منوعات

ج3

#جمال_الأسود
الفصل الــــرابــع والعشـــرون ( 24 )

وقفت “مريم” فى الردهة داخل المستشفي صامتة وتبكي فى هدوء بعد أن وصلها خبر مو.ت “حمزة”، انهي “جمال” الاجراءات مُج.بورًا على استلم الجث.مان فلم يملك “حمزة” احد غير ابنته فمهما قطعت كل علاقاتها به فهناك علاقة قوية بينهم لا يمكن قطعها مهما فعلت ولا يمكنها أنكار حقيقة كونها ابنته وهو والدها، أقتربت الممرضة من “جمال” لتعطيه الأغراض الخاصة بـ “حمزة” ثم قالت:-
-الورقة دى طلب مني أديها لحضرتك

نظر للورقة المطوية فى يدها وأخذهما، وقف قرب “مريم” ونظر إلى هاتان الصورتان اللتان بداخلهما عائلته الصغيرة زوجته الحبيبة وابنته المعذبة، فتح الورقة ليقرأها فى هدوء ونظر إلى “مريم” بإشفاق بعد قرأته للورقة وخرج مع سيارة تكريم الإنسان وترجل من سيارته تاركها بداخلها ثم أعطاها الورقة والصورة، نظرت إلى صورتها مُتعجبة أن “حمزة” رغم كل ما فعله بها لكنه يحمل صورتها، فتحت الورقة بعينيها الدامعة وقرأت الورقة التى جعلت دموعها تسيل بأنهيار تام…
(مريم ابنتي الجميلة وزهرة عمري..تشبه أمها جدًا، أنا أسف لكل ما عيشت به معي، لم اكن أبًا صالحًا لها لكني ستركها أمانة لديك، كون لها الحبيب والزوج والأب الذي فشلت أنا في فعله، أخبرها بأني لم أقصد يومًا أذيتها ولم أكرهها لكن أيضًا لم أحبها، تركتها وحيدة حتى لا يتعلق قلبي بها وينتحب من الفراق مرة أخرى إذا فارقتني، كنت خائفًا من حبها والتعلق بها فهجرتها، أقسم لك أنى لم أعشق يومًا أحد بقدر عشقي لزوجتي التى فارقتني وسلبتني قلبي بفراقها، حاولت كثيرًا مريم ثم ي لنجتمع معًا فى عالم أخر مع والدتها، أردت أن أخذها لامها كي تراها ونعيش سويا هناك لكن فى كل مرة كانت تنجو مريم ويتألم قلبي أنا من الفشل فى لقاء الحبيبة، أقسم لك بأني لم أكرهها نهائيًا لكني أرادت أخذها معي فقط، أصابني المرض من سنين وتعاطيت المخدرات حتى تساعدني فى تحمل الألم لكن مريم كانت تراني أب شيء مدمن للمخدرات وأنا قبلت بهذا حتى لا تشفق علي، أعلم أنك تحبها أكثر مني لذا رجاءًا من أب سيء مثلي لا تأذيها او تسبب لها ال يكفي ما ذاقته مع هذا الأب القاسي الذي رزقها الله به، أخبرها أن تسامحني فحب أمها كان مرضي الحقيقي يا جمال، كلما رأيت مريم ألمني قلبي من رؤية وجه حبيبتي فى وجهها، حاولت ها لكني لم أقبل بأن يأذيها أحد وربي يشهد أن عندما ت مختار كان لأنقاذ ابنتي منه وليس لطلب سارة، كيف لي أن أري رجل يب أبنتى أمامي وأتركه… أخبرها أنها تملك أب سيء لكنه جبانًا كان خائف من حبه لها فهجرها والآن هو خائف من البقاء معها ولأجل هذا الجبن رفضت أن تغامر مريم بحياتها لأجلي.. أنا وأنت نعلم أنني لا أستحق هذا
سامحيني يا أبنتي على كل مرة أردت سرقت حياتك منك لأجل قلبي المفطور ألمًا والمنتحب وجعًا من الفراق)

شهقاتها القوية ملأت السيارة وأنفاسها لم تقوي على الخروج بل تشعر بشيء يخنقها كثيرًا، ترجلت من السيارة وتحمل فى يدها الورقة ودلفت وكان قد أنتهوا من الدفن ورحل الجميع، أستدار “جمال” و عندما رأي “مريم” تأتي إلى القبر باكية وترتجف، كان يعلم أن قلبها اللين سيبكي حزنًا وألم على ما ذاقه قلب أباها العاشق فى الفراق، جلست “مريم” أرضًا فوق التراب وتحدق فى القبر المُغلق ثم قالت بتلعثم شديد:-
-أسامحك! لو كان اللى ك الفراق فأنا نى قسوتك.. كان لازم تكلمني قبل ما تمشي

جثا “جمال” على ركبتيه وربت على كتفها بحنان ليقول:-
-أهدئي يا مريم

-خاف يحبني يا جمال، مقدرش يبص فى وشي عشان شبهها، قلبه بي من الفراق عليها… فى أب يخاف يتعلق ببنته عشان خايف يفارقها… أدينى عشت عمري معاه وهو اللى مشي، كان ضامن مننا أن أنا اللى همشي وأسيبه
قالتها بأنهيار تام ويدها مُغلقة على ورقته بأحكان كأنها تتشبث بمبرره الذي تركه حتى تغفر له كل ما فعله بها، ضمها “جمال” إليه لتجهش باكية بأنهيار تام وتُتمتم بألم ونبرة طفولية:-
-معقول حد يحب حد كدة لدرجة أنه يأذي قطعة من روحه، هو الحب مرعب كدة ولا هو اللى فهم الحب غلط يا جمال، أنا اللى أتظلمت ولا هو اللى أتظلم من قلبه…. ظلمته ولا هو اللى ظلمنى

ربت “جمال” عليها بلطف ولا يعلم أحقًا هذا الرجل أحب زوجته لدرجة جعلته يرغب فى ابنته حتى يذهبان معا إلى محبوبته، كاد أن يتحدث لكن قطعه سقوط يدي “مريم” عن صدره للأسفل فاقدة للوعي من وهلة الة التى أصابتها…..

___________________________

“قصــــر جمـــــال المصــــري”

جلست “حنان” مع “نانسي” وبعض الخدم فى السرداب حيث غرفهم يشاهدون “مريم” على التلفاز وهو واثقة وقوية فقالت “نانسي” بعفوية:-
-حد يصدق أن دي مريم اللى جت علينا عيلة وبتعيط

تبسمت “حنان” بهدوء على قوة هذه الفتاة ثم قالت بنبرة هادئة:-
-الأيام والزمن بيغيروا

تركتهم وصعدت للأعلي بعد أن سمعت صوت سيارة “جمال” لتراه يدخل من باب القصر يحملها على ذراعيه فاقدة للوعي وترتدي فستانًا أسود اللون طويل بأكمام، صعد إلى غرفتها بهدوء ووضعها بالفراش لتنظر “حنان” عليها بحزن شديد وقالت:-
-متخليتش أنها ممكن تزعل على موته

تأفف “جمال” بضيق شديد لما يحدث معها وألتف كى يغادر ثم قال:-
-خليكي معها يا حنان

أومأت إليه بنعم ثم غادر الغرفة غاضبًا من “حمزة” الذي يسبب لها الالم فى حياته وحتى فى مماته، ترجل للأسفل ليقابل “سارة” فى الردهة لتقول:-
-مالها مريم؟ إن شاء الله تكون بخير

تنهد بأختناق سافر من هذه المرأة ليقول:-
-كويسة، بأفضل حال بعد ما دفنت حمزة عقبالك… متستعجليش قريب برضو حازم يدفنك

