
البارت الـ14
بعد مرور ساعه ..
نزلت من السياره وهي تنظر الي المعرض ، تملكها شعور سيء ، هذا الشعور تعلمه جيدا ، شعور يجعلها تفقد صوابها ، يجعلها مشتته و.. خائفه ..
وقفت م بجانبها لتردف بمشاكسه وحنيه: الله الله دنا اغير منك بقي ، الا قوليلي يا لارا ، مين المبدعة اللي اختارتلك الفستان ده ..
ثم صمتت تنظر لمعالم وجهها بتعجب لتراها شارده تنظر الي المبني بصمت وعيناها تلمع بعبره
اقتربت منها م لتردف بتساؤل وقلق: مالك يا لارا؟
رمشت لارا عده مرات وحاولت رسم ابتسامه هادئة لتردف : مالي؟
م بتعجب: مش معايا خالص ، فيكي حاجه؟
لارا بابتسامه هادئه رزينه: لا يا حبيبتي ، بس عايزه اشم هوا شويه وجايه …
امسكت م مرفقها تمنعها من الرحيل لتردف: متقلقنيش حصل ايه؟ ورايحه فين كده هنتاخر ..
لارا بهدوء: مش هأخر انا هقف ورا شويه عند البسين هشم هوا وهدخل
ثم نظرت لارا الي ملامح م الحنونه وقد ظهرت علي معالم وجهها القلق ، لتمسك لارا مرفقها وهي تومأ لها
اردفت لارا بحب: انا كويسه والله ، متقلقيش
اومأت م ثم اردفت : متأخريش ..
ابتسمت لارا ببشاشه ورحلت ..
كانت تسير بلا هواده حتي قادتها قدماها الي النادي المجاور للمعرض ، لتختار مكان هادئ لا يوجد به احد سواها فقط ..
وقفت امام سور صغير وهي تنظر امامها بتمعن لتلك البحيرة الصافيه ، تنهدت بخنقه ، لا تعلم لما تشعر بهذا الشعور مجددا ! ..
وجاءتها الاجابه عندما شعرت بيد قويه تقبض علي مرفقها ترغمها ان تستدير وتواجه المجهول عنوه ..
“تمام كده”
هتفت بها م في نفسها وهي تمسك بهاتفها تشير صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي لصديقتها لارا بفستانها الابيض القصير الرقيق وشعرها المرفوع علي هيئه كعكه وقد انسابت بعض من خصلاتها السوداء علي وجهها بتمرد ، وما زاد جمالها بساطتها في وضع الميكب .. وقد كتبت “البجعة السوداء ، بالابيض ولأول مره ، من حفل تكريمها لنجاح العرض السابق”
بعد دقيقه وجدت هجوم كاسح من التعليقات المعجبه وهم مندهشون من بساطتها وجمالها ..
ابتسمت م بفخر ثم اغلقت هاتفها لتنظر حولها بترقب وهي تلوح بهاتفها بين يدها وتهز قدماها تنتظرها
آتي هيثم من خلفها ليردف بمشاكسه: عالهادي علينا يا جميل
استدارت له م لتردف بعد ثوان تستوعب ما تفوه به : خيبت ظنك مش كده
نظر هيثم الي هيئتها وكأنه لأول مره يراها ،وكأنها حورية سقطت من السماء بفستانها الجملي وعيناها الواسعه تجعله كأنه غريق بهما ..
حمحم يستجمع شتات نفسه ليردف: ايه ده هو انتي
اومأت م وهي تنظر له بتقزز لتردف: اه انا ، بزمتك مش مكسوف من نفسك جاي تشقط هنا !
هيثم بضيق: انا معرفش انه انتي ،واتهدي بقي ..
كادت تجاوبه بغضب ولكن صمتت حين سمعت صوت رامز يناديها وهو يقترب منها ..
اردف رامز بحب وهو يقترب ينوي احتضانها: م ..
ابتسمت م بفرحه وهي تبادله العناق امام نظرات هيثم المشتعله ..
ابتعدت بعد ثوان لتردف بفرحه: نورت ياسيدي ، ابقي سيبنا بقي تاني
قالت جملتها الاخيره بحده مصطنعه
ضحك رامز وكاد يتحدث حتي قاطعه هيثم وهو يردف بضيق واضح في نبرته : ونا شفاف
ابتسم رامز وهو يقبل عليه ينوي احتضانه !!
فأسرع هيثم بإمساك يده يسلم عليه ويمنعه من الاقتراب ليردف بضجر: كله عندك احضان ! ايه اللي رجعك؟
اتسعت عين م وهي متعجبه من تغيره المفاجئ لتردف بصوت حذر: هيثم في ايه!
ابتسم رامز ببرود وهو يردف موجهآ حديثه الي م : سيبك منه ، المهم فين لارا؟
اومأ هيثم وهو يبتسم بية ليسند رأسه علي كفه وهو يراقبهم ببرود
نظرت م الي تصرفاته الطفولية وهذا جعلها تشعر بفرشات تدغدغها اسفل معدتها لتحمحم بهدوء وهي تجيبه: جايه ، بتعمل حاجه وجايه ..
اومأ رامز وهو يردف بابتسامه هادئه: طيب هسيبك انا اتمني مكنش ازعجتك
“جدا”
هتف بها هيثم وهو يعتدل في وقفته ..
نظرت له م نظره ذات مغزي ثم اشاحت نظرها الي رامز الذي يقف كالأبله بالمنتصف
م بابتسامه: ايه الهبل ده ، لا طبعا ..
اومأ رامز ثم اردف : عايزه حاجه
م بابتسامه هادئة: لا تسلم يا رامز ، وحمدالله ع السلامه
ابتسم رامز وهو يرحل بعدما القي علي هيثم نظره خاطفه ..
فور ابتعاده قليلآ اقتربت م من هيثم لتردف بضيق وحده: ايه اللي بتعمله ده !
اردف هيثم ببرود: بعمل ايه ؟
م بغيظ: انت مش شايف طريقتك ، ازاي تعامله كده؟!
تنهد هيثم بضجر ليردف بصراحه مُطلقة: مبحبوش يقرب منك
اتسعت عيناها وهربت الكلمات من رأسها وارتفعت دقات قلبها كالطبول ..
أما هو فور استعابه ما تفوه به للتو ! اردف بارتباك: اا .. اقصد يعني مبحبوش يقرب منك ومن لارا وكده
مازالت تنظر له بعيناها المتسعه
ليكمل هيثم بتوتر وقد ارتفعت دقات قلبه: اا .. انا هروح اجيب درينك نشربه ..
لم ينتظر اجابتها ورحل وكأنه يهرب من شيء، فالحقيقة هو يهرب الان من فيضان مشاعره !…
“سيب ايدي بقولك، انت عايز ايه”
صاحت بها لارا بحده وقد ادمعت عيناها الرمادية وهي تنظر صوب عيناه الشبيهه بالمحيطات…
نظر مالك بحده الي ملامحها البريئة عكس شخصيتها الخبيثة ، هكذا يعتقد .. ابتسم بتقزز وهو يردف وقد زاد من ضغطه يده علي مرفقها الصغير
مالك بتقزز: هعوز منك ايه غير الحقيقة
صاحت بألم وهي تشعر بعضام مرفقها تتحطم
رفعت راسها لتنظر الي عيناه وهي تردف بصياح: انا قولتلك اللي عايزه اقوله ، ابعد عني بقي
جاء النادل الخاص بالنادي عندما سمع صوت صياح ليردف الشاب : ايه ده فيه ايه ، ابعد عنها يا استاذ
نظر مالك اليه ولم يزيح يده من علي مرفقها ليردف بغضب: لو ممشيتش حالا دلوقتي انا مش هرحمك
ارتعب الشاب الصغير وهو يلقي نظره خاطفه علي لارا بأسف وقله حيله ، ثم ذهب ولم ينظر خلفه حتي!
ت لارا : متمشييش استني ارجوك
اقترب مالك من لارا وهو يردف بغموض : شششش، شفتي بقي ..
قال جملته وهو يكبل مرفقاها بيد واحده واليد الاخري يتحسس علي وجنتها ، فأرتعبت لارا وارتعد جسدها بخوف حقيقي وهي تحاول ابعاد رأسها عن يده المتجوله بحرية علي وجنتها ..
اكمل مالك بصوت خافت وكأنه يهمس لها : هبقي قريب منك دايما يا لارا ، هكون قريب منك زي ضلك ،عمرك مهتقدري تخلصي مني ، غير بطريقه واحده ونا قولتهالك كتير
كان يهتف بتلك الكلمات بخفوت وصوتٍ هامس وهو يغلق عيناه يستمتع بصوت انفاسها الاهث الخائف! ثم بحركه مفاجأه قام بدفعها حتي سقطت في البحيرة
ت بقوه قبل سقوطها ، وذكري واحده فقط تلوح بمخيلتها
“فلاش باك”
“بص هنعمل سباق من هنا لغايه البلونات اللي هناك دي تمام”
قالتها لارا ببراءه تحادث اخيها الصغير فأومأ لها بحماس حتي بدأوا بالسباق سيرآ علي اقدامهم الصغيره في وسط البحر …
سمعت صوت صراخ يأتيها فهلعت بخوف وهي تصيح ببكاء: مروان ، مروان انت فين؟!!
ثم نظرت حولها بضياع ، طفله ذات ال 12 عام تشعر بشعور الفقدان يمزقها .. ظلت ت حتي وجدته !..
وجدت جسده الصغير تحمله الامواج ووجهه شاحب كالاموات ، لا تستطيع وصف الشعور ولكنها حقآ كمن سلبت منها الروح وتركت جسدها خال من الحياه .. ت بقوه بأن ينجدهم احد حتي وجدت رجلان قويان البنيه يأتي واحد يجذبها بحنيه وهو يربط علي مرفقها يخرجها من البحر ، والاخر يحمل أخيها كالجثه الهامده ..
“باك”
كان يراقبها وهي ت بهلع داخل المياه ، ظن انها تخدعة فهي بنت بهذا الثراء كيف لا تستطيع السباحه !
ابتسم بية وهو يراها كأفعي خبيثة ، استدار يغادر ولكنه وجد م وهيثم يركضون اليه ! فوقف بجمود وثبات !
تجاوزته م وسارت نحو البحيرة ثم اردفت به: ه..هي ف.. فين؟
اردف النادل وهو ياتي راكضآ: شفته والله وهو بيزقها ووقعت في البحيرة هنا ..
استدار مالك ينظر الي البحيرة ، لم يجدها بالفعل .. يري فقاعات فقط ! وكأن دلو بارد سقط عليه .. لم تكن تمثل ، بل كانت تغرق بالفعل !
ركض هيثم مسرعآ وهو يخلع حذاءه ثم قفز الي البحيرة .. اما م فذهبت بخطوات سير غاضبه الي مالك وهي تردف بصياح وبكاء هستيري: انت السبب يا حيوان ، حرام عليك انت مش فاهم حاجه ، لو ماتت اقسم بالله ما هسيبك
قالت جملتها الاخيره بحقد وعيناها لامعه اثر العبرات ..
لم يتأثر بحديثها سوي بجمله واحده علقت في رأسه(( انت مش فاهم حاجه)) ، تجاوزها وهو يسير بجمود وصرامه غير عابئ بصياحها ، وسار الي البحيرة ..
كان هيثم يحملها بين ذراعه وقد شحبت كالاموات ، بل ظن حقآ انها قد رحلت ! وتركت بالنهايه علامه استفهام كبيره ..
هيثم بصياح وهو يحملها: خدها بسرعه عشان اعرف اطلع ..
وبدون تفكير مد يده يحملها بين ذراعيه القويان ، يتأمل ملامحها الشاحبه ، بدت كالحورية بفستانها الابيض ، كيف لفتاه بهذه البراءه ان ت روحآ
لم يشعر بنفسه سوي وهو يصيح بضياع: فووقي ..
وضعها علي الزرع المحيط بهما وجاء هيثم خلفه وجلست م بجانبها ..
اردف مالك بصوت جامد: انت واقف بتعمل ايه ، اطلب الاسعاف بسرعه
اومأ هيثم وهو يتناول هاتفه يلبي ما طلبه ..
علي الرغم من كل شيء انتهي اليوم ، صمتت جميع الاصوات واختفت الشمس ، لياتي صباحآ جديدآ يحمل الكثير من الغيوم ..
“بابا ، متبعدش تاني خليك معايا ، مروان وحشني اوي يا بابا .. هو انا السبب في موته؟ بابا انت مبتردش ليه”
فتحت عيناها بتثاقل وهي تشعر بالصداع يفتك برأسها ، الرؤيه امامها ضبابية ، تتضح شيئآ فشيئآ ، حتي وضحت لها الرؤية تمامآ لتنظر حولها تستوعب هذا المكان ..
جلست نصف جلسه ، لتري م جالسه بجانبها تحتوي كفها الصغير بحنيه ، شردت لارا تحاول ان تتذكر ما حدث حتي اتسعت عيناها وصاحت تبكي بهستريا وهي تردد : مروان ..
فاقت م بفزع علي صوت بكائها ثم احتوتها وهي تردف بقلق: مالك يا لارا ، اهدي يا حبيبتي اهدي مفيش حاجه
بادلتها لارا العناق وكأنها تريد الهرب من واقعها المرير ..
ابتعدت بعد ثوان ولكنها لم تكف علي البكاء فأردفت بصوت مبحوح اثر البكاء: مروان يا م
ابتسمت م بحنيه بالغه وهي تمسح علي وجنتاها وتردف: الله يرحمه يا لارا ، ادعيله يا حبيبتي ..
ظلت تبكي بشده حتي ذهبت في ثبات عميق ..
تنهدت م وهي تشعر بالاسف الشديد علي حياه صديقتها ..
دلف هيثم الي الغرفة فوقفت م تمنعه من الدخول لتردف بصوت خافت: لا سيبها نايمه ..
اردف هيثم بصوت خافت بعدما القي علي لارا نظره خاطفه: هي كويسه؟
اومأت م ثم سحبته ودلفت للخارج ..
م بهدوء: احنا لازم نقول لمالك الحقيقة يا هيثم
تنهد هيثم بضيق ليردف: مش هيصدق يا م ، ده محامي وكل حاجه عنده لازم بدليل ، وخصوصآ حاجه زي كده عمره مهيعديها بالساهل …
زفرت م لتردف بضيق: وبعدين يعني ، لارا هتضيع مننا كده !
جز هيثم علي اسنانه بغضب ليردف: مش عارف ..
“يعني ايه متعرفش مين اللي زقها ، هي سايبه ، فين المستشفي دي”
اردفت بها آيات بغضب وهي تشك بهذا “مالك” ..
ليردف الظابط بارتباك: دي المعلومات اللي وصلتلي يا فندم ، هي دلوقتي محجوزه في مستشفي ******
جزت ايات علي اسنانها بغضب وهي تأخذ حقيبتها السوداء ونهضت تسير بخطواتها القويه متجهه الي المشفي
فاقت من نومها علي صوت رنين هاتفها، فتحت عيناها بتثاقل وهي تاخذ هاتفها من جانبها لتري الاسم فتتسع عيناها بجمود!…
اسرعت بالرد بصوت جامد وصارم
لارا: افندم يا ليلي هانم؟!
ليلي بضيق: ايه ليلي هانم دي يا لارا ، انا مامتك !
ابتسمت بية وهي تتجاهل شعورها بالاختناق لتردف بضيق: عايزه ايه؟
تجاهلت ليلي اسلوبها لتردف بهدوء وبابتسامه هادئه: عايزه اقابلك ضروري … انتي في البيت؟
التوي جانب فكها بابتسامه ه ، كيف تقول بأنها والدتها وهي الان كالغريبة لا تعلم ما حدث معها !
اردفت لارا بجمود: مش ف البيت ، بس خير
ليلي : موضوع مهم ..
لارا بضجر: اتمني ميكنش نفس الموضوع اللي اتكلمنا فيه قبل كده.
ليلي بضيق: اقابلك بس ونتكلم..
تنهدت لارا قبل ان تجيبها بجمود: تمام ، اقابلك في **** بعد ساعه ..
ليلي بابتسامه فرحه: تمام يا حبيبتي ، تشاو..
اغلقت لارا هاتفها دون اجابتها ..
لتضع الهاتف بجانبها بضيق وهي تفكر في هذا الموضوع الذي جعلها تتذك,,رها وتهاتفها !
تنهدت بضيق ..
دلف الي غرفتها دون استئذان ففزعت وهي تشهق برعب حين رأته
لارا بخوف: ايه اللي جابك تاني
حاولت النهوض ولكن هجوم كاسح من الدوار يفتك بها فجلست وهي تغمض عيناها ..
اقترب منها ليردف بصوت بارد وجاف: متقوميش ، انا مش جاي اعملك حاجه ..
فتحت عيناها لتبتسم بية وهي تردف: امال جاي ليه ، زياره مريض !
اقترب منها مالك بغضب وهو يردف: متطوليش لسانك معايا ، انا كان ممكن اسيبك تموتي واخلص منك ، بس للاسف
جذب كرسي وجلس امامها مباشرة ليقترب من وجهها ليردف بجمود: انا مش زيك ! ، مبش روح واهرب من جريمتي ..
ادمعت عيناها واشاحت بوجهها بعيدآ حتي لا يراها ، تريد الصراخ بوجهه بأنها مظلومه وبأنه لا يفهم شيء ولكن هل سيصدقها ! من هي بالنسبه له حتي يصدقها ..
اردف مالك وهو يسند ضهره بصرامه علي الكرسي ويصوب عيناه عليها: مين مروان؟
استدارت بوجهها تواجه سماويه عيناه وقد اتسعت عيناها ولمعت العبرات بهما ، فضيق عيناه بشك ينتظر اجابتها ..
ابتلعت لارا تلك الغصه بحلقها ثم نظرت للاعلي تحاول الا تجهش في البكاء امامه ، ثوان معدوده حتي اجابته بنبره جافه: اخويا
استطاع ان يميز تلك النبرة وان يري كسرتها بعيناها الامعه ..
ليكمل بجمود وصلابه: فينه ؟
اردفت بصوت خافت ولكنه صلب : مات ..
لا يدري لما شعر بهذا الوقت بأنه يريد ان يحتويها بقوه ، فبدت وكأنها طفله صغيره فقدت اعز ما تملك ، ليست تلك الفتاه الخبيثة التي ت حبيبته ، يستطيع الان ان يشعر بشعورها ، فهو اكثر شخص بهذه اللعبه استطاع ان يذق ألم الفقدان ..
القي تلك الافكار من رأسه وهو يتنهد بضيق لا يجب ان يشعر بهذا التعاطف وخاصة مع هذه الفتاه ..
اردف بنبره قويه : مات ازاي؟
صاحت وهي تكمم رغبتها بالبكاء: كفايه اسأله ، انت مالك ده هيفيدك ف ايه؟!
امسك مرفقها يعتصره بين قبضة يداه القويه وهو يردف بنبره قويه كالرعد: كل حاجه تخصك دلوقتي ، تخصني .. وتجاوبيني علي طول ، صوتك لو علي تاني هديكي قلم يعدلك
اتسعت عيناها بدهشه من اسلوبه في الحديث ، وشعرت بهجوم كاسح من البكاء وتشققات الصمود تهفو علي افق عيناها الرماديه فأجهشت في البكاء المرير!…
ترك مرفقها وهو يتأمل هيئتها ، كطفله صغيره عاقبها والديها !
ابتسم بعبث ، ثم استجمع شتات نفسه ليقف ينهر مشاعره الغريبة بالنسبه له ، وبسرعه خرج من الغرفة وكأنه يهرب من فيضان مشاعره ! ..
حتي نظرت صوب الباب متعجبه بأنه قد غادر هكذا فقط !
فـي غـرفـة مُـظـلـمـة ، تـجـلـس بـمـفـردهـا ، تـسـتـمـع الـي صـوت قـلـبهـا وهـو يـخـفـق بـقـوه وكـأنـه يـتـسـابـق مـع انـفـاسـهـا الـلاهـثـه ، لـم تـهـتـم بـبـروده الـغـرفـة ، أو بـظـلامـهـا الـدامـس ، فـقـط تـنـظـر الـي مـصـدر الضـوء الـصـغـير وهـو يـقـتـرب نـحـوهـا… هُـنـاك أمـل حـتي وإن كـان شـيء صـغـيـر ، فـإنـه يـكـبـر مـع الـوقـت.. أصـبـحـت تـري أمـامـها كُـل شـيء بـوضـوح بـعـدمـا أنـتـشـر الـضوء بـتـلـك الـغـرفـة ، اكـتـشـفـت بـأنـهـا لـم تـكـن غـرفـة مُـظـلـمـة .. بـل هـي حـديـقـة كـبـيـرة واسـعـه بـهـا أزهـار مُـتـفـتـحـة والـفـراشـات تـطـيـر بـحـريـة حـولـهـا ، ضـحـكـت بـشـده وكـأنـهـا فـي فـيـلـم أسـاطيـر .. عـنـدمـا دقـقـت النـظـر بـهـذا الـضـوء ولـم تَـعـر اهـتـمـامـآ للـظـلام ، أسـتـجـاب لـنـدائـها الـضـوء لـيـتـسـع شـيـئـآ فـشـيـئآ حـتـي أ لـهـا دربـهـا ..
“هـكـذا هـو الأمـل ، كـالـشُـعـلـه الضـئـيـلـة فـي وسـط الـظـلام ، مـن يـؤمـن بـأنـه مـوجـود ، مـن يـتـحـلـي بـالصـبـر قـليـلآ ، حـتـمـآ سـيـنـيـر الأمـل دربـه الـمُـظـلـم والـمـلـيء بـالأشـواك “🥀