
اتأففت من كلامه لانه مش قادر يستوعبها ولا يفهمها وجاوبته:
_انا زهقت من كتر الكلام في الموضوع ده وخلاص انا ما بقتش طايقه العيشه هنا في البيت ده ولا طايقه اني اشوفك بالشكل ده وطالما ولا انت بتاخذ بالك وبتهتم بشكلك يبقى خلاص كل واحد فينا يروح لحاله .
ضرب يزيد كف على كف باندهاش وبص لها بصدمه واتكلم :
_انتي امتى بقيتي كده يا مريم مش إنتي اللي أخدتها وهي معاها الاعداديه ويدوب كانت مخلصاها من سنتين واتجوزتها وعيشت معاها اكتر من 12 سنه!
ايه اللي جرى لك انا لحد دلوقتي صابر عليكي علشان ابوكي الله يرحمه موصيني عليكي قبل ما يموت .
استنكرت كلامه اللي ما بيعجبهاش او اللي ما بقاش يعجبها وقالت له :
_شوف يا يزيد انا اتجوزتك وانا صغيره وما كنتش فاهمه حاجه وما كنتش لسه وصلت للي انا وصلت له دلوقتي والمفروض ان احنا الاتنين نراعي شكل بعض ومستواه لكن انت عايز تفضل كده وبراحتك لكن انا عايزه اعيش حياتي بالطريقه اللي تريحني اظن كده فهمتك قصدي بكل هدوء .
كان حاسس ان كل كلمه بتقولها كأنها خنجر بينطعن فيه هو مش بيحبها بس لا ده بيعشقها علشان كده بيغفر لها طريقتها الجافه معاه وبرده مراعي وصيه ابوها والدتها اللي عمرها ما كلمته الا بكل حب وخير وكمان علشان بناته الاتنين،
وقف قدامها وبص لها بحيره واتكلم:
_ما فيش اي راجل يقبل على نفسه طريقه الكلام دي يا مريم وانا حذرتك بدل المره 1000 مره انا لحد دلوقتي متعاطف معاكي جدا لكن مش هقدر استحمل اكتر من كده ،
وقرب منها وجاي يحط ايده على كتفها علشان يحتويها اكتر وقبل ايده ما توصل لكتفها بعدت هي بسرعه وقالت له وهي بتبص له باشمئزاز :
_ايه ده ما تقربش مني انت مش شايف ايدك فيها ايه ؟
الطقم اللي انا لابسه ده غالي جدا لو سمحت ما تجيش ناحيتي خالص يا يزيد .
يزيد انجرح جدا من نظراتها من كلامها ولحد هنا واستكفى وما بقاش قادر يستحمل ولا معاملتها الجافه ولا نظراتها المشمئزة منه وفاجأه طلعت من لسانه الكلمه اللي ما كانش عايز يقولها :
_انتي طالق يا مريم!
قلتها لك أهو علشان تستريحي بهد البيت وتشريدنا انا وانتي والبنات .
اول ما سمعت الكلمه دي حست بهزه في جسمها كله ما كانتش تعرف انها هتاثر فيها قوي كده او بالاخص ما كانتش تعرف انها هتبقى صعبه عليها قوي كده لانها للاسف بتعشق يزيد بس السكينه سرقاها ومش حاسه بده خالص ،
حاولت تهدي من ضربات قلبها وردت عليه:
_مش احنا اول ناس اللي نتطلق في الدنيا وهنعمل زي الناس المتحضرين ومش هنأذي بعض وباذن الله البنات مش هيتشردوا ما بينا انا وانت متحضرين يا ريت تجيب الماذون وننفصل بهدوء ،
واديته ضهرها وطلبت منه:
_وليا رجاء عندك ان احنا ما نخرجش انا والبنات من الشقه وهدفع لك ايجارها كل شهر لان انا مش هسيب بناتي انا متعلقه بيهم جدا وانت عارف .
ما كانش متوقع انها هتتقبل سماع كلمه انت طالق بكل هدوء كده وكمان كملت عليه بالجمود الرسميه على وشها وهنا حس يزيد ان ال 15 سنه اللي قضاهم معاها بيعشقها وبيتمنى لها الرضا ترضى راحوا هباء،
اتنهد بتعب بعد ما استوعب طلبها وطمنها:
_اطمني يا مريم مش انا الراجل اللي يرمي بناته في الشارع الشقه هسيبها لك باللي فيها وهخرج بهدومي ولا ايجار ولا يحزنون انتي عارفه اني الحمد لله مش محتاج .
حست مريم ساعتها في اللحظه دي إنها غلطت في حق يزيد وفي حق حياتها وفي حق بيتها لكن هي ما كانتش مرتاحه هتعمل كل اللي هي عايزاه من غير تحكمات يزيد وغيرته الزايده عن اللازم،
وفي نفس اليوم بالليل بعت يزيد لوالدتها تروح لها علشان خاطر الماذون هيجي يطلعهم هم الاتنين واول ما والدتها عرفت انصعقت من الخبر وراحت لها فورا وكلمتها بصدمة :
_نفذتي اللي في دماغك يا بنت بطني وعملتي اللي على كيفك يا رب تكوني مستريحه دلوقتي لما خسرتي راجل عمرك ما هتعرفي تعوضيه وخسرتي بيتك اللي كان يزيد محتويكي فيه على الاخر وعمره ما قصر في حقك ولا في حق بناتك .
كلام والدتها أثر فيها بس اتعاملت بعند مع الموضوع وردت على مامتها:
_انتو ليه بتعملوا فيا كده ربنا سبحانه وتعالى حلل الطلاق انا مش مرتاحه حاسة إني بطلع لفوق ويزيد زي ما هو مش عايز يتغير بقى منظري مش لطيف قدام صاحباتي كل لما يشوفوني يا ماما انا بقيت في السما وهو لسه في الارض زي ما هو .
ابتسمت والدتها بسخريه وقالت لها:
_بصي حواليكي يا حبيبتي هتلاقينا كلنا على الارض زي ما احنا علشان لما الارض تنشق بيكي ساعتها مش هتعرفي ترجعي الغالي اللي راح فكري تاني قبل ما يجيب الماذون ما تهديش بيتك يا بنتي