
نوفيلا نبض القلب 💓
الفصل الثالث :
_____________________
اقترب آركان من نازلي في نفس الوقت الذي انطلق فيه المجهول بدراجته النارية متجها نحوه بأقصى سرعة لم يلحظه آركان لكن نازلي لمحته فصرخت بقوة :
– آركــــــااااااان !!!
انتفض من صراخها و نظر خلفه وجد الدراجة قادمة إليه لم يستطع الابتعاد في الوقت المناسب وحدث كل شيء في رمشة عين…. ببساطة كان آركان يصرخ اثر الضربة العنيفة التي أصابته سقط على الارض بقوة جعلت رأسه ينزف صاحت نازلي بفزع وهي تركض اليه اما ذلك المقنع فابتعد سريعا مثلما جاء !!
تجمع الناس اما نازلي فانخفضت اليه ووضعت رأسه على ركبتها وهي تردد بهلع :
– ey Allah’im !! ( يا الله ! ) ، آركان…. آركان هل تسمعني !!
فتح عيناه وهو يشعر بثقل و ألم كالجحيم في رأسه كانت الرؤية مشوشة فلم يستطع سوى رؤية خيال احدهم وصوت يكاد يسمع ينادي بإسمه… حاول التركيز لكي لا يفقد وعيه لكن لم يستطع فالضربة كانت قاضية !! استسلم للألم بعد صراع و اغمض عيناه…
كانت نازلي تحاول جعله يظل مستيقظا و أن لايفقد وعيه فقالت :
– آركان لا تغمض عيناك حاول ان تبقى مستيقظا آركان ركز معي لن يحدث لك شيء ، لاحظت فقدان وعيه تماما ففزعت أكثر و نزعت الوشاح الذي كان يلف على عنقها و لفته حول رأسه ليتوقف النزيف صرخت طالبة الإسعاف ثم أمسكت يده كأنها تمد له القوة….
______________________
في الجامعة.
توقفت فتون بصدمة و استدارت له قائلة :
– نعم ؟؟ هل تتكلم معي ؟؟
اومأ مراد وتابع بصدق :
– أجل… Seni Seviyorum ( أحبك ) ،
لم تتكلم فتابع مراد :
– انظري فتون انا اعلم أنك مستغربة من كلامي فأنت لا تعرفينني حتى لكنني أعرفك ومن وقت طويل ايضا…… اول مرة رأيتك فيها كانت منذ سنة تقريبا عندما أتيت لأزور احد اصدقائي رأيتك تدخلين شبه راكضة و خصلات شعرك الحمراء النارية تتطاير بفعل الهواء سحرتني بركتي العسل الموجودة في عينيك وجدت نفسي اسأل عن المعلومات التي تخصك و أراقبك دائما …… منذ رؤيتك توقفت عن التعامل مع الفتيات احسست ان قلبي و عقلي ملكك أنت فقط و يوما عن يوم كان يزداد حبك بداخلي لا أعلم كيف فأنا لم أحدثك ابدا ولم امتلك الشجاعة لذلك كنت اراقبك بصمت لكن لم أعد أريد هذا كل ما أريده هو ان تكوني معي ان تحبيني مثلما احبك.
صمت و نظر اليها كانت تطالعه ببلاهة و عيناها متسعتان وكل ما تفكر به هل يوجد شخص يحب بهذه الطريقة ؟؟ هي لما تراه من قبل ابدا اذا كيف كان يراقبها وهي لم اشعر بوجوده ؟؟
هزت رأسها و قالت بعدما تمالكت نفسها :
– أنا لا اصدق ما أسمعه سيد مراد كلامك بالنسبة لي غير منطقي أقصد كيف يمكن أن تحب فتاة بهذه الطريقة لم يسبق لي أن حدثتك سوى مرة واحدة و…..
قاطعها بابتسامة زادته وسامة عن وسامته :
– أعلم أنك متفاجأة و يصعب عليك تصديق ما أقوله ، لكن أعطني فرصة لأثبت لك حبي و مدى صدقي.
حمحمت و توردت وجنتاها بشدة فهي لم يسبق و ان حدثها شاب عن الحب او ما شابه لذلك كلام هذا الغريب احرجها للغاية و ايضا نبضات قلبها التي تدق بعنف تجعل جسدها يكاد يفقد توازنه و يسقط تبا ما هذا الإحساس ؟! و أيضا هي ليست متأكدة منه فمن الممكن ان يكون هذا كلام غير حقيقي و قد اخترعه ليجذبها نحوه ليس غريبا على شباب اليوم الذين لا ينفكون يوهمون الفتاة بالحب و الغرام اذا مالذي يجعلها تصدقه ؟
أدرك مراد حرب المشاعر بداخلها و ايضا أحاسيسها المتناقضة لكن هذا طبيعي جدا فمن سيصدق شابا احب فتاة من النظرة الأولى و ظل يحبها و يتابعها بصمت دون ان يتكلم….. حسنا هذا غريب فعلا !! اخذ نفسا طويلا و اقترب منها أمسك يدها غير متجاهل للرعشة التي اصابتها و قد أحس بها ، طالع عيناها مباشرة و همس ببحة رجولية :
– ألن تقولي شيئا ؟
سحبت يدها بسرعة و أجابته بتلعثم وهي تتجنب النظر إليه :
– اسمعني انا لا أريد جرح مشاعرك و ايضا لا أريدك ان تتوهم حصول شيء صعب حدوثه اعتقد أنك تدرك جيدا كم من الصعب تصديق كلامك خاصة أننا لم نلتقي سابقا…. اقصد انا لم التقي بك ف انت تراقبني منذ سنة كاملة و أنا لا أعلم.
ضحك بخفة و ضحكت فتون معه و أكملت :
– مراد أنا لا اعلم ما يجب علي قوله.
رد عليها مراد بابتسامة هادئة :
– لا يجب عليك قول شئ…. هل يمكن ان نكون أصدقاء ؟
تجهمت و أخفضت نظرها فاستطرد بسرعة :
– ستكون هذه فرصة لكلينا كي تتعرفي علي أكثر و اعدك ان لا تتجاوز علاقتنا حدود الصداقة حتى لو كنت أحبك سأدع لك المجال لتعرفي مشاعرك اتجاهي…. هل تقبلين أن تكوني صديقتي… صدقيني لن تندمي !!
تنهدت فتون ثم نظرت لساعة يدها و قالت :
– يجب علي الذهاب الآن لقد تأخرت عن المحاظرة سنتكلم لاحقا.
قضب مراد حاجباه و قبل ان يتكلم استدارت و تحركت مبتعدة عنه ، ظهرت على وجهه خيبة أمل لكن سرعان ما تبددت عندما نظرت له فتون و ابتسمت قائلة :
– هل ستكون متفرغا الساعة الرابعة مساء ؟
هز رأسه متمتما :
– نعم.
اتسعت ابتسامتها و اردفت :
– حسنا هذا جيدا سأكون بانتظارك في مطعم ***** أرجوا ان لا تتأخر.
ضحك مراد و قد تهللت أساريره :
– بالطبع لن اتأخر…. في الواقع سأذهب الى المطعم الآن و أجلس بانتظارك 7 ساعات لا بأس.
ضحكت عليه و دخلت للحرم الجامعي تنهظ مراد وهو يكاد يرقص من السعادة عاد لسيارته وهو غير مصدق الجرأة التي اكتسبها وكيف اعترف لها بحبه….. ركب سيارته و إنطلق بها متجها للشركة ظل يعمل وقتا طويلا ثم فجأة تذكر آركان الذي لم يتصل به على غير العادة ، أخذ هاتفه و طلب رقمه رن رن ثم فتح الخط.
مراد بحنق :
– متى ستأتي آركان اتان اوغلو هناك عمل كثير لن أقوم به بمفردي…. لم لا تجيب ؟؟
جاءه صوت انثوي :
– أحم اا… آركان الان متواجد في المستشفى لان…..
قاطعها مراد بدهشة وهو ينتصب واقفا :
– ماذا ؟؟ مابه و من أنت ؟؟
أجابته بإيجاز :
– تعرض لحادث بسيط و نقلته لمشفى المدينة…. لا تقلق انه بخير و سيستيقظ بعد دقائق.
فتح مراد باب المكتب و خرج بخطوات شبه راكضة وهو يردد :
– حسنا أنا آت.
_______________________
في مستشفى جلال اوزڨان.
كانت نازلي تقف امام باب الغرفة التي يقطن بها آركان و على وجهها علامات التوتر خرجت الممرضة من الغرفة فأسرعت إليها قائلة :
– كيف حاله الآن ؟
أجابتها الممرضة بإحترام فهي إبنة صاحب المشفى :
– آنسة نازلي لا داعي للقلق حالته مستقرة الآن لكن الإصابة في رأسه كانت شديدة و سيعاني من صداع شديد عندما يستيقظ.
نازلي بجدية :
– اذا يجب اعطاؤه حقنة تخدير لكي لا يشعر بالألم أليس كذلك ؟؟
الممرضة بتوتر :
– اا… نعم كنت سأفعل ذلك انا الآن ذاهبة لأحضر الحقنة.
اومأت و تابعت بنفس النبرة الجادة :
– أريد تقديم عناية خاصة له و لجميع المرضى يا سيدة أرجوا ان تستوعبي ما أقوله !!
– أجل ب.ب. بالطبع ، عن إذنك.
غادرت سريعا فزفرت نازلي بضيق يبدو ان هذه الممرضة لا تعرف شيئا عن عملها أصلا من الواضح انها ستضطر للتكلم مع والدها بخصوص هذا الموضوع.
صدع رنين الهاتف الذي في يدها فجأة تذكرت الطبيب عندما اعطاها هاتف آركان بما أنها هي من احضرته ، قرأت إسم مراد و أدركت انه صديقه او شقيقه ففتحت الخط و أخبرته بما حدث وعندما انتهت دلفت للغرفة وجدت آركان نائما على السرير رأسه ملفوف بشاش و صدره العاري عليه كدمات زرقاء و آثار جروح غائرة اقتربت و جلست على الأريكة وهي تفكر من هذا المقنع الذي صدم آركان و لماذا هرب أيعقل ان يكون مدبرا و ليس حادثة عابرة ؟!!
افاقت من شرودها على صوت تأوه آركان وهو يفتح عيناه و رأسه على وشك الانفجار من الصداع الذي أصابه ليتمتم :
– مالذي حدث ؟
نهضت نازلي و اقتربت منه بسرعة و هي تردد بلهفة :
– استيقظت أخيرا هل أنت بخير هل تشعر بشئ ؟
نظر لها آركان و همس بصوت أجش :
– اا..اين أنا ؟ و من أنت ؟
اتسعت عينا نازلي بصدمة و قالت :
– ألم تتعرف علي يا آركان ؟ هل نسيتني لكن ك.ك.كيف ؟!!
تحدث آركان بجهل :
– و هل أعرفك ؟ ثم من أنا لماذا تنادينني آركان من هذا ؟؟ انا لا أتذكر شيئا.
وضعت يدها على فمها بدهشة و اردفت :
– هذا يعني انك فقدت الذاكرة !! يا الهي ….. انتظر لا تتوتر سأذهب لأنادي الطبيب.
استدارت و كادت تذهب لكن فجأة توقفت و نظرت له باستغراب :
– كيف فقدت ذاكرتك مع ان الاصابة لم تكن شديدة لهذه الدرجة و لم يكتب شيء في التقرير يدل على ان…. مهلا هل انت تمثل ؟
قالتها بحدة فانفجر آركان ضحكا ولم يعد يستطيع تمالك نفسه أكثر من ذلك ضيقت نازلي عيناها بغيظ و تشدقت ب :
– كيف تمزح هكذا و انت لم تفق الا منذ دقيقتين ألم يسبق لك و ان كنت جدي ؟
آركان بنبرة قاتمة :
– لا لم اكن جدي….. بل كنت جدتي.
اطلقت نازلي ضحكة رنانة لم تستطع كتمها فقال بهيام :
– يالله لم أرى ضحكة بجمال ضحكتك من قبل .
توقفت عن الضحك و توردت وجنتها و لتداري خجلها تمتمت بحزم :
– كف عن كلامك هذا و أخبرني بماذا تشعر ؟
آركان بتعب وهو يضع يده على رأسه :
– صداع شديد و ألم في سائر جسدي.
كادت تتكلم لكن كرق الباب و دلفت الممرضة اعطته الحقنة ثم قالت بابتسامة :
-اعطيتك ابرة مخدر سيزول الألم الآن و لن تشعر بشئ.
أومأ و لم يجبها فخرجت بينما نظرت له نازلي و تمتمت :
– لكن من هذا الذي صدمك بالدراجة ؟ اظن انه حادث مفتعل.
آركان بصوت قاتم وهو ينظر للفراغ بشرود :
– لا اعتقد ذلك.
– حسنا على اي حال انا حفظت رقم الدراجة لن تجد صعوبة في إيجاده اذا أردت رؤيته فهو هرب مباشرة بعد الحادث.
حول ناظريه إليها بشيء من الحدة :
– كم هو الرقم ؟
نازلي بتعجب من نبرته و ملامحه فهي لم تراه هكذا مسبقا :
– ااا 52078165 و بالمناسبة كان يضع خوذة على رأسه.
قبض على يده بعنف حتى برزت عروقها اغمض عيناه يحاول تمالك أعصابه فهو لا يريد اخافة نازلي بعصبيته….. فتحهما مجددا و ابتسم قائلا :
– لا يهم….. بالمناسبة أخبريني هل خفت علي انا اتذكر جيدا كيف ركضت اتجاهي و كنت تصرخين طلبا للإسعاف…. هل وقعت في غرامي ام ماذا ؟
أجابته نازلي بضحكة استنكار :
– وقعت في حبك ؟ لماذا من تظن نفسك ؟
آركان بابتسامة عابثة :
– ربما لأنني وسيم لدرجة تجعل اي فتاة تغرم بي…. هل تنكرين ؟
لم تتكلم بل نقلت عينيها لوجهه الوسيم و شعره الاسود الكثيف و الناعم ثم لحيته الخفيفة و ذراعاه المتكدستان بالعضلات و ايضا عضلات بطنه و صدره المفتولة حقا هو وسيم و جسده يمتلك مرونة تليق به كرياضي.
افاقت من تأملها على غمزة آركان وهو يهمس بخبث :
– بماذا تنظرين الي هكذا عزيزتي هل اقتنعت انني وسيم.
حمحمت و ابعدت وجهها عنه و هي تردد :
– لا أرى سوى الكدمات و الجروح…. لكن وجهك لا بأس به ، بالمناسبة مالموضوع الذي كنت تريدني من أجله ؟
– اي موضوع ؟
قالها آركان باستغراب فأردفت :
– أخبرتني البارحة بأنك تريدني من أجل موضوع مهم ماهو ؟
تذكر آركان كذبته التي جعلها حجة ليلتقيها تنحنح و لم ينقذه سوى فتح الباب و دخول والده ووالدته و آسيا و مراد ايضا ، اقتربت منه والدته شمس و أمسكت وجهه وهي تسأله بدموع :
– حبيبي هل أنت بخير ؟ مالذي حدث لك و…
قاطعها بابتسامة واهنة وهو يمسح دموعها :
– انا بخير يا أمي لا تقلقي هذا مجرد حادث بسيط.
امجد بصوت رخيم :
– من تسبب في ذلك قل لي إسمه و سأجعله يخاف القيادة مجددا.
أجابه آركان بإيجاز :
– لا داعي لن اتخذ اي اجراءات قانونية ضده فهو لم يقصد….. تعالي يا آسيا لماذا تقفين بعيدا.
اقتربت منه و قالت بحنان :
– بماذا تشعر الآن ؟
اجابها بابتسامة :
– بصداع خفيف لا تقلقي ، أين أخي ؟
رد عليه أمجد هذه المرة :
– سافر لأنقرة من أجل العمل.
هز رأسه و لم يعلق اطمئن عليه الجميع و نازلي تنظر إليهم بصمت حتى لاحظتها شمس فسألت باستغراب :
– من أنت ؟
حمحمت بإحراج فقال آركان بضحكة صغيرة :
– هذه من أنقذتني و أوقفت النزيف و أحضرتني للمستشفى.
ظهر على وجه أمجد الاستنكار مؤكد انها احدى حبيباته و أنقذته لتنال الثناء….. بادرت آسيا بالكلام :
– شكرا لك… هل تعرفان بعضكما البعض ؟
نازلي بعفوية :
– نعم إلتقينا مرة في مض ااا….
قاطعها مراد بسرعة :
– أشكرك يا آنسة.
نازلي باستغراب من توتره :
– العفو.
تنهد آركان براحة لقد كانت على وشك ان تذكر المضمار أمام والده….. طرق الباب فجأة و دلف الطبيب نظرت إليه نازلي بدهشة :
– أبي ؟!!
اقترب منها جلال بسرعة :
– نازلي أخبرتني الممرضة أنك هنا هل أنت بخير ؟
نازلي مطمئنة إياه :
– انا بخير….. لقد رأيت هذا الشاب يتعرض لحادث فأسعفته و أحضرته هنا.
رمقه بهدوء مغمغما :
– حمد لله على سلامتك.
أمجد بغرور :
– اذا انت هو الطبيب المشرف على حالة إبني ؟ أتمنى ان يتلقى معاملة تليق به كإبن أتان اوغلو.
رد عليه جلال بابتسامة حادة :
– لست الطبيب المشرف عليه انا مالك النشفى و مختص في الجراحات العصبية لكن لا تقلق المستشفى يقدم أفضل رعاية لجميع المرضى سواء كانوا أشخاصا عاديين أو حتى أبناء آل اوغلو يا سيد.
توتر الجو فهتفت نازلي مغيرة الموضوع :
– أبي انا أريد رؤية ماما هيا لنذهب.
تنهد و هز رأسه بإيجاب نظرت هي ل آركان و قالت :
– حمد لله على سلامتك الى اللقاء.
– وداعا.
خرجت هي مع والدها بينما تشدق أمجد ببرود :
– لم أكن أعلم انك تعرف هذا النوع الرديئ من الفتيات.
آركان بحدة :
– لاداعي للتكلم عنها هكذا لولاها لما كنت تراني بحالة جيدة الآن يا والدي و بالمناسبة نازلي ليست كما تظنها !!
تجاهل كلامه و تمتم بحدة مماثلة :
– أسعفتك لكنها لم تنقذ حياتك لاداعي للمبالغة !!
كاد يتكلم لكن نظرات أمه المحذرة من مجادلته اوقفته تنهد بعمق ليسيطر على أعصابه ثم لف وجهه للإتجاه الثاني.
طرق الباب ثانية و دخل الطبيب المشرف عليه اجرى له فحوصات ثم هتف وهو يدرس التقرير :
– حالته جيدة الآن و يمكنه الخروج ان أراد لكن يجب الإعتناء به جيدا مع اعطاء الحقن الازمة و كذلك عدم ممارسة أي مجهود ولو كان صغيرا.
أمجد بصوت رخيم :
– أليس من الأحسن ان يظل هنا اليوم.
شمس موافقة إياه :
– أجل هكذا سنظمن تقديم الرعاية الازمة إليه.
نظر آركان ل آسيا و غمز لها فابتسمت و قالت :
– لا داعي يا أبي انا سأعتني به جيدا ولن أغفل عنه دقيقة في المنزل سنكون مطمئنين عليه أكثر.
آركان : نعم لا داعي لأبقى هنا سأمل كثيرا ثم ان زوجة أخي طبيبة أيضا و تعرف الازم.
زفر أمجد بضيق ووافق على مضض ثم غادر الغرفة و خلفه شمس و الطبيب أيضا ليأخذا تصريح الخروج ، رن هاتف آسيا و كان زوجها أنس المتصل فتمتم آركان بنبرة جادة :
– لا تقولي له ماحدث لا أريده أن يقلق علي.
– حسنا ، بالإذن.
خرجت هي أيضا فالتف مراد له و تشدق باستجواب :
– هذا ليس حادثا عاديا أليس كذلك إنه مفتعل…. من قام بذلك ؟؟
زفر مغمغما بصوت قاتم وقد احتدت عيناه مظهرة شخصيته الحقيقية :
– كان مقنعا لكن أعلم انه يوسف الحقير.
– كيف هذا من الممكن ان يكون شخص آخر.
هتف بها مراد في تعجب فأجابه بإيجاز :
– نازلي أخبرتني رقم الدراجة و طبعا لأن يوسف أحمق و غبي لم يخفي رقم دراجته….. لا بأس سأتفرغ له عندما اتعافى كليا.
مراد بمكر :
– لكن قل لي من الفتاة التي كانت هنا هل هي حبيبة جديدة ام…
قاطعه بحدة شرسة :
– تكلم عنها بإحترام لكي لا نخسر بعضنا يا مراد !!
مراد بتعجب :
– أنا كنت أمزح لماذا غضبت هكذا ؟ هل تحبها !!
هتف بالجملة الاخيرة بتفكير فرد عليه آركان بابتسامة :
– لا أعلم…. لكن منذ أن رأيتها اول مرة من أسبوع تقريبا و انا أفكر بها و اتصلت بها البارحة وطلبت منها ان نلتقي لنتحدث لكن انظر ماحدث تبا.
صمت مراد ولم يتكلم فطالعه آركان باستغراب و تساؤل لينفجر الآخر ضحكا حتى ادمعت عيناه ، تمتم آركان من بين أسنانه :
– هل تسخر مني أيها ال….
قاطعه مراد بضحكة عالية :
– هههههه أنت من كنت تهزأ مني لأنني أحب فتاة رأيتها مرات قليلة فقط و ههههههه انت الآن معجب بفتاة رأيتها مرة واحدة ؟! ههههه ألم أخبرك انك ستقع يوما في حب فتاة في ظروف غريبة.
ابتسم رغما عنه ثم ردد بغرور :
– على الأقل لست مثلك أراقب حبيبتي بصمت منذ اكثر من سنة.
حمحم مراد و عدل لياقة قميصه باستفزاز :
– تحدث عن نفسك لقد كلمتها اليوم و أخبرتها بمشاعري و اقترحت عليها ان نكون أصدقاء كفترة تعارف و هي وافقت.
رفع حاجبيه بإعجاب هاتفا :
– اممم نطق الحجر أخيرا لست سيئا.
ضحك و قال :
– لكن أخبرني أين التقيت بهذه الفتاة ؟
تنهد آركان و قص له ماحدث يوم ان كلمته بدلا من خطيب صديقتها و هو فاز من أجلها مع انه كان متفقا مع يوسف على الخسارة ، انتهى فصاح مراد بصدمة :
– هذا يعني أنك فزت بالسباق و خسرت مبلغا ضخما من المال من أجلها ؟؟!!
– هههههه و لم أندم.
نفى برأسه بعدم رضى وكاد يتكلم لكن دلف والده و أخبره بأنه سيخرج بعد دقائق ، ساعد مراد آركان في النهوض و ارتدى ملابسه و خرج من المشفى منطلقا لفيلا أتان اوغلو….
______________________
بعد مرور 3 أسابيع.
كثرت لقاءات مراد و فتون و أصبحا صديقان مقربان لم يتكلم معها مراد حول موضوع مشاعره اتجاهها فكونها قبلت صداقته فهذا جيد جيدا و لاداعي لإفسادها بشيئ لا تحبه.
سارت حياة الآخرين بشكل طبيعي تحسنت صحة آركان كثيرا و عاد مثلما كان في السابق اما نازلي فلم تلتقي به مجددا او حتى يتصل بها حسنا هي استغربت فلقد كانت تتوقع أن يكلمها خاصة انها كانت تفكر به طوال هذه الأيام.
______________________
صباح يوم جديد.
في احدى المستودعات كان يوسف يجلس مع اصدقائه يضحكون و يسخرون على أحدهم.
يوسف بضحكة ثقة :
– مؤكد أنه خاف مني اعلم انه يعرف أنني من تسبب في الحادث لكن المسكين المدلل لا يملك الجرأة لمواجهتي.
ارتفعت الضحكات ثانية و قال صديقه :
– من الطبيعي أنه سيخاف آركان مدلل تافه لا يعرف كيف يتصرف من غير والده لقد لقنته درسا لن ينساه.
ساد الصمت فجأة عندما سمعوا صوت باب المستودع الحديدي يغلق تحولت نظراتهم اليهم وجدوا شابا يقف موليا ظهره وهو يوصد الباب ، وقف يوسف بسرعة و صاح :
– من أنت يا بطل ؟؟
ابتسم بتهكم ثم احتدت قسمات وجهه و صوت اصطكاك أسنانه يسمع التف لهم ليظهر أنه آركان فتراجع الشباب للخلف.
غمغم آركان بنبرة حادة مخيفة و هو يخرج مسدسه :
– أنا عملك الأسود !!
_____________________