : حضرتك كويسه يا طنط …؟!!!

ام يوسف: الحمد لله يا بنتى …

يوسف: طب بعد إذنكم حدخل أرتاح أنا بقى …

“إتفضل …”

إنصرفت بعد ذلك “علا” مودعه أم “يوسف” و”دعاء” وهى تدعو “دعاء” لزيارتهم يوماً ما لقضاء بعض الوقت معها ….

أغلقت “دعاء” باب الشقه من خلفها وهى تستدير بقوة تجاه والدتها تسألها عن رأيها وهى تصفق بكلتا يديها بمرح ..
دعاء: ها إيه رأيك …؟؟

ام يوسف: والله شكلها طيبه وكويسه …

دعاء : مش قلتلك …. لما نشوف بقى رأى الأستاذ يوسف إيه …؟؟

أسرعت “دعاء” حامله بقيه الكيك ثم دلفت غرفه “يوسف” ممازحه إياه …

دعاء: ما تاكل شيكولاطه يا عم .. البونيه تاعبه نفسها عشان توريك إنها شاطره كده تكسفها …!!!!

يوسف: وبعدين بقى .. مش حنخلص من الموال ده .. بلاش وجع دماغ … أنا مش عايز أتجوز دلوقتى خااااالص …

رفعت “دعاء” أنفها بإستياء وهى تميل فمها جانبياً قائله …

دعاء: يعنى ولا عايز تتجوز …ولا عايز تاكل شيكولاطه .. إنت عايش ليه بس …!!!!

تركته “دعاء” مبتسما فقد ازاحت عنه بمزاحها تعب اليوم الطويل ….

•• الفصل الحادي عشر ••
•• فلتخرجى … ••

تعاقبت الأيام حتى مر أسبوع آخر ، سبعه أيام تحامل بها “عبد المقصود” إخفاء ما إتضح له من حقيقه زوجته وإبنها حتى يستطيع التصرف دون المساس بـ”ورد” خاصه بعد معرفته بمرضه الذى زاده هماً وتوتراً ….

بعد أن إطمئن “عبد المقصود” لخروج زوجته من المنزل وأصبح الوضع هادئ إلى حد بعيد أجرى تلك المكالمه التى ينتظر إجرائها منذ الصباح لمحادثه المحامى الخاص به …

ابو محمد: أيوه يا أستاذ حنفى عملت إيه ….؟؟؟

حنفى : كله تمام والمشترى خلاص جاهز …. إن شاء الله بكرة نروح نمضى العقود ونستلم الفلوس فى البنك على طول …

وأخيراً أهلت الراحه ليضمن حق إبنته الغاليه وأخيها الصغير بعيداً عن تلك المستغله وولدها ، أغمض “عبد المقصود” عيناه براحه لوهله قبل أن يستكمل مكالمته قائلاً …
ابو محمد: كويس أوى .. يا ريت برضه زى ما فهمتك محدش ياخد خبر إننا حنبيع المصنع …

حنفى : تمام يا “عبد المقصود” بيه …

بعد إنتهاء تلك المحادثه نكس رأسه قليلاً لتملك هذا الدوار من رأسه مرة أخرى لينتبه على صوت مزعج آت من خارج البيت …

كان صوتاً أشبه بمجادله وربما حدة بالحديث تحول لإنفعال أحد العاملات بالمنزل بصوت عالٍ ينهر أحدهم بشده …

قضب حاجبيه بقوة وهو ينهض من جلسته متطلعاً نحو مصدر الصوت الذى كاد يتحول لمشاجرة بباب بيته ….

تفحص الأمر قليلاً ليجد “نجاح” المربيه الخاصه بولده “محمد” تقف بإنفعال مع إحدى السيدات قرابه باب البيت …

كانت سيده أربعينيه هزيله الجسم ترتدى جلباب أسود رث للغايه وتلف رأسها النحيل بشال أسود أيضاً كاد يلتهم معظم وجهها خلفه …

كانت تلك السيدة منفعله للغايه محتده إلى حد كبير لا تتوانى ولا التراجع عن الذهاب مع محاولات “نجاح” المستمرة ….

تقدم نحوهم ببضع خطوات ليستمع بوضوح أكثر حين هتفت تلك السيدة بحده …

السيده: أنا لازمن أشوفها دلوقتى …!!!

