منوعات

بشريه اسرت قلبي الفصل التاسع الجزء الثاني

الفصل التاسع..
( ترى هل عش،،قك القلب؟.)
ذهب “جوردن” لمنزل “إريكا”، فكان يود رؤيتها بعدما حدث بالأمس، فجلس بالصالون ينتظرها، فما أن رأها حتى اندفع بالحديث:
_” إريكا” لم أستطيع النوم من كثرة التفكير بالأمر هل حقاً “ديكسون” ليس بشرياً؟
ابتسمت وهي تهمس بصوتٍ منخفض سا،،خر:
_مازال يتساءل!
علل ما يقصده:
_لو لم أرى ما فعله بالأمس لأتهـ,،متك بالج،ـ,ـنون!
شردت “إريكا” قليلاً، فارتسمت بسمة خـ,ـبيثة على شفتيها حينما فكرت فيما يستنزف عاطفته، فنادت “ديكسون” بصوتٍ مرتفع، فزع “جوردن” وكاد بأن يسقط قهوته أرضاً حينما ظهر “ديكسون” فجأة من أمامهما، ليتساءل بجديةٍ تامة:
_ما الأمر “إريكا”؟
تأملته بنظرةٍ تسلية، ثم قالت:
_أنت تعلم بعلاقة الحب التي تجمعنى ب” جوردن”، وربما قريباً سنعلن زواجنا.
كان يعلم بأنها تفعل كل ذلك لتثير غيرته، غلت الدماء بعروق “ديكسون” وهو يرى تلك الحمقاء تنتزع حياتها لأجل الإنتـ,ـقام من رفضه لها، فحاول الحفاظ على ثباته وهو يتساءل بعـ,ـدم فهم:
_هل استدعيتني لأجل ذلك.
نفت ذلك قائلة:
_بالطبع لا.. أريدك أن تنقلنا للمملكة عل “جوردن” يصدقني بنهاية الأمر سيصبح من العائلة.
نقل نظراته ال…تلة بينها تارة وبينه تارة أخرى، ليشير لها بتتبعه بحزمٍ:
_اتابعيني.
نهضت عن مقعدها ثم أشارت للأخر:
_سأعود بعد دقائق.
ثم تركته ولحقت به للداخل، فقصد غرفته ليوصد الباب وهو يعـ,ـاتبها بضـ,ـيقٍ:
_ما الذي تفعلينه “إريكا”؟ تفضحين سر المملكة بتلك السهولة؟
تعمـ,ـقت بالتـ,ـطلع لعـ,ـينيه، وكأنها تحاول استكشاف غيرته ، ثم قالت :
_” جوردن” ليس غريباً عنا “ديكسون” أخبرتك بأنه سيصبح زوجي.
ابتسم “ديكـ,ـسون” بسخـ,ـريةٍ:
_عظيم، ستتزوجين من هذا الأبله الذي لم يستطيع الدفاع عن نفسه!
جاهدت لإخفاء سعادتها، فقالت بتذمرٍ مصطنع:
_لا يعنيني الأمر.. أنا أحبه “ديكسون”.
بسخريةٍ قال:
_ بالأمس تخبرنني بحبك واليوم تحبين رجل أخر!
ضغطت على يدها بفرحةٍ، ثم وقفت أمامه لتجيبه على الشطر الأخير:
_كنت مخطئة، أو ربما لم أستطيع أن أفرق بين الصداقة والحب!
كتف ساعديه أمام صدره ومازال يتمتم بسخطٍ:
_ربما.
عادت لتتساءل بلهجةٍ أكثر حدة:
_هل ستنقلنا للمملكة أم لا؟
حدجها بنظرةٍ قاتمة، لتتحول للباب الذي طرق أكثر من مرةٍ ومن ثم إنفتح ليطل” جوردن” من خلفه ثم قال:
_تأخرتي كثيراً “إريكا”.. كل شيئاً على ما يرام أليس كذلك؟
انقـ,ـطع أحباله الصوتية حينما حُمل ليرى جسده محلق بأعنان السماء، حاول الصراخ أو حتى الحديث، ولكنه عجز عن ذلك، وكأن لسانه قد تصلب، تقلصت حجم بلدته حتى إختفت تماماً من أمام الأعين، ليرى بعد ذلك ما هو أشبه للخيال، الكواكب التي لطالما قرأ عنها يراها لأول مرة بعينيه، وفوق كل ذلك جسده يخترق كوكب يجهله حتى بات يقف على سطحه!
تحكم”ديكسون” بالسيطرةٍ على إنفعالاته، ليأمر بفتح الحاجز الذي يفصلهما عن المملكة، وبالفـ,ـعل إنفتح ليرى “جوردن” مملكة كاملة من خلفه، تدلت شفتيه السفلية للأسفل من هول ما رآه، ربما كان يظن بأن “إريكا” واسعة الخيال أما ما يراه الآن يعجز اللسان عن وصفه، صخور ضخمة يراها لأول مرة بُنيت منها جدران تلك المملكة العريقة، النقوش التي تحيط بالحوائط مبهمة له، ولكنها توحي بدورة حياة كاملة على هذا الكوكب، ابتلع ريقه الجاف وهو يتأمل تلك الكائنات الغريبة التي تحيطه، الكل مشغول بعمله وكأن وجود البشر فيما بينهما أصبح أمراً معتاد، والأغرب من ذلك التقدير الكبير الذي لاقاه “ديكسون” منهما، فمن يمر من أمامه ينحني إحتراماً له، تحرر قيد الكلمات على لسانه فهمس ل”إريكا” في ذهولٍ:
_ لماذا يقدمون له الولاء هكذا؟
بابتسامةٍ كبيرة أجابته:
_لأنه ببساطةٍ الملك المستقبلي بعد أبيه.
اتسعت عيناه دهشة، قال:
_ماذا؟
رفعت كتفيها بدلالٍ وهي تؤكد له بتغـ,ـطرسٍ:
_كما سمعت.
اتبعهم بصمتٍ حتى وصل للقصر، فتوقف “ديكسون” عن المضي قدماً، حانت منها نظرة جانبية لتجد الضـ,ـيق بارز على معالمه، فتمادت حينما جـ,ـذبت يد “جوردن” قائلة وهي تشير له على القصر:
_دعنا نتفحصه من الداخل.
لحق بها والأخر يقف محله ويتابعهما بنظراتٍ مغتاظة عن كشفها عن سر المملكة..
*********
بجناح “زمرد”
حرصت “إيرلا” على إطعامها بنفسها، ومن ثم قدمت إليها العقاقير التي أعدتها “ضي” خصيصاً لها، فتناولتها بتقززٍ من مذاقه المر، فقوست شفتيها بغضبٍ طفولي:
_هذا الدواء سيِّئ.
كانت هذة البذور التي أنبتت في صدرها سخرية مريرة:
_سأختار لكِ الأفضل بالمرة المقبلة.
ضحكت “زمرد” ثم استجمعت شتات شجاعتها لتقول وعينيها تتفحص الجناح:
_تفاجئت كثيراً حينما سمح الملك ببقائي هنا.. حتى”سامول” لم يعترض هو الأخر.
هزت رأسها بعدم إكتثار لما يفرح رفيقتها فما يشغلها أكبر من ذلك، إعتدلت “زمرد” بجلستها ثم قالت بارتباكٍ:
_”إيرلا”.. لماذا لا تتراجعين عن ذلك الإتفاق اللعين؟ أخشى أن تواجهين غضب الملك فتصبحين وحيدة من جديد!
مرت ذاكرتها فوق كل كلمة قاسية سكنت عقلها دون رغبة منها، ثمة دافع خفي يجعلها تعذب نفسها باجترارٍ ، رفعت “إيرلا” كفيها تقاطعها، وقالت متعبة:
_لا أود الحديث بما هو متعلق بذلك الإتفاق “زمرد”.
حاولت مرة أخرى علها تفيق من غفلتها:
_لا تنسي بأنه أخيكِ بنهاية الأمر.
اعترضت على محاولتها بالتدخل بقرار اتخذته سابقاً فقالت:
_دعك من هذا.
ثم تركت الجناح سريعاً حتى لا تتمكن من التأثير عليها مجدداً.
*********
بمملكة الحوريات التابعة للملكة”رودوليت”.
رفعت العلبة أمام عينيها تتطلع إليها بنظرةٍ ساهمة، والأخرى مازالت تبخ سمها الذي زرعته منذ الطفولة، فقالت:
_تذكري جيداً ماذا فعل بخالتك وأمك؟
وجدت أصـ,ـابعها ترتجف بارتباكٍ ظهر لها، فتابعت بقول:
_رغبتك بالإنتقام ستتحقق”ألماندين”، عليكِ فقط دس السم بجسده وحينها ستنتهي معاناتك.
التقطت منها العلبة وهي تجاهد باخفاءٍ تلك الدموع، تحاول استيعاب المشاعر الغريبة التي هاجمتها كالأقواس الحادة، لطالما كانت تنتظر تلك اللحظة.. تتمنى هلاكه فلماذا تفكر فيه الآن! وهو لا يملك شبراً واحد بقلبها، احتفظت ” ألماندين” بالعلبة ثم قالت:
_حسناً سأفعل ولكن سألتقي بها أولاً.
لم تهتم كثيراً بذلك، فما الذي ستتمناه الأخرى سوى موتة سريعة له حتى يتحقق مرادها!
**********
إنتهت من جولتها بالقصر بصحبته، ثم اتجهوا للخروج للتلال الخضراء التي تحمي أحد جوانب المملكة، والشلال الذي يتدلى على الطرف الأخر، توقفت “إريكا” عن المضي قدماً حينما وجدت “إيمون” يقف أمامها، صدمته لم تقل عنها ولكن سعادته برؤياها فاقتها أضعافاً، فنادها بشوقٍ:
_”إريكا”!
التقطت عينيه صورة كاملة إليها يطبعها باشـ,ـتياقٍ داخل صمام القلب، فجُلدت روحه حينما رأى شخصاً غـ,ـريب يمـ,ـسك يدها، بدى مشتت الذهن فليس هناك متسع بداخله لجرحٍ جديد، قطعت لحظات ترقبه حينما اقتربت منه هامسة:
_”إيمـ,ـون” كيف حالك؟
واسته أحزانه بتلك اللحظة، ود لو يخبرها كم كان بائساً، محطماً، يرغب بأن يكون لجوارها يساندها حتى تجتاز ما تمر به، ولكن على ما يبدو له بأن هناك من فعل ذلك، نقلت نظراته لمن يقف على مقربةٍ منهما ثم تساءل:
_ماذا يفعل هنا؟
ردت بهدوءٍ متفهمة طبيعة الموقف:
_صديق لي.. لا تقلق “إيمون” لن يخبر أحداً بشيء.
فغر “جوردن” شفتيه معبراً عن دهشة مصدومة اعترته حينما وجدها تتحدث مع هذا الكائن الغريب، فديكسون يشبه البشر كثيراً أما “إيمون” فشكله مطابق للمملكة، سحب نظراته المتعلقة به ليتطلع لها ثم أخبرها بلطفٍ رغم جدية نبرته:
_انتبهي لنفسك جيداً “إريكا”.. فكري جيداً قبل أن تتخذي أي قرار قد تندمين عليه فيما بعد.
لامست كلماته قلبها، وكأنه يخبرها بأنه يعلم بما حدث معها، يشدد على يدها ليمنحها الشجاعة لتمضي قدماً، وتتخطى أوجاعها، أفاقت من شرودها القصير فوجدته يشير لهما قائلاً:
_اتبعاني.
أسرعوا خلفه فمروا على بساطٍ يطوفه عدد من الكائنات الشرسة الخاصة بالجنود، فكان أحداهما يمتلك مخالب حادة تملأ جسده بأكمله وأخرون يتقوس فمهم كالفأس المدبدب، ومنهم من يمتلك أجنحة تشبه فقرات الديناصور، راقب”جوردن” كل شبر رآه باهتمامٍ فابتسم بمكرٍ حينما أخرج هاتفه ليلتقط عدد من الصور للمملكة والكائنات التي تحيطها، ثم سلط الكاميرا على “إريكا” و”إيمون” ليحدث ذاته:
_ ربما سأحتاج إليها فبالتأكيد لن يصدق أحداً ما رأيته.
عادوا لنقطة البداية بعدما انتهت جولتهم حول القصر، ليجدوا “ديكسون” بانتظارهما، فقال وعينيه تتابع “جوردن” بنظرةٍ ساخطة:
_فلنعود إن انتهت جولتكم!
أومأت “إريكا” برأسها، وقبل أن تغادر استدارت تجاه “إيمون” لتردد بشجاعةٍ:
_أعدك بأنني سأفكر بما قولته جيداً.
ابتسم فرحاً لتقبلها نصيحته دون أي تكبر منها أو نكرها لما تمر به، ابتسامتها الرقيقة ويدها التي تلوح له بوداعٍ مؤقت عادت لتضرم نيران العشق والهوى بداخل قلبه المنطفئ، فقال بعدما تأكد من مغادرتها:
_إلى متى سأحتمل هذا الألم اللعين!
*********
بذاك المعطف الأسود أخفت ملامحها جيداً ثم حرصت على الوصول للمكان الذي يتقابلن فيه سراً، انتبهت “ألماندين” لصوت خفقات تقترب لتصبح قريبة منها، فما كان الا كيانها الذي تشكل من أمامها، لتسألها بجفاءٍ وحدة:
_ما الأمر الهام الذي تريدين رؤيتي لأجله؟
بالرغم من فظاظة حديثها الا أنها تماسكت لتردد بوضوحٍ:
_لم تخلف أي من الحوريات عهدها يوماً، وها أنا قد وفيت بوعدي لكِ وصار عدد كبير من الشعب يبغض “ديكسون” بل يرونه لا يجدر بالملك بعد أبيه.
قطبت “إيرلا” حاجبيها في استغرابٍ، ثم رددت متعجبة:
_ألهذا أردتي رؤيتي!
أوضحت لها مقصدها:
_طلبت مني الملكة أن أقتل أخيكِ.
عبست ملامحها بعد أن تلقت هذا الخبر الصادم، فكانت تلك الفكرة مستبعدة تماماً، لا تريد أذيته أبداً كل ما تريده العرش، انتابها مشاعر مرتبكة وهي تحارب ما بداخلها فأن كانت إختارت تخطو هذا الطريق عليها أن تستكمله للنهاية، وجدت ذاتها تخبرها بعزيمةٍ نجحت بكسر الروابط:
_فلتفعلي إذا.
الشك الذي حل بعينيها أبلغ من أي كلمات، رأت التردد والخوف صريح على عينيها، نعم كانت تنوي “ألماندين” قتله ولكنها لأجل الحصول على مساعدة “إيرلا” أخبرتها بأنها ستكتفي بتدنيس صورته أمام الشعب، تخفت “ألماندين” دون أن تضيف كلمة واحدة، إختارت البقاء بعيداً لتجلد نفسها، أو علها تعلم ما الذي تريده بالتحديدٍ، رفعت الخاتم الذي ترتديه وهي تتطلع للسم القابع بداخله بنظرةٍ معتمة، تدفعها لمقارنات أربكتها أكثر مما هي عليه، فطرقت بيدها بقوةٍ على صدرها وهي تصرخ بجنونٍ:
_ماذا تريد؟ ليس منصفاً أن تحب من تسبب بألمك طوال تلك الأعوام.
وسمحت لجسدها بالإنهيار فتمددت أرضاً باستسلامٍ، حتى عبراتها الدافئة لم تتوقف عن الإنهمار، ومن ثم تحجرت بمقلتيها الفيروزية حينما تذكرت انهزامها، افتقادها لمواساة والدتها حينما كانت تحتاج لذلك، صورها التي رسمتها لها، محاولاتها البائسة لتذكر ملامح وجهها، أزاحت دمعاتها بأطراف أصابعها بقسوةٍ ثم نهضت وهي تهمس بعزمٍ:
_سأفعلها… من أجل أمي.

السابقانت في الصفحة 1 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل