
بالخارج
عند خروج على يناديه حكيم قائلا : على …….مبروك على الجواز وان شاء الله ربنا يرزقك بالذرية الصالحة ، بس ابعد عن صفية ياعلى ، بكفياك لحد كده
ليومئ على برأسه فى أسى ويكمل مسيرته حتى اختفى من أمامهم
حكمت : يعنى صفية ماقبلتش ترجعله
حكيم بغضب : وانتى فكرك كنت هوافق لو هى وافقت
حكمت : يابنى اختك …..
عتمان بحزم : أخته عملت الصح ياحكمت ، صانت كرامتها وعززت روحها
ورد وهى تربت على كتف زوجة عمها : ماتقلقيش على صفية ياماما ، صدقينى هتبقى زى الفل
لتنهض ورد وتتجه إلى غرفة صفية لتدخل إليها واغلقت الباب من خلفها وتذهب للجلوس بجوارها قائلة
ورد : سمعينى صوتك عشان اعرف اتكلم معاكى
لتنظر لها صفية بعيون تمتلئ بالدموع وقالت : انا تعبانة اوى ياورد
لتاخذها ورد بين أحضانها قائلة : عيطى ياصفية ، انا عاوزاكى تعيطى لحد عينك ماتنشف
لتنفجر صفية بالبكاء وكأنها كانت تنتظر الاذن للإفراج عن دموعها وصوتها وظلت على وضعها بأحضان ورد حتى كفت عن البكاء ولم يبقى سوى بعض شهقات تصدر عن صدرها بين فينة وأخرى ، لتناولها ورد بعض المحارم لتجفيف وجهها ثم بدأت ورد فى الحديث : البقاء لله
لترفع صفية رأسها برعب قائلة : مين اللى مات ياورد
ورد بابتسامة : صفية القديمة ، صفية مرآة على ، واتولد مكانها صفية جديدة نوڤى .. لانج ..لسه بالسوليفانة بتاعتها
لتتنهد صفية بحزن ، لتستأنف ورد حديثها قائلة : انتى فاتك كتير اوى ياصفية ، انتى خريجة حقوق زى اخوكى ، اتجوزتى وانتى لسه فى الكلية ، وخدتى الليسانس وشكرا على كده لا خرجتى للدنيا ولا حاولتى تشتغلى
اخرجى للدنيا بقى ياصفية ، أرمى كل حاجة ورا ضهرك ، انتى لسه اللى زيك مااتجوزوش ، وعاوزاكى تبقى على رجلك ، و ماتندميش على حاجة ، شوية زعل وراحوا لحالهم أو هيروحوا
المهم والخلاصة انى بأيدك على قرارك ، انتى اخدتى القرار الصح ، حتى لو لسه بتحبيه ، ملعون الحب اللى يدمر حياتنا ، لكن انا متاكده انك هتتخطى كل ده بسرعة لو اشتغلتى
لتبتسم صفية قائلة : احلى حاجة فيكى ياورد انك مطرح مابترسى بتدقيلها
ورد ضاحكة بزهو : ده طبعا غير انى مرآة اخوكى
لتضحك صفية بملئ شدقيها ليدخل الجميع على صوت ضحكاتهم
حكيم وهو يحتضن أخته بحب : حمدالله على سلامتك يانص قلبى
صفية بابتسامة : تسلملى ياحكيم ويسلملى نصك التانى
عتمان بحنان : عاملة ايه دلوقتى يابنتى
صفية : بخير يابابا ماتقلقش عليا
عتمان : يارب دايما كلكم بخير
صفية : بس انا عاوزة اروح
ورد : وانا كمان شايفة كده ، انتى بس محتاجة شوية تمارين وتبقى زى الفل
حكيم : يعنى اعمل لها خروج
ورد : ياللا نروح نعمله سوا
ليتجه حكيم وورد إلى الطبيب المعالج لصفية ليقفا على بواطن الأمور ليملأهم الامل وينتهوا من إجراءات الخروج ليعودوا جميعا إلى المنزل
وفى خلال ثلاثة أسابيع تعود صفية للاعتماد الكلى على نفسها فى الحركة ليقيم حكيم احتفالا بشفائها مع عقيقة ولده زين وسط بهجة الجميع
وبعد انتهاء الحفل يتفاجئ حكيم بطلب صفية
الفصل الرابع
يجلس حكيم إلى جانب شقيقته سائلا إياها : عاوزانى اعملك ايه …قوليلى وان شاء الله كل اللى انتى عايزاه يكون
صفية : لو مش هيضايقك انت او ورد ، عاوزة انزل معاكم القاهرة
حكيم بابتسامة : حبيبتى انتى تنورينا ، وانتى عارفة ورد بتحبك اد ايه
صفية : ربنا مايحرمنيش منكم ، لكن انا مش هاجى زيارة
حكيم باستغراب : مش فاهم
صفية : انا عاوزة اشتغل ياحكيم ، وعاوزاك تساعدنى
برافو عليكى ياصفية …هو ده اللى كان المفروض يحصل من زمان
كان هذا صوت ورد وهى تصفق بيديها بحماس
لتأتيهم حكمت عند سماع حوارهم وتقول : ازاى يعنى يابنتى بعد العمر ده كله تروحى تشتغلى ، ده انتى عمرك ماشتغلتى قبل كده
عتمان : بنتك لسه فى عزها ياحكمت
ورد : وايه يعنى ياماما ، طب مانا كمان عمرى ماشتغلت ، لكن هبتدى شغل بعد شهر ، وهنزل المستشفى وإبدأ شغلى ، واتعود
حكمت : بس يابنتى
حكيم : ماتقلقيش يا امى ، صفية هتبقى معايا وتحت رعايتى ،وانا برضة شايف أن ده احسن قرار اخدته فى حياتها
صفية وهى تتبادل النظرات مع والديها : ارجوكوا توافقوا …..انا فعلا محتاجة ده
عتمان وهو يدق عصاه ارضا بحزم هادئ : روحى مع اخوكى يابنتى ، وعيشى حياتك وانا واثق أن اخوكى هيراعيكى بعينيه زى ما انا واثق فى عقلك وربايتى ليكى
حكمت بعتاب : هتقدر على بعدها ياعتمان
عتمان : مش هنعيشلها العمر كله ياحكمت ، سيبيها تجرب واكيد هى عارفة أنها وقت ماتقول ارجع هترجع تلاقى كل حاجة على حالها
………………….
فى مكتب حكيم بالقاهرة
يجلس حكيم على مكتبه وأمامه اسماعيل يتحدثان فى امور المكتب ويقومان بتوزيع القضايا فيما بينهما بعد استقرار حكيم مرة أخرى بالقاهرة
حكيم : على فكرة انت مفترى
اسماعيل بمرح : يعنى عاوز تقعد زيادة عن شهرين بعيد عن المكتب وتيجى تشرب سحلب وتروح
حكيم وهو يفرك رقبته : ماقلتش سحلب ، مش عاوز ياعم ، بس الرحمة حلوة ، ماتاخدنيش من الدار للنار كده
اسماعيل : شيل ياحلو شوية شيل ، مش كفاية العكة اللى انا معكوكها
حكيم يتعاطف : ربنا معاك ، معلش يا اسماعيل انا عارف انى تقلت عليك بزيادة ، بس خلاص ادينى اهوه فضيتلك وكمان عاوز اأخد رأيك فى موضوع
اسماعيل وهو يترك مابيده : خير
حكيم : طبعا انت عارف صفية اختى
اسماعيل : طبعا عارفها ،مالها ، فى حاجة واللا ايه
حكيم : هتيجى تشتغل معانا هنا
اسماعيل بدهشة : ازاى الكلام ده ، طب وبيتها وجوزها
حكيم بأسى : صفية اتطلقت من ساعة ما انا رجعت من برة تقريبا
اسماعيل بذهول : معقولة ، بعد العشرة والحب ده كله
حكيم : مابلاش انت
اسماعيل : انا غير ياحكيم ، انا كان مضحوك عليا …لكن صفية وعلى ….. دول كانوا روح واحدة فى جسمين
ليتنهد حكيم بحزن ويقص عليه كل ما حدث مع صفية
اسماعيل بأسى : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، يمكن خير ياحكيم
حكيم : أيوة ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
اسماعيل : طبعا انا ماعنديش مشكلة انها تشتغل معانا ، بس ازاى
حكيم : صفية ماعندهاش اى خبرة ، وعشان كده اللى نأوى اعمله ،اننا فى البداية نديها ملف قضية تقرأها وتدرسها كويس وتطلعلنا منها النقط المهمة وتفندهالنا ،وواحدة واحدة هتتعلم كل حاجة
اسماعيل : تمام ، وعاوزها تشتغل فى أنهى قضايا
حكيم : يعنى ايه
اسماعيل: اقصد يعنى ..عاوزها تمسك نوعية معينة من القضايا ، تخصص يعنى ، واللا المتاح
حكيم بتفكير : اعتقد المتاح يبقى احسن …عشان مانحصرهاش فى حاجة معينة
اسماعيل : طب بص ..أنا عندى قضية قريتها فعلا وفندتها ، ايه رأيك لو اديلها نسخة منها ونشوف هى هتوصل فيها لايه
حكيم بمرح : الله عليك لما تبقى فايق …هو ده
اسماعيل : طب هتبتدى تيجى من امتى
حكيم : من بكرة أن شاء الله ، انا قلت بس النهاردة أجهزلها مكان ومكتب عشان أما تيجى ماتبقاش متضايقة
اسماعيل : تمام ، انت ممكن تخليها تقعد فى مكتب سهيلة ، اهى اتجوزت وخدت إجازة مفتوحة وشكلها مش ناوية تشتغل تانى
حكيم ضاحكا : بكرة تندم
اسماعيل : ااه ..خد بالك لا ورد تسمعك
حكيم : لا ياحبيبى ..ورد غير ، واتكل على الله شوف مصلحتك وخلينى اشوف الملفات دى كلها