
اليوم هو أروع أيام حياتها ستتم خطبتها عليه….والدها وأخيراً إقتنع به…..كم تحبه وكم تريده….أصرت علي والديها وعليه أن تتم خطبتها في المنزل فقد أصبحت تعشق البساطة وكل ما يخصها….هايدي أتت قبل الخطبة بوقت قليل نظراً لحملها المتعب جداً فهي مازالت في الشهور الأولي….قامت بشراء فستان باللون القرمزي بحمالات رفيعة مُثبت عند الصدر بحزام فضي إنساب علي جسدها بطبقات من الدانتيل….رفعت شعرها الذي إستطال قليلاً لأعلي بدبابيس صغيرة مما جعل بعض الخصلات تهرب منه لتلتف حول وجهها….كانت سعيدة جداً عنسائل حيويا إقتربت منها هايدي قائلة
هايدي:يا لهوي ع القمر أنا خايفة يخطفك من دلوقتي
إبتسمت وهي تحتضنها برفق
ريما:أنا مبسوطة أوي أوي ياهايدي مش متخيلة إني إنهردة هلبس دبلته…هقول للعالم كله إني بحبه
أجلستها برفق علي الفراش قائلة بحنو
هايدي:عقبال فرحكم إن شاء الله ياحبيبتي…يلا يا عروسة علشان العريس مستعجل
خفق قلبها بجنون وإرتعشت يداها قائلة
ريما:هو جه خلاص؟
إبتسمت وهي تقول
هايدي:بقاله ربع ساعة ياهانم
إنتفضت من مكانها ونظرت لنفسها في المرآة قائلة بتردد
ريما:شكلي حلو..فيه حاجة ناقصة ولا كله مظبوط ؟
أدارتها لها قائلة
هايدي:والله زي القمر مفيش أي حاجة ناقصة يلا بقي ولا تحبي أجيب عمو ياخدك زي الأفلام؟
إبتسمت قائلة
ريما:لأ عادي ياختي كفاية إنتي خلي بابا مرتاح
أخذت نفساً عميقاً وهي تخرج معها لتهبط درجات السلم لتري حبيبها وعشيقها الذي ينتظرها
كل دقيقة ينظر في الساعة لما لم تنزل إلا الأن يريد أن يراها..طلب منها أن تخبره ماذا إشترت لم تجيبه فقط (لما تشوفني هتعرف)…توقف قلبه وهو يراها تهبط درجات السلم مع هايدي…كانت جميلة حقاً خصوصاً مع تلك الخصلات المٌلتفة حول وجهها ونظرتها المشعة سعادة ولكن ما هذا !!…ما الذي ترتديه هذه الحمقاء…إشتعلت عيناه بغيرة تعرفها جيداً لذا توقفت عن النزول وهي تخبر هايدي شيئاً فتعود بعد قليل بهذا الشال الذي يخص الفستان وترتديه..أومأ رأسه بإبتسامة…وضعت أناملها علي قلبها تحاول تهدئة نبضاته الثائرة التي كادت تخرج من بين أضلعها…..جلست بجابنه وتعالت الزغاريد وهو يُلبسها فقط خاتم الخطبة الذي أصرت ألا ترتدي غيره…همس بجانب أذنها بحب
أحمد:مبروك يا حبيبتي
أجابت متوردة الوجنتين
ريما:الله يبارك فيك
بعد رحيل معظم المدعوين وإستئذان هايدي التي شعرت بتعب مفاجئ..إقترب منها قائلاَ وهو ينظر لفستانها
أحمد:ريما حبيبتي لو سمحتي بنطلوناتك اللي هتفرقع عليكي وبلوزاتك العريانة وفساتينك اللي زي ده كدا يا تولعي فيها كلها ياتعينها لحد مانتجوز وتلبسيها في البيت ممكن؟
إنفجرت ضاحكة
ريما:إنت أكيد بتهزر صح؟؟
رد بحزم والغضب يشتعل بعينيه
أحمد:لا ياختي مش بهزر من بكرا تنزلي تجيبي لبس عدل وكل الحاجات العجيبة اللي عندك دي مش عاوز أشوفها تاني فاهمة
إتسعت إبتسامتها وهي تقترب أكثر قائلة
ريما:حبيبي بيغير عليا؟
حبس أنفاسه محاولاً ألا يُظهر تأثره بها…ثُم قال بحنق
أحمد:أيوة ياختي بتنيل بغير إرحميني بقي ممكن(ثُم أردف بغضب)أنا مش عارف هو عمي مكانش بيشوفك ولا إييييه ؟؟
تأبطت ذراعه وهي تقول بدلال
ريما:خلاص بقي ياحبيبي متزعلش والله آخر مرة هتشوفني بلبس كدا وبعدين أنا لبست الشال أهو…وع فكرا أنا كنت مدلعة أوي وعلشان كدا بابا وماما مكانوش بيهتموا بكل دا
قبل كفها قائلاً بحنان
أحمد:الظاهر كدا إني هتعب معاكي يابطتي
إبتسمت بسعادة
ريما:أيووووووون بالظبط كدا
كانت تلك أولي خطواتها ناحية السعادة وراحة البال التي تنشدها معه هو دون غيره
…………………………………………..
. إستيقظت في الصباح علي صوت رنين هاتفها المزعج وجدته مازن ردت بتأفف قائلة
أسيل:إيه يامازن مصحيني بدري ليه؟؟
أجابها بمرح قائلاً
مازن:قومي فوقي بس كدا وإلبسي الطرحة وبصي من الشباك….سلام
هبط قلبها بين أضلعها وهي تشعر أنها ستراه هو بل متأكدة من هذا…قامت منتفضة من الفراش وهي تكاد تتعثر بالملاءة…أخذت حماماً سريعاً وإرتدت أول ما وجدته أمامها سروال جينز وبلوزة قطنية وحجابها ونظرت بتلهف من النافذة لتجد ما جعل أنفاسها تتسارع…قلبها يخفق بجنون مع صدرها الذي يعلو ويهبط بشدة..بينما عيناها غائرتان بالسائل حيويوع وهي تري….عدد من البالونات الكبيرة المتعددة الألوان مُلتصقة بالنافذة وكلها مكتوب عليها كلمة واحدة (بحبك)فتحت النافذة وهي تتلمس واحدة تلو الآخري وتضحك بسعادة بالغة حتي نظرت للسماء لتجد كلمة آخري تماماً جعلتها تشهق بسعادة…..الكلمة الآخري كانت مرسومة داخل قلب يُزين السماء
(تتجوزيييني!!)
…………………………
لم أعرف قبلك واحدة
غلبتني ..أخذت أسلحتي
هزمتني.. داخل مملكتي
نزعت عن وجهي أقنعتي
لم يحدث أبداً سيدتي
أن ذقت النار.. وذقت الحرق
كوني واثقة سيدتي
سيحبك الآف غيري
وستستلمين بريد الشوق
لكنك .. لن تجدي بعدي
رجلاً يهواك بهذا الصدق
لن تجدي أبداً
لا في الغرب..و لا في الشرق
الفصل الثامن والعشرون
وطني أنا
هي..بريئة..مُشاكسة إقتحمتني من الفراغ
هي..دخلت عالمي ببراءة طفلة..ومُشاكسة أنثي
هي..حلقت في سمائي كالعصفور يبحث عن ملجأ من البرد
أخبرتها مراراً وتكراراً أني لست لها بملجأ ولكنها أوقفتني بل ألجمتني بقولها
“أنت ملجأي أنا فقط..بل وطني أنا”
…………………………………….. كانت كلمات تلك الأغنية تصدح في الأرجاء بهذا الوقت المُبكر من الصباح
“تتجوزيني”
في كلام لما بيتقال بيغير كل حياتنا معاه
عنه بيستاهل ندور طول العمر ونستناه
انا من اللحظه دى بقولك اني بحبك اكتر مني
انتي اللي عشانك بكتب شعري انتي اللي عشانها بغني
تتجوزيني
تتجوزيني
مش عايز غيرك فى الحياة اوعى تسبيني
من غير ما اتكلم انتي بتسمعيني
عشانك اطول السما لو حبتيني
انا حاسس ان الكون وياك بشوفو بشكل جديد
الدنيا بتضحك وانتى معايا
تكشر وانتى بعيد
انا شايف فيكى ولادنا ومستقبلنا ودنيا أمان
مهما هنكبر ونعجز هفضل احبك زي زماااااااااان
تتجوزيني
مش عايز غيرك فى الحياة اوعى تسبيني
من غير ما اتكلم انتي بتفهميني
عشانك اطول السما لو حبتيني
انا من اللحظه دى بقولك اني بحبك اكتر مني
انتي اللي عشانك بكتب شعري انتي اللي عشانها بغني
تتجوزيني