منوعات

بقلم شيماء سعيد الجزء الثاني

الفصل التاسع عشر
#الفراشة_شيماء_سعيد
#سند_الكبير
+
بعد ثلاث أيام في وقت متأخر من الليل بعدما ذهب الجميع للنوم، قررت وعد بحركة طائشة النزول للمطبخ فهى لم تأكل بشكل جيد على العشاء، فتحت الثلاجة وبدأت بأخراج الطعام منها ومع أول معلقة سقطت من بين أصابعها برعب..
تقدم سند منها بغضب أعمى بصره عن خوفها ثم أردف وهو يجذبها من خصلاتها إليه :
_ نزلتي المطبخ في الوقت ده ليه كنتي عايزة تهربي تاني؟!..
الموت أفضل بكثير من وقفتها المرعبة بين حصونه المشتعلة بالنيران، أطلقت صرخة عالية تطلب منه السماح على شئ لم تفعله:
_ أرجوك بلاش ضرب..
سقطت فاقدة للوعي بعد جملتها لتفتح عينيها بفزع على نبرة صوته المتلهفة :
_ وعد حبيبتي مالك أفتحي عينك ده اكيد كابوس..
بالفعل كابوس مرعب بسببه فقدت جنينها ولا تعلم الي أين ستصل، رأته يقترب منها بحنان الا انها رفضته وبشدة ليأخذها بين احضانه بالقوة مردفا :
_ خدي نفسك واهدي ده كابوس مش أكتر أنتِ جوا حضني في أمان..
مع تكرار الحديث على مسامعها بدأت تهدأ رويدا رويدا حتى رفعت وجهها الجميل إليه أخيراً لا يعلم لما نظرة العتاب تلك؟!. مسح على خصلاتها عدة مرات هامسا :
_ أحسن دلوقتي؟!..
أومات إليه قبل أن تقول بتعب:
_ أنت صدقت إني سقطت البيبي بنفسي؟!.
أبتعد عنها وكأنه تذكر للتو فقدان جنينه الذي رحل دون ذنب، أعطى ظهره لها لا يحبذ المواجهة على الإطلاق قائلا بجمود :
_ أمال مات ازاي يا وعد؟!.. الدكتور نفسه قال إنه نزل بسبب العنف..
سقطت دموعها مع تذكرها لما فعلته وهي مغيبة ثم قالت بحسرة :
_ أنت اللي قتلت إبني، فضلت تضرب فيا لحد ما مات..
انتفض من على الفراش بذهول، ماذا قالت تلك الحمقاء فهو لم يرفع يده عليها ابدا، نظر لها ليجدها جادة بكل كلمة تتفوه بها ليقول :
_ أنتِ بتقولي ايه؟!.. هو أنا مديت أيدي عليكي قبل كدة؟!.. إبني نزل وأنتِ هربانة مني..
هذا صحيح؟!.. إذا من قتل صغيرها؟! هي بالفعل هي، صرخت به قائلة :
1
_ مش أنا بقولك ده إبني مستحيل اعمل فيه كدة، أنت سبب يا سند مش عايزاك في حياتي تاني..
حالتها أصبحت بالفعل خطيرة وربما حالته هو أكثر خطورة، أخذ نفس عميق قبل أن يجذبها لتقف أمامه ثم أردف بجدية :
_ أنا هطلقك يا وعد..
هذا ما كانت تبحث عنه لما إذا سقطت قلبها بتلك الطريقة؟!.. لماذا تألمت لتلك الدرجة التي لا تريدها، ردت بمعالم خالية :
STORY CONTINUES BELOW

_ ماشي طلقني..
_ بس أنا بحبك ومش هقدر أعمل كدة..
هو مجنون ويحاول بشتى الطرق أصابتها بنفس مرضه، وضعت كفها على عنقه ثم ضغطت بقوة مردفة بتقطع :
_ حاسس ان روحك بتروح منك وحاسس إنك مخنوق ومش قادر تاخد نفسك، هو ده بالظبط اللي بيعمله حبك فيا بتخنق ورحي بتطلع..
يعلم لانه يشعر بنفس الشعور، لم يستطيع الوقوف أمامها أكثر من ذلك حتى لا تنحدر هيبة سند الكبير، أبعدها عنه قائلا :
_ قبل ما أطلقك لأزم ارجعك زي ما اخدتك الأول..
ضحكت بسخرية قائلة :
_ كان على عيني يا كبير بس هتعمل ده إزاي؟!.. أنت ليك في العمليات الشمال والا ايه؟!..
فتح فمه بصدمة من معنى حديثها الا إن روحه الوقحة تغلبت عليه ليقهقه مردفا بغمزة جعلته أكثر وسامة :
_ لأ للأسف مش اللي في دماغك، ده أنا هسيبه ذكرى مني ليكي، اللي اقصده حاجة تانية..
رفعت حاجبها الأيمن بنفس السخرية قائلة :
_ آمال تقصد ايه؟!…
_ هنروح لدكتور نفسي إحنا الاتنين، العلاقة دي أخدت مني سنين واخدت منك أنتِ كمان يبقى الأفضل نتعالج بدل ما حد فينا يأذي التاني..
1
_____ شيماء سعيد _____
عند شادي..
وقف بإحدى الأراضي الزراعية مع شاب يبدو عليه الطمع، أخذ نفس عميق قبل أن يقول للشاب :
_ جبت الفون اللي طلبته منك؟!..
أوما الآخر قائلا :
_ مع إني مش فاهم ليه طلبت مني اجيب أنا الموبايل من المحل مع إن جنابك كان ممكن تروح لوحدك، بس وماله يا باشا أنت حر الموبايل أهو زي ما طلبته بالظبط..
أخذ منه شادي الهاتف بضجر قائلا :
_ خلاص هو انت ناوي تحكي ليا قصة حياتك، خد حسابك أهو واخفي من وشي..
أخذ الأموال بطمع وفر من المكان أما شادي أخذ نفس عميق يحاول به اخماد ضميره الذي يحثه ان لا يفعل الا انه أردف :
_ مش هيبقى في أذى يومين تلاتة والبلد كلها هتنسي وهرجع أنا وخالي نعيش في القاهرة..
جلست تحت شجرة الليمون وبدأ في إيصال الهاتف بشبكة الانتر نت، ثواني معدودة وكان أصبح لديه حساب مزيف على منصة الفيسبوك وطلب العضوية بالجروب الخاص بكفر الكبير هامسا :
_ حلو اوي كدة الجروب ده فيه كل أهل البلد كبير وصغير والكل هيشوف البوست بما فيهم الكبير..
دقيقتين وأصبح عضو بالجروب فتح القسم الخاص بالصور وقام بتنزل صور فايز وهو يقبل حبيبة وكتب فوقها ” فين كبير البلد والقرف ده بيحصل جوا بيته”
1
تستمر القصة أدناه

نشرها ومن بعدها تم رفضها سريعا ليبتسم مردفا :
_ لأ الأدمن راجل ياض يا فخر، روح بقى قول للكبير بتاعك.. مع إني كان نفسي البوست يقع تحت أيدي حد تاني عشان تبقى بجلاجل بس يلا مش مهم كدة كدة وصلت للكبير وده المهم..
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل الكبير أخذت وعد في سقى الزرع بتعب أعصاب، انتبهت لصوت حمد خلفها فقالت بهدوء :
_ خير يا أستاذ حمد في حاجة؟!..
رفع حاجبه مستنكر حديثها ثم قال :
_ والله بقيت أستاذ فجأة كدة في إيه يا وعد؟!.. ده أنا محمد صاحبك بعيدا عن تغيير الأسم..
تنهدت قبل أن تقول بنفس الهـ,ـدوء :
_ هو أنت كنت فاقد الذاكرة فعلاً والا كنـ,ـت بتضحك عليا طول فترة وجودك في حياتي؟!..
رد عليها سريعاً :
_ إيه الكلام الفارغ ده يا وعد، أنتِ شاكة انـ,ـي ممـ,ـكن أكون كذبت عليكي طول الفترة اللي فاتت دي؟!..
_ مش عارفة وبصراحة أنا بقيت عايشة بالبركة كدة مش عايزة أعرف اي حاجة، بس الغريب بقى أنت دخلت هنا ازاي بعد ما سند طردك؟!.
أشار لها على الباب الخلفي للحديقة ثم رد بمنتهى البـ,ـساطة :
_ دخلت من الباب ده ازاي بقى دي شغلتي..
ابتسمت إليه بسخرية :
_ مش قولتلك أنا طول عمري هبلة، عموماً أنت عايز منـ,ـي إيه بالظبـ,ـط أكيد جاي هنا عشان تقابل همت..
حرك رأسه نافيا :
_ لأ مش جاي لهمت.
_ أمال جاي لمين.؟.
_ جاي ليكي أنتِ محتاج مساعدة أختي ليا..
ضحكت ساخرة :
_ وأنا أقدر أساعدك في إيه يا حضرت الظابط، عايزني أساعدك تقبض على جوزي وتبقى الظابط الشجاع اللي قبض على الشرير بمساعدة مراته؟!..
نفذ صبره منها، يبدو أن سند صك عليها طبعه لتبقى جزء لا يتجزأ منه، مسح على خصلاته بضجر ثم قال :
_ هو سند حفظك الكلام وأنتِ بتردي وخلاص؟!..
_ آمال أنت عايز ايه بالظبط..
_ عايز أهرب أنا وهمت من هنا وده مش هيكون الا بمساعدة منك..
اتسعت عينيها بصدمة مرددة :
_ أنت مجنون والا ايه حكاية مستحيل طبعا ده غير اني هقول لسند، لو عايزة ادخل من الباب الحرامي بس اللي بيدخل من الشباك..
______ شيماء سعيد _____
بعد عناء يوم عمل طويل، وصل سـ,ـند أخيراً لباب جنـ,ـاح نادت علـ,ـه شقيقته ليأخذ نفس عميق مردفا :
تستمر القصة أدناه

_ خير يا همت..
عضت على شفتيها بتوتر قبل أن تردف :
_ أنت قولت ان ليا كلام كتير مع بعض، بس واضـ,ـح اني توهت مـ,ـنك فيـ,ـ زحمة الدنيا..
تنهد وجذبها معه لغرفة نومها المجاورة لجناحه، أغلـ,ـق البـ,ـاب خلفهما وجـ,ـلس بها على أقرب مقعد المقابل للحديقة قائلا :
_ لو الدنيا كلها تاهت مني أنتِ هتفضلي في مكـ,ـان محدش يقدر يقرب منـ,ـه..
خفضت رأسها أرضا وقالت بطريقة مباشرة :
_ أبيه هو أنت السبب في اللي حصل لحمد يوم الفـ,ـرح؟!…
صمت لعدة ثواني قبل أن يقهقه بنبرة بساخرة، تعجبـ,ـت من تلك الإجابة الغـ,ـير مفهومة بالنسبة لها وقبل ان تسأله سألها هو :
_ مهما كانت اجابتي هتصدقيني والا هتصدقي اللي قالك الموضوع..
وضعت كفها بين كفه بلهفة مرددة :
_ لو الدنيا كلها في كفة وأنت في كفة هتبقى أنت الكسبان يا سندي وضـ,ـهري من يوم ما فتـ,ـحت عيـ,ـني على الدنيا..
هذا ما كان يريد سماعه أقترب منها أكثر مقبلا أعلى رأسها بعمق ثم استقام بوقفته قائلا وهو ينوي الخروج من الغرفة :
_ مش أنا يا همت، رغم إني كنت عارف هو قد إيه زبالة بس حبك له كان كفاية يخليني اسيـ,ـبه عايش..
خرج لتقول وهي تراه يغلق الباب :
_ أنا بحبك جدا يا ابيه..
أبتسم لها ورد :
_ وأنا بحبك يا قلب ابيـ,ـه..
1
_____ شيماء سعيد _____
دلف للجناح ليجد وعد تنام على الاريـ,ـكة، رفع حاجبه بتعجب وأقترب منها بخطوات هادئة، بداخله رغبة ملحة لرؤيتها بملامح ساكنة، خارج دائرة الوجـ,ـع المستـ,ـفزة المتواجـ,ـدة بداخلـ,ـهما، جلس بجـ,ـوارها، لمـ,ـس خصلاتها، ثم مرر أربع أصابعه بنعومة على تفاصيل وجهها الناعمة البارزة أمامه بطريـ,ـقة أكـ,ـثر من مغرية..
تنهد بتعب متحديثا :
_ عايز أحط عيل تاني جواكي يا وعد، حتى لو مش هنكمل يبقى على الأقل عندي حجة أشوفك بيهـ,ـا كل شوية..
ساعة كاملة مرت وهو فقط يشاهد طريقة نومها بلا ملل، اشتاق لسماع صوتها مقررا استيقاظها والحـ,ـديث معها بأي موضوع حتى لو سخيفة سيسمعها فقط..
قرص خدها مردفا :
_ أنتِ يا ست هانم أصحى..
فتحت عيناها ،بالحقيقة لم يأتي النوم إليها من الأساس إلا انها هي الأخرى كانت مستمتعة بهذا الـ,ـدفي الحنون، اعتدلت مردفة بنوم مزيف :
_ سند أنت هنا من أمتي؟!…
حاول رسم الوقار على معالم وجهه وهو يقول :
_ مش كتير لسة داخل، نايمة هنا ليه السرير في تعـ,ـابيـ,ـن؟!..
حركت رأسها مجيبة بسخرية :
_ لأ فيه عقرب واحد بس والنوم جانبه مش مرياح..
لا تعلم لما هو وقح لتلك الدرجة معها اليوم؟!.. اجابها بكل بسـ,ـاطة :
_ بذمتك النوم جانبي مش مريح طيب ده مفيش راحة ولا واجب أكـ,ـتر من اللي بعمله معاكي..
صدمت بالفعل صدمت قامت من على الاريكة مردفة بعصبية :
_ لو سمحت في حدود بنا يا ريت تحترمها..
1
شهقت فجأة عندما حملها على كتفه بطريقة همجية ثم ألقى بها على الفراش مردفا :
_ عندك حل من الاتنين الأول تحترمي نفسك وتنامي في حضن جوزك بكل أدب، أو تنامي على الكنبة ونام أنا جنبك فيها بمنتهى قلة الأدب..
نظرته كانت جادة لذلك أغلقت عينيها قائلة :
_ السرير واسع تصبح على خير..
ألقى بنفسه بجوارها واستيقظ بصباح يوم جديد على إتصال من جدته التي قالت برعب :
_ همت هربت مع حمد يا سند..
1
_____ شيماء سعيد ______

الفصل العشرين.
#الفراشة_شيماء_سعيد
#سند_الكبير
دلف لغرفة مكتبه وخلفه فخر وعمه فايز، أقتـ,ـرب سريعاً من اللوحة التي يُعرض عليها كاميرات البيت، عيناه بمفردها مرعبه حاول فايز التخفيف عنه قائلا :
+
_ أهدى شوية يا سند أكيد هتوصل لها..
أوما بعينه الحمراء وهي مثبته على بث الكاميرا ثـ,ـم قال :
_ مش بنت الكبير اللي تهرب يا عمي همت ما تعملهـ,ـاش وانا هعرف دلوقتي من اللي عملها..
أشار لفخر مردفا :
_ مش عايز مخلوق يعرف اي حاجه وأمر رجالتنا ان ما فيـ,ـش نمله تخرج من كفر الكبير الا لما تعدي عليا الأول..
حرك فخر رأسه بتوتر مردفا قبل أن يتوجه للخارج :
_ أمرك يا كبير..
تحدث سند بنبرة مخيفة :
_ عايزك تاخد بالك ان دي تاني مره حد يطلع بره بـ,ـتي وانت ورجالتك واقفين ما لكمش لازمه.. وقت الحساب قرب..
جلس فايز على أقرب مقعد بتعب أعصاب فهو يعلم أن سنـ,ـد الآن خـ,ـارج عن السيـ,ـطره واي تصـ,ـرف سيصدر منه غير محسوب، انتفض فجأه عندما ضرب الآخر على ظهر المكتب ليقوم مقتربا منه، اتسعت عيـ,ـناه مردفا :
_ ده شيلها كدة ليه؟!..
صاح سند بنفاذ صبر :
_ لأنه خطفها وده مش بمزاجها يا عمي، همت تربية أيدي متعملش كدة..
وضع فايز يده على كتف سند قائلا :
_ هو مستحيل يخرج بيها من الكفر والليلة قبل طلوع النهار هتبقى في بيتها..
أوما إليه سند بشرود وهو يدقق بطريقة خروج حمد ثم قال :
_ مع إنه شايلها بس هي مش بتقاوم، تبقى نايمة، والبوابة مفيش عليها حرس في الوقت ده، في حد مدخله لحد أوضة نوم أختي ونفس الحد ده اللي ساعده إنها تنام ومتبقاش حاسة باللي بيحصل..
رفع فايز حاجبه بتعجب :
_ ومين اللي هيعمل كدة أنت رجالتك بتعمل لك ألف حساب..
حرك سند رأسه ساخرا ثم قال قبل أن يخرج من الغرفة :
_ هنعرف يا عمي بلاش استعجال بس خليك هنا عشان يبـ,ـقى البـ,ـيت أمـ,ـان على الحـ,ـريم اللـ,ـي فيه..
ظل فايز ثابتا محله عدة لحظات يحاول استيعاب هذا البرود المسيطر على الكبير ثم همس فجأة :
_ معقول تبقى البنت مرات سند دي ليها يد خصوصاً إنها اللي جات بيه لحد هنا؟!..
______ شيماء سعيد ______
بشقة صغيرة على طرف كفر الكبير، كان يجلس حمد على الفراش وتزين وجهه تلك الإبتسامـ,ـة المنتصرة، ها هي ورقته الرابحة بين يديه، أخذ نفس عميق براحة شديدة فاز على إبن الكبير أخـ,ـيراً..
تستمر القصة أدناه

يحبها نعم يحبها وإذا قال غير ذلك فهو كاذب، من الأحمق الذي يرى ابنة الكبير ولا يقع بغرامها، ولكنه يكره هذا الحب، بدأت تعود لوعيها رويدا رويدا، رسم ابتسامة حنونة على وجهه هامسا :
_ يا صباح الخير على كل حاجة حلوة، بقى معقولة القمر دي يا ناس كلها ساعات وهتبقى مراتي وعلى اسمي..
ظلت صامته خمس ثواني تحاول استيعاب ما يحدث حولها، كيف أتت لهنا فهي بعدما أنتهت حديثها مع شقيقها نامت على فراشها إذا ماذا تفعل مع حمد؟!..
بلعت لعوبها بتوتر مردفة :
_ هو أنا بعمل إيه هنا بالظبط؟!..
مسح على خدها الناعم قائلا :
_ أنتِ هنا معايا يا روح مش عايزك تخافي..
عادتها سؤالها بنبرة أقوى من زي قبل بمراحل :
_ بعمل إيه هنا يا حمد رد وجيت إزاي؟!..
ابتسم بسعادةوقال :
_ هنتجوز يا حياتي مفيش حد هيقدر يقف قصاد حبنا حتى لو سند الكبير نفسه، أما جيتي إزاي فوعد كان ليها دور كبير عشان تجتمع العشاق مع بعض، مش عارف اشكرها ازاي على أنك بقيتي معايا..
ربما هو أحمق ولا يعلم الوجة الآخر لتربية سند الكبير، قامت من فوق الفراش وقالت بنبرة باردة وهي تتحرك بالغرفة أمامه بكل أريحية :
_ اممم مش مصدقة بجد يا حياتي أخيرا الخير انتصر على حقد سند..
اتسعت عيناه مرددا :
_ أنتِ تقصدي إيه يا همت، مهما حصل سند أخوكي يا حياتي..
ابتسمت إليه مردفة :
_ أنت طيب أوي يا حمد كل ما أشوفك أعرف قد إيه عرفـ,ـت إختار، بس في مشكلة صغيرة خالص يا حياتي مش هنعرف نتجوز بسببها..
سحبها لتبقى بالقرب منها قائلا بلهفة :
_ مشكلة ايه تاني بكرا بالليل بالكتير هنطلع من كفر الكبير ووقتـ,ـها هنتجوز في أسرع وقت..
أقتربت منه أكثر هامسة :
_ لآزم يكون ليا وكيل..
_ متخافيش الموضوع ده هتصرف فيه..
أومات إليه بابتسامة حاولت أن تجعلها سعيدة ثم قـ,ـالت :
_ طيب أنا جعانة جدا..
_ تعالي اكلك يا حياتي..
______ شيماء سعيد ____
بغرفة حبيبة كانت تجلس مع وعد الباكية بتوتر فقالت حبيـ,ـبة :
_ في إيه يا وعد أكيد سند هيجيبها أنا متأكدة، رغم إني هـ,ـنا من فتـ,ـرة قليلة بس عرفت انه قدها وقدود..
أين وعد فهي تائهة بالملكوت، أخر ما تتذكره طلب حمد المساعدة منها حتى يستطيع أخذ همت، حركت رأسها بتعب أعصاب ثم قالت :
تستمر القصة أدناه

_ أنا عايزة أسافر القاهرة يا حبيبة، محتاجة أرجع لحياتي من جديد المـ,ـكان هنا مش مكاني..
1
تعجبت حبيبة من ردها ثم قالت :
_ أنتِ بتقولي ايه ناوية تسيبي جوزك في ظروف زي دي؟!…
رفعت عينيها الحمراء ثم هتفت برجاء :
_ الحب وحش أوي يا حبيبة وحش أوي، سند قوي لكن أنا طلعت ضعيفة ومش عارفة حتـ,ـى أقف قصاده..
فهمتها حبيبة أخيراً، ربما لم تعلم ما قصتها بالتفاصـ,ـيل ولكن ما سمعته من الخدم كافي جـ,ـدا، وضعت يدها على كتف الأخرى مردفة بحسم :
_ الهروب مش حل، لما دخلتي حياته كنتي عارفة انه مش طبيـ,ـعي مفيـ,ـش شخـ,ـص طبيعي يتجوز العدد ده، حبيتيه وقررتي تغيريه والكل كان بيتكلم عن الدكتورة وعد، دلوقتي بقيتي على الهامش حتى من غير ما يرفع ايده عليكي، ضعفك مش هو السبب فيه سببه اوهام عقلك اخترعها عشان يهرب من الحقيقة…
كل كلمة خرجت من حبيبة قدرت على اختراق وعد من الداخل، بالفعل ماذا فعل سند معها لتصل لتلك الحالة، فقط طلب منها غسل قدمه هل هذا سبب كافي لتصاب بالجنون؟!.. لا والف لا أخذت نفس عميق ثم أردفت :
_ همت ترجع وبعدها أنا هعرفه مين هي الدكتورة وعد..
صدع صوت دقات سريعة على الباب لتقول حبيبة بقلق :
_ مين بيخبط بالشكل ده؟!.. اتفضل..
دلفت الخادمة وبيدها هاتفها المحمول مردفة برعب :
_ مدام حبيبة حد بعت الصور دي على موبايلات كل الخـ,ـدم..
أخذت منها الهاتف مردفة بدهشة :
_ صور إيه.. لالالالا..
قطعت حديثها صارخة بمجرد رؤيتها لنفسها وهي بين أحضـ,ـان فايز يقبل بها.. ثانية والأخرى وكانت تركض للخارج بكل قوتها..
بغرفة المكتب كان فايز يشاهد كل تسجيلات الكاميرا حتى أتـ,ـت اللقـ,ـطة الحاـ,ـسمة لوعد وهي تتحدث مع حمد بالحديقة الخلفية، صك على أسنانه مردفا بغيظ:
_ كنت متأكد ان البنت دي ليها يد..
وضع أصابعه بين خصلاته يحاول التفكير في كيفية أخبار سند عن شيء مثل هـ,ـذا، أغلـ,ـقت حبيبة الباب خلفها بقوة صارخة :
_ أنت إنسان وقح وزباله..
لن يتقبل الإهانة من أحد حتى لو كانت هي، تغيرت معالم وجهه للون الأزرق وكادت أسنـ,ـانه أن تتهشم من الضغط عليها، قام من على المقعد ثم أردف ببرود :
_ أنتِ ست قليلة الأدب وتربيتك هتكون مهمة خاصة بيا..
لم تهتم بكل هذا، سقطت دموعها وهي تكمل حديثها بجسد متشنج :
_ محدش محتاج تربية غيرك تقدر تقولي ايه ده؟!..
أخذ منها الهاتف وظل صامتا لعدة لحظات قبل أن يردف بوقاحة :
تستمر القصة أدناه

_ ده إثبات إني جامد، شايـ,ـفة نفسك كنتي في عالم تانـ,ـي زي، حافظي على الخـ,ـبير اللـ,ـي في ايدك يا بنت الناس محـ,ـدش لقى رجالة الفترة دي..
3
أهذا هو رده على تلك الفضيحة؟!.. حركت رأسها بانهيار مرددة :
_ أنا انفضحت وأنت فخور بنفسك، طبعاً ما أنا عادي الناس تتكلم عليا أبقى إيه عشان فايز باشا الكبير يفكر في سمعتي..
_ تبقى مراتي..
_ هااا..
أقترب منها بخطوات مدروسـ,ـة حتى أصبـ,ـحت بين أحضانه ليهمس بحنان :
_ هتبقى مراتي في أسـ,ـرع وقت، مش عارف أشكر اللـ,ـي عمـ,ـل كـ,ـدة ازاي لأنه قربـ,ـك منـ,ـي، أطلعي ارتاحي يا حبيبة وكل حاجة هتبقى زي ما أنتِ عايزة بس بلاش كلام النهاردة لحد ما هـ,ـمت تبـ,ـقى في بيتها..
____ شيماء سعيد _____
بجناح الكبير..
دلفت وعد بخطوات متـ,ـوترة بعدما أخبرتها الخادمة إن سند ينتظرها بالجناح، أغلقت الباب خلفها متعجبة من عتمتة المكان، أخذت نفس عميق ثم همست :
_ سند أنت هنا؟!..
_ اممم..
صدرت منه همهمة بسيطة لتعلم إنه على الفراش، تحركت بخـ,ـطوات سـ,ـريعة وجلـ,ـست بجواره مردفة :
_ أنت قاعدة في الضلمة كدة ليه، وبتعمل ايه هنا؟!..
أبتسم بزاوية فمه قائلا بنبرة صوت غريبة عليها :
_ مش عايزة أكون موجود؟!..
حركت رأسها سريعاً بنفي ثم قالت :
_ لأ طبعاً ده بيتك، أنا بس أقـ,ـصد عشـ,ـان خـ,ـاطـ,ـر همت….
سحبها لتبقى بين أحضانه، شعر بإرتجـ,ـاف جسـ,ـدها تحت يده ليدفن وجهه بأعماق عنقها الناعم مردفا بتعب :
_ كنت محتاج الحضن ده أوي قبل ما أمشي..
هي الأخرى تحتاج لهذا العناق، لذلك قررت الأستمتاع بهذا الدافي والأمان الذي يشعرها بأنها على قيد الحياة، ضغط على جسدها أكثر لو بيده لجعلها تسكن بين ضلوعه لعله يطمئن ولو لقليل..
وصل إليه دقات قلبها العالية ليقول بنبرة رجولية حنونة :
_ أرجعي بنفس قوة أول مرة شوفتك فيها، مش عايزك تبقى ضعيفة لمجرد إني مرتاح عايزك تبقى أنتِ اللي مرتاحة..
ابتعدت عنه رغما عنها وعنه، عينيها تقول الكثير ولسانها يرفض فتح أي موضوع خصوصاً بتلك الظروف الا أن التشجيع الذي ينظر لها به جعلها تردف :
_ أنا مش هكمل معاك الا لما أحس بالأمان يا سند..
تنهد قائلا :
_ وهتحسي بالأمان إزاي يا وعد؟!.. مطلوب مني أوصلك ده إزاي؟!..
قامت من على الفراش مردفة بخبث :
_ لما ترجع همت هقولك يا كبير المفروض تعمل إيه..
قهقه بعدما فهم انها بالفعل عادت وستلعب معه وربما تكسبه، قام هو الآخر وقال وهو يعدل ملابسه :
_ ماشي يا مرات الكبير، العبي براحتك وأنا هكون مرحب جدا وعندي حماس لفوزك..
1
____ شيماء سعيد ____
نزل سند الدرج وهو مستعد لتلك المـ,ـعركة الذي سيأخذ بها روح حمد، وقف بآخر درجة على صوت فايز القائل :
_ عرفت مكان حمد؟!..
اوما بابتسامة باردة تعلن بداية الحرب مردفا :
_ ساعة وهمت هتكون في بيتها يا عمي..
أخذ فايز نفس عميق ثم قال :
_ في حاجة لأزم تشوفها قبل ما تقابل حمـ,ـد يا سند..
رفع سند حاجبه بدهشة وقال :
_ حاجة ايه دي؟!..
أقترب منه بخطوات مترددة ثم فتح له الهاتـ,ـف علـ,ـى الفـ,ـيديو الخـ,ـاص بوعـ,ـد نظر إليـ,ـه سنـ,ـد بهدوء مريب :
_ معنى الفيديو ده إيه يا عمي؟!.
_ من غير ظلم يا سند بس تفتكر كانت بتعمل معاه إيه الضهر وهمت تختفي بالليل، ومين عنده الجراءة ينيم همت بكل سهولة الا لو حد قريب منها وهي واثقة فيه؟!.. المعنى واضح..
_____ شيماء سعيد ______

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل