
تنهد بعمق، وأراح رأسه على المقعد. لماذا يشعر وكأن كل الطرق أصبحت مسدودة؟ لم يكن ينوي أن تتعقد الأمور هكذا. لم يكن يريد أن يخسر رحيل، لكنه أيضًا لم يستطع محو يارا تمامًا من حياته، وكأنها ظل يطارده مهما حاول الفكاك منه.
فجأة، يرن هاتفه… ينظر إلى الشاشة، إنها رسالة من يارا.
يارا: “يوسف، عايزة أشوفك ضروري، في حاجة لازم تعرفها.”
يوسف ينظر إلى الرسالة، عقله يخبره بأن يبتعد، لكن قلبه مليء بالارتباك… هل يقابلها؟ وهل يمكن أن يكون هذا اللقاء بداية لانهيار أكبر؟!
“ظل يوسف ممسكًا بالمقود، تتصارع في رأسه آلاف الأفكار… لماذا يارا مصرة على رؤيته الآن؟ ولماذا بدا صوتها بهذه الجدية؟ لم يكن أمامه سوى أن يعرف الحقيقة بنفسه. أدار المحرك وانطلق… دون أن يدرك أن هذه الليلة ستحمل له صدمة لم يكن مستعدًا لها.”
“أنا جاي.”
مع كل حرف نطقه، شعر وكأنه يفتح بابًا لن يتمكن من إغلاقه بسهولة.