منوعات

بقلم نسمه مالك الجزء الرابع

مّر بطريقه على متجر من أشهر المتاجر المخصصة ببيع جميع الأغراض الرجالي،خلال دقائق مخصمدة كان انتقي قميص أبيض اللون، سروال من الجينز الغامق، حذاء رياضي من اللون الأسود، نظارة شمسية سوداء من الماركة الشهيرة Tom Ford Ace ،ساعة حول معصمة من Tag Heuer،
ارتداهم على عجل، و من ثم نثر عطره المفضل Dior Sauvage بغزارة و غادر على الفور غير عابيء لدفع تمن ما أخذه، فهذا المكان من ضمن ممتلكاته الخاصة..

صدح صوت هاتفه برقم رئيس الحرس الخاص بمعذبة فؤاده “سلسبيل”، خفق قلبه بشدة و هو يضغط على زر الفتح قائلاً بلهفة..
“أيه الأخبار عندك؟!”..

أتاه صوت الأخر يتحدث بأسف..
“عبد الجبار باشا.. محمد القناوي والد سلسبيل هانم وصل هنا في الأذىكة و صمم يقابل الهانم و هو فوق عندها في المكتب دلوقتي”..

“چابر وصل عندك و لا لاء؟ “.. قالها و هو يقفز داخل سيارته، و قادها بأقصى سرعة ممكنة..

” لا يا باشا مش هنا و أنا لسه مبلغتهوش، بلغت سيادتك الأول “..

زمجر ” عبد الجبار ” بصوتٍ مخيف يدل على انفعاله الخذلانم، و قد شعر بالذعر على صغيرته و جنينه من بطش والدها الظالم..
” اسمعني زين..لو قناوي مَس شعره منِها طُخه بالنار.. و اللي خلق الخلق لو حاچة حُصلت للهانم مهيكفنيش رقباتكم كلكم”..

أنهى حديثه و ألقى الهاتف من يده، و ذاد من سرعته أكثر يتمني لو يستطيع التحليق و مسابقة الرياح حتى يصل إليها..

ليرن الهاتف من جديد هذه المرة برقم” جابر”..
” أنت فين يا بني آدم أنت؟! “..
قالها” عبد الجبار “بعدما لكم الهاتف بكف يده لكمه كادت أن تهشمه لاشلاء من قوتها..

أجابه “جابر” بأنفاس لاهثه.. “أنا داخل الأذىكة أهو”..

أردف “عبد الجبار” بلهجة جادة..
“بلغ قناوي أني چاي في الطريق، و لو لقيته عندك هإساءةه بالنار.. سامعني يا چابر.. هإساءةه بالنار”..

…………………………… سبحان الله العظيم…..

” سلسبيل “..

مع مرور الوقت كل شيء يتحول إلى ماضي إلا اللحظة التي ينكسر بها قلبك تبقى حاضرة إلى الأبد، و الآن يقف أمامها أول شخص كسرها و خذلها طيلة حياتها..

تلك المقابلة كانت تتهيأ لها منذ خمسة أشهر، وافقت “عفاف” حين اقترحت عليها الذهاب إلى دكتورة نفسية حتى تتمكن من التغلب على جميع مخاوفها، و أولهم قلقها الأكبر من المسمى بوالدها..

كان “قناوي” في قمة انفعاله، مما جعله يهجم عليها دون سابق إنظار مغمغمًا بوحشية..
“أطلقتي يا هملة.. عملتي اللي على كيفك و أطلقتي من غير علمي يا واكله ناسك؟! “..
كاد أن يصفعها على وجنتيها بمنتهي القسوة ، لكنها كانت أسرع منه و قامت بنثر رزاز على وجهه عبر بخاخة صغيرة، شوشت رؤيته و سببت له دوار قوي للغاية كاد أن يسقط أرضًا بسببه، أجبره على الجلوس على أقرب مقعد ممسكًا رأسه بكف يده ..

“مرحب يا بوي!! “..
تفوهت بها” سلسبيل ” ببرود ثلجي تُحسد عليه، لم تتحرك من مكانها ولو انش واحد، ظلت جالسة على مقعدها خلف مكتبها، و أشارت لجميع الواقفين من الحرس بالانصراف مرددة..
“أخرجوا و اقفلوا الباب وراكم و محدش يدخل عندي هنا دلوقتي خالص”..

نفذ الجميع أوامرها في الحال، و خرجوا واحد تلو الأخر حتى بقت هي ووالدها بمفردهما، تراخي جسد “قناوي” على المقعد، و شعر بالدنيا تومض من حوله، فرمقها بنظرة زائغة، و همس بصوتٍ مرتجف قائلاً..
“أنتي عملتي فيا أيه يا بت المركوب القديم؟! “..

أبتسمت له إبتسامة مصطنعه، بدت مخيفة أثارت الريبه بنفس “قناوي”، و تحدثت بهدوء ما قبل العاصفة قائلة..
“دفعت عن نفسي من ظلمك لأول مرة في عمري.. أصل اللي قعدة قدامك دي سلسبيل تانية غير اللي كنت أنت بتإساءةها بالكرباچ”..

” ااه مقدرش. مقدرش أقوم على حيلي واصل.. انطقي عملتي فيا أيه يا بت الك**”..
قالها بصعوبة وحين شعر بثقل لسانه الشديد..

“أنا معملتش فيك أي حاجة.. من يوم ما شوفتك و عرفت إنك أبويا وأنت اللي بتعمل فيا حاجات”..

رفعت يدها، و بدأت تعد على أصابع يدها..
” ذلتني.. كسرتني.. هنتني.. إساءةتني.. غصبتني على الجواز.. ورتني العذاب على كل شكل و لون، و جاي دلوقتي فاكر إنك هتقدر تإساءةني تاني.. فاكرني هفضل ضعيفة و مدفعش عن نفسي؟! “..

نظر لها بأعين شبه مغلقة و قال بضعف..
” أنى عملت فيكِ أكده لاچل ما اربيكي زين.. كيف ما أهلنا علمونا و تقاليدنا بتقول أكسر للبنتة ضلع يطلع لها أربعة و عأذىين”..

” و أنت مش بس كسرت ضلوعي كلهاااا.. لا أنت إيذاءتني بالحيا.. دمرتني و عدم قبولتني في نفسي و في الدنيا كلهاااا “..
قالتها بصراخ مقهور دون بكاء، كانت متماسكة لأقصى درجة، أخذت نفس عميق زفرته على مهلٍ قبل أن تتابع..
“أرجع البلد يا بوي وقول للناس بنتي سلسبيل ماتت و خد عزايا لأني مش هعمل اللي في دماغك و أرجع ل عبد الجبار.. انفصالي منه اللي مزعلك أوي ده أحسن حاجة حصلت لي لحد دلوقتي.. هو السبب و صاحب الفضل أني أقوى بالشكل ده و أحقق هدفي و حلمي اللي عمري ما تخيلت إني أحققه”..

صمتت لبرهةً و أكملت بغصة يملؤها الأسى..
” و لازم تبقي عارف كمان أني عمري ما هسامحك على اللي عملته في أمي و فيا.. عمري ما هسامحك يا بوي”..
كانت أخر جملة وصلت لسمع” قناوي ” زلزلت قلبه قبل أن يغلق عينيه و غرق في نومًا عميق..

تطلعت له قليلاً بأعين تحجرت بها العبرات، و من ثم ضغطت على زر بجواره، فهرولوا رجال الأمن إليها مسرعين..
” شيلوه من هنا و أخرجوا بيه من باب الأذىكة الخلفي و بلغوا حد من السواقين يوديه الصعيد ، و لما يفوق في أي وقت ابقوا طمنوني “..

حملوه في التو و اللحظة، و ساروا به لخارج المكتب تزامنًا مع دخول “جابر” مندفعًا، ليتسمر مكانه بذهول حين وقعت عينيه على “قناوي” المحمول على أيدي أفراد الأمن، يبدو أنه فاقد الوعي تمامًا..

انت في الصفحة 4 من 11 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل