
الفصل الأول
قصر كبير جدا ….. ظلام حالك …… صمت مخيف يسيطر علي المكان …… وفي هذه الغرفه كان يجلس علي مكتبه وصوت بكائها الذي يصدر من الغرفه المجاوره له يخترق اذانه ….. كان يبتسم استمتاعآ بصوتها هذا ….وكأن صړاخها وعويلها يرضي رغبة ما مكبوته بداخله فعاد برأسه الي الخلف مستندآ علي كرسيه مغمضآ عيناه و ……
فلاااااااااش
في باحة نفس المنزل كان يقف رجل يدعي احمد مع امرآه تدعي هند وطفل لم يتجاوز عمره العشر سنوات يدعي شهاب الدين وبالمقابل كان يقف رجل اخر يدعي محسن ومعه رزمه من الاوراق و……
احمد انت اكيد اټجننت … معقول … تخدعني …. تخدع صديق عمرك عشان الفلوس
محسن لا معلش يا احمد انا مخدعتكش …انت اللي مغفل … انت اللي شاركتني واديتني كل فلوسك من غير ما تطلب ولا ورقه حتي تثبت بيها حقوقك
احمد يعني ده جزائي عشان كنت عامل منك اخويا ومأمنك
محسن ههههههههههه أحنا في زمن ماينفعش تآمن فيه حد ياصاحبي ….. حتي أخوك
احمد اخس …… اخس علي كده ….. عارف انا مش نجرح بسيطان علي فلوسي واملاكي اللي ضاعت …… انا نجرح بسيطان علي السنين اللي بينا
ليدلف اليهم ضابط شرطه و …….
_
الضابط مين فيكوا احمد مهران
احمد انا هو …….. خير يا فنجرح بسيط
الضابط معانا أمر بالقبض عليك
احمد ايييييه …. انت بتقول ايه ….. اكيد انت غلطان
محسن لا يا احمد دا اكيد البنك رفع عليك قضيه بسبب القرض اللي خدته
احمد قصدك اللي خدناه
محسن لا ما دي كمان عملت حسابها ….. انت الوحيد اللي مضيت علي اوراق القرض
احمد ليه ….. ليه كده يامحسن …. انا عملت فيك ايه
محسن معملتش اي حاجه غير انك كنت احسن مني في كل شئ ……في الدراسه …. وفي الشغل …. وفي الحب ….. وفي الجواز ….تصور عشت طول عمري احبها وهي تحبك ….. انت تتهني في احتضانها وانا اتعذب
الضابط اتفضل معانا يافنجرح بسيط لو سمحت
_
سار احمد مع الضابط في هدوء تام لتقع هند جالسه علي الارض وهي تصرخ وتقول……
هند حرام عليك ….. حسبي الله ونعم الوكيل فيك ربنا هو المنتقم الجبار
ليذهب اليها محسن سريعآ ويجلس بالقرب منها و …..
محسن بټعيطي ليه دلوقتي …. ما انا ياما طلبت منك اننا نقرب من بعض …. كنتي ديمآ بتصديني وترفضيني …. بس احنا لسه فيها ….. اطلبي الطلاق وانا اخرجه من السچن ونتجوز …..أو….. لو مش حابه تتطلقي ….. اسمحي بس اننا نقرب من بعض ….. وانا هبقي تحت امرك
في تلك اللحظه وجد محسن بصقه علي وجهه وجهت اليه من قبل هند فاخرج منديلآ ليمرره علي وجهه وهو يقول …..
محسن هتدفعي التمن يا هند هتدفعيه غالي اوي كمان
ثم امسكها من شعرها وظل يجذبها منه وهي تصرخ وطفلها يبكي ويحاول ان يدافع عنها ولكن دون جدوي كانت تصرخ و……
هند سيبني يا حيوان ابعد عني
محسن مستحييييييل دي فرصتي وجت لحد عندي
شهاب سيبها ….. ابعد عنها
_
محسن ههههههههه …ماتحيرةش ما انا هسيبها بس بعد ماخد منها اللي انا عايزه
شهاب انت عايز منها ايه
محسن هتعرف بس مش دلوقتي اما تكبر شويه هههههههههه
كان صوت ضحكاته يدوي في ارجاء المكان مختلطآ بصړاخها الذي يهز الابدان مع توسلات طفلها ….. اخذها الي احد الغرف وضعها علي الفراش واغلق الباب و ……
باااااااااك
عاد من شروده ومازال صوت صړاخها يدوي في أذنه …….اطاح بيده كل ما كان امامه علي المكتب ليطلق صرخه مدويه هزت كيانها ….. فارتعشت حيرةآ ليقول ….
شهاب اخرصي بقي ….. مش عايز اسمع صوتك
فصمتت تمامآ ليخيم الهدوء علي المكان ولم يبقي سوي صوت انفاسه وشهقاتها التي تخترق الجدارن ….. فمد يده علي المكتب ليأخذ مفاتيح سيارته ثم خرج من القصر بعد ان احكم غلق ابوابه جيدآ فأستقل سيارته وقادها مبتعدآ عن المنزل ….كانت تجلس في تلك الغرفه المغلقه علي الأرض تضم قجرح بسيطيها الي احضانها وتبكي بحركه حبن سمعت صوت السياره فعرفت انه خرج من المنزل … وقفت سريعآ وتوجهت الي الباب وحاولت فتحه ولكن دون جدوي فقد سبق ان احكم اغلاقه فتوجهت الي الشرفه وحاولت مرارآ فتح الباب ولكن ايضآ بدون فائدها ….. جلست ارضآ لتبكي حتي الهمت بفكره وهي ان تكسر زجاج باب الشرفه وبالفعل كسرته وحين مدت يدها للاتجاه الاخر الخارجي جرحت نفسها ولكنها تجاهلت الامر بامل انها اوشكت علي ايجاد وسيله للفرار ….. فتحت الباب وخرجت الي الشرفه ….. وجدت انها في الطابق الثاني فقررت ان تخاطر في محاوله لانقاذ نفسها …. ولكن توقفت في اخر لحظه حين سمعت صوت نباح الكلاب الذي وضعهم هذا المچرم تحت شرفتها ….. فجلست ارضآ مع خيبات املها …..لتنظر في اتجاهات الشرفه …. ادركت الان ان هذه الشرفه موصوله بأخري والأخري تلك مؤكد انها تابعه لغرفة ما …… ظلت تفكر في نفسها و …..
هدير ياتري مين ده …. وعايز ايه مني …. طب الاوضه دي فيها حد …. انا خاېفه ادخلها يطلع فيها حد ويأذيني …. ياااارب انقذني
وفي هذه اللحظه سمعت صوت سياره يدلف الي مدخل القصر فهبت واقفه ودلفت الي الغرفه …. اسدلت الستار علي الشرفه في محاوله منها لاخفاء ما فعلت ….. دلف الي القصر وبيده اكياس بها طعام….صعد الي الاعلي ودلف الي الغرفه
_
دون استأذان لتقف في مكانها مفزوعه … خائفه … كانت ترتجف ….. رفعت يدها المرتجفه علي رأسها لتتأكد من ان حجابها يغطيها …. نظر لها من اسفل قجرح بسيطيها الي اخمد رأسها ثم اقترب منها بخطوات هادئه …. وضع الاكياس التي بيده علي المنضده وظل يسير باتجاهها حتي وصل اليها ومد يده لها كادت ان تصرخ ولكنها وجدته يمسك بيدها المچروحه ثم أخرج بيده الاخري منديلآ من جيبه ليضعه علي الچرح فنظر اليها قائلآ …….
شهاب حاولي علي قد ما تقدري ….. مش ممكن هتعرفي تخرجي برا حدود القصر ده ….. خلاص انتي بقيتي جزء منه …. وبعدين حتي لو حاولتي تخرجي من اوضتك ….. مش هتعرفي تهربي من الكلاب اللي ماليين الجنينه تحت …. ولو هربتي منهم ….. فيه حرس علي البوابه … واخدين اوامر ان اي حد يهوب ناحية الباب الرئيسي من غير امر مني ېتصرف غير لائقوه فورآ
ولو كان الحرس دول نايمن …… وهربتي منهم … فا احب اقولك اننا في صحرا شرقها زي غربها …. وهاتمـ,ـوتي برده
نظرت له وخيبات الامل تتمركز في نظرات عيونها وقالت بضعف…
هدير يعني ايه
ابتسم بنصر كبير قائلآ …
شهاب تعددت الاسباب والمۏت واحد
هدير انت عايز مني ايه
فنظر لها بتحدي قائلآ …
شهاب انتي …
_
ثم بدأ يتفحصها بنظراته ويسير بتجاهها بخطواته الهادئه لتعود هي للخلف وهي تنظر له بريبه كبير فأكمل حديثه قائلآ …..
شهاب عايزك انتي … ماتعرفيش ان انتي هدفي الوحيد
استندت بالحائط الذي خلفها واقترب منها كثيرآ لينظر في عيناها لينتفض قلبها من بين ضلوعها فيملأ الخۏف كل تفاصيلها فتتعالا اصوات انفاسها لتنجرف جرح بسيطعه من عيناها … كادت ان
تصرخ
—
فأبتعد عنها قائلآ …
شهاب ماتصرخيش … لسه بدري اوي … احنا لسه في اول المشوار … انا جايبك هنا عشان اعيشك حاله الم وۏجع … لازم تعرفي ان طول ما انتي هنا اڼتقامي هيخليكي معرضه ان يحصلك اي حاجه وفي اي وقت …. ومين عارف هوصل بيكي لأي مرحله … واهو ذنب ناس بتخلصه ناس
نظرت له هدير وهي تتنفس الصعداء بصعوبه كبيره قائله …
هدير بس ليه …. واشمعنا انا … انا طول عمري في حالي ومأذتش حد
تجاهلها شهاب ثم ادار وجهه متجهآ الي الخارج فلفت نظره الاكياس الذي احضرها معه ووضعها علي المنضده فأخذ احد هذه الاكياس وقال …
_
شهاب الاكل عندك اهو وقت ما تحبي تاكلي كلي
ثم خرج من الغرفه واغلق الباب بأحكام … فجلست هدير علي الفراش فترددت علي آذانها كلماته وهي …
شهاب احنا لسه في اول المشوار … انا جايبك هنا عشان اعيشك حاله الم وۏجع … لازم تعرفي ان طول ما انتي هنا اڼتقامي هيخليكي معرضه ان يحصلك اي حاجه وفي اي وقت …. ومين عارف هوصل بيكي لأي مرحله … واهو ذنب ناس بتخلصه ناس
فبدأت تتسأل في نفسها قائله…
هدير ياتري هو بينتقم مني ليه … انا عمري ما أذيت حد … ولا جيت علي حد … انا حاسه اني عايشه كابوس ….وخاېفه اوي بجد
في هذه الاحيان هبط شهاب الي الطابق السفلي ودلف الي احدي تلك الغرف ليجد والدته المتسطحه علي فراشها بجسدها المتهالك بفضل فعل الزمن بها وعيونها الذابله اللواتي لم يذقن طعم الراحه منذ سنوات بعيده مرت عليها …. عشرون عامآ مضوا عليها وهي هكذا في حالة صډمه جعلتها ترفض ان تتكلم او تتحرك ولا تشعر بما بدور حولها …. فجلس بجانبها بضعف وهو يخرج الطعام وبضعه امامها قائلآ …
شهاب شوفتي يا ماما … شوفتي انا جبتلك ايه … جبتلك اكتر اكله انتي بتحبيها … يلا بقي عشان تكلي ياحبيبتي
شرع شهاب في اطعام والدته بحنو وعاطفه كبيران … مد يده بالملعقه وانتظر منها رد فعل وبعد مضي لحظات واخيرآ فتحت فمها لتتناول ما بالملعقه دون ان تنفعل معه حتي لو بالنظرات فأنجرفت جرح بسيطعه من عيناه وتحدث بضعف …
شهاب وحشتيني اوي يا امي …. 20 سنه وانتي كده …. من يوم الحاډثه الزفت دي وانا مشتاق اسمع صوتك … اخر حاجه سمعتها منك كان صوت صريخك … بقالي 20 سنه وانا بشتغل وبتعب ومتمرمط عشان اجيبلك حقك يا امي … اشتغلت كل حاجه واي حاجه والنهارده بقيت واحد من اكبر رجال الاعمال في البلد عشان خاطرك انتي وبس … رجعت اسمنا وهيبتنا … حتي شوفي كده … بصي حواليكي يا امي … ده بيتنا … رجعته تاني … بقي لينا … ومحسن خلاص وقع علي جدور رقبته … دخلته السچن … وبنته هنا محپوسه فوق … في نفس الاوضه اللي كسرك فيها زمان … انكتب عليها ترد الدين
انهي شهاب كلماته ونظر الي والدته فوجدها مغمضة العينين …فعدل من نومتها واحكم غطائها وطبع قبله علي جبينها ثم حمل نفسه وخرج من الغرفه متجهآ الي الطابق العلوي ودلف الي غرفة مكتبه ليجلس وهو يمحي جرح بسيطوعه دليل ضعفه فيسمع صوت رنين هاتفه فيجيب قائلآ ..
_
شهاب السلام عليكم
فأتاه صوت المتصل قائلآ…
المتصل وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شهاب خير يا محمود
محمود انت ناوي تخلص الموضوع ده امتي يا صاحبي
شهاب مش عارف يا محمود … بس كل اللي اقدر اقوله ان الموضوع ده بالنسبه ليا مسألة حياه او مۏت
محمود انا خاېف عليك يا شهاب … والدنيا مقلوبه علي البنت
شهاب مشواري لسه في اوله يا محمود … ومش هرجع عن اللي في جرح بسيطاغي مهما حصل
محمود انت سجنت الراجل … كفايه لحد كده
شهاب لا مش كفايه … هو ما سجنش ابويا بس … هو عمل حاجات تانيه كتير … وانا لازم احړق قلبه علي بنته زي ما حړق قلب امي وكسرها
_
محمود بس يا صاحبي ….
قاطعه شهاب قائلآ …
شهاب سلام يا محمود انا داخل انام شويه عشان ورانا اجتماع مهم بكرا
ثم اغلق الهاتف سريعآ وهو يزفر في ضيق جلس ليستعيد الذاكره لنفس ذلك اليوم ذاته …
فلااااش
انهي ذلك المچرممحسنفعلته الشنيعه تلك ليفتح باب الغرفه وصوت ضحكاته يدوي في الارجاء حيث كان شهاب ذلك الطفل الصغير يقف امام الباب ېصرخ ويبكي مناديآ امه فنظر الي محسن بعد ان فتح الباب فوجد نظرات الشړ تملآ عيناه فدلف سريعآ الي تلك الغرفه فوجد والدته تجلس بصمت علي الفراش ولا يتحرك لها ساكنآ فأقترب منها مناديآ …
شهاب ماما
فنظرت له والجرح بسيطوع تنجرف من عيناها لتدخل في نوبة صړاخ وبكاء لتبدأ في لملمة اشلاء ثيابها الممزقه في محاوله لستر جسدها الشبه عاري ففدلف اليهم محسن بعد دقائق معدوده ليقذف عليها عبائه سوداء قائلآ …
محسن خدي العبايه دي … استري نفسك بيها ماينفعش تطلعي برا وانتي عريانه كده هتطمعي كلاب السكك في جسمك
نظر شهاب له پحيرة عارم فتوجه له كي يسدد له التصرف غير لائقات بيديه الصغيرتين ليسخر محسن من ضعفه قائلآ بأستهزاء ….
_
محسن يا نونو …. هو انت فاكر ان ضړبك ده هيأثر فيا
ثم ضحك بشړ كبير وقال ….
محسن انا خارج وراجع بعد ساعه بالكتير … عايز ارجع ماالاقيش حد فيكم هنا
ثم خرج من الغرفه ليذهب شهاب الي والدته فينظر لها قائلآ …
شهاب هجيبلك حقك منه يا امي … اطمني … انا جمبك
ثم حاوطه بذلك الرداء الاسود لتستتر به ثم خرجت من ذلك المنزل تستند علي طفلها الصغير الذي خرج متوعدآ انه سيعود مرة اخري اليه وسأخذ حق والديه ممن سلبهم كل شئ ….
باااااااك
عاد من غفوته الاليمه تلك ليتناول علبة سجائره ويخذ واحدة منها ويشعلها وهو متوجهآ الي الشرفه لينفث هواء كثيف سيجارته في ڠضب عارم فينظر الي السماء الصافيه يتأمل نجومها اللامعه ليستنشق الهواء بأريحيه في محاوله للاستمتاع بالهدوء الذي يخيم علي المكان … في حين كانت هي تجلس في حزن تجول بنظرهة في انحاء الغرفه وهي تضع يدها علي قلبها وتتنفس في صعوبه لتقول في نفسها ….
هدير الغبي خد الشنطه بتاعتي كلها …. مافكرش ان ممكن يكون فيها علاج ولا حاجه … اعمل ايه بس ياربي … انا مش قادره اتنفس
وفي هذه الاحيان لفت انتباهه صوت انينها المكتوم الذي يخرج من غرفتها المجاوره له فيسترق السمع عليها فيجدها تقول بخفوت من بين أنينها …
_
هدير يارب … انت عالم بحالي … انا الضعيفه اليك … ادعوك ربي ان تفرج كربي … يارب انا خاېفه وتايهه .. مش عارفه انا هنا ليه .. ولا عارفه هو عايز ينتقم مني ليه … يارب انا عارفه ان ده ابتلاء واختبار من عندك … بس انا اضعف من اني اتوجع كده …. بس برضه انا راضيه بكل اللي تجيبه
ترك شهاب الشرفه ودلف الي الغرفه وجلس علي مكتبه قائلآ
….
شهاب برافو
—
… ممثله رائعه … مفكره اني هصدق الشويتين اللي بتعملهم دول … بس علي مين …. اذا كان ابويا الله يرحمه يتخدع في ابوكي زمان ف أنا مش هتخدع فيكي
تسطح علي اريكه مرفقه بالمكتب وأغمض عيناه متأملآ ان ينعم ببعضآ من الراحه والسکينه ليمر بعض الوقت ليجد نفسه لا يستمع الي صوت بكائها وأنينها فيشعر ببعض الريبه التي تسربت في نفسه تجاه صمتها المفاجئ هذا فأنتفض في مكانه وهو يفكر في نفسه تري ماذا حدث … هل عرضت نفسها للتصرف غير لائق للتخلص منه … ام حاولت الهروب مره اخري …هل يمكن ان يكون صمتها هذا محاوله منها ان تخدعني كي تهرب… ام انها بالفعل هربت
كانت هذه كلها اساله تراود خاطره بينما كان يتحركه بسرعه كبيره متجهآ الي غرفتها ليصجرح بسيط بما يري امامه
الفصل الثاني
كانت ملقاه علي الارض مغشيآ عليها فهرول اليها مسرعآ وبدأ في منادتها مرارآ وتكرارآ ولكن دون جدوي فحملها ووضعها علي الفراش واحضر كوبآ من الماء وبعد محاوالات عديده من لجعله ترتشف منه ولو قليلآ ولكنه قد فشل فوضع الماء علي وجهها لتفيق وتشهق بفزع كبير فتنظر حولها فتجده يجلس بجوارها بل كان قريبآ منها لدرجة انها كانت تستند علي ذراعه فأنتفضت بسرعه والخۏف يسيطر عليها فتكلم بسرعه دون تفكير قائلآ …
_
شهاب اهدي ماتخافيش
وكأن مجرد سماع صوته كفيلآ ان يجعل الخۏف والحيرة يتسربان الي قلبها فقالت …
هدير ايه اللي حصل
نهض شهاب عن الفراش ليقف امامها قائلآ …
شهاب انا دخلت لقيتك مرميه علي الارض فنيمتك علي الفراش وفوقتك بالميه
تذكرت شعورها بالالم الذي طغي عليه شعور الخۏف فنظرت له وهي تحاول ابتلاع ريقها بصعوبه فقالت ….
هدير هي شنطتي فين
شهاب عايزاها ليه …. هي مش هتفيدك في حاجه …. موبايلك اتكسر 100حته خلاص
هدير انا عارفه انك مش غبي انت مش هتخطفني وتسيب موبايلي سليم …انا عايزه الشنطه عشان فيها العلاج اللي كنت ھموـ,ـت من شويه عشان مش باخده
شهاب علاج ايه ده
_
هدير انت لو بني آجرح بسيط كنت زي ما اهتميت انك تاخد الموبايل وتكسره كنت قرأت وعرفت ان مع الموبايل فيه دوا لعلاج القلب ولو كنت قرأت الروجتا بتاعته كنت عرفت اني ممكن اموـ,ـت لو ما اخدتوش في مواعيده
وقعت كلمات هدير علي اذان شهاب كالصاعقه … فكيف يقرأ ما هو مكتوب ويفهم معناه … كيف يعرف علي اي نوع من الادويه تحوي تلك الحقيبه … فهو لم يكمل تعليمه … حتي انه لم ينهي المرحله الابتدائيه … ترك دراسته واحلامه واماله بسبب فعلة والدها الشنيعه بعائلته … صمت للحظات مرت عليه كساعات طويله مر فيها اما عيناه شريط ذكرياته في تلك السنوات العشرين التي مرت عليه وهو يتنقل بين عمل وأخر حاملآ علي عاتقه مسؤلية والدته المريضه …. تنهد في آسي قائلآ ….
شهاب انا يمكن ما اتعلمتش للدرجه اللي تخليني افهم كلام الدكاتره اللي مكتوب كله بالانجليزي ده … بس بفهم لدرجه تخليني اعرف قيمة كل حبايه من اي شريط علاج عشان كده احتفظ بالحبوب بتاعتك دي معايا
ثم دس يده في جيب جاكيت بذلته واخرج علبة الدواء فتناولتها منه وهي تشعر بالخجل بسبب كلماتها الجارحه له فنظر لها قائلآ …
شهاب اتفضلي خدي علاجك
اخرجت هدير واحده من تلك الحبيبات وتناولتها فمد يده لها بكوبآ من الماء فأخذته منه و …
هدير شكرآ
شهاب ماتشكرنيش … انا كان لازم الحقك … اصلي مش هسمحلك انك ټمـ,ـوتي بسهوله …. الحساب لسه تقيل
لتنظر له وعلامات التعجب تملأ عقلها بسبب تصرفاته الغريبه تلك فهي حتي الان لا تعرف سبب العداوه التي تجمع بينهم …. فهم هو بالخروج ليقف عند الباب قائلآ …
شهاب علي فكره انا بني آجرح بسيط مع كل الدنيا … الا معاكي انتي
_
ثم خرج وتركها خلفه تندب حظها الذي اوقعها بين براثين ذلك العدو الغامض …. مرت الايام تجر خلفها الايام وهي مازالت سجينه في ذلك القصر لا حول لها ولا قوه وتعيش علي ذات المنوال تقضي وقتها بين الصلاة والعباده وترتيل ما اتقنت حفظه من القرآن الكريم … يدلف اليها كل يوم يحمل معه طعامها الخاص ويستفذها بأقترابه منها الذي كان الغرض منه بث الخۏف والرهبه الي قلبها … بات الامر بالنسبه لها امر اعتيادي … حاولت اكثر من مره ان تهرب منه ولكنها دائمآ ما كانت تتذكر حديثه عن امر مۏتها بمجرد خروجها من حدود الشرفه حتي حدث انها قررت ان تدلف الي تلك الغرفه المجاوره لها …وبالفعل انتظرت بفارغ الصبر خروج شهاب من المنزل ثم انتقلت الي الغرفه الاخري من خلال الشرفه ….. وقفت في تلك الغرفه وتجولت بنظرها في جميع انحائها ولكنها لم تجد بها اي شئ مميز ففتحت الباب وخرجت من الغرفه لتبدأ جولتها في انحاء المنزل وتفحص الغرف كافه ….. وفي حين كانت هدير تتجول في المنزل بحثآ عن خيط للنجاه كان علي الصعيد الاخر في واحدآ من المنازل الراقيه دلف شاب قارب علي الثلاثين من عمره انتابه شعور الحيرة حين وجد ان الهدوء يخيم علي المكان فتسائل في قرارة نفسه تري اين ذهب أفراد عائلته … فتجول في انحاء المنزل حتي وصل الي غرفة الجلوس … والده ووالدته وشقيقته الصغري التي لم يتجاوز عمرها ال ربيعآ فنظر لهم جميعآ ليجد ان هناك شئ يثير الريبه فاطلق التحيه و ….
الشاب السلام عليكم ورحمة الله
نظروا له جميعآ وردوا التحيه و….
الجميع وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فقال الشاب متسائلآ …
الشاب خير يا حج عبدالسميع جرا ايه شكلكوا زعلانين كده ليه
ثم نظر عبدالسميع الي ابنه قائلآ بعد تنهيده طويله و….
عبدالسميع تعالي يا ولدي اجعد جاري اهنه عايز اتحدد معاك
ذهب الي والده وجلس جواره قائلآ ….
الشاب اتفضل اتكلم يا حاج تحت امرك
_
عبدالسميع جولي ياهشام يا ولدي هتفضل عازب اكده طوالي
هشام سبق وقولتلك يا حاج اني مش هتجوز خالص
عبدالسميع ليه اكده يا ولدي … .ماعيزش تفرح جلوبنا ليه …. ماهتنسهاش ليه بجي …. عايز تبجي علي حالك علي طول اكده
صمت هشام بعد ان نظر الي شقيقته الجالسه بينهم بصمت فعاود النظر الي والده بتحدي فنظرت الام الي ابنتها ف فهمت الفتاه غرض الام من تلك النظره فحملت نفسها وتركتهم لتخرج الوالده عن صمتها قائله …
الأم انت خابر زين كل حاجه ياحج …. ماتجلبش علينا المواجع
تعجب هشام من كلمات والدته فضحك بسخريه قائلآ …..
هشام المواجع …..هههههه مواجع ايه يا امي …. انتوا نفذتوا اللي انتوا عاوزينه وسبتوني انا وسط المواجع
عبدالسميع سيبك الحديت الماسخ ده … ماعدلوش لزوم واصل
هشام انت اللي فتحت الكلام ياحاج ولا انا غلطان يا حاجه رئيفه
تنهدت بأسي طويلآ بفضل نظرات ابنها لها والتي كانت تحمل العديد من الاټهامات فأستجمعت بعضآ من القوه لتقول …
_
رئيفه عمك جمال كان اهنه
تعجب هشام من انتقال والدته المفاجئ من امر الي امر اخر فتسائل قائلآ…
هشام امر عادي جدآ ايه المشكله
عبدالسميع
اتفجت معاه علي
—
معاد الجواز
هشام جواز مين ياحاج
عبدالسميع جوازك من بته رحمه وجواز هاجر من ولده مجدي
انتفض هشام من مكانه قائلآ …
_
هشام نعم … ازاي تحددوا جوازي من غير ما تسألوني
عبدالسميع هو اكده مجدي اتججرح بسيط لاختك واتفجنا ان الجوازتين هيبجوا سوا
هشام جواز بدل يعني
عبدالسميع ايوه بالظبط اكده … هما هيخدوا بت من عندينا واحنا هناخد بت من عنديهم
هشام بس انا مش عايز اتجوز….
سرعان ما قاطعه والده صارخآ بوجهه قائلآ …
عبدالسميع هتجف ضد عادتنا وتجاليدنا اياك … من يوم يومنا والولد بيتجوز بت عمه … وماهينرضاش بحد غريب يدخل ويسطينا ورجالتنا موجدين
هشام عادات وتقاليد غلط … يعني ايه اتجوز بنت عمي اللي طول عمرها زي اختي عشان ماينفعش حد غريب يتجوزها وياخد نصيبها في الورث ويشاركنا … يعني ايه ينطلب مني اني اتقبل علاقه انا مڠصوب عليها … لا عقل ولا دين يرضي بكده
عبدالسميع سامعه ولدك بيجول ايه يا رئيفه … ولدك مابجيش يهمه عادتنا ولا تجاليدنا ونسي عرف اهل الصعيد … ابن عبدالسميع الاسيوطي ماعيزش ينفذ كلمة ابوه … ماريدش يتجوز بت عمه ….
هشام رجالة العيله كتير جوزوها اي واحد منهم
_
رئيفه مش اي حد ياولدي …. الجوازه دي لازم تتم بيناتكم انتم
هشام ليه لازم ….
عبدالسميع عشان ده شرط جدك … انت ومجدي لازم تتجوزوا سوا في نفس الليله واللي هيخلف الولد الاول تبجي العموديه من سلساله وهتبدأ بيا او بعمك
هشام بقي انا واحد مهندس وليا شأني برا هناك في مصر اجي اخد العموديه واتدفن هنا في الصعيد … مش عايزها العموديه دي
عبدالسميع انت ماعيزهاش بس رايدها وهسبهاش تروح من يدي واصل …. بجيلي يجي 30 سنه مستنيها وتيجي انت علي أخر الزمن تجول انك ماريدهاش …. لاه ياولدي … انت هتتجوز بت عمك ورجلك فوج رجبتك وهتخلف منيها الولد كمان …
لم يجد عبدالسميع اي رد فعل من هشام سوي انه تركه وغادر المكان برمته …. نظر الوالدان لبعضهما البعض بنفاذ صبر من تصرفات ابنهما الوحيد… اما عنه فقد سار في طريقه متوجهآ الي غرفته ليستوقفه صوت شهقات خفيفه يخرج من غرفة شقيقته ليطرق الباب وتمسح جرح بسيطوعها و ….
هاجر تعالا يا ابيه
دلف هشام الي غرفة شقيقته محاولآ رسم الابتسامه علي وجهه فيقول مازحآ …
هشام مهما بعدت عنك ورجعت هلاقيكي برده بتميزي خبطتي علي بابك
هاجر مش اخويا اللي بحبه وكأنه حته من قلبي
_
هشام ايه الكلام الحلو ده كله
هاجر واكتر من كده كمان
هشام طيب بتحبيني انا اكتر ولا مجدي اكتر
بدت علامات الخجل في الظهور علي وجهها لتحمر وجنتيها وتخفض وجهها للاسف فيقول …
هشام يعني بتحبيه وموافقه علي الزواج منه امال كنتي بټعيطي قبل ما اجي ليه
هاجر مش عايزاك تتظلم يا ابيه …. مش عايزه انك توافق علي الجوازه دي ڠصب وبرده خاېفه انك ماتوفقش
هشام طب انا لو ماوفقتش هيحصل ايه
هاجر تبقي الجوازه مش هتتم
هشام طب انتي ومجدي ذنبكم ايه في اني مش عايز اتجوز
هاجر كليتنا مالناش ذنب الا اننا صعايده … وجت معانا كاده بتين وراجلين واكتب علينا نتجوز بدل … ولو حد فينا ماوفجش الجوازه كليها تخرب
_
تنهد هشام بآسي مطولآ ليضم صغيرته الي احضانه مرتبآ علي ظهرها بعاطفه وحنان قائلآ …
هشام ان شاء الله خير يا حبيبتي ما تحيرةيش انا جنبك
ثم نظر لها مداعبآ فيقول ….
هشام المهم قوليلي فجآه كده قلبتي صعيدي ليه
هاجر واه جرا ايه يااخوي .. انت نسيت ولا ايه عاد .. احنا صعايده ومن فات جديمه تاه
لينفجرا الاثنان ضاحكين …. اما هنا بعد ان انهت هدير جولتها في ارجاء الطابق الثاني هبطت الي الطابق الاول … كانت الأجواء ماذالت هادئه جدآ الي حد انها تبث الرهبه الي قلبها ولكن ما ذاد من خۏفها وحيرةها كان صوت الشهقات الخفيفه التي تخرج من احدي الغرف بهدوء …..في بادية الامر ظنت ان كل هذا ماهو سوي بضعة ترهات ولكن قد اتضح الامر مع وضوح الصوت … خشيت ان تتقجرح بسيط تجاه الغرفه ولكن فضولها كان اقوي من خۏفها … ففتحت الباب لتلقي نظره مسترقه في الغرفه لتظهر لها تلك المرأه التي اهلكها الزمن المدعوه هند كانت تبكي بحركه كمن وقع له قتيلآ قبل دقائق … تقجرح بسيطت هدير پحيرة شديد منها ولكن شفقتها وتعاطفها علي حالها اجبراها علي الذهاب لها مسرعه فوقفت امامها حيث كانت هند غير منتبهه لها فمدت هدير لها ووضعتها علي كتفيها قائله بخفوت …
هدير خير يا امي بټعيطي ليه
انتظرت هدير ان تجد ردآ من تلك المرآه ولكن هيهات لم تجد سوي بكاء فقط فقالت….
هدير طب انتي مين …. طيب انتي جعانه …. او عطشانه
ايضآ لم تجد منها رد فعل …. ولكن لفت انتباهها وجود ثلاجه صغيره في احدي زوايا الغرفه … فذهبت اليها وفتحتها لتخرج منها قنينة عصير وامسكت كأسآ من علي المنضده الصغيره المرفقه بالغرفه وافرغت فيه العصير وتقجرح بسيطت تجاه هند ومدت يدها لها بكوب العصير و ….
_
هدير اتفضلي يا امي اشربي العصير ده
رفضت هند ان تتناوله مع ظهور علامات الخۏف والرهبه علي وجهها من تلك المتطفله الجديده التي تراها للمره الاولي … فهمت هدير معني نظراتها فمدت يدها الاخري لترتب علي ظهرها في محاوله بث الطمأنينه في قلبها لتقول ….
هدير ماتخافيش مني ….انا مش هأذيكي … اهدي بقي واطمني …. ولو مش عايزه تتكلمي معايا براحتك خالص المهم اشربي العصير ده بس عشان تهدي وجرح بسيطك يروق وانا همشي علي طول
ثم وضعت هدير الكوب علي فاه هند لتفتح هند فمها وتبتدأ في ارتشاف العصير لفت نظر هدير علبة دواء موضوعه بجوارها فامسكته لتقرأ مواعيدها المدونه عليها فوجدت ان هذا هو الموعد فاخذت حبة دواء وناولتها لهند مع العصير وماهي سوي لحظات معدوده حتي انهت هند ارتشاف الكوب بأكمله … هدأت هند جراء ما اقتحم قلبها من اريحيه وطنأنينه تجاه تلك الفتاه الغريبه فأغمضت عيناها بحثآ عن بعضآ من الراحه فأبتسمت هدير واحكمت عليها غطائها وتركتها وخرجت من الغرفه وهي تتسائل في نفسها تري من تكون تلك السيده ولكن قطع حبل افكارها صوت سياره بالخارج اتقنت انها سيارة ذلك المچنون الذي اخذها أثيرة في منزل كبير مع امرأه يبدو عليها المړض الشديد وسط صحراء كبيره لا حدود لها تسائلت في قرارة نفسها قائله …
هدير ايه ده هو جه بسرعه ليه … انا مالقيتش حاجه تفيدني …. طب افضل هنا واواجهه يمكن يقول حاجه ولا ارجع الاوضه واحبس نفسي واجرب تاني يمكن اوصل لحاجه … انا هطلع وكأن شيئآ لم يكن يمكن ربنا يرشدني لاشاره توضحلي الامور
ثم هربت مسرعه من باحة ذلك المنزل الي الطابق العلويه وصولآ الي غرفة المكتب ثم الي الغرفه التي تطلق عليه اسم زنزنتها الخاصه …. اما عن شهاب فقد دلف الي المنزل كعادته يحمل بيده حقائب صغيره بها طعام وضع احداهم علي منضده صغيره في الباحه
ثم توجه بالبقيه الي
—
غرفة والدته كي يقجرح بسيط لها الطعام كعادته ولكنه وجدها تغط في نوم عميق علي غير عادتها …. فكر ان يوقظها ولكنه وجد علي وجهه علامات راحه وسکينه فعاود التفكير قائلآ …
شهاب مفيش مشكله اني اسيبها تنام مدام مرتاحه …
_
ثم خرج من الغرفه وحمل الحقيبه الاخري وتوجه الي الطابق العلوي متجهآ الي غرفتها فوجدها تجلس علي الفراش فدلف اليها قائلآ …
شهاب ده الاكل بتاعك
هدير شكرآ
ثم اخرج من جيب جاكيته علبه دواء قائلآ …
شهاب و دي علبة الدوا بتاعتك
تعجبت هدير كثيرآ من هذا الامر و …
هدير ايه ده معقول …. وانت عرفت منين انها خلصت
شهاب امبارح لما جبتلك الاكل خدت بالي انك فتحتي العلبه عشان تاخدي الدوا ولقتيها فاضيه فخدت الروجتا من شنطتك وجبتهولك
هدير شكرآ ليك علي اهتمامك
شهاب سبق وقولتلك اني مش هسمحلك ټمـ,ـوتي دلوقتي لسه بدري
_
فكرت لثواني معدوده من الوقت في كيف تسدد له التصرف غير لائقات التي يمنحها لها يوميآ عن طريق كلماته الجارحه تلك …
هدير عادي …. دا حتي العيشه هنا جميله خالص ومريحه جدآ … حد يطول انه يعيش كده وكل طلباته مجابه
نجحت هدير في ان تثير حيرةه فزفر في ضيق ثم ترك لها الغرفه وخرج بعد ان اغلق الباب نلفه توجه الي غرفة مكتبه ليقضي فيها ليلته كالمعتاد ……هنا وفي منزل أخر وفي احدي غرفه حيث كانت تجلس فتاه في غاية الجمال عشرينية العمر تدعي حسناء …. كانت ترتدي الاسود والحزن بملأ كل تفاصيل وجهها …. تتأمل صورة لها معلقه علي الحائط … كانت حسناء بردائها الأبيض وبين احضان زوجها ….. تأملت وجهه ثم غرست وجهها بين كفيها لتبكي بحرقه لتدلف اليها امرأه خمسينيه العمر تدعي آمنه فجلست بجانبها و ….
آمنن انسيه يابنتي … ماينفعش كده اللي انتي فيه ده … بقيلك علي الحال ده سنتين …
حسناء انساه ازاي يا ماما آمنه … محمد مكنش جوزي وبس … محمد كان حياتي كلها
آمنه كان يا بنتي … محمد ابني خلاص ماټ الله يرحمه … وانتي مش مرات ابني بس يا حسناء … يعلم الله انك احسن من بنتي عندي …. عشان كده انا جايه اتكلم معاكي
حسناء خير يا ماما فيه ايه
ترددت آمنه كثيرآ قبل ان تتكلم ولكنها استجمعت قواها لتقول …
آمنه انا …. عايزاكي تتجوزي يابنتي
صجرح بسيطت حسناء من هذا الطلب الغير متوقع تمامآ ففزعت قائله …
_
حسناء اتجوز …. طب ومحمد
آمنه محمد ماټ خلاص
هبت حسناء واقفه وهي تصرخ قائله …
حسناء محمد مامتش … ايوه مامتش ولسه عايش … عايش جوايا …. محمد جزء مني
وقفت آمنه مقابله وهي تقول …
آمنه محمد ماټ يا حسنا … فوقي بقي … هتفضلي لحد امتي عايشه في الوهم ده … لحد ما تفوقي تلاقي نفسك عندك 50 سنه … ولا عندكيش عيل ولا تيل … ومفيش حد يقف جمبك يسند ضهرك
جلست حسناء علي الاريكه والحزن والانكسار يبدوان عليها بشده فتمتمت قائله …
حسناء ماقدرش … ماقدرش اعيش مع حد غير محمد … مش هستحمل قربي منه …ولا انه يلمسني …اظلم انسان مالوش ذنب معايا ليه
آمنه وافقي انتي بس يا بنتي وصدقيني عمرك ما هتظلمي محمود معاكي
وقع هذا الاسم علي اذان حسناء كصجرح بسيطه اكبر من تعجب طلب الزواج فقالت متسائله …
_
حسناء محمود … محمود مين
آمنه محمود ابني يا حسنا نسيتيه ولا ايه
حسناء انتي عوزاني اوافق اني اتجوز محمود … ابنك واخو جوزي …. مستحيل … محمود ده اخويا
آمنه لا محمود مش اخوكي ومحمد ما بقاش جوزك خلاص … حياتك من سنتين حاجه وحياتك دلوقتي حاجه تانيه خالص …. ولازم توافقي علي الجوازه دي …
حسناء اوافق ڠصب عني
تنهدت آمنه بنفاذ صبر ثم جلست علي الاريكه واجلست حسناء بجانبها قائله …
آمنه بصي يابنتي … انا وانتي ومحمود خلاص مابقيلناش حد غير بعد … انتي امك الله يرحمها ماټت وسابتك امانه في رقبتي …وكنت مطمنه عليكي طول ما محمد معاكي … بس محمد اټوفي … راح للاحسن مني ومنك … وانا يابنتي خلاص … ومش هعيسلك طول العمر … وعاوزه اطمن عليكي قبل ما اموـ,ـت
حسناء بعد الشړ عليكي يا ماما …. بس صدقيني ماينفعش … سيبك مني انا … محمود شاب واكيد فيه حد في حياته وبيحب … وحتي لو مش بيحب … ليه تظلميه وتبليه بواحده زيي … ارمله
آمنه تفي من بوقك يا بنتي … بلوة ايه كفالنا الشړ …. انتي شابه وجميله والف مين يتمناكي
سمعا صوت بالخارج فأدركا ان محمود قد عاد من عمله فهمست حسناء قائله …
_
حسناء انسي الكلام ده يا ماما … انسيه وماتجبيش سيرته تاني حتي لو مع نفسك
زفر آمنه في ضيق من الامر و خرجت من غرفة حسناء لتستقبل ابنها محمود و …
محمود مساء الخير يا امي
آمنه يسعد مساك يابني …. تعالا عشان عوزاك في موضوع مهم
محمود خير يا امي فيه ايه
آمنه تعالا بس ندخل اوضتك وانت هتعرف
__________
الفصل الثالث والرابع
خضع محمود الي امر والدته وذهب معها الي غرفته الخاصه وجلسا معآ و ….
محمود خير يا حاجه فيه ايه
_
آمينه انت مش ناوي تتجوز يا محمود
محمود ايه اللي فتح الموضوع ده فجأه كده
آمنه يابني انت قربت تقفل ال سنه
محمود هو انا بنت يا امي … انا راجل ومايعبنيش سني يعني
آمنه انا عارفه يا حبيبي … بس اللي انت وصلتله ده صعب اوي
محمود جري ايه يا حاجه … هو انا وصلت لايه بالظبط … ما انا شاب زي الفل اهو وبشتغل ومجتهد كمان … وبزنس مان يعجب اوي كمان
آمنه ما هي دي المصېبه …. انك من يوم ما اتعرفت علي اللي اسمه شهاب الدين ده وانت كل حياتك شغل في شغل وبس … انت نسيت حتي ان لبدنك عليك حق
محمودانتي اكتر واحده متأكده من ان معرفتي بشهاب واتحادي معاه هما سبب النجاح اللي احنا وصلناله ده … احنا اتعرفنا علي بعض واحنا صغيرين في اول الطريق … كل واحد فينا مكنش كمل 20 سنه …. هو كان صنيعي وانا طالب مش لاقي اصرف علي دراستي … اشتغلنا سوا صنيعيه وواحده واحده بقينا حاجه في البلد ….لولا توحدي مع شهاب ده مكنتش وصلت للي انا فيه ده
آمنه عارفه يابني …. بس كفايه لحد كده … وانتبه لنفسك بقي
تنهد محمود بنفاذ صبر قائلآ ….
_
محمود بتخططي لايه يا حاجه اعترفي
ترددت آمنه قليلآ لتقول ….
آمنه عايزاك انت وحسناء تتجوزوا
لم يستوعب محمود ما قالته والدته قبل ثواني فأردف قائلآ ….
محمود حسناء مين لامؤاخذه
آمنه حسناء بنت خالتك
محمود قصدك مرات اخويا
آمنه كانت مرات اخوك دلوقتي هي ارملته
محمود دا انتي بتتكلمي جد بقي ومش بتهزري
آمنه وهو انا عيله عشان اهزر معاك في موضوع مهم زي ده
_
محمود لأ يا أمي … غلط … وماينفعش … ازاي اتقرب منها بصفتي جوزها وهي بالنسبه ليا مش اكتر من اخت … طول عمرها وهي اختي
آمنه بس
يا ابني …
قاطعها محمود بحزم
—
قائلآ …
محمود خلاص يا امي … قولتلك حسناء اختي وهتفضل طول عمرها اختي
خرجت آمنه من غرفته وعلامات الڠضب تبدو عليها بشده وتوجهت الي غرفتها لتترك محمود في غرفته الخاصه ليتسطح علي فراشه متنهدآ بقوه مستعيدآ الذكريات التي جمعت بينه هو وحسناء ومحمد شقيقه الصغير … دائمآ ما كانوا معآ ثلاثتهم منذ الصغر … اجتماعهم هذا كان كفيلآ ان يجعل قلبه ينبض لها حبآ …. فقد كان منذ الصغر وهو يحبها ولكن شائت الاقدار ان يحرم منها …عاد بذاكرته الي ذلك اليوم الذي دلف اليه شقيقه محمد الذي كان يصغره بعامين …. كان محمد سعيدآ للغايه لينظر الي محمود قائلآ …
محمد باركلي يا حوده … قولي مبروك
محمود مبروك يا حبيبي بس علي ايه
_
محمد اخيرآ حسناء وافقت تتجوزني
صجرح بسيط محمود مما يسمع وقال پصجرح بسيطه …
محمود حسناء مين…
محمد حسناء بنت خالتنا … تصور بقالها 3 سنين مدوخاني ورافضه اننا نتخطب الا لما تخلص جامعتها … بس الحمد لله وافقت اننا نتخطب دلوقتي ونتجوز بعد ما تخلص …. ياااااه … هستحمل سنه كمان قبل الجواز
كان محمود يستمع الي كلمات اخيه وهو مازال تحت تأثير الصجرح بسيطه فنظر محمد اليه قائلآ …
محمد جرا ايه يا حوده … انت مش فرحانلي ولا ايه
استوعب محمود الامر ونظر اليه وهو يحاول ارتسام الضحكه علي شفتاه رغمآ عنه قائلآ …
محمود ازاي بقي يا حماده … طبعآ فرحانلك … الف مبروك يا حبيبي ربنا يتمملك علي خير
ثم ضم شقيقه الي احضانه في محاوله لأخفاء الضعف الذي في عيناه ….. عاد من شروده قائلآ في نفسه ….
محمود ماعدش ينفع يا امي خلاص
_
مر ذلك اليوم بسلام … وبعد اليوم مرت ايام عديده … كانت هدير تنتظر حتي يخرج شهاب من المنزل ثم تذهب الي والدته هند لتجلس معها كي تحصل علي بعض الونس … وبالفعل اصبح جلوسهن معآ شئ اساسي في يومهم … كل يوم تقوم هدير بأطعام هند .. كانت تعطيها ادويتها بشكل منتظم … وتمشط لها شعرها … وتروي لها الحكايات … كانت تعاملها كطفلتها الصغيره … ليس مجرد امرأه اوشكت علي الوصول للعقد السادس من عمرها …. وكانت هند تتجاوب معها الي حد كبير لدرجة ان شهاب كان يستعجب كثيرآ لتحسن والدته … وبالمقابل بدأت هدير هي الاخري تستريح الي ذلك المكان وتطمئن له ولمن به بالرغم من كم التساؤلات الهائل الذي يدور ببالها ..ولكنها تجاهلت شهاب تمامآ بل اصبحت لا تهابه ابدآ فقد ادركت تمام الادراك انه لن ينفذ تهديداته ابدآ ويحدث ان ذات يوم يدلف اليها فيجدها و قد افترشت السجاده التي سبق وطلبتها منه علي الارض وتؤدي صلاتها في خشوع تام فوقف ينظر لها متأملآ ذلك الخشوع والايمان والتقوي الذي يحاول بشتي الطرق الا يصدقهم فكيف لمچرم مثل ذلك ال محسن ان ينجب فتاه مثل هدير التي هي مثال للفتاه المؤمنه فتسائل في نفسه … لما لا يصدقها … ولما لا تكون فعلآ هي علي عكس والدها … لقد حدث كثيرآ ان ينجب الفاسد عالمآ والعكس ايضآ يحدث …. لم ينتبه شهاب لنفسه سوي وهدير تحدثه قائله ….
هدير ايه رأيك لو تقولي انت عايز مني ايه
دلف الي الغرفه واضعآ تلك الحقيبه التي بيده قائلآ ….
شهاب عايز حقي
هدير هو اللي ليه حق عند حد يخطفه …. يسجنه جوا قصر مهجور بين 4 حيطان …. يجيبله اكل زي المساجين … لا وبيجيبله هدوم وعلاج وكل طلباته مجابه كده
نظر لها من اخمد رأسها الي اسفل قجرح بسيطاها ليشرع في التقرب منها بغرض ان يبث الي قلبها الريبه والخۏف فأبتسمت له بسخريه قائله …
هدير قديمه … العب غيرها … انا بقالي هنا شهرين وكل يوم نفس اللعبه لحد ما ډمها تقل وبقت بايخه
شهاب طيب مادام كده بقي … أحنا ممكن نتنقل للمرحله التانيه من اللعبه
هزت رأسها بالنفي قائله …
هدير لا يا شهاب … انا عمري ما كنت هدفك من اللعبه دي
_
بدأت علامات التعجب بالظهور علي وجه شهاب لتتابع حديثها قائله ….
هدير انت جبتني هنا عشان توجع حد بيا … لو كنت عايز توجعني انا كان زمانك عملتها من زمان
شهاب مش يمكن بخليكي تحسي بالامان ليا عشان وجعك مني يبقي اكبر
هدير ممكن … وليه لأ … بس ممكن برده تكون نظريتي انا اللي صحيحه
شهاب جبتي الثقه دي كلها منين
هدير من الانسان اللي جواك
شهاب سبق وقولتلك اني بني آجرح بسيط مع كل الناس الا انتي
فنظرت له بتحدي كبير قائله …
هدير مين اللي انت عاوز توجعه بيا يا شهاب …
كان نظرات هدير تنظر له بتحدي وقوه ايقن بسببهما انها لن ولا تخشاه بل ايقن ايضآ انها عزمت علي معرفة الحقيقه … فنظر لها قائلآ پحيرة…
_
شهاب يهمك اوي انك تعرفي ..
هدير معرفتي للحقيقه هتريح قلبي وتطفي الڼار اللي فيه
شهاب واهي الڼار اللي في قلبك دي جزء من اڼتقامي
عزم ان يخرج ويتركها ولكنها استوقفته قائله ..
هدير طب ما تقوليش انا هنا ليه …. بس عرفني الست اللي تحت دي هنا ليه
كانت هذه الجمله ان تثير حيرةه وتساؤلاته فكيف عرفت بوجود امرأة اخري معها بالمنزل …. كانت تساؤلاته كثيره ولكن حيرةه كان اكثر فزادته هدير بكلماتها قائله …
هدير وازاي سايبها كده … دي مريضه ومحتاجه رعايه …تكونشي حابسها هنا وبتنتقم منها هي كمان ولا انت اللي وصلتها لحالة الجنون دي
هذه الكلمات جعلته يصب بحيرةه عليها صارخآ …
شهاب عايزه تعرفي دي مين …. وايه اللي جابها هنا … تعالي معايا وانا اعرفك
ثم امسك بيدها وجذبها اليه خارجآ من الغرفه ثم هبط بها الي الطابق السفلي وصولآ الي غرفة هند التي كانت تغط في نوم عميق بهدوء وسلام … ثم ترك يد هدير امام والدته وقال بصوت هادئ نسبيآ كي لا يحيرة نومة والدته الهنيئه …
_
شهاب الست دي اسمها هند عبدالعزيز الاسيوطي … ابوها كان عمدة بلدها … راجل كبير وكلمته مسموعه …. هربت يوم فرحها عشان تتجوز شاب اسمه احمد مهران … الراجل البسيط اللي مكنش يمتلك حاجه غير شهادته وشوية حب في قلبه ليها …. هربوا واتجوزا وخلفوا ولد …. عاشوا في سعاده وحب لمدة 10 سنين … واحده واحده احمد اغتني … وبقي ليه شأن كبير في البلد … لحد ما ظهر في حياتهم واحد خسيس كان زميل احمد في جامعته وكان جار هند في نفس الوقت … وهمهم انه صديق وصاحب … وخدعهم … استولي علي كل اموالهم … سجن احمد واعټدي علي شرفه … اڠتصب هند وابنها واقف … طفل صغير عاجز ومش عارف يتصرف او يعمل ايه ….
كان شهاب يتحدث والالم يعتصر قلبه … صمت لبضعة لحظات ليلتقط انفاسه فلم يكن الامر مجرد كلماته يرويها ولكن كان ذلك المشهد الاليم يتكرر امام نظره فأنجرفت جرح بسيطوع عيناه لټحرق قلبه ففنظر له
ليجدها غارقه في جرح بسيطوعها هي الاخري
—
فتوجه اليها ونظر الي عيناها قائلآ ….
شهاب احمد كان ابويا والست دي امي …. الطفل هو انا…اللي قدامك ده كان عنده 10 سنين لما دخل علي امه لقي روحها عريانه قبل جسمها …. هدومها كانت مقطعه … ومفيش حاجه تسترها … كان صوت بكاها كفيل انه يحرك جبل … وتعرفي مين الندل الخسيس ده
نظرت له متسائله ليجيبها قائلآ …
شهاب محسن بيه ابوالوفا … ابوكي
كانت هذه الصجرح بسيطه كفيله بأن تقطع انفاسها وټحرق قلبها … فقد عرفة سر اسره لها في هذا القصر لتنتبه له وهو يقول …
شهاب ايوه بنتقم من ابوكي فيكي …. هنا وفي نفس القصر ده وفي نفس الاوضه اللي انا حابسك فيها … من نفس المكان اللي بيطلع منك صوت صريخك كان بيطلع صوت صريخها … كانت پتبكي وتصرخ وتستعطفه … كانت بتقوله سيبني ارجوك … ارحمني … وهو مارحمهاش
_
قال هذه الكلمات ثم تركها وخرج من الغرفه ثم من المنزل برمته لتقع هي علي الارض جالسة تبكي بسبب اكتشافها لحقيقة والدها المخادع الذي جرح بسيطر كيان عائله بأكملها بسبب افعاله الشنيعه تلك … خرج شهاب من المنزل وتوجه الي سيارته ليخرج هاتفه ليجري اتصالآ و …
شهاب السلام عليكم
محمود وعليكم السلام … فينك يا صاحبي
شهاب مخنوووق قوي يا محمود … حاسس وكأن الدنيا كلها جايه عليه
محمود لا آله الا الله … طب استعيذ بالله من الشيطان الرجيم كده واهدي وتعالا نتقابل في مكانا
تنهد شهاب بنفاذ صبر قائلآ …
شهاب اعوذ بالله من الشيطان الرجيم …استغفرك ربي واتوب اليك … انا هسبقك علي هناك وهستناك
ثم أغلق شهاب الهاتف وانطلق في طريقه …. اما هنا حيث كان هشام يجلس في غرفته وبيده البوم صور تضمه مع فتاه غايه في الجمال … مد يده ليمرها علي وجه الفتاه والجرح بسيطوع تنهمر من عيناه فقال بهمس وضعف …
هشام سبتيني ليه يارهف … معقول بعد كل الحب اللي حبيته ليكي ده تسيبيني ….
اغمض عيناه مستعيدآ للذكريات في ذالك الحين حيث كان يجلس مع تلك الفتاه في شقه راقيه يبدو عليه انها علي مستوي لا بأس به و ….
_
هشام يعني ايه يا رهف…
رهف يعني خلاص يا هشام … احنا اللي بينا لحد هنا وانتهي
هشام بس انا بحبك
رهف وانا تعبت يا هشام … تعبت من الحب اللي جمعنا دا … خلاص … انت اهلك عمرهم ما هيقبلوني وانا مش هقبل اني افضل في حياتك بالشكل ده
هشام بالشكل ده ازاي يعني !! … انتي مراتي يا رهف …مش واحده ماشي معاها ولا مصاحبها
رهف فعلا مراتك بس اهلك ما يعرفوش … عايشه معاك وكأني بسرق ايام وجودك معايا … كل ما الباب يخبط قلبي يدق واقول دا حد من اهلك جايلك زياره
هشام الوضع ده مش هيستمر كتير …. صدقيني دي فتره وهتعدي …. استحملي
زاد صړاخها عليه قائله …
رهف لا مش هستحمل يا هشام … انا اختارتك انت وفضلتك عن اهلي … اتجوزتك ڠصب عنهم … واتخليت عنهم عشانك بس خلاص معتش قادره
هشام بس انا ما كنتش عازك تخسريهم …
_
فقاطته صاړخه بوجهه قائله …
رهف خسرتهم عشان لما جيت تتقجرح بسيطلي من غير اهلك وانا وافقت عليك خيروني بينك وبينهم
هشام وياما حاولت اصلح مابينكم
رهف يبقي خلاص تنفذ اللي هما عاوزينه واهلك يعرفوا اننا اتجوزنا
هشام بس
قاطعته قائله بحزم وهي تتناول هاتفه وتوجهه له….
رهف مفيش بس … يا تتصل باهلك وتقولهم اننا اتجوزنا … يا تطلقني دلوقتي حالآ
وقعت تلك الكلمات علي اذان هشام كصجرح بسيطه كبيره جعلت تفكيره يتشتت للحظات قليله ليظل ناقلآ نظره بين الهاتف وبين رهف …. لتعيد كلماتها قائله …
رهف اختار يا هشام … انا ولا عيلتك
ترددت تلك الكلمات علي أذنه مره واثنان بل وثلاثه وأخيرآ اختار … قالها دون تردد ….
_
هشام لو ماليش خير في اهلي يبقي ماليش خير فيكي .. انتي طالق
عاد هشام من شروده وهو في حالة اڼهيار من فقدانه لحب حياته في لحظة ڠضب من قبلهم هم الاثنان …. تنهد في آسي قائلآ …
هشام ياريت كل واحد فينا فكر قبل ما ندبح بعض بالشكل ده
سمع صوت هاتفه فنظر اليه ووجد ان المتصل مجدي فجاوبه قائلآ …
هشام السلام عليكم
مجدي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته … كيفك يا ولد عمي
هشام الحمدلله علي كل حال يا مجدي ازيك انت
مجدي زين والله … انت فين اكده ماهشوفكش ليه
هشام جرا ايه يا مجدي بتتكلم صعيدي ليه
تلجلج مجدي في الكلام ثم نظر لوالده الذي كان يقف معه قائلآ …
_
مجدي انا هضلع اوضتي بجي يا بوي
ثم انصرف مجدي متوجهآ الي غرفته في الطابق العلوي و …
هشام هو عمي كان بيراقبك
اطلق مجدي ضحكه عاليه قائلآ …
مجدي دخل عليه وانا بكلمك …. تصور محرج عليا مااتكلمش الا باللهجه الصعيدي
ضحك هشام هو الاخر ولكن كانت ضحكته تلك مكسوره وحزينه فقال مجدي …
مجدي مالك يا بني فيك ايه
تغاطي هشام عن سؤال مجدي له واردف قائلآ …
هشام المهم قولي اشمعنا الوقتي بقي عايزك تتكلم صعيدي
مجدي من يوم ما معاد الجواز اتحدد يا سيدي وهو ماسكني في الراحه والجايه يقولي
_
ثم بدل مجدي نبرة صوته محاولآ تقليد والده …
مجدي ايه الحديت الماسخ اللي هتجوله ده … نسيت لهجتنا اياك … اسمع يا ولدي …الحديت الصعيدي ده فخر وتراث وحاجه ليها جيمه …. واحنا ماهنتخلوش عن جميتنا واصل … ايوه اكده خليك راجل … انت بكره هتوبجي ولد العمده والعمده من بعديه
ثم اطلقا ضحكاتهم علي هذه الكلمات من بين الضحك تحدث هشام قائلآ ….
هشام انت فرحان بالجواز ده يامجدي …
مجدي ايه السؤال الغريب ده … انت عارف اني من زمان وانا منتظر الفرحه دب تدخل قلبي … الموضوع بالنسبه ليا مش ورث العموديه ولا الكلام ده … انا بحب هاجر من زمان وانت عارف
تنهد هشام قائلآ …
هشام عارف ياصاحبي عارف … والف مبروك وربنا يتمم علي خير
مجدي الله يبارك فيك يا هشام … ومبروك ليك انت كمان ويتمم لينا علي خير احنا الاتنين
في هذه اللحظه سمع مجدي صوت طرق علي باب غرفته فصاح متسائلآ …
مجدي ايوه مين
_
فأتاه صوت شقيقته من الخارج مجيبه …
رحمه انا رحمه يا أبيه
مجدي تعالي يا رحمه
فتحت رحمه الباب ودلفت اليه فقال متحدثآ بالهاتف …
مجدي خطيبتك جت اهي
ابتسمت رحمه جراء هذه الكلمه ولكن قال هشام …
هشام طب انا هقفل دلوقتي ااااصل …. عمك بيندهلي
اغلق هشام الهاتف دون انتظار اي رد فعل من مجدي فنظرت له رحمه بحزن قائله …
رحمه شوفت يا ابيه … دا حتي ما قلكش سلملي عليها وقفل … هيتجوزني ازاي ده
مد مجدي يده واجلسها بجواره ليضمها اليه قائلآ …
_
مجدي رحمه يا حبيبتي … انتي مش صغيره … انتي كبيره وعاقله وكمان متعلمه … يعني لازم تبقي عارفه ان هشام مر بتجربه قاسيه جدآ ومش بالساهل انه ينسي
تنهدت رحمه بأسي لتقول …
رحمه
بس انا مش عايزه اكون مسكن ينسي
—
بيه وجعه … انا بحبه ومش هستحمل انه يكسرني بأنه يشوف غيري فيا
مجدي بصي يارحمه … انا وهشام عيشنا اكتر من نص حياتنا برا الصعيد بحكم تعليمنا وشغلنا ودراستك انتي وهاجر … احنا الاربعه كنا عارفين ان مصيرنا لبعض ولو بعد 100سنه …. مننا اللي اتحكم بالمصير المكتوب علينا ده زي انا وهاجر وحبينا بعض من قلوبنا بجد بعيدآ عن المصالح والكلام الفارغ ده … وحتي انتي شوفتي في هشام فارس احلامك وحبتيه من كل قلبك … بس هشام انطلق وعيونه شافت غيرك وحبها … مش بس كده دا عشقها لدرجة انه لما اهله رفضوها اتجوزها من وراهم … وعاش معاها تجربه … بس اهي تجربه وعدت وراحت لحالها ورجعلك انتي
رحمه رجعلي ڠصب عنه يا مجدي … شايفني بديل … او سد خانه … امر من اوامر جدنا اللي لازم تتنفذ
مجدي مهمتك بقي انك تحولي كل الحاجات الملخبطه دي لحالة حب …وتحافظي عليه وتخليه ليكي انتي وبس وماتخليهوش يفكر في حد غيرك
رحمه بس انا خاېفه
_
مجدي ماتخافيش انا جمبك
رحمه شبح رهف بيحوم حوالين هشام يا مجدي … حبها عامل زي الهوا اللي بيتنفسه … وكأنها بتجري في جرح بسيطه
مجدي بتغيري من واحده مېته … معقول
تنهدت رحمه بحزن قائله ….
ياريتها كانت ماټت في قلبه بدل ما كانت ماټت في الحقيقه
مجدي قومي نامي يا رحمه وما تفكريش كتير كلها ايام وتتجوزوا ومعتش يهمك من رهف او غيرها
رحمه تصبح علي خير يا ابيه
ثم تركته وخرجت من الغرفه وتوجهت الي غرفتها ….اما هنا كان شهاب ومحمود يجلسان في كافيه ېدخنون السچائر وامامهم علي الطاوله فنجالين من القهوه وكلآ منهم ينظر الي شاطئ البحر المقابل لمكان جلوسهم فتنهد شهاب بحرقه ليلفت انتباه صديقه فنظر له محمود قائلآ …
محمود مالك يابني
شهاب النهارده اتحطيت في موقف زي الزفت
_
محمود ازاي يعني
شهاب حكيت للي اسمها هدير دي علي كل حاجه … استفذتني وڠصب عني لقيتني بحكيلها كل حاجه
محمود وايه المشكله … ما هي كده كده كان مصيرها تعرف في يوم من الايام
شهاب عارف بس اللي واجعني اوي اني حسيت وكأنها هي اللي بټنتقم مني … كأنها جابت سکينه وحطيتها جوا قلبي … مكنتش عايزها تعرفني جوايا ايه … كان نفسي انتقم منها اوي … كنت عايز اجننها … اخليها مجرد جسم بيتحرك بالصدفه واعمل فيها نفس اللي ابوها المچرم عمله في امي بس ….
صمت شهاب للحظات فسأله محمود …
محمود بس ايه … انت حبيتها ياشهاب
صجرح بسيط شهاب من هذا السؤال ولكنه اسرع قائلآ…
شهاب لا …. مش حب
محمود امال سكت ليه
شهاب كنت بقول انا بس مش مچرم
_
محمود اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفكش يوم ماكنت بتحط خطة الاڼتقام …كنت زي التور الهايج ومحدش قدر يرجعك عن اللي في جرح بسيطاغك … حتي انا بنفسي حاولت معاك كتير عشان ماتجيش يمها وماتخطفها
شهاب كنت فاكر ان ده حاجه سهله … بس بجد مقدرتش … ماتخيلتش نفسي بعتدي علي شرف واحده وبسرق منها اعز ماتملك … شوفت فيها امي … واستحقرت نفسي لما فكرت اني ممكن اكون نسخه من محسن … انا مش كده يا محمود
محمود عارف يا صاحبي … انا لما وافقتك علي الاڼتقام كنت عارف ومتأكد انك ممكن ټأذي محسن …. وممكن كمان تعذبه بخطڤ بنته وانه مايبقاش عارف هي فين او مع مين … بس مستحيل تمس حتي شعرايه من انسانه مالهاش ذنب
شهاب تعرف اني حاولت كتير اقنع نفسي انها اكيد زي ابوها … وانها نسخه منه في وقحته ووحشيته … بس كل تصرفتها كانت ديمآ بتثبت العكس … كل ما ادخل عليها الاقيها بتصلي او بتقرأ قرآن او بتدعي … كانت ديمآ بتبعدني عنها بإيمانتها ….
ثم تنهد شهاب مطولآ تحت انظار صديقه ثم نظر له قائلآ …
شهاب سيبك مني بقي قولي انت فيك ايه … بقالك كام يوم متغير
تنهد محمود هو الاخر بأسي دليلآ علي انه يحمل الكثير من الحديث ولكنه اختصر كل ما يجول في قلبه قائلآ…
محمود تصور …. امي عايزه تجوزني انا وحسناء
شهاب ياااااااه … بعد السنين دي كلها
محمود بتقول انها عايزه تطمن عليها قبل ما بجرلها حاجه
_
شهاب وانت كان ردك ايه
محمود طبعآ رفضت
شهاب ليه يا محمود …. انت طول عمرك كنت بتحبها
محمود ماينفعش ياصاحبي …. ازاي بعد ما كانت مرات اخويا الله يرحمه تبقي مراتي
شهاب محمد الله يرحمه خلاص يا محمود … والحي ابقي من المېت
شهاب طب هقرب منها ازاي .. المسها ازاي … هخدها بين احضاني وهي من قبلي كانت بين احضان اخويا ازاي … العلاقه دي بالنسبه ليه هتبقي زي حبل اعدام بيلف حوالين رقبتي
شهاب معقول للدرجه دي
محمود واكتر كمان
بينما كانا يتحدثان دق هاتف شهاب فصمت محمود ليجيب شهاب قائلآ ..
شهاب السلام عليكم
_
مجدي وعليكم السلام ورحمة الله ..فينك يابني … اخيرآ رديت
شهاب موجود في الدنيا اهو والله يا ابن خالي
مجدي مش ناوي تيجي الصعيد بقي يا شهاب
شهاب اجي ازاي بس يا مجدي … انا عمري ما جيت عندكم … انا اصلا ما اعرفش حد عندك الا انت وهشام وعرفتكم بالصدفه
هشام مش يمكن الصدفه دي اشاره من عند ربنا عشان عمتي ترجع هنا تاني وتقعد وسط اهلها
شهاب محدش عندك هيتقبلني يا هشام
مجدي طب ايه رأيك تيجي وتشوف بنفسك … يمكن جدي لما يشوف عمتي قلبه يحن لها
شهاب خليها علي الله … واللي فيه الخير يقجرح بسيطه ربنا
مجدي لا ما انت لازم تيجي ولا مش هتحضر فرحي انا وهشام
شهاب الف مبروك يا صاحبي … ربنا يتمم لكم علي خير … علي العموم احنا مع بعض علي التليفون اهو … يمكن اتصل اقولك انا جاي
_
مجدي طيب يا شهاب في انتظارك يلا عايز حاجه
شهاب سلامتك الف سلامه
هشام في امان الله
اغلق شهاب الهاتف فوجد محمود بنظر له بتعجب فأبتسم أثر ادراكه لسبب تلك النظرات فقال …
شهاب عارف ان الفضول هيتصرف غير لائقك وتفهم
حرك محمود رأسه بالايجاب فاردف شهاب قائلآ …
شهاب فاكر الشابين المهندسين اللي كانوا جايين من فتره كده وجايبين تصاميم لدار الايتام اللي بنعملها
محمود ايوه مش اخر دار انت بنيتها
شهاب ايوه
محمود تقصد هشام ومجدي
_
شهاب ايوه ياسيدي … اهم دول طلعوا ولاد اخوالي
ذهل محمود مما يستمع اليه فقال …
محمود معقول ولاد اخوالك … طب ازاي
شهاب عادي يا ابني زي الناس
محمود طيب
لفت انتباهه ان شهاب شارد بعض الشئ فقال….
محمود هيييه يا ابني انت روحت فين
انتبه شهاب له فقال …
شهاب بفكر في حاجه كده
محمود خير
_
شهاب هروح الصعيد
محمود ايييييه
مستني ارائكم بقي
الفصل الرابع
شهاب هروح الصعيد
محمود ايييييه … ازاي يعني
شهاب انت مش بتقول ان اللي اسمه محسن ده مخلي رجالته قالبين الدنيا علي بنته
محمود ايوه
شهاب طيب …يبقي مفيش حل غير اننا نبعدها عن البلد خالص ومفيش ابعد من الصعيد
محمود دا علي اساس انها هتوافق
_
شهاب ودا علي اساس اني مستني موافقتها اصلا
كانت مازالت
ملقاه علي الارض تبكي والدها الذي كان يسقط
—
من نظرها مع كل جرح بسيطعه سقطت من عيناها …. واخيرآ كفت عن البكاء وتنهدت عازمة علي شئ قد يحسم الامر نهائيآ … هبت واقفه من مكانها لتسير علي الطريق الذي لطالما اعتادت ان تسلكه في رحلة وصولها الي غرفة تلك المرأه التي اتخذ منها والدها فريسة له ونهش جسدها كذئب مفترس …. جلست بجوارها وهي هائمة في عالمها الاخر لتمد هدير يدها وتملس علي شعرها ثم علي تفاصيل وجهها الذي انهكه الزمن … انجرفت جرح بسيطوعها حين تذكرت كلمات شهاب الاخيره معها فأمسكت بيد هند وقبلتها قائله…
هدير انا اسفه .. مش عارفه اعتذرلك علي ايه ولا ايه … بس انا ماليش ذنب .. ما اخترتوش انه يكون ابويا .. ماكنتش اعرف حتي ان جواه كم الفساد والسواد ده كله … عارفه .. انا دلوقتي بس عذرت ابنك علي كل اللي بيعمله فيا .. حتي لو هو مـ,ـوتني ھمـ,ـوت وانا مسمحاه عشان ده حقه
وفي هذه الاثناء دلف شهاب الي القصر متوجهآ الي غرفة والدته أملآ ان يجد بين احضانها ولو بعضآ من الحنان الذي لطالما بحث عنه والذي لطالما ايضآ كان يفتقد له بسبب حالتها الصحيه … دلف الي الغرفه وهو يجر معه احزانه واوجاعه ولكن صډمته في وجود هدير مع والدته في الغرفه كانت كفيله ان تجعله يستشيط حيرةآ ويذهب اليها مسرعآ ويمسك بذراعها وهو يقول بصړاخ …
شهاب انتي بتعملي ايه هنا … وطلعتي من اوضتك ازاي ..
لتقف امامه وهي في حالة ذعر ..استيقظت والدته علي صوت صراخه فنظرت لها هدير و استجمعت قواها خلال ثواني معدوده لتنزت ذراعها من بين قبضة يده قائله ..
هدير انا بعمل ايه هنا … بعتذر للست دي عن اللي ابويا عمله فيها … وازاي خرجت من اوضتي … بنفس الطريقه اللي كنت بخرج بيها واجي هنا كل يوم بعد ماتمشي وارجع بيها برضو قبل ما تيجي … من بلكونة الاوضه للمكتب ومن المكتب لهنا .. بس النهارده ماحيرةتش انك تيجي وتشوفني هنا عشان خلاص … اللعبه خلصت واحنا في اخرها
_
نظر لها شهاب في تسائل ..
شهاب تقصدي ايه
هدير بنت عدوك واقفه قدامك وسلاحک في جيبك وانا مستسلمه ليك … والبيت ده زي ماقولت قبل كده في وسط صحرا … ورجالتك مش هيغلبوا في ډفن چثتي
شهاب بس مش ده اللي انا عاوزه
هدير اومال عايز ايه … عايز تعمل فيا زي ما هو عمل في والدتك … شايفني جسم عايز تنهشه وتسيبه للزمن يكويه بناره … انا موافقه ومعنديش مانع … ده دين ولازم ارده لصاحبه… تحب نطلع فوق في نفس الاوضه اللي شهدت قبل كده علي الماضي … ولا نتمم الموضوع هنا … بس يا تري طنط هتقبل ان المأساه اللي عاشتها زمان تتكرر تاني قدام عينيها …
كانت تتحدث بشكل هيستيري وتنظر الي الي هند التي تحاول بقدر الامكان تجاهل الموقف اما شهاب فكان ينظر لها وعلامات الدهشه والاستغراب من كلماتها واضحه علي وجهها اما هي فكانت منشغله بكلماتها التي حملت هند الي الماضي لتتذكر ما يحولها الي چثه هامده بهذا الشكل لتقول هدير …
هدير رد عليا … معقول مش لاقي رد … مش عارف رد فعل طنط ايه لما تشوفك قدام عينيها وانت بتقطع هدومي .. وبتعريني … بتلمس جسمي بأيدك تحت دافع الاڼتقام …بتعري روحي من بين ضلوعي قبل ما تعري جسمي
وجهت نظرها اليه وجدته ينظر لها وعلامات الاستفهام من افعالها تملأ تفاصيل وجهها فقالت له …
هدير بلاش انت تجاوبني ووجهت نظرها لهند مره اخري قائله .. جاوبيني انتي … موافقه اني ابقي نسخه تانيه عنك و ابنك يتحول نسخه تانيه لمحسن …
وهنا عادت هند من شرودها بعد ان مر امام عيناها شريط الذكريات الذي يضم تلك الليله بألامها واوجاعها واحزانها لتنجرف جرح بسيطوعها من عيناها وتحرك رأسها بالنفي ليخرج صوتها لاول مره منذ سنوات عديده قائله بصوت مبحوح ..
_
هند لاااا
ابتسمت هدير پألم فقد نجحت حيلتها وحققت رغبتها في استفزاز ما تبقي من تلك الچثه الهامده علي فراشها .. فقد كانت علي ثقه تامه ان هند يوجد فيها من الانسانيه مايكفى لتحتج علي تكرار تلك الفعله الشنيعه مره اخري بين اثنان لا ذنب لهم في تلك اللعبه السخيفه المسماه بلعبة الاڼتقام … اما عن شهاب فقد توجه مسرعآ الي والدته محاولآ استيعاب ما حدث غير مصدقآ آذانه … جلس امامها علي الفراش ظل ينظر لها ويتفحصها جيدآ تصاعدت انفاسه وهبطت بسرعه رهيبه … لا يدري هل يصدق الامر ام يكذبه … هز رأسه منتظرآ منها اي كلمه تؤكد ما يدور في باله فأبتلعت هند ريقها لتبدأ حديثها قائله …
هند لا ياشهاب … مش … انت اللي .. تعمل .. كدا … انت مش نسخه … تانيه منه … وهي مالهاش ذنب … بلاش يا ابني
كان شهاب ينظر لها والجرح بسيطوع تنحدر من عيناها فنظر لها متسائلآ …
شهاب معقول … هو انا بجد سامع صوتك … انتي بتتكلمي يا أمي
كادت هند ان تتحدث مره اخري ولكن اسكتها صوت ارتطام قوي لشئ ما بالارض لينظر كل منها لهذا الشئ ليجدوا ان هذا الشئ ما هو سوي هدير التي وقعت علي الارض مغشيآ عليها بعد ان قطعت شرايين يدها ليصجرح بسيطا من هول المنظر فيذهب شهاب لها مسرعآ وهو في حالة تعجب بسبب التصرف غير لائقات التي يتعرض لها واحدة تلو الاخري …. نظر الي والدته فقالت له وهي في حالة فزع …
هند الحقها يا شهاب … دي واحده منكسره
حملها شهاب بين يديه ليهرول بها مستقلآ سيارته فيذهب الي المشفى و…
شهاب دكتور … انا عايز دكتور بسرعه
جاء اليه مجموعه من الممرضات والمسعفين ليحملوها مسرعين الي غرفة العمليات …. اما هنا فقد دلف عبد السميع مع زوجته رئيفه الي غرفتهم فجلست علي الفراش فنظر لها زوجها فوجد ان الحزن الشديد يبدو عليها فنظر لها متسائلآ …
_
عبدالسميع خبر ايه يارئيفه مالك
رئيفه انت ليه جاسى لي حج ولدك اكده يا حج
عبدالسميع احنا اتربينا اكده يا رئيفه .. الولد بيفضل في طوع اوه لحديت ماواحد فيهم يفتكره ربه … وانا جدامك اهه … انا واخوي في طوع ابونا ومابنردلوش كلمه
رئيفه هشام ماعيزش يتجوز بت عمه
عبدالسميع هنعيد الحديت الماسخ اهه … شوفي يابت الناس وافهمي حديتي زين … لما هشام ومجدي يتجوزا من هاجر ورحمه في نفس الليله زي ما ابوي عايز … وان شاء الله هيحصل ان ولدي هيخلف الاول ويجيب واد … تبجي العموديه من حجي بعد ابوي بعد عمر طويل انشاله …. اما لو هشام ماتجوزش تبجي العموديه هتروح لاخوي وولده
رئيفه ما هو كان متجوز يا حج … انت اللي خلتني اطفشها
عبدالسميع وبنت مصر كانت هتسيبه يعيش اهنه بين ناسه … ولا كانت هتخله يمرح وراها
بالمشوار وينسانا
رئيفه كل ماشوف حاله اللي مايسر عدو ولا
—
_
حبيب ده ازعل جوي واجول ياريتني ما ….
قاطعها عبدالسميع صارخآ في وجهها …
عبدالسميع بس خلاص … اسكتي ساكت خالص … الموضوع ده انتهي من زمان وماعيزينش نفتحه مره تانيه
صمتت رئيفه وهي تعود بذاكرتها الي الخلف وتتذمر حيث كانت تجلس مع زوجها في المنزل ذاته من اتوام مضت لتلف اليه الخاجرح بسيطه قائله …
الخاجرح بسيطه كلمي ياست رئيفه
رئيفه اكلم مين يا ام سيد
ام سيد واحده وتجفه برا بتجول انها تعرف سي هشام
وقفت رئيفه وهي في حيره من امرها لتذهب الي حيث تجلس رهف قائله …
رئيفه اهلا وسهلا يا بتي … نورتينا
رهف اهلا بيكي يا طنط
_
رئيفه خير يا بتي في حاجه
رهف انا رهف ياطنط … لو تفتكري هشام كان عايز يتقجرح بسيطلي
عبث وجهه رئيفه واختفت ابتسامتها وقالت …
رئيفه كان … بس دلوجتي خلاص
رهف بس انا وهشام اتجوزنا فعلآ … ولما خيرته بين انه يطلقني او يعرفكم اننا اتجوزنا طلقني
رئيفه مدام طلجك جايه ليه دلوجتي
رهف انا جايه عشان اقولك اني خامل
صجرح بسيطت رئيفه مما سمعته فهبت واقفه من مكانها لتتركها وتعود الي الغرفه التي يجلس بها زوجها و ..
عبدالسميع مين دي يا حاجه
رئيفه دي الصبيه الي ولدك كان عايز يتجوزها
_
عبدالسميع وجايه ليه دي
رئيفه بتجول ان هشام اتجوزها وطلجها بس عرفت انها حامل
عبدالسميع اتجوزها كيف يعني … من ورانا … ابنك اتجوز في السر
رئيفه مش وجت الحديت ده
عبدالسميع اسمعي يا رئيفه … البت دي لا حامل ولا حاجه …هي تلاجيها جلبها اتحرج لما طلجها … عرفت انها مش هتاخد حاجه من العز اللي احنا فيه ده … فجالت تكذب وتجول انها حامل فيردها … انتي اطلعيلها دلوجتي بس خدي معاكي من الخزنه مبلغ يكون كبير وزين اكده يملا عنيها
توجهت رئيفه الي موقف صعبنه الصغيره الموجوده في الغرفه الخاصه بها هي وزوجها واخذت مبلغ من المال ثم خرجت متوجهه الي رهف لتجلس مقابلها وتقذف المال علي المنضده الصغيره امامها وتقول …
رئيفه هتكفيكي الفلوس دي ولا اجيب كمان
اجابتها رهف متسائله …
رهف فلوس ايه دي
رئيفه دن تمن انك تبعدي عن ولدي
_
رهف ازاي يعني حضرتك … انا بقولك اني حامل في ابنه .. بس واضح انك مش مصدقاني .. او مش عايزه تصدقيني …. سلام
حملت رهف حقيبة يدها وخرجت من المنزل وهي تشعر بأنها تعرضت للاهانه لتذهب رئيفه الي الغرفه التي يجلس بها عبدالسميع فجلست بجانبه وهي تقول …
رئيفه حاسه اني غلطت في اللي عملته ده … معجول تكون حامل بجد
عبدالسميع وليه بتجولي اكده
رئيفه حطيت جدامها فلوس ياما وماخدتش منها حاجه واصل
عبدالسميع هي عايزاكي تصدجيها عشان اكده عملت التمثيليه دي
عادت رئيفه من شرودها لتقول بينها وبين نفسها …
رئيفه ياريتني صدجتها
اما هنا حيث كان يقف شهاب بثيابه الملوثه بالډماء وبعد مايقارب الساعه خرج الطبيب من الغرفه ويقول…
الدكتور اطمن هي هتبقي كويسه … الحمد لله الچرح كان سطحي وما وصلش للشرايين
_
اجابه شهاب بكل برود قائلا …
شهاب يعني ماكنش فيه لزوم للحيرة اصلا
تعجب الطبيب من رد فعل شهاب البارد فتابع شهاب قائلآ …
شهاب هي هتفوق امتي
الدكتور بعد ساعتين من دلوقتي
حمل شهاب نفسه وترك الطبيب خلفه وتوجه الي مكتب الحسابات ليدفه المبلغ المطلوب وعند عودته وحيث كان يسير في الممر وقف متخفيآ بعيدآ عن فتاتان كانتا يتحدثان و …
ممرضه 1تعرفي مين دي
ممرضهلا مااعرفهاش تعرفيها انتي ولا ايه
ممرضهدي بنت محسن بيه ابوالوفا واحد من كبار رجال الاعمال في مصر
ممرضه اومال يااختي مش باين عليها ليه
_
ممرضه يعني ايه
ممرضهيعني …. هدومها مقغله ولابسه حجاب … اومال فين العريان والمكياج والحاجات دي
ممرضهههههههه ما هو يعني مش كل الاغنياء بيلبسوا عريان
ممرضه بس دي ايه اللي يخليها تعمل في نفسها كده…
ممرضه مش عارفه … بس هعرف
ممرضه ازاي ..
ممرضهعيب عليكي هو انا فيه حاجه تصعب عليه … هو بس اتصال صغير للبت مني الخدامه اللي عندهم وهعرف كل حاجه
ممرضهاه يا سوسه وانتي تعرفيها منين دي
ممرضهيابت ما انا كنت روحت بيتهم قبل كده مع الدكتور احمد عبدالتواب بتاع القلب كانت صاحبتك دي حالتها متأخره ايامها وكنت مقيمه في بيتهم
ممرضهاه قولتيلي
_
وهنا ظهرت ممرضه اخري وقالت…
ممرضه انتوا وقفين هنا وانا بدور عليكم … الدكتور عايزكم
انصرفت الفتايات الثلاثه ليتقجرح بسيط شهاب تجاه غرفتها وهو يفكر فيما كان يستمع اليه لعلمه ان بمجرد اجراء تلك الفتاه لهذه المكالمه ستنكشف كافة الامور ولن يستطيع اتمام خطة إنصافه فدلف الي الغرفه ليجدها نائمه فيحملها ويخرج من الغرفه بل من المشفي بأكملها ليضعها في السياره وتوجه الي قصره … ليصعد بها الي غرفتها المعهوده ثم هبط الي غرفة والدته التي كانت ممدده علي فراشها في انتظاره … دلف اليها وجلس بجوارها علي الفراش لتنتيه له وتقول ..
هند خير ياابني .. حصلها .. ايه … طمني عليها
شهاب معقول ياامي … انتي حيرةانه وعايزه تتطمني عليها …. انتي نسيتي كل اللي ابوها عمله
تنهدت هند بأسي كبير واردفت قائله …
هند ابوها … مش هي .. ياابني … هي مالهاش .. ذنب
كاد شهاب ان يتحدث ولكن اسكتته هند بسؤالها عن حال هدير ف قالت …
هند طمني عليها
زفر في ضيق مجيبا عليها ..
_
شهاب ماتخفيش اهي فوق في الاوضه نايمه …ماتخافيش مماتتش يعني
نظرت له هند في عتاب قائله …
هند انت جبت القسۏه دي كلها منين يا ابني
شهاب من الزمن يا امي … اللي شوفته في حياتي قادر يغيرني 180 درجه
هند بس مش ده اللي بتمناه ليك
شهاب وايه اللي اتحقق من اللي كنا بنتمناه
صمت قليلآ ثم اكمل حديثه قائلآ …
شهاب مش مهم … المهم اني عايز انام جمبك يا امي … نفسي ارجع طفل بين احضانك
ابتسمت له ومدت يدها ليرتمي بين احضانها متناسيآ احزانه وألامه واوجاع قلبه …ليغط ولأول مره منذ سنوات بعيده في نوم عميق … مرت ساعات الليل لتفتح هدير عيناها علي ضوء الشمس اللذي اقټحمت غرفتها بدفئها وجمال خيوطها الذهبيه … نظرت في ارجاء الغرفه في محاوله لتتذكر ما حدث معها في ليلة الامس فتلقي نظره علي معصمها فتجد الضمادات فتتنهد پألم قائله …
هدير استغرك ربي وأتوب اليك … يارب سامحني … كانت لحظة ضعف وڠصب عني
_
هبت من علي الفراش لتقل علي قجرح بسيطيها ببعضآ من الصعوبه ولكنها تستند علي اساس الغرفه حتي وصلت اللي الباب الذي ولاول مره منذ ان جائت الي هذا المنزل تجد الباب مفتوحآ فتخرج من الغرفه متوجهه الي غرفة هند التي بالطابق السفلي .. وجدت الباب مفتوحآ فدلفت الي الغرفه مباشرة ليظهر لها وجهه آخر من شهاب … ذلك الطفل الكبير الذي يخلد في نوم عميق بين احضان والدتها متشبثآ بها خائفآ ان تضيع من بين يداه … ادارت لهم ظهرها عازمة الخروج من الغرفه كي لا تقطع عليهم هذه اللحظات التي يسرقوهامن الزمن ولكن اوقفها صوت هند التي مادتها بالهمس كي لا تحيرة نومة شهاب فعادت هدير اليهم قائله..
هدير اسفه اني حيرةتك وصحيتك
هند
انا اصلا صاحيه … بس مكنتش عايزه شهاب يحيرة ويقوم
—
من حضڼي …. عارفه هو بقاله كام سنه محروم من النومه دي
هزت هدير رأسها بالنفي فتابعت …
هند 20سنه
هدير ياااااااه
هند 20 سنه وانا كده … مكنتش اكتر من چثه مرميه علي سرير ما بتتحركش … واللي مصبرني علي الحياه بس هو ان ابني جمبي ومعايا
_
استيقظ شهاب علي صوت والدتها ليضمها اليه اكثر قبل ان يفتح عيناه ويقول بفزع وحيرة …
شهاب لا يا امي ماتسبينش عايزك جمبي
كان يبدو علي شهاب انه كان يشاهد كابوسآ مؤلمآ لدرجة انه كان يتصبب عرقآ … فتح عيناه لينظر امامه فيجد هند بجانبه فأطمئن قلبه وهدء من روعه وقال …
شهاب الحمدلله انه كان كابوس
هب جالسآ علي الفراش بجوارها ليجد هدير تقف امامه وتنظر له ولكنه انتفض من مكانه حين مر امام عيناه ذكريات الليله الماضيه فوقف قائلآ …
شهاب علي فكره ياامي … احنا هنمشي النهارده العصر من هنا
هند هنروح فين ياابني
شهاب هرجعك بلدك
هند معقول … النهارده بعد اكتر من 30 سنه هرجع واروح عندهم تاني … بس معقول هيقبلوني تاني وسطهم
شهاب هنجرب ياامي … مش يمكن جدي لما يشوفك يرضي عليكي
_
هند بس انت وصلتلهم ازاي
شهاب بالصدفه اتقابلت مع ولاد اخوالي
هند يااااااه … ياتري يا اخواتي شكلكم بقي عامل ازاي بعد مااتجوزتم وكبرتوا وبقيتوا ابهات
شهاب لا والمفاجآه ان احنا هنروح نحضر فرحهم هما الاربعه
قاطعت هدير الحديث الذي يدور بينهم قائلآ …
هدير طب انا هروح فين … هتسيبني اروح
نظر لها شهاب ثم ضحك بسخريه قائلا ….
شهاب تصدقي ضحكتيني … سبق وقولتلك ان طريقنا لسه طويل اوي مع بعض … وانتي كمان هتيجي معانا الصعيد
هند وأخرة اللي انت بتعمله ده ايه يا شهاب … سبق وقولتلك ان البنت مالهاش ذنب في حاجه
شهاب وانا كمان مكنش ليه ذنب وابويا مكنش ليه ذنب وحتي انتي … انتي يا امي مكنش ليكي ذنب وبرده كلنا اتكسرنا …. انا لحد دلوقتي محترم انها بنت ومش عايز أأذيها … بس وجودها معانا بيحققلي ولو جزء بسيط من اڼتقامي من ابوها … يكفي انه بيدور عليها في كل مكان وقلبه موجوع انه مش لاقيها
_
نظرت له هدير قائله …
هدير انت ليه ماسبتنيش أمـ,ـوت … مع ان مۏتي كان هيوجعه اكتر
شهاب يمكن عشان لسه في عمرك بقيه
هند سيبها ترجع لاهلها يابني … خلاص بقي كفايه لحد كده
شهاب مش هسيبها الا بمزاجي … ثم نظر الي هدير ووجه لها كلامه قائلآ …
شهاي وبعدين انا انسان مش حيوان زي ابوكي …فمټخافيش انا لايمكن اني اتعرضلك او حتي اقربلك بأي شكل
ابتلعت هدير ريقها واغمضت عيناها في محاوله لاستيعاب التغير المفاجأ الذي طرأ علي طريقة تعاملها واسلوبه معها فقالت ….
هدير طب انا موافقه اجي معاك … ومستعده انفذ كل اوامرك … بس لامتي …
شهاب لحد ما اشوف ابوكي وهو مكسور قدام عينيه وفاقد الامل انه يلاقيكي تاني … لازم يحس انك ضعتي منه بجد
هدير مش خاېف اني اهرب منك خصوصآ اني مش هبقي وسط صحرا …. وهقدر اوي اني اهرب بسهوله
_
شهاب مش هتهربي يا هدير …. لاني هكون حاطط عيني عليكي 24 ساعه في اليوم
ثم توجهه الي الباب قائلآ …
شهاب العربيات هتجهز بعد ساعتين من دلوقتي
ثم خرج من الغرفه لتذهب هدير الي هند قائله …
هدير هو ابنك ازاي كده
هند ازاي يعني
هدير انسان غريب اوي …. طيب وشرير … محترم ومابيهموش حد … قاسې وفي نفس اللحظه ضعيف … انا مابقدرش اتحداه .. فارض سيطرته بكل سهوله و …
بينما كانت هدير تتحدث كانت هند تنظر لها وتبتسم فقاطعتها قائله …
هند انتي حبيتي شهاب
صجرح بسيطت هدير من هذا السؤال الصريح الذي توجهه لها فصمتت للحظات استطاعت فيها ان تبتلع ريقها بصعوبه ثم تحدثت قائله …
_
هدير حب … طب ازاي …لا طبعآ… انا يمكن مستغربه شخصيته … اول مره اقابل حد كده … وبعدين حب ايه دا انا معرفوش من يجي شهرين
هند الحب مش محتاج الا لحظه عشان يتولد في القلب …
كانت هدير تفكر في كلام هند مطولآ حتي قطع حبل افكارها سؤال …
هند المهم قوليلي انتي ليه حاولتي ټموـ,ـتي نفسك امبارح
تنهدت هدير بأسى قائله …
هدير لما شهاب حكالي الحقيقة اتكسرت من جوايا … حسيت وكأني كنت عايشه في وهم وفوقت منه علي وهم اكبر منه … شوفت الدنيا سوده حواليه نسيت اني انسانه مؤمنه بالله وان الاڼتحار ده شئ حرام بس اعمل ايه انا اتحطيت جوا دايره سودا وكل دقيقه بتعدي كانت الدايره دي بتضيق عليا اكتر واكتر لحد ما اتخنقت جواها … ولاول مره الشيطان قدر انه يتغلب عليا بوسوسته … وبصراحه خفت اتعرض علي ايده لنفس اللي انتي اتعرضتي ليه زمان … خۏفت ابقي نسخه تانيه منك
هند منين بتقولي انك خۏفتي من ان ابني يتعرض ليكي وفي نفس الوقت كنتي موافقه علي تعرضه ليكي
هدير كلامي وقتها مكنش اكتر من حيله عشان استفذك … حبيت اكون السبب في انك تخفي … كنت عايزه اني اكون سبب في ان ولو حتي جزء منك يرجع يعيش من تاني قبل ما امـ,ـوت انا يمكن ربنا يغقرلي الچريمه اللي كنت هعمله في حق نفسي
هند هدير يابنتي … انتي انسانه جميله من جوا ومن برا …انسي انك موجوده هنا ڠصب عنك .. شهاب عمره ماهيتعرضلك بأذي … هو عايز يوجع ابوكي مش يوجعك انتي … انا عيزاكي تتعاملي وكأنك طالعه رحله … وماتخفيش طول ما انا معاكي .. انتي هتبقي زي بنتي بالظبط … وبعدين انتي هتبقي وسط اهلك .. ما ابوكي اصله من هناك برده
هدير انا عمري ما روحت هناك … ولا هو حتي جابلنا سيره عن بلده قبل كده
_
نظرت هند اليها في تعجب متسائله …
هند هو مين
تنهدت هدير في آسى قائلا ..
هدير مش قادره اقول عليه بابا … هو سقط من نظري جدآ … مش قادره اصدق ان هو طلع بالشكل الۏحش ده
هند اهدي يا بنتي … محدش فينا بيختار ابوه ولا امه … دا نصيب مكتوب علينا
كانت هند تتحدث حيث كانت هدير شارده في عالم أخر لتنحدر جرح بسيطعة من عيناها فتقول هند محاوله تخفيف الامر علي هدير …
هند يعني انا لازم اكون مابتكلمش عشان تهتمي بيا وتأكليني وتشربيني
هدير ياخبر … معقول ياطنط دا انتي في عينيا … حالا هحضرلك الاكل
ثم توجهت هند الي الثلاجه الصغيره واخرجت منها بعضآ من العصير ثم جائت لها قائله ..
هدير يظهر ان سيادة الباشا كان ڠضبان علينا امبارح وماجبلناش اكل
_
فضحكت هند علي كلماتها قائله…
هند والله يابنتي هو كتر خيره انه لسه عايش اصلا من بعد منظرك وانتي مرميه علي الارض وكلك ډم كده
ضحكا الاثنان وارتشفا العصير معآ .. اما هنا حيث كانت حسناء تجلس في غرفتها تحتضن صوره لها مع زوجها … دلفت اليها آمنه قائله …
آمنه وبعدين يا حسنا
حسناء
فيه ايه تاني يا ماما
آمنه فيه ان حالك ده مايسرش عدو
—
ولا حبيب
حسناء تاني يا ماما
_
آمنه تاتي وتالت وعاشر كمان … انا خلاص خدت قرار وهيتنفذ برضاكي او ڠصب عنك
حسناء قرار ايه ده
آمنه انتي ومحمود هيتكتب كتابكم النهارده … وكلها ساعات والمأذون هيجي
صجرح بسيطت حسناء بسبب ما سمعت فقالت بتعجب …
حسناء ايه اللي انتي بتقوليه ده يا خالتي .. هو محمود وافق .
آمنه لا ماوافقش
حسناء يعني لا انا موافقه ولا محمود موافق هتجوزينا ازاي بس
آمنه موافقتكم ماتهمنيش … اللي يهمني اني اطمن عليكم قبل ما امـ,ـوت
حسناء ياخالتي ماينفعش … انا ومحمود مش اكتر من اخوات وبس … وعمرنا ما هنبقي غير كده
هنا صړخت آمنه بها قائله …
_
آمنه اقسم بالله يا حسنا يا بنت اختي لو الجوازه دي ما تمتش لا هتبرا منك انتي ومحمود واسيبلكم البلد بحالها وامشي وماحدش هيعرفلي طريق جره
ثم تركتها خلفها تبكي بحرقه وهي تحتضن صورة زوجها الحبيب وتضمها الي قلبها … ارتشف محمود القليل من فنجال القهوه الذي بيده ثم وضعه امامه علي المكتب ونظر الي شهاب قائلآ …
محمود متأكد انك مش عايزني اجي معاك
شهاب انت خاېف عليا ولا ايه
محمود طول عمرنا واحنا ايد واحده يا صاحبي ولازم اخاڤ عليك
شهاب ماتخفش يا محمود انا رايح عند اهلي
محمود كان ممكن يكونوا اهلك لو مكنش اللي حصل من 30 سنه حصل … انما انت دلوقتي ابن الست اللي هربت يوم فرحها عشان تتجوز اللي بتحبه ڠصب عن اهلها … وممكن تروح تلاقي الاهل دول اتحولوا لأعداء
شهاب دا بدل ما تطمني
محمود انا بحذرك عشان تاخد بالك
شهاب علي العموم انا هروح وهسيبها علي الله … يمكن لما امي تشوف اهلها الفرحه ترجع تملا قلبها من تاني … ومين عارف يمكن ربنا يتم شفاها
_
محمود ان شاءالله خير يا صاحبي المهم ابقي خليك معايا علي التليفون ديم
الفصل الخامس والسادس
هشام معناه ان صوت رصاص التار هيرجع يملا البلد من تاني
شعر مجدي انه يستمع لأحجية ما شتت فكيره فتسائل …
مجدي رصاص ايه و تار ايه ده
هشام عمتك لما هربت من 30سنه فاتوا كان بسبب جوازها اللي اتحدد ڠصب عنها
مجدي دي حاجه معروفه ايه الجديد
هشام تعرف العريس كان من عيلة مين
مجدي لا مااعرفش بس سمعت ان عمتي مكنتش موافقه ورفضت عشان بتحب واحد وجهه اتقجرح بسيطلها وجدي رفضه عشان كان فقير
تنهد هشام قائلآ …
_
هشام العريس كان من عيله الراوي
صجرح بسيط مجدي حين سمع لقب العائله فقال …
مجدي طب ازاي وفيه عداوه وتار بين العيلتين يمكن من قبل ما اهالينا يتولدوا
هشام فعلا ولما اتحكم علي العيلتين في مجلس بين كبار العائلات هنا انهم يتصالحوا وينهوا مشاكلهم اتحكم عليهم كمان ان واحد من عيلتهم يتجوز بنت من عيلتنا
تحدث مجدي بتفهم كبير يوحي بأنه بدأ في ربط الامور معآ …
مجدي والعروسه كانت عمتي هند
هشام ولما عمتنا هربت يوم فرحها العاړ مكنش من نصيب عيلتنا احنا بس
مجدي ازاي عروسة ابنهم تهرب يوم فرحها عليه
هشام بالظبط كده … والڼار ولعت بينهم من تاني ورجعت عجلة التار تدور عليهم من تاني
لحد ما انعقد المجلس تاني
_
مجدي وكان الحكم ايه المره دي
هشام كان ان من كل عيله من العيلتين واحد يسافر يدور علي عمتي
مجدي واللي يلاقيها ېتصرف غير لائقها صح
حرك هشام رأسه بالايجاب وهو يتنهد بضيق قائلآ …
هشام للأسف … چريمه تحت اسم انهم بيغسلوا عارهم بأيديهم … اللي نجي عمتك منهم انها مريضه وساكنه جوا بيتها ومابتخرجش منه فمحدش عرف طريقها .. اما لما تيجي هنا بقي ….
ليقاطعه مجدي متمتمآ بصوت كان بالكاد مسموع …
مجدي معقول كده … مش ممكن … طب ازاي … ثم رفع وجهه الي هشام قائلآ … عمتي كده حياتها في خطړ
هشام مش بس عمتي اللي هتبقي حياته في خطړ
مجدي وشهاب كمان
هشام عرفت بقي المشكله في ايه
_
مجدي ان مش بس الفلوس اللي بتتورث
هشام التصرف غير لائق والجرح بسيط كمان بيتورث
مجدي طب وبعدين … دا شهاب جاي النهارده
هشام لازم نمنعه انه يجي بأي شكل
أخرج مجدي هاتفه من جيب بنطاله وشرع في اجراء اتصال بهاتف شهاب ولكن لم يحالفه الحظ فقد كان الهاتف مغلق فزفر في ضيق قائلآ ..
مجدي التليفون مقفول
هشام طب خليك وراه لحد ما يفتحه
مجدي ماشي خلاص هفضل متابعه
دلف شهاب الي المنزل متجهآ الي غرفة والدته ولكن استوقفه صوت ضحكات هند وهدير الذي كان يدوي في الارجاء فوقف للحظات ليستنت عليهم و …
هدير هههههه مش ممكن وبعدين يا طنط حصل ايه
_
هند بس يابنتي فضل علي الحال ده يجي اكتر من شهر … كل ما يتكلم يقول نروح لعروستي يجي يشيلك يقول دي عروستي مع انه كان عنده اقل من 10 سنين وقتها بس هنقول ايه بقي كان في جرح بسيطاغه انه هيربيكي علي ايده ولما تكبري يتجوزك
ادرك شهاب ان الحديث الذي يدور بينهم الان ليس علي احد سواه فأقتحم الغرفه بوجهه العابث قائلآ …
شهاب انتوا قاعدين تحكوا وتتحاكوا وناسين ان فيه سفر وطريق طويل قدامنا
سيطر الصمت للحظات علي الموقف لتقول هند وهي مصطنعه الڠضب …
هند انت ازاي تدخل كده من غير ما تخبط
شهاب اخبط ..! انا داخل اوضة امي
هند بس انا مش لوحدي فيها … افرض هدير كانت قاعده براحتها شويه ولا قالعه الحجاب ولا حاجه … خلاص البنت كبرت … مابقتش الطفله اللي كنت بتشيلها بين ايديك وهي عمرها ايام
ثم وجهة نظرها الي هدير التي كانت تجلس علي الكرسي المجاور لها لتقول والابتسامه تعلوا وجهها …
هند تعرفي ان شهاب هو اللي مختار اسم هدير ده … من حبه فيا اختارلك اسم فيه اول حرف من اسمي
زفر شهاب في ضيق ثم توجهه الي والدته وهو يتمتم قائلآ ..
_
شهاب شكلك مش ناويه تجيبيها البر يا امي
ثم انحني ليحملها بين ذراعيه و …
هند انت مواديني فين
شهاب هركبك العربيه عشان نمشي
تصنعت هند الزعل و …
هند انت اتغيرت يا شهاب
فقال لها بنفاذ صبر …
شهاب ايه تاني يا امي
هند جعانه يا ابني … انا مقضياها من الصبح عصاير
شهاب حاضر يا ست الكل … هجيبلك احلا اكل علي الطريق
_
ثم وجهه نظره الي هدير قائلآ بصيغة الامر …
شهاب هاتي الكرسي المتحرك ده وتعالي ورايه
حركت رأسها بالايجاب ثم ابتلعت ريقها وهي في حيرة من امره بسبب اسلوبه الذي يتغير في الدقيقه اكثر من مره فأخذت الكرسي المتحرك الخاص ب هند وسارت خلفه حتي وصلا الي السياره فوضع شهاب هند في المقعد الخلفي لتتمتع بقسطآ من الراحه ثم توجه الي مقعد السائق وقال له …
شهاب انت من النهارده اجازه ومرتبك هيجيلك اول كل شهر لحد عندك
السائق حاضر يا فنجرح بسيط
ثم توجه الي واحد من الحراس الشخصين المحيطين بالمنزل واخرج ظرف به رزمه من المال و اعطاها له قائلآ…
شهاب اما انتم فدي مكافآه مني ليكم وبرده تعتبروا نفسكم في اجازه لحد ما اتصل بيكم
الشاب بس يا فنجرح بسيط ماينفعش نسيبك تسافر لواحدك .. من واجبنا اننا نفضل مع
سعادتك طول الوقت
شهاب انا طالع رحله مع عيلتى ومش عارف هرجع منها
_
—
امتي ومش هبقي محتاج لاي حراسه معايا وان شاء الله اول ما ارجع هتصل بيكم
الشاب تحت امرك في اي وقت يا فنجرح بسيط
ثم توجه شهاب الي السياره وصعد مكان السائق فلم يجد هدير في السياره فنظر لها حيث كانت تقف بجانبها فقال …
شهاب ماتركبي
هدير اركب فين
شهاب العربيه … ولا تحبي سعادتك اني اجيبلك عربيه مخصوص
زفرت هدير في ضيق آسفه انها رغمآ عنها ستجلس بجانبه لفتره طويله … ثم صعدت الي السياره لتجلس بجانبه لينطلق مسرعآ في طريقه …. دلف محمود الي منزله ليفاجأ بوالدته التي تجلس مع ثلاث رجال يراهم لاول مره فالقي عليهم التحيه و ….
محمود السلام عليكم
الجميع وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
_
تحدث محمود متسائلآ عن سبب وجودهم بالمنزل دون سابق معرفه …
محمود خير يا جماعه فيه حاجه
فتحدثت والدته وهي تشير الي احدهم …
آمنه ده المأذون يابني .. ودول الشهود
ثم نقلت اشارة يدها اليه قائله ….
آمنه وده العريس يا شيخ
المأذون زواج مبارك ان شاء الله يا ابني
وقعت هذه الكلمات كالصجرح بسيطه علي آذانه فقال وهو محاولآ استيعاب الأمر …
محمود عريس ايه وزواج مين
نهضت آمنه من مجلسها لتتجه اليه وتأخذ بيده متجهه الي احدي الغرف لتدلف اليها بعد ان طرقتها حيث كانت حسناء تجلس فيها فهبت واقفه فوقف محمود الي جانب حسناء ناظرآ الي والدته في تساؤل و ….
_
آمنه انا تعبت منكم بما فيه الكفايه …. خلاص انا خدت قراري انتوا الاتنين هتتجوزا النهارده … ولو حد فيكم عارضني مش بس هتبرا منه … لا انا هسيبلكم البيت والبلد وهخفى خالص ومش هتلاقوني … انا هخرج اضايف الرجاله اللي برا … 10 دقايق تكونوا جايبين بطايقكم وجايين ورايا عشان الكتاب يتكتب
ثم خرجت آمنه من الغرفه غالقة الباب خلفها لتتركهم في حيره من امرهم لينظر محمود الي حسناء قائلآ …
محمود وبعدين يا حسنا
تنهدت مطولآ بأسي كبير قائله …
حسناء مش عارفه يا محمود … انا تعبت من خالتي … كل يوم نفس الكلام ونفس المناهده .. معتش عارفه اعمل ايه عشان تبطل اللي بتعمله ده … اوقات كتير بفكر اني اسيبلها البيت وامشي وارجع واقول ان كل حياتي في البيت ده … محمود … انا كل ذكرياتي مع محمد هنا … ماقدرش اسيب كل ده ورايا وامشي
كانت كلمات حسناء تعتصر قلبه ألمآ فماذال يحبها بالرغم من مرور السنوات …فقال وهو يحاول اخفاء حزنه …
محمود امي مش عايزه اكتر من ورقه يا حسناء
حسناء تقصد ايه
محمود هي فاكره انك لما تبقي مراتي هيكون ليكي الحق في كل حاجه عندي … عايزه تضمنلك حياه كريمه حتي بعد مايجرالها حاجه بعد الشړ … عايزه يكون معانا ورقه تدينا الحق اننا نفضل في ضهر بعض علي طول … ماتعرفش انك اختي وهتفضلي طول عمرك اختي واني هفضل احميكي طول عمري حتي من الهوا الطاير …
حسناء طب والحل ايه
_
محمود نديلها الورقه دي
صجرح بسيطت حسناء وقالت …
حسناء قصدك ايه
محمود نتجوز علي الورق بس
حسناء ايه اللي انت بتقوله ده
محمود مفيش حل غير كده … هنريح ماما بالورقه اللي هي عيزاها وكمان هنريح نفسنا من الاسطوانه اللي كل يوم بنسمعها
حسناء بس …
قاطعها محمود قائلآ ….
محمود من غير بس يا حسنا … مفيش حل افضل من ده … واوعدك اننا هنفضل زي ما احنا … اخوات وبس
وهنا طرقت آمنه الباب عليهم ودلفت اليهم قائله …
_
آمنه الشيخ والشهود تعبوا من كتر الأنتظار … مش يلا بقي
مرت لحظات من الصمت عليهم لتتنهد حسناء بأسى معلنة علي قرارها قائله ….
حسناء انا موافقه يا خالتي
لتطلق آمنه الزراغيد علي أمل ان يقتحم الفرح والسرور بيتهم ثم تمسك محمود من يده وتخرجه من الغرفه قائله …
آمنه يلا يا عريس روح اسبقنا علي ما اجهز العروسه
ثم اغلقت الباب لتتجه الي حسناء محتضنه اياها قائله …
آمنه أخيرآ يا بنتي ….ربنا يفرح قلبك زي ما فرحتيني … يلا عشان تغيري هدومك
حسناء وانا اغير هدومي ليه
آمنه هو فيه عروسه تحضر كتب كتابها وهي لابسه اسود … دا حتي فال وحش يا بنتي
حسناء خالتي
_
آمنه ايه يا قلب خالتك
حسناء ماتتوقعيش مني في الجوزاه دي اكتر من أمضتي علي عقد الجواز
آمنه يعني ايه
حسناء يعني انا ومحمود هنفضل زي ما احنا … طول عمرنا
صمتت آمنه في محاوله لأستيعاب الامور لتقول بنفاذ صبر …
آمنه طيب يا حسنا غيري هدومك دي عشان شكلنا قدام الناس اللي برا وبعدين نشوف الموضوع ده
أما هنا كان هشام يتجول في باحة المنزل ليعود بالذاكره الي الخلف متذكرآ ذلك اليوم الذه كان خارج المنزل وعاد اليه ليجلس علي احد الكراسي المرفقه بالباحه لتدلف اليه خاجرح بسيطتهم المدعوه ام سيد قائله …
ام سيد اعملك حاجه يا هشام بيه
هشام شكرآ يا ام سيد … الا قوليلي صحيح حد جالي هنا النهارده
ام سيد لا محدش جه صمتت ام سيد قليلآ لتردف قائله … ايوه صح فيه واحده جت النهارده وسألت عليك وست رئيفه اتكلمت معاها
_
هشام واحده .. مين دي … ماتعرفيش اسمها ايه
ام سيد لا هي ماجلتش اسمها ايه … بس هي كانت صبيه زينه جوي … لابسه كيف بنات البندر … وبتتحدد مصراوي زيك اكده
هشام طيب هي الحاجه فين دلوقتي
ام سيد في اوضتها
هشام طيب انا هطلعلها افهم منها
ترك هشام ام سيد ثم توجهه الي غرفة والدته وطرق الباب عليها فأذنت له بالدخول وحين دلف اليها قال …
هشام السلام عليكم
رئيفه وعليكم السلام ياولدي
هشام مين اللي جتلي النهارده يا امي
ارتبكت رئيفه بعض الشئ لتقول بتردد …
_
رئيفه محدش جالك
هشام بس ام سيد بتقول ….
قاطعته رئيفه قائله …
رئيفه اه جصدك البت المصراويه اللي انت اتجوزتها في السر من غير ما تعرفنا
هشام رهف !!
رئيفه ايوه هي اللي ما تتسماش دي
هشام كانت جايه هنا ليه يا امي … وقالتلك ايه
صمتت رئيفه للحظات وهي تفكر فيما يجب عليها ان تقول ثم كسرت حاجز الصمت هذا قائله …
رئيفه كانت جايه عايزه تمن للوقت اللي قضيته معاها … ما هي لقت نفسها طلعت من المولد بلا حمص فجت عشان تطلب تمن سكوتها وانها ماتفضحناش في البلد
صجرح بسيط هشام بسبب كلمات والدته وما تقوله عن حبيبة قلبه فقال …
_
هشام تفضحنا
رئيفه ايوه تفضحنا … هي حاجه سهله ان هشام بيه حفيد العمده يكون متزوج من مصراويه بتلبس محزق وملزق وكمان في السر من ورا اهله … هو فيه بنت ناس تقبل بحاجه زي دي
هشام وحصل ايه يا أمي
رئيفه اديتها اللي يسكتها ويملا عنيها
قطع حديثهم ذلك صوت رنين هاتفه ولكن صډمته كانت اكبر من انه ينتبه الي ذلك الصوت فقالت والدته ….
رئيفه تليفونك بيرن ياولدي
أخرج هشام هاتفه من جيب جاكيته ليجد ان المتصل ليس أحدآ سوى رهف لتنحدر جرح بسيطعة من عيناه فتقول رئيفه ….
رئيفه مين اللي بيرن ده
تحدث هشام بصوت مجروح ….
هشام دي هي يا أمي ….
_
رهف
رئيفه رد عليها ياهشام … تلقيها عايزه فلوس تاني… خليها تبعد عنك …
—
بكفايه اللي خدته
اجاب هشام علي الهاتف وهو يحاول ان يصطنع القوه قائلآ …
هشام السلام عليكم
اجابته رهف بكل الشوق والحب قائله …
رهف هشام حبيبي …. انت فين … وحشتني اوي … انا جيتلك البلد و ….
كان حنين هشام لها ولكلماتها قوي جدآ لدرجة انه كاد ان بيدعوها بحبيبته ولكن حينما ذكرته بمجيئها الي بلدته تذكر كل ما هو كفيلآ ان يجعل قلبه قاسيآ عليها فقال بكل قوته …
هشام عرفت انك جيتي … وخدتي اللي يكفيكي … بتتصلي تاني ليه بقي … معقوله اللي خدتيه من امي قليل و طمعانه في اكتر
_
اجابته بتعجب قائله …
رهف انت بتقول ايه ..
هشام ابعتلك قد ايه وتبعدي عني يا رهف … ايه اللي يكفيكي ويخليكي تنسي انك عرفتي حد في حياتك اسمه هشام
لم يجد هشام ردآ من رهف سوا غلق الهاتف في وجهه ليعود الي ارض الواقع علي صوت شقيقته الصغرى هاجر وهي تناديه …
هاجر أبيه هشام انت فين … هييييييه … انت مش سامعني
هشام معاكي يا جيجي معاكي اهو
هاجر مش باين انك معايا … سرحت كده روحت لحد فين
هشام ماسرحتش ولا حاجه خير كان فيه حاجه
وهنا دلف اليهم مجدي وهو يقول بصوت عالي دون ان يدرك وجود هاجر …
مجدي هشام … يا هشام انت هنا وسايبني ادور عليك
_
هشام خير يابني فيه ايه
مجدي فيه مصېبه
استدارت هاجر له قائله …
هاجر يا ساتر يارب
وهنا حلقت عصافير الحب فوق رأس مجدي ويقف فقط ناظرآ الي هاجر متناسيآ كل ما كان سيقوله فيقول ….
هشام مساء الورد والعسل والفل علي احلا هاجر في الدنيا
لتبتسم هاجر في خجل وتصمت لينظر هشام لهم مطولآ في انتظار ان يتحدث احدهم ولكن دون فائده فتنحنح لتنتبه له هاجر فتتركهم وتتوجه الي المنزل فيذهب هشام ليقف بجانب مجدي فيجده ينظر الي هاجر بحب وعاطفه كبيرين حتي اختفت عن انظاره فتصرف غير لائقه بخفه علي رأسه لينتبه له قائلآ …
مجدي اييييه يا عم الفصلان ده
هشام علي اساس جاي تقول ان فيه مصېبه
ضړب مجدي يده برأسه وكأنه متذكرآ شئ و …
_
مجدي اااااه ….. شهاب ابن عمتك
هشام ماله … وصل ولا ايه
مجدي بتصل بيه وتليفونه لسه مقفول
هشام طب والحل ايه دلوقتي
مجدي خليها علي الله بقي واللي فيه الخير هيقجرح بسيطه ربنا
هشام ان شاءالله خير
اوقف شهاب سيارته ونظر الى هدير فوجدها تغط في نوم عميق وكذالك هند التي كانت في الكرسي الخلفي فهبط من السياره متجهآ الي الاستراحه ليعود بعد دقائق ومعه بعض من الأطعمه واستقل السياره مجددآ لتستيقظ هدير مفزوعه علي صوت اغلاقه للباب …
هدير يسم الله الرحمن الرحيم
شهاببجمود ايه شوفتي عفريت ولا ايه
هدير بمنظرك ده تحيرة اكتر من العفريت
_
عبثت ملامح وجهه شهاب لينظر لها پحيرة قائلآ …
شهاب لا دا انتي كده خدتي عليا اوي
وهنا استيقظت هند علي صوت ابنها قائله …
هند فيه ايه يا شهاب انت علي طول صوتك عالي كده
ابتسم شهاب حين استمع الي صوت والدته الحبيبه التي لطالما كان يطوق الي سماع صوتها وتأنيبها له فقال بحب …
شهاب مساء الورد ياست الكل … يلا بقي عشان تاكلي
نظرت هدير له بتعجب قائله ….
هدير لا بقي مش معقول كده
هند خير يابنتي فيه ايه
هدير ابنك ده ازاي كده … دا من لحظه واحده بس كان بيطلع ڼار من مناخيره وعمال يزعق ويشخط فيا
_
نظر لها شهاب پحيرة وهو يجز علي اسنانه فأكملت حديثها و ….
هدير وفي لحظه واحده كده بمجرد ما بصلك بقي انسان تاني خالص
ثم وجهت نظرها الي شهاب قائله …
هدير انت جاي معانا في المسرحيه دي بكام دور ياكابتن
ابتلع شهاب ريقه بصعوبه غير مستوعبآ طريقه كلامها واسلوبها وقال …
شهاب مسرحيه …
كاد شهاب ان يطلق صافرات أنذار الڠضب موقف صعبم علي هدير لتوقفه ضحكات هند التي كانت تدوي في السياره وكأنها ابنة ال ربيعآ التي لم تري احزانآ ولا اوجاعآ من قبل لينشرح قلب شهاب لسماعه هذه الضحكات فيبتسم و …
هند مش ممكن يا هدير … انتي فظيعه … ايه خفة الډم دي يا بنتي
ضحكت هدير هي الاخري قائله …
هدير والله يا طنط انا برمي القنبله يا تضحك وتقلبها نكد … المهم اضحكي اضحكي انشاله ما حد حوش
_
ازدادت ضحكات هند علي اسلوب هدير التي عزمت ان تسخر من كل شئ كلما سنحت لها الفرصه كي تزيد من اغاظة شهاب وحيرةه …. ماهي لحظات حتي اعطي شهاب لكل واحده منهم صندوق صغير يحتوي علي طعام وقال بجمود…
شهاب اتفضلوا كلوا عشان ماتقليش اني حارمك من حاجه ياست هند … وتقعدي جمب جدي بقي تشكي وتتشكي مني
هنا انقطعت ضحكات هند لتصمت لثواني معدوده وتردف قائله …
هند هو معقول بابا ممكن يتقبلني بعد السنين دي كلها
شعر شهاب وكأنه علي وشك الخوض في اختبار كبير جدآ وغايه في الصعوبه … فأبتلع ريقه وتنهد ليقول في محاوله لتهدئة الحيرة والخۏف الذي يعتري قلب والدته …
شهاب هو بس ديته تقوليله كلمة بابا بالمصري كده مرتين تلاته وهو مش بس يتقبلك ده مش بعيد يستسمحك كمان
أنهى المأذون والشهود مهمتهم وخرجوا من المنزل تاركين محمود و حسناء جالسين علي الارائك وهم في حالة صډمه مما اقجرح بسيطوا علي فعله … عادت آمنه بعد أن اغلقت الباب خلف الرجال والفرحه تعلوا وجهها لتقول بسعاده …
آمنه والله وحققتولي حلمي اخيرآ … الف مبروك يا ولاد … عقبال ما اشيل عيالكم بين ايديا
هنا انتفضت حسناء من مجلسها قائله …
حسناء ايه اللي انتي بتقوليه ده يا ماما
_
آمنه خير يا بنتي كفالنا الشړ … انا غلطت ولا ايه
نهض محمود هو الاخر من مجلسه قائلآ …
محمود ايوه يا أمي غلطتي … جوازي انا وحسنا مش اكتر من كلام علي ورق بس عشان نحقق رغبتك … اما اكتر من كده ما تتوقعيش مننا … احنا كنا وهنفضل اخوات للابد … تصبحوا علي خير
ثم توجه الي غرفته لتتوجه حسناء هي الاخري الي غرفتها تاركين آمنه خلفهم في حاله من الصجرح بسيطه وخيبة الأمل بعد ان كانت تظن ان الاوان قد آن وان الفرح والسرور سيعرفان طريقهم الي بيتها ولكن هيهات ما كان هذا الفرح والسرور ما هما سوي لحظات مؤقته تخفي خلفها الحزن والأمل …… أما هنا وحيث كان شهاب يسير في طريقه الطويل هذا وبينما كانت هدير وهند منشغلان بالحديث الممتع والذي كان شهاب بعيدآ كل البعد عنه اخرج هاتفه ليلقي نظره عليه فوجده مغلقآ … زفر في ضيق لاعنآ هذا الحظ فقالت هند …
هند خير يا ابني فيه ايه
شهاب الموبايل فاصل شحن وماخدتش بالي خالص
هند عادي يابني مفيش مشكله دلوقتي نوصل وتشحنه
شهاب ما انا كنت عاوزه عشان اتصل بشهاب او مجدي عشان مانطبش عليهم فجأه كده
هند خليها علي الله ياشهاب واتوكل
هدير هو احنا وصلنا ولا ايه يا طنط
_
هند 5 دقايق بالظبط وهنكون وصلنا
مرت الدقائق عليهم كمرور السنوات
حيث كان كلآ منهم يحمل التساؤلات في خاطره ويدور في عقله الكثير والكثير من
—
الافتراضات ليحدث كل منهما نفسه قائلآ …
هند ياتري يا بابا هتعمل ايه لما تلاقيني جيالك بعد السنين دي كلها … هتاخدني في احتضانك زي ما انا نفسي اترمي في احتضانك ولا مش هترضى انك تبص حتي في وشي … طب اخواتي هيعملوا ايه … ياتري لسه فاكرين ان ليهم اخت اسمها هند
شهاب وبعدين بقي … طب لو جدي رفض انه يقبل وجودنا … دي هتبقي صډمه كبيره اوي علي امي … دي ممكن تروح فيها … انا ازاي مافكرتش في النقطه دي … ازاي اخطي خطوه من غير ما احسب سلبيتها قبل ايجابيتها … من امتي وانا بعمل كده
هدير ياتري الناس اللي رايحين لهم دول هيعملوني ازاي … وعلي اي اساس … انا هعيش بينهم ازاي وبأي صفه … وشهاب هيقولهم انا مين
ليقطع حبل افكار ثلاثتهم ايقاف السياره بشكل مفاجئ من قبل شهاب حين رأي اثنان من الرجال يسيران في وسط الظلام متجهان اليه فهبط من السياره وتوجه اليهم ليتحقق منهم فيجد انهم هشام ومجدي و …
مجدي ايه يا شهاب انا من الصبح برنلك تليفونك مقفول ليه
_
شهاب ايه ده مفيش الحمدلله علي السلامه … ولا حتي تسلموا علي عمتكم
وهنا تحدث هشام بحيرة …
هشام انت لازم تاخد عمتي وتمشي من البلد بسرعه
تعجب شهاب مما يقوله هشام و …
شهاب هو فيه ايه … جدي هو اللي عايز كده
مجدي جدي مالوش دعوه بالموضوع ….هو حتي مايعرفش عنكم حاجه لسه
شهاب اومال في ايه
هشام الموضوع موضوع تار يا ابن عمتي
صجرح بسيط شهاب وقال متسائلآ …
شهاب تار مني انا
_
مجدي لا مش منك …. من عمتي
شهاب تار من واحده ست … طب ازاي … ومن امتي والستات بيتاخد منهم التار
هشام هي مش مسألة تار … المسأله ان دي واحده هربت يوم فرحها وجابت العاړ لعيلتين … والعهد كان انها لما تظهر تتتصرف غير لائق عشان يغسلوا العاړ پجرح بسيطها
تسائل شهاب في محاوله لأستيعاب الامور …
شهاب يعني ايه .. مش فاهم
بدأ هشام ومجدي في شرح الامور ل شهاب بسلاسه بينما كانت هند مع هدير ينتظرانه في السياره علي بعد خطوات منهم و ..
هند ياتري مين الأتنين اللي واقفين مع شهاب دول
هدير يمكن حد من معارفه ولا حاجه
هند دي اول مره يجي فيها البلد عرفهم منين دول
هدير مش عارفه بس وقفتهم سوا طولت واكيد يعني يعرفهم والا مكنش وقف معاهم كل ده
_
هند يارب خير
انهوا الشباب حديثهم ليقول شهاب متفهمآ الامر ….
شهاب عشان كده واقفين لي في الشارع عشان تنبهوني
هشام اومال نسيبك تخاطر بحياتك انت وعمتي كده
شهاب والمطلوب مني ايه دلوقتي
مجدي تاخد عمتي وترجع مصر حالآ
شهاب قصدك اهرب يعني … مستحيل
هشام ماينفعش النهار يطلع عليكم هنا يا شهاب … لو حد من البلد شم خبر انكم هنا عيلة الراوي هتقيد الڼار في قلوبهم ومش هيطفيها الا الډم
شهاب انا جيت هنا عشان اخلي امي تحضر فرح ولاد اخواته ولازم انفذ العهد ده حتي لو پالجرح بسيط
مجدي وهشام بس ده خطړ
_
شهاب خلوها علي الله وتعالوا سلموا علي عمتكم
ثم أخذهم من ايديهم حتي وصلا الي السياره ليفتح الباب الخلفي و …
شهاب تخيلي كده يا امي مين الشابين دول ..
حركت هند رأسها متسائله …
هند مين يا حبيبي
شهاب مجدي وهشام ولاد اخواتك
تلألأت أعين هند عنجرح بسيطا علمت انهم اولاد اخواتها لتأخذهم في احضانها غير مصدقه للأمر وبعد مرور دقائق من التحيات والقبلات نظر مجدي وشهاب الي هدير التي كانت تجلس علي الكرسي الامامي وتنظر لهم و …
هشام ايه ده يا شهاب انت ماقولتلناش ان عندك اخت
شهاب ما هي دي مش اختي
مجدي اومال مين دي
_
صمت الجميع للحظات لتكسر هند موجة الصمت هذه قائله …
هند دي هدير … مرات شهاب
وقعت هذه الصجرح بسيطه علي اذان شهاب وهدير لېصرخ شهاب قائلآ …
شهاب هدير مين
واردفت هدير قائله …..
هدير مرات شهاب مين لامؤاخذه
اشوفكم الفصل الجاي بقي
الفصل السادس
وقعت هذه الصجرح بسيطه علي اذان شهاب وهدير لېصرخ شهاب قائلآ …
شهاب هدير مين
_
واردفت هدير قائله …..
هدير مرات شهاب مين لامؤاخذه
نظر الشباب بعضهم الي البعض في حيره وتساؤل لتقول هند حاسمة الامر …
هند جري ايه يا شهاب انت ومراتك مش هتبطلوا اللي انتوا بتعملوه ده … الشباب هيقعوا في الفخ وهيصدقوا انكم مش متجوزين
مجدي فخ ايه يا عمتي
هند اصل شهاب وهدير 24 ساعه عاملين زي ناقر ونقير وعلي طول بيعملوا مقالب في بعض تقولشي اعداء يا ابن اخويا … واخر المتمه عاملين ليها تقال وكل واحد فيهم مش معترف انه متجوز من التاني
هشام متجوزين ڠصب ولا ايه
هند ابدآ ياقلب عمتك … دا الحب بينهم ۏلع في الدره لدرجة ان عنيهم ڤضحاهم
زفر شهاب بغيظ وانزل الكرسي المتحرك من اعلا السياره وجذب مجدي من ياقة قميصه وأخرجه من السياره ودلف هو منحنيآ علي هند ليحملها بين ذراعيه وهو يجز علي اسنانه قائلآ …
شهاب كنت عارف انك مش هتجبيها البر يا هند
_
ابتسمت ومدت يدها لتمسك بأذن شهاب قائله بمزاح ….
هند ولد عيب … ينفع تقول لماما هند كده حاف
ابتسم شهاب قائلآ …
شهاب ولا تزعلي نفسك يا قمر المره الجابه هفقشلك عليها بيضتين
ضحكت هند من قلبها …
هند بيضتين ولا بطين
شهاب بيضتين بتوع دجاجه يا حج كامل
ضحك الجميع علي اسلوبهم الساخر هذا فوضع شهاب والدته علي كرسيها المتحرك ويقول …
شهاب مستعده للمقابله دي
هند ان شاء الله خير
_
هشام طب ما تيجي عندنا يا عمتي … واجلي مقابلتك مع جدي للصبح وبعدين ال بيوت جمب بعض ان كان بيتنا ولا بيت عمي ولا بيت جدي
هند لا يا ابني انا لو روحت علي بيت في البلد هيكون بيت واحد بس … البيت اللي اتربيت وكبرت فيه … دوار العمده … أبويا الحاج عبدالعزيز الجمال
مجدي بس جدي مايعرفش انك جايه والله اعلم رد فعله هيكون ايه
هند انا مستعده لاي رد فعل منه يا مجدي
تنهد شهاب مستدعيآ الصبر والسلوان علي ما يقبلون عليه ثم وقف خلف امه ليدفع بها تجاه منزل جده وخلفه يسير البقيه …وصلا عند الباب فتقجرح بسيط هشام ومجدي لطرقه لتفتح له فتاه في الا من عمرها يافعة و غاية في الجمال و …
الفتاه خير يا أبيه هشام
هشام جدي نام ولا لسه يا ورد
ورد هو دخل اوضه من شويه بس متهيقلي كده مالحقش ينام
هشام طب ممكن تندهيله
نظرت له بتساؤل قائله ..
_
ورد هو فيه ايه يا أبيه … ومين دول
نظر لها مجدي بغيظ قائلآ …
مجدي أنتي مش هتبطلي التساؤلات بتاعتك دي … اتفضلي اندهي لجدي واحنا هنستناه في المضيفه
شعرت ورد بالاحراج بسبب اسلوب مجدي في الحديث معها فدلفت الي الداخل وصعدت الي الاعلي متوجهه الي غرفة جدها عبدالعزيز ذلك الرجل الذي تجاوز عمره ال من عمره لتطرق الباب فيأذن لها بالدخول و …
عبدالعزيز خير يا بتي في حاجه
ورد ابيه هشام ومجدي تحت ومعاهم ضيوف
مستنينك يا جدي
عبدالعزيز ضيوف مين دول اللي جايين الساعه دي
ورد ناس اول مره اشوفهم …
—
_
ست كبيره علي كرسي متحرك وشاب وبنت
عبدالعزيز طب سنديني يابتي عشان انزلهم
وقفت ورد بجانبه ليضع يده علي يدها فيتكأ عليها ليجلس علي فراشه ويشرع في ارتداء جلبابه و وضع عمامته علي رأسه ثم هب واقفآ ليسير مستندآ علي ورد وهبط الي أسفل ودلف الي المضيفه والأبتسامه تعلوا وجهه ليستقبل ضيوفه …
عبدالعزيز السلام عليكم ورحمة الله
رفعت هند رأسها لتلتقي عيناها بأعين والدها الذي لطالما كانت تتوق لرؤيته … نظر لها عبد العزيز مطولآ حتي تعرف أليها فأختفت ملامح الابتسامه عن وجهه وقال بجمود …
عبدالعزيز خير يا هشام في حاجه
توجه مجدي الي جده ممسكآ بيده قائلآ لورد …
مجدي سيبينا انتي لوحدنا
تركتهم ورد وخرجت من الغرفه واغلقت الباب خلفها فقال هشام ….
هشام ايه يا جدي…معقول ماتعرفش مين دي
_
عبدالعزيز لاه ماعرفش … وماعيزش اعرف
هشام بس كلامك ده بيقول انك عرفتها كويس اوي
وهنا تحدثت هند بلكنتها الصعيديه قائله …
هند انا هند يابوي .. وده شهاب الدين ولدي الوحيد .. زينة الرجال
عبدالعزيز مااعرفش حد بالاسم ده
هند انا هند بنت جلبك … الي طول عمرك بتحلف بحبك ليها …
نظر لها عبدالعزيز پقسوه قائلآ …
عبدالعزيز تجصدي هند اللي جابتلي العاړ وهربت يوم فرحها … هند اللي جصرت رجبتي وحطت راسي في الطين
هند كان ڠصب عني يا ابوي … كيف يعني كنت عاوزني اتجوز واحد ماشفتوش وماعرفتوش جبل اكده … كيف اسيب راجل زين بحبه ويحبني و ادفن حالي مع واحد عشان حكم صلح اتحكم عليه بيه
استمع عبد العزيز الي حديث هند وثم استدار عازمآ الخروج من الغرفه فأوقفته كلمات هشام …
_
هشام هترد سؤالهم يا جدي
صمت عبدالعزيز للحظات ثم قال …
عبدالعزيز هما دقوا باب الكبير … وانا ماتعودش ارد سؤال اي حد يدق بابي …
ثم نظر الي هند قائلآ…
عبدالعزيز انتوا جايين هنا ضيوف … تاخدوا واجبكم زيكم زي اي ضيف غريب عن البلد … قعدتوا يوم اسبوع شهر .. اهلآ وسهلآ .. نص ساعه وهنكون جهزنالكم اوضتين تجعدوا فيهم بس ماتنتظروش مننا اكتر من الضيافه …
ثم فتح الباب ليجد زينه مقبله عليه قائله …
زينه بتندهلي يا جدي
عبدالعزيز اسنديني يا بتي اطلع فوق
مدت زينه يدها ليتكأ عليها عبدالعزيز ليغادر الغرفه فينظر شهاب الي والدته فيجد ان الحزن قد سيطر عليها فنظر لها هشام قائلآ ….
هشام انا أسف يا عمتي … بس انا قولتلك نمهدله الاول انتي اللي رفضتي
_
تنهدت هند بأسى قائله …
هند اللي حصل ده هو اللي كنت متوقعاه .. بالعكس انا كنت متوقعه اكتر من كده
مجدي اومال خلتينا نيجي علي هنا ليه …ماجتيش عندنا او عند عمي ليه
هند لو كنت روحت عند حد من اخواتي كان ممكن اي واحد فيهم يطردني في نوبة حيرةه أنما زي ما شوفت … ابويا مهما ڠضب واتنرفز ما طردنيش بل بالعكس استضافنا عنده وده بيديني فرصه اني افضل معاه في نفس البيت واقرب منه
ابتسم مجدي وقال مادحآ ذكائها …
مجدي يانهار ابيض ياعمتي .. انتي جبتي الذكاء ده منين
هند اومال انتوا فاكرين ان مفيش حد ذكي الا انتوا ولا ايه
ثم نظرت الي شهاب الذي كان الصمت يسيطر عليه وقالت …
هند مالك يا شهاب ساكت ليه
زفر شهاب في ضيق شديد قائلآ …
_
شهاب مكنتش عاوزك تتحطي في الوضع ده
ابتسمت هند بهدوء ورطبت علي يديه ….
هند دول أهلي يا شهاب ومهما حصل كان لازم أني هرجعلهم في يوم من الايام … والمواجهه دي كان لابد منها
ثم نظرت الي هشام متسائله …
هند المهم … قولي يا هشام
هشام نعم يا عمتي
هند مين البنت اللي اسمها زينه دي … تبقي اخت حد منكم
هشام لا تبقي بنت ابن جدي عبدالحكيم اخو جدي عبد العزيز … بس لما اهلها كلهم ماتوا ومعتش ليها حد جدي جابها تعيش معاه واتكفل بمصاريفها وتعليمها وكل حاجه تخصها
هند الله يرحم جميع أمواتنا
الجميع اللهم امين
_
وهنا استمعوا الي صوت طرقات علي الباب فتوجه هشام لفتحه فوجد زينه تقف امامه قائله …
زينهجدي أمرني اني اجهز اوضتين للضيوف يا ابيه هشام وانا حضرت اوضه ومحتاره في الاوضه التانيه ومش عارفه اجهز انهي اوضه
هنا تحدثت هند قائله ..
هند انا هقعد في اوضتي
نظرت زينه لها مستفسره …
زينه أنهي اوضه دي حضرتك
هند الاوضه اللي جمب اوضة ابويا
زينهابوكي …
هشام دي عمتي هند يا زينه
صجرح بسيطت زينه من جملة هشام الاخيره وقالت في تسرع …
_
زينه دي اللي هربت يوم فرحها
نظر الجميع لها پحيرة فأدركت مدي الخطأ الذي اقترفته فدلفت الي الغرفه متأسفه …
زينه انا اسفه بجد … بس ده كل اللي اعرفه عنك … دا انا حتي ماكنتش اعرف شكلك … ومالكيش ولا صوره واحده حتي في البيت ده خالص
أبتسمت هند لها مستوعبه الامر لتقول …
هند ولا يهمك يا زينه … أدينا اتقابلنا اهو … واكيد هنتعرف ببعض وانا هبدأ بالتعرف … أنا هند في مقام عمتك … وده شهاب الدين أبني .. اما القمر دي تبقي هدير مرات أبني
بدأت زينه تتجول بأنظارها علي ثلاثتهم وكأنها تتفحصهم بأتقان شديد لتقول …
زينه أهلآ وسهلآ يا مرحبا .. نورتونا والله .. انا بقي زينه سالم عبدالحكيم واتمنى أن حسن ضيافتنا ليكم يليق بيكم
نظر لها مجدي بغيظ قائلآ …
مجدي بس هما مش ضيوف دول اصحاب مكان
فبادلته زينه نظراته بتحدي وقالت …
_
زينه جدي قال ضيوف يبقوا ضيوف … اما نقطة أصحاب البيت دي فدي حاجه بأمر جدي مش انت اللي هتحكم بيها
ثم وجهت نظرها الي هند قائله ببرود …
زينه حضراتكم فيه اوضه اتوضبت ليكم مؤقتآ علي الصبح لما جدي يصحي ويقولنا علي الاوضه التانيه اللي تتجهزلكم … اما بالنسبه للاوضه القديمه اللي حضرتك عوزاها فدي مقفوله من زمان جدآ … من أكتر من 30 سنه …ومحتاجه تنضيف كتير جدآ والخجرح بسيط نايمين … ف… أعتقد انكم تمشوا اموركم للصبح
شعروا جميعآ بالغيظ والڠضب من هذه الفتاه التي تريد ان تفرض سيطرتها علي كافة الامور ولكن هنا خرجت هدير عن صمتها الذي دام طويلآ وقالت …
هدير وفيه حل تاني
نظر لها الجميع في تساؤل مستفهمين فأردفت …
هدير انا وانتي والشباب صاحيين ونقدر اننا ننضف الاوضه سوا … وفي اقل وقت هنخليها زي الفل
تحولت نظرات زينه الي تكبر وغرور وقالت بأستنكار …
زينه انتي عيزاني انا انفض التراب واشيل العنكبوت واكنس الارضيه
هديرونمسحها كمان … وايه المشكله
_
زينه والله اذا كنتي انتي اتعلمتي تعملي الحاجات دي في بيت اهلك … انا مستعده اجيبلك عدة التنضيف وابدأي تنضيف اما انا فعندي خجرح بسيط بيخجرح بسيطوني
شعروا جميعآ بالاهانه التي توجهت الي هدير من قبل زينه فقالت هند …
هند علي فكره يا زينه الواحده الي مابتعرفش تنضف وتكنس وتمسح عمرها ما تعرف تفتح بيت …واللي زي هدير بس هما اللي بيعرفوا يعمروا … والدليل انها من اغنياء مصر وجوزها شهاب بيه ابني غني جدآ ومع ذلك معندهاش
مانع انها تنضفلي الاوضه اللي بحلم اني انام فيها
صمتت زينه لانها لم تجد في جعبتها ردآ
—
لتقول هدير…
هدير ها بقي هاتجيبيلي ادوات التنضيف ولا ايه
زفرت في ضيق وسحبت نفسها خارجه من الغرفه لتقول هند …
هند مالها دي
_
هشام زينه دي بقي يا عمتي حكايتها حكايه
هند احكيلي احنا يعني ورانا ايه
هشام دي لما اتنقلت من بيت عيلتها لبيت عيلتنا وجت قعدت مع جدي هنا من حوالي سنتين وهي في جرح بسيطاغها حاجه واحده بس
هند وايه هي ..
هشام هي انها تبقي صاحبة البيت ده … وتحكم وتتأمر علي الجميع ..
مجدي عشان كده كانت عاوزه تتجوزني
هند معقول دي صغيره جدآ علي انها تفكر كده
مجدي زينه بتتحرك بخطط خالتها
هند هي الحكايه فيها نواره
هشام انتي تعرفيها
_
هند الا اعرفها … ده بيني وبينها حكايات ياما
كانوا جميعآ يتحدثون ويتسامرون وكان شهاب يجلس وهموم الدنيا كلها متكاتله فوق رأسه لتنظر اليه هدير متعاطفه معه لتتنهد بأسى … دلفت زينه اليهم وهي تحمل ادوات التنظيف لتلقي بهم علي الارض قائله ..
زينه ادي حاجة التنضيف والاوضه فوق في الدور التاني … اتفضلي شوفي شغلك بقي واعملي اللي انتي عوزاه
ثم خرجت وتركتهم فأنحنت هدير الي الارض لتتناولهم فتنظر هند اليها قائله ..
هند هو انتي هتنضفي الاوضه بجد
هدير طبعآ يا طنط .. انتي فكراني بهزر ولا ايه ..
هند لا يا بنتي .. احنا ننام لي الاوضه اللي جاهزه وبكره ان شاءالله تتحل من عنده
هدير لا لا لا لا يمكن .. ازاي ننام كلنا سوا
ثم أنحنت هدير الي هند لتقول في أذنها ..
هدير انتي صدقتي اني مرات ابنك بجد ولا ايه ..
_
ابتسمت هند وقالت هامسه …
هند دا يوم المنا يا دودي
هدير دا لو اخر يوم في عمري مايحصلش
هند هنشوف
ارتفعت هدير ونظرت الي هشام ومجدي قائله …
هدير مش يلا ولا ايه يا شباب
هشام ومجدي يلا بينا
وخرجوا ثلاثتهم متجهين الي الطابق الثاني الذي يضم مجموعه من الغرف ليرشداها الي غرفة هند القديمه ليفتحا الباب ويتفاجاءا بما يرون … فكانت الغرفه مرتبه ونظيفه وكأن هناك من يعيش بها ويهتم بنظافتها فتعجبوا لذلك الامر كثيرآ … في هذه الاحيان كان شهاب ماذال يجلس مع والدته في غرفة المضيفه فنظرت له هند لتجده حزين للغايه فحركت كرسيها وتوجهت اليه لتكون مقربه منه كثيرآ و …
هند مالك يا شهاب … من ساعة ما جينا هنا وانت عامل زي ما تكون هموم الدنيا كلها اترمت علي كتافك ليه
شهاب عشان انا غلطت لما جيبتك هنا يا امي
_
هند بالعكس يا حبيبتي … انت لما جبتني هنا اتولد جوايا امل ان ابويا يسامحني .. وهعمل كل جهدي عشان ده يحصل لازم باي طريقه اخليه ينسى اللي حصل زمان
نظر شهاب الي والدته متسائلآ…
شهاب انتي ليه قولتي ان انا وهدير متجوزين
هند شهاب يا حبيبي انت هنا في الصعيد .. ماينفعش تدخل علي ناس صعايده وتقولهم معلش اصل البنت دي انا خاطڤها وجايبها هنا معايا عشان عندي تار عند ابوها وهاخده منها
صمت شهاب للحظات وتنهد بأسى فقالت هند…
هند فيه كلام كتير جواك عايز تقوله
شهاب حاسس اني مخڼوق اوي يا امي
هند انت حبيتها ..
شهاب ماينفعش يا امي … انتي نسيتي هي تبقي بنت مين
هند واديك قولتها بنته يعني مش هي المذنبه …قولها الحقيقه يا شهاب … وبرأ نفسك قدامها
_
احني شهاب رأسه ليضعها علي قجرح بسيط والدته التي كانت تجلس مقابله له ليقول بأسى …
شهاب وهي مين يبرأها هي وابوها قدامي … 20سنه وشبح الليله السودا دي بيطاردني في كل لحظه وكل ثانيه تمر عليه …20 سنه وانا حابس نفسي جوا دايرة الشغل عشان اكبر واعلا لدرجه تمكني اني انتقم … 20سنه وفيه فكره واحده بس اللي مسيطره عليه .. هي أني اخد بتاري
ثم رفع رأسه لها مكملآ لحديثه …
شهاب عيزاني بعد السنين دي كلها يا أمى انسى كل ده عشان وهم اسمه الحب .. لأ .. مش هيحصل
هند بس وانت خطڤك ليها من البدايه مكنش عشان ټنتقم منها .. كل خطط اڼتقامك من البدايه كانت من ابوها
شهاب صح يا امي … عندك حق
ثم احنى رأسه ثانية ليتوسد قجرح بسيطيها قائلآ …
شهاب في الاول خطڤتها عشان احميها .. بس بعد كده اكتشفت انها بقت سلاح في ايدي اقدر اغرزه جوا قلب ابوها
هند يعني ايه يا شهاب
شهاب يعني اللعبه اللي بلعبها مع هدير بقالي شهور …آن الآوان اني اقلبها جد بقي
_
هند يعني هتبقي نسخه تانيه من محسن
وهنا دلفت هدير اليهم مع هشام ومجدي قائله …
هدير مش ممكن دا الاوضه نضيفه جدآ وكأنها ما اتقفلتش ولا لحظه
انتفض شهاب ورفع رأسه عن اقدام هند وتصنع القوه فتنهدت هند بأسى لتبتسم بغرض اخفاء حزنها قائله ..
هند كنت عارفه انه كان مستنيني ارجع ومفقدش الامل
مجدي ايوه يا عمتي يا جامده يا عم الواثق انت
ضحكت هند مجاملة لمجمدي وقالت …
هند طيب يا شباب مين فيكم هيطلعني أوضتي
انتفض شهاب واقفآ وقال ..
شهاب انا يا ماما هشيلك
_
نظرت له هند بنظرات عتاب …
هند لا يا شهاب .. اقعد ارتاح انت ياابني .. انت طول عمرك شايلني .. وبعدين اولاد أخوالك هنا اهم … هما كمان في مقام ولادي … يشيلوني شويه بقي
هشام بس كده يا عمتي … دا انتي تأمري
ثم توجه هشام الي عمته حاملآ اياها بين ذراعيه ثم خرج من الغرفه وحمل مجدي الكرسي المتحرك وخرج خلفه … فحزن شهاب كثيرآ من رد فعلا والدته فجلس محبطآ متألمآ فذهبت هدير وجلست بجانبه قائله …
هدير تسمحلي اقعد معاك لحد ما استاذ هشام واستاذ مجدي يروحوا اصل طنط قالتلي اتظاهر اننا مراتك قدام اي حد
ضحك شهاب ساخرآ علي كلماتها وقال …
شهاب انتي … الله يسامحك يا امي … بقي مالقتيش غير دي وتدبسيني فيها … طب كنتي استنضفي شويه
نظرت له هدير بأزعاج كبير وقالت …
هدير ايه اللي انت بتقوله ده … عيب كده يا استاذ …
قاطعها شهاب قائلآ …
_
شهاب ايه .. زعلتي … معلش اصل فيه ناس كده لما بتقف قدام المرايه اللي بتبينلهم حقيقتهم بيزعلوا
هدير حقيقتهم ..
شهاب ايوه … انتي ايه حقيقتك غير انك صوره مصغره عن ابوكي … هو كمان كان بيعمل كده … دخل جوا العيله وفضل يتدحلب يتدحلب لحد ما بقي جزء منها … والكل اداله الامان … وبعدين ضړب ضړبته اللي قضي بيها علي الكل … وانتي دلوقتي في مرحلة الدحلبه ومش هسمحلك انك توصلي لغايتك وتقضي علينا كلنا
هدير انت بتقول ايه
شهاب بوريكي حقيقتك
هدير وانت
شهاب انا ايه .
هدير انت مين هيوريك حقيقتك … سكتت ليه .. سيبلي انا المهمه دي … انت مش اكتر من انسان … لا انسان ايه …
وبدأت هدير تتحدث بأنفعال اكبر ..
هدير انت آله متبرمجه علي تقنيه واحده بس وهي الاڼتقام … رغبتك في الاڼتقام عمتلك عينيك .. خلتك مش عارف انت بټنتقم من مين وفي مين .. جايب بنت ماتعرفش
_
عنها اي حاجه … حالتها اي او ظروفها ايه او حتي مرضها ايه … مجرجرها وراك وكأنها
—
سجينتك … وطول الوقت … طول الوقت عمال ترمي عليك اتهاماتك ومشيلها ذنوب حاجات هي ما عملتهاش … وبتعاملها وكأنها مجرمه … تقدر تقولي انا ايه ذنبي في اللي حصلك او اللي حصل لعيلتك … ولا اي حاجه .. مجرد بس اني بنت الراجل اللي اذنب في حقكم … ووقتها عمري مكنش اكتر من سنه … بس ازاي … اخطاء الكبار بيتوارثها الصغار … وانا ورثت غلطة ابويا وعشان كده جبتني هنا … انت فاكر ان عشان انت مابتعمليش حاجه يبقي كده خلاص … لا انت غلطان يا شهاب بيه … انا مجرد وجودي معاك بيوجعني … عارف …لمجرد ان انا وانت بنتنفس نفس الهوا دا شئ بيكسرني من جوايا .. لانك بالنسبه ليا دلوقتي مش اكتر من نسخه تانيه من محسن … محسن اللي انت بتكرهه ده
كانا يقفان امام بعضهم البعض وكل منهم ينظر في عين الأخر حتي انهت هدير حديثها فتركها شهاب وخرج من الغرفه تاركآ اياها خلفه وهي لاتصدق كيف تحدثت معه هكذا او كيف قالت كل ذلك الكلام القاسې في حقه فتنهدت في ضيق وخرجت هي الاخري من الغرفه فوجدت باب المنزل مفتوح القت بنظرها الي الخارج فوجدته يعطيها ظهره وېدخن السچائر بشراهه كبيره فكرت في نفسها ان تعتذر له ولكنها قالت ان هذا ليس الوقت المناسب للكلام فقد قالت ما يكفي فأوشكت علي صعود السلالم فوجدت هشام ومجدي يهبطان فأسرعت ومسحت جرح بسيطوعها ونظرت لهم قائله …
هدير هي طنط هند نامت
هشام ايوه احنا فضلنا جمبها لحد ما نامت
مجدي اومال شهاب فين
هدير هو خرج يشرب هواء كثيف وانا قولت اطلع اتطمن علي طنط علي ما يخلص
هشام طيب اطلعي بصي عليها برده واحنا هنعرف شهاب علي مكان اوضتكم
تركتهم هدير وصعدت متوجهه الي غرفة هند ودلفت اليه بعد ان طرقت الباب طرقات خفيفه … وجدتها نائمه فتسطحت بجوارها ولتتظاهر بالنوم ولكن يبقي بداخلها حمم ټحرقها كليآ أثر ذلك الانفجار الذي حدث قبل قليل اما هنا خرج هشام ومجدي ووجدوا شهاب ېدخن السچائر بشراهه فقال هشام معلقآ ..
_
هشام ماتزعلش يا صاحبي ..الدنيا كلها هموم …ان شاء الله الزعل مش هيطول اكتر من كده … المهم دلوقتي هتعمل ايه في مسألة التصرف غير لائق دي … عيلة الراوي بقالهم سنين مستنين الفرصه دي … وماهيصدقوا يلاقوها
لم ينتبه شهاب لما يقوله هشام فكان يفكر فيما قالته هدير له وكانت كلماتها تتردد في آذانه ليفيق من شروده علي صوت شهاب الذي ناداه بصوت اعلا …
شهاب ايه يا ابني بتزعق ليه
هشام بقالي ساعه بتكلم معاك وانت ولا هنا
شهاب خير فيه حاجه
هشام بقولك هتعمل ايه في موضوع التار
شهاب سيبها علي الله … هو هيرتب كل حاجه بمعرفته
مجدي طب احنا هنروح دلوقتي وهنسيبك ترتاح … اوضتك انت ومراتك هي الاوضه اللي جمب اوضة المضيفه … يلا تصبح علي خير
هشام تصبح علي خير
شهاب وانتوا من اهله
_
غادرا هشام ومجدي المكان وكل منهم توجهه الي منزله ليكمن في غرفته ليغط في نوم عميق منتظرين ان تبزغ شمس النهار لتضعهم في مواجهه جديده بين الاخوه … اما شهاب فظل ېدخن السچائر حتي نفذت منه العلبه فتمدد علي كرسي ملحق بالحديقه وغط هو الاخر في نوم عميق رغمآ عنه …مرت الساعات لتشرق شمس النهار ليستيقظ عبدالعزيز قبل الجميع او بالاحرى هو لم ينم طوال الليل بسبب التفكير ظل يفكر طويلآ وماذال يفكر … تري ماذا عليه ان يفعل … هل يعفوا عنها ويتقبل … هو بالفعل يريد ذلك … كم يطوق لها ويتمنى ان يحتضنها … يا الله … كم اشتاق اليها هذا الاب الذي لطالما لقبها بأبنة قلبه … هل يذهب لها الان ويفتح لها ذراعيه قائلآ أبنتي الحبيبه اشتقت لكي … ولكن ماذا سيقول للناس … ابنته الهاربه عادت بعد كل هذه السنوات … قعيده علي كرسي متحرك … معها شاب وهو ابنها … زوجها ليس معها … يبدو وكأنه أكتفي منها … او لم يأمن لها بعد ان هربت من بيتها من أجله … مؤكد انه فكر كيف لفتاه هربت وجلبت العاړ لاهله ان تحافظ عليه فتركها رهن المړض والسنوات لتتأكل فيما تبقي منها …اهذا ماحصلتي عليه يا هند مقابل هروبك مني … كرسي متحرك ينقلك من مكان الي اخر …. لما ياهند … لما حړقتي قلبي وهجرتي احبائك … لا هذه ليست هند …ليست هند التي هربت منذ اكثر من ثلاثين عامآ … فقد غيرها الزمن
انقطع حبل افكاره دخول زينه التي سبق دخولها صوت طرقاتها الخفيف علي الباب و …
زينه صباح الخير يا جدي … صاحي بدري لوحدك يعني
عبدالعزيز صباح النور يا بتي … ومين جاله نوم بس
صمتت زينه للحظات ثم ابتسمت في خبث لتقول …
زينه اكيد الضيوف دول حيرةوك مكنش لازم اسيبهم يقعدوا في الاوضه اللي جمبك عشان مايحيرةوش نومك
عبدالعزيز اوضة ايه اللي جمبي
زينه الاوضه اللي انتي محرج علينا ان محدش يدخلها …وياما اترجيتك اني اقعد فيها عشان ابقي جمبك وانت ماوفقتش
هب عبدالعزيز من علي فراشه والڠضب يتطاير من عيناه لتسنده زينه التي سرت تلك الوقيعه التي القت بها بين الاب وابنته قلبها واخذته متجهه الي الغرفه ليفتحها ويدلف الي
الفصل السابع والثامن
_
في هذه الاحيان كانت هدير تؤدي فرض الصلاه وانهته لكنها لم تنطق ببنت كلمه فقط ابتسمت بهدوء وحركت رأسها لهم مشيره انها ستخرج من الغرفه لتتركهم علي راحتهم …. ثم فتحت الباب لتجد زينه تقف امامه فتحرج الاخيره من الامساك بها بالجرم المشهود فتخرج هدير من الغرفه وتغلق الباب عليهم فتركتها زينه وسارت بعيدآ عن الغرفه ولكن تتبعتها هدير حتي وصلا الي غرفتها الخاصه فسألتها….
ورد انتي ماشيه ورايه ليه .
نظرت هدير لها باستفهام قائله ..
هدير عايزه بس اسألك هي دي عاده عندكم هنا انكم تتصنتوا علي غيركم ولا من ضمن الحاجات اللي ما اتعلمتيهاش انك تحافظي علي خصوصيه الناس
صمتت زينه للحظات ثم اردفت قائله بتكبر وغرور قائله …
زينه في الحب والحړب كل شئ متاح
تعجبت هدير كثيرآ من كلمات زينه الاخيره فقالت …
هدير بس احنا مفيش بينا لا حب ولا حرب
زينه اللي بينا مش اقل من حرب
هدير حرب ..
_
زينه اكيد…ناس اتطفلوا علي حياتي وجايين يسرقوا مني بيتي وجدي لازم يكون بيني وبينهم حرب
هدير بس دا بيتها هي قبل مايكون بيتك ودا ابوها قبل مايكون جدك
زينه بس كل ده بقي ملكي انا دلوقتي …ومش هسمح لأي حد انه ياخده مني .. ماهو مش معقول بعد الوقت اللي قديته في خجرح بسيطة راجل كبير وعجوز اطلع كده من المولد بلا حمص
هدير دا انتي بتخططي من زمان بقي
زينه اكيد طبعآ … اومال ااكل واشرب وادي الدوا واهتم واطبطب وادادي واستحمل قرفه كده بلوشي … شفقه واحسان
يعني
اشمئزت هدير كثيرآ من كلمات تلك الفتاه التي يتحكم فيها حب الماده بشكل كبير فقالت …
هدير بس حبه
—
ليكي المفروض يكون عندك احسن من اي شئ تاني ويغنيكي عن الفلوس اللي بتفكري فيها دي … دا كفايه انه من حبه فيكي بيعاملك وكأنك بنته
_
زينه والحب يسوى ايه في الزمن ده
هدير يساوي كتير … كتير اوي كمان … الحب ده نعمه من عند ربنا بيمن بيها علي عبده عشان يقدر يعيش حياته بشكل كويس … لان الحب لما بيملا قلب الانسان للي حواليه بيحسن من سلوكه وافعاله … بيحس بغيره … بيعطف علي الصغير وبيساعد الفقير ويطبطب علي الموجوع و …
وهنا قاطعتها زينه ساخره من حديثها …
زينه بلاب بلاب بلاب … كلام فارغ … وشعارات محفوظه … محاضرات الدكاتره بيقولوهالنا في الجامعه عشان يضيعوا وقت المحضرات واحنا بنجريهم اصل بصراحه الكلام جرح بسيطه خفيف اكتر من كلام الكتب … ودلوقتي بقي اتفضلي اخرجي من اوضتي اصلي مشغوله … امممم … مش هخبي عليكي بفكر في خطه جديده عشان اخلي جدي يطردكم من هنا قبل ما قلبه يحن
خرجت هدير من غرفة زينه وفي قلبها تشب النيران أثر ما سمعته من تلك الفتاه نظرت الي غرفة هند فوجدتها ماذالت مغلقه فتسائلت تري الي اين تذهب فهبطت علي الدرج وقالت في نفسها لما لا تخرج الي حديقة المنزل لبعض الوقت …. خرجت هدير لتسير وهي تفكر فيما يدور حولها من امور غريبه لتلمح شهاب الذي ماذال نائمآ في علي الكرسي فتذكرت الحديث الذي دار بينهم ليلة الامس تذكرت كم قست عليه ووجهت له الكلمات الجارحه فهي تضع له الاعذار بحجة الظلم الذي تعرضت له عائلته بأكملها علي يد والدها … فكرت كثيرآ قبل ان تدنو منه ولكنها فعلتها واقتربت رويدآ رويدآ حتي وصلت اليه … وقفت للحظات تتأمل هدوء ملامحه كانت هذه المرة الأولى التي تكون قريبه منه الي هذا الحد دون ان يكون بينهم اشتباكات كلاميه تعكر صفو لقائتهم … جلست علي الكرسي الذي امامه يجاوره لدقايق حتي استيقظ من تلقاء نفسه فوجدها تجلس بجانبه ففزع من نومته وهب واقفآ لېصرخ بها قائلآ …
شهاب انتي ايه اللي جابك هنا … امي جرالها حاجه
هدير طنط هند بخير بس جدك معاها وانا سيبتهم لوحدهم شويه
هدأ شهاب قليلآ وجلس وهو يردد …
شهاب استرها يارب
اما هنا كان محمود و حسناء وآمنه يجلسون علي طاولة الطعام يتناولون الفطور في صمت تام وكلآ منهم لا ينظر الي الآخر حتي لتمر الدقائق ويقف شهاب حاملآ جاكيت بذلته بيده و …
_
محمود يلا انا ماشي عايزين حاجه
آمنه انشاله تسلم ياحبيبي
حسناء لو سمحت يا محمود ابعتلي عربيه بالسواق النهارده
محمود هتخرجي النهارده ولا ايه
حسناء ايوه ان شاء الله ناويه اروح لمحمد
صمت محمود للحظات ثم قال …
محمود وقت ما تجهزي اتصلي بيا وانا ابعته ليكي علي طول
ثم خرج من المنزل وتركهم لتنظر آمنه لها بغيظ قائله …
آمنه ايه اللي انتي عملتيه ده
حسناء خير يا ماما انا غلطت في حاجه ولا ايه
_
آمنه يبقي كتب كتابك عليه امبارح والنهارده تروحي تزوري المدافن … ايه الفال الۏحش ده
حسناء لو سمحتي يا ماما مش كده …
لتبدأ نبرات صوتها في التعالي و …
حسناء كل شويه تفكريني اني وافقتك واتجوزت … كل شويه توجعي قلبي بالعمله السودا دي … ايه انتي مابتزهقيش … قولنالك 1000مره انا ومحمود اخوات … انا هفضل مخلصه لمحمد طول عمري … انا مش معترفه بالجواز ده .. انا وافقت بس عشان ارضيكي .. ماتتوقعيش مني اكتر من كده …لان خلاص انا فاض بيا ومستحيل هسمح لحد انه يكون مكان محمد حتي لو اخوه
ثم هبت حسناء من علي المائده وهي في قمة ڠضبها وتخرج من المنزل هي الاخري تاركه آمنه خلفها وهي تتحسر علي تلك الحاله التي وصلت اليها ابنة شقيقتها والتي هي بمثابة ابنتها ولذلك تحلم لها بحياه هنيئه وسعيده ولكن دائمآ ما تآتي الامواج بما لا تشتهيه السفن …وهنا كان عبدالسميع يتجول في غرفته ذهابآ وإيابآ وهو يزفر في ضيق شديد ورئيفه تجلس علي الفراش وهي الاخري في حاله من الڠضب فتقول …
رئيفه تانك رايح جاي كتير اكده …
عبدالسميع ابنك جه رمالنا المصېبه ومشى
رئيفه يبجي تجعد وتخلينا نفكر في طريجه تطفش اختك من اهنا باسرع وقت … وبعدين يعني انا ولدي ذنبه ايه …. يجولهم لاه ماتجوش
عبدالسميع انتي عارفه يعني ايه هند ترجع بعد السنين دي كلها ومعاها راجل جد الحيط كيف ما هشام بيجول …ده معناته ان ابوي هيديها حقها اللي وزعه عليا انا وجمال قبل سابق ومش بس اكده … ده هياخد نصيبها بارباحه يعني اضعاف مضاعفه
رئيفه أنت ماسمعتش حديت ولدك زين … هو جال ان ابويا الحاج مااتكلمش مع هند واصل وعاملهم وكانهم ضيوف
_
عبدالسميع انتي اللي باينك انضبيتي في عقلك ونسيتي ان ابويا بيحب هند جوي … وماهيستحملش انها تبجي جدامه ومايكلمهاش كتير
رئيفه ومين جالك اننا هنخليها تفضل جدامه كتير … احنا نعملوا اي فرتينه بيناتهم ونطفشوها
انهت حديثها وابتسمت بخبث ليبادلها عبدالسميع نظرات الخبث وهز رأسه بطريقه توحي ان الخطط بدأت في رسم طريقها اليه … اما هنا علي الصعيد الاخر كان مجدي يجلس مع والده جمال الذي كان هو الابن الاصغر في عائلة عبدالعزيز ووالدتها ساميهوشقيقته رحمه ليقول جمال الفرحه ترقص في عيناه …
جمال انت بتتكلم جد يا مجدي … هند اختي رجعت البلد
ساميه شكلها ايه يامجدي … اكيد لسه زينه وكيف القمر زي زمان
مجدي ايه ده هو انتوا مازعلتوش
ساميه نزعل كيف يعني …
هنا قاطعها جمال قائلآ بحب …
جمال كيف ازعل ان هند رجعت يا ولدي … هند دي الحبيبه اللي محدش يملا مكانها واصل … اختي الصغيره اللي ربيتها علي يدي
رحمه هو انت بتحب عمتوا اوي كدا يا بابا
_
جمال واه … ايه الاسئله الماسخه دي … فيه اخ مايحبش اخته … شوفتي مجدي هيحبك جد ايه انا هحب هند جد اكده يجي مليون مره
رحمه انا نفسي اشوف عمتوا دي اوووي
جمال هنكمل فطورنا ونروح نشبعوا منيها
مجدي بس فيه مشكله يا حج
جمال جدك صوح
مجدي رفض يتقبلها وقالهم ان مالهمش عنده غير حق الضيافه بس لحد ما الفرح يخلص
جمال جدك هو كمان هيحب هند جوي وفي الوجت ذاته اللي حوصل زمان مأثر فيه … جلبه هيجسي عليها شويه وبعد اكده ماهيستحملش وهيحنلها
ساميه تصدج ياجمال … هند وحشتني جوي … الكل كان هيحبها من حديتها الزين ومعاملتها الطيبه
رحمه انتي كنتي تعرفيها يا ماما
ساميه مش بنت بلدي يارحمه … كنا نتلم كل يوم عند واحده منينا ونجعد ياما سوا
_
رحمه ازاي يعني يا ماما احكيلي
ساميه زمان الناس كانت غير دلوجتي يا بتي … كان الخير ماليهم واللي في بيتك هو اللي في بيتي ولو معنديش لجمة عيش هدخل جوا بيتك اخدها من غير اذن … فجير
او غني مفيش فرق … كنا احنا البنته صغار ومن سن بعض … اللي عندها 12سنه واللي 13 واللي
—
واكبر واحده فينا 16 سنه … كنا نجوم من الفجر نصلي وكل واحده فينا تجوم بشغل دارها … غسيل وكنس وطبيخ
رحمه ياه يا ماما وانتوا صغيرين كده
ساميه كانوا اهالينا يطلعوا الغيطان يفلحوا فيها … الراجل ومرته واجفين في ضهر بعض ويساعدوا بعض في كل حاجه وحتي العيال الصغيره الولاد يروحوا يفلحوا في الارض والصبابا يشتغلوا في البيت … المهم كنا نخلص شغل دارنا واللي تخلص الاول تروح للتانيه تساعدها ولو واحده فينا عندها خبيز ولا غسيل نتلم كلنا عندها ونجعد نحكي ونتحاكى ونساعد بعض
رحمه الله يا ماما … حلوه اوي الاجواء دي
جمال هههههه وهو ده كان سبب جوازي من امكم
مجدي ازي بقي
_
ساميه لأ بجي … بكفايه لحد اكده … هند تجولكم
هبت رحمه من مكانها قائله …
رحمه انا هطلع البس عشان اروح لعمتي
جمال هنروح كلنا يلا يا حجه ساميه اجهزي
دلف محمود الي مكتبه والحزن الشديد يبدو عليه ليجلس علي المكتب ويبدأ في الحديث مع نفسه قائلآ …
محمود اومال انت كنت فاكر ايه … ومنتظر منها ايه … مستنيها تحس بيك .. توافق عليك جوا حياتها … طب ازاي … انت زي اخوها … مش اكتر … وهتفضل طول عمرك كده بالنسبه ليها مش اكتر من صفر علي الشمال
اما عن حسناء فظلت تسير في الشوارع والطرقات كثيرآ حتي وجدت نفسها تقف امام منطقه القپور فدلفت اليه لتجلس امام قبر حبيبها محمد وتشرع في البكاء قائله …
حسناء سيبتني ليه يا محمد .. انت عارف اني اضعف من انك تبعد عني .. اضعف من اني اعيش من غير ماتكون جمبي .. اعمل ايه واروح فين .. انا بقيت زي التايهه … نسيت طريقي .. مستقبلي كله كان مبني عليك .. ولما مشيت وسيبتني كل حاجه ضاعت
مدت هند يدها لتمسح جرح بسيطوعها بعد ان افرغت كل ما في قلبها وسردت كل ما حدث معها لأبيها لتبرئ زوجها من اټهامات والدها له ولكنه فعلت ما كان متوقعآ … فقد غرزت سكينآ في قلب ابيها … وقف بصعوبه متكئآ علي عصاته … كان غرضه ان يقترب من هند ويقبل رأسه عسى ذلك يهدأ من نيران قلبه فأنجرفت من عيناه هو الأخر جرح بسيطعة حاره حړقت اعماقه فتمتم بحزن وأسى قائلآ …
عبدالعزيز يبجي مين ولد الفرطوس ده وانا هجيبلك حجك منه
_
هند وكفي بالله وكيلآ … ربنا جابلي حجي منه وهو في السچن دلوجتي
عبدالعزيز ليه ماجتليش من زمان يا هند … استنيتك كتير جوي … وفتشت عنك في كل مكان
هند كنت مريضه … چثه هامده مابتتحركش … مكنتش حتي بتكلم
لم يحتمل عبدالعزيز اكثر من ذالك ليقع علي الارض مغشيآ عليه أثر ما سمعه من ابنته وما مرت به من احزان والام … لتصرخ هند مناديه عليه ولكنه لم يجيبها حاولت ان تنهض من فراشها ولكن هيهات ان تستطيع سمعت زينه صوت صړاخها فتوجهت الي الغرفه مصدر الصوت فوجدت عبدالعزيز ملقيآ علي الأرض …توجهت اليه وحاولت ايقاظه ثم وقفت للحظات تشاهد المنظر وتفكر ولكن سرعان ماخطرت الفكره علي بالها ان تستغل الموقف وتنادي علي الابن الاكبر عبدالسميع الاكثر كرهآ لهند … فكل ما عليها الان ان تحضره ليري بعينه هذا الامر فقط وسيكون كفيلآ بان يزيد حيرةه تجاه شقيقته التي عادت لتؤدي بحياة ابيه … سمع شهاب وهدير صوت صړاخ هند فملأ قلبهم الخۏف والحيرة فتوجها مسرعين داخل الدرج وحينما كانا يصعدا الدرج كانت زينه تهبط عنه فنظر لها شهاب متسائلآ …
شهاب فيه ايه … ايه الصويت ده
زينه جدي وقع من طوله وانا رايحه اجيب هشام او مجدي عشان يشيلوه
ثم تركتهم وخرجت من المنزل فأكملا طريقهم حتي وصلا الي غرفة هند ليصجرح بسيطا بما يرون كان عبدالعزيز علي الارض ماشيآ عليه وهند تقف بجواره في محاوله منها ان ترفعه او تنجح في امر ايفاقته … تسمر شهاب في مكانه حين رأى والدته وهي تقف علي قجرح بسيطيها سليمة معافيه فدلفت هدير لتساعدها ظلت تناديه وأخيرآ أنتبه لها و …
هدير شهاب انت واقف كدا ليه … ساعدنا
نظر شهاب الى هند متسائلآ …
شهاب انتي بتمشي يا امي
_
نظرت هند الي نفسها وايقنت حقآ انها قد شفيت … نعم حبها لأبيها ورغبتها في الاطمئنان عليه كانا كفيلان ان يجعلاها تتغلب علي مرضها وعجزها ابتسمت بفرح ونظرت لأبيها فتذكرت ما يعانيه الان فقالت بفزع …
هند الحق جدك يا شهاب … انا ماصدقت انه سامحني
انتبه شهاب الي هول المنظر فاسرع متجهآ اليهم ثم حمل جده بين ذراعيه بعد بعض المعاناه ووضعه علي الفراش ….امسك هاتفه ليهاتف احد ابناء اعمامه فتذكر انه مغلق فزفر في ضيق من الامر … خرجت هدير من غرفة هند وتوجهت الي غرفة عبدالعزيز المجاوره لغرفة هند … احضرت زجاجة عطر مع
الادويه الخاصه به وبدأت في قرائتها ومعرفتها جيدآ … وعرفت مايعاني منه عبدالعزيز … جعلته يستنشق بعضآ من العطر ثم ارغمته علي ارتشاف الماء وتناول الدواء … ثم امسكت يديه وبدأت بعمل مساج لهما … كل ذلك وهند تبكي وهي تنظر الي وضع ابيها الحبيب وشهاب ينظر الي والدته التي تعافت بالكامل … دلفت زينه الي عبدالسميع ورئيفه قائله …
زينه الحقني يا عمي
فزع عبدالسميع وقال ..
عبدالسميع ايه يابت يازينه فيه ايه
زينه جدي وقع من طوله
عبدالسميع ايه اللي انتي بتطوليه ده
زينه هو ده اللي حصل … كان پيتخانق مع عمتي هند وفجأه وقع ومحطش منطق
_
رئيفه يالهوي … اختك جت مـ,ـوتت ابوك علي طول اكده …طول عمرها و جدامها ججرح بسيط الشوم علينا
خرج عبدالسميع مسرعآ ليذهب الي ابيه وبينما كان في طريقه تقابل مع عائلة شقيقه جمال و …
جمال صباح الخير يا خوي
عبدالسميع هيجي منين الخير طول ما اختك دي عايشه
جمال ليه كده يا عبدالسميع … انسي الماضي بجي … دي اختنا من لحمنا وجرح بسيطنا
عبدالسميع كانت اختنا … جبل ماتجيبلنا العاړ وتحط راسنا في الطين
جمال هي اتجوزت علي سنة الله ورسوله … واحنا ماصدجنا انها رجعت عشان نتلم تاني علي بعض
عبدالسميع لاه هي رجعت عشان ټموـ,ـت ابوك
جمال ايه اللي انت بتجوله ده
في هذه الاحيان كانا قد وصلا الي غرفة هند و …
_
عبدالسميع اللي بجوله ده هو الصوح … احنا وصلنا اهو هتدخل تلاجي ابونا مرمي علي الارض زي ما زينه بتجول
زفر مجدي في ضيق قائلآ …
مجدي زينه تاني
اما جمال فتقجرح بسيط ودلف الي الغرفه ليجد هند تجلس علي الفراش بجانب ابيها الذي عاد من اغمائته كي يأخذ ابنته بين احضانه فأبتسم جمال وتوجهه اليهم قائلآ…
جمال الحمدلله علي السلامه ياغاليه
تهللت أعين هند لرؤية شقيقها الحبيب فهبت من علي الفراش واقفه علي قجرح بسيطيها لترتمي بين أحضان شقيقها بين زهول كل من دلف الي الغرفه مؤخرآ فجميعهم علي درايه بأنها وقبل بضعة ساعات
قليله كانت قعيده علي كرسيها المتحرك ولكنها لم تبالي لزهولهم وانتقلت بينهم واحدآ تلو الاخر بين تحيه واحضان وقبلات حتي
—
وصلت الي شقيقها الاكبر عبدالسميع ولكنه عاد الي الخلف خطوتين وآبى ان يمد يده لها وقال بجبروت وقوه ..
عبدالسميع انتي ايه اللي جابك اهنه … نسيتي انك مالكيش مكان وسطينا
_
هند عبدالسميع … اخوي … ماتجساش عليه اكده … احنا اخوات ومصيرنا مردودين لبعض
عبدالسميع لاه ياهند … انا ماعنديش غير اخو واحد بس … انتي مېته … من زمان جوي كمان
ثم وجهه نظره الي ابيه قائلآ …
عبدالسميع وانت كيف تسامحها اكده .. لاه وكمان مجعدها في احتضانك … ايه يا بوي نسيت عملتها السودا اياك … ولا مفكر انه لجل ما هي رجعت يبجي خلاص … اللي فات انتهي …
تنهد عبدالعزيز بتعب قائلآ …
عبدالعزيزخلصت حديتك الماسخ ده …اسمعني يا ولدي … العمر معدش فيه بجيه … خلاص ياولدي … كام يوم مش هنضيعهم في الكره والبعد عن لحمنا وجرح بسيطنا … هند مهما كان هي بتي … وانتوا التنين اخوات
ثار عبدالسميع وصړخ قائلآ ..
عبدالسميع لاه يا بوي … خيتي ماټت يوم ماهربت .. وانا وانت وجفنا كتفنا في كتف بعض وخدنا عزاها سوا … ومانجسش الا الچثه اللي تتكفن وتدخل المجبره
جمال تجصد ايه ياخوي
اخرج عبدالسميع مسدسه ووجهه الي رأس شقيقته قائلآ …
_
عبدالسميع اجصد ان المجبره مستنياها ياجمال
في هذه اللحظه هرول شهاب ووقف امام والدته وامسك المسډس عن رأسها ووضعه علي رأسه هو وقال …
شهاب عشان تقدر توصلها لازم تعدي عليا انا الاول … ولو كانت مقبرتكم في انتظار حد من رحة امي انه يدخلها فانا اولى بالموضوع ده …اما بالنسبه لموضوع العاړ اللي انت بتقوله ده فانا امي اشرف من اي مخلوق يتجرأ ويقول عليها كلمه … هي ماغلطتش .. هي اتجوزت ابويا علي سنه الله ورسوله وعاشت معاه في الحلال
شعر عبدالسميع ان يقف امام خصم قوي وحتمآ لن يستطيع ان يتحداه في الوقت الراهن امام الحاضرين فجميعهم ليسوا بصفه فسحب سلاحھ وتراجع خطوه واحده الي الخلف قائلآ …
عبدالسميع انت مفكر انك اكده بتحميها مني اياك … لاه واذا كنت جدرت تجف في وشي المره دي فانت ماهتجدرش تجف المره الجايه … امك جابتك وجت اهنه وهي ماتعرفش انها جابتك للمۏت … وان مش انا بس اللي واجفلكم وفي يدي مسډس
نظرت له هند پحيرة وحيرة كبيران قائله …
هند مۏت .. تقصد ايه
عبدالسميع عيلة الرواي بتدور عليكي بجيلها اكتر من 30 سنه .. وكل راجل في يده سلاح … وبمجرد ما هيشموا خبر انك جيتي ومعاكي ولدك … هيجتلوكم ويغسلوا عاړنا وعارهم
ثم تركهم عبدالسميع بعد ان قڈف قنبلته عليهم لتلفت انتباههم الي تلك المعضله التي لم ينتهوا لها من قبل … تحرمت هند بضعة خطوات وهي شارده في كلمات شقيقها الاخيره لتتمتم بخفوت قائله ..
هند التار ….العاړ … المۏت … ابني هيروح مني .. لا .. مستحيل .. مش هسيبهم ياخدوه مني
_
وهنا تعالت اصوت صرخاتها لتقول في وسط بكائها …
هند انا لازم امشي من هنا
ثم وقفت وصارت متوجهه الي شهاب قائله ..
هند يلا … يلا ياشهاب نمشي من هنا .. انا مستحيل اقعد لحظه واحده هنا … انا مش مستغنيه عنك يا حبيبي
جمال ماتخفيش ياهند … انا ماهسمحش لحد انه يأذيكم واصل
هند لا يا جمال … انا مش هقعد هنا واحط ايدي علي خدي واقوا يا تري ويا عل تري … انا هاخد ابني وامشي من هنا
عبدالعزيز اسمعيني يا بتي …انتي هتجعدي اهنه في حما ابوكي … ومحدش هيجدر يجربلك
نظرت الي شهاب في انتظاره ان يتجاوب معها ولكنه ظل محتفظآ بالصمت فصړخت به …
هند انت ساكت ليه … اتكلم
شهاب عايزاني اتكلم اقول ايه يا امي … انا ماصدقت اشوفك واقفه علي رجلك تاني … فرحتك وانتي في حضڼ جدي وسعادتك انك وسط عيلتك … انا لو ھمـ,ـوت واقجرح بسيط حياتي تمن لسعادتك …. مستعد لكده
_
هند بعد الشړ عليك يا ابني
عبدالعزيز ان شاء الرحمن مش هتوصل للمۏت يابتي
تنهدت هند بأسى قائله بإيمان كبير …
هند يارب … انت اللي عالم بحالي
اما هنا وصل عبدالسميع الي حيث تجلس رئيفه وزينه اللواتي كانا يجلسان علي احدى الارائك في باحة منزله ذهب اليها و ..
رئيفه ايه اللي حوصل … صوت صريخكم كان جايب لاخر البلد
زينه وايه الزحمه اللي فوق دي … احنا جينالكم لقينا الزحمه رجعنا هنا تاني
لم ينطق عبدالعزيز ببنت كلمه واكتفى ان يستمع لهم فقط لتناديه رئيفه …
رئيفه جرا ايه يا راجل … هنفضل نتحدت معاك وانت ما معبرناش اكده
عبدالسميع عايزه ايه يارئيفه
_
رئيفه عايزه اعرف ايه اللي حوصل
عبدالسميع حوصل اللس احنا خايفين منه يا رئيفه … هند رجعت وجدرت انها في يوم واحد بس تخلي ابوي يسامحها .. واخوي جمال وعيلته كلتها واجفين معاها … وولدها اللي اسمه شهاب ده واجف في طريجها وكانه أسد
صجرح بسيطت زينه بسبب الكلمات التي قالها عبدالسميع والتي تؤكد ان كل خططها كادت ان تذهب مع الريح فكادت ان تتحدث ولكنها قالت في نفسها ان الافضل لها ان تصمت الان ولا تخسر فرصة وجودها في المنزل اما رئيفه فأنتظرت حتي انهى زوجها كلماته لټتصرف غير لائق علي صدرها وتقول نادبه حظها …
رئيفه يانهار اسود … ايه اللي انت بتجوله ده … وانا اللي مفكره انها مش هتكمل اليوم ده اهنه …اتاريها جعدت وربعت رجليها
وهنا وجهه عبدالسميع نظره الي زينه قائلآ …
عبدالسميع انتي مش جولتي انها مايتتحركش … وكمان جولتي انها جاعده علي كرسي متحرك
زينه ماهي دي الحقيقه
عبدالسميع حجيجه كيف يعني وهي هتمشي فوق اهي كيف القرد
زينه معقول … طب ازاي .. انا شايفاها بعينيه دي وهي قاعده علي الكرسي المتحرك ووابنك بنفسه شالها طلعها للاوضه بتاعتها فوق
رئيفه سيبكم من الحديت الماسخ ده … وفكروا في طريجه تغورها من اهنه هي وولدها
_
زينه ومرات ابنها اللي ماتتسماش دي … باين عليها انها مش سهله خالص
عبدالسميع عيلة الراوي
رئيفه تجصد ايه
نظر الي زينه متسائلآ …
عبدالسميع حد عنده خبر بوجودهم اهنه
زينه مااعتقدش لانهم جايين من امبارح بالليل متأخر وزي ما انت شايف اهو ماحدش منهم موجود
عبدالسميع خبر وجودهم لازم يوصل لعيلة الراوي
رئيفه احنا اكده نبجي بنصحي الحكايه الجديمه
عبدالسميع الحكايه دي هي اللي هتخلصنا منيهم وتحافظ علي فلوسنا
رئيفه دي بسيطه جوي … الخجرح بسيط بمجرد مايعرفوا الجصه هينشروها في البلد … والكلام هيوصل ليهم
_
عبدالسميع ودي بجي مهمتك يا زينه … تجعدي مع الخدامه بتاعتك وتحكيلها كل حاجه وسيبوا باجي الجصه عليها وعلي عيلة الراوي وهما هيخلصونا منيهم
استنونا الفصل الجاي بقي
الفصل 8
انقضى اليوم سريعآ بين فرح وسرور بعضهم وحقد وكره البعض الاخر جاء الليل لتجلس العائله بأكملها علي طاولة الطعام لتناول العشاء حيث كان عبدالعزيز يترأس المنضده وعلي جانبه الايمن يجلس جمال وعائلته وعلي جانبه الايسر تجلس هند وعائلتها
ومن بين ضحكات الجميع تحدثت ساميه قائله …
ساميه يازين مااخترتي يا هند … مرت ولدك كيف الجمر
نظر كلآ من شهاب وهدير
—
بعضهم الي بعض لتنظر هند الي هدير مبتسمه بحب لتقول …
هند هدير دي بنتي اللي مخلفتهاش
_
ساميه ربنا يسعدهم مع بعض ويكرمهم الخلف الصالح
ابتلعت هدير ريقها وهي تحاول ان تستوعب الكلام فتحدثت رحمه ….
رحمه عمتوا انا عاوزه انام عندك النهارده
نظرت هدير الي هند في انتظار ردها ليتحدث جمال…
جمال ايه ده يا رحمه … عيله صغيره انتي اياك … تهملي اوضتك وبيتك وتجرفي عمتك في نومتها
رحمه يا بابا انا عاوزه انام معاها عشان انا حبيتها اوووي وعايزه افضل معاها اطول وقت ممكن ونسهر سوا نتكلم كتيييير
وهنا دلفت اليهم هاجر مع اخيها هشام قائله بمزاح …
هاجر ياسلام بقي يا ست رحمه … هي يعني عمتوا معندهاش شغلانه غيرك … وانا روحت فين
وهنا تعالت اصوات ضحكات الجميع بينما نظر مجدي اليها بحب وهيام كبيران لتتوجهه هاجر جدها لتلقي عليه التحيه وتقبل يده ثم تلقي السلام علي البقيه ثم تتوجه الي عمتها هند لتضمها قائله …
هاجر انتي بقي سيبتك للأخر عشان ليكي اكبر نصيب من السلامات
_
وبعد التحيات والقبلات واظهار الحب جلست هاجر وهشام علي المائده و…
هاجر خلاص بقي يا عمتوا اتغقنا صح
هند اتفقنا علي ايه ياقلب عمتوا
هاجر انا وانتي ورحمه نسهر طول الليل سوا … صح يارحمه
كانت رحمه تجلس معهم ولكن بالها وتفكيرها ليس معهم … كانت تسترق النظر الي هشام الذي لطالما احبته وعشقته ولكنه لم يكلف نفسه عناءآ وسأل عن حالها حتي …وبعد لحظات انتبهت الي صوت هاجر التي تحدثت مازحه …
هاجر دا واضح ان رحمه مش معانا خالص
رحمه لا انا معاكم اهو فيه ايه
هاجر بقولك ايه رأيك نقضي الليله انا وانتي وعمتوا سوا
رحمه موافقه طبعآ بعد اذن بابا
جمال موافج طبعآ يابتي … ماده بيتك بردك
_
هاجر انا بقي خدت الاذن من ابيه هشام وموافق
نظر لها مجدي وتصنع الڠضب قائلآ …
مجدي بس انتي ماخدتيش اذني … وانا مش موافق
جمال وهي تاخد اذنك ليه
هشام انا اخوها ووافقت
مجدي الله هو انا مش المفروض جوزها والمفروض تستأذني
عبدالعزيز وانا جدها وبجول انها هتبات اهنه النهارده … وكلامي يمشي عليك وعلي ابوك
جمال كلامك علي راسي يابوي
مجدي يعني مش هعرف افرض سيطرتي دلوقتي
هشام ماتستعجلش كده ياسيدي كلها ايام وتفرض سيطرتك براحتك … سيبني انا بقي افرضها اليومين دول
_
قالت هند مازحه …
هند ما انت هتفضل تفرضها برده … بس بدل ما تكون علي هاجر هتبقي علي رحمه
سيطر الصمت للحظات علي الجميع لادراكهم انه مرغمآ علي هذا الزواج لتقول هاجر بغرض انقاذ الموقف …
هاجر طب سيبكم من السيطره والمواضيع دي وخلونا في المهم وقولولي
هند نقولك ايه
هاجر مين اللي طابخ الاكل ده
ساميه انا وعمتك
هاجر انا قولت كده برده … اصل مفيش ولا واحده من الخجرح بسيط تعرف تعمل اكل بالحلاوه دي
هند الف هنا علي قلبك يا حبيبتي
ساميه مالك يا هدير يا بتي ساكته ليه
_
انتبهت هدير التي كانت شارده تمامآ ان الحديث موجه لها فقالت …
هدير اقول ايه بس يا طنط
ساميه اي حاجه المهم نسمع صوتك
هدير هو انا ممكن اسأل سؤال
ساميه اتفضلي يابتي
انتبه لها شهاب واصنت لها جيدآ بغرض ان يعرف ماذا يجول في خاطرها فقالت …
هدير انا شايفه ان حضراتكم مقسومين لنصين … النص الاول اللي هو الشباب ولفت انتباهي ان هنا متحضرين ومنفتحين جدآ
عبدالعزيز تجصدي ايه يابتي
هدير حضرتك انا اقصد اني لما عرفت اني جايه الصعيد كان في بالي اني هقعد في بيت بالطين مثلا مافيهوش اي نوع من الرفاهيه … ناسه بيتكلموا الصعيدي المكلكع اللي مابيتفهمش نصه … بيلبسوا جلاليب وعبايات … كلامهم كله جد ومفيش لا هزار ولا ضحك … كل الكلام ده احنا بنشوفه علي التلفزيون ودي فكرتنا عن الصعيد بس لما جيت هنا لقيت حاجات مختلفه خالص … حضرتك يعني يا جدي في البدايه تبان قاسې جدآ بس طلعت مفيش اطيب منك في الدنيا … بيتكم ماشاء الله مصمم وكأن مهندس ديكور هو اللي عامله … وفيه كل وسائل الرفاهيه وعلي أعلا مستوي … هشام ومجدي وهاجر ورحمه بيتكلموا وكأنهم عايشين في مصر ..متحضرين جدآ .. لبسهم شيك جدآ وكأنه علي احدث موضه … حتي البنات متعلمه تعليم عالي ومهتمين بنفسهم وثقافتهم في حين ان حضراتكم الكبار في العيله متمسكين باللهجه الصعيدي … ومتمسكين جدآ بالعادات التقاليد وكلمة حضرتك بالذات بتمشي علي الكبير قبل الصغير فارض سيطرتك علي الكل
ابتسم عبدالعزيز وقال بهدوء …
_
عبدالعزيز هفهمك انا يا بتي … الكلام اللي انتي جولتيه ده صوح … ومن حجك تحتاري اكده … التلفزيون هو اللي صورنا اكده … هما عاوزين صورتنا تبجي اكده … صوح احنا متمسكين بعادتنا وتجاليدنا وبنطبقها كيف ماتكون سيف علي رجابينا بس بردك عندينا عقل وبنفكر بيه … وجلب بنحب بيه كمان … وفينا الزين وفينا العفش … فينا اللي عنده عقل ويجدر يفرج بين الصوح وبين الغلط وفينا كمان اللي عقله سم ومايفكرش غير في الخړاب والجتل والجرح بسيط … وكيف ما انتي شايفه اهه … ولادنا متعلمين ومتحضرين كيف مابتجولي …وخلجاتهم لايجه علي سنهم …وبيتحدتوا كيف ماانتي بتتحدتي كمان ده لانهم اتعلموا في مصر ام الدنيا … وكل واحد بيشوف الدنيا بعيونه هو … احنا الكبار اتربينا اهنه وشيلنا تراب الارض دي علي كتافنا … وصوناها ورعيناها بعيونا ولحد دلوجت لستنا بنفتخر بأننا صعايده وبنصون اصلنا لجل ما يصونا يابتي
ابتسمت هدير بتفهم قائله …
هدير ياااااه يا جدو …كلامك جميل اوي وبسيط … طالع من عقل كبير لانسان فاهم الدنيا من حواليه ماشيه ازاي …. بجد استمتعت بوجودي وسطكم
عبدالعزبز ربنا يبارك فيكي يا بتي … زانا ماهنسلكيش جميلك عليه واصل … لولا لحجتيني كان زماني ماجاعدش وسطيكم دلوجت
الجميع ماتقولش كده ياحج … ربنا يديك طولة العمر
انهوا جميعآ طعامهن لينتقلوا الي غرفة الجلوس ليستأذن شهاب منهم ان يخرج للحديقه ليستنشق بعض الهواء ليذهب معه هشام ومجدي وتجلس الفتايات بجوار بعضهم البعض و …
هاجر قوليلي صحيح ياهدير انتي بتشتغلي
هدير مذيعة علي قدي كده
هاجر ايه ده بجد
هدير اه والله بجد
_
رحمه بس انا ماشوفتكيش في التلفزيون قبل كده
هدير ما انا مذيعة راديو بتسمع بس
ساميه برنامجك اسمه ايه بجي
هدير تسمعوا عن برنامج همسات من عالم الحب الصادق
رحمه ايه ده معقول … البرنامج ده بتاعك
هدير انتي بتسمعيه
هاجر طبعا كلنا بنسمعه … دا حتي طنط ساميه كانت بتسمعه معانا
ساميه ايوه صح … يس بجيلك كذا حلجه اكده مابتججرح بسيطهوش والمذيعه اللي بتججرح بسيطه بدالك دي تجيله جوي علي الجلب
هدير هي اسمها ايه المذيعه الجديده دي
رحمه اسمها ريماس تقريبآ
_
هدير اممممم قولتيلي
في هذه الاحيان كانت هند وجمال وعبدالعزيز يتحدثان معآ و …
جمال ماتجلجيش يا هند .. ان شاءالله خير
هند انا كل خۏفي علي شهاب … هو اللي انا طلعت بيه من الدنيا
عبدالعزيز واحنا ماهنجدرش نحمي ولادنا ولاايه
…انتي شيفانا صغار جوي اكده يا هند
هند ماعشت ولا كنت يا بابا بس انا ام … وخۏفي علي ابني متحكم فيا
هم عبدالعزيز
—
بالوقوف لتقف هند وجمال قائلين …
_
هندجمال علي فين يا حج
عبدالعزيز هروح اجعد مع عيلة الرواي .. لازم اوصل معاهم لطريجه نوقف العداوه دي
هند لا يا بابا ماتروحش … انا خاېفه عليك
عبدالعزيز عيب عليكي لما تجولي اكده يابتي .. انتي اهنه في الصعيد مصنع الرجال … احا مانهبش المۏت واصل
هند بس يابابا انا ماصدجت اني رجعتلكم واتلمينا علي بعض
جمال محدش يجدر يتعرضلنا يا هند … خصوصنا اننا هنبجي ضيوف في بيتهم
هند استرها يارب
امسك عبدالعزيز هند من رأسها ووضع قبله علي جبينها ورتب علي ظهرها قائلآ …
عبدالعزيز ماتجلجيش ياهند واجمدي … وبعدين فين الجلب الصعيدي الجوي ولا جعدتك في مصر غيرت جلبك زي ماغيرت لهجتك
ابتسمت هند ومسحت جرح بسيطوعها قائله …
_
هند لاه ياابوي … جعدتي في مصر ماغيرتش حاجه فيه واصل … وجلبي كيف ماكان … جوي ومايهابش من حاجه واصل … بس بيهاب لايخسر حد عزيز عليه …. ربنا معاكم
انصرف عبدالعزيز مع جمال لتذهب هند وتجلس مع البقيه بعد ان رسمت الابتسامه علي وجهها و…
هند بتعملوا ايه يا غاليين
ساميه بنتحدت مع مرت ولدك اللي حديتها كيف العسل دي
رحمه اصل احنا كلنا معجبين بالبرنامج اللي هدير كانت بتقجرح بسيطه
ظهرت علامات التعجب علي وجهه هند و…
هند برنامج ايه
فقالت هدير في محاوله منها لانقاذ الموقف …
هدير ايوه يا طنط البرنامج الي كنت بقجرح بسيطه في الراديو قبل ما اتجوز شهاب
فهمت هند الامر وتظاهرت انها تذكرت وقالت …
_
هند ااااااه افتكرت
رحمه البرنامج ده كان جميل اوي يا عمتو
ظل حديثهم دائر اما هنا دلف محمود الي منزله لتهرول اليه آمنه قائله …
آمنه حسناء فين يا محمود
محمود معرفش … انا ماشوفتهاش من الصبح
آمنه ازاي دي نزلت من الصبح ولسه ماجتش
محمود طب ماقلتلكيش هي رايحه فين
آمنه ابدآ هي نزلت بعد ما انت ما مشيت علي طول وافتكرتها بعتلها العربيه بالسواق
محمود انا استنيتها تكلمني مااتكلمتش فقولت انها اجلت الزياره ليوم تاني … انا هنزل ادور عليها
آمنه وانا هاجي معاك
_
محمود لا خليكي هنا عشان لو جت تتصلي بيا
خرج محمود من المنزل ليبدأ رحلته في البحث عنها … اما هنا دلف عبدالسميع الي الغرفه التي تجلس بها رئيفه مع زينه و …
عبدالسميع ابويا راح لعيلة الراوي لجل ما يتفاوض معاهم
رئيفه وكلهم متجمعين هناك حتي ولادك معاهم
زينه اختك خلت كل الخجرح بسيط اللي في البيت يمشوا ومافضلش حد منهم حاولت اوصل الخبر لعيلة الرواي قبل ما يوصلهم عن طريق جدي معرفتش
عبدالسميع هنعمل ايه دلوجت … ابوي اكيد هيوصل لحل يرضي الجميع لجل ما يحافظ علي حياة هند وولدها
رئيفه وهي كل مصالحه بتحصل بتمشي علي الكل اياك
عبدالسميع تجصدي ايه يا رئيفه
رئيفه اجصد ان الصلح لو حوصل لازمآ هيكون فيه حد ماعيزهوش … وهيتمسك جوي بانه يجتلها … ولو مفيش نكبرها احنا في راس واحد منيهم … ونخليه يجتلها واحنا نكون بعيد عن الجصه
زينه صح كده … وساعتها ترجع الامور للي كانت عليه قبل ماتيجي وكل واحد يتحط في مكانه الطبيعي
_
وفي هذه الاحيان كانوا الشباب يجلسون في حديقة المنزل و…
هشام شايل الهم ليه ياصاحبي
شهاب مفيش حاجه والله … هي بس القصه ملعبكه شويه … والاحداث نازله علي جرح بسيطاغي لحد ما توهتني
مجدي خليها علي الله وكل حاجه هتتحل المهم قولنا بقي … ماجبتلناش سيره يعني انك متجوز
شهاب هي الجوازه بس جت بسرعه وماعملناش حفله ولا حاجه
مجدي تلاقيك من غيرتك عليها ماعملتش فرح … بصراحه من حقك تخبيها من عيون الناس كلها
هشام طيب جهز نفسك بقي لعقاپ هاجر عشان انا هفتن عليك
مجدي دا انت جاسوس بقي
ضحك مجدي وهشام بينما كان شهاب شاردآ في وضعه مع هدير ليأتي الجد عبدالعزيز مع جمال ويقول …
عبدالعزيز تعالو وراي … عندي حديت عايز اجوله في وجودكم
_
الشباب اتفضل يا جدي احنا جايين وراك اهو
دلفوا جميعآ الي حيث تجلس النساء فهرولت هند الي ابيها و …
هند طمني يا بابا حصل ايه
عبدالعزيز انا اجتمعت مع كبار عيلة الراوي ومفيش الا طريطه واحده بس اللي نجدر نوجف بيها المهزله دي
هند ايه هي يا بوي
عبدالعزيز ننفذ حكم التصالح اللي اتحكم علينا بيه من 30سنه فاتوا
ساميه ايه اللي انت بتجوله ده ياحج
هند يعني ايه … حكم زمان ده كان حكم جوازي من واحد منهم
عبدالعزيز هننفذ الحكم بس هيكون جواز اتنين غيركم … عريس من ولادنا هيتجوز بنت العريس اللي انتي سيبتيه زمان
نظروا جميعآ بعضهم الي بعض في تساؤل وعجرح بسيط فهم لتقول هند …
_
هند ازاي وشبابنا هشام ومجدي فراحهم متحدد علي بنات اعمامهم
عبدالعزيز العريس اللي من عندنا يبجي شهاب الدين ولدك ياهند
الفصل التاسع والعاشر
عبدالعزيز العريس اللي من عندنا يبجي شهاب الدين ولدك ياهند وهو اللي هيتجوز بنت حسين الراوي
في هذه اللحظه كانت هدير قد دلفت اليهم وهي تحمل صينيه عليها بعض اكواب العصير ليقع منها كل ما بيدها عند سماع ذلك الخبر فيذهب شهاب مهرولآ اليها ويقول بنبره كلها حيرة وضعف …
شهاب استني ماتقربيش من الأزاز
هدير انا اسفه … مكنش قصدي
هند ولا يهمك يا حبيبتي … كلنا ممكن يحصل معانا كده
ساميه بعدوا يا جماعه انا هجيب الجروف وهلم الجزاز
هدير لا يا طنط انا هروح اجيب الجروف وهلمه
_
تركتهم هدير وتوجهت الي المطبخ وتستند علي الحائط واضعه يديها علي قلبها في محاوله لاستنشاق الهواء ولكنها تجد صعوبه في هذا الامر فتتصنع القوه وتأخذ ادوات التنظيف وتعود اليهم وتبدأ في تنظيف المكان … ذهبت رحمه اليها للمساعده وبدأت في تجميع قطع الزجاج المتناثره لتتنهد هدير قائله …
هدير سيبيه يا رحمه انا هلمه
رحمه الأزاز كتير وانا هساعدك
صمتت هدير وشرعت في اتمام الامر بينما كان يدور ذلك الحديث بين البقيه كان شهاب يتابع هدير بعيناه وعقله منشغلآ برد فعله الغير مفهوم ذلك …
عبدالعزيز ها يا ولدي جولت ايه
هند هيقول ايه يعني يا حج… مستحيل طبعآ
جمال ليه يا هند
هشام يتجوز ازاي يا بابا .. ومراته
صمت الجميع للحظات لترفع هدير وجهها فتتلاقي عيون كل منهما فتنهد عبد العزيز قائلآ …
عبدالعزيز اسمع يا شهاب يا ولدي الجوازه دي لازم تتم … حتي لو بتحب مرتك جوي بس ده ڠصب عنك … انت لو وافجت علي الجوازه دي هتجطع سلسال الډم الي داير بجيله سنين طويله … مرتك عاقله و هتختار مصلحة العيله ولا ايه يا هدير..
_
انتظروا جميعآ ردآ من هدير علي سؤال عبدالعزيز فلم يجدوا سوا صوت صړختها متألمه فهب شهاب من مجلسه وذهب اليها مسرعآ ليجدها قد جرحت نفسها فأخذها من يدها مسرعآ الي دورة المياه ليفتح الصنبور علي يدها المچروحه لينظفها مكان الډماء وهو يقول …
شهاب انتي ايه … غبيه ولا ايه …ازاي تمسكي الازاز بأيدك كده … ايه معندكيش عقل يقولك انك ممكن تتعوري … احمدي ربنا ان چرحك صغير
نظرت له هدير متسائله …
هدير
انت هتوافق علي الجواز ده
صمت شهاب للحظات ناظرآ لها حتي سمعا صوت طرقات علي الباب و …
رحمه ابيه شهاب … انا جبت قطن
—
ومعقم عشان الچرح
شهاب ادخلي يا رحمه
_
دلفت رحمه اليهم وناولت شهاب القطن والمعقم وخرجت ليبدأ هو في تعقيم الچرح و …
هدير ماجوبتنيش .. انت هتوافق علي الجواز ده
شهاب ويهمك في ايه
هدير مش عارف يهمني في ايه ..
شهاب لا عارف بس برده حتي لو اتجوزت … هتفضلي هنا … قدام عيني
هدير شهاب انا ….
قاطعها شهاب قائلآ …
شهاب انا خلصت يلا نطلع من هنا
خرجا معآ وتوجها الي حيث يجلس البقيه فجلسا معهم وظلوا ينظرون الي بعضهم البعض و …
هند بابا انا مش هضحي بابني
_
عبدالعزيز مفيش حل الا أكده .. النسب هو اللي هيوجف التار
هند شوفوا حد غيرو
عبدالعزيز الحكم كان عليكي انتي يا هند وولدك هيشيله عنك
ثم وجهه نظره الي شهاب قائلآ …
عبدالعزيز ها ياولدي جولت ايه
شهاب اديني فرصه افكر يا جدي
لينظر جمال الي ساعته قائلآ …
جمال دا الوجت بجي واخري جوي يا بوي … احنا هنمشي بجي
هشام ايوه صح الوقت اتاخر … يلا ياهاجر
هاجر احنا متفقين … انا ورحمه هنبات هنا
_
جمال خليكوا اهنه الليله دي يا بنات
وبدأوا في الانصراف واحدآ تلو الأخر وتأخذ هند هاجر ورحمه معها حيث كادت هدير ان تذهب معهم الي غرفة هند ولكن اوقفتها هند هامسه …
هند رايحه فين يا هدير
هدير جايه معاكي يا طنط
هند مش هينفع … البنات هيقولوا ايه .. سابت جوزها ونايمه مع حماتها
هدير جوزها ايه يا طنط احنا كدبنا الكدبه وهنصدقها
تصنعت هند الزعل وقالت …
هند هتطلعيني كدابه ياهدير
هدير ثم بعد
هند بصي انتي انزلي في الاوضه اللي متجهزه ليكي انتي وشهاب
_
هدير ثم بعد
هند ثم بعد دي بتاعتك انتي بقي … تنيميه علي كرسي … تنيميه في البلكونه … تطرديه للجنينه برا … ماليش دعوه انا بقي
ثم تركتها هند وصعدت الي غرفتها لتتركها واقفه اسفل الدرج تنظر الي غرفة شهاب فأبتلعت ريقها وتنهدت بآسي وسارت متوجهه الي غرفة شهاب وطرقت الباب عليه ففتح لها قائلآ …
شهاب خير فيه حاجه
هدير رحمه وهاجر بايتين مع طنط هند النهارده
شهاب وانا مالي
هدير طنط قالتلي اني ابات هنا
شهاب هنا ازاي يعني
هدير هنا في الأوضه بتاعتنا
كشړ شهاب عن جبينه قائلآ …
_
شهاب الاوضه بتاعتنا
هدير هو احنا مش المفروض اننا متجوزين … والمفروض اننا نقعد مع بعض في نفس الاوضه
ابتعد شهاب عن باب الغرفه قائلآ..
شهاب طب انتي دلوقتي هتنامي هنا .. انا بقي هنام فين
هدير طنط قالت انك ممكن تنام علي كرسي او في البلكونه او اطردك تنام في الجنينه برا عادي يعني
رفع شهاب احدي حاجبيه وقال پحيرة..
شهاب نعم … تطردي مين ..
شعرت هدير بالخۏف منه فقالت ببراءه …
هدير والله انا ماليش دعوه دي طنط هند هي اللي قالت كده
ابتسم شهاب علي طريقتها الطفوليه ولكنه سرعان ما اخفى ابتسامته تلك واستدار بعيدآ عنها فأمسكته منه ذراعه ليستدير لها مرة آخرى فتقول …
_
هدير شهاب … انا اسفه علي كل كلمه قولتهالك امبارح …كان ڠصب عني … بس صدقني انا مكنتش اقصد اللي قولته … حبيت اوضحلك اني مش زي ما انت شايفني او بالاصح انا مش زي ما انت عاوز تشوفني … انا مختلفه عن ابويا ياشهاب … وصدقني انت كمان مستحيل تكون زيه … وجودي معاك الفتره اللي فاتت دي خلاني المس جزء مت شخصيتك أكدلي انك انسان نضيف من جواك …
شهاب وجودك معايا بيوجعك … مجرد ان انا وانتي بنتنفس نفس الهوا دا بيكسرك
استدار شهاب واعطاها ظهره …وهم ان يخرج الي الشرفه لكنها استوقفته قائله …
هدير انت هتوافق علي الجوازه دي
صمت شهاب ولم يجيبها ولكنها قررت سؤالها …
هدير انت هتوافق علي الجوازه دي …
شهاب وليه لا …
هدير طب وانا ..
شهاب انتي ايه …. انتي مش اكتر من واحده موجوده هنا عشان مهمه ومسيرها هتخلص وترجعي لبيتك
ظهرت علامات الحزن والالم علي وجهها فقالت …
_
هدير بس كده
اصطنع شهاب بعض القوه في نبرة صوته ليقول…
شهاب مش اكتر من كده
ثم تركها وتوجهه الي الشرفه لتجلس هي علي الفراش وتنحدر جرح بسيطعه من عيناها علي ما كانت تتمني ان تسمعه منه … اما هو ذفر في ضيق واشعل سيجارته لينفث عن حيرةه من خلالها … اما هنا ظل محمود يجول في الطرقات بحثآ عن حسناء ولكن هيهات ان يجدها .. وبعد عناء طويل تذكر ان المكان الوحيد الذي تذهب اليه فيكل حالاتها … اكانت حزينه ام سعيده هو المقاپر عند شقيقه … عدل وجهته وذهب الي المكان المقصود … وقف بالخارج يتأملها وهي تبكي علي شقيقه بحرقه وحزن لتنجرف جرح بسيطعة من عيناه .. كم تمني ان ېمـ,ـوت هو بدلآ عن شقيقه … كم تمني ان يكون له نصيبآ من هذا الحب الكبير الذي تكنه حبيبته الوحيده لشقيقه المټوفي … كم لعڼ سوء حظه علي حاله هذا ….مسح جرح بسيطوعه وتقجرح بسيط تجاهها بخطوات هادئه وجلس بجانبها قائلآ ..
محمود وبعدين يا حسنا
رفعت وجهها لتجده يجلس امامها مباشرة فقالت بجزن…
حسناء انا تعبت يا محمود …هو ارتاح وسابني انا للدنيا عشان تلطش فيا … عارف انا ساعات بتمني لو اني اكون انا اللي مت مش هو
محمود بعد الشړ عليكي … ماتقوليش كده … احكيلي بس فيه ايه .. مالك
حسناء انا بفكر اسافر برا مصر
صجرح بسيط محمود من قرارها وقال …
_
محمود ايييييه … تسافري
حسناء انا عايزه ابعد يا محمود ..ابعد عن البيت وعن خالتي وعنك انت
محمود انا … ليه يا حسنا انا غلطت معاكي في ايه
حسناء انت ماغلطش … انا اللي غلطت … مكنش لازم اوافق علي جوازنا
ضحك محمود ساخرآ علي كلماتها وقال …
محمود جوازنا … انتي بتسمي حته الورقه دي جواز
حسناء بالنسبه لينا حته ورقه … اما خالتي فهي مش راضيه تقتنع انها كده … ومصممه تحولها لاكتر من كده … عشان كده لازم حد فينا يبعد .. فقررت ابعد انا
صمت محمود للحظات ثم قال …
محمود طب قومي خلينا نروح والصبح هنشوف الموضوع ده واكيد هنلاقي له حل
اما هنا فجلس هشام في غرفته ليستعيد الماضي ليأتي علي ذاكرته مشهد جلوسه في الغرفه ذاتها لتدلف اليه هاجر و
_