نجاح: الست مش هنا خرجت والله … يا ست إفهنينى بقى ..

جلست تلك السيده بإنفعال غير مبرر وإصرار واضح أمام البوابه قائله …
السيده: أنا مش حمشى من هنا .. أنا قاعده أهو لحد ما تيجى …!!!

إتسعت عينا “نجاح” بغير تصديق لإصرارها لهذا الحد وهى تضرب كفيها بعضهم ببعض بقله صبر حين دنا منهما “عبد المقصود” متسائلاً ….

ابو محمد: خير يا نجاح …؟!!!

نجاح: الست دى مصممه عايزة الست أم “حسام”…. وعماله أفهمها إنها خرجت عماله تزعق ومصممه برضه تستناها …!!!!

ابو محمد: طيب روحى أنتى ….

تفحص برويه تلك المرأه الغريبه التى يرها لأول مرة ليتسائل بإستراب وفضول إنتابه لإصرارها وتشبثها بالبقاء بتلك الصورة…

ابو محمد: خير … أنتى مين و عايزة إيه …؟؟

نهضت السيده لتحدثه وقد لانت ملامحها بشكل غريب وتهدج صوتها حتى البكاء بلحظه واحده …
السيده: عايزة الست فى حاجه ضرورى …

ابو محمد: قولى طيب أنا جوزها …

زاغت عينا السيدة قليلاً ثم هتفت بإنكسار مصطنع ونبره مهتزه مختلفه تماماً عن تلك الحاده المنفعله منذ قليل …
السيده : معلش الست منبهه عليا إنى مجيش لحد غيرها …

إنتابه الشك بتلك المرأة ذات اللكنه الغريبه فيبدو أنها ليست من قاطنى القاهرة فلها لكنه مميزة لم يسمعها من قبل ليصمت قليلاً قبل أن يرسم إبتسامه خفيفه فوق ثغره قائلاً بذكاء محاولاً إظهار ما تخبئه هذه السيده …

ابو محمد: متقلقيش هى قايلالى على كل حاجه .. قولى بس إنتى عايزة إيه ….؟؟

تفكرت تلك السيده للحظه فيما داخلها ولم لا … فهى تحتاج ذلك وهذا الرجل الثرى لن يبخل عليها خاصه وقد أخبرته زوجته بما بينهما لتردف بطمع …
السيده: إذا كان كده يا بيه … ماشى … أنا جيت مزنوقه فى قرشين الفلوس إللى هى بعتتهملى معملوش حاجه .. وأنا عايزة فلوس مديونه ولازم أدفع …

شعر بالغرابه لإرسال “ناهد” مالاً لتلك السيدة دون معرفته ليستكمل “عبد المقصود” وكأنه يدرك تماماً عما تتحدث لتستمر بالحديث بأريحيه معه …
ابو محمد: ليه هى قالتلى إنها بعتت لك إللى يكفيكى وزياده …

بإنفعال بسيط وإستكانه تميل للنحيب أردفت …
السيده: زياده إيه يا بيه !!!! … هو إنتوا واخدين منى هدمه ولا جزمه ده عيل !!! … لحم ودم …!!!

إتسعت عيناه بصدمه ليدب الشك بقلبه لكنه إستكمل لمعرفه الحقيقه كامله مقرراً مجاراتها بالحديث …
ابو محمد: أيوه بس إحنا إديناكى كتير …

السيده: لا يا بيه لا كتير ولا حاجه يا تراضينى كويس يا حروح أبلغ إنكم خطفتوا “محمد” إبنى ومش راضيين ترجعهولى أه … ده أنا جايه من الشرقيه مخصوص مينفعش تمشونى كده إيد ورا و إيد قدام ….!!!!

حاول إستيعاب الأمر وربط بين الأمور وبعضها ليخرج بشرود محفظته ويمد يده لها ببعض المال ليدلف بعد ذلك للبيت مباشرة وهو يتذكر ما حدث منذ ثلاث سنوات …

تذكر سعادته حينما أبلغته زوجته “ناهد” أنها حامل فقد كان متعجباً من سنها وأنها تجاوزت الخمس والأربعون عاماً إلا أنها حامل وبعد عدة أشهر تفاقمت بينهم مشكله أصرت فيها “ناهد” على ترك المنزل والذهاب إلى الشرقيه لدى عائلتها حتى أبلغته بخبر ولادتها لإبنهما “محمد” مبكراً …

لكن الآن فهم الحيله وأنها قد أخذت إبن هذه السيده لتحتال عليه وتوهمه إنه إبنه حتى يتسنى لها أن ترثه .. مجدداً المال .. هو كل ما كانت تسعى إليه !!! … كيف عُميت عيناه عنها طوال هذه السنوات … كيف لم يرى طمعها وجشعها وإصرارها على زواج ولدها من “ورد” … كيف لم ينتبه …..؟!!

وفى ظل حيرته عادت “ناهد” من الخارج للتو ليقابلها بنظرات غير مفهومه فأخذ يحدجها لفترة طويله يحدث بها نفسه فقد علم الآن لم كانت تكره إسم (أم محمد) .. فهو ليس ولدها من الأساس حتى تسمى به ….

ام حسام: واقف بره ليه كده يا أبو “محمد” ..؟؟؟

أطلقت شرراً بذكرها للإسم بتلك الصورة ليصرخ بها بإنفعال غاضب ….
ابو محمد: إوعى أسمعك تنطقيها تانى على لسانك فاهمه …. أنا أبو “ورد” وبس … يا كدابه يا طماعه …!!!!

إبتلعت ريقها بصعوبه لهذا الإنفعال الشديد لتقابله بحده حتى لا يتمادى بصراخه أكثر من ذلك ..
ام حسام: فيه إيه ..؟؟ إيه إللى حصل … ؟؟ إنت عمرك ما كلمتنى كده ….؟؟

ابو محمد: وفوقت … أخيراً فوقت …. أنتى إنسانه طماعه و إنتهازيه … أنا عرفت كل حاجه …وعرفت إن “محمد” مش إبنى … من النهارده مالكيش مكان ولا عيش فى البيت ده … غورى من هنا يلا … إنتى طالق … طالق … طالق …

لم تصدق “ناهد” ما تسمعه أذنها لتهتف بصدمه وعدم إستيعاب …
ام حسام : عرفت …!!!

لتستطرد بإستجداء وترجى شديد …
أم حسام : إسمعنى بس … أنا …

لحقها “عبد المقصود” غاضباً يدفعها للخروج من البيت كاملاً …
ابو محمد : أنتى إيه ….؟؟ حتألفى كدبه تانيه !!!! … خلاص مبقتش طايق أبص فى وشك … غورى من هنا وعلى الله أشوف وشك هنا تانى … برررره …

جرجرت ساقيها إلى خارج البيت تشعر بالقهر الشديد لطردها بتلك الصورة ساخطه على تلك الزيجه التى لم تستفيد منها بأى صورة ….

أخذت تتوعده بالإنتقام فلم يعد أمامها حل آخر غير “ورد” تلك التافهه التى ستحضر لها المال على طبق من ذهب … يجب أن تنتقم منه فى هذه الفتاه … لكن بعد أن تأخذ كل ما تملك هذه الضعيفه أولاً ….

____________________________________

شقه حسام ….
تفاجئ “حسام” بعودة والدته فقد تركته منذ ساعه أو أقل ليضيق عينيه بإستراب ..

حسام: ماما …!! إيه إللى رجعك تانى ….؟؟؟

ام حسام: “عبد المقصود” … طلقنى …!!!

فغر فاه بقوة وقد صدمت ملامحه هاتفاً بعدم تصديق …
حسام: إيه …!! إتجنن ده ولا إيه …؟؟؟

جلست “ناهد” بدون تركيز وهى تتحدث بصدمه لم تفارقها منذ طردها “عبد المقصود” من منزله …

ام حسام: مش عارفه عرف منين موضوع “محمد” وطلقنى … إحنا لازم نتصرف يا “حسام” لازم … لازم أقهره زى ما قهرنى …

حسام: واحده واحده هو حيروح مننا فين …؟؟

ضمت شفاهها بغيظ وهى تضغط بكفيها بعضهم البعض ..
ام حسام: أنا متغاظه أوى يا “حسام” …حاسه أنه غلبنى … بس لأ … هى …. هى مفيش غيرها “ورد” إللى حتكسره … لازم ننتقم …

حسام : متخافيش .. تطلع بس من المستشفى ونحاول نوقعها …

ام حسام: أيوه كده .. هو ده إبنى حبيبى …

إنتبهت “ناهد” للتو بالغرفه من حولها لتعلو نظرات مشمئزة من تلك الفوضى التى تعم شقته فهى لم تأتى إلى الشقه منذ ما يقرب من عشرة أيام وإكتفت بلقائه بأماكن عامه قريبه منها ثم أردفت بتقزز …

ام حسام: إيه البهدله إللى إنت عاملها فى الشقه دى …!!

