
= انتي طالق!
– إيه!
= منى.. لا.. أنا آسف والله العظيم.. مكنش قصدي.. الكلمة طلعت مني غصب عني.. استني بس!
اسرعت إلى غرفتي، اغلقت الباب ثم جلست خلفه أبكي.. ماذا جرى، اهكذا يا عمر.. طلاق؟ بكل تلك السهولة؟.. لم يتحمل كوني عصبية هذه الأيام؟ أحرام على المقتول أن يترنح لشدة ما به من آلآم؟ حرام على المطعون أن يصرخ؟.. وكأن اليوم هو أول عهدي بك يا عمر، أخذت ثيابي ورتبت نفسي وجمدت ملامحي فلم يبدو علي ذلك القهر وتلك الحرب التي بالداخل، حاول أن يمنعني من الخروج وتشبث بي لكي لا اخرج ولكن لا. لا يا عمر.. لأكونن من اليوم إمراة كما لم تعرف النساء من قبل!
عدت إلى منزل أبي، استقبلتني أمي وقد قصصت عليها باختصار ما حدث.. عمر تزوج من أخرى وطلقني!
انهارت امي في البكاء ولم استطع أن اوقف دموعها المنهمرة فبكيت انا أيضا.. لا استطيع ان اتظاهر بالقوة أمام أمي.. انها أكثر مخلوق رأى ضعفي واليوم ها هي ترى انهزامي.. نعم.. انهزمت امام الحياة وامام نفسي.. ولكن تلك ليست نهاية المعركة.. أرادت أمي ان تتحدث لعمر لكني أقسمت لها بالله لو فعلت ذلك فلن ارجع بيتي ولو بعد مائة وسأترك حتى بيت أبي ولن يعلم أحد لي طريق.. كنت حادة معها.. ولكنها الأم.. دائما تسامح!
رن هاتفي فوق الثلاثين مرة، كان عمر، وبالطبع لم أجيب، اتصل بي الأولاد فأخبرتهم أن والدهم طلقني، كنت أعرف أن ذلك حتما سيؤذي نفسيتهم، ولكنهم كبروا ويجب أن يفهموا كل شيء، أولادي بالترتيب هم: علي وعمره سبع عشر عاما، طالب في الثانوية العامة، محمد وعمره خمس عشر عاما وهو في الصف الثالث الإعدادي ثم روان وهي لازالت في الحادية عشر من العمر في المرحلة الابتدائية، جميعهم متفوقون في المدرسة، فقد كنت متفرغة لهم ولوالدهم تماما.. والحق أنهم دائما ينجحون ويعرفون رأسي.. أم هو فقد رسب وأذاقني الخذلان أطنان أطنان… بكت روان لدى علمها بالخبر وصممت أن تأتي إلى فطلبت من أخيها علي أن يوصلها فأوصلها لتبقي معي وعاد هو إلى المنزل بناءا على رغبتي.
في المساء دق جرس الباب وأقسم أنني كنت أعلم الطارق.. لازلت أشعر به بقوة.. دخل عمر وتحدث إلى أمي وكنت أقسمت عليها بالله ألا تعاتبه على شيء وألا تبدي انكسار أمامه وأن تحفظ ما بقي من كرامتي.. طلب أن يتحدث إلي، فوافقت
– منى، انتي عارفة انتي إيه عندي.. وأنا مش عارف والله عملت كده إزاي.. أنا آسف.
= أنا إيه عندك.. لا مش عارفة والله أنا ايه عندك
– انتي ام ولادي، وعشرة عمري
= جميل.. والمطلوب؟
– ترجع لبيتك ولاولادك… دول ميعرفوش يعملوا اي حاجه من غيرك!
= اها.. كويس.. لكن طبعا أنا لي شروطي
– شروط ايه!!.. اتفضلي
= تمام.. شوف يا عمر انا سالتك انا ايه ف انت قلت اني ام اولادك.. ف هي دي الصفة اللي هرجع بيها بيتك
= مش فاهم
– هصدق انك مش فاهم وهفهمك.. انا ام أولادك.. مراتك اه بس ده على الورق.. انت دلوقتي متجوز سارة.. سارة بس… ليا عندك مصروف البيت ومصروفي الشخصي ومصروف دروس الاولاد.. وليك عندي اهتم بالاولاد واربيهم واخد بالي منهم واحاول اوفر لهم جو صحي في ظل وجود مرات الاب!.. الاسبوع كله خليه لها ومبروك عليها.. الاكل والعشا والكلام ده انت عارف انه مش بيتعبني طبعا فعادي.. لو حبيت حد يجهزلك اكل او يحضرلك الحمام ف انا مش همانع طبعا.. هحضر معاك المناسبات لو حبيت.. وهستقبل اهلك وكل الامور هتكون في ظاهرها طبيعي.. لكن اللي جوا ده هيكون بينا احنا.. لا اهلي ولا اهلك ولا حتى الولاد هيعرفوا!
= ليه كل ده؟؟ ليه يا منى..
– ده اللي عندي
= تمام.. مصروف البيت معروف ايه بقا حكاية مصروفك ومصروف دروس الاولاد؟؟
– مصروف البيت ده لطلبات البيت من اكل ولبس ومستلزمات.. مصروفي الشخصي عشان لو حبيت اشتري حاجة.. وعموما خلاص انسى موضوع مصروفي الشخصي ده.. مش عايزة منك حاجة.. مصروف دروس الاولاد ده بديهيا كده للدروس.. عشان انا للاسف مش هذاكر تاني للأولاد مش هكون متفرغة!
= متنسيش انهم لسه ولادك.
– وولادك انت كمان… وطبعا الراجل هو اللي بيقوم على شؤون بيته.. ولا انت مش عارف الموضوع ده؟
= كأني بكلم واحدة تاني.. إنسانة عمري ما عرفتها
– أنا هما الاتنين.. وكلنا كده ع فكره.. كل ست كده.. انا هي منى اللي انت اتجوزتها من سنين… وانا هي منى اللي انت عملتها من كام يوم.. كلها ردود افعال.
= ماشي يا منى.. زي ما تحبي.. موافق!
رتبت أموري واقنعت والدتي أنه قد تم الصلح ولم أخبرها عن الاتفاق.. عدت إلى المنزل وكانت سارة زوجته قد عادت أيضا، جلست في غرفتي وبدأت ارتب للقادم، طرق الباب ثم دخل ليخبرني أنه عائد إلى العمل، رددت بابتسامة باردة ليس لها معنى وعدت لاقرأ في الكتاب الذي بين يدي.. قرأت جملة وقفت عندها ل ثوان ” أحبيه كما لم تحب إمرأة.. وانسيه كما ينسى الرجال”.. صدقتي يا أحلام.. انهم حيوانات تأكل وتنسى فقط!
سمعت صوت أشياء تتحطم في غرفة سارة.. خرجت من الغرفة فزعة، هرولت إلى غرفتها فسمعت صوتها وكأنها تتحدث إلى شخص ما، حاولت أن استمع إلى ما يدور في الغرفة ولكني لم أستطع، فتحت الباب فجأة فوجدتها وقد انتكش شعرها الأسود الطويل واحمرت عيناها بشكل مرعب بينما يتساقط الدم على وجهها… ثم بدأت في الصراخ!!!
#الحلقة 6
كان منظرا مروعا، لم استطع أن اتمالك نفسي هذه المرة فسقطت فاقدة الوعي، عندما أفقت وجدتها بجواري، وقد هدأت بعض الشيء لكنها لا تزال تتنفس بسرعة شديدة كأنها تجري في نفق طويل، ابتعدت عنها فاقتربت مني وأرادت أن تهدا من روعي.. نزعت يدها من كتفي وأسرعت إلى غرفتي فلحقت بي
– مالك يا منى!
= مالي أنا؟ في إيه.. انتي ايه اللي بيحصلك ده؟؟
– نفسي احكيلك.. بس
= بس ايه؟
– الامان.. توعديني مفيش مخلوق هيعرف ولا حتى عمر!
= قولي
– بصي يا منى.. اللي هحكيهولك ده احتمال مسمعتيش عنه قبل كده.. ولا انا كمان كنت اعرف عن الحاجات دي.
= حاجات إيه؟
– منى.. كل واحد منا له قرين… القرين ده ساعات بيتحكم فينا.. وساعات احنا بنقوى عليه.. انتي فاكرة اني خطفت جوزك مش كده؟ لا مش أنا اللي عملت كده دي هي!
= مين
– ايوة اللي ف بالك صح… انا كنت عايشة مع اهلي.. كنت دايما لوحدي ومحبش اختلط بالناس.. كنت بكره التجمعات… لحد ف يوم كنت في البيت وبابا وماما سافروا لأن جالهم اتصال ان خالي تعبان جدا.. رفضت أسافر معاهم، وبقيت في البيت لوحدي.. فجأة حسيت بصوت غريب في الصالة.. كدبت نفسي وقلت أكيد أنا بتوهم.. لكن لا.. الصوت كان بيقرب وكان بيزيد.. ولما طلعت اشوف مين.. لقيتها هي!
= هي مين
– هي أنا!!.. واحدة شبهي.. لا هي انا.. قرينتي!
= اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ايه ده اللي بتقوليه
– قربت مني وكان شعرها اسود جدااا اسود من شعري.. وكانت منكوشة.. وعيونها حمرا.. تماما زي ما هتشوفيني ساعات.. ويمكن شوفتيني بالشكل ده.. دي مش بتبقى انا دي هي.. بتظهر بالليل وبتظهر وانا لوحدي.. مش بعرف اتحكم فيها لا… هي اللي متحكمة دايما.. هي اللي خلتني اتجوزت عمر.. انا مكنتش عيزاه.. ف يوم وليلة لقيت نفسي مراته… وكنت حامل.. عشان كده كنت كل ما افوق من سيطرتها بفضل اعيط واصرخ.. ولما عرفت اني حامل قررت أسقطه.. اه.. انا كدبت عليكي.. نزلت الطفل لاني مش عايزاه.. مش عايزة عمر… ساعديني.. ارجوكي ساعديني!
= انا مش فاهمة حاجة.. اساعدك ازاي؟
– اضـ,ـربيني واطرديني من هنا.. انا مش قادرة اخرج كأن في حاجة حابساني.. مش قادرة اعمل حاجة.. ساعديني يا منى!
فجأة نظرت لي نظرة مخيفة جداااا.. وعلى صوتها جدا وبدأت في الصراخ.. ثم انطلقت إلى خزانة الملابس فمزقت ملابسها وتوجهت نحوي وبيدها سكين أخرجتها من الدولاب… صرخت وهرولت إلى خارج الشقة وكنت على وشك النزول إلى الشارع لكني تذكرت انني بملابس البيت.. فوقفت على سلم العمارة لا ادري ماذا أفعل.. فإذا بها تخرج باكية وتطلب مني أن اساعدها… ماذا افعل؟؟
دخلت إلى الشقة وقد بدأت هي في البكاء.. حاولت تهدئتها ولكن يدي كانت ترتجف،
– عشان خاطري يا منى.. لازم تخرجيني من هنا.. شديني من ايدي.. لازم امشي من هنا!!
= مش عارفة والله يا سارة اعمل ايه. طب بعد ما تخرجي هتروحي فين
– هروح لشيخ كويس جدا اعرفه.. بس ساعديني.. اعتبريني اختك.. اعتبريني اي حاجه.. واوعدك هخرج من حياتك نهائياا مش هتشوفي وشي تاني..
من جديد بدأت في الصراخ.. عزمت على أن أكون قوية القلب.. تقدمت إليها… أمسكت يدها بقوة وبدأت في سحبها على الارض إلى خارج المنزل….
– إيه اللي بيحصل ده؟؟؟
= عمر حبيبي… شايف عملت فيا ايه؟؟. ضـ,ـربتني وقطعت لي كل هدومي…وبتطردني…عايزة تمـ,ـوتني يا عمر!!
يتبع
ام الأولاد
حلقة 7
#ياسمين_مصطفى
= عمر حبيبي… شايف عملت فيا ايه؟؟. ضـ,ـربتني وقطعت لي كل هدومي…وبتطردني…عايزة تمـ,ـوتني يا عمر!!
لا يا عمر.. هي والله.. دي مجنونة والله العظيم.. انت مش فاهم.. مش عارف حاجة
= عرفيني يا منى
– عمر انت هتسمعلها!!
= اسكتي انتي يا سارة دلوقتي.. ها يا منى حصل ايه!!
– عمر.. عايزة اكلمك لوحدنا.. ارجوك
= مفيش لوحدنا يا منى.. حصل ايه انطقي
– الست دي غريبة يا عمر مش طبيعية.. انت مش عارف بتعمل ايه وبتقول ايه.. من اول يوم.. من أول ما ابنكم مات!
= ابننا مين.. بتقولي ايه يا منى!!
– ابنكم.. اللي انت كنت مخبي عليا حملها.. عشان انتو متجوزين من فترة طويلة.. وحاجات تانية. بتقول انها قرينتها حابساها هنا مش عارفة ان كانت بتكدب. اه اكيد بتكدب.. وقطعت لبسها كله.. تعال شوف يا عمر..
= انتي بتقولي ايه.. منى… انتي كويسة؟ ابن ايه.. انا وسارة لسه متجوزين من ايام!
– دي بتستهبل يا عمر صدقني.. ضـ,ـربتني وقطعت لبسي وجرتني لحد بره… الحمد لله انك جيت
= انا جيت لما لقيتك باعتة رسالة وبتقولي الحقني .
– رسالة؟ بعتيها امتى يا حقيرة انتي.. اه.. اكيد لما طلعت بره وخفت منك.. انتي مريضة.. والله ما هسيبك.
= ابعدي كده..انتي اتجننتي.. هتضـ,ـربيها كمان وانا واقف.. انتي شكلك اتجننتي ع الاخر.. يا منى اطلعي بره..
خرجت من بيتي.. البيت الذي احفظ كل ركن فيه.. كل شبر في ذلك المنزل يحمل ذكرى خاصة جدا لي، على كل حال فإنني الآن قد تيقنت من شيء واحد.. لن أبكي بعد اليوم أبدا!. كنت حزينة لأجل الحب والآن فقد طرح عمر بحبي أرضا وضـ,ـرب به عرض كل الحوائط فانهارت جميعا فوق رأسي.. وأما أنتِ يا سارة فبالله لأذيقنك أضعاف ما فعلته بي، ولكني مع ذلك لا ألومك بقدر ذلك الذي أفنيت عمري تحت قدميه.. والله لتزحفن على قدميك يا عمر لكي أعود إليك…
عدت إلى منزل أمي، ولكن هذا المنزل يذكرني بخيبتي… بعد زواج سنوات رجعت مطرودة لبيت أبي.. تركت البيت وذهبت إلى محل لبيع الذهب وبعت بعضا من ذهبي وأخدت النقود وذهبت لكي استأجر شقة.. كنت أعرف المكان المناسب لها جيدا.. كانت في إحدى العمارات المقابلة للشركة التي يعمل بها عمر، يجب أن يراني كثيرا هذه الأيام… لكن ليس الآن!
تركت له الأولاد في المنزل.. يجب عليه تحمل المسئولية هو والعروس!
واصلت ما بدأته من قبل في البحث عن عمل، فرصة إيجاد عمل تبدو صعبة جدا ولكن لا بأس.. هي ليست بالمستحيلة، أعود بعد يوم شاق من البحث إلى شقتي.. فتحت هاتفي وبدأت ابحث عن حسابها على فيسبوك.. لابد وأنه يحمل شيئا ما.. وجدته.. في أصدقاء عمر!.. حسنا يا عمر، بحثت جيدا إلى أن وصلت إلى منشوراتها منذ عام كامل.. منذ بدأ يتغير.. بحثت اكثر ووصلت إلى منشورات منذ عامين.. فوجدته يعلق لديها كثيرا.. منذ ثلاث أعوام.. منذ اربعة اعوام… منذ خمسة اعوام!!!!!
متى بدأت خيانتي يا عمر؟؟ منذ متى.. أخشى أنك تعرفها قبل ان تتزوجني.. لولا انها تصغرني في العمر لقلت انك تزوجتها قبلي وانها هي الزوجة الاولى!!
رن هاتفي بينما كنت شاردة في أفكاري حتى كاد عقلي يشت.. قد قبولي للعمل ك سكرتيرة في شركة ما… اسمها( )… يالضـ,ـربات القدر… سنلتقي ثانية يا عمر.. يا مرحبا بالحرب!
حلقة ٨
رن هاتفي بينما كنت شاردة في أفكاري حتى كاد عقلي يشت.. قد قبولي للعمل ك سكرتيرة في شركة ما… اسمها( )… يالضـ,ـربات القدر… سنلتقي ثانية يا عمر.. يا مرحبا بالحرب!
عدت لمحل الذهب مرة أخرى وبعت كل ما تبقي.. لم يبق شيء لاخاف عليه بعد الآن ولا لادخر من أجله.. انتهى كل شيء..
اشتريت بالمال ملابس.. ملابس فقط واكسسوارات ومستحضرات للتجميل.. لنرى أي الجمالين يعجب الرجل.. جمال القلوب ام الوجوده.. لم استطع أن انام تلك الليلة ولكن بجب ان انام.. ان شخصا آخرا هو من يجب عليه ألا ينام أبدا..
نمت واستيقظت.. اخرجت ثيابي وتجملت حتى لأني أظن أنني إمرأة أخرى.. إمرأة لا أعرفها أبدا.. لكنها أجمل!
دخلت إلى مقر الشركة واصطحبني أحد الموظفين إلى حيث مكتبي.. جلس معي حوالي نصف ساعة كي افهم طبيعة العمل في الشركة.. ثم طلب مني ان اذهب معه في جولة داخل القسم كي اتعرف على رئيس القسم ونائبه والموظفين الذين سوف اتعامل معهم في العمل، ذهبت معه وبداخلي أمنية ما.. أتمنى أنه هناك.. أتمنى.
لكن لسوء حظي فإن أمنيتي لم تتحقق.. أظن أنه يجب ألا اعتمد على حظي ثانية.. يجب أن أكون عرفته جيدا!
سلمت على الموظفين وعلى رئيس القسم.. وقد بدا رئيس القسم رجلا حاسما ولكنه ليس سيئا على أي حال.. وربما هو رجل سيء.. بصراحة لم أعد أثق في ذلك النوع البشري مطلقا..
بينما نحن على ذلك الحال إذ يطرق أحدهم الباب.. إنه نائب رئيس القسم.. كيف نسيت أنني لم اسلم عليه.. لقد تأخر.. رباه!.. يبدو أنني يجب أن اعتمد على حظي من الآن فصاعدا.. انه هو.. عمر.. تأخرت يا عمر.. دائما تتأخر.. وربما أنا من تأخر هذه المرة…
– عمر، دي منى السكرتيرة الجديدة!
= إزيك يا استاذة منى
= اهلا
اعطيته ظهري وعدت إلى مكتبي ولازلت اشعر بنظراته تخترقني!.. لا بأس يا عمر أنا مقدرة تماما حجم مفاجئتك!
= منى
– اؤمر
= في ايه.. ايه اللي بيحصل.. اشتغلتي هنا امتى وازاي.. ازاي مقولتيليش!
– اقولك ليه يعني
= مفروض اني جوزك وانك مراتي
– لا حبيبي.. انا مش مراتك.. انا ام الأولاد.. ام الأولاد وبس
= مش فاهم
– هخلعك
= ايه.. بتقولي ايه.. مالك يا منى
– مالي وعمري وقلبي ضاعوا عليك..
= ياا منى
– لا مفيش منى تاني شطبنا.. ان هنا الأستاذة منى وانا سكرتيرة المدير مش سكرتيرتك انت. يا استاذ.. واتفضل شوف شغلك
= منى ممكن اقلك حاجة؟
– ايه
= انتي بقيتي جميلة كده امتى؟
– من يوم ما بعدت عنك
= انا مش هرد عليكي!
ما اقبحك يا عمر وما اوقحك.. أالآن تراني جميلة؟.. لم أتخيل يوما أن أتحدث إليك بكل تلك الوقاحة ومع ذلك تراني جميلة لمجرد أن وجهي قد غطته الألوان؟.. تفضل الألوان إذن.. حسنا وأنا قد اخترت لك لونا واحدا.. الأسود يا عمر!
مضت ثلاثة أسابيع وكنت في كل يوم اتجاهله أكثر من اليوم السابق حتى كاد يجن.. حظرته من كل وسائل الاتصال الخاص بي وغيرت رقم هاتفي.. فكاد يجن وما أبالي. لا أظهر أنني أبالي… طلب مني مدير القسم عبر الهاتف أن اتجه إلى مكتبه.. اعلم انني قد تأخرت كثيرا في إنجاز ما لدي من أعمال.. اتمنى ألا يعنفني لأني لن اصمت ولو كان في كلامي فصلي عن العمل.. ان وقت الصمت قد مضى…
= أنا آسفة جدا جدا على تأخير الشغل والله أصل…
– منى.. تتجوزيني؟