
الفصل الاول
بقصر فخم مشغول على الطراز الحديث، يعيش به المنتج و الممثل المشهور الوسيم عاصم الدميري مع زوجته الحنونة الطيبة روح الخليلي، من يراها يجزم انها ملاك انزل؛ لتصبح بيننا على الارض رغم ملامح وجهها العادية الا ان روحها جذابة لدرجة قاتلة.
تقدم بخطواته ثم فتح باب الغرفة الواسعة ليجدها كما تركها منذ البارحة تقرأ آيات الرحمن من كتابه العزيز و هي جالسة على فراشهم الذي شهد مراحل عشقهم المجنون بكل عنفوانه اما هي شعرت بوجوده فصدقت مغلقة المصحف كي تنهض امامه بابتسامة تسرق الانفاس.
قبلت وجنته كعادتها كل يوم عندما يعود من عمله فهي تعلم كم يرهق نفسه؛ لذا تخفف عنه المشقة بقبلتها الحنونة و احضانها الشغوفة
اردف بحنان :
_ اخليهم يحضروا العشا يا حبيبي شكلك مرهق ؟
رمقها بملل دون اكتراث :
_ لا
ربتت على وجنته بحب :
_مالك يا عاصم شكلك متضايق ؟!
دفعها بعيد بقسوة صارخاً بغضب :
_ هتعملي نفسك عبيطة و مش فاهمة!
ارتعش فمها بحزن و ضعف ينذر بهطول دموعها فاقتربت مرة اخري تحدثه بصوتها الرقيق :
_حبيبي دي ارادة ربنا و اذا كنت متضايق او خايف لنفترق انا بطمنك انا بحبك و مش هسيبك انا مليش غيرك يا عاصم
تأفف بضيق و رفع مقلتيه للاعلي بنفاذ صبر :
_يووووه قرفت من العيشة دي و من برودك المستفز ابعدي بقا
قالها ثم دفعها بلا رحمة؛ فسقطت ارضاً دالفاً هو الي المرحاض بينما تذكرت منذ يومين حينما ذهبا الي الطبيب
( تنهد الطبيب رمزى بعمق :
_ الحقيقة مش عارف اقولكم ايه او ابلغكم ازاي
رمقه عاصم بتساؤل اما روح اردفت بقلق :
_خير يا دكتور رمزي حد فينا عنده مانع اننا نجيب اولاد ؟
نظر للاسفل بآسف ثم رفع عينيه ووزعها بينهم ليقول :
_ ابداً انتم الاتنين تحاليلكم سليمة لكن متقدروش تخلفوا
عاصم مضيقاً بين عينيه :
_مش فاهم
رمزي بتوضيح :
_ يعني حضرتك سليم جداً تقدر تجيب اولاد من اي واحدة غير مدام روح …ثم التفت لروح …و حضرتك يا مدام سليمة جداً تقدري تخلفي عادي بس لو اتجوزتي راجل تاني غير عاصم بيه
نهض عاصم بغضب يسحبه من تلابيب المعطف الطبي ود لو يسحقه بين اسنانه :
_انت اتجننت يا رمزي احنا هنخلف فاهم و هنجيب ولاد ده حلمـ,ـي يا دكتووور فاااااهم
نهضت تحاول نزع كفي زوجها عن الطبيب النزيه المعروف بأمانـ,ـته الطبـ,ـية و شهرته الواسعة بالمجال:
_ خلاص يا عاااصم سيبه هو ذنبه ايه
لازال على وضعه و عيناه تضخ شرارات نارية:
_ اسمع يا دكتور، احنا هنعمل مجهري و هجيب عيااال فاهم
رمزي بخوف و نبرة متحشرجة :
_ حضرتك مينفعش المجهري في حالتكم صدقني
عادت الى حاضرها
تزيل دموعها فمنذ يومين لم يعد يحدثها يتلاشي لقائها دائماً تُرى يخشي ان تتركه الهذه الدرجة يعشقها كما تعشقه نعم لم تري رجل بعينيها غيره، رفعت رأسها تناجي خالقها ان يمن عليهم بهداء السر و البال
صباح اليوم التالي نهض عاصم نصف جلسة على فراشه بجانب زوجته عاري الصدر، يفرك بين عينيه ناظراً لها إنما هي تغوص باحلامها فيبتسم بتهكم بجانب فمه رافعاً الغطاء حتى ينهض الى المرحاض يغتسل ثم خرج بعد فترة، يرتدي ملابسه الشبابية الانيقة، ينثر عطره الجذاب و يتركها ذاهباً الي عمله.
يدخل بطلته الجذابة سارقة الانفاس الى محل التصوير فتلاقيه فتاة شقراء بعيون خضراء واسعة و جسد كالعارضات تحتضنه بغنج فابعدها عنه بحرج امام انظار الجميع.
انحني يهمس باذنها :
_ حبيبتي مينفعش قدام الناس متنسيش اني راجل متجوز
قالت بتذمر :
_بس انت وحشتني
عاصم بعشق :
_ طيب تعالي نتكلم في اوضة اللبس جوة
ابتسمت له ثم خطت خطواتها بجانبه وهي واثقة بنفسها فاوسم رجل بالكون و الممثل المشهور عاصم الدميري اصبح يعشقها فابتسمت بخبث داخلها فها هي تقترب من نجاحها.
دلفو الى غرفته فجلس على الاريكة و اجلسها بالقرب منه، يناظر مقلتيها بحب :
_صباح الخير يا قلبي
انحنت مقتربة من وجهه و تعبث بازاز قميصه :
_انا زهقت بقا يا حبيبي امتي نتجوز بقا؟
قبل وجنتها بهيام ليردف:
_خلاص هانت و هنخلص منها يا عمري و اتجوزك
اتسعت عيونها بفرحة :
_يعني هتطلقها ؟
امتعضت ملامحه بضيق:
_ و ايه دخل ده فالطلاق هي على ذمتي و انتي هتكوني مراتي …صمت برهة ثم قال بمكر …الا اذا انتي كنتي عاوزة ترجعي في كلامك
قالت بسرعة و قلق:
_لا طبعا يا بيبي انا قابلة بكل ظروفك انا بحبك زي مانت كدة بس هي هتوافق تكونلها ضرة!
دفعها بخفة؛ كي تجلس بجانبه ثم سجن وجهها بكفيه يناظرها بحنان:
_ هتوافق يا قلبي لانها بتحبني و خلاص ملهاش غيري و لا ليها فلوس و لا بيت و لا اهل بعد ابوها ما مات من سنتين يعني خلاص هي مصيرها معايا بس غصب عنها ترضي باللي انا عاوزه …ليضم قبضته بشر امام وجه الاخري
احتضنته بمكر :
_ بحبك اوي
نظر إليها بخبث :
_عارف يا حبيبتي، عارف
اما بالخارج هناك من يتآكل من الغيظ من تصرف صديقهم الاحمق فهو يترك ماسة ثمينة و يركض خلف التقليد نظر فارس الى كرم بحسرة بسبب ما يحدث فكلاهما معترض عن افعال عاصم.
نظر فارس بتساؤل:
_هنعمل ايه هنسيبه يخربيته بسبب العقربة دي اللي اسمها علا؟
نظر اكرم بقلة حيلة :
_ هنعمل ايه يعني احنا جينا ننصحه زعق و كان تقريباً هيقطع علاقته بينا عشان خاطرها
اجابه الآخر بحنق:
_ ماهو ده مش عدل يخونها ليه حرام عليه دي كفاية ادبها و اخلاقها هو في ست زيها دلوقتي
اكرم بحزن على حال صديقه عاصم المنجرف خلف ملذاته الهوجاء:
_ربنا يسهل هو وحده قادر يحلها
انتهي من تعديل ملابسه امام المرآة بعد عودته بالمساء الى قصره و ارتدي ملابس بيتية مريحة؛ فشعر ان باب الغرفة يفتح، تدلف زوجته بهالتها البريئة التي اصبح يبغضها و يشعر بالضجر و الملل منها فهو يريد انثي قوية جريئة اما تلك اصبحت كل اهتمامها هو فقط لا تخطو خطوة بدونه فاصبح يملها، نظر باتجاهها ثم التفتت للمرآة يمشط خصلاته البنية الناعمة بينما ذراعيها حاوطت خصره ورأسها يتوسد ظهره فالقي الفرشاة دافعاً اياها بهدوء.
نظرت له باعين دامعة :
_مالك يا عاصم في حاجة مضيقاك ؟
عاصم بنبرة قاسية و قلب متحجر :
_ انا هتجوز
جحظت عيونها و زاغت مقلتيها بتيه ممتلئة بالعبرات حتى اصبح بياضها العيني اكثر احمرار:
_ تتجوز!!
عاصم مؤكداً بشراسة ينتظر ردها:
_ ايوة هتجوز بعد كام يوم و مراتي هتيجي تعيش هنا معاكي انا محتاج عيال يسندوني و زهقت من علاقتنا لو عاوزة تتطلقي و نسيب بعض عادي
اردف كلمته الاخيرة بلامبالاة
غرز سكين بارد بنصف قلبها بكلماته ( هتجوز ..تتطلقي …عادي ) لا تفرق معه اذاً وجودها او عدمه، كم مهمل كمقعد قديم بقصره العالي سيتزوج بآخري بعد ايام، ذلك يعني انه على معرفة سابقة بها منذ مدة لكن هي لا تعرف غيره بالحياة وحيدة ضائعة بدونه فإن تركته اين ستذهب؟ ايضا الاهم انها تعشقه بكل خلية تنبض بجسدها فلن تتركه لاخري ستحاول ان تعطيه فرصة قد يعود لها مرة اخري هو يحبها لكنه يود اطفال فقط لا غير …اخذت تقنع نفسها بحجج واهية توهم عقلها و تجبره للانصياع لقرار قلبها المتحطم.
نظرت له بوهن :
انا مليش غيرك يا عاصم متسيبنيش ارجوك مقدرش اعيش من غيرك
ابتسم بجانب فمه بانتصار و نظر بتهكم فهو يعلم انها امامه مبعثرة الكرامة و قرارتها بيده فأجابها:
_يعني عاوزاني اعمل ايه؟
نعم، يضغط عليها اكثر لتلفظها من فمها بكل ضعف:
_ مممم متطلقنيش انا موافقة تتجوز غغغ غيررري…. ثم شهقت بغير قصد كي تبتلع تلك الغصة التي لامست منتصف حلقها من شدة آلمها لما تشعره
وضعع كفيه ببنطاله بكل غرور:
_ اوك هفكر و ارد عليكي …ثم ذهب و تركها تسقط ارضاً باكية دون رحمة او شفقة على ذلك القابع بين ضلوعها يتمزق خلية تلو اخري لتتذكر اول يوم قابلها به
….فتاة صغيرة ذات الحادية و العشرون ترتدي فستان وردي طويل و تعقص شعرها الى الخلف هذا ما اظهر و برز ملامحها ببرائة، صغيرة كعصفور ملون يغرد فوق الحدائق المبهجة بالورود المتفتحة و عن ذلك اليوم المؤسف الذي ذهبت لوالدها عامل البوفيه البسيط لتبحث عنه.
حدثت روح والدها بابتسامة :
_ازيك يا بابا خلصت شغل عشان نروح
بادلها ابتسامة حانية :
اقعدي هنا هخلص الاوردر ده و نروح سوا
اومأت لوالدها فخرج تاركاً اياها اما هي تفكر بالاصوات التي تأتي من ذلك البهو الواسع، تود لو سمح لها والدها لمشاهدة هؤلاء الممثلين و هم يتمايلون و يتحدثوا في الطبيعة لذا قررت ان ينتصر فضولها لتأخذها خطواتها الى الخارج فتري مشهد رومانسي يصور و عاصم يقبل احدى الممثلات فتشهق واضعة كفها الصغير على فمها الكرزي المنفرج بينما لاحظها عاصم بعينيه الحادة يرى تلك الجميلة الورديه البريئة و هي تصعق من اجل مشهد تمثيلي بسيط كهذا.
هتف المخرج بغضب :
_مين المتخلف اللي عمل صووووت خرجوووه برة بسرررعة
اندست بين الجموع تتواري حتى لا يراها احد و هي ترتجف اما عاصم لاحظ خوفها فذهب خلفها يحاول التعرف ع كتلة اللطافة تلك
هرول خلفها منادياً:
_ انتي استني
التفتت له بقلق و ملامحها ترتعد ثم رمشت عدة مرات:
_ ااا انا مقصدش والله انا همشي و مش هتشوفني تاني
التقط ذراعها قبل ان تركض:
_ متخافيش قوليلي بس اسمك ايه يا شاطرة و تبع مين ؟
امتعضت ملامحها بـ،ـ،شـ،ـراسة :
_انا مش شاطرة انا كبيرة و اسمي روح علي بنت علي الخليلي
ابتسم بهدوء لتذمرها الطفولي، تعجبه حقاً ما هذا الجمال و اللطافة :
_عامل البوفيه؟
دفعته بحنق:
_ايوة و ابعد عني بقا …ركضت حيث والدها اما هو وضع كفيه بجيب بنطاله ينظر اثرها بخبث و مكر فقد اعجبته تلك الصغيرة بشدة و قرر ضمها الى عرينه.