
نظر اليها و كاد ان يرغمها على الحديث لكن غير رايه و اردف : علاقتك مع المرحوم كانت شكلها ايه
قالت وهي تنظر بشرود : علاقة موظفة و مديرها
قال سامح : ايه اكتر حد ليه عداوة معاه ..
قالت دون تفكير : معرفش
شعر بالغضب وقال : انتي كدا بتصعبي علينا معرفة القاتل
قالت بعصبية مماثلا : انا كنت سكرتيرنه بس مكنش بيدخلني في شغله و مكنتش اعرف غير المواعيد و حاجات روتينية
قال سامح وهو يرفع حاجبيه : مكنش واثق فيكي بس غريبا انو يخليكي سكرتيرته الخاصة بالرغم من كدا
نظرت الى مكان اخر و مطت شفتيها فقال سامح : اتفضلي روحي دلوقتي .
وقفت هبة و ذهبت فقال سامح : ذي ما توقعت
البارت السادس …
كان ياسين واضع يديه على مقود السيارة وهو في طريقه للمنزل .
كان الليل قد حل و السكون اصبح هو عنوان اليوم . ارجعت هبة راسها الى المقعد و حاولت ان تخرج عن ما تشعر فيه .
شعر ياسين بها و حاول ان يتجاهل الامر لكن لم يستطيع فعل ذلك .
هبة كانت ليست بالنسبة له فقط زوجة او حتى حبيبة .
هبة كانت مصدر لكل شعور يشعر بها منذ ان قابلها . سواء كان هذا الشعور فرح او شعور سعادة او حتى غضب .
تذكر ياسين كل لحظات الفرح و الحب الذي كانت نصيب كل منهم لمدة ثلاثة سنين ثم ابتدا كل شي يتحول للون الاسود .
. ذكريات حاول ان يتخلص منها لكن للاسف . تلك الذكريات جعلت هبة تبتعد عنه و اصبح لا يستطيع ان يراها .
من اصعب المشاعر الذي مرت به في حياته كانت بعدها عنه . كم تعذب وكم سهر اليالي يفكر بها .
( هل هي بخير . هل حزينة . هل تأكل جيدا . من الذي يرعاها عندما ستمرض )
. كان يريد فقط طول تلك المدة شي واحد هو ان تكون بجواره فقط .
بالرغم من كل الاشياء الذي فعلتها له و بالرغم من هروبها منه .لا يستطيع ان يتخلص من حبها الذي ملأ قلبه .
قال وهو ينظر لها بشوق : هبة
نظرت الى عينه و شاهدت تلك النظرة التى تعرفها جيدا و قالت وهي تنظر الى بقعة اخرة : نعم
ابتسمت عينيه قبل ان تبتسم شفتيه و قال : هو انتي لسه بتتكسفي
حاولت هبة ان تخفي بسمتها و اشاحت بوجهها فقال : هبة انتي ليه هربتي
تغيرت ملامح وجهها و قالت : غريبة انك بتسال عن حاجه انا عارفة ومتاكدة انك عارفها
قال ياسين بقهر : وانتي عارفة انتي عملتي ايه و بالرغم من كدا انا بحاول انسا دلوقتي كل ده و ابد صفحة جديدة
دمعت عينيها و قالت : بالسهولة ديه و المشكلة في كل الكلام الى بتقوله دلوقتي انك مصدق لسه الحكاية الى فرقتنا و غيرت كل
حاجه في حياتنا وانت اكثر واحد عارف انها كانت مش حقيقية وانا عمري ما افكر فيها
قال ياسين وهو ينحرف بسيارته : ممكن نقفل الموضوع دلوقتي انا غلطت وانتي كمان و ياريت ننسا
اغلقت هبة عينيها بالألم و حاولت الدخول في غفوة قصيرة متمنية النسيان .
__________________________________________________ _______________________________
خرج سامح من سيارته و عندما وصل البوابة وجد عمر ينتظره و هو مبتسم . قال سامح : ها عرفت مسرح الجريمة
قال عمر وهو يشعر بالانتصار : مكتب احمد الهاشمي
لمع عين سامح و قال : مكتبه الخاص . يعني اكيد القاتل كان بيتكلم معاه بموضوع مهم
اكمل عمر : و يمكن ده كمان بيوضح سبب الضحكة الغريبة الى كانت على وشه . يمكن كان عايز يوضح للقاتل ان
مش همه حتى وهو بيقتله
ابتسم سامح ابتسامة بسيط و قال : دلوقتي لازم نعرف السبب الي خلي القاتل يحرك الجثة من المكتب الى الفناء
قال عمر : انت قصدك اننا ممكن نلاقي خيط للقاتل في مكتبه
قال سامح و هو يتجه الى القصر : هنشوف دلوقتي
__________________________________________________ ________________________
ترجل ياسين من السيارة و انتظر ان تخرج هبة لكنها لم تفعل شعر ياسين ببعض القلق و ذهب الى مكانها فوجدها تغط بنوم عميق
ابتسم ثم و ضع يديه تحت جسدها و حملها بخفة و توجه للفيلا وعندما دخل وجد والدته سماح و هى جالسة على المقعد
و تنتظره في قلق و عندما شاهدته وهو يحملها شعرت بالغضب ثم قالت : الغندورة بتتدلع عليك كمان مش كفاية الى عملته
وضع يديه على فمه اشارة لها بان تتوقف ثم توجه الى غرفته و وضعها على الفراش و دثرها جيدا باللحاف و اغلق النور
و توجه الى والدته و وجدها جالسة و تبكي فقال لها بصوته الحنون : مالك يا ست الكل
قالت وهي تنظر له بضيق : مفيش
اقترب منها و امسك اكتافها و جلس وهو يضمها اليه و قال : انا عارف انك قد ايه بتحبني و كنت بتحبي هبة اذاي و فاهم
شعورك كأم بس متخافيش عليا انا عارف بعمل ايه
ابتسمت بهدوء و قالت بحب : انا قلقانة عليك و مش قادرة اسامح الى كانت السبب في عذابك اربع سنين مش قادرة
انسا انك بقيت انسان تاني من ساعت ما سبيتك
قال بضيق : بس انا دلوقتي روحي رجعتلي و كل حاجه باقت ذي ما انا عايز
قالت باستسلام : خلاص يا حبيبي مدام انت مرتاح انا هكون اكثر راحة .
مسك باطن يديها و قبلها ثم توجه الى غرفته و رفع اللحاف و نام بجوارها
__________________________________________________ ______________
قال سامح وهو يتفحص الغرفة : انت كلمت اللجنة الجنائية عشان يفحصوا الغرفة
قال عمر : ايو انا كلمتهم بالفعل و اخذو شوية عينات و هيبعتهولنا بعض شوية
دخل سامح الغرفة و اقترب من الجدار و هو ينظر اليه بتركيز
شعر عمر ببعض الاستغراب ثم فهم مقصد زميله
و وقف ينظر هو الاخر و بعد فترة من الزمن قال عمر بمفاجئة : لقيتها
امسك سامح مسدسه الذي في قميصه و ازال منه الرصاصات ثم سحب المقعد و جلس فوقه ثم حاول ان يحفر مكان النقطة
حتى تساقطت بعض قطع الجدران و ظهرت كورة كبيرة لا تتصل بشي قال سامح : اكيد كان لازم يحط كمرة سرية في
مكان مهم ذي ده
قال عمر : لكن للاسف مش هنعرف نلاقي المكان الى مسجل فيه اللقطات الاحتياطية .
زفر سامح ثم قال : انا متاكد انى هلاقيها