
-هوضح لحضرتك حاجة، إحنا مش هنفتح الوصية ولا هنتكلم فى أى ورث إلا بعد ما أقعد معها ونتكلم لوحدنا ولو المشكلة فى مرضها دى مشكلتي أنا مش حضرتك
تردد “حمزة” كثيرًا فى الموافقة ثم نظر إلى ابنته بقلق وأشار إلى “سارة” وقال:-
-ماشي أتكلم معاها لكن خذ معاكم مربيتها سارة لأن أصل هي بتخاف من الغرباء وخصوصًا الرجالة ومش هتروح معاك حتى لو أنا قلت لها تروح
أومأ “شريف” له بنعم وترك “راغب” مع “حمزة” وخرج من الغرفة معهم ثم ذهبوا إلى المكتب ليُحدثها وبعد حوار طويل بينهم فُتح باب المكتب ودلف “جمال” قائلًا:-
-لسه مخلصتش أنا عايز أنام؟
لكنه صُدم عندما سمع صوت فتاة أدعي والدها أنها بكماء تقول بصوت مُرتجف:-
-أنا مش عايزة فلوس منكم لكن ممكن تديني حصاني، صدقني مش عايزه منكم غيره
تقدم “جمال” إليها مصدومة من كلماتها وصوتها الذي خرج من جنحرتها بعد أدعى والدها بأنها “بكماء” فأدرك أن هناك لغز لهذا الشيء، قال ب ة ونبرة باردة:-
-قُلتي أيه؟
ألتف “شريف” إليه بقلق شديد مما سمعه من هذه الفتاة وقال:-
-مستر مختار أداها حصان هدية فى عيد ميلادها وبعته لهنا من ثلاث شهور، هى عايزاه
تأفف “جمال” ب وهو يزحزح رابطة عنقه بأختناق ثم قال:-
-أديهولها ، لو دا اللى هي عايزاه خليها تأخده ونخلص من القرف دا أنا معنديش طاقة أتحملهم أكثر من كدة
ألتف لكي يغادر المكتب مُعتقدًا أن الأمر أنتهى ولن تأخذ شيء منه أكثر ولن تدخل معه فى مجادلات لأجل الورث لكنه توقف فجأة عندما شعر بيدي قوية تتشبث به بقوة وكانت يدي “سارة” مربيتها تقول بترجي:-
-رجاءًا متخلهاش تروح مع الرجل المجنون دا، دا مش أب دا مجنون ومريض نفسي حتى لو هترمينا فى الشارع بعد ما يمشي مش هنعترض لكن على الأقل متخلهوش يأخدها
نظر “جمال” إليها بتعجب وهو لا يفهم ما هذا وما سبب هذا الرجاء، أستدار بنظره إلي “مريم” وكانت واقفة منكمشة فى ذاتها بخوف، لا يفهم ماذا يحدث؟ جذب “جمال” يده من يدي “سارة” بأشمئزاز وقال:-
-أطلعوا برا قصري حالًا… وصلهم للباب يا شريف
تنحنح “شريف” بقلق من رد فعل هذا الرجل متصلب القلب وعديم الرحمة بعد أن جمع شجاعته وقال بجدية:-
-لكنها هي مش هتمشي من هنا
توقف “جمال” لبرهة عن السير ب ة من معارضة “شريف” له وألتف إليه قائلًا ب ة:-
-شريف، أنت قُلت أيه؟
أبتلع “شريف” ريقه بصعوبة بالغة ثم قال:-
-هي بتقول أنها حامل من أخوك أستاذ مختار وبكرة الصبح هأخدها للمعمل عشان نحلل عشان كدة مش هتمشي من هنا؟
تأفف “جمال” ب شديد من هذه الكارثة التى حلت به، ألم يكفي كونها زوجة ترغب بالورث لكن الآن هناك طفل ولوح بيديه غاضبًا أثناء مغادرته ويتمتم قائلًا:-
