
_ أنا مبحبش اظهر قوتي لحد الحاجات دي بتتحسد يابني.
هتف آسر بثقة، وغرور، ليزداد غضب خالد وهتف بحدة:
_والله يا آسر ما حد هيموتك غيري؟
_بتحلف ليه ؟ مصدقك!
ابتعد عصام عن خالد ليمسك آسر رافعًا إياه بيدٍ واحدة على الحائط، وهتف بحدة:
_ أنا اتخنقت منك و جبت أخري كل شوية آجي أسلكك من مشكلة شكل.
شعر آسر بانحباس انفاسه، ووجهه تحول للون الأحمر، فقال بصوته المتقطع:
_ خ ل اص س ب ن ي ه م و ت.
_ اسمعني وتنفذ اللي هقوله هتروح اوضتك زي الشاطر كدا وتقفل الباب على نفسك وتتخمد ت.. ايه؟!
_ ا ت خ م د.
_ شاطر يالا، غور.
هتف بها عصام بصوتٍ حاد جعل آسر يركض تجاه غرفته، فعصام الوحيد الذي يمكنه لجم أخيه وإخافته، توجه لخالد يفك وثاقه الذي ما إن شعر بحرية يداه، انتقلت إحداهما إلى جيب بنطاله تأخذ حبة علاج وأمسك رأسه بألمٍ، نظر إليه عصام مليًا ثم قال:
_ ليه حاطط حبوب الصداع في جيبك؟
_عشان الزفت اللي اسمه آسر أول ما بشوفه بيجلي صداع.
أجابه بحنق، ليضحك عصام وهو يضرب على قدمه وهتف بسخرية:
_ شكلك مسخرة معقول آسر بيعمل فيك كل ده!
فرك خالد جبينه بألم يفتك برأسه، ليقول بتعب:
_أضحك أضحك ماهو بيخاف يجي جمبك
_سيبك منه يالا قوم نام عشان عندنا اجتماع بكرة مهم.
هتف بها وهو ينهض يمد يده لخالد مساعدًا إياه بالنهوض، فقام الآخر وهتف معترضًا:
_ لا يابا أنت هتنام في أوضتي وأنا في أوضتك.
_ليه أن شاء الله؟!
قالها بدهشةٍ، ليشير خالد بحاجبيه في جوابه:
_عشان الزفت لما يرجع تصتفيوا سوا أنا عايز أنام.
_ تصدق يالا صعبت عليا اوك روح نام.
اتجه كل منهما إلى غرفة الآخر، أما آسر فقد كان يسترق السمع لجوارهما، وما إن دخل خالد الغرفة وجلس على السرير، سمع صوت مقبض الباب يُفتح، ليرى آسر يقف كطفلٍ بريء يحمل وسادته بين يديه، أخذ خالد نفسًا عميقًا وهتف بيأس:
_ أنا عارف إني يومي مش معدي تعالى نام وخلصني.
اندفع آسر بخطواته يرمي بجسده على السرير وهتف بمرح :
_ ما كان من الأول ياخالود كل مرة تعمل الدوشة دي وبترجع تنام جنبي.
_أنا اللي باجي أنام جنبك؟! نام يا آسر ربنا يهدك.
اتسعت عيناه وهو يسمع تصريحه الكاذب، ليهتف الآخر بمرح:
_ قولتلك مبعرفش أنام إلا جنبك.
وكأنه كان يحادث نفسه، فخالد غطّ في النوم لشدة تعبه.
**********
أشرقت الشمس بنورها معلنة يومًا جديدًا، وقد نسجت أشعتها من الأحلام حقيقة، تبدلت ليلة القصر الظلماء لنهارٍ مشعٍّ زاده جمالًا.
في غرفة خالد كان عصام يبدل ثيابه في غرفة الملابس الخاصة به بعد أن أمضى ليلته هنا، وفي خارج غرفة الملابس، دخلت ندى مناديةً باسم خالد تبحث عنه.
_خالد يا خالد أنت فين؟!
داخل غرفة الملابس زفر عصام بسخط لذوق خالد في ملابس وقال:
_ إيه ده ذوقك دايمًا غريب في اللبس يا خالد أنا أروح البس من عندي أحسن.
_ خالد أنت جوه يابني رد الله..
هتفت بها ندى متذمرة وفتحت باب غرفة الملابس، اتسعت عيناها عندما رأت عصام يقف أمامها يرتدي بنطالًا أسود وعاري الصدر، عضلاته وبنيته القوية ظاهرة، أدارت وجهها بخجلٍ وهتفت متلعثمة:
_أنا آسفة… أنت إيه اللي جابك هنا … دي أوضة خالد؟
_وايه يعني أوضة خالد ممنوع أدخل.
هتف بسخرية، ليسمع طلبها بعد ذلك:
_ طب استر نفسك بسرعة.
_ ليه أنتِ مش واثقة في نفسك؟
هتف بها بمكرٍ وابتسامة ماكرة لاحت على شفتيه، جعلها تلتفت إليه وهتفت بقوة:
_ نعم مين دي اللي مش واثقة في نفسها.
اقترب منها فتراجعت للخلف بتلقائية حتى ارتطمت بالحائط، أمال برأسه إلى حانب أذنها و همس بصوته العذب:
_ أنتِ!
رفعت بصرها تنظر إلى وجهه بدايةً من خصلات شعره المتمردة المبلولة، والتي التصق بعضًا منها في جبينه، ثم إلى عينيه التي لطالما تأملتها كسماءٍ صافية، شعرت بتسارع أنفاسها، فهمست بصوتها الذي يكاد يسمعه:
_ابعد.…
اتسعت ابتسامته الماكرة، وبهمسه العذب قال:
_ ليه يا ندى خايفة!
_ أنا هخاف من إيه!
هتفت بقوةٍ مصطنعة، ليقترب منها أكثر لا يفصل بينهما إلا سنتيمترات قليلة، وكرر بهمسه:
_ تضعفي مثلًا.
أغمضت عينيها وقد كانت على وشك الاستسلام، لكنها أفاقت فجأة ودفعته بكفيها وابتعدت عنه لتغادر الغرفة، جذبها عصام بعد أن ولّت ظهرها إليه مغادرة فاصطدمت بصدره العاري، ورائحته التي تخللت أنفها، فهتفت وهي على وشك البكاء:
_ عصام سبني.
_ لا أما تسامحيني الأول.
هتف بها معانداً إياها بمكر ، فعاندته الأخرى بجوابها:
_ لا مش هسامحك.
_كدا خلاص هعتبر دي دعوة منك عشان اصالحك.
مكره يتراوح بين حروفه ، لكنها قابلته بالرفض ، فوضع الخيار السابق أمامها:
_ هتسامحيني ولا…؟؟
_ آه.
أجابته وهي تخفض رأسها خجلاً ، فسألها بخبث:
_آه إيه؟!
_ آه موافقة.
أجابته بخجلٍ اتسعت ضحكته الماكرة وهو يسحبها نحوه قائلاً:
_ اوك تعالي.
_ لا موافقة أسامحك
قالتها وهي تبتعد عنه، ليحتضن وجنتيها بين كفيه ينظر لمروجها الخضراء هامساً بعشق:
_ شطورة
وبجدية تامة تشكلت بصوته الرخيم..ردد:
_ أنتِ ملكتي قلبي.
أطالت النظر في سماء عينيه الصافية، انغمرت بشرودٍ فافاقت على صوت ياسمين التي تنادي من الخارج :
_ ندى أنت هنا؟!
ابتعدت ندى عن عصام تهرول بخطواتها إلى الخارج، فتجد ياسمين أمامها والتي سألتها:
_ ندى أنت هنا وأنا بدور عليكي.
أجابتها ندى بتلعثمٍ فلشت في مداراته:
_ اصل …هو …لا أنا..
_ مالك يا ندى أنتِ تعبانة!
تحسست ياسمين جبين ندى بقلقٍ، وقد كان عصام يقف خلفها بعد أن ارتدى إحدى قمصان خالد، شعرت ياسمين بارتياب تجاه حالتها، لتهتف قلقة:
_ ما تتكلمي يابنتي أنتِ شايفة شبح!
_ تقريبًا كدا يا ياسو شافتني.
هتف بها عصام من الخلف، فنظرت إليه بحرجٍ، ابتسم بمكر لها واستمع لسؤال ياسمين:
_ أنت بتعمل إيه هنا يا عصام!
_ أنا نمت هنا عشان آسر ما يضايقش خالد، أنا راجع أوضتي البس عشان عندي اجتماع مهم وأنتِ يا ندى اجهزي ساعة وهجي آخدك عشان أخرجك.
اتسعت ابتسامة ياسمين وهتفت بحماسة:
_ معاكم.
_ ليه أن شاء الله خلي خطيبك يخرجك!
هتف بها متذمرًا ، فتصنعت له ياسمين الحزن بقولها:
_ كدا يا عصام ماشي.
_ كدا ونص أنتِ مش ليكي بعل؟
هتف بجدية، لتنسى ما قاله وتسأله عن آخر كلمة:
_ يعني إيه بغل دي؟!
_اسألي خالد.
قالها ملوحًا لها بيده واتجه نحو غرفته ليبدل قميص خالد، ظلت ندى في حالة وجوم وصمت حتى لكزتها ياسمين بإصبعها: _أنتِ يا بنتي بكلمك؟!
أفاقت الأخرى من شرودها لتجيبها بحرج:
_ ها…عايزة إيه؟
_ عايزة أعرف كل حاجة بالتفاصيل الممل أنتِ عارفاني دقيقة
قالتها وهي ترفع ثلاثة من أصابعها مشكِلةً بالباقيين دائرة ولاحت بها في وجه ندى التي توترت بشدة وهتفت بتلعثم:
_مفيش حاجة حصلت.
_ عليا أنا اوك برحتك أقول لخالد إني جيباكي من خزانه الملابس وهو هيعرف بنفسه إيه اللي حصل.
قالتها وهي ترفع جانب فمها بسخرية، وهمّت بعدها للذهاب إلى خالد، لكن ندى قبضت على كفها توقفها وقالت مسرعة:
_ لا هقول.
_ ناس متجيش إلا بالعين الحمرة ارغي.
هتفت بها ياسمين بتهديد يتخلله مزاح، لتذهبان بعدها إلى مكانٍ يمكنهن من التحدث بهدوء.
**********
فتح عصام باب غرفته ليجد آسر نائمًا في حضن خالد، كتم عصام ضحكاته بكفه، ثم تقدم ليوقظهما:
_ خالد أنت يابني!
نام ياحيوان قولتلك مبعرفش احكي زفت على دماغك.
غمغم بها خالد في نومه لتزداد ابتسامة عصام ، أيقظه ساخرًا:
_ وكمان بتحكيله حكاية ، شكلك مسخرة قوم يابني.
فتح خالد عينيه، وأجابه بصوته الناعس:
_عايز إيه؟!
_ مين جاب الحيوان ده هنا؟!
هتف عصام مشيرًا لآسر الذي استيقظ من نومه وأجابه بصوته الناعس:
_ أنا اللي جيت يابوص.
_طب قوم ياخويا منك له اتأخرنا.
هتفت بسخرية، حاول خالد النهوض لكن ذراعه مقيدة بذراعي آسر، فزفر باستياء وقال بحدة:
_سيب دراعي إيه ههرب؟!
_ آه قال يعني مهربتش قبل كدا.
هتف آسر ساخرًا، ليرد إليه الآخر سخريته:
_ وأنت بتسيبني ما أنت ورايا في كل حتة.
انزعج عصام من مناقراتهما ، فهتف بحدة:
_ هنقضيها كلام قوم يابني .
_ حاضر ياصوص.
قالها آسر وهو ينهض لتتلقفه كف عصام من الخلف وزجره محذرًا:
_ أنا مش قولت مية مرة بلاش الكلمة دي شايفني عصير طماطم قدامك!!
_ بدلعك.
هتف بها وهو يبسط راحته أمامه، لتحد نبرة عصام:
_ أنا مبحبش الدلع وخصوصًا منك.
_ تمام يا بوص.
_ أنا هنزل استناك تحت يا خالد.
هتفت عصام مغادرًا، فأماء خالد برأسه موافقًا واتجه نحو الحمام ليتحمم لكن أوقفه صوت آسر قائلًا:
_ استناني يا خالد.
_إيه هتيجي معايا الحمام كمان!
هتف بها بغضب ليضحك آسر، يردد:
_مش للدرجادي يا جدع.
_ أُمال عايز إيه؟
سأله وقد أغلق باب الحمام يستمع لحديثه الذي شرع به آسر:
_ بكرة خطوبتك؟
_ آه اشمعنى؟!
ابتسم آسر وقال بمرحه:
_عشان أروح اشتري بدلة تليق بأسورة الدالي حاجة كدا فوق الخيال.
شعر بضربة تحط على مؤخرة رأسه فتأوه بخفوت و استمع لاستهزاء خالد:
_ طب أنزل على الأرض عشان تستعد للشغل يا معلم.
_ قصدك الإشراف يا ابني هو ده شغل.
هتف بها بفخرٍ فأيده خالد متمنيًا توفيقه، ليغادر آسر نحو غرفته ليبدل ثيابه واتجه خالد إلى الحمام، اغتسل وبدّل ثيابه، ووقف أمام المرآة يصفف شعره، استمع إلى طرقات الباب، فقال :
_ ادخلي يا ندى.
_ يعني ياسمين متدخلش!
هتفت ياسمين بابتسامةٍ الرقيقة، فالتفت إليها خالد بسعادة:
_ ياسمين.
_ صباح الخير يا خالد.
قالتها بصوتٍ يملؤه البهجة، اتسعت ابتسامته، ثم همس بصوتٍ عذب:
_ أحلى صباح في الدنيا ايه ده أميرتي صاحيه بدري ليه؟!
_ نازلة اشتري شويه حاجات عشان الخطوبة.
أجابته وطيف الخجل يلوح له فيستشعره، اوقفها وهمس لها،
_ استني أخلص الاجتماع اللي ورايا وهاجي معاكي اوك.
_ بجد يا خالد!
هتفت بسعادة وهي تصفق بيدها، فابتسم لها خالد وأجابها :
_ بجد يا روح قلبي.
انسحبت مغادرة لتجهز نفسها، لكنها توقفت بعد تذكر كلام عصام، وأعادت خطواتها ترجع إليه وتسأله:
_ خالد ! يعني إيه بغل؟!
_ بغل.. بغل إيه؟!
أجابها بتعجبٍ، فرفعت كتفيها بعدم معرفتها و أقرّت ما سمعته من عصام:
_ مش عارفة أنا بقول لعصام يخرجني معاه هو وندى قالي ليكِ بغل يخرجك!
انفجر خالد ضاحكا لفهمها الخاطئ، تحكم في ضحكاته حتى يحاول أن يشرح لها:
_ بعل يا ياسمين مش بغل.
_ أيًا كان يعني ايه؟!
ازداد فضولها لمعرفة معنى الكلمة، ليوضحها لها خالد:
_البعل هو الزوج.
تحركت عينيها يمينًا ويسارًا بسعادة، ثم هتفت بسعادة:
_ يعني أنت بعل؟!
_تصوري!
لاحت الابتسامة على وجههما، ثم انسحبت مغادرة حتى تستعد للذهاب معه
***********
اجتمعت العائلة على طاولة السفرة لتناول الفطور، تقدم عصام بخطواته تجاههم، ألقى تحية الصباح على والديه صاحبها قبلتان على جبينهما ويدهما، وجلس مكانه يتناول فطوره بصمت قطعته والدته بسؤالها:
_ خالد فين يابني أول مرة يتأخر كدا!
ابتسم عصام وهو يلوك قطعة من الجبن متذكرًا حالتهما التي رآها في غرفته، وبعد أن ابتلع ما في فمه أجاب:
_ كالعادة خالد يمسك في آسر ويضربه ويروح ينام في أي حتة وآسر يروح وراه، فخالد ييأس وينيمه جانبه.
ابتسمت والدته لتعلق ابنها بابن عمه وقالت :
_ آسر ومن وهو طفل صغير متعلق بخالد جدًا.
_ هو عشان متعلق بيه يكرهه في عيشته ؟
هتف أحمد بسخطٍ، ثم نظر إلى ابنه وأردف:
_ ها يا عصام مفيش جديد عن أيوب البحيري وأحمد السيوفي؟!
_متقلقش يا بابا قريب جدًا هتسمع أخبار تسعدك.
هتف بها عصام بثقة تليق به وهو يرتشف الشاي أمامه، فنظر والده بحيرة وفضول لما يخفيه ابنه عنه، وقد ترجم نظراته قولًا:
_ هموت وأعرف إيه بيدور في دماغك والثقة دي بتجيبها منين!
_ ميبقاش البوص يا عمي.
هتف بها خالد وهو يتقدم نحوهما بعد مجيئه من الأعلى، نظر له عصام وهتف مجددًا بثقة:
_ أنتم مكبرين الموضوع يا جماعة! أنا على قدي.
_ إيه التواضع ده!
هتف بها خالد وأبيه ، ليبتسم عصام مجيبًا:
_ ولا تواضع ولا حاجة يلا يا خالد اتأخرنا على الاجتماع.
_ أوك يلا.
نهض كلاهما متجهين نحو الشركة، نظر محمد لأحمد بتوجس وسأله بلهفةٍ :
_ هااه يا أحمد، عامل إيه دلوقتي ؟
_ الحمدلله أخدت العلاج زي ما الدكتور قال.
طمأنه أحمد بقوله، ليتمتم الآخر بحمد، وفجأة سمع الجميع صوت صراخٍ يعلو من غرفة سها، فركض الجميع تجاه الغرفة، ليتفاجأوا بآسر الذي يمسك بها من شعرها بعد سماعه لمهاتفتها مع معتز والذي أعطته وعدًا بأن تأتي له في المطار بعد ساعتين دون علم آسر الذي لم تطمئن عليه منذ ما حصل معه أمس.
_ آآه سيبني يا آسر.
_ اسيبك دا أنتِ ليلتك مش معدية ولا قولتي أما أشوف أسورة حبيبي ماله؟
هتف بها بغيظ لعدم اهتمامها به، لكن سها هتفت به وهي تحاول أن تخلص نفسها من بين يديه :
_حبك برص ياشيخ، ألحقني يا خالو.
_ بتسيحلي يا بت؟!
هتف بها بحدة، لتجيبه بحدة مماثلة:
_ أُمال اسيبك تتهجم عليا.
_ ليه عميت عشان اتهجم عليكي.
توقفت عن صراخها فجأةً وهتفت بصوتٍ منخفض:
_خالو.
_ ماله؟!
سألها بترقب خاصة بعد هدوئها، أشارت إليه بإصبعها خلفه، فنظر إليها ينتظر صدق ما فهمه منها، أكدت ذلك برأسها ليبتلع ريقه بتوتر والتفت إلى الخلف قائلًا بمرح:
_ حبيبي يا أبو لهب.
_ أنت بتعمل إيه عندك يالا؟!
_ مفيش ياحبيبي دا أنا كنت بشوف سها محتاجة حاجة ولا لاء!
أجابه بكذب، لتندفع سها بالحديث قائلة بغيظٍ :
_ لا يا خالو دا كان هيضربني!
ابتسم آسر بقلق وهو يقبض على كفها، ثم برر لها:
_ بهزر معكي يا سوسو.
_ خلاص، أنت بقى يا أستاذ آسر مش في شغلك ليه؟!
هتف والده بحدة، جعله يعدل هندامه ليتسعد منسحبًا من الغرفة:
_ما أنا ماشي اهو عشان الشغل ميوقفش.. أصل يا عمي أن مكنتش أنا أضبط كل حاجة مفيش حد بيشتغل.
لوّح عمه بيده ساخرًا، ثم هتف:
_ آه أنت هتقولي!
_ عن اذنكم بقى عشان متأخرش على الشركة.
هتف بها مغادرًا ليوقفه أحمد مذكرًا إياه بقراره :
_ بس أنت مش هتروح الشركة.
_ آه تصدق نسيت يا أبو حميد أطمن أنا هشرف على العمال بنفسي.
صاح بها آسر وهو يضرب كفيه ببعضهما، ثم غادر إلى المكان المتفق عليه، نظر أحمد لأخيه ، وقال :
_ كلمت المشرف على العمال فهمته هيعمل إيه مع الحيوان