
#فلاش_باك
بتتكلم مريم بعجرفة لجوزها :
_ايه بقى المنظر اللي انت طالع لي بيه ده افرض انا راجعه من الشغل حالا وانت طالع بالمنظر ده وكانت صاحبتي معايا وشافتك انا بجد زهقت من العيشه دي من كتر ما بتكلم معاك .
بص لها يزيد بغضب ورد عليها :
_انت ايه يا بنتي كميه العجرفه اللي انت بتتكلمي بيها دي انا نفسي اعرف انت اتغيرتي كده امتى ما كنتيش كده؟
اتأففت من كلامه لانه مش قادر يستوعبها ولا يفهمها وجاوبته:
_انا زهقت من كتر الكلام في الموضوع ده وخلاص انا ما بقتش طايقه العيشه هنا في البيت ده ولا طايقه اني اشوفك بالشكل ده وطالما ولا انت بتاخذ بالك وبتهتم بشكلك يبقى خلاص كل واحد فينا يروح لحاله .
ضرب يزيد كف على كف باندهاش وبص لها بصدمه واتكلم :
_انتي امتى بقيتي كده يا مريم مش إنتي اللي أخدتها وهي معاها الاعداديه ويدوب كانت مخلصاها من سنتين واتجوزتها وعيشت معاها اكتر من 12 سنه!
ايه اللي جرى لك انا لحد دلوقتي صابر عليكي علشان ابوكي الله يرحمه موصيني عليكي قبل ما يموت .
استنكرت كلامه اللي ما بيعجبهاش او اللي ما بقاش يعجبها وقالت له :
_شوف يا يزيد انا اتجوزتك وانا صغيره وما كنتش فاهمه حاجه وما كنتش لسه وصلت للي انا وصلت له دلوقتي والمفروض ان احنا الاتنين نراعي شكل بعض ومستواه لكن انت عايز تفضل كده وبراحتك لكن انا عايزه اعيش حياتي بالطريقه اللي تريحني اظن كده فهمتك قصدي بكل هدوء .
كان حاسس ان كل كلمه بتقولها كأنها خنجر بينطعن فيه هو مش بيحبها بس لا ده بيعشقها علشان كده بيغفر لها طريقتها الجافه معاه وبرده مراعي وصيه ابوها والدتها اللي عمرها ما كلمته الا بكل حب وخير وكمان علشان بناته الاتنين،
وقف قدامها وبص لها بحيره واتكلم:
_ما فيش اي راجل يقبل على نفسه طريقه الكلام دي يا مريم وانا حذرتك بدل المره 1000 مره انا لحد دلوقتي متعاطف معاكي جدا لكن مش هقدر استحمل اكتر من كده ،
وقرب منها وجاي يحط ايده على كتفها علشان يحتويها اكتر وقبل ايده ما توصل لكتفها بعدت هي بسرعه وقالت له وهي بتبص له باشمئزاز :
_ايه ده ما تقربش مني انت مش شايف ايدك فيها ايه ؟
الطقم اللي انا لابسه ده غالي جدا لو سمحت ما تجيش ناحيتي خالص يا يزيد .
يزيد انجرح جدا من نظراتها من كلامها ولحد هنا واستكفى وما بقاش قادر يستحمل ولا معاملتها الجافه ولا نظراتها المشمئزة منه وفاجأه طلعت من لسانه الكلمه اللي ما كانش عايز يقولها :
_انتي طالق يا مريم!
قلتها لك أهو علشان تستريحي بهد البيت وتشريدنا انا وانتي والبنات .
اول ما سمعت الكلمه دي حست بهزه في جسمها كله ما كانتش تعرف انها هتاثر فيها قوي كده او بالاخص ما كانتش تعرف انها هتبقى صعبه عليها قوي كده لانها للاسف بتعشق يزيد بس السكينه سرقاها ومش حاسه بده خالص ،
حاولت تهدي من ضربات قلبها وردت عليه:
_مش احنا اول ناس اللي نتطلق في الدنيا وهنعمل زي الناس المتحضرين ومش هنأذي بعض وباذن الله البنات مش هيتشردوا ما بينا انا وانت متحضرين يا ريت تجيب الماذون وننفصل بهدوء ،
واديته ضهرها وطلبت منه:
_وليا رجاء عندك ان احنا ما نخرجش انا والبنات من الشقه وهدفع لك ايجارها كل شهر لان انا مش هسيب بناتي انا متعلقه بيهم جدا وانت عارف .
ما كانش متوقع انها هتتقبل سماع كلمه انت طالق بكل هدوء كده وكمان كملت عليه بالجمود الرسميه على وشها وهنا حس يزيد ان ال 15 سنه اللي قضاهم معاها بيعشقها وبيتمنى لها الرضا ترضى راحوا هباء،
اتنهد بتعب بعد ما استوعب طلبها وطمنها:
_اطمني يا مريم مش انا الراجل اللي يرمي بناته في الشارع الشقه هسيبها لك باللي فيها وهخرج بهدومي ولا ايجار ولا يحزنون انتي عارفه اني الحمد لله مش محتاج .
حست مريم ساعتها في اللحظه دي إنها غلطت في حق يزيد وفي حق حياتها وفي حق بيتها لكن هي ما كانتش مرتاحه هتعمل كل اللي هي عايزاه من غير تحكمات يزيد وغيرته الزايده عن اللازم،
وفي نفس اليوم بالليل بعت يزيد لوالدتها تروح لها علشان خاطر الماذون هيجي يطلعهم هم الاتنين واول ما والدتها عرفت انصعقت من الخبر وراحت لها فورا وكلمتها بصدمة :
_نفذتي اللي في دماغك يا بنت بطني وعملتي اللي على كيفك يا رب تكوني مستريحه دلوقتي لما خسرتي راجل عمرك ما هتعرفي تعوضيه وخسرتي بيتك اللي كان يزيد محتويكي فيه على الاخر وعمره ما قصر في حقك ولا في حق بناتك .
كلام والدتها أثر فيها بس اتعاملت بعند مع الموضوع وردت على مامتها:
_انتو ليه بتعملوا فيا كده ربنا سبحانه وتعالى حلل الطلاق انا مش مرتاحه حاسة إني بطلع لفوق ويزيد زي ما هو مش عايز يتغير بقى منظري مش لطيف قدام صاحباتي كل لما يشوفوني يا ماما انا بقيت في السما وهو لسه في الارض زي ما هو .
ابتسمت والدتها بسخريه وقالت لها:
_بصي حواليكي يا حبيبتي هتلاقينا كلنا على الارض زي ما احنا علشان لما الارض تنشق بيكي ساعتها مش هتعرفي ترجعي الغالي اللي راح فكري تاني قبل ما يجيب الماذون ما تهديش بيتك يا بنتي،
وكملت كلامها وهي بتستنكر عليها الحجج اللي عماله تقولها :
_وبعدين منظر ايه اللي انت بتتكلمي عنه ده انت متجوزه راجل محترم وابن ناس وشياكه لما بيخلص الورشه بتاعته وبيقفلها بعد تعب طول اليوم بيطلع ياخد شاوره وبيلبس احسن لبس وبياخدكم احسن اماكن يخرجكم فيها وعنده عربيه محترمه وعلى الموضه زي ما بتتكلمي صدقيني يا بنتي هتندمي في وقت ما ينفعش فيه الندم انتي دلوقتي تروحي تعتذري له وتطلبي منه السماح وهو طيب وهيقدر كده .
يزيد سمعها وهي بتقول لها الكلمتين إللي في الاخر وكان بعت للماذون يجي وراه ورد على حماته :
_ما بقاش طيب يا حاجه ومش هسامح،
بنتك جابت اخرها معايا استحملت منها معامله جافه ونظرات استحقار ما يستحملهاش اي راجل وكنت بصبر علشان خاطرك وعلشان خاطر ابوها الله يرحمه وعشان خاطر بيتي وبناتي مش ضعف مني لكن كل شيء له اخر وله حد وطالما هي اختارت يبقى تتحمل نتيجه اختيارها .
كان كل كلمه بيقولها صحيحه جدا لانها كانت شايفه طريقتها في المعامله معاه وراح طبطبت على ضهره وهي بتطيب خاطره بكلمتين:
_طول عمرك شهم وراجل وجدع قوي يا يزيد وكنت بالنسبه لي الابن اللي انا ما خلفتهوش،
وكل كلمه بتقولها صح جدا وحقيقي مهما حاولت تنكر كده لكن انا ست بتخاف ربنا سبحانه وتعالى لازم اقول كلمه الحق بس ليا طلب عندك .
رد عليها يزيد بكل رجولة :
_ طلبك اوامر يا أمي وعلي راسي من فوق.
حزنت جدا على ان بنتها تخسر راجل زي ده كل كلمه بيقولها بتخليها قلبها يدق بخطر على بنتها من بعده وطلبت منه برجاء:
_ما تقفلش الباب بينك وبينها يا ابني على الاخر سيبه مردود شويه مهما كانت هي صغيره لسه وانت طول عمرك قلبك كبير وطيب انت رميت عليها اليمين بس ما تجيبش الماذون لحد ما نشوف الدنيا توصل بيكوا لفين وهي هتكتشف غلطها بنفسها .
وافق يزيد على كلامها وقال لها:
_طلبك على راسي من فوق ياأمي بس انا حابب اعرفك ان مهما حاولتي مريم عنيده وانا لحد هنا مش هستحمل اكتر من كده انا عملت اللي عليا وزياده قوي .
بصت لبنتها نظرات من نار وردت عليه :
_تبقى تتنفس كده على اللي انا قلته وانا والله ولا هبقى امها ولا هي بنتي ولا هعرفها وهيبقى قلبي وربي غضبانين عليها .
مريم ما كانش يفرق معاها طلاق ماذون اهي طلقت وسمعت الكلمه وخلاص ومسير والدتها هتاخد على الامر الواقع ده وقالت لهم انها موافقه بس هي حاليا مطلقه وهو ما لهوش اي حكم عليها ،
واخد يزيد هدوم وساب لهم الشقه ووالدتها جت نقلت معاها وده كان طلب من يزيد ليها علشان ما يسيبهاش لوحدها ويبقى مطمن على البنات في وجود جدتهم معاهم
وفي نفس اليوم اعلنت مريم على موقع التواصل الاجتماعي انها انفصلت عن زوجها وكل أصحابها اللي شغالين معاها عرفوا .
عودة من الباك
يزيد للاسف بيحـ,ـبها جدا ومتعلق ببيته وبناته وده نوعا ما مدمره بس مش هيقدر يغصبها على حاجه هي مش عايزاها ،
ومرت الايـ,ـام واختراع يزيد بدأ يظهر للنور وكان والد مها عملوا حمله اعلانيه رهيـ,ـبه على مواقع التواصل الاجتماعي وكمان كان مجهز له برنامج تلفزيوني لان ده هيفـ,ـيد الاختراع اللي هو اتبناه وصرف عليه اكتر ما هيفـ,ـيد يزيد هيحقـ,ـق له اربـ,ـاح اكتر ،
وكل ده شايفاه مريم ومتابعه اخباره كويس جدا ففـ,ـي مره كانت هي وصاحبتها في النادي فمسكت فيـ,ـديو وبتوريه لمريم بتقول لها:
_ الله هو مش المز القمر ده يبقي يزيد طليقك يامـ,ـريم ؟
أخدت منها مريم الفيديو تشوفه وكان يزيد فيه ولا النجوم بحق واتغاظت من وصف صاحبتها وقالت لها:
__ أه هو يزيد ،
مالك منبهرة أوي كدة هو حلي دلوقتي مش ده إللي كنتي بتقولي لي عليه مشحم ومزيت ومش لايق عليكي خالص يا روما ؟
شايفه عيونك بتلمع وانت بتتفرجي عليه مش ده اللي انتوا لمتوني كلكم في المكتب وكل يوم والتاني في دماغي وتقولوا مش لايق عليكي.
ردت عليها وهي بتبص للفيديو وعلامات الانبهار لسه على وشها:
_ بس انا لما كنت بشوفه دايما يا اما تحت عربيه يا اما واقف وعلى وشه علامات الشحم وبيبقى شكله متبهدل خالص بس ما كنتش اعرف انه شيك قوي كده ووسيم قوي كده.
غلت من جواها وبقت مش على بعضها من كلام صاحبتها اللي قاعده قدامها واللي هي كانت السبب الرئيسي في انها تنفصل عنه من كتر كلامها،
وغلت اكتر بسبب انها عماله تتغزل فيه وهاجمتها:
_لا يا حبيبتي هو شكله كده من زمان وبيلبس كده من زمان بس وقت الشغل بس هو اللي بيكون متبهدل ولو سمحتي تقفلي الفيديو وتفكينا من الحوار ده دلوقتي علشان انا بدات اتخنق .
وقفلوا على الحوار وهي بتاكل في نفسها اكل وعدى اليوم ده،
وقعدت مع نفسها في اوضتها ولقت دموعها نازله على وشها وهي بتكلم نفسها:
_مالك متضايقه وبتعيطي ليه مش ده اللي انت هنتيه في كرامته بدل المره مية!
مش ده اللي كان بيجـ,ـيب لك لبن العصفور عشان ترضي عنه!
وفي الاخر انتي اللي طلبتي ولا بقيتي مرتاحـ,ـه ولا بقيتي عارفه تعيشي ،
وخلاص فاضل ايام بسيـ,ـطه في العـ,ـده وهتخـ,ـسريه للأبد وهو ما سألش فيك من ساعه الطلاق.
دخلت والدتها عليها لقيت دموعها نازله ومغرقة وشها ،
فقالت لها بنصح:
_مش عيب إن البني ادم يغلط ويعترف بغلطه
يا مريم روحي له واطلبي منه إنه يسامحك ولمي بيتك وبناتك في حضنك وسيبك من طبعك الجامد القاسي معاه علشان يا بنتي مش هتلاقي زيه تاني ،
وخلي بالك لو ايام العده انتهت وما رحتلهوش هتخسريه للابد وساعتها نظره عيونك اللي بتبقى عامله زي جمر النار لما بتشوفيه واقف مع واحده مش هتستحملي وهتتقلب لنار هتقيد في جسمك كله ومش هتخلي فيكي حتة سليمة .
فضلت تقول لها كلام خليتها ما بقتش على بعضها من كلامها لحد ما قالت لها بانتفاضة :
_ واحدة تانية إيه ياماما!
معقوله يزيد ممكن يحب ويتجوز واحدة تانيه غيري !
لاااا عمره مايعملها .
زادت والدتها من كلامها إللي بتقول لها وإللي بقي عامل زي البنزين اللي بيتحط علي النار بتولعها أكتر :
_ وليه لأ ياحبيبتي راجل ملو هدومه وقمر ويملي قلب وعين أحسنها برنسيسه ،
طيب أقول لك علي حاجه كمان،
صاحبتك إللي بتاكل معاكي عيش وملح بشـ,ـوفها بتجي له كل يوم بحجة عربيتها البايظة وبتبقي واقفة معاه وهو بشحمه وعينيها هتتقلع عليه ،
وتقريبا كدة والله أعلم بترسم عليه وهتخطفه منك اسأليني أنا دي كلها حركات انا حافظاها كويس جداً.
هبت من مكانها واقفه وهي بتشد حجابها وبتقول لمامتها باستنكار:
_ إيه الكلام الفارغ ده انا مبشفهاش هنا ومبتقوليش إنها بتيجي هنا خالص ليزيد .
رفعت مامتها حاجبها وجاوبتها بتأكيد وهي بتوريها شاشة الموبايل ومصوراها في مرة من المرات فيديو :
_ ماهي مش هتقولك ياحبيبتي انها عينيها من جوزك وأبو بناتك وإنها راسمة عليه وهتخطفه منك ،
دي بتختار الساعتين إللي إنتي بتناميهم مخصوص علشان تجي له وبصي علي الفيديو اللي صورته لها ده وشوفي لمعة عينيها وهي واقفه قدامه ياعنيا ،
أو أقول لك تعالي كدة معايا علي البلكونه وهتلاقيها ربع ساعه بالكتير وجياله دلوقتي.
وراحت البلكونة معاها وهي بتبص عليه وهو نايم تحت العربيه كالمعتاد وبالرغم من إن اختراعه نجح وبقي ماديا يقدر يقفل الورشة إلا إنه اعتزازه وحبه لصنعته زي ماهي منقصتش ومتكبرش عليها ،
بس المرة دي نظرتها اختلفت نظرة ندم على حب حقيقي ضيعته ،
نظرة قهر علي قلب جرحته ومكانش يستاهل منها كدة ،
وأثناء ما هي واقفه جت فعلاً صاحبتها ووقفت مدت ايديها وسلمت عليـ,ـه ،
فتحت عينيها علي وسعهم باندهاش وسمعت مامتـ,ـها بتقول لها :
_ مش دي إللي كانت بتتريق علي منظر إيـ,ـديـ,ـه وبتقولك ياي كلها شحم وشكله مقزز ،
كانت بتقولها وعلامات وشها التريقه علي صاحبتها ،
وكملت وهي بتشعلل الغيرة اللي هتحركها :
_ أهي هي إللي بتمد إيديها وبتسلم ومش عايزة تشيل ايديها من إيده كمان ،
خليكي بقي واقفه محلك سر لحد ماتروحي تباركي لهم وهي خاطفاه منك .
انفعلت من كلام مامتها وبدون ماترد عليها نزلت جري علي عنده وهي بتغلي من جواها غليان السنين ،
واول ما وصلت لعندهم بصت لصاحبتها نظرات كلها شر وسألتها باستفسار:
_بتعملي ايه هنا يا عزه مش من عوايدك تيجي تصلحي عربيتك كل يوم والتاني عند يزيد ؟
يزيد سابهم الاتنين يتكلموا مع بعض لما وصلوا رن التليفون ودخل يرد وكانت مامت مريم اللي قالت له اول ما فتح الخط :
_شوف انا سويتها لك على الاخر وجايباها لك جايبه اخرها مش عايزاها تمشي من عندك الا وهي مكلبشه فيك بايديها وسنانها .