-دا اللي كان ناقصني طفل من عاهرة
غادر المكتب لينظر “شريف” إلى “مريم” وقال بلطف:-
-متقلقيش أنا هساعدك
خرج للخارج معها ل “حنان” تأخذها للطابق العلوي ثم دلف إلى غرفة الصالون وقال:-
-ممكن تروح أنا خلصت كلام معها وبكرة هنفتح الوصية
أومأ “حمزة” إليه بهدوء ووقف من محله يحدق بالخلف نحو الباب قائلًا:-
-فين بنتي؟
تبسم “شريف” وهو يضع يديه فى جيوبه بغرور قائلًا:-
-فوق مش هتخرج من هنا لأنها ببساطة فرد من عائلة مستر جمال المصري
أتسعت عيني “حمزة” على مص..راعيها وأنتفض من مكانه فزعًا وي بقوة قائلًا:-
-ايه؟ أنا ههد البيت دا على دماغكم لو مرجعتوليش بنتي
خرج للخارج ركضًا ليقول “شريف” ببسمة خبيثة قائلًا:-
-ممكن تروح يا راغب و نتقابل في الشركة يوم الأحد
غادر “راغب” مُبتسمًا وهو يفهم ما سيفعله “شريف”، خرج “شريف” للخارج وكانت “حنان” تقف فى مُقدمة الدرج تحاول منع “حمزة” من الصعود بخوف شديد فهذا الطابق لن يصعد به أحد سوى “جمال” وخادمة واحدة تنظفه و”شريف”، قالت بجدية:-
-مفيش طلوع فوق مستحيل أسمح لك
دفعها “حمزة” بقوة بعيدًا صارخًا بها:-
-أبعدي عن طريقي يا ست يا مج..نونة أنتِ، انا مش عايز غير بنتي
صعد للأعلى بوجه غاضب عابسًا وهو يناديها قائلًا:-
-مريم، أنتِ فين يا مريم؟
بدأ فى فتح أبواب الغرف، ذعرت “حنان” من هذا الأمر ثم قالت:-
-ربنا يستر
تبسم “شريف” بمكر شديد وقال:-
-متقلقيش يا حنان هو هيقابل الأسد وبصراحة يستاهل، رجل متخلف ومجنون بستقوي على الضعيف لكن من دلوقت مش هقابل فى وشه غير جمال، خلينا نشوف قلبه الميت دا هيتحمل ولا لا؟
فتح “حمزة” باب الغرفة ب ة ورأى “مريم” بداخلها بين ذراعي “سارة” ترتجف بعد أن سمعت صوته يناديها من الخارج، أسرع نحوها ب سافر كالثور الهائج ومسكها من مقدمة رأسها وغرة شعرها بقوة وهو يقوة ب شديد:-
-دا اللى اتفقنا عليه يا زبالة، أنا قُلتهم انك خرساء وروحتي أتكلمتي معاهم، قُلتي أيه ها؟ قلت ليهم أيه؟
ذرفت الدموع من عيني “مريم” بضعف شديد وخوف يحتلها بكل أنش فى جسدها وبدأت ت باكية من الألم بعد أن أوشك على أ ع خصلات شعرها من رأسها من قوته وتهتف قائلة:-
-أبعد عني، أرجوك أنا هعمل اللى تقولي عليه بس بلاش ت ني تاني والنبي
نظر إليها وهو يجذبها من رأسها بقوة مع طريقه للخارج قائلًا:-
-أ ك!! لا يا مريم أنتِ ال مش هينفع معاكي أنا ه ك وأخلص منك نهائي المرة دي؟
رفع رأسه عنها ليري وجه “جمال” أمامه بقميصه الأبيض وبنطلون، كان قميصه مفتوح وصدره عاري بعد أن أستوقفه صوت هذا المُختل أثناء تبديل ملا ، أبتلع “حمزة” ريقيه بصعوبة من نظرات “جمال” وقال:-
-أنا هأخد بنتي..
لم يكمل كلمته بل أست لكمة قوية على وجهه من قبضته “جمال” أسقطته أرضًا داخل الغرفة وسقطت “مريم” معه بعد أن جذبها فى سقوطه من شعرها المُتشبث به.. أسرعت “سارة” إليها بلهفة وأخذتها من يديه بذعر بينما أخذ “جمال” والدها من ملا ف “حمزة” ب شديد قائلًا:-
-أنا هأخد بنتي ومحدش يقدر يمنعني
دفعه “جمال” لخارج الغرفة بقوة ليسقط “حمزة” مرة أخرى على الأرض فى الرواق وصاح به بأنفعال شديد قائلًا:-
-مين اللي سمح لك، ها!! مين سمح لك تطلع هنا من الأساس؟
وقف “حمزة” ب سافر وهندم ملا حادق بوجه “جمال” وهو يقول:-
-أنا مش عايز حاجة من بيتك غير بنتي والباقي هنسيبه للقانون
شعر “جمال” أن هذا المت..سول المتعطش للمال يُهدده مما زاد من ه وبركانه، تطلع به وهو يسير نحوه كى يأخذ ابنته وكأنه لا يخشي وقوف “جمال” على باب الغرفة، وقف “جمال” يحدق به بسخرية من جراءته و أن يتحدث شعر بأنامل صغيرة تتشبث بقميصه من الخلف بمنتصف ظهره فألتف برأسه كى يراها تختبيء خلفه وتمتمت بحزن وعينيها تترجي عينيه كنبرة صوتها الضعيف قائلة:-
-متسبهوش يأخدني لو سمحت
شعر “جمال” بقشعريرة فى جسده من نبرتها ورجاءها و أن يجيب عليه رأي “حمزة” يمسك يدها الآخرى بقوة ويجذبها من خلف “جمال” بقوة ويقول:-
-أنا هعاقبك على أفعالك يا مريم وعصيانك ليك هتشوفي
شعر “جمال” بيديها تزيد من جذب قميصه بقبضتها وتزداد تشبثًا به فمسك يد “حمزة” وأبعادها عنها وهو يشعر بإهانة من هذا الرجل وكبرياء الرجل الموجود بداخله وغروره قد هُزم بتحدي “حمزة” له، أفلت يد “مريم” منه وأخذه من ملا بقوة للأسفل وهو يقول:-
-وريني هتأخذها من بيتي أزاى؟
دفعه للخارج و أن يتحرك “حمزة” من مكانه شعر بيدي تمسكه من الخلف وعندما نظر رأي رجال الأمن والحراسة ليعلم بأنه لن يأخذها من هذا المنزل إلا إذا أعطاها “جمال” له برغبته، غادر القصر مرتعبًا خوفًا من ابنته وما ستقوله وتفعله هناك ربما تهدم كل ما خطط له، ألتف “جمال” ب شديد وهو ينفض قميصه بأختناق لما يحدث فى حياته الهادئة، رأى “شريف” يقف بجوار “حنان” أمام الدرج ليتأفف ب شديد واضح لهما ثم صعد للأعلى فرأى “سارة” تقف أمام الغرفة و”مريم” بالداخل يراها جالسة هناك أرضًا جوار الفراش، تحاشي النظر إليهما ومر لتستوقفه “سارة” وهى تقول:-
-لحظة من فضلك
ألتف “جمال” إليها بأختناق وقال بتهكم:-
-أنا عارف أنه يوم مش فايت من أوله، عايزة أيه تاني؟
قالت “سارة” بلطف وعينيها تنظر إلى “مريم” قائلة:-
-أنا أسفة على الأزعاج فعلًا لكن ممكن سؤال، الحصان فين؟ حصانها هي عايزاه وبعدها ممكن نمشي وكمان شكرًا لحضرتك جدًا على اللى عملته عشاننا
ألتف كي يذهب إلى جناحه مُتجاهل كل كلمة تفوهت بها وقال بنبرة صارمة:-
-فى الأسطبل تحت
دلف لغرفته بينما أسرعت “سارة” للداخل وجلست جوار “مريم” لترفع “مريم” نظرها للأعلي حيث مربيتها أكثر شخص لين عليها ويعاملها بلطف فقالت:-
-هيحصل أيه؟ أنتِ أكتر واحدة عارفة أن الموضوع مش هيمر بسلام؟ حمزة هيرجع عشاني من تاني
مسحت “سارة” على رأسها بلطف شديد ثم قالت:-
-متقلقيش يا صغيرتي أنا معاكي ومستحيل أسمح لحد بأذيتك، خلينا نأخد صانك من هنا ونمشي ما حد يكتشف أمرنا ونهرب بعد حتى لو أضطرت أخذك لأخر العالم أن حكم الأمر ، وأحميكي ما يعرف جمال بحقيقتنا وحتى ما يدور شريف ورانا ويشك فى كلامنا معه، لازم نمشي ما يبدوا يفكروا فى موت مختار و ما حد يعرف أنه أت ، لحد دلوقت الخطة ماشية صح زى ما خططنا، أجمدي يا مريم وأنا هحل المشاكل كلها ونخلص من الماضي واللي فات أتفقنا…
للحكــــــايــــة بقيـــــــة………
يتبع…
رواية جمال الأسود الحلقة الثانية
عانقتها “مريم” بضعف شديد وخوف يحتلها من الداخل من القادم وما سيحدث عما قريب، طوقتها “سارة” بحب مُحاولة إخماد نيران قلبها المُرتعب خوفًا من القادم ثم همست إليها قائلة:-
-حصانك تحت، أنا سألته ممكن تروحي له
خرجت “مريم” من بين ذراعيها بسرعة البرق وتلاشي الخوف وعادت للحياة كسمة صغيرة عادت للمحيط بعد ان أنقطعت أنفاسها فى صراع الخروج منه، تتطلع بها بحماس وقالت:-
-هروح أكيد، عن أذنك
تبسمت بسعادة وهى تقف من مكانها لتركض للخارج ولأول مرة تظهر بسمة على شفتيها مُنذ رحيل “مُختار”، ضحكت “سارة” بعفوية على عودة طفلتها إلى طبيعتها البريئة، كانت تركض على الدرج كطفلة صغيرة جميلة نالت حريتها فرأتها “حنان” وشعرت بأنها ترى فراشة جميلة حلقت بجناحيها فى السماء بعد أن نالت حريتها وبسمتها العريضة تجذب كل من تراه فقالت بدهشة من تبدل حال هذه الفتاة:-
-على فين، أساعدك؟
توقفت “مريم” بحرج من هذه المرآة وركضها هكذا فى هذا المنزل الغريب وقالت:-
-عايزة أروح الأسطبل
أشارت “حنان” إلى أحد الخادمات الواقفة هناك وقالت بجدية:-
-هي هتساعدك وتوصلك هنا، وصليها للأسطبل وأرجعي على طول
أومأت الخادمة لها بنعم ثم ذهبت فى المقدمة لتبتسم “مريم” بسمة لطيفة خافتة إلى “حنان” كشكر وأمتنان على مساعدتها، خرجت خلف الخادمة حتى وصلت إلى الأسطبل وكان خلف القصر وهناك سياج كبير لركوب الخيل بجوار منزل خشبي يسكنه الخيول، أسرعت بالركض إلى هناك لتمر من جوار الخادمة وتصبح هى فى المقدمة، تبسمت الخادمة عليها وسارت خلفها بعفوية، دلفت للأسطبل وكان هناك عامل “حاتم” فور رؤيتها تعجب من وجود غريبة هنا ليقول:-
-أنتِ مين؟ ممنوع حد يجي هنا أطلعي برا
لم تجيب عليه بل نظرت إلى حصانها ورأسه تظهر من فوق السياج الخشبي المغلق عليه فتبسمت بفرحة عارمة تغمرها وقالت:-
-أنا مالكة إيلا
بدأ الحصان يصدر صيهله ويقفز بأقدامه فرحًا لرؤيتها وكأن هذا الحصان يبادلها نفس القدر من العشق والشوق، أسرعت إلى هناك فأومأت الخادمة إلى العامل بنعم وأن سيد القصر قد سمح لها بالفعل بالمجيء إلى هنا فمن سيعترض، نظرتها كأنها تخبره بموافقة “جمال” على ذلك، رفعت “مريم” يدها إلى الأعلى بينما قربت “إيلا” رأسها إلى يد مالكتها تداعبها فقالت الخادمة بدهشة بعد أن سمعت أسم الحصان:-
-فرسة، حصان أنثي
أومأ “حاتم” لها بنعم فمُنذ حضور هذه الفرسة إلى هنا وهو من يرعاها ويهتم بأمرها لذا يعرف هذا الأمر وقال بحماس:-
-من يوم ما جيت هنا بقالها ثلاثة شهور ولا مرة شوفتها فرحانة كدة، كل مرة كنت بطلب الدكتور عشان يشوفها لأن أكلها ضعيف وحتى صهيلها مسمعتهوش فى معظم الأوقات، فتحت لها الباب أكثر من مرة عشان تجري وتحس بالحرية فى المكان
لكنها كانت واقفة محلها سر، دلوقت بس عرفت مالها وعلاجها اللى الدكتور مقدرش يدهولها، صاحبتها! إيلا كانت عايزة المالكة عن الحرية
فتحت “مريم” الباب الخشبي الجراج بقوة رغم ضعفها وهو الحاجز بينهما وربتت على ظهر “إيلا” فرستها البنية الجميلة ذات الشعر الطويل كصاحبتها مما جعلت من لمستها الحماس ينطلق بها وبدأت تقفز بسعادة وتهز رأسها كأنها تطلب من “مريم” الصعود على ظهرها، تبسمت “مريم” وجلبت مقعد صغير لتضعه جوارها وصعدت على ظهر “إيلا” وتنفست بأرتياح وهى تقول:-
-وحشتينى يا إيلا، مش هتتخيلي حياتي فى غيابك عاملة أزاى