حسام: يا ماما بقى … سيبينى براحتى هو أنا كمان حقعد أنظف وأظبط فيها … عموماً إنتى جيتى أهو إعملى إنتى إللى إنتى عايزاه …

إنتفضت “ناهد” كالملسوعه أبعد هذا الثراء تبقى بتلك الشقه الكريهه تنظف وترتب خلف هذا الفوضوى ، أبعد أن كانت تأمر وتطاع يذلها الزمن ويحط من قدرها لتردف بإنزعاج …

ام حسام: إيه …!! وهو أنا كنت بعمل هناك حاجه لما أعمل هنا ….؟؟ لا إنت تشوفلك حد ينظف ويظبط الدنيا كده … أنا حروح أقعد فى شقه مفروشه أحسن لى … متنساش إن إنت حتجيب “ورد” هنا وأنا مش حينفع أقعد معاك ..

حسام بتملل: ماشى ماشى …

____________________________________

شركه الأقصى ….
نظر “شريف” بتملل تجاه ساعه يده ثم أعاد بصره نحو “يوسف” المتعمق للغايه بهذا العقد الموضوع أمامهما ليزفر “شريف” بإختناق ناظراً نحو العقد بيد “يوسف” قائلاً …

شريف: أبوس إيدك يا أخى أنا تعبت … من الصبح قاعدين على العقد ده وأنا ولا فاهم حاجه …

ترك “يوسف” العقد من يده وهو يرسم إبتسامه وهو يدرك تماماً مقصد “شريف” قائلاً بفراسه ..
يوسف: مالك يا “شريف” … إنت جعان ولا إيه …؟؟

إعتدل “شريف” وعلت إبتسامته تشق وجهه لفراسه صديقه وفهم مقصده …
شريف: حبيبى يا فاهمنى ….

يوسف: بس ده لسه بدرى على معاد البريك …

شريف: ما هو ده إللى مجننى … إيه إللى مجوعنى بدرى …؟!!!!

ضحك “يوسف” وهو يتراجع بجزعه للخلف قليلاً قائلاً …
يوسف : طيب أصبر على نفسك شويه .. أنا مش فاهم مع كميه الأكل الرهيبه إللى بتاكلها دى مبتتخنش ليه …؟؟

شريف: ده كرم ربنا بقى … بس بقولك إيه … بطنى وجعتنى من أكل الكشرى … نغير بقى …!!!!

يوسف: أنا لو أكلته كل يوم ما أزهقش …

شريف: يا أخى معدتى حجرت … ما المطعم عندهم أكل كتير .. إشمعنى الكشرى ده …؟!!

يوسف: كل واحد و إللى يحبه بقى …

رفع “شريف” أنفه ممتعضاً ليسخر من “يوسف” وما يحبذه …
شريف: يحبه ….!! أما انت صحيح فقرى … يوم ما تحب تحب كشرى .. ما تحب لحمه و لا فراخ ولا بطايه حلوة كده …!!!!

يوسف: يا جدع إنت حد مسلطك عليا … أنا حر …

شريف: ماشى يا أخويا على راحتك … بس ناكل …

تطلع “يوسف” نحو الساعه المعلقه بالمكتب ثم أردف متمهلاً …
يوسف: باقى ساعه على البريك .. إستنى شويه .. حتى نخلص العقد المعقرب ده …

تكتف “شريف” وهو يزم شفتيه بضيق قائلاً …
شريف: صابرين أهو ….

____________________________________

عبد المقصود …
إستقل سيارته ليتجه إلى المستشفى شارداً بما حدث مع “ناهد” منذ قليل ، كم صدمه معرفته بتزييفها لحقيقه إبنهما وكذبها وخداعها له ، كم كان ساذجاً بتصديقها ، لكنه حمد الله أن ظهرت الحقيقه قبل أن يضع الوديعه بإسم “محمد” بالبنك غداً وأنه قد إتضحت له كل تلك الحقائق قبل وفاته وتورط “ورد” مع “ناهد” وولدها مره أخرى ….

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل