منوعات

الجزء الثاني

17*18*19
افاقت من شرودها على اهتزاز الهاتف فى جيب الجاكت الذى ترتديه ، … كنتى فين ؟ … برة .. .. عارف انك كنتى برة ، انا كنت فى شقتك دلوقتى ، كنتى فين لحد دلوقتى ؟ … بتتكلم كدة ليه ، انا كنت فى عشا مع حد أعرفه … .. أنتى هتسرحى ياأميرة

… … إيه اللى انت بتقوله ده ياعموا … ساد الصمت بينهما لثوانى ، واضح انه يحاول تمالك نفسه وكبح غضبه ، .. انا اسف ، الساعة عدت واحدة وانتى لسة برة اتدايقت … … وبعدين .. .. قلتلك خلاص ، انا اسف ، ادينى رقم رانيا فى مصر … .. ليه ؟ … عايز الرقم وخلاص ، لازم اقولك ليه ، ولا هى مأكدة عليكى متدنيش الرقم … … لأ ابدا ، عادى ، هبعتهولك فى رسالة … .. . دلوقتى لو سمحتى ، سلام … كان واضح تماما انه بدأ يفقد اتزانه من الغضب أو القلق أو حتى

شوقه لصاحبته لسنين التى فقدها فجأة ، وقد كان هذا ضروريا لايقاظه من دور التباطؤ والبرود الذى كان متقمصا اياه طوال الوقت . …………………………………….. جافاها النوم منذ أن عادت لمصر ، افتقدت حس الأمان من افتقادها لجميع من تعرف ، حتى المكان الذى عادت إليه ليس مكانها ، شقة جديدة قامت باستأجارها بالقرب من الجامعة ، رغم أنها كانت تنام فى غرفة وحدها طوال السنين التى مضت ، وهى الآن على نفس الوضع ، وحدها فى فراشها وغرفة مغلقة عليها ، إلا أنها تفشل دائما فى كل المحاولات لتنام . رن هاتفها ، وضعت الكتاب من يدها ومدت يدها لتحضره

، رقم ألمانى ، من صاحبه ، تواصلها مع أميرة يكون من خلال وسائل التواصل المتعددة على الانترنت، فتحت الخط ووضعت الهاتف على اذنها دون أن ترد ، سمعت الصوت الذى تحفظه من الجهة الأخرى وهو يقول .. الو ، الو ، رانيا .. تنهدت رانيا و حاولت اخماد شوقها الذى تعترف به لنفسها حتى لا يظهر من خلال صوتها ، … ايوة يانادر ، ازيك … … الحمد لله ، اخبارك انتى ايه … … كويسة ، الحمد لله … … استقريتى … .. ايوة ، استلمت امبارح ، وأجرت شقة قريب من الشغل ، الدنيا تمام يعنى …

… يعنى كان قرار نهائى فعلا … … أنت لسة بتسأل دلوقتى … … أنتى مرتاحة كدة … … الحمد لله ، حتى لو مش مرتاحة ، مسيرى هتعود على حياتى الجديدة ، وانت كمان ، أعتقد أنه سهل عليك انك تأقلم حياتك من غيرى ، لأنك اصلا كنت عامل كدة ، يعنى التغيير بسيط بالنسبالك … … أنتى شايفة كدة … … أنت شايف غير كدة .. … لأ ابدا ، انا بس حبيت اطمن عليكى ، خدى بالك من نفسك .. .. لا متقلقش عليا ، هقدر أعيش … … اوكى ، باى باى … … سلام …

ظل الهاتف معلق على اذنها لثوانى لم تنزله، هل هو حقا اتصل بها ، هل انتهت المكالمة على ذلك بعد كل هذه السنوات ، هى لم تنسائل حيوي ولو للحظة واحدة عما قامت به من أجل أميرة ، لكن هذا المغرور حقا قد جعلها تنسائل حيوي انها لم تنفصل عنه بمجرد ابتعادها عن عائلتها والسفر لبلد أخرى ، كان من الأفضل أن تستقل بحياتها بعيدا عنه . ……………………………………… وثانى يوم مساءا عنسائل حيويا كان فى طريقه للمطار وداخله وازع قوى بأن يراها لم يقاومه ، أمر السائق أن يحول وجهته ويعود لبيتها ، وصل للمبنى وقبل أن يترجل من السيارة

، رأى ما يجعله يعود أدراجه داخل السيارة مرة أخرى ، باب المبنى يفتح وتخرج منه تالى مع أحدهم ويبدوا عليهم التناغم الكامل ، يبتسم كل منهما للأخر ، ركبت السيارة بجانبه وانطلق به ، من هو وماذا تفعل معه ، الأهم من هذا أن هذا الوجه مألوف جدا بالنسبة له ، لقد رآه من قبل ، هو متأكد انه يعرفه ، أمر السائق أن يتحرك ، وعاد لوجهته مرة أخرى باتجاه المطار وعقله فى حالة هيا ج كامل يبحث داخله عن صاحب هذا الوجه ، وماذا تفعل الفتاة التى يريدها معه. ………………………………………. بعدها بيومين ، كانت رانيا فى طريقها

لمكتب العميد بعسائل حيويا استدعائها من قبله مرتين ، وهى تعتذر بسبب وجودها فى محاضرة مع الطلبة وصممت على اكمالها ، قبل دخولها رأت بعض أمناء الشرطة والعساكر يقفون على باب المكتب ، لم تهتم واستأذنت للدخول ، … السلام عليكم … رد العميد بغضب وصوت عالى … عليكم السلام ، ايه يادكتورة ، مش بعتلك اكتر من مرة … ردت رانيا وهى بكامل هدوءها … متأسفة جدا يادكتور ، كنت فى محاضرة وحضرتك عارف انهم متأخرين فى المنهج … … حسابك على الموضوع ده هيتم بعدين ، أول ما ابعتلك لازم … … خلاص يادكتور ، حصل خير …

كان هذا صوت رجولى صدر من خلفها مما جعلها تلتفت لترى من يتحدث ، رجل يجلس بوقار واضعا قسائل حيوي فوق الاخرى ، يبدو انه فى أوائل الأربعينات من عمره ، تتخلل بعض الشعيرات البيضاء شعره ، تابع الرجل كلامه دون أن يتحرك … الكلام ده تخلص بعدين ، انا مش فاضى ، كفاية العطلة اللى سببتها الدكتورة … سألت رانيا العميد باستنكار وهى تشير على الجالس … ومين حضرته … رد العميد … اللوا رفعت امين ، مدير أمن القاهرة … … تشرفنا ، لكن ايه علاقته بالموضوع … … سيادة اللوا يبقى والد الطالبة تسنيم رفعت ، اللى

عندك فى أولى … فهمت رانيا ما يحدث حولها بعد نطق الاسم ، لكن هى حقا لا تهتم لكون الرجل مديرا لأمن أم لا ، فى النهاية هو والد طالبة مستهترة مغرورة لا تحترم اساتذتها . وقف الرجل واقترب منها بخطوات ثابتة وهادئة ، ووقف قبالتها مباشرة وبتحدى قال … اللى انتى عملتيه ميصحش ابدا يادكتورة ، مش بنت رفعت امين اللى تطرد بالشكل ده قدام زمايلها. .. ردت رانيا بقوة وثبات … والله مش مشكلتى هى بنت مين ، بنت حضرتك طالبة مش مسؤولة بالمرة … لمعت عين الرجل من الغضب ، لكن رانيا لم تهتم وتابعت كلامها …

ايوة ، محترمتنيش ولا احترمت المحاضرة ولا حتى زمايلها ، بالرغم من أنها عارفة انى مبدخلش حد بعدى ، إلا أنها بتتعمد بعدى المحاضرة ، متخيلة انى هعديها واسيبها تدخل ، ولما جيت اكلمها ، ردت عليا بقلة زوق ، متخيل بقى انى هسمى عليها ، ولا هتهت واخاف لما يكون والدها مدير أمن ، متأسفة اوى ، مش هيحصل … قال الرجل بغضب … يعنى ايه الكلام ده … … اللى حضرتك سمعته وفهمته ، انا خلاص حرمتها من دخول باقى محاضراتى ، ولو عايزة تدخل الامتحان هى حرة ، كدة كدة مش هتنجح غير لما تحضر الشرح ،

وده آخر كلام عندى ، بعد اذنكم … تركتهم وخرجت والرجل يكاد ينفجر من الغضب والغيظ ، لكن لم يظهر ذلك إلا فى معالم وجهه فقط ، لم يتحدث هو الآخر بل سلك طريقه للخارج دون حتى أن يلقى السلام على العميد ، فتح أحد العساكر له باب السيارة ليدخل ، لمحها بعيدا وهى تنطلق بسيارتها باتجاه باب الجامعة ، قال لأمين الشرطة الذى يقف بجانبه ، … تعرفلى عنها كل حاجة ، من الألف للياء ، فاهم .. .. فاهم يافنسائل حيوي …. ………………………………………… انتهت ماتيلدا من اختباراتها ، ولم تنتظر حتى النتيجة ، جهزت جزء كبير من متعلقاتها

الشخصية وحجزت مع أول طائرة متجهة للقاهرة ، بعسائل حيويا اتفقت مع نادر على ذلك على أساس أنها ست قضى أسبوعين فى مصر لا أكثر وستعود معه مرة أخرى ، حاول اقناعها بأن تنتظره حتى يسافرا سويا ، لكنها أرادت الذهاب وحدها أولا ، رغم عسائل حيوي اقتناعه بالأمر إلا أنه وافق لأنه يعلم وجهتها الأولى ، رانيا . لم تخبر تالى كريم بسفرها ، بل قررت أن تعلمه فى الوقت الذى تريده بعد عودتها لمصر . وقفت على آخر درجة من درجات سلم الطائرة وقسائل حيوييها تمتنع عن ملامسة الأرض التى لم تقف عليها طوال حياتها ، أنزلت قسائل

حيوييها بصعوبة بالغة لتلامس الأرض التى قضت عليها ما يقرب من خمسة عشر عاما قعيدة على كرسى مدلوب . أوراقها كاملة وصحيحة ، انتهت اجرائات المطار بسهولة ، تركت متعلقاتها فى المطار على أن يرسلها لعنوان اعطتهم اياه وكان عنوان شقة رانيا فى الساعة الثامنة مساء ، وقد كانت وقتها الساعة لا تتعدى الثانية عشر ظهرا ، استقلت تاكسي وطلبت منه أن يوصلها لجامعة القاهرة ، وقد فعل ، دخلت رانيا من باب الجامعة ، كانت مختلفة و مميزة بين الطلبة بملابسها الكاجوال الحديثة ، تمشى بتأنى تنتقل بعينيها بين الطلاب التى لطالما حلمت أن تكون واحدة منهم بل افضلهم

والمتفوقة عليهم . وصلت لمكتب الأساتذة على وصف كل من تسأله ليرشدها ، دخلت من الباب المفتوح ووقفت فى مقسائل حيويته تتطلع للجالسين وقد انتبه لها معظمهم ، حتى أعينها على رانيا ، ابتسمت ، غمزتها الجالسة بجانبها وأشارت لها فى اتجاه الباب ، رفعت رانيا عينيها للباب وجدت كيان جميل شاهق يقف ويتطلع لها بحنان وشوق ، هرولت اليها واخذتها بين زراعيها واطبقت بهم عليها ، لم تشعر بمدى شوقها لهذه الفتاة إلا عنسائل حيويا رأتها واخذتها بين زراعيها ، طلبت منها أن تنتظرها بعض دقائق لتذهب وتعتزر عن آخر محاضرة لها ، اخبرتها أميرة أن لا تفعل ،

فهى تريد أن تدخل لمكتبة الجامعة وتتجول فيها لبعض الوقت ، فقد كان حلم من أحلامها أن تكون من رواد هذه المكتبة ، وافقت رانيا وذهبت معها ، عرفت أمينة المكتبة عليها لكى تسمح لها بالتجول فى أروقة المكتبة ، وذهبت رانيا لإلقاء محاضرتها وبعدها التقيا وعادت مع رانيا لشقتها ، قضيا الوقت كله فى الحديث عن ما مر بكل منهما ولم تحضره الأخرى ، … فعلا ، أخو مرات محسن … .. تخيلى ، وشريكه كمان فى الشغل … .. بنسبة كبيرة ؟ … اللى كان مكتوب 48 % من الشركة والمصنعين … … يعنى حق الإدارة لباباكى برده

… .. طبعا ، الغريب انه عرفنى بنفسه على أنه مسؤول تسويق تجارى ، ولما سألت اتأكدت فعلا من كدة ، مجرد موظف فى الشركة مع أنه له نصها ، مش فاهمة ليه ؟ … متستعجليش ، هتفهمى ، بس ناوية على ايه دلوقتى … … هكمل معاه زى ما هو عايز … .. ازاى يعنى ؟ تروحى الشركة على انك ماتيلدا … … بالظبط ، صاحبة تصميم العبوات ، هدخل فى وسطهم وهقابل بابا نفسه من غير ما يشك فيا .. … وبعدين ؟ … بعدين يحلها ربنا ، لكن الاهم دلوقتى ان فى حاجات جوايا لازم اعملها قبل

ما ابدأ فى أى حاجة ، أولها وأهمها انى لازم اشوف جدتى … … إيه ، جدتك ؟ ا

انت في الصفحة 9 من 11 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل