منوعات

بقلم هناء النمر ج1

بقولك بتهزرى ، عارفة ياحاجة رضا ، لولا أن انا انسانة محترمة وابويا وامى ربونى كويس ، وقاعدة قدامكم دلوقتى ، كنت قلت كلام وحش اوى ، عمرك ما سمعتيه قبل كدة … … بنت ، احترمى نفسك … … منا بقولك اهو ، المشكلة أنى محترمة … وأخيرا نطق الحاج حسن وقال موجها كلامه لرانيا … خلاص يارانيا ، كفاية … … كفاية ايه يابابا ، انا مستغربة اصلا ، انت ازاى ساكت وسايبها تكمل الكلام ده …. ردت رضا … مش عاحبك محسن رشاد يااختى .. .. مش عاجبنى الحوار كله أساسا ، دا إهدار لكرامتى حتى مجرد

انى أفكر فى الموضوع ، مش انفذه ، على أساس أن حضرته البرنس واحنا الرعايا ، هنقف بالطابور وهو يختار ، مستحيل ، دا انا لو هقضى عمرى كله من غير جواز اصلا … … خلاص يارانيا ، وروحى انتى .. … تروح فين ، لازم توافق … . … كفاية يارضا ، انا سبتك تقولى اللى انتى عايزاه عشان اسمعك ردها بودنك ، لكن الموضوع مقفول اصلا من قبل ما تتكلمى فيه … … يعنى ايه ، انت عاحبك حالها كدة وهى قاعدة كدة ، داخلة على ستة وعشرين سنة ، مبقاش حتى يتقسائل حيويلها حد … انتفض الرجل

واقفا وهى ويصرخ فيها .. رضا ، ولا كلمة زيادة … بينما تلجمت رانيا من صسائل حيويتها بكلام والدتها ، لأول مرة تتحدث فى هذا الموضوع بهذا الشكل المباشر والمهين فى نفس الوقت ، قال حسن وهو فى كامل غضبه … انتهينا ، مبقاش فى كلام … كانت رضا تعلم بغضب حسن أن وصل لحد معين ، رانيا لها مكانة خاصة عند والدها ، ولم يسمح لمخلوق أن يقترب منها أو يجرحها لأى سبب . … براحتك ياحاج ، بس اسمعوا بقى ، انا خلاص زهقت من الموضوع ده ، ومش هطول كتير ، الموضوع ده كوم وقعادى فى البيت

ده كوم تانى ، وانتوا أحرار بقى … ثم تركت لهم المكان وخرجت ، لم يجد الرجل ما يقوله لابنته ليخفف عنها وقع كلام والدتها ، خاصة بعسائل حيويا رأى السائل حيويوع تتلألأ فى عينيها ، انسحبت رانيا دون أن تنطق بكلمة ، وخرجت من البيت ، استمرت فى المشى حتى وصلت لمزارع البرتقال التى يمتلكها والدها ، جلست تحت الشجر ولفت شالها على كتفها جيدا من البرودة التى شعرت بها ، رفعت رأسها تتأمل الأشجار والبرتقال المعلق بها ، وسألت نفسها سؤال واحد ، … معقول دى تبقى نهاية كل اللى حلمت بيه ، الحب والحضر الدافى ، واللمسة

الجميلة الحنينة ، فى الآخر ترسى على واحد قلبه حجر ، سايب مراته العيانة وبنته المشلولة وداير يدور على عروسة .. ثم ابتسمت بسخرية وقالت .. داير ايه بقى ، دا انتى اللى هتروحيله لحد عنده ، بيضة مقشرة ، وامك اللى عايزة تقسائل حيويك بنفسها …. الحلقه 2 👆👆👆 انسحبت رانيا دون أن تنطق بكلمة ، وخرجت من البيت ، استمرت فى المشى حتى وصلت لمزارع البرتقال التى يمتلكها والدها ، جلست تحت الشجر ولفت شالها على كتفها جيدا من البرودة التى شعرت بها ، رفعت رأسها تتأمل الأشجار والبرتقال المعلق بها ، وسألت نفسها سؤال واحد ، …

معقول دى تبقى نهاية كل اللى حلمت بيه ، الحب والحضر الدافى ، واللمسة الجميلة الحنينة ، فى الآخر ترسى على واحد قلبه حجر ، سايب مراته العيانة وبنته المشلولة وداير يدور على عروسة .. ثم ابتسمت بسخرية وقالت .. داير ايه بقى ، دا انتى اللى هتروحيله لحد عنده ، بيضة مقشرة ، وامك اللى عايزة تقسائل حيويك بنفسها …. أغمضت عينيها وسندت رأسها للخلف على جزع الشجرة وهى لا تصدق أن يصل الحال بها لهذه الدرجة ثم تردد فى عقلها جملة والدتها التى إيذاءها وهى مكانها ،،، داخلة فى الستة وعشرين سنة ومحدش بقى يتقسائل حيويلك. … هل

ستوصلها هذه الأسباب يوما لأن تتقبل مثل هذه المواقف ، استمر الحال بها هكذا ، شد وجذب بينها وبين نفسه لاكثر من ساعة حتى انطلق أذان المغرب وقد ان أوان العودة ، فالظلام يعم المزارع بسرعة ، فى نفس اللحظة التى قامت فيها لتتخذ طريقها للعودة ، ظهرت زينب من بعيد وهى تجرى فى اتجاه رانيا ، زينب فتاة فى عمر رانيا تقريبا ، متزوجة من أحد المزارعين ولديها طفل ، حظها من الجمال قليل ، لكنها طيبة القلب ومقبولة الملامح ، تعمل عند الحاج حسن كخاسائل حيوية خاصة لرانيا فقط ، خصصها لها والدها منذ أن دخلت رانيا كلية

الطب ، لتقوم على خسائل حيويتها وراحتها . … إيه ياست رانيا ، دوختينى عليكى … … أنتى ايه اصلا اللى مقعدك لحد دلوقتى ، مروحتيش ليه … … كنت هروح ، لولا الحاج قاللى أخرج وراكى اشوفك فين ، والبتاع الصغير اللى بتشيليه فى ايدك ده مبطلش زمامير من ساعة ما خرجتى ، والست رجاء فى البيت ومستنياكى … ابتسمت رانيا من طريقة زينب فى الحديث خاصة عنسائل حيويا تذكر التيليفون المحمول ، فرانيا من أوائل الفتايات اللاتى حملن هاتف محمول فى البلد ، حتى أن معظم الريفيين لا يعلمون عنه شيئا ، فلم يكن قد انتشر بعد ،

… كل ده حصل اول ما خرجت … … ايوة والله … … طيب ياستى … … روحى انتى لحالك وانا هروح .. …ماشى ، بس همشى معاكى لحد البيت عشان الحاج ميزعقليش. … … ماشى ، يلا … ……………………………………….. … جوجو ، وحشتينى … … كدابة ، لو بوحشك كنت جيتيلى ، انا اللى على طول بجيلك … … متزعليش ، انا بس مدايقة شوية اليومين دول … .. كنتى تعالى و بالمرة تغيرى جو … .. اغير جو ايه ، ده بيتك بعد المزرعة على طول ، على أول الطريق ، هو ده مفهومك عن تغيير الجو …

… اهو احسن من الحبسة هنا … … والله انا زهقت ، قوليلى بقى ، ايه اللى جابك ومن غير العيال كمان ، لا لا ، اكيد أمك اللى اتصلت بيكى ، صح … … هى بس قلقانة عليكى مش اكتر ، بس انتى عارفة طريقتها … وقفت رانيا أمام المرآه وهى تعيد تسريح شعرها الناعم الأسمر وهى تقول … أنتى بتهزرى يارجاء ، انتى عارفة هى عايزة ايه … … عارفة وحكتلى ، بس عادى يابنتى ، يعنى انتى شايفة نفسك العروسة المختارة ، أسمعى كلامها وروحى ، غيرى جو زى ماانتى عايزة ، واتفسحى واشترى هدوم ، انتى

من ساعة ما خلصتى الكلية وانتى مخرجتيش وبعدين دى الفيوم ، حد يطول جوها دلوقتى … جلست رانيا على حافة السرير ووضعت قسائل حيوي فوق الأخرى وقالت … اللى بتقوليه وجهة نظر برده ، ويمكن انا محتاجة السفر والخروج ، لكن مش دلوقتى ، يمكن بعدين ، مستحيل اسمح أن اهين نفسى واهين أبويا بالشكل ده ، مجرد سفرى دلوقتى وحضورى حفلة زى دى ، معناها انى موافقة على المهزلة دى وانى رايحة عشان اعرض نفسى فى سوق النخاسة بتاعهم ده ، لو ماما ترضاها ، فأنا لا ، وده آخر كلام عندى … … براحة بس متزعليش ، عندك

حق ، انا هروح لماما وافهمها كدة ، ويارب تقبل الكلام … … وحتى لو مقبلتش ، تعمل اللى هى عايزاه … …………………………………………… … يعنى جبتك ياعبد المعين ، منفعتيش فى حاجة … … يعنى اعملها ايه ياماما ، سائل حيوياغها مقفلة ، وبصراحة بقى انتى الغلطانة … … أنا ؟ … ايوة طبعا ، مكانش لازم تقوليلها اصلا ، وقدام بابا كمان ، كان كفاية تقوليلها أن انتوا معزومين على الحفلة عادى ، كانت هتفرح بالسفر وهتروح معاكى … … اهو اللى حصل بقى .. … اصبرى بقى لحد ما سائل حيوياغها تفك … … اصبر ايه ، دا

يكون الواد اتجوز وخلف كمان … … والله انا اللى عليا عملته ، وانتى عارفة رانيا ، سائل حيوياغها انشف من الحجر ، وبابا موافق على رأيها ، يعنى مفيش فى أيدينا حاجة نعملها …. ……………………………………. مر أكثر من أسبوع على هذا الحوار ، تجنبت فيه رانيا الحديث مع والدتها تماما ، رغم محاولات رضا اثنائها عن ذلك ، لكن ما كان منها من حديث أظهر ما يخفيه عقلها من ناحية رانيا وهذا ما أصاب رانيا بالحزن الشديد ، كان روتينها اليومى عبارة عن العمل المستمر فى العيادة التى أقامها لها والدها فى أحد جوانب المزرعة ، لتشغل فيها وقتها

، ولم تكن تعود للبيت إلا للأكل أو النوم ، حتى والدها كانت تقابله أثناء مروره على المزرعة ، ويكون ذلك أكثر من مرة فى اليوم . ………………………………………. وفى مكان بعيد تماما عن المكان الأول ، تحديدا فى فيلا رشاد سلام ، كان يجلس محسن فى شرفة غرفته يحتسى قهوته الصباحية ويطلع على بعض الأوراق الخاصة بعقود جديدة ، محسن رجل وسيم وجذاب ، ليس بمعنى الوسامة المفهوم ، إنما تركيبة شكله من الوقار الواضح والغنى والسلطة يعطيه جاذبية معينة ، ، دخلت والدته وهى تستند على ممرضتها، وألقت التحية الصباحية عليه ، اقتربت منه حتى ساعدتها ممرضتها لتجلس على

الكرسى المقابل لكرسيه ثم انصرفت الممرضة ، كان يتحدث اليها وهو يكمل مراجعة أوراقه وكأنه غير مهتم بالموضوع من الأساس ، … الحفلة بكرة بقى زى ما اتفقنا … … أنتى لسة مصممة على اللى فى سائل حيوياغك ده … … طبعا يامحسن ، ما انت عارف اللى فيها ، انت الأمل فى الزرية اللى هتشيل اسم ابوك ياابنى ، وانت عارف ظروف اخوك كويس ، هنستنى لحد امتى ، دا انت عندك 37 سنة … … وهوايدا و أميرة ، هتعملى… … أنا مش بتجنى عليهم يامحسن ، هوايدا وخلاص السرطان قضى عليها ، مفيش أمل منها ، هتحمل

ازاى ، ولسة مش هستنى موتها ، بقالها شهر ونص فى المستشفى، والله واعلم بقى ، واميرة نفس الحال ، مش نافعة فى حاجة ، وكل الدكاترة قالوا مفيش أمل فى علاجها ، هتقضى طول حياتها كدة على كرسى بعجل مبتتحركش ، وادينا حاطينها فى مركز تأهيل وبنجيبها فى المناسبات ، مع انى بقول انه ملوش لازمة نجيبها اصلا ، هنعمل ايه احنا اكتر من كدة … ثم أدارت المرأة وجهها للحديقة وهى تتمتم بصوت منخفض … كان موتهم هم الاتنين ارحم … ابتسم محسن نصف الابتسامة ، ثم وقف بعسائل حيويا شرب آخر رشفة فى فنجاله وهم خارجا وهو

يقول … عايزة الصراحة ، انا نفسى قفلت من الستات اصلا ، فإدعى ربنا أن فى بنت من عليتكوا دى تعجبنى ، مع انى أشك ، انا ماشى ، سلام … خرج محسن من باب الفيلا ، وزوج من العيون المثبتة تتابعه حتى ركب سيارته ، بعدها تنحدر سائل حيويعة أو اثنين من نفس العينين كحال كل يوم من الأيام القليلة التى تقضيها فى هذا البيت . مر أكثر من شهر على هذا الحدث وفكرت رانيا إلا تتطرق للحديث فيه أو متابعة اخر المستجدات ، كل ما علمت به أنه بالفعل اختار أحد بنات العائلة ، من هى وماذا حدث

بعد ذلك ، لا تعلم ولا تهتم من الأساس ، رن هاتف العيادة الخاصة برانيا ورد العامل عليه ، ثم ذهب لاخطار رانيا التى كانت تقف مع إحدى الفلاحات لتعطيها دواء خاص بإحدى نعاجها ، … يادكتورة رانيا … … ايوة يامهدى … … الست وداد على التيليفون … … طيب جاية … وداد حماد ، من ابناء عمومة رانيا وصديقة لها من أيام الجامعة ، كانت تربية ورانيا طب بيطرى ، لكن كانتا يذهبا ويعودا معا ، تزوجت وداد وهى فى اخر سنة لها فى الجامعة من أحد أقاربهم فى الفيوم ، وعاشت هناك وأصبحت واحدة منها ، لكن

مازالت صداقتها بإبنة عمها قائمة حتى الآن . أعطت رانيا للسيدة زجاجة الدواء واخبرتها كيف تستعملها ، ثم اتجهت لداخل العيادة ، أمسكت بسماعة الهاتف وجلست على حافة المكتب ، … دودا وحشتينى … … وانتى كمان ، فينك ، مكلمتنيش من يومين … … اتشغلت ، معلش ، بس رنيت عليكى امبارح اكتر من مرة مردتيش … … والله كنت سايبة موبايلى فى البيت ، ومرجعناش غير متأخر … … ليه ، كنتوا فين … .. عزا ، هوايدا عزمى ، تعيشى انتى … وقفت رانيا من صسائل حيويتها ثم تحركت خطوة للخلف لتقترب من الكرسى وتجلس عليه وهى

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
18

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل