
_انت بتعمل معايا كده ليه انا عملت فيك ايه حتى لو هم ظلموني وكانوا قاسيين عليا ليه انت كمان تعمل فيا كده ليه كلكم تعملوا فيا كده انا عايزه اموت وعايزه اريح الدنيا كلها مني .
ما استحملش طريقتها ولا عياطها ولا كلامها وفجاه شدها لحضنه وفضل يطبطب عليها ويهد,يها وهي عياطها بيزيد لحد ما خرجها من حـ,,$ـضنه وحـ,,ــضن وشها بين كفوف ايديه ،
وقال لها وحالتها صعبانه عليه جدا:
_اهدي يا ملك ما تعيطيش وكل حاجه هتبقى تمام باذن الله بس ارجوكي ما تضغطيش عليا .
سالته من بين شهاقتها:
_انت ليه بتعمل معايا كده ممكن افهم بحس هنا بحاجات غريبه بحس منك بنظرات معناها ومفهومها غير معاملتك خالص؟
لحد هنا وما قدرش يسمع اي كلام منها وفجاه شايل شنطته وموبايله وخرج بسرعه قبل ما تكمل اسئلتها اللي مش هتخلص هو مش مستعد لاي مواجهه دلوقتي حاسس بالضعف من ناحيتها وده نوعا ما بيقتله من جواه ،
ومرت الايام وكل يوم تصحى الصبح وهي على نفس الحاله لحد ما قررت في يوم انها ما تنامش وانها هتقوم لحد ما تعرف اللي بيحصل لها ده بيحصل لها من ايه،
وفي ليله فضلت سهرانه لحد ما قربت تزهق ما فيش حد بيجي ناحيتها ولا في حد بيدخل الاوضه وحست ان كل اللي في دماغها اوهام وخلاص الساعه قربت على أربعة قبل الفجر وتعبت وقررت انها تنام وتشيل الاوهام دي من دماغها،
لحد ما فجاه لقيت حد بيفتح باب الاوضه فغمضت عينيها بهدوء وسمعت خطوات ماشيه في اوضتها لحد ما وصلت على سريرها وده كله وهي قلبها بيدق بخوف ورعب دقات عنيفه ، حاولي انها ما تبينش اي حاجه وتبين انها طبيعيه علشان تفسر اللي بيحصل لها كويس لكن اول ما شمت ريحه برفانه ان هو اللي بيدخل لها اوضتها كل يوم وده خلاها اطمنت ما بقتش حاسه بالخوف ،
وقررت تمثل انها نايمه لحد ما تشوف هيعمل ايه اول حاجه عملها سحب كف ايديها ووداه عند شفايفه وباسهم رغبه وشوق وده باين جدا وهي حست بيه ، وبعد كده لقيت ايديها ساكنه جوه حضنه ،
وفجاه لقيته بيتكلم بصوت واطي جدا وبيهمس :
_ معلش اتاخرت عنك النهارده غصب عني الشغل خدني ما تزعليش مني يا حبيبتي ، قل لي واحكي لي يومك كان عامل ايه النهارده اكلتي كويس طمنيني عنك .
كان بيتكلم معاها وهو بيبص لها بحب شديد وبيحسس على شعرها وكل شويه يشمه ويلمسه ،
حست بكلامه ومش فاهمه هو بيعمل كده ليه طب يعترف انها حبيبته وبيلمسها كاي عاشق بيعشق مراته وكلمت نفسها وهي جنبه ما بين عقلها وقلبها :
_ازاي بيتكلم معايا بالطريقه دي وبيتعامل معايا بالعكس تماما هو في ايه بالظبط ما بقتش فاهمه حاجه ياربي .
وفاجأه قررت انها تفتح عينيها وتواجهه علشان تقدر توصل لحل في الغموض اللي هي عايشه فيه معاه ده ،
اما هو حس بحركتها لسه هيقوم لقاها مسكته جامد من ايديه وفتحت عينيها وبصت جوه عيونه بتركيز وهي بتساله:
_ليه بتعمل فيا كده، بتتجاهلني التجاهل ده كله ليه ، لما انت بتحبني قوي كده وسمعاك وانت قريب مني وسمعت كل كلمه وانت بتقولها .
اول ما بصيت له في عيونه نسي كل حاجه وكانه ما سمعش ولا كلمه من اللي قالتها وما افتكرش غير اللي في دماغه وصورتها اللي قدامه وفجاه لقيته بيقرب منها وبيتكلم معاها كانه انسان تاني خالص غير اللي هي تعرفه :
_وحشتيني قوي من بقالك كتير غايبه يا حبيبتي ،ارجوكي ما تبعديش عني تاني مش عارف اعيش من غيرك ولا عارف احس بطعم الحياه وانتي مش بين ايديا ، وحشتني لمسه ايديكي وحشتني نظره عينيكي .
ردت عليه وهي حاسه بالغموض من طريقه كلامه من نظرته اللي اول مره تشوفها:
_انا مش غايبه عنك ولا بعيده انت بتشوفني كل يوم يا عامر انا نفسي افهم انت فيك ايه بالظبط .
حالته زي ما هو مش دريان باي حاجه غير وجودها جنبه وريحتها اللي جابها لها مخصوص علشان خاطر يشم فيها الريحه اللي بيعشقها وقرب منها وكانها ما قالتش حاجه،
وهي كمان نسيت نفسها من نظراته ومن لمساته وبقيت حاسه بالخجل ،
لحد ما قرب منها وحضن وشها بين ايديه وباسها بوسه طويله وهو بيقول لها :
_ياه انا مش مصدقه ان انتي بين ايديا وان انا لامسك وحاضنك وشامم ريحتك يا حبيبتي ما تبعديش عني تاني يا نور .
اول ما سمعت اسم نور انتفضت وبعدته عن احضانها بعد ما كانت بتستجاب لي وبعد ما حست بقربه وحنيته وكلامه الحلو ليها لما لاقاها بعدت عنه فاق من حاله الايام اللي كان فيها على سؤالها :
_مين نور دي انا خلاص تعبت منك واعصابي باظت وحياتي ونفسيتي اتدمرت اكتر ما كنت انا عايشه مع عمي ومرات عمي اللي كانوا بيعاملوني زي الجاريه بالظبط،
وكملت كلامها وهي حضنه وشها بين ايديها وبتعيط جامد :
_انت لين كلكم بتعملوا معايا كده هو انا ما استحقش المعامله الكويسه ما استحقش الراحه ما استحقش الحب وان اكون بني ادمه ليا بيت وزوج يحبني ليه بتعملوا فيا كلكم كده ليه حرام عليكم .
كان عايز يحضنها ويطمنها و يتاسف لها على معاملته معاها لكن فجاه سابها وخرج وهو بيقول لها:
_لا ابعدي عني مش انتي، مش انتي ، عمرك ما هتاخدي مكانها ، ابعدي عني .
سمعت كل كلمه قالها وبقت تتحسر على حالها اكتر وبعد ما كان خلاص قريب منها وهيبقوا عايشين طبيعيين زيهم زي اي زوجين وهيبداوا حياتهم فجاه نطق باللي وجعها وخلاها تقضي ليلتها كله عياط مستمر لحد ما نامت من كتر العياط ،
ومن يومها هم الاتنين ما تقابلوش مع بعض خالص بيرجع في اوقات متاخره عشان يحاول يتجنب نظره عينيها او انه يشوفها وهي كمان من ساعه اللي حصل وهي بتحاول تتجنبه وما بيكونش موجوده في الوقت اللي بيكون موجود فيه وكل يوم استغرابها واندهاشها انه ليه اتجوزها وليه طلبها من عمها اللي بيشتغل عنده بيزيد عن اليوم اللي قبله ،
لكن في حاجه خليتها مركزه جدا دايما بيدخل اوضه ويقعد فيها ساعات طويله لحد وقت معين وفجاه تلاقيه خرج وقفل الاوضه بالمفتاح ومحرج عليها انها ما تجيش ناحيه الاوضه دي لحد ما قررت في يوم انها تفتح الاوضه وتكشف عن سره عشان تعرف تتعامل معاه ازاي ما هي مش هتفضل حياتها كده ،
وفي يوم لقيته خرج راح شغله كعادته وعارفه ان هو هيتاخر راحت ناحيه الباب وعملت المستحيل عشان تفتحه وفعلا فتحته ودخلت الاوضه وبقت تبص على كل ركن فيها بتركيز لحد ما انصدمت من اللي شافته قدامها،
صورتها مرسومه بالبنط العريض وكذا صوره ليها وعامل لها ركن مخصوص ، وقالت لنفسها وهي تحت صدمتها:
_ولما دي صوري متعلقه في الاوضه وملياها كده بالمنظر ده وكاتب تحتها الكلام الجميل ده ليه بيتعامل معايا كده لما هو بيحبني وبيعشقني زي ما كان بيتكلم ،وصورني الصور دي كلها امتى انا مش فاهمه حاجه انا حياتي اتلخبطت ،
وبدات تركز في الصور وتبص فيها جامد لكن لحظه حاجه وشدت انتباهها لما بدات تركز وعلى نفس طريقتها المتعجبه كملت كلامها:
_بس اللي في الصوره هي انا لكن اللبس ده مش لبسي ولا انا عمري لبست السلسله دي ولا عمري لبست نضاره
وهنا اكتشفت من كتر التدوير والتركيز ان هي مجرد صوره طبق الاصل لكن مش الاصل قعدت في الارض تعيط وانهارت على حظها بعد ما حبيته وتعلقت بيه طلعت مجرد خيال بيطمنه ، طلعت مجرد شكل بيخرج في احساس وحشته لحبيبته ، طلعت مجرد وهم ،
وفضلت على حالها الوقت بيمر وهي مش دريانه بنفسها لحد فجاه ما دخل ولقاها في الاوضه راح عليها ومسكها من كتفها وقعد يهزها بعنف ويقول لها :
_انت ازاي يا هانم انت تتجرأي وتدخلي الاوضه اللي انا منبه عليكي ما تدخليهاش،
ازاي كسرتي الباب ودخلتي الاوضه واقتحمتيها زي الحراميه بالظبط، وايه اللي مسكك الصوره دي ما لكيش دعوه بيها ابعدي عني انا كرهتك .
في اللحظه دي ما شافتش غير انه جوزها وانه حقها وانها لازم تدافع عنه وعن وجودها وعن كيانها وقالت له بتصميم:
_الصوره دي وكل الصور دي لازم تختفي من هنا انا اللي بقيت الحقيقه وانا اللي بقيت مراتك وانا اللي ليا حقوق عندك لازم تفوق من اللي انت فيه لازم، لازم تنساها يا عامر .
عامر ما استحملش كلامها وضربها بالاقلام على وشها بعنف وكل ده وهي مستسلمه لحد ما فجاه وهو بيقوم بغضب من على الارض لقى البرواز اللي عامله لها بحديد وقع على دماغه في المكان اللي كان عامل فيه عمليه قبل كده خلاه اغمى عليه وبقى دمه متصفي على الارض ،
كل ده وهي دفنه وشها في ركبتها ومستسلمه لضربه وفجاه سمعته بيقع ،ولقيته مغمى عليه والدم حواليه ما بقتش عارفه تتصرف ازاي طلبت الاسعاف بسرعه وما فيش نص ساعه وجم نقلوه على المستشفى وهي راحت معاه،
دخل الكشف عند الدكتور وهي قاعده بره قلقانه وكل اللي في دماغها رعب عليه ونسيت اي جرح جرحه لها،
مرت الايام على حادثه عامر وهي كانت فيهم جنبه ما سابتهوش لحظه واحده هي اللي بتأكلوا وهي اللي بتراعيه وهي اللي واخده بالها من شؤونه كلها ،
وهو كمان حاسس بكده لحد ما خلاص اتعافى شويه ورجعوا بيتهم ،
عدي يومين على رجوعه البيت ففي مرة وهي ببتحايل عليه ياكل فمش راضي وبيقول لها:
_ حبيبتي كفايا بقي يانور تعبتك معايا.
تلقائيا إيديها وقفت مابينه وما بينها أول ماسمعت اسم نور فردت عليه بزهق وهي بتديله ضهرها :
_ انا مش نور أنا أمل ، أنا أمل ياعامر فوق بقي انا مبقتش قادرة أتحمل أكتر من كدة ، أنا تعبت تعبت وطاقتي استنفذت .
حس إنه غلط في شعورها جامد ، مفيش واحدة تقبل إن جوزها وحبيبها يناديها بإسم واحدة تانية ، إحساس صعب أوي إن واحدة تتحمل كدة ،
وخلصت كلامها وقامت وسابته وخرجت بس قبل ما تخرج نادي عليها :
_ ارجوكي متخرجيش أنا أسف ، حقك عليا.
أخدت نفس طويل وقالت له بشرود وهي واقفة مكانها :
_ كلمة أسف متنفعش ، إنت مدوستليش علي صباعي يا عامر ، إنت وجعت قلبي بالجامد ولسة مكمل .
نده عليها وهو حاسس بالذنب :
_ طيب ممكن تيجي نتكلم شوية ، معلش يا أمل اعتبريه أخر طلب .
لقت إنها لازم تدافع عن حقها فيه ولازم تكسب قلبه مهما كان ومهما حصل ،
فراحت وقعدت جنبه فمد ايده مسك ايديها وبدأ يتكلم :
_ اصبري عليا واتحمليني لحد ما انساها .
بصت جوة عيونه وسألته وهي بتبلع نفسها بصعوبة:
_ كنت بتحبها أووي كدة .
داري عيونه عنها وقال لها:
_ كنت بعشقها وعمري ما عرفت الحب إلا على إيديها وفجأة واحنا في عز لحظات سعادتنا ماتت وسابتني لوحدي ومن يومها وأنا بتعذب في بعادها .
حست بالغيرة الشديدة ومن مين من ست ميتة ملهاش وجود على قيد الحياة ،
فسالته تاني :
_ طيب ليه اتجوزتني طالما بتحبها أووي كدة ومش عارف تعيش من غيرها ، ليه ربطتني بيك ، ليه علقتني بقلبك وحسستني بريحتك وأنفاسك لما كنت بتجي لي بالليل ،
كنت بتشوف فيا ايه وكنت عايز مني ايه لما هي كل حياتك حتى بعد مماتها.
مسكها من دقنها وخلى عيونه جوه عيونها وقال لها :
_ أنا لما شفتك مع عمك مرة في الشغل قلبي خدني ليكي ووداني عندك ولقتني بطلبك ولما اتجوزتك كل يوم كنت كل يوم بطلع لك بالليل وأفضل جمبك أبص على ملامحك وأتأمل فيهم وأحفرك جوايا أكتر واكتر .
عيونها لمعو بالدموع وقالت له:
_ إنت مكنتش بتبص لي وتتأمل في ملامحي عشاني أنا علشان أمل انت كنت بتطلع تبص لنور ، حتى الهدية الوحيدة اللي جبتها لي كانت ريحة برفانها ، ليه تعمل فيا كدة وتعذب قلبي معاك ياعامر ، طلقني ياعامر .
قلبه انقبض وروحه راحت مع الكلمة واتمسك بيها وشدد على ايديها جامد وقال لها:
_ متنطقيهاش تاني انا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك يا أمل.
قالت له :
_ انت بتحب نور بتحبها هي مش أنا مش أمل ياعامر ، أنا مجرد صورة ليها خيال مئاتة ، وخلاص حكاياتنا خلصت ومبقاش ننفع لبعض ، أنا مقدرش أعيش معاك بالشكل ده .
قلبه انقبض كل لما تجيب سيرة الطلاق وقال لها بتصميم:
_ بس أنا مش هسيبك ياأمل أنا حبيتك وحبيت وجودك وهدوئك وطلتك عليا أرجوكي ساعديني ومتسبينيش .
حست بطيف أمل وقررت تستغله وتسحبه ناحيتها هي بتحبه وقالت له :
_ بس تساعدني إنت كمان وأول حاجة تعملها تلغي الأوضة باللي فيها وده شرطي .
حس بنار قادت في ضلوعه ورد عليها:
_ بلاش يانور الطلب ده بالذات انا مقدرش عليه ، خليها مجرد ذكرى دي مجرد صور .
اتعصبت جامد وقالت له :
_دي مش مجرد صور دي بتخليك تشوفني هي وده في حد ذاته حاجة تكسرني وتقطعني ، من الاخر ياعامر ياأنا ياهي .
بقي حاسس بالنا،،ر هو حبها وحب وجودها وحب روحها اللي محاوطاه وقعد يتخيل إن هي كمان تمشي وتسيبه فسالها :
_ حتى إنتي كمان هتمشي وتسبيني يا أمل أرجوكي إنتي الأمل اللي نور حياتي بعد الضلام ، أنا موافق ياأمل .
اتنططت من الفرحه وجريت على أحضانه وقالت له :
لأول مرة بحبك ياعامر وبعشقك ونفسي أكمل معاك حياتي .
وحضنها عامر حضن الأمان والاحتواء وحب الراحة والسكينة بعد التعب .
انتهي الاسكريبت
بقلمي فاطيما يوسف