
وصل خبر موت “مُختار” إلى “ولاء” وهكذا “جمال” لكنه لم يعري أهتمامًا لهذا الأمر فذهب “ولاء” وحدها لأستلام الجثة وأنهارت تمامًا أمام جثة ابنها رغم كل أفعاله الشينعة والقذرى لكنه ما زال ابنها الذي ولدته وحملته فى رحمها لتسعة أشهر، فقدت وعيها تمامًا فى المدافن ليأخذها “عاشور” الذي رافقها بأمر من “جمال” وعاد للقصر بعد أن طلب الطبيب لها فسألته “حنان” بقلق:-
-خير يا دكتور الهانم مالها
-هى أحسن دلوقت لكن مخبيش عليكي لازم تعمل التحاليل دى عشان نتأكد من حالتها وبعدين أقدر أقولك السبب فى تعبها
قالها بلطف لتؤمأ إليه بنعم وأخذت ورقة العلاج وطلبته من الصيدلية بعد مغادرة الطبيب…
__________________________
“شــركــة الجمــــــال جى أند أم للإلكترونيات”
كان “جمال” يمر فى الشركة مع المهندسين والخبراء يباشر التطورات الجديدة والأختراعات الجديدة قبل صُدورها ونزولها السوق، توقف عندما رأي “مريم” تقف هناك تبسم بسعادة أمام الكاميرا وتصور الحملة الإعلانية الجديدة، جاءت “جميلة” من خلفه تحمل كوبين من المشروبات الساخنة وقالت بهمس على سهو:-
-بتعمل أيه؟
فزع من حضروها ورمقها بأندهاش من وجودها ثم سأل بجدية:-
-أنتِ دخلتي هنا أزاى؟
أرتشفت القليل من مشروبها بغرور ثم قالت:-
-عشان أجهزة المرور والأمام متقلقش كان معايا بطاقة سحرية فتحت كل الأبواب
قالتها وعينيها تحدق بـ “مريم” ففور وصولها فتح الأمن الأبواب الإلكترونية للمرور دون بطاقة لأجلها، سألها بلطف وقلق:-
-هى اكلت؟
تأففت “جميلة” من قلق هذا الرجل رغم تشبثه بالغرور والكبرياء وقالت:-
-هششش لما هتموت من القلق عليها ومهتم أوى كدة ما تروح تسألها بنفسك
نظر لها نظرة مُخيفة أرعبتها فأزدردت لعابها بقلق من نظرته وأجابته على الفور:-
-لا مأكلتش
أقترب خطوة من أخته كأن الموت يخطو نحوها وقال بتهديد:-
-أياك تشربيها رشفة واحدة من القهوة دى قبل ما تأكل، خلصي تصوير وهاتيها على مكتبي بأى حجة
غادر من أمامها غاضبًا لتبتلع لعابها بخوف منه، نظرت للقهوة برعبة منه، وقفت قرب “حسام” الذي يحدق بـ “مريم” يراقبها جيدًا فمدت يدها إليه بالقهوة الخاصة بـ “مريم” وقالت:-
-أشربها
نظر لها بأندهاش من تصرفها لتتحدث ببرود وعينيها تحدق بوجه “مريم” مُتحاشية النظر إليه بإحراج من فعلتها:-
-بسرعة قبل ما مريم تخلص، لو مش عايزه يعلقني أنا وأنت
نظر إلى “جمال” الذي يسير بعيدًا بعد أن نظرت “جميلة” عليه كأنها تخبره أنه أمر من هذا الوحش فأخذ القهوة منها وبعد أول رشفة كاد أن يبصقها وقال:-
-دى سادة!!
رفعت نظرها به بغرور وقالت:-
-لتكون فاكر أنى جايبها لك تحت رغبتها، أشربها وأنت ساكت
أبتلع لعابه بضيق من هذه الفتاة التى تأمره بحدة زكبرياء وأرتشفها رغمًا عنه لتبتسم بعفوية وقالت بعد أن ربتت على ظهره:-
-برافو عليك
شعر بتوتر شديد من لمسها له وبسمتها التى ترسلها للجميع فى وجهها وأبتعد خطوة لليسار عنها، أنهت “مريم” من التصوير وذهبت نحو “جميلة” قائلة:-
-فين قهوتي؟
-اه صحيح .. نسيت شوفتي؟
قالتها وهى ت يدها كف على كف فتذمرت “مريم” بضيق من هذه الفتاة وقالت:-
-والله.. ماشي يلا نمشي
أوقفتها “جميلة” بقلق من أن تذهب ولا تفعل ما أمر به “جمال” لتقول:-
-تمشي فين؟ مش أنا شوفت ليلي طالعة فوق أكيد رايح المكتب لجمال هتسيبها كدة
أشتعلت نيران الغيرة فى قلب “مريم” وكزت على أسنانها بغيظ شديد ثم قالت:-
-شوفتي بقي، قولتلك تقوليلي شغل، يلا نطلع
هزت “جميلة” يديها الأثنين بالرفض أمام وجه “مريم” بخوف من أخاها تملكها وقالت:-
-لا حبيبتى أنا مبحبش أصطدم بجوزك العزيز أطلعي لوحدك
صعدت “مريم” لتقول “جميلة”:-
-تعالي روحني
نظر إلى “مريم” بقلق فقالت “جميلة” بحدة:-
-متقلقش على مريم.. جمال هيجيبها هتيجي تروحنى ولا أروح أخد تاكسي
أومأ “حسام” إليها بنعم وقالت:-
-مقدرش يا فندم، أتفضلي
ذهبت معه ليأخذها بسيارة “مريم” وأرسل رسالة إلى “جمال” يخبره بصعود “مريم” إليه ورحيله مع “جميلة”، تبسم “جمال” بعد رسالته وأستعد لحضور زوجته، دلفت “أصالة” للمكتب فقال “جمال” بهدوء:-
-أطلبي الغداء يا أصالة
-تحبي تأكل أيه النهار دا يا مستر جمال
قالتها بلطف ليتابع حديثه قائلًا:-
-ممكن بيتزا بفواكة البحر وتكون كبيرة
أندهشت “أصالة” من وجبته فدائمًا ما يأكل أكل صحي مناسب لجسده الرياضي وممارسة للرياضة ووجبته بسيطة جدًا على أن يطلب الحجم الأكبر، تابع حديثه قائلًا:-
-وأطلبي سوشي وطاجن رز بالجمبري وعصير فريش يفضل توت
بعد أن أخبرها بالتوت علمت أن هذا الطلب ليس لأجله بل لزوجته فهى عاشقة للتوت بينما زوجها يملك حساسية منه، أومأت إليه بنعم ثم خرجت بعد أن فتحت الباب رأت “مريم” أمامها، تبسمت لأجلها بينما “مريم” كانت غاضبة جدًا وقالت:-
-جمال جوا
أومأت إليها بنعم ثم قالت بفضول وغيرة تأكل قلبها:-
-معه حد
هزت رأسها بالنفي، دفعتها “مريم” بضيق مُتمتمة بغيظ:-
-خليكي بتداري عليه
دلفت للمكتب وكان حقًا وحده، بحثت فى أرجاء المكتب عن هذه الفتاة ولم تجد لها أثر وسرعان ما فهمت أن “جميلة” فعل هذا وكذبت عليها، رمقها “جمال” بهدوء ثم قال:-
-وواا مراتي الغيورة هنا، لكن ممكن أسأل نظرة الغيرة دى ليه؟
وقف من مكانه وسار نحوها بينما “مريم” أجابته بكبرياء غاضبة من تصرف “جميلة”:-
-غيرة، مش غيرانة
وقف أمامها ببسمة خافتة وعينيه تحدق بها جيدًا كأنه يقرأ كل تفاصيلها وتعابير وجهها ثم قال:-
-غيرانة!! هو أنا لسه هتعرف عليكي..
نظرت “مريم” إلى قميصه الأسود وصدره الذي يظهر من أزرار القميص المفتوح بالأعلي، لترفع يدها إلى صدره غيظًا من “جميلة” وأغلقت أزرار القميص بضيق وفمها يتحدث قائلًا:-
-والله عال بتعرف تفتح القميص
تبسم بعفوية على غيرة امرأته وقال بعينيه الحادقة بها عن قرب ويشعر بأنفاسها:-
-يعنى بتغيري
رفعت “مريم” نظرها إليه فتقابلت عيونهما معًا فى نظرة طويلة صامتة، يشعر كلاهما بات قلب الأخر كأنه قلبه هو الموجود بصدرها وقلبها هى بداخل صدره الصلب المتحجر، أبتلعت لعابها بتوتر من وسامته فلم تخطأ “ليلي” عندما قالت أنه أوسم بكثير بدون لحية بل أصغر وكأنه صغر أعوام بحلق لحيته لكنها ما زالت مغرمة بلمس هذه اللحية ورؤيته بها، أقترب “جمال” أكثر منها وحاول أن ينال قبلته المُفضلة من بين شفتيها لكنها أبتعد عنه بتوتر قبل أن تفقد صوابها أمامه وذهبت نحو الأريكة ليغمض عينيه بضيق شديد منها وسار نحوها مُتأففًا ثم قال:-
-يا تري الغيرة دى كلها ليه؟ عينيك بتقول أنك زى اللى قفشتني بخونك
جلس قربها لتجذبه من قميصه بغضب نحوها ونظرت بعينيه بتحدي وجراءة ثم قالت:-
-فكر تعملها يا جمال مجرد تفكير..
تبسم على قربهما هكذا وعنفها معه دون أن تخشاه ونظر إلى عينيها بنظرة هائمة تربكها أكثر وقال بنبرة دافئة:-
-معقول أبص للنجوم وأنا معايا القمر كله، أنا سمائي مفهاش غير قمري وحتى النجوم مختفية منها
أبتلعت لعابها بأرتباك منه وقالت بتوتر:-
-مبأخدش منك غير كلام
دفعته بقوة تاركة أسر قميصه لكنها صُدمت عندما أقترب ونال هذه القبلة بالقوة منها فلم يتحمل قلبه بُعدها أكثر من هذا، رفعت يديها إلى صدره مُحاولة أبعاده لكنه تشبث بيديها بأحكام ولم تقوي بقوتها الضئيلة مقاومته..
فتح باب المكتب ودلف “شريف” ينظر فى التابلت ويتحدث بجدية:-
-أنا وصلت لهما…..
توقف عن الحديث عندما رأهما هكذا، غادر مُسرعًا وأبتعد “جمال” عنها بعد أن سمع صوتها، تذمرت بغضب منه وقالا:-
-عجبك كدة؟ هيقول علي أيه دلوقت
نظر إلى عينيها ويديه تطوق خصرها بحب شديد وقال:-
-أيه هيقول عليكي ايه دى، أنتِ مراتي هو أنا شاقطتك
نكزت فى صدره بغيظ من كلمته وقالت بتذمر طفولي:-
-إيه شاقطتك دى حسن ملافظك!!
تبسم بعفوية بعد أن جذبها من خصرها نحوه أكثر وحدق بها عن قُرب بشغف يحرق قلبه مُشتاقًا إليها وقال بحب:-
-طب ما تعلميني أحسنها أزاى؟ كدة
قالها ووضع قبلة على وجنتها ليتابع القول:-
-كدة
قالها وقبل وجنتها الأخري وظل يكررها وقبلاته تختم على وجهها بكل أنش، ته على صدره بخفة وقالت:-
-جمال أنا لازم زعلانة منك لو سمحت متضعفش موقفي وتستغلي حُبي ليك
طرقت “أصالة” الباب قبل أن تدخل كما أمرها “شريف” بعد ما رأه فأذن لها بالدخول لتضع الطعام على الطاولة أمامهم وغادرت بينما نظر “جمال” لها وقال بحب:-
-أنا اللى بستغل حُبك، ولا أنتِ اللى بتسغلي أنى بحبك وبتعاندي معايا عشان عارفة أنى بحبك
تبسمت بعفوية ونظرة الأنتصار كأنها بالفعل تعترف بجريمتها وقبولها لهذه التهمة الذي ألحقها بها وقالت بدلال:-
-وأن كان عاجبك يا حبيبي
أقترب أكثر منها لتبتلع لعابها بعد أن حاصرها فى الأريكة ولم يترك لها مهرب منه ثم قال:-
-أنتِ اللى بتضعفي موقفي وقلبي أهو، مخاصمنى بتقولي حبيبي ليه
تنحنحت بخفوت وحاولت تحاشي النظر إليه لكن قلبها لا يقوي على الهرب من حبيبه الذي أشتاق إليه وقالت بع طفولية:-
-زلة لسان مش قصدي
-ولا قلبك اللى مش قادر على فراقي
قالها بحب ويديه تضع خصلات شعرها خلف أذنيها وكأنه يفقدها المُتبقي من صمودها بحنانه ودلاله إليها، يعلم أنها لا تقوي على مقاومة دفئه الذي أسقطها فى عشقه من البداية ويستغل هذا كنقطة ضعف لها حتى تذوب وتلين وتتخلي عن عنادها، أبتلعت لعابها من خفقان قلبها بل ليس مجرد خفق بل ات كالسطو تلطمها حتى تتالم من الفراق وتذوب من العشق بين ذراعيه ثم قالت:-
-جمال أنا….
أسكتها بقبلته فور نطقها لأسمه بهمسها ونبرتها الناعمة وربكتها التى تقشعرت قلبه وصدره كليًا، لم تقاومه أو تدفعه بل ظلت ساكنة بين ذراعيه وأبتعد ليقول:-
-كفايكي بُعد يا روحي
أعتدلت فى جلستها بين ذراعيه وتحدثت بجدية قائلة:-
-أوعدني الأول، أنك تحكيلي مش هضغط عليك دلوقت لكن لما تحس أن الوقت مناسب تحكيلي يا جمال كل حاجة
تبسم إليه ثم هز رأسه بهدوء وقال:-
-أوعدك يا حبيبتي
تنحنحت بهدوء قبل أن تتحدث من جديد ثم جمعت شجاعتها وقالت:-
-وليا طلب، ممكن تمشيها من القصر
-موافق تقعد فى أى فندق لكن أنا خليتها فى القصر عشان لما أضطر أتكلم معاها فى الشغل تكوني موجودة وتحت عينيك بدل ما أضطر أروح أقابلها برا وتفكري حاجة تانية
صمتت قليلًا تفكر فى حديثه ثم قالت:-
-خلاص خليها بس رجاءًا تخلص شغلك معاها بسرعة لأني ست وعندي قلب ومشاعر ومش هتحمل وجودها فى حياتنا حتى لو عشان شغل وقت كتير
-أوعدك أسبوع بالكثير
قالها بجدية من أجل “مريم” لتؤمأ إليه بنعم فى صمت، سألها بقلق ونبرة هادئة:-
-خلاص أتصالحنا
تبسمت بغرور بعد ان عقدت ذراعيها أمام صدرها بكبرياء وقالت:-
-أساس أنا مقدرش أخاصمك ومصالحك على طول
تبسم إليه بحب وقبل رأسها بحب ثم بدأ يطعمها بيديه ويُدللها مُشتاقًا لهذه الفتاة التى تسكنه كالممسوس بعشقها بسحرًا أسود لا خلاص منه ولا سبيل لفكه والتخلص من تعويذته …..
___________________________
صُدم الجميع بعد أن وصلت التحاليل الخاص بـ “ولاء” وأنهارت “جميلة” من البكاء بحزن وخوف على والدتها ………
للحكــــــايــة بقيــــة…..
متنسـوش فولو للأكونت بتاعتي