منوعات

بقلم فاطيما يوسف

_ اتوحشتك جوي جوي يابوي كيفك ياغالي وكيف صحتك اتحسنت شوي علي العلاج إللي بعتهولك من بلاد بره ؟

رد عليه الحاج جابر وهو بيطبطب علي ضهره :

_ أنا زين ياولدي وصحتي عال الحمدلله وحمد الله على سلامتك ،

وكمل وهما رايحين يقعدوا:
_ ها ياتري اتوفجت في بعثتك وعلامك ورجعت لي بالدكتوراه إللي تشرفني زي خواتك الباشمهندس علي والداكتور فارس .

قالها وكان بيبص علي ولاده بشرف .

ابتسم له زين ورد عليه بفخر:

_ اتوفجت يابوي ورجعت لك بالدكتوراه وبتقدير ممتاز كماني آمال ده أنا ابقي بن الحاج جابر العزايزي لازمن أشرفك وأرفع راسك ياغالي .

أعجب جابر جداً بفخر ابنه بنفسه وقال له:

_ يليج لك الفخر ياولدي عال عال يازين الرجال برواة عليك ،

وكمل وهو بيسأله :

_ وناوي علي إيه عاد علي إكده دلوكيت ؟

وقبل مايرد زين دخلت والدته وقالت :
_ كفاياكم كلام في الشغل والعلام عاد ولدي راجع هفتان من بلاد برة واتوحش ياكل من يد أمه،

وبصت علي زين وكملت وهي بتسأله :

_ ولا إيه ياولدي ماوحشكش أكل أمك يازين ؟

بص لها زين وهو بيحسس علي بطنه وبيقول لها وهو بيمثل الجوع :

_ وه ياحاجة رشيدة دي سؤال تسأليه بردك كيف ماتوحشتش وكلك إللي ريحته وصلت لنغاشيشي عاد وخلت مصارين بطني بتصوصو ؟

ضحكوا كلهم علي كلامه وراحوا اتجمعوا على السفرة وقعدوا يتغدوا في جو كله ضحك وسعادة،

وسأل زين أخوه الباشمهندس علي :

_ كيفها مرتك دلوجتي ياعلي في الشهر الكام من الحمل وأخبار الحمل مع السكر إيه ؟

رد عليه علي بشكر وامتنان :

_ بخير ياأخوي والله ماعارف أشكرك كيف علي الداكتور إللي بعتنا ليه طلع شاطر جوي وعرف يتعامل مع حاله وداد وماشيين علي تعليماته بالحرف الواحد وأهي في الشهر السابع دلوجتي وربنا يكمل لها علي خير يارب.

أمنوا كلهم علي دعاؤه وكملوا أكلهم في تساؤلات لزين عن تخصصه وبعد ماخلصوا غدا طلبوا من والدتهم تبعت لهم الشاي برة علي الجنينة واتكلم زين وهو بيستأذن والده:

_ بعد إذنك يابوي أنا عايز أفتح مركز للجلب بس في مصر مش إهنه في جنا أنا حابب إني أفتحه هناك حاسس إني اهنه هنغمر ومحدش هيعرفني وهاخد وجت طويل عجبال ماتعرف ؟

وزن الحاج جابر كلام ولده ورد عليه بتعقل :

_ وماله ياولدي المكان إللي شايف إنك هتنجح فيه أكتر نعملوا فيه المركز وأنا مجدرش أقف جدام مستجبلك بس بردك أهل بلدك ليهم حج عليك ونصيب من تعليمك ،

ومفيش مانع نفتح مركز إهنه صغير بردك وتتابع فيه كل أسبوع وأهل البلد يدعوا لك ياولدي .

فرح زين إن والده وافق علي اقتراحه بدون مايتعصب ولا يرفض،
لكن الحاج جابر عقليته متفتحة وعمره مايقف قصاد مستقبل ولاده التعليمي،

وراح زين علي إيد أبوه وطي عليه وباسها وقال له :

_ ربنا يخليك ليا ياأبوي وميحرمنيش من كرمك عليا واصل وأنا موافج إني افتح مركز اهنه بردك علشان أهل بلدي ،

وكمان أنا معايا فريج عمل طبي جمعته وأنا في بعثتي كلهم ممتازين ومتجلجش هشرفك وهبقي دكتور الجلوب إللي تتمناه ياأبوي .

 

أما عند حور بنت أخت الحاج جابر والدتها بتقول لها وهي بتقفل في الشنطة إللي ملياها من خيرات الله علشان تروح تسلم علي زين واد أخوها :

_ وه ياحور لساكي ملبستيش يابتي علشان نروحوا نسلموا علي واد خالك إللي راجع من بلاد برة النهاردة ؟

ردت عليها حور بنفي :

_ له ياماي ملبستش ومش هلبس أنا لا هروح اسلم على حد ولا هروح هناك واصل ؟

ضربت امها على صدرها وقالت لها:

_كيف يا بتي الحديث اللي بتجوليه ده همي يلا البسي خلجاتك وحطي حجابك على راسك ويلا تعالي نسلم على ولد خالك .

كتفت حور إيديها علي صدرها وردت علي والدتها بعند ورفض قاطع :

_ أنا جلت لع يعني لع مش هروح وياكي عاد أنا حرة روحي إنتي سلمي براحتك وعلي كيفك أما أني لع .

زهقت أمها من تيبس راسها وتصميمها وقالت لها:

_ يعني دي آخر كلام عنديكي ياحور هتسيبي أمك تروح لوحديها ومش هتاجي تشيلي معايا في الشيلة دي ؟

ردت حور علي والدتها بتصميم:
_ لع ياماي خدي بت من الخدم تشيل وياكي أما أنا إللي عايزني ياجي يشوفني اهنه أنا مبروحش لحد اسلم عليه .

فقدت أمها الأمل في التأثير عليها وراحت واخدة الزيارة إللي فيها شئ وشويات للدكتور زين إللي هيبقي جوز بنتها وراحت لهم ،

ووصلت لهناك ودخلت كانوا كلهم قاعدين في الجنينه مع بعض ،

وبص أخوها لقاها داخلة وشايلة قام عليها ونزل الحاجة من علي راسها وقال لها :

_ ليه ياخيتي التعب ده كله والشيلة التجيلة دي ماكنتي تخبريني وأنا أبعتلك حد من العمال يشيل الشيلة دي منيكي ؟

ردت عليه اخته وهي بتبص له بحب وقالت له:

_ ولا تجيلة ولا حاجة ياخوي كله من فضلة خيرك ياحبيبي ،

وبصت علي زين وهي رايحة له وقالت :
_ وبعدين دي حاجة بسيطة علشان الغالي الداكتور زين رجع بالسلامة ونور داره .

وسلمت عليه وحضنته وهو رد عليها:
_ تسلميلي يا عمة كيفك عاملة إيه وصحتك عاملة إيه اتوحشتك جوي ،

وسلم عليها بحرارة واتجنب السؤال عن حور بتها علشان مايفتحوش معاه الموضوع ده ومعتقد في دماغه أنهم نسيوه ومش بيفكروا فيه ،

إلا إن الحاج جابر سأل :

_ آمال فين حور اتوحشتها جوي البنته داي مجبتيهاش معاكي واصل ليه ياخيتي ؟

اتلجلجت أخته وردت عليه:

_ ها معلش ياأخوي هيا أصلها مغصانة شوي فسبتها تستريح .

