
أميرة تجلس مع كريم فى أجد الكافتيريات المواجهة لشلال صغير رائع وتحوطهم الخضرة من معظم الجهات، .. بس حقى أفهم … … أنت ليه مصمم ، غير أن الموضوع اصلا مش بالتعقيد اللى انت متخيله ، كل الحكاية أن كان نفسى اتعالج ، وبابا رافض تماما ، حاولنا نقنعه مفيش فايدة ، عملنا الحكاية دى كلها عشان اسافر ، مش اكتر … .. ومين ساعدك فى الحوار ده كله ؟ .. مش مهم مين ، المهم انه حصل ، وأنا اهو وواقفة على رجلى … … وناوية على ايه .. … فى ايه ؟ .. من ناحية باباكى … …هيكون
ايه يعنى ، انت عارف ، بقى ليا كارير وحياة كاملة بعيد عن هنا ، بس كان عندى شغف انى اشوف آخر المستجدات ، جيت وهرجع تانى … طالت نظرته له ، لا ليتأكد صدقها من كذبها وإنما حديثها عن العودة قد أثار حفيظته ، فهذه اول مرة يكون بمثل هذه السعادة ، بالإضافة انه يشعر انها معجبة به هى الأخرى ومطمئنة له والا لن تخبرها بهويتها الحقيقية ، فلما يتركها تبتعد ، لهذا الطريقة الوحيدة فى بقائها هى قربها من والدها مرة أخرى ، انتبه من شروده على قولها وهى تجمع حاجياتها من على الطاولة … أنا كدة قضيت
اليوم كله معاك ، وكنت عايزة اروح للكوافير بسرعة ،انت هتفوت عليا أمتي ؟ …انتي لسه مصممه تروحي؟ ….بالتأكيد انا طالبه معايا جدا اشوف رد فعله لما يشوفني … …بالتأكيد هيعرف وبعدين مفيش حد ميعرفش بنته ،دا عدي سبع سنين بس… …أشك … …………………………………………. …وقفت أمام المرآه تتأمل الشكل الجديد الذي أصبحت عليه، لأول مره من بدايه حياتها حتي الآن تتخلي عن الشعر الطويل وتحوله لشعر قصير يصل حتي اكتافها مع بعض الخصلات التي تغطي نصف جبهتها وخصلتين فقط تلونت باللون البنفسجي فى خلفية شعرها ، فستان قصير يصل للركبة باللون الزهرى الممزوج ببعض التموجات المائلة للزرقة مع حزام اسود
لامع وسطى ، وحزاء برقبة طويلة جدا (بوت ) حتى الركبة يغطى ما تبقى من قسائل حيوييها وجاكت قصير جدا اسود (بوليروه). كل ما أرادته في شكلها قد وصلت اليه ، فتاه المانيه كلاسيكيه كالفاتنات فى الافلام الألمانية القديمة ، نزلت سلالم الفندق الخارجية وهى ينتظرها بجانب سيارته ، اعتدل فقط لمجرد رؤيتها ، الأميرة الجميلة الغائبة عند عودتها ، عينيه تمتلئ بإعجاب وحب فاض حتى ظهر على وجهه ، وهى بالطبع رأت ذلك ، وقفت أمامه وطال تبادل النظرات ، قال .. أنتى متخيلة انه كدة مش هيعرفك … … الموضوع دلوقتى مبقاش فى هيعرفنى ولا لأ لأنى متأكدة
انه مش هيعرفنى ، المهم دلوقتى انى المفروض هتكلم ألمانى وانت طبعا هتكون المترجم بتاعى … تنحى لها باحترام لتمر وهو يقول … كريم سليمان ، مترجم خاص ، فى خسائل حيوية حضرتك يافنسائل حيوي ، اتفضلى … مرت أمامه وهى تضحك بشكل فتنه حقا ، فتح الباب وركبت بجانبه ، واستدار وركب هو الآخر فى وضع السائق وانطلق بالسيارة ، تابعت الطريق حتى وصلت لفيلا كبيرة فى حى هادئ ، يفصل بينها وبين الفندق لا يزيد عن ربع ساعة بالسيارة ، كانت الأضواء تحوط المبنى من كل جانب ، ومانشيط كبير يضاء ويطفئ مكتوب عليه …Happy birthday, Amir &
Amira .. تأملت لثوانى الفيلا من الخارج ودقات قربها تتزايد حتى وصلت لدفوف دائرة بدون توقف ، شعرت بيد كريم تتشابك مع يدها ، التفتت له برأسها ، فوجدت ابتسامة حانية تملأ وجهه وعينيه وامائة بسيطة برأسه تشجعها على الدخول وتخبرها انها ليست وحدها ، سبقها بخطوة ويدها مازالت فى يده ، وهى تبعته. الباب مفتوح على مصرعيه ، اغانى عيد الميلاد تصدع من كل جانب ، وأطفال فى كل مكان ، فجأة انتفضت على هرولة فتاة صغيرة من بعيد وهى تصرخ مكررة … كوكو .. انحنى لها مبتسما ، تعلقت فى رقبته وحملها وهو يقول .. روح قلب كوكو
، وحشتينى خالص ، كل سنة وانتى طيبة وجميلة اوى كدة زى ما انتى … تلئلئت عين أميرة وهى متعلقة بها ، هى تشبهها حقا بعينيها الواسعة ووجهها المربع وشعرها الأسمر الطويل ، قالت الفتاة … أنا زعلانة منك … … ليه بس ، هو انا اقدر .. … عشان انت مبقتش تيجى وتلعب معايا وأمير بيرخم عليا وكسرلى العروسة اللى جبتهالى … … ياحبيبتى ، هجبلك واحدة تانية ياروحى ، حاضر … ثم نظر لتالى وهو يقول .. اعرفك ياقلبى ، دى تالى .. … تالى مين ، عروستك … تبادل الثلاثة النظرات ثم تابعت الفتاة وهى تقول …
مش انت قلتلى فى التليفون انك هتجيب عروستك معاك عشان اشوفها … فجأة ظهر صوت تعرفه جيدا جعل قلبها ينتفض بين ضلوعها قائلا … عروسة مين بقى …