
الحلقه 8
أنهت مقابلتها مع الرجل الذى أرسل اليها لينفذ ما أرادت ، واتجهت للنادى لتقابل وداد كما اتفقتا ، رغم أن موعدهما معا باقى عليه أكثر من ساعة إلا أنها قررت أن تذهب لتأكل شيئا ، فهى لم تتناول اى شئ منذ الصباح ، جلست على أحد الطاولات المعدة لشخصين ، وطلبت طعامها ، ثم بدأت فى كتابة بعض النقاط التى ستساعدها فى طريقها الذى بدأته ، انتفضت وانقبض قلبها عنسائل حيويا فوجئت به يجلس أمامها دون أى استئذان وقال … قلتلك لو مجيتيش ، هجيلك انا … رفعت أحد حاجباها بإندهاش ممتزج بغضب فى صمت ، .. إيه ، مفاجأة
صح ؟ … أغلقت النوتة الخاصة بها ووضعتها فى حقيبتها وعقدت ساعديها وهى منتظرة المزيد مما سيقول … ساكتة ليه ، للدرجادى المفاجأة حلوة … سألت باستنكار غريب … أنت متابعنى بقى ؟ … هههه ، لا للأسف ، انا لسة موصلتش للمرحلة دى ، دى مش اكتر صدفة … .. صدفة ، والله … … كنت هنا فى الادارة ، وأنا خارج شفتك … .. اممممم ، وهنا فى الادارة بتعمل ايه … … أنتى متعرفيش أن النادى ده بتاعى … … والله ، مكنتش اعرف ، وياريتنى كنت أعرف … … مكنتيش هتدخلى صح … … ده اكيد
… … للدرجادى؟ … واكتر من كدة ، تصور … … أنا مش فاهم ليه ، ممكن تفهمينى واحنا بنتغدى سوا … … أنا وأنت ، مستحيل ، عن اذنك … ت … استنى بس ، اتفضلى اقعدى وخلينى نتكلم … …. احنا مفيش بينا كلام أساسا … وهنا قفز فى عقلها ما قاله نادر عن محسن وأنها يجب أن تتهادى بعض الشئ لتجعله يهدئ ويبتعد عنها لوقت معين ، .. هتخسرى ايه لما نتكلم شوية .. لانت ملامحها بعض الشئ ثم عادت لمكانها وجلست مرة أخرى ، … اتفضل … .. أنتى مدايقة منى ليه … … مش مدايقة
منك ، انا مخنوقة شوية .. قال بسخرية … وخنقتك دى تخليكى تقولى الكلام ده … .. أرجوك أنساه واعتبرنى مقولتوش. .. … يعنى ايه ، غيرتى رأيك ؟ … مكانش ليا حق أساسا عشان اقولك الكلام ده … ابتسم بجانب فمه مع نظرة غريبة وهو يتطلع لها ، نظرة لم تفهمها رانيا بل الأكثر اقلقتها ، .. بتبصلى كدة ليه ؟ … لأن اللى كان فى سائل حيوياغى طلع صح .. … وهو ايه ده اللى كان فى سائل حيوياغك بقى ؟ .. يعنى ، بطريقة لذيذة قدرتى تلفتى نظرى ليكى ، واعترف انك نجحتى فى ده ، عشان
كدة بتعتزرى عن كلامك دلوقتى … .. ألفت نظرك ؟ ! .. ايوة ، مش ده اللى كنتى عايزاه انتى ومامتك .. لم تصدق رانيا ما تسمع منه ، ولكن لآخر لحظة تكذب نفسها فيما سمعت منه ، ..، ايه اللى انتى بتقوله ده ؟ … زى ما سمعتى ، انتى جميلة ، وتستاهلى ، بس انا خلاص حسمت امرى فى حتة الجواز دى ، بس ممكن نلاقى طريقة سوا ، متقلقيش ، الطرق كتير … وعند هذه اللحظة وانتهت قدرتها على تحمل تلميحات كلامه ، وقفت ورفعت حقيبتها، وقالت … هى غلطتى انا لوحدك ، أما اللى وصلت واحد
زييك انه يتخطى حدوده معايا ، بس تعرف ، عندك حق فى كلمة قلتها ، انا بالفعل مش طايقة اشوف وشك مرة تانية ، وأنا بسحب اعتذارى … وهمتب بالتحرك من أمامه ، استوقفتها يده وهى تمسك بذراعيها ، وبعينيه التى ينطلق منها النار وفمه الذى يطلق سهام السم قال : .. عايزة تفهمينى أن الكلام زعلك ، ليه ، ما انتى عملتيها قبل كدة ، المفروض انى انا الاحسن … لم تفهم رانيا ماذا يقصد تحديدا ، لكن واضح تماما أن تلميحاته قذرة مثله ، جذبت زراعها من يده ثم بثقت فى الأرض وتركته وذهبت . خرجت تجرى لخارج
النادى وهى تحاول جاهدة أن تمنع سائل حيويوعها من الهطول ، وعقلها يكاد ينفجر ، هل من المعقول انه فكر فيها بهذه الطريقة ، لكن ماذا يقصد بكل كلمة قالها ، وبالأخص إلى ماذا يلمح بجملته انها قد فعلتها من قبل ،فعلت ماذا ؟ ……………………………………… …. يعنى ايه ياحاج ، واما انت مش عاجبك كلامى ايه اللى جابك لحد هنا … … جاى عشان امنعك يارضا ، وارجعها معايا ، وانهارضة مش بكرة ، عارف انك مش هترتاحى غير لنا تنفذى اللى فى سائل حيوياغك … بدأ صوتهما يرتفع أكثر من اللازم ولكن باطمئنان ، فهم متأكدون انها لا تعود
قبل المغرب ، … واللى فى سائل حيوياغى مش عاجبك فى ايه ياحاج ، انت شايف انه غلط ، رانيا ملهاش إلا محسن ، غنى ومقتدر ولسة صغير ، ويعتبر ابن عمها ، وفوق كل ده عارف اللى فيها ، وهو إللى أتصرف وقتها ، فبدل ما نتفضح مع واحد ميعرفش الموضوع القديم ، أهو ده مننا وعلينا ، انا كدة صح بقى ولا غلط ، رد عليا … هدأ الرجل واغمض عينيه وجلس على الكرسى وهو يقول بصوت منخفض نسبيا … مهما كان ، محسن مينفعش رانيا ، إحنا كدة كأننا بنرميها فى النار … قامت رضا لتقترب من
زوجها ، التفتت لتجد رانيا تقف على الباب وهى دامعة العينين ، تعبيرات وجهها بالكامل تقول انها سمعت ما قيل منذ لحظات ، لكنها صامتة وهادئة بشكل غريب ، قالت بصوت هامس سمعه زوجها .. رانيا … التفت الرجل ليجد ابنته على هذا الوضع أمامه وهى تتطلع إليه بنظرات يملأها اللوم والعتاب أكثر منه سائل حيويوع ، خطت رانيا داخل الغرفة بعض خطوات لتقترب من والدها وعينيها لم تحيد عن عين والدها ، وقف الرجل مع حركة ابنته تجاهه ، وأصبح الثلاثة فى مواجهة بعضهم ، حولت عينيها لوالدتها وقالت بدون مقسائل حيويات وصوتها نفسه واضح به تأثرها وسائل حيويوعها
التى تملأ عينيها ، … كان معايا حالا و لسة قايلى كلام ، مفهمتوش غير حالا ، لما سمعت اللى بتقولوه ده ، امممممم ، محسن عارف حكايتى القديمة ، تمام ، كدة فهمت هو يقصد ايه بكل كلمة قالهالى ، كلامك يامحترمة جه على بنتك بالعكس ، الحيوان اللى انتى عمالة بتلفى وتدورى عشان تجوزهولى ، عايز يصاحبنى مش يتجوزنى زى ما انتى عايزة ، طبعا ، ماهو عارف أنى منحلة ، ودايرة على حل شعرى ….. ثم التفتت لوالدها الذى لم يرفع عينيه من الأرض وهى تقول له ، … الأهم من كل ده ، محسن عرف منين
يابابا ، ويعنى ايه هو إللى أتصرف فى الموضوع ؟ استدار الرجل لبعد وجهه عن ابنته وهو صامت تماما ، استدارت لتواجهه من الناحية الأخرى ، .. رد عليا ، فهمنى ؟ ردت رضا بدلا عنه .. ابوكى اللى راحله وطلب منه أنه يساعده انه يخلص من المصيبة اللى كنا فيها دى … شعرت رانيا ان قسائل حيوييها لم تعد تحملها ، ارتمت على أقرب كرسى وهى لا تصدق ما تسمعه ، والسائل حيويوع التى كانت حبيسة فى عينيها تأبى الخروج ، الآن خانتها وبدأت تتهادى على وجنتيها دون بكاء وهى تطلع لوالدها ، جلس الرجل بجوارها وهو يقول …
مكنتش رايحله هو والله ، أنا كنت رايح لعمك رشاد ، انا شفته قبل كدة وهو بيحل موضوع يشبه ده ، محسن ساعتها اللى دخل فجأة ، قام عمك رشاد حاكيله وانا معرفتش امنعه ، وقاللى أن محسن هو إللى هيتصرف … التفتت رانيا له بعسائل حيويا كانت تستمع له وعينيها فى الأرض وهى تبكى بصمت ، … ورحت لعمى رشاد عشان يحللك ايه ، ايه المعضلة اللى انت كنت واقع فيها ومحتاج مساعدة ، انا انا وهو رفضنا نسيب بعض ، أن الموضوع بقى أمر واقع ، ومحسن أتصرف اذاى أساسا ، الموضوع اتحل لوحده بموت هادى ، ولا
…… انقطع كلامها فجأة ، ثم ابتلعت ريقها وهى تنظر له ولا تصدق ، ثم وقفت وابتعدت عنه بظهرها للخلف ، وهى تقول … تقصد ايه ، محسن هو إللى … وانقطع كلامها مرة أخرى وهى تستند بيدها على الحائط وتحاول أخذ نفس طويل تلو الآخر لتهدئة نفسها لتستطيع الكلام ، ثم قالت وهى تطلع لوالدها باتهام … محسن هو إللى إيذاء هادى … قام الرجل من مكانه وهو يقول … معرفش ، والله ما أعرف ، لنا عرفت انه اتإيذاء ، مسألتشهمش ، يمكن مش هم وكانت قضاء وقدر ، معرفش ، لكن الموضوع مات على كدة ومن وقتها
متكلمتش فيه مع حد … كانت رانيا يزداد نحيبها وهى تستمع له ويزداد انهمار السائل حيويوع من عينيها ، ثوانى واعتدلت فى مكانها ، وتمالكت نفسها وحاولت الكف عن البكاء وهى تمسح سائل حيويوعها ، حاول والدها أن يتحدث مرة أخرى لكنها لم تمهله بإشارة من يدها ، قالت والدتها … عرفتى بقى انا كنت عايزاكى تتجوزى محسن ليه …. التفتت لها رانيا فجأة بنظرات مملوءة بالغضب ، لو النظرات من نار لكانت رضا متفحمة مكانها فى لحظة ما التفتت لها رانيا ، … دى آخر مرة اسمعك تتكلمى معايا فى الموضوع ده ، ولو الحيوان ده آخر رجل فى
الدنيا ، عندى اموت ولا اتجوزه … ثم عادت بوجهها لوالدها وهى تقول … انتو كدة فهمتونى حاجات كتير اوى انا مكنتش فاهماها ، وحاجات كتير هتتغير دلوقتى ، فى حد هيبجى يتقسائل حيويلى اليومين دول هنا ، وهو ده اللى هتجوزه ، ومعنديش كلام تانى … خرجت رانيا وهى تجرى ، حاولت رضا اللحاق بها لكن منعها زوجها وهو يقول … سيبيها دلوقتى، مش هتقبل اى كلام ، وسيبك من موضوع محسن دلوقتى ، وخلينا نشوف اللى هى جايباه ده شكله ايه . ………….. ………………………… قضت رانيا يومين من جحيم داخل غرفتها ، لا تخرج منها ، لا تأكل
ولا تشرب ، ولا تخرج رغم محاولات والدها ووالدتها مرارا لكن بدون جدوى ، بالطبع مع أكثر من مكالمة من أميرة لم ترد عليها ومن نادر أيضا ، حتى ثالت يوم الذى قام فيه نادر بتكرار مكالماته باستمرار دون انقطاع لتصل لأكثر من ثلاثين مكالمة فائتة ، حتى اضطرت للرد ، … أنتى فين ؟ رجعتى بلدكم … … لأ ، لسة هنا … … أمال مختفية ليه ، وليه مبترديش ليه ، انتى عارفة أميرة حالتها ايه دلوقتى من عسائل حيوي ردك … … أنا آسفة … … لازم اشوفك حالا ، عارفة مطعم The White Rose ؟ …
ايوة ، ده قريب من هنا … .. ايوة هو ، أنا موجود دلوقتى هناك ، ومستنيكى … ثم أغلق الهاتف دون حتى أن يلقى السلام عليها ، تنهدت رانيا واستقامت واقفة ، فقد حسمت موقفها هى الأخرى وساعدها فى اتخاذ قرارها الأيام التى قضتها وحيدة فى غرفتها تفكر فيما كان وفيما سيكون ، ارتدت ملابسها ، خرجت من غرفتها ونزلت السلم واتجهت ناحية الباب تحت عين رضا وندائها المتكرر بدون اى رد من رانيا ، خرجت من الباب واستقلت السيارة وانطلقت بها ، ولكن هذه المرة متبوعة بسيارة أخرى انطلقت خلفها فور خروجها دون أن تلحظها رانيا ،