
إنت مش واخد بالك إننا في الحرم الجامعي وأنا طالبة معروفة وأخاف حد يشوفني بالمنظر ده وممكن كمان يلقطنا صورة ،
تصور منظري هيبقي عامل إزاي وأنت كمان المفروض تخاف عليا وعلي سمعتي أكتر من كدة ،
واسترسلت بهدوء:
_ لو سمحت ياعامر متعملش كده تاني علشان بجد مندمش نفسي إننا كتبنا الكتاب ،
وبالفعل قد حدث ماتوقعته فقد كانت تلك الخبيثة والتي تسمي صديقتها بل وأقرب الأصدقاء لها ممسكة هاتفها وقامت بتصويرها فيديو هي وزوجها ،
ولم تراعى حرمة التجسس والتصنت لذلك يجب علينا استعمال العقل قبل أي شئ ،
اعتلي الأخري ابتسامة خبيثة علي وجهها مما حصلت عليه اليوم وأضافته إلي مامعها ،
وحدثت حالها بكره شديد:
_ إن ماخليته يطلقك قريب أوي أوي مبقاش أنا جنة ، ومش أي طلاق ده أنا هخليه يطلقك بزفة عظيمة تشهد عليها الكلية كلها ياست الحسن والجمال ياست سندريلا هانم ،
وأكملت خطوات الشيطان لكي تكمل مخططها الذي تجهز له منذ أكثر من ستة أشهر حتي يؤدي بصديقتها إلي الهاوية بلا رحمة ولا شفقة .
تأفف عامر بضيق بان علي معالم وجهه وأردف قائلا بعتاب:
_ يعني ياساسو كتبنا الكتاب زي ماكتبناش برده مقفلة دماغك معايا ومش مديانا فرصة نقرب من بعض وناخد علي بعض ،
أنا تعبت والله مبقتش عارف أتعامل معاكي إزاي كل لما أقرب خطوة أحس إنك بتبعديني عشرة ،
لحد لما ساعات بيجيلي إحساس إنك مش بتحبيني قد مابحبك ولا بتشتاقي لي قد مابشتاق لك ،
غضبت بشدة من حديثه الذي دائما يتهمها فيه بأبشع التهم وحزنت من داخلها لأجله ، ولكن ماذا عساها أن تفعل معه لكي لايتهمها كل حين بتلك الإتهام الذي يحزنها ويقهر داخلها وتحدثت إليه وعيونها تلمع بغشاوة الدموع مرددة :
_ إنت ليه كل حاجة تحصل مابينا تتهمني إني مش بحبك قد مابتحبني ،
ليه كل مرة تقعد تلوم فيا علشان مش حابة إننا نغضب ربنا حتي لو إنت جوزي قولا وفعلا مش كاتبين كتابنا بس ، لازم نراعي إننا في الجامعة وإن الحاجات دي متنفعش هنا علي الإطلاق ،
مش خايف لا زميل لينا يشوفنا وإحنا بالمنظر ده ، تصور شكلي هيبقي عامل إزاي وممكن يتخيلني إزاي لما يشوفني ويفتكرني وأنا معاك بالمنظر ده !
كل ده مبتفكرش فيه ولا بيجي في بالك ، وفي الآخر أسهل حاجة تقول لي إني مبحبكش ،
ثم حملت حقيبتها علي الفور وغادرت المكان بدموع تنزل علي وجهها كشلالات من ذاك الحبيب المتهور .
أما هو جلس بمكانه ولم يتحرك ورائها لكي يعتذر عن مابدر منه وكل مايفكر به أنها دائما رافضة لأي مبادرة حب يثبت لها حبه بها وعشقه المتيم لها ،
ولا يؤثر فيه ماقالته للتو ببنت شفه ، وجلس غاضباً منها ومن رفضها الدائم له والذي يعتقد أنها كل مرة ترفضه تهين رجولته .ط،
وظلا متباعدان كل منهم عن الآخر أسبوعاً كاملاً لايحادث أي منهم الثاني ويبادر بمحاولة الصلح ،
وكل منهم في اعتقاده أنه علي صواب ولم يخطئ والفجوة في قلوبهم تزداد رويداً رويداً ،
وبعد مرور عشرة أيام أثناء ذهابها إلي الجامعة وهي تقود سيارتها وتفكر بشرود وتيهة مرددة لنفسها بحزن شديد:
_ كل ده ياعامر متتصلش بيا ومتسألش عليا !
كل ده سايبني كده ولا تعرف عني حاجة ولا اطمنت عليا ولا حتي وحشتك زي دايما مابتقول لي ؟
وأكملت بذهول مع حالها:
_معقولة كل ده ياعامر كل ده !
أنا شكلي اتسرعت في خطوة كتب الكتاب دي وبابا وماما ياما نصحوني وقالوا لي اصبري وأنا من كتر حبي فيه وعشقي ليه مشيت ورا كلامه وصممت ،
ونظرت إلى السماء وناجت ربها قائلة بهمس :