روايات

بقلم ساره علي

10/11
الفصل العاشر
أمام إحدى أهم شركات الإستيراد والتصدير في البلاد أوقف هو سيارته معطيا مفاتيحها الى الحارس الخاص بالشركة ثم اتجه بخطوات عملية الى داخل الشركة ..
وصل الى مكتبه الذي يقع في الطابق الخامس ليجدها جالسة على مكتبها تعمل على حاسوبها الشخصي بتركيز شديد ..
تأملها مليا بنظرات عاشقة وهي شاردة في عملها غير منتبهة لكل ما يدور حولها ..
أفاق من شروده أخيرا ليستوعب ما يفعله فتنحنح مصدرا صوتا وهو يلج الى الداخل ملقيا تحية عملية عليها :
” صباح الخير ..”
نهضت هي من مكانها على الفور و أجابته بنفس العملية :
” صباح النور يا فندم ..”
تحرك الى داخل مكتبه ضاغطا على أعصابه بقوة كي لا يستدير نحوها وينظر إليها بينما عدلت هي حجابها وجلست مرة اخرى على مكتبها ..
بعد لحظات قليلة وجدته يطلب منها أن تدخل إليه فسارت نحو المكتب وولجت الى الداخل قائلة :
” نعم با فندم ..؟!”
” جهزتي الملفات اللي تخص الصفقة الجديدة ..؟!”
أومأت برأسها وهي تجيبه بتأكيد :
” ايوه يا فندم وراجعتها ..
” كويس ، تقدري تروحي تشوفي شغلك ..”
خرجت هي من مكتبها ليدلف بعد لحظات صديقه وأحد الموظفين في شركته هاتفا بنبرة مرحة :
” صباح الخير يا بوس ..”
” صباح النور …”
” أخبارك ايه..؟!”
” كويس ..”
تطلع صديقه إليه وشعر بأنه ليس بخير فسأله بقلق :
” مالك يا ماجد ..؟! شكلك مش مرتاح ..”
تنهد ماجد وقال بجدية :
” تعبان شوية يا مؤمل ..”
” تعبان ليه ..؟!”
سأله مؤمل بحيرة ليرد ماجد بجدية :
” موضوع ريم من جهة ، وضغط الشغل ..”
” انت لسه مصر على موضوع ريم ..؟!”
قال ماجد بسرعة وإصرار :
” طبعا مصر ، انا بحب ريم وهتجوزها ..”
نظر إليه مؤمل بعدم إقتناع لكنه لم يشأ أن يزعجه بحديثه حول هذا الموضوع بينما شرد ماجد في مشكلته التي لا يوجد لها حل ..
………………………………………………………………………….
عاد زياد الى الفندق مساءا بعد يوم طويل قضاه في العمل ..
دلف الى جناحه وألقى بجسده على السرير بتعب قبل أن يخرج هاتفه من جيبه ليجد دينا قد اتصلت به مرات عديدة .. أغلق الهاتف مرة اخرى ورماه بجانبه على السرير ثم اعتدل في جلسته وأخذ يفكر في حديث منتصر عن ذلك المدعو ماجد ، هل يعقل أن يكون ماجد شخص محترم مثلما أخبره منتصر ..؟! أم إنه يخدع الجميع مدعيا حسن الخلق والإحترام أمامهم ..؟!
أفاق من أفكاره تلك على صوت طرقات على باب جناحه ، اتجه نحو الباب وفتحها ليتفاجئ بزينة أمامه ، فسح لها المجال كي تدخل لتلج الى الداخل بخطوات خجول مترددة ..
التفتت زينة نحوه بعدما أغلق زياد الباب وسار خلفها ، تأملها زياد مليا قبل ان يسألها بحيرة :
” فيه حاجة يا زينة ..؟!”
أومأت برأسها دون أن ترد فوجد نفسه يسألها بنفاذ صبر :
” فيه ايه ..؟!”
أجابته بتردد :
” جيت أكلمك عشان موضوع ماجد ..”
” ماله ..؟!”
سألها زياد بسرعة وترقب لترد بجدية :
” انت ناوي تعمل ايه معاه ..؟!”
أجابها زياد وهو يقترب منها بخطوات مدروسة :
” هعاقبه العقاب اللي يستحقه ، بس انتي بتسألي ليه يا زينة ..؟!”
ثم أكمل وهو يميل بوجهه ناحية وجهها :
” مهتمة فالموضوع ده كده ليه ..؟!”
شعرت زينة أن هناك شيئا ما وراء سؤاله فقالت :
” انت بتكلمني كده ليه ..؟! هو فيه حاجة ..؟!”
وجد زياد نفسه يخبرها بصراحة تامة عما سمعه وعرفه عن ماجد :
” انا سألت عن ماجد حافظ عبد الرحمن ، وعرفته ، طلع شاب خلوق محترم ملوش فالمشي البطال..”
” كذب ، اكيد ده واحد تاني . .”
قالتها زينة بسرعة وهي تهز رأسها نفيا بعدم تصديق ليردف زياد بقوة :
” للأسف مش كدب ، انا إتأكدت إنو هو نفس الشخص من خلال الكلية اللي درس فيها واللي نفسها كليتك ..”
تطلعت زينة إليه بنظرات مضطربة وقالت بنبرة تائهة متحيرة :
” ازاي ..؟! الكلام ده كدب .. أمجد عمره مكان محترم او كويس …أمجد ده اغتصبني عشان رفضته ..”
ثم أكملت وجسدها يرتجف وعيناها تترجانه أن يصدقها :
” والله كدب يا زياد ، متصدقش الكلام ده ، صدقني ارجوك .. بلاش متصدقنيش انت كمان …”
قالت جملتها الأخيرة بوجع وإنهيار ليقترب زياد منها ويحتضنها هاتفا بمؤازرة :
” اهدي يا زينة ، انا مصدقك ..”
لا تعرف لماذا شعرت زينة بالأمان بين أحضانه .. أمان افتقدته لوقت طويل ..
اما زياد فتنحنح بتوتر وهو يفكر بأن هذه الوضعية لا تجوز أن تستمر فأبعدها عنه بحرج وقال :
” انا لازم أشوف ماجد ده ..”
” انت مصدقني مش كده ..؟!”
سألته زينة بعينين دامعتين ليومأ برأسه دون رد فتتنهد زينة بإرتياح وهي تفكر أن الله يحبها لدرجة أنه بعث زياد لها كي ينقذها مما هي عليه…
……………………………………………………………………
بعد مرور اسبوعين
خرج زياد من الفندق صباحا متجها الى شركة حافظ عبد الرحمن ، لقد قرر أن يبدأ في خطته التي قررها منذ وقت طويل ..
وصل إلى هناك ليجد السيد حافظ وماجد ابنه ومجموعة من موظفي الشركة الأساسيين في إنتظاره …
ألقى التحية عليهم ليجد الترحيب الحار منهم فهو زياد الشريف والذي تعاملهم معه يعتبر مكسب كبير لهم ..
جلس الجميع يتحدثون بشأن البضاعة التي يريد زياد استيرادها بالتعاون مع شركتهم ..
اتفقوا على كل شيء ليقول زياد أخيرا :
” بمناسبة توقيع العقد انا عازمكم الليلة على العشا في الفندق اللي مقيم فيه حاليا ..”
قال حافظ بجدية :
” ميرسي يا زياد بس انا للأسف مشغول النهاردة جدا … ممكن ماجد يحضر ..”
قال ماجد بسرعة :
” اه طبعا ده شيء يشرفني ..”
ابتسم زياد بإنتصار وحيا الجميع مودعا إياهم بعدما أعطى عنوان الفندق لماجد وأكد عليه أن يحظر مساءا …
………………………………………………………………..
وقف زياد أمام المرأة يعدل ربطة عنقه وهو يفكر بأن اليوم سيعرف جزءا من الحقيقة أو ربما الحقيقة بأكملها …
اليوم سيتأكد اذا ما كانت زينة صادقة في حديثها أو لا ..
انتهى من تعديل ربطة عنقه ليحمل سترته ويرتديها قبل أن يخرج من الغ،،رفة ويتجه الى جناح زينه ..
لقد أقنعها بعد عدة محاولات أن تحضر هذه العزومة معه مخبرا إياها أن ضيفة هو صديق له من أيام الجامعة …
وبالرغم من عدم اقتناعها وعدم فهمها لإصرار زياد على حضورها خاصة بسبب وضعها الإجتماعي إلا أنها وافقت على مضض …
خرجت زينة من جناحها وهي تر.،تدي فستان أسود قصير وتضع مكياج خفيف ، ابتسم زياد ساخرا وهو يفكر أنها تنسى أحز،،انها بسرعة بينما تأملته زينة بحرج قبل أن يبتسم في وجهها وهو بقول :
” جاهزة ..؟!”
أومأت برأسها ليتجه بها الى المطعم حيث سيأتي ماجد الى هناك ..
دلف الاثنان الى المطعم وجلسا على طاولة الطعام ينتظران قدوم ضيف زياد ..
دلف ماجد بعد لحظات الى المطعم ومعه اخته الصغرى لينا ، تقدم نحو الطاولة التي يجلس عليها زياد غير منتبها لزينة التي تجلس أمام زياد مولية لهما ظهرها …
ما إن وصل ماجد الى الطاولة حتى تصنم في مكانه غير مصدقا لما يراه أمامه …
تصنمت زينة هي الأخرى في مكانها محاولة أن تستوعب ما تراه قبل أن تهتف بعدم تصديق :
” ماجد ..”
يتبع

الفصل الحادي عشر
الصدمة ألجمت كليهما للحظات قطعها ماجد وهو يهتف بلا وعي :
” زينة …!!”
أفاقت زينة من صد،،متها على صوت ماجد لتهتف بعدم تصديق :
” انت …”
ثم التفتت نحو زياد ترميه بنظرات تائهة حائرة ليقول الأخير بترقب مقصود :
” قلت أجمعكم سوا واكتشف كل حاجة بنفسي …”
تجمدت أطراف ماجد وقد أدرك على الفور أنه وقع في الفخ بينما اقترب زياد من زينة وقال معرفا عنها :
” أعرفك يا ماجد بيه ، زينة مرات اخويا علي الله يرحمه …”
اتسعت عينا ماجد لا إراديا وشعر بالحيرة ، مالذي يحدث هنا ..؟! بينما هتفت لينا أخته بتوجس :
” هو ايه اللي بيحصل هنا ..؟! انا حاسة انوا فيكي حاجة مش مضبوطة …”
نقل زياد بصره بين زينة وماجد قبل أن يهتف مشيرا الى كليهما :
” هما الاتنين اللي هيقدروا يجاوبوا على سؤالك ده ، لأنوا انا نفسي معنديش جواب ..”
” ماجد ، فيه ايه ..؟!”
سألته لينا وقد بدأ الق،،لق يتسرب الى قلبها ليرد ماجد بهدوء :
” مفيش حاجة يا لينا ،، انا بس محتاج اتكلم مع زياد بيه لوحدنا ..”
إلا ان زياد كان صارما في رده:
” مفيش كلام بينا لوحدنا ، قول الكلام اللي عندك هنا ..”
” انا ماشية ..”
قالتها زينة وهي تهم بالتحرك بعيدا عنهما ليوقفها زياد بصرامة :
” قلت مفيش حد هيتحرك من هنا ، وانتي بردوا هتقولي الكلام اللي عندك ..”
ارتجف جس،،د زينه كليا وهي تجيبه بصوت مرتعش :
” مستحيل ، مستحيل يجمعني كلام معاه …”
” زينة ..”
هتف ماجد إسمها بصوت متحشرج وقد عادت جميع الذكريات السيئة إليه ، تذكر كل شيء بداية من إعجابه الشديد بها وبجمالها وانتهاءا بإغ،،تصابه لها ..
اغتصا،،به الذي لم يمر مرور الكرام عليه فهو منذ ذلك اليوم يعان،،ي وبشدة ….
” أحسنلك تقول الحقيقة كاملة ، انت لسه متعرفش انا ممكن اعمل فيك ايه ..”
التفت ماجد نحو لينا وقال بجدية :
” لينا ممكن تروحي تستنيني فالعربية ..”
” لا يا ماجد ، انا لازم افهم كل حاجة …”
” لينا ارجوكي ..”
توسلها ماجد فحملت لينا نفسها قبل أن تأخذ المفاتيح منه وتتجه نحو السيارة بينما قال زياد بلهجة عملية :
” الأفضل إننا نقعد ونتكلم لانوا الناس بيتفرجوا علينا ..”
وضعت زينة يدها على بطنها وهي تشعر بتشنجها بينما سحبها زياد من يدها وأجلسها بجانبه على الكرسي ليجلس ماجد أمامه بتوتر ملحوظ ويسأله بقلة حيلة :
” عايز تعرف ايه …؟!”
” الحقيقة ..”
نظرت زينة الى زياد بصدمة ، إنه لا يصدقها ويريد معرفة الحقيقة من يد الجاني …
ألم تخبره بأن ماجد هو مغ،،تصبها ..؟!
هل يظن أنه سيخبره الحقيقة …؟!
أغمضت زينة عينيها بألم قبل أن تفتحها وتنظر الى زياد مباشرة والذي لمح في عينيها نظرة لن ينساها ابدا .. نظرة الخذلان ..
” كل اللي قالته زينة حقيقي ..”
قالها ماجد أخيرا بحسم ليتجمد زياد في مكانه وتنظر اليه زينة بعدم تصديق …
هل ما سمعته لتوها صحيح ..؟!
هل اعترف الجاني بجريمته ..؟!
اخذ ماجد يسترسل في حديثه قائلا بوج،،ع لم يستطع السيطرة عليه :
” كنت عارف انوا هيجي اليوم ده … وكنت خايف منه .. بس على قد خوفي منه على قد ما استنيته …”
هطلت دمعة ساخ،،نة من عيني زينة بينما هتف زياد بعدم تصديق :
” ازاي ..؟!”
رفع ماجد عينيه الحمراوين نحو زياد ورد بفتور :
” انا اغتصبت زينة ..”
والكلمة كانت كافية لجعل زياد ينهض من مكانه ويندفع نحوه قابضا عليه من ياقة قميصه هادرا به :
” يا جبان يا واطي ..”
بينما كان ماجد يتلقى لكماته بجمود دون أن يدافع عن نفسه وزينة تتابع ما يحدث بصدمة …
وأخيرا حرر حرس الفندق ماجد من زياد وسحبوه بعيدا عنه بينما زياد المحاصر ببعض الحرس كان يصرخ متوعدا :
” هقتلك ، والله لأقتلك..”
رحل ماجد بينما حرر الحرس زياد الذي اقترب من زينة وقال بنبرة مترجية :
” زينة ..”
إلا أنها نظرت إليه بألم قبل أن تهتف بما مزق قلبه :
” انا بكرهك يا زياد …”
ثم تحركت من أمامه بنية التوجه نحو جناحها لكنها توقفت في منتصف المكان وهي تشعر بألم قوي يمزق أحشائها …
وضعت كف يدها على بطنها التي تتمزق من الألم ، أطلقت صرخة قوية من شدة وجعها قبل أن تسقط أرضا فيركض زياد نحوها ناظرا الى تلك الدماء التي بدأت تخرج منها بصدمة …
…………………………………………………………………….
أوقف ماجد سيارته أمام منزله لتلتفت لينا نحوه وتسأله بقلق :
” مش هتقولي حصل ايه وليه ضربك …؟؟”
أجابها ماجد بجدية :
” مش وقته يا لينا …”
خرجت لينا من السيارة على مضض بينما قاد ماجد سيارته واتجه بها نحو النيل حيث وقف هناك يراقب سكونه بملامح متشنجة قبل أن يجهش في بكاء عنيف …
لقد عاد ماضيه يطفو الى السطح من جديد .. ماضيه الملطخ بأقذر الأفعال ..
كم حاول جاهدا ان يتخطاه ..؟! كم سعى لهذا لكنه كان يعلم في قراره نفسه أنه ما أصعب من الماضي سوى تخطيه ..
ظل واقفا في مكانه يبكي بصمت ، لا يصدق أنه رأها بعد كل هذه السنين …
ظل هكذا في مكانه حتى حل الصباح فركب سيارته واتجه بها نحو الشركة وفي باله شيء واحد ، رؤيتها لا غير …
هناك هبط من سيارته وسار نحو مكتبه غير ابها بنظرات موظفيه المتعجبه من منظره الغريب وأثر الكدمات على وجهه …
دلف الى مكتبها ليجدها تعمل بنشاط كالعادة ليقترب منها فتشعر بوجوده ..
رفعت ريم رأسها لتشهق بصدمة قبل أن تنتفض من مكانها وهي تسأله بقلق :
” ماجد بيه .. انت كويس ..”
” ريم انا بحبك ..”
والإعتراف بالحب في هذا الوقت كان لا بد منه …
ارتعش ج،،سد ريم كليا واحمرت وجنتيها بينما لسانها أخذت يهتف بلهجة مترددة :
” حضرتك بتقول ايه …؟!”
أجابها وهو يقترب منها أكثر :
” بقول اني بحبك وعايز اتجوزك ..”
صمتت وطال صمتها ليقول بلهجة جادة حاسما أمره فلا مجال لتضييع الوقت وخسارتها :
” انا هتقدملك النهاردة ، والفرح كمان اسبوعين …”
لم تجبه بل ظلت تنظر اليه بصد،،مة ليقول وهو يهمس لها بجانب اذنها :
” انا عارف انك بتحبيني زي منا بحبك …”
نظرت إلى عينيه بوهن ليبتسم لها بشحو،،ب ويتحرك نحو مكتبه وهو يعترف لنفسه بأنه أناني لكنه عا،،شق …عاش،،ق لا يجازف بخسارة عشقه مهما حدث ..
……………………………………………………………………….
امام غر،،فتها وقف زياد ينظر الى الباب بتردد …
هل يدخل اليها ويتحدث معها …؟!
لكن ماذا سيخبرها ..؟!
لا يوجد مبرر واحد لما فعله …
ورغما عنه وجد نفسه يفتح الباب ويلج الى الداخل ….
ينظر إليها بتمهل متفحصا كل شبر منها ..
يتشرب ملامحها المره،،قة حد الأل،،م والوج،،ع ….
” زينة انا ..”
قاطعته بهدوء :
” متقولش حاجة يا زياد ، انا خلاص فهمت كل اللي محتاجة افهمه …”
” اديني فرصه يا زينة …”
نظرت إليه وعلى فمها تكونت ابتسامة شاحب،،ة لتقول أخيرا :
” مفيش بينا كلام يا زياد ، من اللحظة دي انت بره حياتي …”
والقرار كان حاسما لا يقبل النقاش …
يتبع

انت في الصفحة 6 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
58

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل