زفر ناير بتعب وهتفت بضيق…
_ مبقتش عارف اتعامل معاها..علطول القمص والعياط وهروح عند ابويا…بايت برة البيت بقالي يومين ورا بعض عشان شغلي..ويوم رجوعي كنت هلكان وامي طلبتني ف روحتلها ونمت هناك وانا مش حاسس ولسه راجع الصبح…بإيدي ايه انا؟؟..ده شغلي مش عاوزة تفهم…أو رافضة تفهم مبقتش فاهملها
ربت ناصر علي كتفه قائلا يواسيه…
_ معلش يا ابني هما عندهم فوبيا من الشغل عموما…استحملها..
_ مستحملها والله….بس بقت بتهددني انها تسبني كتير..
ضحك ناصر بمرح قائلا بخبث..
_ استعمل مهاراتك كراجل…واوعي تسمحلها تقولها تاني..انا عايشلها لحد م ربنا يأذن..غير كده لا..
ابتسم ناير بخفة لناصر ذلك الرجل الذي يحبه كحبه لأبيه الراحل…يذكره به في كافة تصرفاته…
علي بعد خطوات منهم…
تجلس نجاة وبيدها صغيرها ذو الأربع سنوات…عينان رماديتان لا تعلم من اين جاء بهم تحديدا…سمار بشرته الذي أخذه من أخيه…
تتذكر عندما علمت بحملها الان بهذا السن…ثارت وغضبت رغم أنها انتهت من موضوع الحمل والولاده منذ زمن…وقررت اجهاضه ..كانت تظن أن المسافات بينها وبين زوجها ستتباعد بعد أن عادت علاقتهما ..أشبه بعلاقه حبيب بمحبوبته…لم تشك للحظة في صدق مشاعره تجاهها..والغريبة عليها تماما…
لكن قدري عندما علم بما تريد فعله ثار وغضب منها…وترك المنزل وذهب الي شقيقه حتي تتراجع عن قرارها بشأن اجهاضه وبالفعل تراجعت…
بولادة وقاص وسيلين لم تري ذلك الخوف بعيني قدري كما رأته بولادة الصغير…حتي أنه أصر علي الدخول معها الي غرفة العمليات رغم أنها كانت عمليه قيصريه…
جاء قدري من وراءها ووضع يده على عينيها قائلا بصوت مضحك…
_ انا مين ؟؟..
رد عليه الصغير قائلا بضحكات طفولية…
_ انت بابا..
شهقت نجاة بخفة قائلة تعنفه…
_ انا مش قولت اسمه بابي…مبتسمعش الكلام ليه؟؟..
قلب الصغير شفتيه ينذر بالبكاء…
_ وقاص هو اللي قالي ..
شهقت بعنف هذه المرة قائلة…
_ وكمان وقاص بس كده!!!..انا مش قولت أبيه..
بكي الصغير هذه المرة حقا دافنا رأسه بين كفيه….ابتسمت زمزم وهي تراه يفعل حركتها المعتادة عندما يعنفها وقاص واقترب منهم وحملته تهدأه…
_ ليه كده بس يا طنط؟؟؟..وقاص هو اللي قاله ميقولش أبيه ديه تاني …ماله هو بس..احنا عاوزين نفرحه ف عيد ميلاده..
وظلت تهتز به يمينا ويسارا تهدئه…
جاء وقاص من وراءها وضمها إليه من خصرها قائلا بعتاب..
_ مش انا قلت متشليش حاجة نهائي ..مش كفاية النزيف اللي كان عندك من كام يوم ده..
ابتسمت زمزم بحب..فقد تغير معها حقا…تبدلت معاملته لها تماما ..كأن شخصا آخر تلبسه…بعد زواجهم لم يطالبها بأي شئ..حتي أنه لم يسير إلي ذلك الموضوع حتي قررت هي منحه حقه وان كان بقلب مرتجف خائف لكنها أقنعت نفسها أنه لن يضرها ولن يتعامل معها كالسابق…وبالفعل كان يتعامل معها برقة وحنان شديدين الي أن أصبحت طيعة ومطالبة بالمزيد…
_ انا بحب يحيي وبعدين هو خفيف وزي العسل…البت روزة فين؟؟..
_ مش عارف..تلاقيها هنا ولا هناك..
هزت رأسها إيجابا دون اهتمام وانزلت يحيي وذهبت الي المطبخ للإشراف علي تجهيزات الحفل التي ستبدأ بعد نصف ساعة تحديدا…
تمارا وعابد….
ترك عابد الجميع مشغلا بزوجته واولاده وذهب خلفها المرحاض لغرض غير شريف بالمرة…
فتح الباب ودلف الي الداخل بسرعة حتي لا ينكشف أمره..
شهقت تمارا بخضة فأسرع بوضع يديه علي فمها يسكتها…
_ يخربيتك هتفضحينا…هشيل ايدي بس صوتك ميطلعش…
اومأت برأسها إيجابا فنزع يده…
_ ايه اللي انت عملته ده؟؟…مش هتبطل بقي عاداتك الزفت ديه!!…احنا ف بيت ابويا…
رد عليها بتهكم..
اترك تعليقاً