منوعات

بقلم سولييه نصار ج 2

كان والدها مسافر ولذلك أخذت راحتها في الصـ,ـراخ والبـ,ـكاء امام والدتها وقالت:
-كل خططي فشلت…فشلت يا ماما …خلاص منار كسبت وانا خسرت ..
أمسكت والدتها كفها وقالت:
-لا لسه …لسه فيه ورقة هنلعب بيها …خطة تانية خالص…
-ايه هي ؟!
قالتها بصوت مرتعش والدموع تنهمر من عينيها …ابتسمت والدتها وقالت:
-انك.تبقي حامل !!!
يتبع

سولييه_نصار

٢٣/٢٤
الفصل الثالث والعشرون (صـ,ـدمة )
عرفت إني أحبها عندما كدت أن أخسـ,ـرها !!!
………..
-أنت بتهزر صح …قول انك بتهزر يا مراد ….
قالتها هنا وقد ترطبت عينيها بفعل الدموع …شعرت بألم حاد في قلبها وهي تبحث في عينيه عن أثر للمزاح فتختـ,ـنق وهي لا تجد….
-مراد …انت بتهزر …اكيد.بتهزر …انت مستحيل تتخلى عني …أنت بتحبني …انت قولت كده !!!
أغمض مراد عينيه وضميره يجلده بسببها…ولكنه قرر المضي للنهاية …هو ليس مستعد لخسارة منار …لا يمكنه أن يخسر حبه الذي وجده أخيراً …
-تعالى يا هنا اقعدي واسمعيني كويس …
قالها مراد وهو يمسك كفها ويجذبها إلى الأريكة حتي تجلس عليها…جلست وهي تنظر إليه…الدموع لا تنفك تنفجر من عينيها وهي تنظر إليه …تشعر بشئ بغيض يطبق على صدرها ….
كان مراد يفرك كفيه بتوتر …لا يعرف من أين يبدأ …كانت هنا تنظر إليه وهي لا تتوقف عن البـ,ـكاء …استطاع أن يرى الجرح العميق بأعينها ….
-مراد انت عايز تسيبني. تسيبني أنا يا مراد ؟!!
حرام عليك ليه تعمل فيا كده …ليه يا مراد …
-هنا أنا لو اعتذرتلك من هنا لبكرة مش هيكون كفاية …أنا عمري ما انكر غلطي في حقك …أنا غلطت وانا اسف…اسف جدا …كنت فاكر حاجات وحاسس بحاجات واكتشفت أن كل أفكاري ….كل مشاعري مش حقيقية …اكتشفت أن كان في أيدي السعادة وانا بغبائي ضيعتها …بس مش هضيع فرصتي اني ارجع سعادتي مرة تاني واصلح حياتي …
نهنهت ببكاء وقالت :
-م…مش فاهمة …قصدك ايه …قصدك ايه يا مراد ؟!
ابتلع ريقه وقال :
-هنا أنا بحب مراتي …بحبها اووي …صحيح مكنتش عارف ده من البداية وحطيت في بالي انها ملكي وكنت مطمن وطمعت لما ضمنت حبها ليا …بس ده كله تلاشى لما اتجوزتك…حسيت اني بخسرها…ومع كل خطوة كانت بتاخدها بعيد عني كنت بحس اني مخنوق اووي …حاسس اني بموت .. فكرة اني بس أطلقها هي الجحيم بالنسبالي …..الوضع ده عرفني اني مش هقدر اعيش من غير منار …عشان كده لو العالم كله في كفه وهي وبناتي في كفة هختارهم هما…هختار عيلتي …وأنتِ ربنا هيعوضك عني خير أنا متأكد من كده !
نهضت وهي تهز رأسها بعنف بينما الدموع تطفر من عينيها …
-أنت حقير …حقير …
صرخت به بقوة ….
نهض مراد وقال:
-عندك حق وانا مش هنكر غلطي ولا حقارتي وبعتذر منك …
-انا مش عايزة اعتذار …عايزة حقي …أنا مراتك زيها …
-أنا هطلقك وانتِ ربنا هي…
ولكنها قاطعته وهي تشد على ملابسه وتصرخ:
-انا مش عايزة غيرك ..ليه مش عايز تفهم …ليه …يا اخي عوضني على اللي اخوك عمله فيا …ليه يا مراد تعاملني زي ما اكون إنسانة وتخليني احبك وبعدين جاي ترميني دلوقتي …ليه …أنا هموت لو انت سيبتني …
أغمض عينيه بقوة …كان ما تفعله يؤلمه …يجلد ضميره…
امسك كفيها وأبعدهما ثم قال بعد أن فتح عينيه:
-أنا مش هتخلى عنك يا هنا. ..أنا هساعدك دايما …بس جوازنا مش هيستمر …أنا آسف …مش هضيع عيلتي من ايدي ….
ثم تركها وذهب لتسقط هي أرضا وتنـ,ـفجر بالبـ,ـكاء وهي تضرب وجهها وتصرخ ثم بدأت في شد شعرها حتى تمزق في يدها …
-ماما …
قالها الطفل وفي عينيه البريئة خوف من حالتها تلك …توقفت هنا عن البكاء ونهضت من مكانها وهي تحاول ألا تصرخ من الألم ثم حملت ابنها وقبلته وهي تقول بينما الكلمات تخرج متقـ,ـطعة كقلبها من الداخل وتقول :
-حبيبي ايه اللي صحاك دلوقتي …يالا ننام …

………
في اليوم التالي ….
كان مراد قد أخذ إجازة من عمله …وايضا كان اليوم هو يوم العطلة برياض الأطفال قررت منار أن تخرج فيه أطفالها بعيدا عن المشاكل التي سوف تحدث اليوم …فهي تعرف أن اليوم سوف يتم طلاق كلا من هنا ومراد وبالطبع لن تسلم من تلميحات حماها وحماتها فالأسلم تذهب اليوم بعيدا ….

كانت منار في المطبخ تجهز طعام الإفطار عندما ولج مراد للمطبخ …كانت منار تشعر بوجوده خلفها ولكن لا تستدير …اقترب مراد اكثر منها لتنتفض وهو يعانقها من الخلف وكفيه يرتحان على بطنها ثم يبدأ بتقبيل عنقها بلطف ويقول:
-النهاردة هطلق هنا …
أغمضت عينيها بإنفعال ثم استدارت وهي تبعده وتقول بنبرة جافة :
-وده هيغير ايه يعني ؟!طلاقك ليها مش هيخليني اسامحك يا مراد …انت قولت هتحارب عشان ارجعلك ولسه قدامك المشوار طويل عشان اسامحك …ده لو سامحتك طبعا…عن إذنك بقا …
ثم تركته وغادرت المطبخ وهي تحمل اطباق الطعام ..
…………..
أمام مكتب المأذون الشرعي.

انت في الصفحة 15 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل