
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا الله وحده لا شريك له يحيي ويميت له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
راجعه مريم من الشغل وهي في قمه اناقتها المعتاده واول منظر شافته خلاها كان عندها حق في كل قرار اخدته وشافت اللي نايم تحت العربيه وبصت عليه باشمئزاز ووالدتها كانت واقفه في البلكونه شافت شكلها وهي بتبص له واول ما طلعت وفتحت لها الباب قالت لها بغضب :
_نظراتك اللي انت بصيتيها له دي حذاري المره الجايه تتكرر منك،
وافتكري دايما إن نومته تحت العربيه وهو بيصلحها ومراعاته لشغله ولورشته اللي شغال فيهم بايده وسنانه لحد ما بقت اشهر ورشه ميكانيكا بيجي لها اغنى رجال الاعمال علشان يختاروا يزيد مخصوص يعمل لهم صيانه لعربياتهم هي اللي عملتك،
هي اللي خلتك تدخلي الثانويه وهي برده اللي خلتك تدخلي التجاره الإنجليزي وهو برده اللي جاب لك وظيفه البنك اللي انتي شغاله فيه بفضل معارفه واخلاقه بيتعامل بيها مع الناس .
رمت مريم شنطتها بزهق من الأسطوانه اللي كل يوم والدتها بتسمعها لها وقالت لها:
_انتي كل يوم تفكريني وتقولي لي الكلمتين دول وتحسسيني ان انا خسرت جاكي شان انا حره يا ماما اعمل اللي انا عايزاه واللي على كيفي .
وخرجت وقفت في البلكونه تتكلم في التليفون مع صاحبتها يتفقوا على ميعاد يخرجوا فيه بالليل كالعاده بتاعتها واول ما خرجت شافت منظر خلي قلبها ولع ،
شافت يزيد واقف مع واحده بيتكلم معاها وكانت ايه في الجمال ولا العربيه بتاعتها اللي واقفه كأنها برنسيسه شايفاهم وهم واقفين بيضحكوا مع بعض واستغربت ان ازاي واحده زي دي بشكلها ده واقفه تضحك وتهزر مع يزيد وكأنهم اصحاب ،
في الوقت ده حست انها مولعه من جواها واللي خلاها تولع اكتر ان هي مدت ايديها تسلم على يزيد وتحط ايديها النضيفه الناعمه في ايديه اللي كلها شحم وزيت بدون ما تقرف ولا تشمئز ،
هي ما تعرفش ايه اللي خلاها مولعه كده واول ما مشيت دخلت هي وحاولت تلهي نفسها في اي حاجه لحد ما الليل جه ولبست هي وبناتها عشان تخرجهم واول ما خرجت لقت يزيد نازل من بيته وكان قمه الشياكه كان فعلا وسيم جدا وكان واقف بيتكلم في التليفون تقريبا مستني حد ،
ومفيش دقيقتين وجت صاحبه العربيه اللي كانت واقفه معاه الصبح ونزلت من عربيتها وقفت وقالت له بانبهار :
_واو يا باشمهندس ايه كل الشياكه والاناقه دي اللي يشوفك الصبح وانت في الورشه ما يشوفكش دلوقتي بجد انا انبهرت .
ابتسم يزيد لمشاغبتها المعتاده معاه ورد عليها باحترام:
_انتي عارفه بقى شغلك الميكانيكا دي صعبه بس بحاول بقدر الامكان بعد ما اخلص شغلي اعيش حياتي كأي راجل طبيعي يا ريت ما تكونيش اتضايقتي لما سلمت عليكي الصبح وايدي ما كانتش نضيفه .
نفت تماما بكل علامات وشها كلامه وقالت له:
_ومال ايدك اللي انا سلمت عليها انت ما تعرفش ان هذان يدان يحبهم الله ورسوله ( عليه الصلاة وأتم التسليم)
انت مهندس ميكانيكي محترم وطموح ده كفايه فكره الموتور اللي انت اخترعتها واللي هتهز مجال السيارات في مصر بجد اختراعك ده هينقلك نقله تانيه خالص،
وعلى فكره بقى اللي بيحكم على الناس بمظهر شغلهم وبيقرف منهم ما بيبقاش بني ادم طبيعي لان احنا عايشين بنكمل بعض في الدنيا ولولاك ما كناش عرفنا نركب العربيه،
زيها زي اي مهنه شريفه كل المهن بتكمل بعضها مش حباك تتكلم بالطريقه دي تاني يا باشمهندس من تواضع لله رفعه .
كانت واقفه مكانها بتغلي واخدت بناتها من ايديهم وقربت منه وعملتهم حجه عشان يسلموا عليه وسمعت كل كلمه ما بينهم،
بس اللي خلاها تتجنن اكتر لما شافت نظرات البنت دي ليزيد واللي هي فاهمه معناها كويس جدا،
سمع يزيد صوت بناته اللي جريوا عليه وهم بيقولوا له:
_ بابي ازيك وحشتنا أوي مش شفناك من امبارح.
دور وشه ليهم وعينه كانت متسبتة عليهم هم بس ومرفعش عينه مريم نهائي وده جننها ،
واللي خلاها تجننت اكتر لما لقيته بيعرف البنات على اللي واقفه معاه وبيقول لها:
_اعرفك على بناتي جودي وجوري هم توام ايه رايك فيهم مش حلوين قوي .
حضنت البنات وابتسمت لهم بصت له باستغراب وسالته:
_ما كنتش اعرف ان انت متجوز ومعاك بنتين زي القمر كده،
وكمان اللي يشوفك يقول عليك مش متجوز خالص و مش شايفاك لابس دبلة في ايديك ليه .
هي كانت بتتكلم بتلقائيه لأنها ما كانتش شايفه مريم وهي واقفه وراها وسامعه كل الكلام ،
وفاجاه لقيت اللي جايه من وراها وبترد على كلامها بحدة :
_لا يا حبيبتي ما تستغربيش قوي كده يزيد متجوز ومخلف البنتين اللي زي القمر دول .
في نفس اللحظه اتكلم يزيد وصلح الكلمتين اللي قالتهم وما همهوش ان هو يحرجها ما هي يا ما حرجته واستحمل :
_مش لابس دبله لاني ببساطه منفصل عن مامة البنات ،
وكمل كلام وهو بيشاور على مريم وبيعرفها على مها:
_احب اعرفك يا انسه مها على مريم طليقتي ام بناتي .
وبص لمريم نظرات لا مبالاة وقال لها:
_ودي انسه مها يا مريم المستثمر اللي اتبني الاختراع بتاعي واللي هيظهره للنور .
مريم اتغاظت جدا من نظراته ليها المقلله منها وكانها هوا ومش شايفها اصلا ،
وابتسمت ابتسامه بارده وردت على كلامه:
_الف مبروك .
وبصت لمها واتكلمت بنفس البرود :
_اهلا وسهلا تشرفت عن اذنكم .
ومسكت ايد بناتها وأمرتهم انهم يمشوا وقبل ما يتحركوا حضنهم يزيد،
وركب هو كمان عربيته مع مها ومشيوا يروحوا يقابلوا باباها وأثناء ما هما ماشيين اتكلمت مها بعفويه :
_تعرف ان مريم طليقتك ما كانتش طايقاني من اول نظره عيني جت في عينيها عايزه اقول لك ان نظرات الغيره باينه من عينيها وكانت بتغلي من جواها وطالما بتحبك كده ليه اتطلقتو وليه سبتها ،
وكملت كلامها وهي بتعتذر :
_انا اسفه اني بتدخل اللي ما ليش فيه بس انا اعتبرتك زي اخويا بالظبط .
يزيد كان تعب الدنيا كله جواه لما قالت له الكلام ده وجاوبها :
_ما قدرناش نتأقلم مع بعض ما كانتش مستريحه فانفصلنا بهدوء واحترمت رغبتها .
=بس هي باين عليها بتحبك جداً ليه سبتها؟
_قرار الانفصال كان رايها هي ما اقدرش اجبرها انها تعيش معايا غصب عنها .
_معقوله تكون بتحبك الحب ده كله اللي باين من عينيها وهي اللي تختار الانفصال؟
=بتهيألك ممكن ما نتكلمش في الموضوع ده تاني لانه بيضايقني ؟
استوعبت ضيقته وحست الخنقه باينه على وشه وقالت له باعتذار:
_تمام زي ما تحب معلش ان كنت ضايقتك بسؤالي او بكلامي .
قفلوا الكلام في الموضوع ده واتقابل يزيد مع باباها اللي هيمول الاختراع بتاعه وهيتبناه واتفقوا على كل حاجه النسب ووقت الاستلام وكمان من ضمن الاتفاقات انه هيعمل له حمله اعلانيه كبيره تليق باختراعه ،
ومرت الايام وكل يوم مريم تركز مع يزيد وبقيت متابعه كل التفاصيل اللي تخصه بعد ما كانت مش فارق معاها خالص وكل لما تشوف مها واقفه معي في الورشه تتجنن اكتر وبتبقى مش على بعضها ،
فدخلت والدتها عليها مره وهي واقفه في البلكونه وشديتها من ايديها وهي بتدخلها وبتلومها :
_خلي النار قايده فيكي كده ما كان في ايديكي وانت اللي اتبطرتي عليه .
اتحرجت جدا من كلام والدتها وانها كشفاها وحاولت تداري موقفها:
_ايه الكلام اللي انت بتقوليه ده يا ماما انا واقفه عادي ما ببصش على حد وما ليش دعوه بحد؟
ابتسمت والدتها بسخريه وقالت لها:
_واضح جدا انك ما بتبصيش ده انت مش بتبصي بس !
ده انت عينيكي هتتقلع وانت واقفه تبصي عليه وهو بيتكلم مع البنت دي .
وكملت وهي بتطبطب على ضهرها :
_جوزك في ايدك يا بنتي لحد دلوقتي وانتم لسه في شهور العده ارجعي لمي بيتك و بناتك قبل ما تخلص العده وامسكي فيه بايد من حديد علشان مش هتلاقي زيه تاني انتي من ساعه ما سبتيه وانتي مش على بعضك ومش مرتاحه .
كلام والدتها خلى دقات قلبها مع افكار عقلها وبقت مش عارفه تعمل ايه وحاولت تداري ماء الوجه اللي انكشف قدام والدتها ورفضت كلامها:
_لا انا مش هرجع ومين قال ان انا عايزه ارجع انا كده مرتاحه بخرج على مزاجي انا وبناتي ولا حد بيقول لي رايحه فين ولا جايه منين ولا لابسه كده ليه وبنام براحتي وبقوم براحتي وبعدين انا ما ليش علاقه بيه يا ماما مش كل شويه هتكلميني في الموضوع ده .
والدتها كل يوم تقول لها الكلمتين دول وهي الكبر والعند واخدها ،
وقعدت في البلكونه وهي بتبص عليه بشرود وبتفتكر من شهرين بالضبط قالت له ايه وجرحته ازاي بكلامها اللي ما يستحملهوش اي راجل ،
#فلاش_باك
بتتكلم مريم بعجرفة لجوزها :
_ايه بقى المنظر اللي انت طالع لي بيه ده افرض انا راجعه من الشغل حالا وانت طالع بالمنظر ده وكانت صاحبتي معايا وشافتك انا بجد زهقت من العيشه دي من كتر ما بتكلم معاك .
بص لها يزيد بغضب ورد عليها :
_انت ايه يا بنتي كميه العجرفه اللي انت بتتكلمي بيها دي انا نفسي اعرف انت اتغيرتي كده امتى ما كنتيش كده؟