
دلفت لحجرتها تزفر أنفاسها بضيق .. وألقت حقيبتها علي فراشها
ثم جلست عليه بأرهاق .. تنفخ فاها بالهواء ثم تزفره وهي حانقه .. لتقترب منها سهر بعدما دلفت للغرفه
– مالك ياشهد .. راجعه من المستشفي مش شايفه قدامك
فتنهدت شهد بضيق متذكره ماحدث معها من مدير المشفي
– اتخنقت مع دكتور فوزي
فطالعتها سهر وهي تعلم ان شقيقتها لا تتفق مع هذا الطبيب
– قدمي طلب نقلك او استقيلي وريحي نفسك من معاملته ليكي
فضاقت عيناها بضيق
– ولما اقدم استقالتي اشتغل فين
فأبتسمت سهر وهي تهتف بحماس
– عند فارس .. يعني يبقي ابن خالتك شريك في مستشفي .. ومتعرفيش تشتغلي فين
وعندما سمعت شهد أسمه ازداد خفقان قلبها وعبست بوجهها تخفي مشاعرها هاتفه بأسمه
– فارس .. اروح اقوله شغلني انتي عارفاني مبحبش اطلب حاجه من حد وخصوصاً
فضحكت سهر وهي تري عبوس شقيقتها واكملت عنها حديثها
– وخصوصاً فارس .. مش عارفه ليه مبتحبهوش
لا سبب كان يوجد لتُجيب عليها .. ولكن هي تكرهه لانها تحبه .. مشاعر غريبه داخلها لا تفهمها
– ايه رأيك اخلي ماما تكلم خالتو امينه
قالتها سهر ضاحكه وهي تعلم ان والدتها ستصدق ذلك الامر .. فهي تريد قربها منه ..فصاحت بها بحنق وهي تنهض من جانبها
– ماما لاا .. وانسي الموضوع ده ياسهر
………………………………………..
جلست امينه ترتشف قهوتها مع أبنتها تسألها بتفكير
– ايه رأيك في زينه
فشهقت سلمي وهي تسمع سؤالها
– اوعي تقوليلي انك فكرتي فيها لأبيه فريد .. لا ياماما مش لدرجادي هي اه بنت تتحب بسرعه .. بس مش جواز
فتنهدت امينه بضيق
– ومتنفعش ليه ياسلمي .. لو علي انها من عيله عاديه ما احنا كنا كده واقل من كده كمان
فتركت سلمي فنجان قهوتها وهي لا تُصدق ان حديث السيدة فوقية يسيطر علي والدتها
– انتي عارفاني ياماما عمر ما ده هيكون سبب رفضي .. بس سيبي ابيه فريد يختار العروسه اللي هو عايزاها
فسأمت أمينه من الحديث وزفرت انفاسها بحنق
– وافرض عمل زي حازم ابن فوقيه
فضحكت سلمي وهي تقترب من والدتها تحتضنها وتراضيها
– متخافيش ياست الكل ..ابيه فريد بيعرف يختار صح طول عمره
كانت تسمعها امينه ولكن عقلها كان شارداً تُفكر بالأمر .. فمدام ابنها رفض سهر بشده .. فلا بأس ان تقترح عليه زينه
……………………………………….
انصدم فريد من هيئة احمد بعدما فتح له باب شقته وعاد الي مكان جلوسه بين ادخنة سجائره .. فسعل فريد بشده وهو يهتف به
– ايه اللي حصل لكل ده .. كويس انك فوقت بدري من غير اولاد ليك
فطالعه احمد بشحوب ثم ضحك ساخراً
– كنت العريس المناسب يافريد .. الخاينه خانتني وانا بعمل كل حاجه عشان أرضيها
وضرب صدره بقهر
– كنت غبي ومغفل
فأقترب منه فريد يجلس جانبه ويُرتب كلماته
– اعتبرها صفحه وتقفلت
فصاح احمد بغضب وهو لا يحتمل
– صفحه واتقفلت .. انت لو مراتك عملت كده في يوم هيكون ده كلامك ..رد يافريد باشا
فحملق به فريد بجمود .. ونهض من جانبه وهو يعلم انه لا يعي ما يتفوه به
– اظاهر انك مش واعي لكلامك دلوقتي يااحمد .. علي العموم انا هسيبك تفوق وترجع لنفسك .. وهيفضل سبب طلاقك سر بينا
وسار من امامه ليتوقف بملامح جامده
– اعتبر نفسك في اجازه مفتوحه .. وانا متأكد انك هتتجاوز الازمه بسرعه
…………………………………………..
جلس يوسف علي مقعده بأرهاق بعدما انهي العمليه التي كان مسئولاً عنها
ليدلف اليه فارس مبتسما
– طبيب المشفي الوسيم والجراح البارع
فضحك يوسف علي مزاحه
– الجراح البارع مش شايف قدامه
ونهض من فوق مقعده بعد ان استراح قليلا
– انا ماشي .. العمليه النهارده ارهقتني
وألتقط سترته بعدما خلع معطفه الطبي .. فتمطع فارس بذراعيه
فمال نحوه يوسف غامزاً
– حلوه النظرات اللي بينك وبين دكتوره جيداء
ثم انصرف بعدها .. ليقف فارس يُطالعه مُتمتما
– نظرات ايه ديه .. الله يسامحك ياجيداء
……………………………………..
تعجبت زينه من وقوف السيده امينه أمامها تبتسم لها
– مش هترحبي بيا في بيتك يازينه
فأزاحت زينه نفسها من امامها هاتفه بخجل وهي تمسح ايديها بثوبها المنزلي
– لا طبعا اتفضلي
فخطت امينه للداخل تُطالع المنزل البسيط والمُرتب
– جيت اشوفك قبل ما اسافر
فأبتسمت زينه وهي تسمع جملتها الودوده ونظرت اليها فوجدتها مازالت واقفه
– اتفضلي ياحجه … انتي شرفتينا
ازدادت قناعة امينه بها وجلست علي الاريكه
– مش هتعرفيني علي بنت عمتك
فخرجت نجاة من غرفتها علي سماع تلك الجمله .. لتنظر لزينه ثم للمرأة الجالسه بوقار امامها .. لتهتف امينه بمحبه
– مش فكراني يانجاة
فأبتسمت نجاة بخجل وهي تتذكرها .. فقد كانت تأتي لوالدتها بملابس تبيعها من اجل ان تكسب المال وتُربي اولادها بعدما توفي زوجها ..فقد ظنت نجاة ان تلك المرأة قد خرجت من ثوب الفقر وستتبرئ من ماضيها ولكن لم تتغير بطيبتها واقتربت منها تصافحها بود
– لا فكراكي ياطنط أمينه
فعانقتها امينه بحنان متذكره والدتها
– ومدام فكراني ليه عمرك ما فكرتي تزوريني .
فخجلت نجاة منها .. لتضحك امينه بطيبه وهي تُطالع زينه التي وقفت تُحدق بهم بتعجب
– كنت ببيع هدوم لاهل القريه وبلف بشطنه
وتنهدت وهي تعود للماضي .. وزينه تقف تسمعها بذهول
وانتهت قصة الكفاح لتنظر لهم امينه والي أعين زينه خاصة .. وقد دمعت عيناها
– ديه حكايه ولا في الروايات
فتعالت ضحكات امينه .. وبعد مرور ساعه كانت تنهض من بينهم بعد ان طال الحديث والذكريات لتنصرف امينه وهي توعدهم بزيارة اخري قريبه حين تأتي البلده
وبعدما ودعوها وركبة السياره المخصصه لها بالسائق ..دلفوا للمنزل .. فأتجهت نجاة تحمل اطباق الضيافه متجها نحو المطبخ
– افتكرت ان الفلوس غيرتها .. فضلت بسيطه زي ماهي ..
وزفرت أنفاسها ببطئ
– ياريت الدنيا يبقي فيها ناس كده الفلوس متغيرهمش
فأقتربت منها زينه توكظها بخصرها بمشاكسه
– ومدام عارفاها مروحتيش انتي ليه تطلبي مساعدتها
فضحكت نجاة وهي تري حنقها الطفولي
– ما انا كان عندي اجتماع في المدرسه
فطالعتها زينه بتوجس الي ان ضحكت
– طب وحكايتها ياهانم .. محكتيش ليا ليه عنها
فضحكت نجاة وهي تستمع لأسئلتها
– مش لازم يعني احكي عن الماضي وهي دلوقتي بقت امينه هانم
فأبتسمت زينه وهي تتذكر حديثها عن حياتها القديمه دون خجل
– الست ديه فعلا عظيمه
وتنهدت وهي تفتح ذراعيها بمرح
-شوفتي جات تزورني ازاي .. عشان انا ادخل القلب علطول
لتنظر اليها نجاة ثم فاجأتها وهي تحشر صباع الموز بفمها وغادرت المطبخ وهي تضحك
– شوفنا اهميتك في قلب امينه هانم .. رتبي المطبخ بقي ..عندي تصحيح واجب
فأبتلعت زينه ما بفمها بصعوبه وهي تُطالع خطاها هاتفه
– ماشي يانجاة .. ليكي يوم
………………………………………..
مرت الايام دون جديد ..وامينه تُفكر كيف ستُخبر فريد بأختيارها الاخر للعروس ..فهو لم يري زينه الا مرة واحده ورغم اعتراض سلمي الا ان شئ داخلها يُقنعها انها اختارت العروس المُناسبه لابنها
وقفت سهر تنظر الي احمد الذي عاد أخيراً للعمل .. فأقتربت منه بلهفة
– الف سلامه عليك يابشمهندس
فطالعها احمد بجمود وهتف دون ان ينظر اليها
– الله يسلمك
وتخطاها دون كلمه اخري .. لتقف ساكنه تُحدق بخطاه الي ان دلف لمكتب فريد
فتنهدت بحزن علي معاملته ..فقد شعرت بالامل بعدما طلق زوجته ولكن يبدو ان احمد عاد شخصاً جديداً وليس احمد الذي احبته
(4) الفصل الرابع
عاصفة الحب.
نهض فريد من فوق مقعده مبتسما يفتح ذراعيه لابن عمه ورفيقه
– اسبوعين ياراجل … وقافل تليفونك كمان
فأحتضنه احمد ثم ابتعد عنه بملامح باهته
– خلينا نشوف شغلنا .. هي ديه الحياه فعلا
فطالعه فريد صامتاً .. ثم اتجه نحو مكتبه يلتقط احد الملفات ليُعطيه له
– ادرس الملف ده بقي مدام رجعت يابشمهندس
………………………………………….
تقدمت شهد بخطوات مُتردده وهي تحمل اوراقها .. منذ ايام أعلنت المشفي التي يملكها ابن خالتها وشريكه تعيناً لطاقم من الممرضين ذو خبره عام واكثر .. جعلت سهر تصرف فكرها عن مساعدتها في طلب ذلك من فارس او فريد ..دوما هي المُبتعده عن عائلة خالتها منذ ان تبدل حالهم واصبحوا من ذو الطبقات العليا ..رغم ان خالتها واولادها لا يشعروهم بشئ الا ان حديث والدتها عن ابناء شقيقتها المميزون جعلها تبتعد عن كل ذلك الضجيج .. هي كيان خاص بفكرها وشخصيتها المعقده كما تُخبرها سهر
ووقفت امام موظفة الاستقبال الحسناء تسألها عن اي وجها تتجه نحوها من اجل الاعلان الوظيفي .. فأشارت اليها بأن تتبع احدهما
لتُكمل سيرها وهي تُطالع المشفي التي حضرت افتتاحها لدقائق ثم كالعاده هربت لمكانً منعزل
كان يوسف يقف مع أحد الاطباء يتحدث بجديه .. لتقع عيناه عليها غير مصدقاً انها هي .. وترك زميله ليتبعها .. وابتسم وهو يسمع استفسارها عن المكان المخصص للمقابله .. فقد جاء بها القدر اليه بعد ان ظنها سراباً
…………………………………………….
أستمع فريد لعرض والدته وهو جاحظ العينين دون ان يستعب ما تتفوه به
– اتجوز مين .. انتي مستوعبه بتقولي ايه
فستاءت امينه منه .. ومن رفضه لكل مقترحاتها
– ومش عجباك ليه زينه .. البنت محترمه وطيبه
فتنهدت فريد بسأم
– يا ست الكل انا وفقت تختاريلي عروسه نعرف اهلها
فأبتسمت أمينه بعد ان فهمت سبب رفضه
– ما انا اعرف اهلها يافريد .. هو انا مقولتش ليك مين عيلتها
فضحكت وهي تخبره .. فبدء يتذكر تلك العائله بذهن مشوش
ثم هتف وهو يسير من امامها كي يصعد لشقته التي خصصها له
– امي انسي موضوع الجواز .. لاني مش فاضي حاليا وفي مشروع مهم داخل فيه
فسارت خلفه قبل ان يتركها
– فريد ان اختارت خلاص العروسه .. المرادي مافيش سبب
سهر ورفضت عشان بتعتبرها زي ايمان وسلمي .. بنت اخت فوقيه قولت مدلعه .. والبنت ديه انا عارفه عمتها كويس صحيح مفتكرش اخوها … بس اصلهم طيب
ووضعت يدها علي قلبها بتمثيل مصطنع
– اه ياقلبي .. كده يافريد ..خلاص يابني اختار انت العروسه المهم افرح بيك
كانت صادقه في تلك المره .. فتنهد فريد بضيق وقد كان صرف نظره عن الزواج بعد ما حل ب احمد من زوجته ..
فلمعت عين امينه وهي تجده يقف يُفكر بعرضها
– موافق
وتحرك خطوه من امامها.. لتهتف بمكر
– موافق علي ايه انت تختار ولا انا
فعاد يُطالعها ثم هتف بالاجابه التي تُريدها
– موافق علي البنت اللي مش فاكر اسمها ديه
فأبتسمت امينه وهي تنطق اسمها
– اسمها زينه يافريد
……………………………………………
نظرت زينه الي هاتفها بعدما أنهت مكالمتها مع السيدة امينه تُخبرها فيها انها ستأتي البلد لزيارتهم من اجل امراً هام ..فأنتبهت علي صوت نجاة بعد أن دلفت الغرفه
– مين كان بيكلمك يازينه
فطالعتها زينه ثم عادت تُحدق بالهاتف
– الحجه امينه بتقولي هتيجي تزورنا بكره
فحركت نجاة شفتيها بتعجب
– غريبه ..علي العموم بكره نعرف
وجذبتها بحماس ..تخرج بها من الغرفه
– تعالي شوفي صنيه البسبوسه اللي انا عملاها .. ولا احلي شيف
…………………………………
نظرة سلمي الي والدتها بأستنكار من فعلتها
– هتروحي بكره تخطبيها
فأبتسمت امينه وهي تُطالع ابنتها
– البنت عجبتني ياسلمي وخلاص اخوكي وافق .. مش عارفه انتي رافضه ليه
فتنهدت سلمي وهي تجلس جانبها
– كنت عايزه ابيه فريد يحب ويختار شريكه حياته بنفسه .. الحب بيغير ياماما
كان الامر قد حُسم فعلمت سلمي من نظرة والدتها ان الحديث لن يجدي نفعاً .. ونهضت امينه من جانبها متجها نحو غرفتها وهي تُفكر بغد
………………………………………
تهاوي كلاهما علي الأريكه بصدمه مما سمعوا .. السيده امينه أتت لطلب يدها لأبنها ومن ” فريد الصاوي ”
فنظرت اليها نجاة دون استعاب
– يعني عجبتيه من اول نظره
فتعالت دهشة زينه تُحاول فهم ماسمعت
– مش قادره اتخيل يانجاة .. يعني هو اتقدم ليا بمجرد ما شافني مره واحده
فأبتسمت نجاة وهي تُطالعها
– النصيب يازينه
فطالعتها زينه بتدقيق تركز في ابتسامتها العجيبه
– انتي فرحانه يانجاة
ووجدت نجاة فجأة تحتضنها تعبرلها عن مدي سعادتها
– اه فرحانه ومفرحش ليه .. فريد الصاوي راجل محترم واي عيله في البلد تتمني تناسبه .. لا وايه بنت خالي خطفت قلبه من اول نظره
رغم تجربتها القاسية منذ عام وخداع مازن لها ..الا ان كلما تذكرت عرض السيدة امينه لها بعدما نالت اعجاب ابنها بجمالها واخلاقها جعل قلبها يعود لدقاته من جديد وكأنه كان غافي واستيقظ ليتراقص
وربتت نجاة علي ظهرها بحب
– خدي وقتك وفكري يازينه .. متستعجليش في قرارك
…………………………………