
كانت رسالة مبهمة تطرح خلفها ألف سؤالًا، وأهمهما كيف اجتمعت والدته بزوجته؟ وكيف وصلت عائشة للمشفى؟ وما الذي حدث بالتحديد بينهما ليستدعي الأمر المشفى وخاصة بأن الطبيبة كانت قد أخبرتهما بأنها ستلد بعد أسبوعاً على الأقل، وجد غيث بأن التفكير بالأمر لا يصب في مصلحته فعليه الذهاب ليطمئن عليها أولاً، وحينها سيعلم ما الذي حدث بالتحديد، لذا وضع هاتفه بجيب سرواله، ثم اقترب من عمر الذي غلبه النوم على مقعد خشبي قريب من فراش عاصي، فهزه برفقٍ ثم همس إليه فور أن فتح عينيه:
_ عائشة بتولد وأنا لازم أمشي حالا.
اعتدل بجلسته وهو يتساءل باهتمامٍ:
_هجي معاك.
رد عليه بصوتٍ منخفض وهو يراقب وجه عاصي:
_لا أنت لازم تخليك هنا جنب عاصي، محدش ضامن الكلب ده ممكن يعمل أيه تاني!
هز رأسه باقتناعٍ، ثم قال:
_طيب بس إبقى طمني.
ربت بيديه على كتفيه وهو يجيبه:
_تمام.
وغادر غيث للعنوان الذي تلاقاه برسالة والدته.