دلف إلى المكتب بعد أن ألجمها بة موت “حمزة”، ظلت صامتة واقفة فى محلها من الخوف هل ه “جمال” بعد ما اختطفته لشهور، والآن حان الدور عليها لينتقم منها فصعدت للأعلي غاضبة وخائفة من هذا الرجل الذي تعيش معه تحت سقف واحد، دق باب غرفة “مختار” ولم يجيب عليها لكنها لم تتحل بالصبر ودلفت للغرفة وكانت فارغة لتُ عندما رأت ورقة على الفراش أنذار من المحكة بقضية الطلاق لتبتسم بخبث شديد وهى تترك الورقة وقالت بتمتمة:-
-والله أحلوت على الأخر

خرجت من الغرفة ليرن هاتفها وهى تسير فى الرواق وعندما رأت رقم هذه الفتاة التى تنقل لها أخبار “نادر” تبسمت بسعادة ودلفت إلى غرفتها مسرعة وقالت:-
-ألو

-مختار المصري لسه ماشي من عند نادر واللي سمعته أنه هيموله المشروع اللى داخله قصاد جمال المصري

قهقهت “سارة” بحماس شديد ثم قالت:-
-ههههههههه برافو عليكي، أبعتي ليا حد على النادي بليل يأخد الحلاوة ليكي

أنهت الأتصال معها بسعادة تغمرها وقالت:-
-حتى مختار عايز يقضي عليك يا جمال… لكن ليه؟ لازم أعرف السر بينكم ؟

أستعدت للذهاب إلى الملهي الليلي وعندما وصل هناك رأت “مختار” يجلس فى مكتبها وكأنه رئيس هذا المكان فنظرت إليه ببرود شديد ثم قالت:-
-غريبة دي

تحدث بجدية إليها وهو يحرك المقعد يمين ويسار بأستفزاز شديد:-
-أيه الغريب فى أنى أجي أشوف شغلي

ضحكت “سارة” بسخرية وهى تضع حقيبتها على المكتب ثم قالت:-
-هههههههه شغلك، أنت نسيت يا حياتي ولا أيه معلش معذور ما هو اللى مرت بيه مش قليل، دا مش ملكك دا ملكي يعنى مالكش فيه

وقف “مختار” من مكانه وألتف حول المكتب ببرود شديد ثم قال بنبرة خافتة:-
-شكلك أنتِ اللى بتنسي أن كل اللى ملكي رجع ليا

ضحكت وهو تداعب ذقنه بسخرية وقالت:-
-مش بقولك بتنسي، دا مكنش من ضمن الوصية ولا أملاك دا أنت أشترته مي قبل ما تتكل على الله، ودلوقت بقي طرقنا من هنا عشان ورايا شغل

جلست على مقعدها ببرود يحتلها الخبث والمكر من هذا الرجل ثم ضحكت بعفوية وقالت:-
-وبعدين بدل ما تتشطر عليا أتشطر على مراتك اللى سايبك وغرقانة فى حب أخوك

كز “مُختار” على اسنانه بضيق شديد ثم خرج من المكتب مُلتهبًا كالجمر وهو يسعى للانتقام من “مريم”…..
___________________________

“قصــــــــر جمـــــــال المصــــري”

تناول “جمال” طعامه مع والدته فى صمت لكن هذا المرة ولأول مرة تكسر “ولاء” صمته وبروده الجاحد عندما قالت:-
-هى عاملة أيه دلوقت؟

نظر “جمال” إلى والدته وهو يقطع شريحة اللحم بالسكين مُندهشًا من سؤال والدته عن “مريم” فقال:-
-أنتِ قصدك مريم؟

تنحنحت بحرج من كبريائها التى تخلت عنه لأول مرة أمام “مريم” وقالت:-
-اه، حنان من امبارح بتحاول تأكلها حاجة وهى رافضة، سمعت عن حكايتها ومستغربة غضبها وحزنها على موت شخص كل اللى سابه لها هو أذي وخوف

