منوعات

بقلم سمر خلف

الفصل الثالث

تستمع الي زقزقة العصافير الحرة ترفرف باجنحتها المتحررة بانطلاق سعيد تحلق بين اطراف النسيم الهادئ تتركه يجرفها حيث البعيد بينما تغمض عينيها تستند برأسها بارتخاء ع مقعدها تفكر به تفكر بحبيبها معشوقها اكانت خدعة عشقه لها سراب ام قصرت هي بحقه و حبه فشلت بأظهار هيامها له فكفر بالحب و اعلن الحرب ع صغيرها الذي ينبض بألم بين سجن ضلوعها المسكينة ليتني اتحرر سجن عشقك و لكني أابي الرحيل و تركك وحيداً اشعر انك طفلي الذي سيعبث و يخطأ ثم يعود لاجلي معتذرا طالباً الامان بين احضاني الدافئة

وضعت رغد كفها بهدوء ع كتف صديقتها الحزينة و دموها تنجرف من بين ضفتي اجفانها المغلقة : صباح الخير يا روح
رمقتها بابتسامة : صباح النور عاملة ايه
رغد بحنق و عتاب : انا بردو اللي عاملة ايه و بالنسبة لعيونك اللي بتنزف دم مش دموع خلاص يا روح وصلك انك تبكي حتي و انت برة البيت و ف النادي ده ذل مش حب
ازالت دموعها و ابتسمت لها : مين قال اني ببكي ده بس الشمس وجعتلي عيني
اقتربت بوجهها من وجه روح تردف بحنان: روح حبيبتي اتطلقي منه و سيبيه انتي جميلة و مؤدبة الف واحد يتمناكي
تخليت حالها و هي مع غيره فصرخ عقلها بالاتحاد مع فؤادها بالتزامن لا لن اصبح ملك لغير حبيبي فاردفت بعنف: انا مش بفكر اني اسيبه ابدا
رغد بتهكم : اه لكن هو يسيبك ينساكي و يتجوز و يسجنك ف قصره و يروح يعمل فرح و يجيبلك ضرة و ياخدها شهر يقضوه ف باريس و حتي مسألش عليكي بتليفون و لا شافك محتاجة حاجة كويسة مثلا ولا لا …صرخت باعتراض …هو ده حبيبك

روح بهمس حزين : خلينا نمشي يا رغد
ربتت ع كفها بآسف و شعرت بحماقتها و تسرعها : انا مقصدش متزعليش مني …اردفت بمرح …طب مش تباركيلي فارس لقي شغل لي
ابتسمت لها لتقول بسعادة تحاول اخفاء حزنها فرغد ليس لها ذنب بتحمل مشاكلها : بجد مبروك يا حبيبتي ربنا يوفقك يا رغد
رغد بمزاح : لااا يا هانم انتي هتعزميني ع الغدا حلاوة الشغل
ضحكت بضعف : حاضر بس كدة
.اطفأ سيجاره الفخم بمنفضة السجائر ليلتفت للماثلين امامه بارتباك و ينتظرون بلهفة قراره ليستند ع حافة مكتبه يناظر الشابين المتجاورين لبعضهم باخر الصف و يدقق النظر قليلا بالشاب الذي يرتدي بنطال جينز ازرق و كنزة واسعة سوداء و يضع كاب فوق رأسه

وضع ابهامه ع طرف شفتيه ليردف ناظرا لمساعده : اوك يا حمزة انا هختار الاستاذ نور و الاستاذ اسر
كتم اسر ضحكته و جحظت عيني حمزة مساعده ليردف بعملية : اللي تشوفه يا فندم ..
اشار له بحركة يده للخروج فاخذ باقي المتدربين و ترك الشابين ليقول نور : ع فكرة سيادتك انا
اكرم بحدة قاطعه و هو يجلس بمقعده: سمحتلك تتكلم اتفضلو دلوقتي ع مكاتبكم و بكرة تكونو هنا …ليشير لنور …اما انت يا استاذ لمض هتفضل تحت اشرافي بنفسي و الاستاذ اسر هيكون مع استاذ جميل
اسر باحترام : اشكرك يا فندم لاختيارنا تسمحلنا نخرج

اشار لهم بكفه ليخرجوا و يغلقو باب المكتب فيصرخ نور باعتراض : بقا انا استاذ
انفجـ،ـ،ـر اسر بالضحك حتي سقط ع ركبتيه ارضاً: هههههه ممم هههه مش قادر هههههههه
نور بحنق مضيقة بين حاجبيها : ما خلاص يا زفت انت كمان
نهض ع ساقيه يعبث بشعرها بعد ازاح الكاب : مالك بس يا استاذ نور حمقي ليه هههههه
لكمته بقوة بانفه ليصرخ بألم : الله و انا مالي يا نور حد قالك تلبسي لبس الولاد ده
تركته و هي تستشيط من ذلك الاكرم الاحمق و تفكر برد الصاع صاعين له
جهزت نفسها ووضعت لمسات خفيفة من مساحيق التجميل تبرز جمالها البراق الهادئ و ارتدت اجمل فستان لديها حينما سمعت انه عائد اليوم لتنتظره ببهو القصر فتجده قادم يأمر الخدم برفع الحقائب للاعلي و تتعلق تلك الحية بذراعيه لتندفع رغماً عنها بحب تجاهه و تحتضن خصره بعشق و تلقي برأسها ع صدره العريض مغمضة العينين تشعر بحنين تجاهه اما هو ابعدها عنه بخفة دون ان يبادلها الشوق و الاحضان

نظرت لبروده العاطفي بدهشة حاولت اخفائها : حمدلله عالسلامة يا حبيبي تحب اخليهم يحضرولك الغدا
لوت علا فمها بسخرية : هو انا هوا قدامك ..لتنظر باعين دامعة خادعة لعاصم …طبعا مانا دخيلة و مليش لازمة انا اسفة اني اتدخلت بينكم …لتركض للاعلي لغرفتها و هي تزيل دموعها و تبتسم بخبث
اعتدل عاصم بغضب لزوجته: انتي ايه عالطول بتضايقيني ليه بتختاري الاوقات اللي مبسوط فيها و تستغلي ده مش المفروض تعمليلها حساب ليشير بسبابته لها بتحذير…هي ليها ف البيت ده زيك و اكتر منك كمان و لو مش عاجبك الباب يفوت ميت جمل …قالها و ذهب و هي مطمئن انها لن تتركه و تذهب
ارتعش فكها و شفتيها لتحاول التماسك قليلا فهو اهانها امام الخدم بكل برود و طعنها ف كرامتها للمرة المليون اقتربت منها زهرة
زهرة بشفقة : تحبي يا بنتي احضرلك الاكل انتي هفتانة و هتوقعي من طولك من قلة الاكل
اعتدلت تبتسم بضعف : لا شكرا هطلع اوضتي اريح شوية ….
تركتها و صعدت للاعلي فرفعت زهرة ذراعيها : اللهي ياخدك يا بعيدة ياللي اسمك علا يابنت ام علا و يهدك ربنا زي ما هديتي البيت

.منكمشة ف وضع الجنين تبكي و تأن بصوت مكتوم جراحها تنزف بشدة و مازالت تضع له المبررات فهذا هو العاشق يا سادة لا يري عيوب الحبيب و متيمتنا القت بكل ما لديها من مشاعر بجعبة ذلك السجان ليمتلكها بكل قسوة فمنذ ما حدث وهي تبكي و آنين وتينها الذي يرتجف يذبح…. تركها الي منتصف الليل دون اكتراث لمشاعرها ليطلب مؤكداً ود الاخري …شهقت عندما شعرت بذراعين يلتفوا حولها و شفتين تعلم طريقهما لعنقها فالتفتت له لتراه باعين دافئة يرمقها بحب جارف و يتنفس بثقل فابتسمت له بين اهدابها المبتلة فها هو حبيبها عاد لها مرة اخري لم يحتمل حزنها
وضع سبابته ع فمها لتصمت : شششش
اغدقها معه بعدها بعشق و حب تراه هي واضح من طرفه لكنه لم ينطق به ابدا.
ايه يا فارس فيه ايه كنت ف المطبخ باكل …قالتها رغد بحنق و هي تتحدث بالهاتف جالسة ع فراشها الناعم

فارس بسخرية : مطبخ ايه اللي بقالك 3 ساعات فيه ها دانا لو جوزك هطلقك بسبب الاكل ارحميني بق
قضمت اصبع الخيار الذي بكفها : جرا ايه يا فارس بعدين اصلا المطبخ ده لو جوزي ازعجني فيه هحرمو من الاكل اتنين و خميس
لوي فمه بسخرية و رفع حاجبه الايسر : ليه بقا هو سنة و لا ايه …كرهت اكل بسببك و اللي بيغظني انك مش بيبان عليكي
قالت بضيق : ولا سيبك من الاكل …قصدي من الموضوع ده المهم قولي اوعي تكون اتوسطت ف شركة باباك انا مبحبش كدة
فارس بهدوء : لا متقلقيش محدش يعرفك انا متصل ابلغك المقابلة بكرة الساعة 10
رغد بمرح : شكرا يا شقيق

انتفض صوته بالهاتف: نعم ياختي مين ده اللي شقيق
قهقهت ع تصرفه لتردف برقة : تصبح ع خير ..ثم اغلقت الهاتف
اخذ هو يقبل الهاتف بجنون ووضعه عند قلبه الذي يخفق لتلك المجنونة : و انتي من اهلي
فتح باب الغرفة بالصباح ليري علا تضع يديها بخصرها غاضبه تكتم ابتسامتها الماكرة الداخلية فهي ستستغل هذا الوضع لصالحها و تكون نقطة ضد روح لتتخلص منها للابد
علا بصوت جهوري : اااه قول كدة يعني انت ترفض بالقصد تعملي الفيلم دلوقتي عشان تتخانق معايا و تقولي هأجله عشان تبات ف حضن حبيبة القلب .
امتعضت ملامحه و قبض ع ذراعها بقوة : علاااااا الزمي حدودك اوعي تنسي انها مراتي زيك
دفعته بشدة لتتقول امام اعين روح التي خرجت من المرحاض لتوها : لا يا حبيبي مش زيي و ده كان اتفاقنا و لا نسيت انك قولت مش هعتبرها مراتي طول مانا معاك

وزع انظاره بينهم ليردف بعنف: علاااااا
لفظت اجفانها دموع خبيثة لتردف بشفتين مرتعشتين : اااا خخخ خلاص فهمت انت مش بتحبني و لا عاوزني و انا هسيبهالك عشان مكونش انانية يا عاصم ….لتركض هي تجاه غرفتها
اما عاصم خلل اصابعه بين خصلاته بغضب و اعتدل لزوجته البريئة الدامعة لما سمعت من الاخري لتتفاجأ بصفعة مدوية ع وجنتها لاول مرة من حبيبها ليقترب منها كوحش ضاري ووو….

انت في الصفحة 4 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
38

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل