استيقظ يزيد بخضة على صوت طرقات قوية بعد أن غفي لا شعوريًا ما أن وصل إلى البيت، صاح وهو يستعيد توازنه:
-طيب طيب في إيه، انا جاي اهوه!
ليتمتم في حنق واضح وثقة:
-انا عارف الخبطة الغبية دي، استر يارب!
فتح الباب ليدلف ظافر الغاضب وهو يطالع هيئته الناعسة ويهتف بحده:
-طبعًا نايم ومش في دماغك الدنيا، يارب نص برود الراجل ده ومراته في حياتي عشان هتجلط!
قال جملته الاخيرة وهو يرفع كفيه للسماء فيتأفف يزيد قائلاً :
-ماتهدى ياعم الطوفان وبراحه عليا!
اغلق يزيد الباب عندما توجه ظافر بصمت الي احد المقاعد يجلس ثم رد عليه بتعب:
-وهتيجي منين الراحة، يزيد أنا هتجن بجد مش عارف استحمل الوضع ده، العيال وحشوني ومفيش كلب فيهم سأل فيا!
ضحك يزيد فرماه ظافر بنظرات حارقة محذرة فتنحنح قائلاً :
-طيب اهدى بس، وبعدين أنا عايز أعرف ايه التحول اللي حصل لعيالك ده، مش انت كنت بتشتكي انهم على طول خايفين أن شروق تسيبكم لو انت زعلتها، أيه اللي حصل!
ظافر علي ساقه اليسرى ليقول بنبرة مغتاظة:
-الثقة حصلت، الثقة إنها مش هتسيبهم خلى خوفهم ينتهي وفي الأخر بعد ده كله يقلبوا عليا أنا، أنت لو شوفت الواد الصغير كان بيبصلي ازاي كنت قومت ته بالحزمة علي وشه!
انهي جملته بغل ليحمحم يزيد محاولًا تلطيف الوضع بقوله:
-وحد الله يا ابني ده عيل صغير، أنت من امتى وانت عنيف كده!
-من ساعة ما اكتشفت ان كل هم البشوات امهم لكن ابوهم اللي بيتعب ويشقى مش مهم!
ضحك يزيد ليخبره برزانه غير معهودة:
-يا ظافر يا حبيبي كل الأطفال في الفترة دي بيتعلقوا بمامتهم…
ثم صمت لتعود إليه روحه المرحة بقوله:
-وبعدين ابن مين أنت في مصر عشان عيالك يحبوك هاه،، ده الزبله ابني لو فتح عينه شافني ومشفش امه الدنيا بتتشال وتتحط ويبقى علي ه واحدة كأنه شاف تنين او بيعاقبنا مثلاً!
وضع ظافر يده على وجنته وهو يتفحص صديقه بتأني ليقول بابتسامة مشاكسه:
-لازم يتصرع لما يشوف الخلقه دي!
مال جانب فم يزيد ليرد عليه بنبرة متهكمة:
-ملقوش في الورد عيب!
ضحك ظافر ثم فرك عينيه بارهاق وساد الصمت المريح بين الاثنان قبل أن ينتفض ظافر بفكرة ليخبره بعيون لامعة:
-جتلي فكرة هايلة، أنا هعرف ازاي اخليهم يبعدوا عن امهم عشان اقدر اصالحها!
وقف يزيد هو الأخر ليضيف بحماس:
-حلو أوي!
-أهم حاجة ترجع مراتك وبطلوا استعباط إلا لو عايزها نبقي فوق وأنا بصالح مراتي!
أخبره ظافر بحزم وهو يشير بأصبعه في وجهه فضاقت عيون يزيد لمقصده وتساءل:
-طيب ومنار؟
ابتسم ظافر بمشاكسه ليؤكد:
-لا أنسى صاحبك اتجنن خلاص ومن خبرتي اللامتناهية اقدر أقولك إنها مش هتطلع من بيتهم تاني قريب!
*****
لوى مروان ذراعها وقرص على أذنها بغيظ ما أن أغلق باب منزلهم ليهتف بحدة:
-انطقي قصدك أيه باللي بتعمليه ده!
تأوهت بغضب أكثر منه آلم لتصيح هي الأخرى :
-الله وأنا كنت عملت أيه يعني ده عمل إنساني!
-أيه تك!
سأل مروان بسخرية وهو يكبل ذراعيها أمامها ويجرها للداخل نحو المطبخ فسألت بذعر وهي تثبت قدميها بالأرض:
-انت واخدني المطبخ ليه؟
حرك يده الأخرى في حركة تدل على الصبر وهو يقول من بين أسنانه :
-متخافيش مش هخلص عليكي دلوقتي !
-حوش حوش وده من ايه ان شاء الله يا مسكر، انا محدش يقدر يتعرضلي!
قالت بسخرية تناقض الخوف الفائح من جسدها فأقترب إليها ليقول بهدوء مريب :
-مسكر؟ حلو أوي يبقي انا فكرت صح لما قولت هبتدي بقص لسانك!
دفعته بخضه وركضت للخلف خطوات قليلة لترد بحدة:
-بطل تخوفني انا مش عبيطة ولا عيلة صغيرة!
اقترب خطوتين وهو يحرك ساعده للأمام بشكل دائري ويخبرها:
-حلو أوي يعني انتي ست ومكلفة ومسئولة مش كده!
نظرت له بصمت ولم تجب فصاح بصوت عالي أفزعها :
-انطقي يا ست الستات، اديني مبرر لوقفتك في الفرن كده قدام اللي يسوى واللي ميسواش!
-ماله الفرن ان شاء الله، ما انت جايبني من هناك ولا بقى وحش دلوقتي وبنتعاير بيه!
هز رأسه بعدم صدق وقال:
-انتي مصدقة اللي بتقولي ده؟ هاه فهميني ليه على طول بتفكري بالطريقة دي ومش عايزة تفهمي إن وضعك اختلف، فرن ولا شركة حتى أنا مش هقبل ان مراتي تشتغل!
هتفت هي الأخرى بمدافعه وهي تقترب خطوة مهاجمه منه :
-ومين قال اني كنت بشتغل انا وقفت بدافع إنساني الواد اتأخر و الحاج هلال كان لازم يروح يقبض الحواله عشان علاج مراته ولا هي القيامة قامت يعني!
اقترب منها هو أيضًا حتى صارا وجهًا لوجه وقال بغضب يرفض تبريد الدم المشتعل في عروقه:
– هو انتي راجل ؟
-انا بمية راجل!
ردت بإصرار وعناد، فأبتعد عنها حتي لا يفقد اعصابه ويصفعها مثلاً وقال:
-ليه كل تصرفاتك بتدل إنك مش حاسة إنك متجوزة راجل!
صاحت بعنف وهي تشد خصلاتها بتمرد:
-انا مش بفكر كده طبعا!
-انتي مش بتفكري اصلاً!
صاح بنفس العنف ثم صمت يحاول استعادة هدوءه دون جدوى فكل خلية داخل جسده تنتفض وتفور بجنون منذ رآها في المخبز تشاحن رجل أخر غيره، شعوره بالغيرة يسيطر على تفكيره ويرفض اعطاء فرصة للعقل، قطعت منار تفكيره حين همست بنبرة خافته:
-انت اللي رافض تحسسني بأني ست!
الفصل الرابع :
ارتفع حاجبي مروان ليقول بهدوء نسبي وهو يستند على قطعة من الأثاث خلفه:
-انا مش بحسسك إني ست؟ …. طيب اتكلمي وطلعي اللي في قلبك يمكن افهمك!!
كانت أنفاسها مضطربة بخوف طفيف لما سيحدث بعد اعلانها لما تشعر به ويخالجها منذ شهور ولكنها ت كل التوتر في عرض الحائط وقالت:
-انت اللي رافض تخلف مني!!
تفاجأ مروان ورمش أكثر من مرة يحاول استيعاب ما ترمي إليه ليقول متعجب وهو يشير إلى صدره :
-انا رافض اخلف منك، لا ده أنتِ أكيد اتجننتي رسمي!
أصرت علي موقفها واقتربت منه تحصر جسده الكبير بين جسدها الصغير و قطعة من الأثاث خلفه وردت عليه مؤكدة :
-ايوة جنني عشان تبرر أفعالك، مش من يوم ما اتجوزنا وانت على طول رافض اننا نخلف دلوقتي ومأجل!
-مأجل اسمها مأجل الخلفة فترة مش رافض الخلفة منك!!
قال وهو يحرك ذراعيه في ذهول من تفكيرها ولكنها اتهمته وهي تميل للخلف وتمرر سبابتها امام جبينها في حركة أشلت تفكيره للحظة بأنها “تردح” له فعليًا:
-ضحكتني يا عيوني اسمها مأجل عشان مش عايز تخلف مني عشان عارف اننا مننفعش لبعض واننا مش هنكمل صح ولا لا !
فرغ فاه مروان عندما اتبعت جملتها بمثل أقل ما يقال عليه بذئ، لا يصدق ما يطلقه لسانها السليط كمسجون بلا سجان، ساد الصمت بينهم دقائق لا يزال مروان في حالة من العجز عن الرد عليها فما فعلته للتو يتطلب ردًا من نوع أخر بعيدًا عن الكلام لكنها اتخذت صمته كموافقه على اتهامها وأكملت :
-ماترد عليا ولا كنت فاكرني هبلة وصغيرة بجد ومش هفهم دماغك!
ضاقت عيون مروان وفكر جديًا ما الذي يمنعه عن تربية تلك الوقحة، ثم ارتفع جانب وجهه في سخرية ليقول :
-انتِ ودي تيجي بردو صاحبة العقل الخارق هفتكرها هبله وصغيرة؟ لا وبجد مستغربة انا مأجل الخلفة لية!!!
-مأجلها لية؟
-عشان مش هجيب عيال امهم متخلفة لسة متربتش عشان تعرف تربيهم، ولسة مكملتش سن الرشد اللي مستنيه عشان كل كلمة هتنطقيها من بعده هتتحاسبي عليها ….
انفرج فمها بأستنكار لتجيب:
-سن رشد ايه انا عقلي يوزن بلد من دلوقتي ثم مين دي اللي متعرفش التربية!
-ولا شوفتي في حياتك ساعة واحده تربية حتى!
رفعت قدمها بغل لتسقط فوق قدمه وسط ذهوله وهي تهتف بأعتراض وغضب:
-أومال اتجوزتني لية!
-عشان اتنيلت و حبيتك !
بغضب وهو يميل ليحملها على أكتافه وقد فقد جام سيطرته علي الذات أخيرًا فت مستنكرة :
-انت بتعمل ايه نزلني حالًا بدل ما ابهدلك!
-ده انتِ مش هتشوفي بهدلة وبس لا ده انتِ مش هتشوفي الشمس بعد عمايلك دي!
ظلت ت قبضاتها على ظهره باعتراض حتي وصل إلى الغرفة البعيدة في المنزل، انزلها وحاول تركها وحيدة والخروج فلمعت عبنيها بفهم لمقصده وهتفت:
-المفروض انك هتحبسني ولا ايه مش فاهمة!
اقترب منها بطريقة مرعبة وهو يقبض كفه انام وجهيهما قائلًا:
-اختاري احبسك ولا أمد إيدي عليكي واقطع لسانك!
-محدش يقدر!
هتفت بها بأنف مرفوع وحاولت تخطيه فأوقفها يجذبها للداخل قائلًا بحزم :
-لو رجلك خطت برا الاوضة دي مش هيحصل طيب عشان تبقي فاهمة!
-انت بتعمل ليه كده، مش من حقك!
-اومال حق مين؟ لو مش حق جوزك إنه يربيكي عشان مش متربية يبقي حق مين هجيب واحد من الشارع يربيكي!!
-انا متربية غصب عنك وانت مش ابويا عشان تتعامل معايا كده.
هز رأسه بتفكير وهو يلتقط أنفاسه العالية ليخرج هاتفه مقررًا:
-صح يبقى أنا اتصل بأخوكي وهو يجي يشوف أخرتها معاكي!.
اتسعت عيناها بذعر واوقفت انامله من التحرك علي شاشه الهاتف قائلة :
-انا برفض اللي بتعمله ده عشان تبقى فاهم!
اخرج كفه من بين اصابعها بحدة ليقول :
-ما هو انا مبقتش فاهم فهجيب اللي يفهمني!
عضت منار علي شفتيها وظهر الخوف بشكل واضح على وجهها لتقول بنبرة باكية أخيرًا مستسلمة للذعر داخلها:
-عشان خاطري يا مروان متتصلش بيه!
اخرجه صوتها الباكي من إصراره فترك الهاتف لحظة وتفحص ملامحه ودموعها المتلألئة داخل مقلتيها فقال بنبرة مرهقة:
-بتعيطي لية؟
-عشان هيني وهو ايده تقيلة اوي!
-محدش يقدر يك!
قال مروان باستنكار من أفكارها، فأكملت بإصرار:
-يبقى أنت عايز تجيبه عشان تتلكك وتطلقني!
مروان الهاتف علي جبينه بنفاذ صبر وقال من بين اسنانه :
-أبوس إيدك بطلي تفكري عشان اعصابي على أخرها، أنا قولت هطلقك؟ ما اهو أنا لو عايز اطلقك كنت طلقتك في لحظتها لما كنتي واقفة بتتمرقعي في الفرن!
علا صوت بكائها وأخفضت أبصارها بخجل للأرض دون إجابة فزفر مستغفرًا الله قبل ان يقول بهدوء مصطنع :
-لما أنتِ عارفة إنك غلط بتقاوحي لية؟
-انا اسفة!
قالت بين شهقات بكائها بخفوت فقطع الخطوة الفاصلة بينهم يحارب رغبته في ضمها إلى صدره قائلًا :
-أنا مش عايزك تتأسفي يا منار، أنا عايزك تفهمي إني بحبك وعمري ما هعيش من غيرك، أنا عايزك تطلعي الأفكار الغريبة اللي كل يوم بتفاجأيني بيها دي!
فاجأته عندما انهت الشعرة الفاضلة بين جسديهما وأحكمت ذراعيها حوله في خوف من فقدانه وأخفت وجهها وبكائها في قميصه دون أن تجيب،، زفر بحدة وهو يستغفر الله ويطلب عفوه عنه ثم أخذ يربت على ظهرها بحنان ويخبرها بكلمات طيبة تحتاجها بشدة في هذا الوقت حتى هدأت حده بكائها، دقائق ورفع ذقنها أخيراً ثم همس بنبرة حانية:
-تعالي أغسلي وشك!
هزت رأسها بصمت تام واتبعته وبعد ان جفف وجهها بالمنشفة أمسك يدها مرة أخرى وجذبها نحو الأريكة بالخارج وأجلسها بجواره، حمحم بتفكير في طريقة يبدأ بها حديثة في أسلوب مناسب لها ثم استطرد بهدوء :
-سؤال مهم، اللي حصل إنهارده، حصل لية؟
رمشت عدة مرات ومررت طرف كمهل على أنفها الأحمر قائلة بارتباك:
-مش عارفة؟
أغمض عيناه وقال بهدوء:
-ده سؤال ولا إجابة !!
-مش عارفة، أنا مكنتش أقصد اني أقف من الأول بس لما لقيتك استعبطت كنت عايزاك تاخد بالك مني و تصالحني وخلاص!!
-اصالحك؟ انتِ اللي غلطانة اصلًا وغضبانة من غير سبب!
قال سريعًا بصوت عال قبل أن يصمت حتي لا يخرج عن إطار هدوءه، فقالت مؤكدة:
-لا بسبب ولا نسيت الحيوانة اللي كانت بتلف عليك ومكلفتش نفسك تقولي!
امسك مروان يدها ليؤكد:
-اديكي قولتي حيوانة، ومن غير زعل انتي شايفة نفسك عاقلة أوي هاجي اقولك علي حاجه زي دي وانتِ هتعديها!
رمقته بنص عين لتقول معترضة:
-مش مبرر على فكرة!
ابتسم تلقائيًا رغمًا عنه ليقول :
-خلاص يا ستي، أنا أسف وغلطان،، حلو كده؟
هزت رأسها بنعم قبل ان ترتمي بأحضانه فاستوقفها قائلًا :
-استنى بس الموضوع كبير أوي سعادتك!
نظرت له بعيون بريئه ليتنهد وهو يسمح لها باحتضانه قائلًا:
-بس مفيش مانع نكمله وأنتِ في حضني!
-خلاص بقى هو لازم!
كادت تهرب ضحكته من محاولتها للهرب من العقاب وتثور حين يقول طفلة،، حمحم ثم أكمل بجدية:
-لازم نتكلم عشان نفهم بعض، يمكن الغلط الاكبر عندي إنك وصلتي للأفكار دي ولازم نقعد ونفهم أكتر طبيعة علاقتنا اللي أنتِ مش فهماها!
تأففت ولكنها لم تعترض فأستكمل حديثة قائلًا :
-بصي يا منار أنا لما قولت نأجل الخلفة كان عشان خاطرك أنتِ مش عشان خاطري انا، لو عليا انا واحد كلها سنتين ويبقى عندي اربعين سنة!
عدلت رأسها على صدره ونظرت له بتساؤل فهز رأسه بموافقة على مطلبها الصامت بالشرح مستكملًا:
-انا كنت عايزك أنتِ تعيشي حياتك الأول سنتين أو تلاته عشان متجيش بعد كده تكرهيني وتندمي انك اتجوزتيني في يوم، الأطفال مسئولية وتضحية وهم كبير لازم نكون قده!
ابتعدت عن صدره في اعتراض لتقول مستنكرة:
-أنا عمري ما اكرهك او اندم أني اتجوزتك، أنت أحسن وأحن راجل في الدنيا وعمري ما كنت احلم انك تتجوزني!
ابتسم ليقول بمشاكسة:
-الله، ما أنتِ بتقولي كلام زي الفل اهوه، أومال روحتي اتقمصتي مع شروق لية و ومفتكرتيش الحاجات دي وقتها!.
ابتسمت بخجل وغضت شفتيها ثم قالت بتلعثم:
-هي كذا حاجة في بعضها خلوني زي المجنونة ومش حاسه غير انك بتضيع مني!
تفحص وجهها بدقة قبل ان يمرر إبهامه علي وجنتها بحنان قائلًا :
-حلو نركز على الحتة المهمة دي كان في ايه في بالك وصلك او وصلنا لكده!
نظرت لأسفل بحرج فرفع وجهها نحوه يشجعها علي الحديث بطلاقة لتستكمل:
-أنا كنت عايزة نونو زي شروق و سلمى كنت عايزة احس إني ليا لازمة وإني ام…
قاطعها متسائلًا:
-ومقولتيش لية؟
-أقول ازاي وانت قايل مش هنخلف دلوقتي!
-وهو انا كلامي سيف خلاص أخلاقك منعتك في دي إنك تعترضي؟
صمت حين حدجته نظرة غاضبة فتنهد قائلًا:
-تمام مش هجادلك كملي وبعدين!
قال بنبرة سلسلة كي لا يتحول نقاشهم إلى شجار فردت عليه سريعًا:
-وكمان انت فضلت تعمل حاجات غلط وتحسسني إنك بتصرف عليا وعلى اخويا!
-أحسسك إني بصرف عليكي؟ ما انا بصرف عليكي فعلًا!
ضاقت عينيها بحنق وقالت بحدة:
-انت فاهم قصدي!
-ماشي يا ستي، لكن إيه بصرف على اخوكي دي ،، بطلي سودويتك دي من ناحيته، الراجل بيشتغل وبيبني نفسه ايه المشكلة لما اضمنه مرة أو اتنين!
سأل متعجب من حدتها نحو شقيقها رغم علمه بأنها تكن لشقيقها حب كبير فأجابته بصدق:
-معنديش مشكلة معاه ده اخويا بس إحنا حكايتنا من الأول بدأت بسوء تفاهم ومش عايزاه يبقى فاهم إنك مجرد راجل غني بنستغله وأنا خايفة عليك!
احاط دقنه بأصبعين وسبابته يتحرك علي وجنته بتفكير ليقول بثقة :
-لا متخافيش عليا أنا مش غبي وبفهم الناس كويس أوي واعتقد كون اخوكي يعدل الفكرة دي من دماغه أو لا فدي مهمتك انتِ!
حركت رأسها ويداها بعدم فهم فأكمل:
-انتِ اللي تقدري تحسسيه انتِ بتحبيني وسعيدة معايا بجد ولا مجرد راجل غني بتستغليه!!
شعرت بتغير طفيف في نهاية جملته فرمشت في تفكير تحلل الوضع التي وقعت به قبل ان تقول بخفوت:
-أنا بحبك أنت وعمري مافكرت في فلوس انا بتكلم على أساس موقف حصل وكنت عايزة اطلعنا منه كده!
مرر كفه بحنان علي خصلاتها يعيدها خلف اذنها قبل أن يرد عليها بنبرة صادقة:
-زي ما أنا بحبك بجد وعمري ما فكرت ان كنتي فقيرة او غنية، لازم تفهمي إن مجرد تفكيرك كده إهانة لشخصي كله مش لمشاعري بس!
وضعت يدها فوق كفه المحتضن لوجنتها وحركت رأسها لتقبل باطن يديه قائله بنبرة حرجة:
-أنا أسفة!
اقترب منها يقبل وجنتها بحب يكفي لغمرهما سويًا ثم قال بلهجة صادقة :
-أنا اللي أسف إني موضحتش ليكي كل الحاجات دي!
لكنه أبتعد فجأة ليقول بحاجب مرفوع :
-الحمدلله صفينا كل الأمور اللي عملت أزمة في حياتنا، نرجع بقى لمشكله قلة الأدب واللسان الطويل!
احمر وجهها لتقول بابتسامته خجلة:
-انت اللي اجبرتني على فكرة، أنا من يوم ما اتجوزتك ما غلطش غلطة انت اللي بتجبرني اطلع اسوء كوابيسي!
-ده اسوء كوابيسي أنا يا حبيبتي مش كوابيسك أنتِ، الأسلوب اللي اتعاملتي بيه معايا مرفوض نهائي أنا لولا إني مراعي المرحلة الزفت اللي إحنا فيها كنت بسطرت بوقك بلسانك ده!
عضت على شفتيها بدلال وهي تمرر كفها الصغير على أعلى ساقه وبالأخرى على صدره بقلة حياء لا تفشل في إذهاله وقالت بصوت هامس لعوب جزئيًا:
-أنا كلي ملكك يا سيد الناس أعمل اللي انت عايزة فيا مش هقولك لا، حقك عليا لو لساني ده يتجرأ عليك انا اقطعه بنفسي!
ظل يطالعها في صدمة من قدرتها الخارقة علي تحويل مشاعره لما يحلو لها في لحظة، وجزء داخله منقسم بين ضحك و بكاء علي حاله وعلي قدرتها في إخراج أسوء الالفاظ من فمها ثم سرعة قدرتها على ترتيب كلمات ساحرة تبخر غضبه وتبدله بشوق عارم لها، خرج من أفكاره على حركة شفتيها الرقيقة كجناحي فراشة على جانب فمه، ثم التقت أبصارهم ثوان ليميل نحوها يخطفها في قبله متناسيًا كل ما خطط له من عقاب، بادلته منار نفس عمق مشاعره وقبضت على طرفي قميصه تقربه منها، تحركت يديه بدون أذن منه ليرفعها وتستقر فوق ساقيه قبل أن تمارس أنامله حقها في إحراق جسد زوجته بنار العشق، تحركت أصابعها سريعًا لخلع ملابسه عنه في لهفة لقربه لكنه قبض على كفيها وهو يميل بها علي الاريكة ويثبتها أعلى رأسها قائلاً بوعد مستتر بين أنفاسه المتقطعة:
-أول درس لإصلاح الذات هو التحكم في الانفعالات!
حاولت تركيز انظارها الغائمة نحوه وهي تطالعه كأنه مجنون لا تستوعب نصف جملته أو موقفها من وضعهم، ارتفع جانب شفتيها في حركة غريبة وقبل ان تتساءل أو تعترض، كان يغطي شفتيها بشفتيه مرة أخرى، استسلمت غير مهتمة بأي تبرير مستسلمة لكل ما يريده أو يرغب به حتى ولو لم تفهم نصف ما يرمي إليه، فهي على ثقة بأنه سينقلها في دوامة عاطفية عميقة وخطيرة بشكل يستحيل فيه علي أحدهم أن يتحكم في انفعالاته …..
الفصل الخامس
علا صوت رنين الباب في شقة شروق فهتفت سلمى :
-أنا هفتح الباب!
فتحت لتجد يزيد مستند على قائم الباب الخشبي فقابلها بأبتسامة واسعة أشرقت ملامح الطفولي وأبرزت وسامته وسرق بها عقلها ولكنه اللحظه بقوله :
-مساء الخير، أتمنى تكون الاجازة سعيدة و لطيفة على قلب معاليكي يا قلبي!
انكمشت ملامحها كي لا تنفجر ضاحكة وتؤكد صحة كلماته فمن غيره يفهم تفكيرها بمثل هذه الدقة، عقدت ذراعيها لتقول بتهكم وابتسامة صفراء:
-وتكون سعيدة عليك يا باشا!
حرك حاجبيه وهو يتمطأ بأبتسامة مؤكدًا:
-اه والله كانت سعيدة جدًا!
ارتفع حاجبها الأيمن بأستنكار وقالت:
-بجد والله؟!
ضحك وهو يقذفها بغمزة من عيناه الساحرة ثم رد بصدق:
-الصراحة أنا نمت نوم منمتهوش من يوم ما أبنك اتولد، بس انتي وحشتيني موت، فأنا قررت انها فل لحد كده أنتي شحنتي وأنا شحنت نعيش طبيعي بقى!
ابتسمت وهي تقول بغرور :
-اه وحشتك بأمارة مرمطك ورايا عشان تصالحني!
دفعها في كتفها بمشاكسة قائلًا :
-إنتي هتعيشي الدور ما احنا دافنينه سوا ده انا كل متصل بيكي بتبقي نايمة!
-ايوه زي ما انا كل ما ارد اتصالك الاقيك نايم!
قالت مدافعة فأرتفع فمه في ابتسامة اظهرت كل أسنانه وأردف وهو يربت على وجنتها بمرح :
-يبقى خالصين، يلا بقى هاتي الحلوف الصغنن اللي جوا ده ويلا علي بيتنا!
عكست حركته وهي تلكز كتفه قائلة:
-متقولش حلوف على ابني، وبعدين انزل واسيب البنات بعد المصيبة اللي عملتها وخربت بين الكل!
انعقد حاجبيه بملل وقال بنفاذ صبر:
-مكنتش غلطة كلكم هتذلوني عليها وبعدين مروان خلاص صالح منار وحاليًا وجودك هو اللي واقف قدام صلاح حال شروق وعمك ظافر!!
تخصرت بكفيها قائلة بنبرة متهكمة:
-والله دلوقتي بقيت أنا مفرقة الجماعات!
-ايون و اتفضلي اتكلي من غير لماضة هاتي أبنك!
كادت تجيبه عندما أتى صوت شروق مت الخلف:
-ازيك يا يزيد، اتفضل واقف برا ليه؟
-لا تسلمي انا بس جي اخد سلمى وتيم بس هي تقلانة عليا شوية!
ابتسمت وهي تتمنى موقفه ذلك من زوجها الأحمق وقالت:
-انزلي يا مستفزة مع جوزك!
-انا غلطانه إني مش عايزة أسيبك!
قالت سلمى بحنق وهي تنظر لها بأتهام فضحكت شروق وردت بسخرية:
-لا متشكرين يا ستي!
دلفت سلمى بأنف مرفوع وهي تتمتم ليزيد:
-استنى دقيقة هجيب الولد واجي!
وبعد دقائق قليله خرجت بطفلها وهاتفها ثم قالت لسلمى :
-هبقى اطلع اخد حاجتي بعدين.
-ماشي يا حبيبتي الوقت اللي يعجبك.
وبذلك أغلقت الباب خلفهم، تنهدت و أسندت رأسها على الباب حين سمعت صوت فريدة الحزين:
-هو بابي مش هيصالحنا إحنا كمان يا مامي اصله وحشني أوي!
نظرت لها شروق بشفقة ومالت تقبلها وأخبرتها:
-وانتي كمان وحشتيه قوي، طيب تحبي تنزلي تقعدي معاه شوية؟
هزت الصغيرة رأسها بعناد لتقول:
-هو اللي يطلع يصالح ستاته مش العكس!
ارتفعت شفتي شروق في ابتسامة لتدفع الصغيرة بخفة للداخل قائلة:
-طيب ادخلي يا أم لسانين ألعبي مع أخواتك
وقف ظافر أمام شقتهم ومعه أكياس محملة بالألعاب للأشقياء الخونه، طرق الباب ليفتح له يوسف بعد ثوان، فنظر له ظافر ومد يده بتهكم قائلًا:
-اهلًا بيوسف حبيب بابا وسنده!
رد عليه يوسف التحيه بأبتسامه مهتزة قائلًا:
-أهلًا يا بابي!
-بابي بابي بابي!
ركضت فريدة نحوه وخلفها يحيي المغمغم بكلمات لاتزال غير مفهومة فالتقط والدهم كلاهما بين ذراعيه يضمهم بقوة و حنان ويقبل وجنتي كلاهما قائلًا:
-حبيبة بابي السوسة الصغيرة، وحشتيني، وانت يا صغنن ياشقي واضح اني وحشتك ياض يا أصيل!
ابتسم وهو يشعر بالصغير يمرغ وجهه بعنقه وقميصه تمامًا كما تفعل والدته، احتضنته فريدة بقوة أيضًا وقالت بطفولية:
-وانت كمان وحشتني اوي وكمان وحشت مامي خالص، احنا حقيقي زعلانين منك إنك مش صالحتنا كل ده!.
هز يوسف رأسه بموافقه وعقد ذراعيه ثم قال بأنف مرفوع :
-انت مش المفروض تزعل مامي أبدًا!
ترك الصغيرة من يده ومال نحو صغيره العنيد ليهمس له:
-ومش المفروض بردو لو بابي حصل و زعل الملاك بتاعتكم اننا نلطف الجو ولا نشعللها أكتر!
ضاقت عيون الصغير وهو يهمس لأبيه بصدق وعفوية :
-أنا عايز مامي سعيدة ومش عايز اضايق صافي !
كاد ظافر يصفعه على رأسه لغرورة ولكنه تمالك أعصابه علي اخر وقت ليحمحم قائلًا :
-انا كمان عايزها سعيدة يا سي يوسف، وبعدين حصل ايه لبوسه الحب السحرية راح فين الكلام ده ثم مين صافي دي أصلًا! أفضل الهدايا لأحبائكم
أخبرته فريدة وهي تقفز بحماس:
-دي اختنا، احنا قررنا نسميها صافي!
طالعهم ظافر بأحتقار وهو يقول بتعجب :
-هتسموا بنتي علي اسم رقاصة؟
يوسف كفه على جبينه ليقول بقلة حيلة ونفاذ صبر:
-رقاصة ايه يا بابي، دي صاحبتنا في الكلاس بس جميلة أوي شبه روبانزل اللي بتحبها فيري!
صفقت فريدة بسعادة وهي تعرض ببساطة:
-الله نسميها روبانزل!
-بأذن الله نسيب الحوار ده بعدين، ونركز في المهم بصوا أنا جبتلكم أيه؟
خرجت أصوات الحماس و الواو من أفواههم بلا توقف وهم يلاحظون الأكياس المحملة بالألعاب ولكن ظافر اوقفهم قبل هجومهم على الأغراض قائلًا :
-الأول اوعدوني إنكم مش هتعملوا كدة تاني وهتسمعوا الكلام من هنا ورايح!
جاءت الموافقة سريعة من فريدة ولكن صغيره العنيد وقف مفكرًا قبل أن يطالب:
-يبقي توعدني إنك مش هتزعل مامي تاني!
-ماشي يا لمض، انت مش هتحب ماما أكتر مني على فكرة بس هعديهالك!
قال ظافر بحنو وهو يعبث بخصلات الصغير ويفسح لهم الطريق للالعاب ثم أخبرهم بعيون ماكرة وابتسامة واسعة:
-اه وفي حاجه كمان!
التفت الصغار له بأعين متسعة كلها انتباه ماعدا يحيى المنغمس في محاولات فتح الأكياس..
مسحت شروق بكفها البخار على المرآة بعد أن أخذت حمام ساخن مريح للأعصاب في المرحاض الملحق لغرفتها، تفحصت وجهها قليلًا قبل أن تتنهد بحزن وترتدي رداء ما بعد الاستحمام (البُرنْوس) وتخرج لغرفتها، خرجت منها ة خافته ما أن لاحظت الجسد الذكوري الممدد بأريحية على فراشها فسألت:
-انت بتعمل أيه هنا؟
وقف من مكانه بأنسيابيه واتجه نحوها بعيون متفحصه قائلًا:
-مراتي حبيبتي ووحشتني فقولت اشوفها!
عقدت ذراعيها حول جسدها تحاول احكام الرداء حولها بحرج وردت بنبرة خجلة:
-واديك شوفتها اتفضل يلا!
لكنه تجاهلها ومد يده بلا مبالاه وأخذ يعبث بخصلاتها القصيرة ليهمس بتساؤل:
-مش هتبطلي تقصي شعرك!
هزت رأسها برفض لتخبره:
-لا انا بحبه قصير!.
-وأنا كمان بحبه كده أوي، عارفة ليه؟
رمقته بتوتر منتظرة إجابته فأجابها بنبرة حانية وهو يحتضن وجهها بين كفيه ويركز انظاره علي انظارها:
-عشان بيخليني أسرح في عنيكي وكأنها حتة من الجنة.
نظرت إليه بنصف عين رغم احمرار وجهها و ازدياد دقات قلبها لتقول بنبرة متهكمة:
-وأنت شوفت الجنة فين يا مؤمن!
-شوفتها بين إيديكي!
قالها بمشاكسة وهو مستمر في بعثرة خصلاتها المبلله وبعثرة مشاعرها وهو يتعمد ملامسه عنقها بأطراف أنامله، صمتت بأرتباك تحاول تمالك مشاعرها وهي تهرب من نظراته الحارقة، رفع ظافر ذقنها لتنظر إليه ويهمس بخفوت يذيب القلب:
-بحبك.
أغمضت عيونها تستلذ بتلك الكلمة القادرة علي بعثرت دواخلها واعاده ترميمها بحروف أسمه قبل أن تجيبه بأستسلام:
-وأنا كمان بحبك!
جمع خضلاتها المبللة في كفه خلف رأسها بعيدًا عن وجهها وعنقها قبل أن يميل ويطبع قبلات خفيفة بتلك الأماكن، ارتفع ذراعيها لأمساك ملابسه في محاولة لتخليد كل لمسة منه لكنها قبل ان تغرق بين سحر شفتيه انتفضت برعب للخلف صائحة:
-الولاد!
خرج ظافر من خضته لفعلتها واقترب يحاول ضمها لجسده وهو يجيبها:
-مش هنا !
غطت فمها بكفها واتسعت مقلتيها ليقول سريعًا:
-متخافيش مبعتهمش لعصابات الاعضاء!! ايه الاوفر ده!
دارت عيونها داخل مقلتيها بغيظ لتقول بلهجة حادة:
-ايوة يعني ودتهم فين؟
لمعت عيونه بخبث واستشفاء وهو يجيبها بفخر:
-مع عمهم حبيبهم يزيد!
حمحم واقترب منها مرة أخرى ليقول بمشاكسة:
-مش هتقلعي البتاع المبلول ده لتبردي!
امسكت رداءها بأحكام لتقول بدلال:
-لا مش هبرد!
-لا هتبردي!
قالها بإصرار أكبر وهو يحاول نزع اطرافه من بين أصابعها وكادت ضحكة تفر من بين شفتيها وهي تحارب جذبه للقماش وقالت:
-لا يا بايخ!
-اقسم بالله عايزة تقلعيه لتبردي !
ضحكت هذه المرة مما سمح له بجذب اطراف الرداء وتقريبها نحوه، التقت عيناهم في محبة وسعادة قبل أن تتأوه بأعتراض حين ركلتها الصغيرة بالداخل :
-اه يابت ال…
قطعت سبها وزمت شفتيها مشتكية لزوجها:
-بنتك بتستنى اشوفك بس وتفضل ترفص!
ضمها نحوه بنعومة ورد بلهجة مداعبة:
-حبيبة بابا اللي بقيالي، ولا انتي مستكترة عليا حد يحبني!
نظرت له بغيظ لتغمغم بحنق:
-سم انت وبنتك!
قبل وجنتها ضاحكًا وضمها إليه حتى صارت ملتصقة به تمامًا ثم انتقل بقبلات خفيفة في تروي إلى فمها الصغير الناعم كبتلات الزهور وكاد يلثمه حين شعر بخبطات طفيفة تأتيه من بطنها المنتفخة المستندة على جسده فأبتعد ضاحكًا وقال:
-لا ده انتي بنت كلب بقى زي أخواتك!
ضحكت شروق هي الأخرى واسندت رأسها على صدره تحاول استعادة شعورها بالأمان بين ذراعيه، شعرت بأنامله تعبث بردائها وخرجت ضحكة طفيفة منها على إصراره، فأبتعدت بثقة خطوتين للخاف ورمت الرداء ببطء من كل اكتافها مستمتعة بأشتعال عينيه وتشربه العْطِش لكل تفاصيلها، تركته يضمها نحوه واستسلمت لشفتيه القوية الملتهمة لشفتيها في توق واشتياق،وبعد دقائق مُذهبه للعقل أنهى قبلتهم المجنونة ليحملها إلى الفراش في لهفة مشتاف لصب جام عشقه وطوفان عواطفه في لمساته المجنونة لجسدها الرقيق، ليصل بها بلهيب عشقه إلى أعلى درجات العاطفة و الجنون.