تابع تقطيع اللحم بلطف وعينيه لا تغادر الطبق وقال مُجيب عن سؤالها:-
-لأن دى طبيعتها ومش هتغيرها، مريم طيبة وبتت من أقل حاجة بس فى نفس الوقت بتغفر ولة وتسامح، ربنا خلقها بقلب طيب لين متعرفيش دى ميزة ولا عيب فيها

صمتت “ولاء” بحرج دون أن تجيب عليه فقال بنبرة خافتة بعد أن رفع نظره إلى والدته:-
-مريم طيبة يا أمي، أتربت كويس رغم أنها كانت يتيمة الأم وتعتبر يتيمة الأب، أتجوزت بالأكراه ومع ذلك مسمحتش لحد يلمسها، ضعيفة وقد عقلة الأصبع لكن مستحيل تسمع لحد يأذيها أو يستغل ضعفها وألمها، متلومهاش على حاجة هى مختارتهاش لكن لوميها وعاتبها على حاجة هى ليها يد فيها- زى أنها ناجحة وأول ما جلها فرصة بقيت أعلامية لازم تتفرجي عليها عشان تحكمي على شاطرتها من أول محاولة

وقف من مكانه وأخذ الطبق الذي قطعه كاملًا ليصعد للأعلي حيث غرفتها لتدهش “ولاء” من فعل ابنها الي قطع الطعام لأجلها ولم يضع لقمة واحدة فى فمه حتى، فت باب الغرفة ليراها جالسة فى الفراش مُرتدية تي شيرت أسود وبنطلون أسود فضفاض من القطن وشعرها البندقي مسدول على الجانبين يحيط بوجهها الشاحب رغم أحمرار أنفها من كثرة البكاء، صامتة ولا تغادر غرفتها منذ الدفنة، جلس “جمال” أمامها وهو يحمل الطبق فى يده، تحدث بنبرة هادئة:-
-مريم

نظرت إليه بهدوء فقال بجدية:-
-ممكن تتكلمي معايا، أفهم بس دا حزن ولا غضب

بدأت تتحدث بأنهيار شديد من هذا الكم من المشاعر الذي تحمله بداخلها تجاه هذا الرجل وقال:-
-حزن !! على مين حمزة، عارف أنا كام مرة بصيت على نفسي فى المرايا عشان أفكر نفسي باللى منستهوش، مبررات… أنهي مبررات ولأيه يا جمال، لأنهي وأذي يا جمال، غضب أه غضبانة لا جوايا بركان، بعد ايه جاي يقولي أنه غلطان ويقولي أسامحه، أسامح على أيه ولا أية يا جمال على قهرتي ولا ي وحزني، خليني أنا مجنونة وظالمة، فى واحد عاقل يحب حد الحب دا كله ويعلق كل اللى عمله دا على شماعة الحب والسبب فى الفراق…..

قاطعها عن الحديث عندما وضع قطعة من اللحم فى فمها فنظرت إليه بضيق من فعله وهى على وشك الانفجار بينما تحدث “جمال” بنبرة خافتة:-
-غضب أو حزنماشي لكن ممكن تأكلي، الأضراب عن الأكل مش حل يا مريم

أبتلعت لقمتها وهى تحدق به وتوقفت عن الحديث وهو يطعمها بيديه فى صمت، تبسم بلطف شديد إليها بعد أن أنهت طبقها وقال:-
-أحسنتي يا مريومة

نظرت إليه فهدوء شديد رغم ألمها والحزن الذي خيم على قلبها لكنها تبسمت رغمًا عنها عندما حدثها بهذا اللطف والدلال ثم قالت:-
-مريومة؟!

تحاشي النظر إليها بينما وضع الطبق على الكمودينو وهى تتابعه فى صمت هادئة، قالت بنبرة خافتة:-
-جمال

نظر إليها بصمت، سألته “مريم” بقلق شديد:-
-حمزة سابنى أمانة عندك

السابقانت في الصفحة 1 من 21 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
28

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل