
بعد مرور شهر على وصول ورد إلى لندن ، تستقر بالجامعة وتقيم مع زميلة لها بنفس جامعتها ولكنها تخصص آخر فورد تدرس جراحة الأعصاب ، أما زميلتها نور فهى تدرس علم البرمجيات
وسرعان ما اندمجت ورد مع نور وكونا صداقة جميلة برعاية الغربة والوحدة ، وكانت ورد تهاتف عمها بانتظام مساء كل ليلة جمعة ، ويجمعها البكاء مع زوجة عمها التى يعتريها القلق الشديد على حملها وهى وحيدة وطلبت منها زوجة عمها أن تتحدث الى نور وبالفعل تحدثت إليها وأخذت توصيها على ورد وجنينها ووعدتها نور أن تظل دائما ملاكها الحارس
حتى جاء موعد ولادة ورد التى نقلتها نور على الفور إلى أحد المشافى ولم تتركها حتى وضعت مولودتها وعادت بها مرة أخرى إلى منزلهم تحت رعايتها
نور وهى تعدل وضع نوم ورد وتناولها طعامها : بس انتى لسه ماقلتيليش هتسمى القمراية دى ايه
ورد بابتسامة : هسميها نوارة
نور بسعادة وهى تصفق بيديها : الله ، كناية عن أسمى مش كده
ورد ضاحكة : كان نفسى اكدب عليكى واقول لك ااه …بس مسيرك تعرفى الحقيقة فى يوم من الايام
نور بإحباط وهى تمد شفتيها بامتعاض : وايه هى بقى الحقيقة دى
ورد بابتسامة : ده اسم امى الله يرحمها
نور : الله يرحمها ويخليلنا نوارة الصغيرة القمراية دى …بس شكل مين ياورد ، مش شكلك خالص ..مش واحدة منك غير لون شعرك
ورد بشرود حزين : شكل باباها
لتصدر نور صفيرا عاليا وتقول ،: ده واضح انه مز اوى
ورد وهى مازالت على شرودها وكأنها تتذكر كل ماقد كان : كفاية أنه راجل
نور : حبيتيه
ورد : اكتر من روحى
نور باستغراب : اومال اتطلقتوا ليه
ورد وهى تحاول تغيير الحديث : الحب مش دايما بيبقى كفاية ، وبعدين انتى هتاكلينى واللا هترغى
نور : أيوة استعبطى استعبطى , انتى بس بتغيرى الموضوع وانا هعديهالك بمزاجى
ورد ضاحكة : ماشى يا ام العريف ، بس انا عاوزة اخلص اكل بسرعة عشان اكلم عمى ، النهاردة معاد مكالمتهم
نور : كلى بس الاول وماتقلقيش انا فاكرة
وبعد انتهاء ورد من طعامها تقوم بارضاع صغيرتها وتصويرها على هاتفها وتقوم بإرسال الصور الى عمها وزوجته ثم تقوم بمهاتفة عمها
عتمان : اتأخرتى عليا المرة دى ياورد طمنينى عليكى يا بنتى
ورد : احنا بخير ياعمى ماتقلقش علينا
عتمان : وانتى مش محتاجة حاجة يابنتى
ورد بابتسامة : محتاجين دعاك بس ياعمى ادعيلى وادعى لنوارة
عتمان : هى مش اسمها نور
ورد بمرح : جرى ايه ياعمى مش تركز معايا كده …نور تبقى زميلتى لكن نوارة ….. نوارة تبقى حفيدتك ياحاج عتمان
لينتفض عتمان من مجلسه وهو يتقافز فرحا رغم تقدم عمره قائلا : الله اكبر.. الله اكبر ..حمدالله على السلامة ياقلب عمك ..انتى ونوارة اللى نورت الدنيا كلها
لتدخل حكمت على صوت زوجها العالى وهى تستفسر عن سبب سعادته البالغة ليقول : بقيتى جده يا ام حكيم …ورد قامت بالسلامة وجابتلنا نوارة
ليسمعا صوت شئ ما وقع متهشما على الأرض ليلتفتوا إلى مصدر الصوت ليجدوا حكيم يقف والصدمة تعلو وجهه وقد وقع فنجان قهوته ارضا وصار هشيم
الفصل الثانى
عقدت المفاجأة لسان عتمان وحكمت وهم يتبادلون الأنظار مع حكيم الذى التمعت عينيه بنظرة لم يفهم والديه اى معنى له فى حين تقدم منهم حكيم والتقط الهاتف من يد والده ووضعه على أذنه قائلا بصوت شجى: انتى كنتى حامل
لنعقد المفاجأة لسان ورد لبرهة ، ليعود حكيم للتحدث قائلا بهمس : ليه ماقلتيليش ياورد
ورد وقد عاودها الحنين لحب عمرها : ماكانش ينفع ياحكيم
حكيم باستجداء : ليه
ورد بشجن : انت اخترت
حكيم : ولو قلتلك انى فقت وعرفت أن اختيارى كان غلط ، وانى قلبى كان عارف صاحبته من زمان ..بس انا اللى ماكنتش واخد بالى وما حسيتش غير بعد مابعدتى عنى
ورد وهى تتذكر كل ماقد كان وكل ماقاله لها حكيم وما فعله آخر ليلة جمعتهم سويا لتغمض عينيها وهى تقول : خلاص ياحكيم ، ماعادش منه داعى الكلام ده ، احنا كل واحد فينا عرف طريقه
حكيم : لأ ياورد ….انا سيبت مها ، لانى اكتشفت انى مابحبهاش زى ماكنت فاكر ، انا كنت موهوم بحبها ، انا اكتشفت أن طول عمرى ماحبيتش غيرك ياورد
وعندما لم يأتيه اى رد نظر للهاتف بيده ليكتشف أنها قد قطعت الاتصال ، حتى أنه لم يدرى أسمعت حديثه للنهاية ام لا
والتفت إلى والديه معاتبا وقال : ليه …ازاى تخبوا عليا حاجة زى دى
ليجلس والده وهو يحنى رأسه بينما قالت حكمت : طلبت مننا مانقللكش عشان ماتلغيش جوازك من مها ، وقالت انها مش عاوزة تبوظلك حياتك اكتر من كده
حكيم ببعض الغضب : تقوموا تكدبوا عليا
لينهض عتمان غاضبا وهو يقول : مين اللى كدب على مين يا حكيم ، احنا اللى يادوب نفذنا رغبة البنت اليتيمة اللى سلمتهالك أمانة وانا كنت فاهم انك هتصونها ، واللا انت اللى كدبت علينا كلنا طول السنين دى وانت مفهمنا انكم زى اى اتنين متجوزين واتاريكم كنتم زى الاخوات
لتتسع عينا حكيم بدهشة وهو لا يعلم ماذا قصت عليهم وما التفاصيل التى علموا بها عنهما
ليكمل عتمان بعد أن رأى أثر الدهشة على وجه ولده وقال بالم : ورد ماحكيتلناش غير لما لقتنى مصمم اكلمك أبلغك بحملها ، يومها قالتلى بالحرف الواحد …بلاش ياعمى ..بلاش ابقى حمل على أكتافه اكتر من كده بلاش تخليه يكرهنى .. انا راضية بكل اللى حصل منه لانى عارفة أن مهما حصل هفضل دايما بالنسبة له ورد الصغيرة اللى أتربيت على أيده حتى لو بعيد عن بعض ، لكنى اللى مش هرضى بيه ولا هقدر اتحمله ابدا أنه يكرهنى لانى حمل على اكنافه أو أنه يحس انى اتسببت فى ضياع عمره