
#جمال_الأسود
الفصل الـرابــع والثـــلاثــــــون ( 34 )
نزلت “مريم” صباحًا من الأعلي لتتوقف محلها بمنتصف الدرج عندما رأت “جمال” يجلس على السفرة يتناول فطاره قبل الذهاب إلى الشركة و”ليلي” تجلس معه هادئة علي بُعد شديد منه وبجواره تجلس “ولاء”، تأففت “مريم” بغيرة تأكل قلبها وهى هنا تهجر زوجها وهناك الأخري طليقته تحاول التودد إليه أكثر كأنه الآن أصبح فارس أحلامها بعد أن خا.نته سابقًا
نزلت بقية الدرجات فجاءت “نانسي” إليها وعينيها ترمق السفرة ثم قالت:-
-سمحينى فى الكلمة، بس أنتِ عمرك ما أتخانقتي معه ويوم ما تتخانق تكون والحية دى هنا، أنتِ كدة بسيبي لها باب تدخل منه
حدقت “مريم” بوجه “نانسي” بضيق وقلب يفتك به الأل,,م و الهجر والآن سكب عليه ألم الغيرة والخو.ف، قالت بغضب:-
-غورى من وشي يا نانسي أنا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قصادي دلوقت
-متبقيش عبيطة بدل ما هى اللى تكيدك روحي أنتِ كيدها وأحرقي دمها
قالتها “حنان” بجدية كأنها تأمر هذه الفتاة فتمتمت “مريم” بغيظ من هاتان الأثنين:-
-عبيطة، أنا اللى غلطانة أنى أخدتكم عليا عشان تيجوا دلوقت وتحرقوا دمي.. أنا من دلوقت أسمي مدام مريم ماشي
ضحكت الأثنتين علي غضبها فقالت “حنان” بخفوت:-
-حاضر يا هانم
لم تقوي على رفع نظرها عنه وتكز على أسنانها لكن قالت بغيظ:-
-لا تقيلة خليها عبيطة وأمري لله..
سارت “مريم” نحوهم ودلفت إلى غرفة السفرة وجلست على مقعدها جواره وعينيها ترمق “ليلي” بينما أندهش “جمال” من جلوسها معه على سفرة واحدة وهما مُتشاجرين فقالت “ولاء” بأندهاش من تغير “مريم” لشعرها وقالت:-
-أنتوا حلياني النهاردة كدة ليه، واحد حلق دقنه والتانية قصت شعرها
نظرت “مريم” له بغيظ شديد من فعلته وقالت:-
-والله برأيك يا طنط أنه كدة حليان يعنى وأجمل
نظر “جمال” إليها بغيظ ورفع حاجبه بينما يديه تفرد الجبن فى العيش بالسكين، أجابتها “ولاء” بضيق شديد قائلة:-
-أنا ابنى طول عمره حلو
-جمال دائما جذاب من غير الدقن
قالتها “ليلي” بهدوء فنظرت “مريم” إليها بأندهاش ثم نظرت إليه بنظرة غضب فتخلي عن غضبه مقابل نظرتها الصارمة كأنها سته للتو بعد أن علمت أن “ليلي” تفضله بدون لحية وهو من حلقها بيده كأنه يريد التودد إليها، تنحنح “جمال” بخفوت خوفًا من زوجته الشرسة وأبتلع لقمته بغضب ثم قال:-
-أنا هقوم عشان أتاخرت
ته فى قدمه من أسفل الطاولة ونظرت إليه بألا يقف وألا سته أمام الجميع وهمس إليه:-
-جذاب.. أستعد لموتك على أيدي، جرب تتحرك من جنبي وشوف أنا هعمل أيه
كانت تتحدث وهى تكز على أسنانه دون أن يسمعها أحد غيره فأبتلع لعابه ثم وقف من مقعده وقبل جنبيها بلطف مُحاولًا أظهار الحب أمام “ليلي” وينصر زوجته الغاضبة ويهدأ من روعته حتى تخمد نيران غيرتها المُلتهبة وهمس فى أذنها:-
-بتغيري
مدت يدها إلى خصره بلطف وقرصته بقوة غاضبة ثم همست إليه:-
-جرب تنصرها عليا أو تتجاهلنى قصادها وأنا وأوريك الغيرة بتعمل أيه
تبسمت رغم غضبها ليقف مُستقيمًا بألم من قرصتها وقال:-
-عن أذنك يا أمي
ت قدمه مرة أخرى ليتابع بلطف:-
-هتوحشيني يا روحي
تبسمت “مريم” بلطف والأنتصار واضحًا عليها وعينيها تحدق بوجه “ليلي” فغادر هربًا قبل أن ته بنيرانها هذه المرة، وقفت “مريم” من مقعدها وقالت:-
-عن أذنك يا طنط هطلع أطمن على جميلة
أجابتها “ولاء” بجدية صارمة:-
-أطلعي وعقليها وعرفيها أنى مش هتراجع عن قراري
أومأت “مريم” إليها بنعم ثم صعدت للأعلي ووجدت “جميلة” حزينة فى غرفتها، جلست على الفراش قربها وقالت:-
-الجميل هيفضل زعلان كتير
-مريم أنا مخنوقة وحاسة انى بضيع
قهقهت “مريم” بلطف ثم قالت:-
-بضيعي مرة واحدة، دا جواز بغض النظر عن أنى متخانقة مع أخوكي ونفسي أه لكن دا ميمنعش أنى عايشة أسعد أيام حياتي معاه، الجواز مش وحش يا جميلة ولا مخيف زى ما أنتِ فاكرة، الجواز حياة سعيدة وحب بتعيشي مع راجل بيحبك وبحترمك ومبيهونش عليه زعلك
نظرت “جميلة” لها بيأس شديد ثم قالت:-
-عشان أنتٍ بتحب وجمال بيحبك لكن أنا مبحبهوش ولا أعرفه أزاى أأتجوزه
عقدت “مريم” يديها أمام صدرها ورفعت حاجبها ترمق “جميلة” بعيني ثاقبة ثم قالت بضيق:-
-وهتحبه هو أو غيره أزاى، أنتِ مش سايبة فرصة لنفسك تحبي وتتحبي، أنت قافلة الباب فوش أى راجل بألف مفتاح وقفل، أزاى هتحبي، وأنا مع طنط فى حتى أن لازم تتجوزى لأن العمر بيعدي يا جميلة ومش حل أنك ترفض الجواز لكن برضو أنا رافضة فكرة أنك تتجوزي بالأكراه والأجبار
تأففت “جميلة” بضيق شديد من هذا الحديث ثم ترجلت من فراشها تسير فى الأرجاء بعقل شاردًا يفكر فى هذا الحديث جيدًا ثم قالت:-
-ماشي يا مريم أنا موافقة أقعد معاه لكن تضمني لا منين أنى لو مرتاحتش ميجبرونيش أتجوزه
وقفت “مريم” من مكانها بسعادة تغمرها من موافقة هذه الفتاة العنيدة وتخليها عن تذمرها ومواقفها الحاسم:-
-أوعدك لو قولتي أنك مرتاحتيش مش هتجوزيه، أنا أضمن لك دا وهتكلم مع جمال
عقدت “جميلة” ذراعيها أمام صدرها بغرور غير مُصدقة هذه المرأة ثم قالت:-
-هتكلمي مع جمال اللى أنتِ متخانقة معاه، أنا أصدق دا منين؟ صحيح أنتِ متخانقة معاه ليه؟
صمتت “مريم” بحرج من “جميلة”، فكت “جميلة” أسر ذراعيها بة ألجمتها من التفكير وقالت صارخة:-
-ليكون بسبب ليلي
أومأت إليها بنعم وأخبرتها بكل شيء وتستمع “جميلة” وهى جالسة على حافة الفراش وتعقد ذراعيها أمام صدرها بأحكام وتضع قدم على الأخري لت “جميلة” بضيق:-
-أنتِ عبيطة… لا دا أنتِ هبلة، أولًا سيبك من كلام نانسي وحنان وأنك بتفتحى الباب لليلي، لأن كل الأبواب لليلي مقفولة بألف مفتاح فى قلب جمال وعقله، ومش ليلي بس دا أى ست على وجه الأرض كل أبوابها مقفولة جواه وفى عينيه، لأن جمال بيحبك يا مريم حتى لو هجرتي وسيبتي مش يوم لا دا سنة وحتى لو بعدتي العمر كله مستحيل يبص لغيرك أو يفكر مجرد تفكير فى أى ست غيرك لكن السؤال اللى بجد بقي أنتِ هتقدريه على البعد، ليه العذاب وتكون فى أوضة واحدة وكل واحد بعيد عن التاني مسافات
هزت “مريم” رأسها بالنفي وقالت بتذمر طفولي:-
-والله ما قادرة على بُعد وعقلي هيجنني، أنتِ مش شايفة أنا عملت فى حالى أيه من حزني ى
نظرت “جميلة” إلى شعرها بحزن شديد ثم قالت:-
-قصيتي شعرك من حزنك وأتخليتي عن حاجة بتحبيها وهو كمان بيحبها ودا دليل أنه زعل جامد وحلق ذقنه اللى هو عمره ما شالها كلها بالمنظر دا، لكن دا حل الموقف بينكم، بذمتك قادرة تشوفيه ومتترميش فى ه ولا تحكي له تفاهاتك… سورى يعنى
-لا
قالتها “مريم” بحرج من حديث هذه الفتاة ودمعت عينيها من الفراق والحزن، تابعت “جميلة” بنبرة جادة بعد أن وقفت من محلها وجلست قرب “مريم” تربت على يدها بحنان:-
-من غير عياط، مريم جمال أخويا وأنا بقولك أنه بيحبك وأتغير كتير عشانك واسألنى أنا ماما، جمال بدأ يقرب مننا وبدأ يدخل فى حياتنا، جمال عمره ما هتم بجوازى ولا أن جالي عريس ودا مش أول عريس يجيلي من طريق سلمي لكن كل مرة كانت بتقوله كان بيقولها أن الموضوع دا يخصيني لوحدى، جمال أتغير معانا ومع الكل عشانك، تقدري تقوليلي أمتى أخر مرة فصل خادمة من العمل، بلاش أمتى أخر مرة فقد أعصابه وكسر حاجة قصاده، جمال بقي أهدي وألطف عشانك، دا طبعًا معانا وأنتِ بقي أكتر واحدة عارفة هو عامل أزاى معاكي وبيحب قد أيه، من اللى فهمت أنه مجازفش بحياتك هو كان متوقع أنه هيخرج بسهولة لأنه عارف مكان ليلي والدليل أن بعت حسام من قبل ما يتقبض عليه يجيب ليلي، فمتوقعش أن هم هيخطفوكي قبل ما يتحكم عليه أو قبل ما تثبت التهمة عليه لأن كان معتمد على براءته بسهولة ولو كان فعلًا سمح لك بالخروج فدا عشان حملك وصحتك لأنه كان خايف يجبلك دكتور فى القصر وينتشر الخبر ويكون فى جاسوس فى القصر زى ما حصل مع باباكي
دمعت عيني “مريم” بحزن شديد ثم قالت بحيرة:-
-طب لو أقتنعت بالمبررات دى تقدري تقوليلي ليه مقاليش أنها عايشة وليه خبي عليه الخطط ليه كلها على الأقل كنت خدت بالي من نفسي
تبسمت “جميلة” بهدوء ثم قالت:-
-مقالكيش أنها عايشة لأن ليلي بالنسبة لجمال ماتت، وهو مكدبش عليكي لأن مو.تها مجرد أشاعة الخدم هم اللى بينقلوها مش هو، وخبي الخطط مش لأنه مبيثقش فيكي بل بالعكس عشان لو كنتِ عرفتي أنك معرضة للخطف كنت هتمشي تتلفتي حولكي زى المجنونة وهتعيشي فى خوف وتحبسي نفسك فى القصر.. جمال يا مريم عمره ما هيسمح أنك تعيشي فى خوف أو قلق لأن دا جمال لما بيحب مش هعرضك ولا هيعشيك غير فى السعادة والحب بس، هخلي حياتك جنة فى الأرض بمعنى الكلمة أى حاجة ممكن تقلقك أو تخوفك أو توترك هيشيلها هو عنك، هو بيشوف نفسه كدة الحيط أو الجبل اللى يشيل الهموم والقلق ومشاكل الحياة على أن حد بيحبه يشيل هم واحدة ويقلق دقيقة واحدة، خصوصًا أن سورى يعنى متزعليش منى أنتِ نفسيتك بتتأثر بسرعة وهو أكيد مش حابب أنك تعيشي فى ضغط نفسي وترجعي لدكتور نفسي تاني… أكيد كان هيقولك فى الوقت المناسب زى ما بالظبط لما جه الوقت المناسب قالك على مكان جين وأخدك هناك وزى برضو لما جه الوقت المناسب أديكي الباسورد بتاعه ولما جه الوقت المناسب قرر يعترف بحبه وطلبك للجواز، الحاجة فى وقتها المناسب أحلى وأصح..
نظرت “مريم” لها بحيرة وقد أوشكت على الأقتناع تمامًا بهذا الحديث فتنحنحت بحرج وهتفت بلطف:-
-بس دا مش هيشفع له أنه مقعدها فى بيت واحد معايا وكمان قاعدة تتغزل فيه، دى كانت مراته… أنا كل ما أفكر فى دا ببقي هتجنن
تبسمت “جميلة” بعفوية وقالت ببسمة مُشرقة:-
-يبقي العقل بيقول أيه بدل ما تجنني وتشغلي بالك فى الشغل بتاعه واللى بيعملوا تقربي من جوزك وتحبيه أكثر وتحاوطي عليه.. متبقيش عبيطة وبعدين أنا اللى هعلمك يا مريم أشحال أنك مقدمة برنامج ناجح فى العلاقة وبتوعي الستات أزاى يحافظوا على علاقتهم وأزواجهم..
تنحنحت “مريم” بهدوء ثم قالت بتوتر:-
-طب أنا عندي جلسة تصوير فى الشركة تعالي معايا
أومأت إليها بنعم ثم قالت بلطف:-
-أنا كان عندي ميعاد مع زمايلي لكن لأجل عيونك وهبلك هلبس وأجي معاكي
أومأت “مريم” إليها بنعم ثم غادرت إلى غرفتها كي تستعد….
________________________
كانت “سارة” تمر فى السرداب الخاص بالملهي الليلي تراقب وتباشر عملية تعبئة المخدرات فى الأكياس قبل التوزيع ثم قالت بجدية:-
-مفيش بيع شكك، اللى معاه يدفع ويشيل واللى معاهوش ميلزموش
أومأ إليها الرجل بنعم فخرجت من الغرفة بجدية ثم قالت:-
-البنات جاهزين
أشار إليها على باب الغرفة المجاورة وقالت:-
-أتفضلي شوفيهما بنفسك
دلفت إلى الغرفة وكان هناك سيدة مسئولة عن الفتيات، رمقتهم “سارة” بنظرها ثم قالت:-
-تعالي
أشارت إلى فتاة لتقترب منها بخوف شديد لتجذب “سارة” قميصها تعري كتفيها ثم نظرت إلى ندبة الحرق الموجودة على كتفها وقالت:-
-أيه دا
أشارت إلى الرجل ليأخذ الفتاة للخارج وقالت بحزم:-
-مش قولتلك تتأكدي من البنات بنفسك، الرجال بتقدس الجمال فاهمة يعنى ايه الجمال ومش جمال الوش بس، مين ممكن يدفع فلوس فى واحدة جسمها مشوه كدة ها..
-أنا أسفة مش هتكرر تاني
قالتها السيدة بندم وخوف من غضب “سارة” ، خرجت “سارة” من الغرفة غاضبة وقالت:-
-كتكم القرف بتأخدوا فلوس وبرضو أغبياء
نظرت للفتاة وهى تقف مع الرجال فسارت لكى تصعد الدرج وقالت بحزم:-
-اقرأ ليها الفاتحة، شافت وعرفت عننا كتير مينفعش تتكلم
أومأ إليها الرجل بنعم وذهب كي ي الفتاة كالمعتاد وكأن الأطاحة بروح إنسان كسهولة شرب الماء لديهم، صعدت “سارة” إلى المكتب بهدوء وفتحت الباب وولجت لكنها رأت “نادر” جالسًا على الأريكة فى أنتظارها، سارت للمكتب بهدوء وقالت:-
-عملت أيه؟
تبسم بعد أن وقفت ومسك يدها قبل أن تذهب إلى المكتب، أدارها له ثم قال بلطف مٌتحمسًا:-
-تقدري تقرأي له الفاتحة، الخبر وصل أكيد من السج.. مختار تعيشي أنتِ
قالها ويديه تحيط بخصرها العاري وهى ترتدي بنطلون أحمر فضفاض من القماش ومفتوح من الركبتين للأسفل وبدي أسود يلمع بأكمام لكنه قصير يظهر خصرها العاري، تبسمت بسعادة تغمرها من هذا الخبر وقدت حققت جزءًا من أنتقامها بعد أن فشلت فى محاولة أغتياله سابقًا لكنها أصابتها الآن، قالت بدلال ويديها تستكين على صدره الصلبة:-
-يعنى كدة شرعًا حازم هو الوريث الوحيد له
أومأ إليها “نادر” بإيجابية وقال بإعجاب أكثر:-
-وبعد ما مضيتي حازم على أوراق التنازل مقابل سفر تقي له بقي الكل ملكك يا قمري.. وأنا كمان لو تحبي أكون ملكك الليلة
قهقهت ضاحكة ثم وضعت قبلة على وجنته بلطف وقالت بدلال:-
-مش هحرمك من ليلة مقابل السعادة اللى أنا فيها دلوقت، أشوفك بعد الشغل يا حياتي
قالتها وقرصت وجنته بلطف ثم سارت للمكتب وجلست على مقعدها ثم أخرجت إيصال جديد من الإيصالات التى أخذتها عليه وقالت:-
-كدة يبقي اللى ليك عندي ثلاثة إيصالات بثلاثين مليون أخضر، تنفذ اللى الباقي وتأخدهم ويا دار ما دخلت شر
تبسم وهو ينحني لكي يأخذ منها الغيصال وقبل يديها بلطف ثم قال:-
-هعدي عليكي بعد الشغل يا قشطتي
أومأت إليه ببسمة مُشرقة ثم غادر المكان فخرجت منها تنهيدة قوية بأرتياح ثم قالت:-
-دورك يا ليلي…
________________________