
ليصمت عتمان برهة ثم ينظر لحكيم بأسف قائلا : يومها حسستنى بالذنب انى خليتك تتجوزها ، وحسستنى انى قضيت على سعادتك بايدى
وعشان كده وافقتها ، لكن كنت هقولك بعد جوازك …ده كان رجاءها منى انك مانعرفش غير بعد ماتبتدى حياتك اللى انت بتتمناها
ورغم اعتراضنا على مها إلا أنها اقنعتنى بيها وقالت لى حكيم كفيل أنه يطبعها بطبعنا ، وطالما انك بتحبها فده كفاية اوى انى أوافق عليها
وعشان كده انا وافقت على جوازك من مها ، واديك اهوه انت بنفسك اللى اتراجعت عن جوازك منها من غير اى تدخل من اى حد فينا
حكيم : طب مانا سيبت مها من يوم سفر ورد ليه ماحدش قاللى
حكمت : لا قلنا لك ولا قولنالها ، خفنا نصحى فيها الامل وترجع تنصدم تانى لو انت فكرت ترجع لمها أو ترتبط بغيرها ، وحتى ماسألنكش عن السبب اللى خلاك تسببها عشانه
حكيم وهو يشعر بالخجل من حديث والديه : لانى اكتشفت ان طول عمرى ماحبيتش غير ورد ، بس ماكنتش فاهم ، وجودها جنبى باستمرار ، كان مخلينى حاسس انها ملكية خاصة ليا طول عمرى ، كنت انانى …. فعلا كنت انانى ، بس الظاهر أن حبى ليها كده ، بس انا بحبها وعاوزها ، ساعدنى ياحاج …وانتى يا امى قولى لى اعمل ايه ، انصحوني
لتتنهد حكمت وقد تألم قلبها لحديث ولدها وقالت : سيبها دلوقتى ياحكيم ، هى لسه والدة واكيد لسه ماسترديتش صحتها من الولادة
حكيم بالم : بس هى دلوقتى بالذات محتاجانى جنبها
لتربت والدته على كتفيه قائلة : انا هتكلم معاها بس بلاش النهاردة
حكيم : أقنعيها اسافرلها
حكمت : هحاول يابنى ….هحاول
ليستدير حكيم متجها إلى الخارح وقبل أن يخرج قال والده : مبروك عليك ماجالك يا ابو نواره
ليبتسم حكيم بسعادة فقد نسى تماما أنه بذلك قد أصبح أبا ، فكان كل مايشغل تفكيره أنه قد عاد للاقتراب من ورد ولو بخطوة وانصرف وهو يمنى نفسه بعودة ورد إلى أحضانه مرة أخرى
………………………..
فى انجلترا
كانت تجلس ورد وهى تطعم ابنتها وهى تتذكر ماقاله لها حكيم فى محادثته الهاتفية ، وكانت ضربات قلبها تتسارع كلما تذكرت كلماته عندما قال لها ..انا اكتشفت أن طول عمرى ماحبيتش غيرك ياورد
لتتنهد بشدة وقتما دخلت عليها نور لتسالها بلهفة : مالك ياورد
بانتباه عليها ورد قائلة : ابدا يانور ، سلامتك ، انا بس مستنية نوارة تشبع عشان احطها فى سريرها وأقوم اذاكر شوية ، انا اتعطلت جامد الفترة دى
نور : ياستى ولا يهمك ،هتعوضيها أن شاء الله ، بس دلوقتى لازم نفكر هتعمل ايه فى نوارة وقت ماتنزلى الجامعة ، انا مستعدة تماما أنى اتولى رعايتها وقت ما اكون موجودة برة الجامعة ، لكن فى اوقات انا وانتى بنبقى فى الجامعة فى نفس الوقت ولازم نفكر من دلوقتى هنعمل ايه
ورد : الحل الوحيد انى اشوفلها جليسة بالساعة
وبعد فترة من الصمت صفقت نور بيدها قائلة : بس ..لقيتها
ورد : ها اشجينى
نور : فى بنات عرب كتير فى الجامعة ، لو شفنا اى بنت فيهم فى اوقات انشغالنا هتبقى اوفر بكتير من انك تجيبى حد متخصص من أهل البلد
ورد بقلق : بس ممكن مايعرفوش يتعاملوا مع البنت او تتبهدل منهم
نور : لا ماتقلقيش، مااكيد هيبقى فى فترة اختبار أثناء وجود حد فينا فى الاول
ورد : طب ودى هنجيبها ازاى
نور : عادى ، هنعمل اعلان فى المنتدى اللى بيتجمع فيه العرب كل اسبوع
ورد بابتسامة امتنان : انا بجد مش عارفة كنت هعمل ايه من غيرك
نور بابتسامة : حبيبتى انتى اختى اللى كان نفسى يبقى لى زيها ، ربنا يطمننى عليكى