هب الحاج جابر وقام وقف وقال :

_ كيف يعني دي تعبانة إياك ومتجوليليش يالا همي عاد نروحوا نزوروها وناخد الداكتور زين يكشف عليها ويشوفها مالها فيها إيه ؟

وقال كلامه وهو بيبص لزين بمغزي وأمره :

_ يالا ياولدي هات شنطتك وتعالي وياي نطمنوا علي عروستك ؟

اترعب زين من جواه من كلام أبوه لكنه مقدرش يعارضه قدام الكل وطلع من السكات جاب شنطته ومشيوا مع بعض لعند حور إللي متبعدش عن دارهم بكتير ووصلوا لعندها ،

ودخلوا خالها وأمها لقوها قاعدة وماسكة كتاب بتقرأ فيه بتمعن ومحستش بدخولهم عليها ، وزين واحد صاحبه قابله بره ووقف يسلم عليه ،

لحد ما أمها ندهت عليها وقالت لها:
_ بت ياحور جومي سلمي علي خالك إللي أول ماقلت له إنك مغصانة جه جري يطمن عليكي وجاب الدكتور زين إللي بيسلم علي واحد صاحبه برة وداخل دلوجتي علشان يكشف عليكي ويطمن جلبي .

قالت لها امها الكلام ده وهي بتبص لها بمغزي أنها تفهم كلامها ،

فجريت حور علي خالها وحضنته وقالت له:
_ وه خالي جابر بذات نفسيه جاي يطمن علي حور ياسعدك يابت حور .

بادلها خالها الحضن بحفاوة لأنه بيحبها جداً وبيعتبرها بنته إللي مخلفهاش وقال لها :

_ زينة البنتة وزينة جنا بحالها تعبانة إياك ولا بتتجلع علشان تشوف معزتها كيف عندينا ؟

وقبل ما ترد عليه دخل زين من الباب وهو بيقول السلام بجمود وقال :

_ السلام عليكم ورحمه الله كيفك يابت عمتي ألف لابأس عليكي .

بصت عليه وردت علي كلامه بنفس الجمود وقالت :

_ زينة وبخير ياواد خالي بس هما شوية مغص واماي كبرت الموضوع شوية .

وفضلوا الاتنين باصيين لبعض بتحدي لحد ما رد عليها زين:

_ طيب عال يابت عمتي طالما إنتي بخير عاد ملهوش لازمة الكشف ونهموا عاد يابوي نعاود البيت علشان تعبان من السفر ومحتاج استريح .

بص له أبوه وقال له :
_ لع اجعد شوي مع عروستك لحالكم اهنة وأنا وعمتك هنتحدتوا مع بعض شوية لحالنا ،

انتوا خلاص كلها شهر وتتجوزوا فاجعدوا مع بعضكم واتفجوا شوفوا هتعملوا إيه والترتيبات إللي انتوا هتعملوها ايه ؟

انصدموا الاتنين من كلام الحاج جابر وبص زين لأبوه ولسه هيتكلم لقي عمته بتقول :
_ خلاص عاد ياأخوي سيب الداكتور يستريح النهاردة من تعب السفر وبكره نتحدتوا براحتنا ونرتبوا كل شي .

كلام عمته كان طوق النجاة بالنسبة لزين واقتنع الحاج جابر وأخدوا وروحوا ،

واول ما وصلوا قال زين لأبوه بجدية:
_ بعد إذنك ياأبوي رايد اتحدت وياك لوحدينا .

رد عليه أبوه وقاله له:
_ تعالي ياولدي ندخل أوضة المكتب ونتحدتوا براحتنا .

ودخلوا المكتب وقال الحاج جابر:
_ اتفضل جول إللي إنت رايده .

اتلجلج زين ومش عارف يبدأ كلامه إزاي مع أبوه وقال :
_ أنا ماعيزش أتجوز دلوكيت يابوي أنا باصص لمستجبلي المهني وعايز أجف علي رجلي الأول وبعدين أفكر في الجواز ،

مش عايز أشغل حالي بزوجة وعيال ومسؤلية يعطلوني عن بُني حلمي .

حك الحاج جابر دقنه ورد عليه:
_ وه وايه تاني ياداكتور زين كأن الغربة نستك عوايدنا عاد وإني لما بأمر لازمن التنفيذ طوالي ولا إيه رأيك ؟

حاول زين يستعطف أبوه وقال له :

_ حاشا لله إني اعصي أوامرك يابوي بس أني بصراحة ماريدش حور بحسها زي خيتي ،

وبصراحه اكثر أنا مرايدش جواز القرايب دي واصل وخاصة من العصب بيسبب المرض لأولادنا وغلط جداً ،
وأنا وهي قرايب من الدرجة الأولى يعني إحتمال الخطر كبير ،

وكمل وهو بيحاول يأثر علي أبوه:

_ مرايدش نتعذ.ب أنا وهي ونجيب أطفال مشـ،ـوهين وند.مر نفسيتهم معانا .

رد عليه أبوه بحزم وقال له:
_ لا من الناحية دي اطمن ياداكتور إحنا نسلنا كله في السليم وبإذن الله هتملوا لي البيت عيال زينة واعمل حسابك إن جوازكم هيبقي اخر الشهر وده أمر لامفر منيه .

وسابه وخرج وحطوا قدام الأمر الواقع إللي لامفر منه ،

وقعد زين يكلم نفسه ويتحاور معاها:
_ هتعمل ايه يازين هتتجوزها إزاي وتتعذب إنت وهي بعد إكده ،

عذاب البعاد والعشج أهون من عذاب التشـ،ـوهات إللي حتميا هيحصل لولادهم لما يتجوزوا لأن الجد التالت ليهم كان عنده مرض خلقي من جواز القرايب بردوا وده إللي قالق زين ومخليه رافض رفض تام ،

وكمل حديثه مع نفسه بحيره وعذاب :
_ هتعمل ايه يازين حبيبتك وروحك هتبقي بين إيديك وهتخاف تقرب لها وتيجي ناحيتها ،

عشج السنين هيكون بين إيديك وحلالك وعقلك هيحرمك منيه ويبعدك عنيه ؟

يارب التدابير من عندك يارب .

وعدت الايام ورا الايام استسلم زين لأمر أبوه إللي مينفعش يخالفه أو يرفض اوامره ،

أما عند حور بتتكلم مع والدتها بحدة :
ط
_ أنا ياأماي مرايداش الجوازة دي مرايدش اتجوز واحد مش عايزني ومغصوب عليا ،

مرايداش أتجوز بالطريقة المهينة دي ،

ده مكلمنيش من ساعة ماجه وكأنه بيجولي لو عندك د.م بعدي إنتي .

ردت والدتها وهي بتتحايل عليها وبتهاودها :
_ يابتي ولد عمتك داكتور ومتعلم ومتنور زيكي اكده لو مرايدكيش هيجول لأبوه لا ويشوف حاله ،

اما هو بيجهز في عشكم وبيظبطه لجل ماتروحي لحضـ،ـنه ،

وكملت وهي بتحاول تهديها :

_ وبعدين هو في حد ما يريدش الحور العين الجمره دي ده إنتي زينة البنتة بحالهم جمال ومال وعلام ،

ده إنتي الله أكبر عليكي معاكي كلية لغات وترجمة وبتتكلمي سبع لغات ومثجفة ومتفرقيش عنيه واصل .

ردت حور وهي بتشاور علي حالها بفخر:
_ أني شايفة نفسي غاليه وعاليه أوي ياأماي وصعبان عليا نفسي اني اتجوز واحد مش حاسس بيا ولا رايدني ،

اني إللي عايز يتجوزني يحسسني إني كل حياته واني مناه ميحسسنيش بنفرته مني ،

أباي مجبلهاش علي نفسي عاد افهميني ياما عاد .

جاوبتها أمها بحزم وهي بتنهي معاها الحوار :

_ بزياداكي الحديت الماسخ ده إللي لايودي ولا يجيب كلام فارغ ايه إللي إنتي بتجوليه ده يامجصوفة الرقبة إنتي ،

ده خالك بيحبك اكتر من ولده بذات نفسيه وهتبجي ست الدار هناك وهيخليكي ست الستات ومحدش يجدر ياجي عليكي ولا يمسك بكلمة واصل ،

فاعجلي إكده واهدي علي حالك والأمر لامفر منه .

اتنططت حور في الأرض زي العيال الصغيرة بالظبط وأمها سابتها وخرجت تكلم نفسها وكانت بتقول :

_ يعني ايه هتجوزه بالغصب يعني ولا إيه ،

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
8

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل