منوعات

العذراء الحامل

وصل ليل لشركته ودخل إلى مكتبه

وتفقد أوراق الصفقة ثم أمسك هاتف المكتب وطلب السكرتيرة

السكرتيرة:نعم افندم

ليل ببرود:جيبيلي كل الايميلات اللى اتبعتتلى وشوفيلى لو فى اى أوراق او فاكس .

السكرتيرة :تمام يافندم

وبعد قليل عادة ومعها كل ما طلبه وانصرفت

تفقد ليل الايميلات الخاصة به وكان من ضمنها تهديد بعائشة إن لم ينسحب من الصفقة

ليل ببرود وابتسامة قاسية:
هنشوف…هنشوف يا ياسر يا صياد مين اللى هينسحب…لازم اعرفك كويس مين هو ليل الرواى وأنى مبتهددش.

ولكن ثوانى ولا نت ملامحه وظهرت إبتسامة على وجهه عندما تذكر عائشة لذلك جمع أغراضه وتوجه لها

*************
دخل ليل إلى الفيلا ولم يجد أحدا ثم صعد إلى غرفته وجدها تصلى فاتجه إلى غرفة تبديل الملابس الملابس وارتدى ثياب مريحة خرج وجدها أنهت صلاتها

ليل بإبتسامة :تقبل الله

عائشة بإبتسامة مماثلة:منا ومنكم إن شاء الله

ليل بحنان: اتغديتى ؟

عائشة بهدوء:لاء استنيتك ناكل سوا

ليل بإبتسامة :طب يلا تعالى عشان نأكل

أمسك يدها واتجهوا إلى الأسفل
**************
انتهوا من طعامهم وخرجوا إلى الحديقة

عائشة بإبتسامة :الله الحديقة هنا حلوة اوى ….ينفع اسقى الزرع

ليل بهدوء :اه ينفع

اتجهت عائشة إلى مكان خرطوم الحديقة وقامت بفتح الصنبور دون ان تمسك الخرطوم فانطلقت المياه بشدة واغرقت ليل الذى حاول امساكه بعد ان ابتلت عائشة ضحكاتها ايضا وبعد ان تمكن من امساكه اغلق الصنبور

ليل بمرح:أعتقد كده انتى ساقيتينا احنا بدل الزرع

اتجهت عائشة وجلست على الأرض وهى تضحك واتجه لها ليل الذى تسطح أرضا وجذبها لتنام بجواره واخذها بحضنه

ظلوا على وضعهم هكذا حتى سألته عائشة بحذر:ليل هى ملك عرفت إن احنا اتجوزنا

ليل ببرود وقد اختفت ابتسامته :ملك ماتت

شهقة عائشة وحاولت الخروج من حضنه ولكن لم يتركها

عائشة بحزن:ربنا يرحمها ….احم هو انتوا كنتوا متجوزين من امتى

ليل ببرود :3سنين ….وياريت منتكلمش فى الموضوع ده بعد كده

صمتت عائشة وقد تجمعت الدموع فى عينيها من قسوته فجأة.
عندما لاحظ ليل قسوتها قبل رأسها
ليل بحنان :اسف يا عيوش بس انا مبحبش اتكلم فى الموضوع ده.
هزت رأسها بتفهم مضى بعد الوقت حتى سمعت تنهيدته
ليل بشرود:تعرفى انا السبب اللى خلانى اتجوز ملك هو شعورى بالوحدة انا محبتهاش الموضوع كان عامل زى صفقة هى متعلمة ومن عيلة وجهة ليا وخلاص كنت مفكر لما اتجوزها مش هحس بالوحدة تانى..بس للاسف هى كان كل اللى فارق معاها النوادى والحفلات وبس مكنش عندها وقت ليا خالص مكنش مهتمية بيا أساسا. انا من ساعة ما اهلى ماتوا وانا حاسس بوحدة فظيعة وضياع …تصورى ابقى طفل عنده15سنة كان بياكل مع أبوه وأمه وهما بيضحكوا وبيحتفلوا بأخته الصغيرة… لما عرفنا إن ماما حامل كانت لسة فى الخامس وكانت راجعة هى وبابا من عند الدكتورة بعد ما عرفه إن هى حامل فى بنت كنا مبسوطين وبنختار ليها اسم .تابع بدموع متحجرة فى عينيها:قلتلهم هنسميها روان وهما وافقوا على الاسم وطلعنا ننام بعدها صحيت على ريحة دخان خنقانى لاقيت الأوضة كلها دخان والباب مولع كنت بعيط وبنادى على ماما لحد ما سمعت صراختها وهى بتتألم من النار …تصورى طفل صغير عمال يسمع صريخ أبوه وأمه من الألم وهو مخنوق…..كانت آخر حاجة سمعتها قبل ما الدخان يخنقنى ويغمى عليا أمى وهى لتصرخ وبتقول بنتى ..بعدها صحيت فى المستشفى لاقيت ابوكى موجود ولما سألتوا عنهم قالى ماتوا تصورى طفل هو اللى بيدفن ابوه وامه واخته اللى ملحقش يشوفها لسة …صحيح انتوا كنتوا معايا بس كل يوم كنت برجع بيتنا والاقيه فاضى مفهوش حد بقيت اصحى من النوم لوحدى على كوابيس وانا بسمع صريخ امى فى ودانى …بعديها انتوا سافرته وانا كان عندى 18 سنة وشركات والدى كانت محتاجة اللى يديرها وطبعا اسهمها كانت نزلت بعد وفاة بابا كان مسكها ساعتها صديقه والمساعد بتاعه بس مات بعد ما سفرتوا ساعتها دخلت كلية إدارة اعمال كان يومى كله ما بين الشركة والكلية …ده كله حولنى لشخص بارد معندوش مشاعر.

صمت عندما رأها ترفع رأسها ورأى دموعها

عائشة بدموع:عيط يا ليل اصرخ وخرج اللى جواك .

وكأنه كان ينتظر اشارتها حيث نزلة دموعه بشدة فأحتضنته وهو شد على حضنها
ليل بدموع:كان نفسي أشوف أختى …ونكبر سوا وأبقى سند ليها…….ماتوا وانا ملحقتش اودعهم …..كنت بسمع صريخهم ومش قادر اعمل حاجة .. .لما صحيت فى المستشفى كنت مستنى أحس إن كل ده كان حلم وانى نصحى الاقى أمى وأبويا عايشين …بس ده كله اتبخر لما عرفت إن هما ماتوا وانى بقيت لوحدى ساعتها الدنيا اسودة فى عنيا …كان نفسي اشوفهم لآخر مرة بس موافقوش يدخلونى ليهم عشان النار كانت شوهتهم تماما والدكتور رفض دخولى ليهم…

ظل يبكى فى أحضانها حتى مسح دموعه ونظر لها
ليل بجمود:يلا ندخل عشان متتعبيش
توجهوا للداخل
********************
وصل ادم إلى البيت دخل وجده تشاهد التلفاز نظرة له عند دخوله بينما هو نظر لها ببرود واشاح بنظره بعيدا ودخل غرفته
بينما هى قلقت من نظراته فأدم دائما كانت اعينه تشع حبا وحنانا لها ولكنها الآن باردة وخالية من المشاعر .
***************
فى اليوم التالى مر النهار عليهم جميعا بهدوء بدون أحداث وسط تجاهل ادم لمريم حتى جاء الليل

آدم ببرود وهو يرتدى ملابس العمليات:انا عندى مهمة النهارده هاجى على الفجر ابقى خدى بالك من نفسك .ثم تركها وغادر بينما كانت هى تشعر بالقلق الشديد عليه كانت خائفة من أن يصيبه مكروه
*************
انتهت عمليتهم المزيفة واتجهوا إلى المقر

اللواء:كده كل حاجة ماشية زى ما خططنا
بالظبط

ليث بجدية :وان شاء الله العملية الحقيقية بعد ثلاث ايام

انتهى الاجتماع وخرج الجميع
توجه ادم إلى منزله فجرا وجد مريم تنام على الكنبة
اتجه إليها وايقظها
مريم حركت شفتيها بلهفة:ادم انت رجعت …انت كويس صح

آدم ببرود بينما داخله يرقص فرحا لخوفها عليه :اه كويس ده على اساس إن انتى بتخافى عليا مثلا

صمتت مريم ولم تستطع الرد بينما هو نظر لها بإبتسامة ساحرة فلم تتحمل فانفجرت به:انت بتعمل كده ليه …بقيت بتعاملنى ببرود وتتجاهلنى وكأنى مش فارقة معاك

آدم ببرود :عايزانى اعمل ايه مثلا افضل اترجاكى تسامحينى واحاول اعوضك زى الاول بس خلاص انتى قولتيها انتى عمرك مهاتسمحينى فانا مش ههين كرامتى

مريم بحذر حركت شفتيها :يعنى ايه

آدم ببرود :يعنى احنا كلها 3شهور ونطلق .وتركها واتجه إلى غرفته .
بينما هى نزلت دموعها سيتخلى عنها كما فعل والدها هى تعرف انه فقد الأمل فى أن تصالحه ولكنها لا تستطيع… لا تستطيع أن تمحى ما حدس من داخلها تسامحه… ولا تستطيع ان تتركه فقلبها الأحمق قد دق له رغم ما فعله بها بسبب حنانه الذى يغرقها به حبه الذى يشع من عينيه …عينيه التى دائما ما تغرق بهم ولكن ما تتجسد أمامها ذكري اليوم المشئوم فيجعلها لا تستطيع مسامحته
****************
بعد ثلاث ايام
فى العملية
اقتحمت القوات مقر الجماعة الإرهابية وانطلقت أصوات الرصاص فى كل مكان كانت القوات هى المسيطرة على الوضع وسقط العديد من الإرهابيين وشارفت المهمة على الانتهاء ولكن كان هناك قناص منتظر للحظة المناسبة وعندما أتت انطلقت رصاصته بإتجاه ادم وهى تعرف وجهتها جيدا…………….

(العذراء الحامل)

البارت الرابع عشر قبل الاخير

كان ادم يتبادل النيران مع أفراد الجماعة ولكنه لم يكن يعلم أن هناك من يتربص له حيث كان هناك قناص يوجه سلاحه بتجاهه وقد رأها ليث

ليث بصراخ:آدم حاااسب

وعلى أثر صراخه التفتت له آدم فجائت الرصاصة فى كتفه وقد أطلق ليث الرصاص على القناص أسقط جثته هامدة
وسرعان ما اتجه لآدم

ليث بقلق:آدم…آدم انت كويس

آدم بمرح والم:اه يا بنى كويس …وبعدين دى رصاصة فى الكتف يعنى مش حوار

كاد ليث ان يرد عليه ولكن قاطعه أحد الجنود
وهو يخبره بإنتهاء المهمة

ليث بحنق:قوم يلا ياخويا ناديك المستشفى.

لم يرد عليه ادم فقد كان يفكر فى أمر ما وقد التمعت رماديتيه بمكر وظهرت ابتسامة خبيثة على وجهه قبل ان

آدم بصياح:عمر …عمر

عمر بقلق:فيه يا ادم

آدم بمكر:عمورى عايز منك خدمة

عمر بقلق :خير مع انى مش مطمن لابتسامتك دى

آدم ببرائة ذئب:ايه يا عمر دنا طيوب خالص
ليث ساخرا :على يدى

آدم بخبث:فكك من ليث وركز معايا….. انت هتاخد تليفونى دلوقتى وتتصل بمريم مراتى وتقولها بقى انى اضرب عليا نار… وفى العمليات وبين الحيا والموت وشوية حجات كدة عشان تحبك الليلة .

نظر له آدم بإبتسامة ساخرة
واردف وهو ينظر له شزرا:استغلالى حقير .

آدم بلا مبالاة:ها ياعمر موافق

عمر بتأكيد:اه يا باشا انا معاك

ليث ببرود شديد :وياترى بقى المفكر العظيم هيتصل بمراته وهى مبتتكلمش ازاى

آدم بغيرة:هو اصلا مش هيتكلم معاه …هى اول ما تفتح المكالمة هيقولها انى اتصبت وفى العمليات وهيقولها على اسم المستشفى ويقفل علطلول .

نظر له ليث بسخرية :طب يلا ياخويا عشان نوديك المستشفى

*************
اتجهوا إلى المستشفى وتمت إزالة الرصاصة من كتف ادم

آدم بلهفة:اتصل بيها يلا وقولها

هز عمر رأسه موافقا بينما ألقى ليث عليهم نظرة ساخرة وتوجه للخارج
متوجها الى قسم الأورام السرطانية ليطمئن على حالة زوجته من الطبيب المعالج
بقلم منة صبرى

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
46

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل