منوعات

بين الحقيقه والسـ،ـراب بقلم فاطيما يوسف

في شقة راندا المالكي
جالسة مع أبنائها تدون في دفترها الأشياء التي ستأخذها معها وهي مسافرة إلي زوجها دبي ، حيث انتهي أبنائها من آداء الامتحانات منذ اسبوع وحان وقت سفرهم إلي زوجها الحبيب يقضون معه الأجازة الصيفية ،

ومن عادتها قبل أن تسافر إلى أي مكان تدون الأشياء التي تحتاجها وتراجع عليها ليلة سفرها ، حتي لاتنسي شئ ويكون هاماً وتندم فيما بعد فهي مرتبة ومنظمة جداً ولا تسمح بالتهاون في شئ ،

وإذا بالهاتف الخاص بها يعلن عن وصول مكالمة ،
نظرت للهاتف وابتسمت بفرحة وأجابت علي الفور بابتسامة :
_حبيبي كنت لسة علي بالي وبفكر فيك والله ولقيتك بتتصل ، عامل ايه يا هوبة؟

ابتسم زوجها وأجابها وهو يدخل شقته في الكويت عائدا من عمله وقال مشاغباً لها :

_ وياتري بقي ياست راندا أنا بغيب عن بالك وبختفي ساعات ولا أنا في بالك علطول ؟

إبتسمت بحالمية وهي تداعب خصلة شعرها وتحدثت بنبرة يملؤها الحنين لزوجها الحبيب الغائب الحاضر ، الغائب بجسده ولكن حاضر بروحه ويحاوطها في كل مكان :
_ إنت مبتغيبش عن بالي ياإيهاب علشان أنساك ، أو بالأخص مفيش حاجة بتشغل بالي غيرك ياحبيبي .

وعلي جانبيها أبنائها يعزفون بأيديهم كطريقة للمداعبة علي حديث والدتهم حين تحادث أباهم وتنسي نفسها من شدة الإشتياق ،

فنظرت إليهم وضحكت بصوت عالي آثار دهشة زوجها وسألها بفضول :
_ ياتري بقي إيه إللي طلعك من الإنسجام مع جوزك حبيبك وخلاكي تضحكي أوي كدة ؟

انتبهت لسؤاله وتوعدت بالإشارة لأبنائها وأجابت:
_ الأولاد هو في غيرهم مركزين معايا خالص وأنا بتكلم معاك وبيعزفولي كمان تصور بقي .

ضحك بشدة وهو يتخيل منظر أبناؤه وهم كالعادة يشاكسون والدتهم وطلب منها أن تفتح الفيديو كول :
_ افتحي الفيديو كول علشان حبايب بابا المشاكسين وحشوه ونفسه يطمن عليهم .

استجابت له علي الفور وفتحت الفيديو كول ، وطار أبنائها عليها مهاب علي يمينها وسما علي يسارها ، يتسارعون لرؤية أباهم الحبيب مرددين بشغب محبب :
_ ازيك يابابي عامل ايه ، وحشتنا أوي ،

وبعثوا له تحية بأيديهم ،

رد لهم التحية بمثلها واجابهم يطمئنهم :
_ حبايب بابي عاملين ايه وحشتوني كتير قد الدنيا بحالها .

أجابوه بطمأنة علي حالهم :
_ متقلقش علينا ياحبيبي إحنا كويسين جداً ومش ناقصنا غير وجودك جمبنا وفي عناقنا ياغالي .

أخذ نفسا عميقاً وأردف بصبر:
_ خلاص ياحبايبي كلها أسبوع وتيجوا وتنوروا لي دنيتي المضلمة من غيركم ،

ثم استرسل حديثه بحزن اكتسبه من الغربة وطول البعاد :
_ متتصوروش حياتي من غيركم عاملة إزاي ملهاش طعم ولا معني ولا لون ،

ولا بستمتع وأنا باكل لوحدي ، ولا بحس بطعم الحياة إلا بوجودكم معايا ياحبايب قلبي ،

حزنت راندا لأجله ووجهت الكاميرا علي وجهها وحدثته لتهدا من إحساسه بالوحدة :
_ هتصدقني يا إيهاب إني حاسة زيك بالظبط نفس إحساس الوحدة ، بالرغم من إني حواليا ماما وبابا وأخواتي وولادي ،

بالرغم من إني في بيتي وفي بلدي ،

بس أنت بالنسبة لي كلهم ياإيهاب أبويا وأمي واخويا وبلدي وسكني وسكينتي وكل ما ليا إللي مبحسش بيهم إلا وأنا في عناقك وبين ايديك ،

تركها أبنائها تحادث والدهم بخصوصية ودلف كل منهم لغرفته ،

تأثر بحديثها الصادق الخارج من أعماق قلبها ورشق في أعماق قلبه وردد بحب :
_ ياه ياراند كلامك عامل زي البلسم اللي بينزل علي قلبي يهديه من وجع البعاد والغربة ،

عارف ياحبيبتي وحاسس بيكي وبإحساسك ،
عارف إنك بتتألمي زيي وأكتر كمان ، يمكن أنا بتلهي في الشغل هنا وضاغط نفس جامد علشان أضيع اكتر وقتي ،

أما إنتي ياحبيبتي شايلة مسؤلية البيت والأولاد لوحدك وكل مسؤولياتهم وهمومهم ومشاكلهم عليكي ،

وأكمل بنبرة حماسية كي يلهيها :
بس أنا بقي مجهز لكم بروجرام اول اسبوع هيعجبكم جداً وأخدت أجازة الأسبوع كله،

وضاغط علي نفسي بقالي اسبوعين علشان أخد الأسبوع ده أجازة .

_ياااه ياإيهاب كل مرة ببقي جايالك فيها ببقي طايرة من الفرح زي أول مرة بالظبط …قالتها راندا بحالمية وحب ،

وظلا يتحدثان بكل مشاعر الوحشة والحب والمشاعر ،

“الغربة ” تعطينا رغد في العيش ولكن تسرق من صاحبها أحلي سنين العمر ،

في الغربة تمرض وحدك ولا تجد من يداويك ، وتأكل وحدك ولا تجد من يوآنس وحشتك ،

في الغربة تشعر بالحنين للأهل والوطن والزمان والمكان وأقصي أحلامك ساعة واحدة فقط تقضيها بجانبهم ولم تطولها،

في الغربة أشيائك كلها منظورة والبعض ينتظر رجوعك لكي يتطلعوا إلي الأشياء التي تأتي بها وليس ليتطلعوا إلي شخصك ،

ثمن الغربة عمراً، عزوة مفقودة، بكاء علي لقاء الأحبة كل يوم بلا دموع ،

في الغربة تفقد الإحساس بألذ متع الحياة بل تفقد الإحساس بالحياة ،

الغربة لا تعطي سوي شئ واحد فقط الأموال ،
ولكن ماذا عساها الأموال أن تفعل هل تشتري راحة بال ، هل تشتري ساعة واحدة في قرب الأحبة ، هل تشتري طمأنة الأهل حين المرض ،

كثير من المغتربين بعد عودتهم في المطاف النهائي يقولون ندما لو عادت بنا الأيام ما اغتربنا وما ضيعنا أجمل سنين العمر ،

لكل مغترب وتاركا شطر من قلبه أنت مجاهد عظيم من أجل البقاء ، ولكل مسؤولة وراء ذلك المغترب أنتي مناضلة عظيمة من أجل الإرتقاء .
__________________________

“واثق الخطا يمشي ملكا ” تستحق تلك الجملة أن تقال علي مالك الجوهري ،

ولكن ملكا بأخلاقه ملكا بقناعاته الهادفة وليس بالشكل والمادة ،

وصل إلي مصنع الملابس الخاص به وترجل من سيارته بهيبة ووقار وهو يغلق أزارر حلته الكاجوال ،
ويعدل من نظارته الشمسية ذات الماركة العالمية المعروفة “لاكوست” بلونها الأسود ، والتي تخفي نظرات عينيه ببراعة ،

دلف متعجلاً بخطاه وهو يلقي السلام بتواضع علي أفراد الأمن الماثلين أمام المصنع ،

فهو خلوق جدا وليس فيه داء الكبر علي عماله ولا هو صاحب النظرات المرعبة التي يعانيها الجميع ،

بل هو معتاد مع عماله علي السلام والكلام والتواضع والمحبة ،

دخل إلي مكتبه بعد ما ألقي التحية باحترام علي السكرتارية المخصصة لمكتبه ،

وفور دخوله خلع نظارته الشمسية ونزع الجاكيت الكلاسيكي ووضعه في الشماعة المخصصة الموجودة في استراحة مكتبه ،

وجلس علي كرسيه ممسكاً الهاتف يطلب من مديرة مكتبه أن تبعث للأستاذ علي صديقه الصدوق ، ومدير المصنع أن يأتي له ،

استجابت له على الفور وهاتفت مكتب الأستاذ علي وطلبت من الإتيان إلي مكتب مالك ،

بعد عشر دقائق وصل علي ودق على الباب بأدب ودخل ملقيا السلام وأردف بجدية وهو يجلس:
_ ازيك يامالك ، حمد لله على السلامة .

أجابه مالك بوجه بشوش:

_الله يسلمك يا علي ، أنا تمام الحمد لله ،
أخبار التصميمات الأون لاين ايه ،
شغالين تمام ولا مقصرين ؟

أمسك بالملفات المطبوعة الموضوعة أمامه وأعطاها له بعملية مرددا:
_ بصراحة شغالين كويس جداً أكتر من المصممين إللي شغالين وجها لوجه معانا هنا ،

أتمني إن ولو واحدة فيهم توافق تيجي تشتغل معانا هنا علي أرض الواقع ،
علشان الفنانين والناس المهمة إللي بتجي لنا ومبيكونوش عايزين تصاميم اون لاين للأسف ،

مش بيقتنعوا إلا لما يقعدوا مع المصمم ويعرفوه إللي عايزينه بالتفصيل بيبقوا كدة مستريحين .

اختلف مالك معه في وجهة النظر وأدلي رأيه بعملية رجل محنك مدرك بالتصاميم:
_ أختلف معاك في النقطة دي،
ياعلي المصمم ده فنان خيالي بيسرح بخياله في صورة ويفضل يسرح فيها لحد ما يحس إنه قرب منها يقوم بقي مشغل الموسيقى إللي بيحبها ،

ومشروبه المفضل ويقعد في حتة هدوء علشان يبدع رسمته ويطلعها زي ماهو راسمها في خياله بالظبط ويمكن تطلع أحسن كمان،

واسترسل بتوضيح أكثر:
_ علشان كدة أنا حابب شغل التصاميم الأون لاين وخاصة صاحبة ماركة ” ريما ستور ”

بجد التصاميم بتاعتها عاجباني وفي حتة تانية خالص ، ليها لمحة إبداعية في التصميم مريحة جدا ،
أكيد صاحبة الماركة دي إنسانة هادية وراقية علشان تتطلع لنا التصاميم بالروعة دي ،

وأكمل بتمني :
_ مصممة بالخبرة المتجددة دي أكيد سنها معدي ٤٥ سنة علشان خبرتها في التصاميم متطورة جداً عن الباقيين إللي بيبعتوا لنا ، واللي نعرف عنهم كل حاجة إلا دي رافضة أي طريقة للتواصل معاها ،

بجد أتمني في يوم من الأيام إني أقابل فنانة زي دي ومصممة عظيمة مينفعش تبقي مغمورة جوة التصميمات كدة ، ومتخرجش للعالم الخارجي وتحضر أتيليهات ، أنا واثق ومتأكد إن دي لو ظهرت هتكسر الدنيا.

حمحم علي بصوته وأخذ التصميمات المطبوعة وأعطاها له قائلا:
_ أتمني ذلك بس ساعتها لما منافسين كتير يحاولوا يخطفوها أو يحتكروها متزعلش ،

واسترسل وهو يمد يده بالتصميمات :
_ إتفضل ياسيدي التصميمات الجديدة أهي ،
إللي استلمناها أول الأسبوع بص عليها كدة وشوف إللي هيعجيك ايه ، وشوف إللي عايز تعديل أبعته تاني يتعدل .

أخذ منه التصميمات وتحدث بعملية وهو يتطلع إليها دون أن ينظر له :
_ السوق علمني إن الكف السابق غالب يابني ، يعني دي أول مايجي في بالها فكرة الظهور مش هتعدي من تحت إيد مالك الجوهري ،

ودة مش غرور مني ولا حاجة لأ دي خبرة سنين اكتسبتها من خلال ممارستي للعمل من أول مابتديت ، إنت عارف أنا المصانع دي ولا ورثتها ولا جات لي كدة من الهوا ،

تعبت فيها وعملتها من الصفر وطبعاً نجاحها يرجع أولا لفضل ربنا عليا في إنه رزقني التوفيق ، وللعمال إللي وقفت جمبي وسندتني من البداية لحد إللي وصلت له ،

واسترسل بدهاء:
_ وبعدين إنت قلت لي قبل كدة إنها اتعرض عليها عروض كتيرة جدا من منافسين حوالينا وهي كانت دايما بترفض ،

وقالت لك إنها يستحيل تسيب الكيان إللي ابتدت واتطورت وحققت نجاح معاه ،

صح ولا أنا غلطان ؟

وافقه علي حديثه وأجابه بتأكيد :
_ صح جدا يامالك ريما ستور بالذات فيها حتة الوفاء للي بتشتغل معاهم ومش ماشية بمبدأ اللي يغريها بفلوس أكتر تروح وراه ،

هي شايفة إن إسم الجوهري أضاف ليها ولسه هيضيف لها كتير علشان كدة مكملة وهتكمل معانا إن شاء الله ،

وظلا يتحدثان في أمور المصنع والتصميمات لمدة ،

إلي أن دق الباب ودخلت السكرتارية مرددة بعملية:
_ مالك بيه الأستاذة نهال برة وعايزة تقابل حضرتك ،

ضيق عينيه بزهق وردد باستنكار:
_ قولي لها مالك بيه مشغول ،

وكاد أن يكمل إلا أنه وجدها تقتحم المكتب بكل غرور وابتسامة سمجة قائلة باستسماح :
_ معلش يامالك عايزاك في حاجة مهمة ومش هعطلك كتير ممكن ؟

أشار بعينيه للسكرتيرة أن تتركها وتغادر ،

وقام علي من مقعده وهو يلملم أشياؤه قائلا باستعجال:
_ طيب أنا همشي أنا بقي ورايا مقابلات كتير ، اشوفك في الميتنج بالليل متنساش سلام .

لأ مش هنسي مع السلامة ،

رددها مالك بهدوء ، ثم نظر إلي الجالسة تنظر له بتبجح وقال ببرود :
_ خير إن شاء الله إللي جايب نهال هانم لحد عندي وبدون ميعاد سابق ؟

رمشت بأهدابها بتوتر ورفعت مقلتيها تنظر داخل عيناه كطريقة منها للتأثير عليه كقبل ذلك وأردفت بعتاب :
_ كدة يامالك دي مقابلة تقابلها لي بعد المدة الطويلة إللي مشفتكش فيها ،

مكانش العشم برده .

دق بقلمه على مكتبه ليبين لها عدم اهتمامه لثرثرتها وأوضح بسخرية:
_ عشم إيه إللي بينا يانهال إللي بتتكلمي عليه ،

العشم ده تبليه وتشربي مايته وتقولي الحمدلله وراه إني رضيت اقعد معاكي أصلاً .

استمعت لحديثه وقالت بح..زن مصطنع :
_ للدرجة دي هنت عليك تقول لي كدة ،

للدرجة دي هانت عليك عشرة ٨ سنين جواز واتنين خطوبة !

ضحك بصوت عالي دليلا على الاستهزاء بكلامها وأكمل وهو يحك ذقنه بتساؤل:
_ إنتي مصدقة نفسك والكلام العبيط إللي إنتي جاية تقوليه ده ،

خلاص مالك بتاع زمان إللي اتحايل عليكي هو وأمه إنك تفضلي جمبه ومتسيبهوش علشان خاطر أزمة صحية مسيري هتعالج منها ، وبالرغم من كده بينتي أصلك بدري أوي ،

واسترسل بسخرية:
_ يابنت الأصول .

قامت من مكانها واتجهت إلى مقعده واقتربت منه وهي تنظر داخل عيناه قائلة بندم صادق:
_ كنت لسة صغيرة وغصب عني ضعفت من ضغط ماما وإللي حواليا ، ورجعت لك دلوقتى ندمانة ومشتاقة ومن الآخر عايزاك يامالك قلبي ،

وبحركة حدث غير متوقع منها وضعت تحية هائمة علي يداه ،

انتفض من أمامها كمن لدغه عقرب وبسرعة ابتعد عنها فمالك يخشي الله ولا يقبل بأي شئ مح..رم يفعله وحدةها قائلاً بشدة :
_ إنتي إزاي يابني آدمة إنتي تسمحي لنفسك تقربي مني بالمنظر ده يامحترمة !

عيب علي الحجاب إللي لايمت بالحجاب بصلة اصلا إللي إنتي لابساه ،

وذهب إلى الباب وأشار بيديه كطريقة لطردها مرددا بحدة:
_ ودلوقتي حالاً إتفضلي اطلعي برة معنديش وقت أضيعه معاكي ،

ثم اتسعت عينيه بحدة كحدة عيون الصقر مردفا بصوت عالي:
_ إتفضلي وياريت مشفش وشك هنا تاني .

قامت وهي تحمل حقيبتها بحدة وأردفت بتوعد جراء كرامتها المهدورة وهي تقف أمامه مرددة :
_ هتندم يامالك وهتدفع تمن طردك ليا من هنا واستهزائك بيا ،..

ثم خرجت بسرعة غا.ضبة من مكتبه تدل على استياءها الشديد واستيائها من مقابلته لها الغير متوقعة في عقلها بالمرة .

أما هو بعد خروجها حدث حاله وهو يمساءلة بكفٍ علي كف:
_ قال ياقاعدين يكفيكوا شر الجايين ،

وذهب إلى مكتبه وطلب فنجانا من القهوة كي ينزع عنه صداع الرأس من تلك الشمطاء التي كانت تجلس معه الآن .

أما هي بعد خروجها ركبت سيارتها وجلست بها وأمسكت هاتفها وهاتفت شخص ما مرددة بعصبية :

_ أيوة ياست هانم هو ده اللي قلتي لي ده الوقت الصحيح إللي هترجعي له وهيقابلك بالأحضان ،
أجابها الطرف الآخر:
_ اهدي بس إيه إللي حصل لعصبيتك دي ؟

جزت علي أسنانها بحدة ونطقت بسخرية:
_ البيه طردني طردة الكلاب من مكتبه وكأني حشرة وعاملني بمنتهي البرود ،

أنا نهال الدين يتعمل فيا كده،

واسترسلت بتوعد:
_ والله لا أندمه علي إللي عمله معايا وهدفعه التمن غالي ،

وظلا يتحدثان بتخطيط كل منهم علي هواه
__________________________________
تري مالمجهول المنتظر لأبطالنا مالك، مريم ، ريم

#انتهي_البارت
#بين_الحقيقة_والسراب
#فاطيما_يوسف
بين الحقيقة والسراب 2

#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
#لا_إله_إلا_انت_سبحانك_اني_كنت_من_الظالمين
#البارت_الثاني
#بين_الحقيقة_والسراب
#بقلمي_فاطيما_يوسف

حياة الصغار أتمني أن تعود وأنسى معها ألامي التي اقتحمت روحي ودمرت كياني ،
طفولتي اندثرت تحت التراب وأصبحت سراب ،
حياتي أصبحت حقيقتها ضباب وارتياب،
وما بين الحقيقة والسراب أرواح داخلها خراب .

#خاطرة_مريم_عماد
#فاطيما_يوسف

في منزل باهر الجمَّال زوج ريم عصرا

عاد باهر من عمله فهو يدير مع أخيه سلسلة المطاعم المشهورة في الإسكندرية بالأسماك البحرية ذات النكهة المميزة بمطاعهم ،

ليتناول وجبة الغداء مع زوجته وأبنائه فهو عكس أخيه يحب التجمع مع أبنائه علي طاولة الطعام،

دلف إلي داخل المنزل وصعد إلي الطابق الثاني لكي يسلم على والدته ويطمئن عليها أولا ،

دلف إليها بوجه مبتسم وهو يقبل رأسها:
_ إزيك ياماما عاملة إيه يابرنسيسة اسكندرية بحالها .

واسترسل وهو يغمز لها بمداعبة:
_ إللي يشوفك كدة ميقولش عندك شابين طوال عراض زيي أنا وزاهر .

_الله أكبر عليكوا ياحبايبي ربنا يحرسكم ويحميكم من العين يااارب …. قالتها والدته بصدق ،

وأكملت بنبرة مت.هكمة :
_ بردوا جاي علي ملى وشك علشان تتغدي مع البرنسيسة ريم هانم ،

ماكنت اتغديت مع أخوك ماهو مبيجيش زيك كدة كل يوم ويتعب نفسه ،

ولا الست ريم هانم تزعل وتعلق لك المشنقة.

استوعب سؤالها وأردف بنبرة عتاب محاولا تجنب سخريتها :
_ ليه ياماما ديما مش متتحية ريم وديما شايفاها زوجة الإبن المتسلطة والمتحكمة ،

واسترسل بعتاب :
_ علي فكرة بقي إنتي مربية رجالة مفيش حريم بتحكم هم ، كل الحكاية إني بحب أتجمع مع ولادي ومراتي علي سفرة واحدة ،

وكمان بابا الله يرحمه معودنا علي كدة كان يسيب شغله ويجي يتغدي معانا.

لوت شفتيها بامتعاض وأردفت بنفس سخريتها:
_ ولما إنت راجل كدة زي ما بتقول سايب البرنسيسة تشتغل رسامة وخياطة ليه ؟!

هي محتاجة فلوس علشان تجرسنا وسط الناس بشغلها علي النت ؟

انتصب قائماً كي ينهي الجدال العقيم الذي لايسمن ولا يغني من جوع مع والدته وأردف وهو ينظر إليها باستعطاف:
_ ياماما قلت لك ميت مرة ريم مبتشتغلش علشان الفلوس ولا علشان محتاجة ،

وبعدين ليه مسمية شغلها ده خياطة أو رسامة مع إن دي مهنة عظيمة لكل ست بتشتغلها علشان تحسن من مستوي حياتها وتقف جنب جوزها ،

واستطرد بتفهم :
_ ريم مصممة ياماما ومصممة شاطرة جدآ وموهوبة وبتشتغل بهدف تضييع الوقت علشان متحسش بملل ،

ولا إنتي عايزاها تبقي زي هند قاعدة مع دي شوية ودي شوية وجايبة لجوزها مشاكل .

اقتنعت بحديثه لكن عن هند فقط وأكملت بتشبس :
_ وليه متكونش زي اختك ماهي ولا بتقعد مع دي ولا دي ولا بتجيب مشاكل وبردوا حافظة قيمة جوزها ومركزه وسط الناس .

تأفف بضيق وتحدث بحدة:
_ لو سمحتي ياماما ياريت متتكلميش معايا في الموضوع ده تاني ريم شخصية وأختي شخصية وطالما مراتي في حالها ومبتجبليش مشاكل خلاص .

أمسكته من يده وأجلسته كي تراضيه لأنها رأت علامات الضيق ارتسمت علي وجهه :
_ ياحبيبي أنا بقعد باليومين هي فوقي وأنا تحتها ومبشفهاش ،

وأكملت وهي بحزن مصطنع:
_ والعيال ولادك بيوحشوني وببقي نفسي أشوفهم وهي مبترضاش تنزلهم إلا ورجلها علي رجلهم .

ربت علي ظهرها مرددا بحنان:
_ خلاص ياماما هتكلم معاها في موضوع النزول والولاد ده ، أما موضوع التصميم والهواية إللي هي بتحبها معلش ياأمي اعذريني .

إبتسمت بانتصار لاعتقادها أنها مغصت اليوم علي ريم ورددت بخبث:
_ لأ ياحبيبي متتكلمش معاها أنا مش عايزة أعمل لك مشاكل مع مراتك وتقول لك أمك ومش أمك آه .

_ولا مشاكل ولا حاجة ياحبيبتي ريم عاقلة ودماغها كبيرة …قالها باهر وهو منتوي الخروج مودعا والدته وصعد إلى شقته في الطابق الرابع وهو ينفض جميع ما قالته له والدته عن باله .

دلف المنزل وما أن استمع ولده الصغير مجيئه هرول إليه مسرعا بسعادة عارمة ،

وأخذه بين أحضانه مرددا بإبتسامة:
_ حبيب بابي إللي واحشني قد الدنيا بحالها ،

ونظر يميناً ويساراً متسائلاً بلهفة :
_ آمال فين مامي ؟

خطت إليه تحتضنه كعادتها عند عودته من الخارج ،
استقبلها بين أحضانها وقبلها من جبهتها مرددا بحب:
_ حبيبتي الجميلة إللي واحشاني جداً .

قبلته من وجهه وأردفت بإبتسامة عذبة:
_ حمد لله على السلامه ياقلبي ، إنت كمان واحشني جداً ،

واسترسلت وهي تشير إلى الطاولة :
_ يالا ياحبيبي اقلع الجاكت واغسل ايديك أنا جهزت الأكل علي السفرة ،

بسرعة بقي علشان احنا جعانين جدا ومستنينك ومرضيناش ناكل حاجة خالص إلا لما تيجي .

ذهب إلي المرحاض كي يطهر يداه وتحدث:
_ حالاً أهو هغسل إيدي وأجي لكم يا حبايب بابا ،

وجلست العائلة الصغيرة مجتمعين علي طاولة الطعام بكل حب وألفة متسامرين بضحكات ومشاغبات باهر مع أطفاله وزوجته ريم ،

وقرر أن يقضي باقي يومه معهم ،

ريم لها ولدان من باهر عمر في سن الخامسة من العمر ، وياسين عمره شهرين فقط .
___________________________

في منزل جميل المالكي ،

تقف راندا ووالدتها فريدة في المطبخ يجهزون الطعام ،

فراندا أتت لتقضي اليوم هي وأبنائها مع والدها ووالدتها وأخيها لأنها ستسافر إلي زوجها في نهاية الأسبوع ،

فريدة بحزن :
_ يعني خلاص يا راندا هتاخدي الولاد وتسافري آخر الأسبوع ؟

واسترسلت بوحشة وهي تنظر إلى احفادها:
_ أنا متعودة علي وجود الولاد حواليا بجد هفتقدهم اوي ومش عارفة هستحمل بعادك وبعادهم إزاي ؟

احتضنتها راندا وقبلتها من وجهها وأردفت بحب:
_ ياحبيبتي إنتوا كمان هتوحشوني أوي متتصوروش ببقي متضايقة علشان خاطر هبعد عنكم التلت شهور دول كلهم ،

واسترسلت وهي ترفع يداها الاثنتان :
_ ولكن ما باليد حيلة يا أمي للأسف ظروف الشغل هنا في البلد صعبة جداً ولو إيهاب فكر يرجع مش هيلاقي مكتب يعيشنا المستوى الاجتماعي والمادي إللي إحنا عايزينه .

رد عليها رحيم أخيها وهو يخرج من غرفته :
_ طب ياروني ما كفاية كدة ويرجع يفتح له مكتب هنا ورزقكم علي الله .

وجهت أنظارها تجاه أخيها وأردفت بعملية :
_ للأسف يارحيم سوق العمل هنا بقي صعب والجنية قيمته قلت جداً وزيد عليهم كمان إن كل الفلوس إللي بيبعتها لنا إيهاب يدوب عملنا بيها الفيلا بتاعتنا ولسة كمان بنشطب فيها ،

قدامنا سنة كمان علي مانخلصها ،

واسترسلت بتوضيح أكثر :
_ لو رجع بقي واستقر هنا هنضطر نحط كل الفلوس إللي معانا في المكتب وتشطيباته ونستني بقي عقبال مانكون عملاء يثقوا فينا ،

وبعد سنين الغربة دي كلها يبقي الحال كما هو عليه .

استوعب أخيها حديثها وأردف بنبرة حنونة :
_ فعلاً سوق العمل هنا بقي فيه خمول رهيب وربنا يستر ، ومين عايش في الدنيا مرتاح ياأختي ، توكلي على الله وقلوبنا ودعواتنا محاوطاكم .

ربنا علي ظهره بحنان مماثل ورددت :
_ حبيبي ربنا يخليكم ليا وميحرمنيش منكم أبدا ،
ومسير الأيام هتجمعنا وساعتها بإذن الله مش هنفترق أبدا .

وما إن أنهت كلامها حتي سمعت أباها عائدا من البنك ،
هرول إليه أحفاده مسرعين باحتضانه ،

استقبل هم جميل بحفاوة مقبلا كل منهم من رأسه وردد بوجه يشع سعادة :
_ يادي النور يادي النور أحفادك حبايبك منورين بيتك ياجميل ،

واحشني يامهاب إنت وحبيبة جدها سموكة القمر ،

وأمسك كل منهم بكفاي يداه وأجلسهم علي الأريكة وهو متوسطهم مرددا بحزن :
_ خلاص هتسيبوا جدوا وتسافروا .

احتضنوه وقبلوه من وجهه وقال مهاب :
_ إنت كمان هتوحشنا أوي ياجدوا وأكتر حاجة هتوحشني إنك تعملي كوباية القهوة التمام ونقعد أنا وأنت في البلكونة ونديها شطرنج لحد نص الليل ،

ثم ضم شفتيه وهو يضع إصبعه السبابة عليهم واسترسل بتأثر مصطنع:

_ تصدق ياجدوا إني بجد هفتقد قعدتك ودروسك إللي بتديهالي في الحياة لما أسافر .

_بس بقي يامهاب سيب لي جدوا شوية هو مفيش غيرك إللي حبيب جدوا…قالتها سما وهي تشدد من احت..ضان جدها الحبيب.

ابتعد جميل عن مهاب بحدة مصطنعة وأردف بنبرة حب لسما:
_ ابعد يا ولد يامهاب خليني أشبع من سمكة حبيبة جدها إللي بتعمل لي أحلي كيكة وجمبها كوباية شاي ،

ارتمت بين أحضانه وابتسمت لإطرائه الشديد لكل ماتفعله له وتحدثت بابتسامة عريضة:

_ ياه ياجدوا إنت الوحيد إللي بتعمل لي قيمة وبترفع من معنوياتي إللي دايما حابطها لي الواد ده ،

وأشارت بعينيها الي أخيها وهي تخرج له لسانها علي سبيل المداعبة ،

وبدوره ألقي بالوسادة في وجهها واشتعلت الحرب بينهم بمشاكسة ،

فضت والدتهم النزاع الأخوي المعتاد في كل منزل وكعادة كل ام رددت بصوت عالي:
_ بسسسس عيب يابنت عيب ياولد ،

ونظرت إلي والدها وقالت :
_ يالا يابابا ادخل غير هدومك أنا وماما جهزنا الغدا ،

واسترسلت بحزن مصطنع:
_ ولو إنك انشغلت مع الأشقية دول ومسألتش علي بنوتك حبيبتك .

أجابها والدها وهو ينظر إلي أحفاده بحب :
_ متزعليش مني ياروني دول بيخ..طفوا قلبي أول مابشوفهم ،

ثم ولج إلي غرفته لكي يبدل ملابسه ويخرج يتناول معهم الغداء ،

وضعت فريدة وراندا الطعام علي الطاولة بنظام وترتيب كعادة فريدة فهي تعشق النظام والترتيب وما إن انتهوا حتي خرج جميل من غرفته وجلسوا جميعهم يتناولون الطعام بشهية مفتوحة نظراً لتجمعهم ،

ثم أردفت فريدة بحزن :
_ مش كانت الست ريم هانم كانت جت اتجمعت معانا في يوم زي ده ؟

_إنتي كلمتيها وعرفتيها ياماما ؟

سألها رحيم وهو يشمر عن ساعديه ليتناول طعامه في أريحة ،

امتعضت ملامحها وأجابته بنبرة حادة:
_ آه طبعاً كلمتها وبتقول إنها مش فاضية وإن وراها تصميم مطلوب تسلمه بكرة ،

وأنها هتبقي تروح لراندا تسلم عليها قبل ما تمشي ،

واسترسلت باستنكار:
_ ومحليش التصميم إلا لما طلبت منها تيجي تتجمع معانا .

تفهم جميل حديثها وأجابها بتعقل :
_ ماتبقيش أفشة كدة مع ريم ياأم رحيم ، البنت بتعشق التصميم وبتحبه جدا وبتحاول تتطور من هوايتها وتحقيق حلمها ،

المفروض مننا إننا تساعدها ونقف جنبها ومنكسرش مقاديفها .

استنكرت فريدة حديثه ونقده وأردفت بعتاب :
_ يعني لما أكون عايزة أجمع ولادي مع بعض علي سفرة واحدة وناكل من نفس الطبق يبقي بكسر مقاديفها ،

واسترسلت بتوضيح :
_ فيها إيه لما كانت تستأذن من التصميم أنها هتأخره يوم علشان أختها مسافرة آخر الأسبوع ، وكانت جت اتجمعت معانا وقضينا يوم مع بعض ،

ولا علشان اتجوزوا وخلفوا بقي ملناش حق نضايق أو نطلب نشوفهم في أي وقت !

ضغط جميل علي يديها كنوع من التهدئة وتحدث بهدوء :
_ ملقتيش إلا ريم أهدي واحدة في ولادك وتشني عليها الحرب ،

واسترسل بتعقل وهو يغمز لرحيم وراندا أن يصمتوا عن حديثه عن أختهم لكي يهدئ والدتهم :
_ وبعدين البنت ملتزمة بعقد ومواعيد مع صاحب المصنع والعقد له شروط جزائية علي التأخير ، وغير بيتها وولادها وأنتي قلبك كبير ياأم رحيم .

_أيوة ياأخويا إنت هتيجي في صفي علشان الست ريم هانم آخر العنقود إللي أي حاجة بتعملها علي قلبك زي العسل ،

قالتها فريدة باستنكار لحديثه واستطردت بتهكم :
_ وأنا بقي الأم الشرانية وأنت الأب الطيب الحنين ،

ابقي خليها تعمل لك بقي الرز المعمر إللي كنت هعمله لك .

أجابها بدعابة على الفور متراجعا:

_لاااا وعلي إيه ياأم الغالين البت ريم غلطانة والغلط راكبها من ساسها لراسها ،

واعملي فيها إللي علي كيفك ، بس متحرمنيش من الرز المعمر بتاعك إللي يعمر الدماغ ويسلطنها ،

وأكملوا سهرتهم في جو أسري ممتع وأثناء اندماجهم سمعوا صوت الجرس الخاص بفيلتهم الصغيرة يعلن عن وصول أحدهم ،

قام رحيم وفتح الباب وإذا بالصغار يقتحمون المنزل بمشاغبة تاركين آباهم مهرولين إلي جدهم الحبيب جميل ،

ابتسم رحيم وردد بمشاغبة:
_ طيب مش تسلموا علي خالوا ياوحشين هو أنا كيس جوافة واقف يعني طب أنا زعلان ،

ومثَّل بعلامات وجهه التي أضحكت ريم وباهر بشدة ،

ثم ردد باهر بمداعبة :
_ إحنا نقدر نزعل كيس الجوافة يوووه قصدي الدكتور رحيم علي سن ورمح ،

ثم أخذه في أحضانه ليتبادلوا السلامات
ودخلت ريم سلمت علي والدتها واحت..ضنتها بشدة وعلي أختها بالمثل وسلمت علي أبيها وتحدثت بعتاب مصطنع :
_ إيه ده متجمعين من غيري ياأندال وكمان بتاكلوا رز معمر من إيد ست الحبايب من غير ماتعزموا عليا ،

مكنش العشم ياوحشين أنا مخاصماكم .

تأففت والدتها وردت بحنق:
_ آه يختي كلي بعقلنا حلاوة وعلي رأي المثل خدوهم بالصوت قبل مايغلبوكم ،

واسترسلت بتهكم:
_ هو أنا مش متصلة بيكي وعازماكي وقايلالك إن أختك جاية هي ولادها علشان نتجمع كلنا قبل ماتسافر لجوزها .

أنبت حالها أنها فتحت ذاك الحوار وأصبحت متيقنة أن والدتها لم تمرر جلستها مرور الكرام قبل أن تفضي مافي جبعتها بالكامل ،

وعلمت أن أفضل رد الآن هو الإعتذار لتجنب المشاحنات فأردفت بإبتسامة يصاحبها الدعابة:
_انا إللي جبت ده كله لنفسي ،ايه يا نبع الحنان كده تقسي علي ريما حبيبتك وآخر عنقودك مكنش العشم بردك ،

ثم احتضنت والدتها وأكملت بصدق:
_ معلش يا أمي حقك عليا إنتي عارفة غص..ب عني والله أنا ملتزمة بتصاميم بوقت محدد لازم أخلصها وإلا هتعرض لشروط جزائية .
لوت شفتيها بامتعاض وهتفت بحدة:

_وأنتي إيه إللي يخليكي تلزمي نفسك وتحطي شروط تورطك ، مسبتيش نفسك حرة ليه وقت ماتخلصي تبعتي علشان متضغطيش علي نفسك وتقصري في حق نفسك وحق إللي حواليكي .

رأي باهر أن فريدة لن تصمت إلا أن تري دموع ريم بسبب تأنيبها لها فتدخل لكي ينهي الحوار مردفا بدعابة:
_ ولا سلمتي عليا ياحماتي ولا رحبتي بيا ولا بأحفادك ولا كأنك شايفة حد غير ريما هانم ،

أنا زعلان جدا أنا زعلان خالص .

ابتسمت علي حركات وجهه وأومأت ببشاشة :
_ لأ بقي ده إنت حبيب قلبي الغالي وأبو أحفادي وأخو رحيم ،

ثم نظرت إلي أحفادها واحت..ضنتهم بحب حقيقي ، وداعبتهم وانشغلت معهم ونسيت أمر ريم والتصميم في حضرة أعز الولد ،

ثم نظر جميل الي فريدة مرددا بفخر :
_ سمعت إن بقي ليكي ماركة مشهورة ومكسرة الدنيا ياريما ستور ياعالمي ،

ابتسمت ريم علي فخر أبيها وتحدثت وهي تشير علي حالها بفخر مصطنع :
_ أيون أيون أنا بقيت مشهورة بس للأسف مغمورة ،
والله أنا خسارة في البلد دي .

ابتسموا جميعاً علي مدا.عباتها وأردف زوجها بجدية:
_ مغمورة آه قلتي لي ، طب متحلميش بقي ياحبي علشان ماتفقيش علي كابوس ،
إحنا في بينا شرط إنك لو هتشتغلي يبقي مش مباشر ، إنتي عارفة إني بغير عليكي من الهوا الطاير ،
ومش مستعد بقي لحوارات التصميم إللي معرفش مصنع مين مكلمك وآتليه مين عايزك وحوار الإغراء بالفلوس علشان تروحي للمصنع ده ولا المصنع ده ،

واستطرد وهو ينظر داخل عيناها بحب:
_ أنا عايز نعيش أنا وأنتي وأولادنا في هدوء بعيداً عن ضوضاء السوشيال ميديا وعالم الأعمال إللي مبينتهيش ،

لم يعجب جميل حديث باهر وتحطيمه لآمال غاليته ولكنه صمت لعدة أشياء أهمها أن ابنته موافقة علي حديث زوجها ولم تعترض ،

وأيضاً لم يريد أن يحشر نفسه بينهم هم أدري بشؤون بيتهم،

أما ريم حزن داخلها لأجل تصميم زوجها علي غمر موهبتها داخل أركان منزلها فقط ،

وأعدت نفسها للتحدث معه في ذلك الموضوع علي انفراد ،

ثم التهت مع عائلتها في جو كله مرح وسعادة لاتريد هي إفسادها بمزاجها السئ .

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
24

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل