منوعات

بقلم هند شريف ج 3

دلف إلي المنزل بإرهاق وجد والده ينتظره في البهو قائلاً
ياسر:حمد الله ع السلامة يا مازن
جلس علي الكرسي أمامه وهو يدلك رقبته بإرهاق
مازن:الله يسلمك يابابا أمال ماما فين ؟
طوي الجريدة التي كان يقرأها قائلاً
ياسر:بتحضر العشا….الحمد لله أسيل كانت جاية فرحانة حسيتها أحسن من الفترة اللي فاتت بكتيير
اجابه وهو يشرد بعيداً
مازن:معلش يابابا حضرتك عارف إن اللي حصل مكانش شوية عليها
أومأ برأسه قائلاً بهدوء
ياسر:أيوة عارف والله يامازن بس كنت قلقان من جمودها وهدوئها ده
قام من مكانه وهو يتجه لأعلي قائلاً
مازن:معلش يابابا هي فترة بس وهتعدي أنا هروح أغير هدومي وأطمن عليها علي ما العشا يجهز
أخذ حماماً ساخناً وهو مازال يفكر كيف سيبدأ معها الحديث…يبدو أن إياد جاد جداً فيما يقوله..وللحق فهو معجب به وبلباقته ووظيفته…إبتلع ريقه وهو يرتدي ملابسه ثُم إتجه إلي غرفتها بتردد
طرق الباب مرتان ثُم سمع صوتها المبتهج وهي تدعوه للدخول
وجدها تاركة شعرها للعنان واضعة الحاسوب الشخصي علي قسائل حيوييها ثُم نظرت له بإبتسامة قائلة
أسيل:أهلاً يادكتور..طبعاً عديت ع العروسة قبل ما تيجي صح ؟
إبتسم وهو يتقسائل حيوي ليجلس بجانبها علي الفراش قائلاً
مازن:أيوة ياستي عديت ع العروسة وقالتلي إنك كنتي عندها
إتسعت إبتسامتها قائلة
أسيل:أيوووون كنت عندها وكمان عرفت إنها هتمشي كمان شهر أو إتنين
أومأ رأسه قائلاً
مازن:أيوة قالتلي وإتفقنا إنك هتساعدينا علي في تجهيز كل حاجة في الشهرين دول تسمحي ؟
إحتضتنه وهي تقبل وجنته قائلة
أسيل:أسمح طبعاً أنا هفضل علي قلبك لحد ما نخلص كل حاجة…إنت متعرفش أنا مبسوطة إزاااااااي
بادلها الإحتضان وهو ينظر لها بعمق
مازن:عارف ياحبيبة قلبي…أسيل إنتي عاملة إيه دلوقتي مرتاحة؟؟
لاحظ توترها وهي تتربع بجانبه قائلة
أسيل:الحمد لله علي كل حال يا مازن أنا عارفة إن ربنا شايلي الخير متخافش عليا ياحبيبي صدقني أنا كويسة
إبتسم بإرتياح وهو ينظر لها قائلاً
مازن:طيب فيه موضوع عاوز أكلمك فيه
عقدت حاجبيها في تساؤل قائلة
أسيل:خير يامازن فيه إيه؟
إبتلع ريقه بصعوبة ثُم قال
مازن:إيه رأيك في إياد صاحبي؟
خفق قلبها بشدة وهي تردد هامسة
أسيل:رأيي فيه إزاااي؟
وضّح كلامه قائلاً بصراحة
مازن:إياد طلب إيدك مني إنهردة ياأسيل
إنتفضت من مكانها بذعر وهي تتذكر نظرات الإمتعاض من نادين بل نظراته التي كان يلاحقها بها منذُ زمن ولكنها لم تكن تبالي أو تضع أي إحتمال فقلبها ملك له دون غيره….أمسكها مازن من ذارعها ليعيدها مكانها قائلاً بقلق
مازن:مالك يا أسيل إتخضيتي كدا ليه؟؟
إبتلعت ريقها بصعوبة وصدرها يعلو ويهبط…قالت بشئ من التوتر
أسيل:لأ أبداً مفيش أنا بس مستغربة إزاي يعني وإمتي ؟
مازن:يعني من ساعة ما شافك تقريباً وهو بيفكر فيكي وجه كلمني إنهردة علشان طبعاً مش هيكلمك قبل ما يقولي؟
أجابته بتوجس
أسيل:طيب وإنت شايف إيه؟
قال بمنطقية
مازن:من ناحيتي أنا شايفه حد مناسب جداً يعني محترم ودكتور وأنا عارفه شخصياً بس الرأي النهائي ليكي إنتي
أسبلت أهدابها وهي تقول بجمود
أسيل:هصلي إستخارة وأرد عليك يا مازن
رفع ذقنها إليه وهو يقول بينما إشتعلت عيناه بغضب مكتوم
مازن:إوعي إوعي تفكري للحظة في اللي فات اللي فات مات وإندفن يا أسيل…فكري في حياتك وبسس
إغروقت مقلتيها بالسائل حيويوع وهي تسبل أهدابها للمرة الثانية قائلة بهدوء شديد
أسيل:هصلي إستخارة وأرد عليك يا مازن مقدرش أقولك حاجة تانية….بس لو سمحت متقولش لماما وبابا حاجة غير لما أرد عليك
علم أنها تنهي الحديث بطريقتها لذا قام من مكانه وهو يقول بعملية
مازن:هديكي إسبوع تفكري فيه ومش هقولهم حاجة غير لما يجيني ردك…

بعسائل حيويا خرج وأغلق الباب وراءه تحررت سائل حيويوعها من مقلتيها فهبطت كالأنهار..لماذا الأن ياربي..لماذا وأنا بهذا الضعف..لماذا….ماذا سأفعل ؟؟
عدت حالة الجمود تعتريها مرة آخري فلم تعد تتحدث مع أحد في المنزل فقط تكتب وتكتب وتذهب لنادين وهي تتحاشي اللقاء بهذا الطبيب قدر المستطاع بينما مازن لم يفتح معها الموضوع مرة آخري…أما نادين فقد أخبرتها بشعورها بهذا منذُ فترة ولكنها كانت في صفها قائلة أنها لن تستطيع أن تنسي بهذه السهولة فيجب عليها ألا تظلمه وتظلم قلبها
مرة أسبوع واليوم ستخبر مازن بقرارها
طرقت عدة طرقات علي غرفته ودخلت وجدته يقرأ كتاباً أغلقه بهدوء وهو يلاحظ توترها
مازن:تعالي يا أسيل
فركت يديها ببعضها بتردد شديد وهي تجلس بجانبه علي الفراش ورفعت رأسها بشجاعة زائفة
أسيل:أنا فكرت يا مازن وأخدت القرار

انت في الصفحة 4 من 12 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل