
الفصل السادس عشر.
كان حذيفه جالس يشاهد التلفاز بعد ان انام أواب فى سريره …. ظل يفكر ويتذكر أشياء متفرقه من حياته مع مارى حين قابلها أول مره كان قد لمح بها شبه من جودى بشعرها الذهبى الطويل …و عينيها التى كانت تشبه العسل أبتسم فى داخله وهو يتذكر مجنونته زئرده الصغيره وكم كانت تناكفه … وكيف سافر وهى تخاصمه … لقد طلبت منه الا يسافر …. ارادته بجانبها ولكنه لم يستطع كان لابد من سفره لأكثر من سبب الأول الهروب من تلك المشاعر التى تتملكه لصغيرته الخرقاء ..هو لا يسطيع خساره سفيان …والسيده نوال مهما حدث ثانياً حتى يكمل حلمه .. ويعود
ومعه الدكتوراه من أشهر جامعه أجنبيه . لكنه من وقت ركوبه الطائره وهو لا يرى غير عينين الصغيره الباكيه ورفضها ان تودعه … وصوت بكائها العالى فى غرفتها قبل سفره بيوم واحد كان يجلس مع سفيان والسيده نوال فهم الأقرب إليه بعد وفاة والدته وزواج والده ورجوعه لبلدهم استمع لصوت بكائها قطب جبينه حين وقف سفيان ليذهب لها ويرى ما سبب ذلك النحيب أشارت له السيده نوال بالانتظار وتحركت هى إليها كان يشعر من داخله أنه هو سبب كل ذلك البكاء … وتأكد من ذلك حين ذهب لتوديعهم قبل سفره مباشره حين رفضت ان تقترب منه خطوه أو تقول له
جمله … عينيها مملوئه بالدموع …. ونظره عينيها كلها لوم
حين وصل إلى تلك البلد …. ذهب مباشره إلى المكان الذى أعطاه له أستاذه فى الجامعه حتى يستطيع السكن فيه ومن الصباح الباكر كان فى الجامعه وهناك رآها تقدم سريعاً كأنه يلحق بسراب يخشى ان يختفى … ولكنها لم تكن هى هى مجرد فتاه أجنبيه ولكن بها لمحه من محبوبته الصغيره تعرف عليها … ووجد فيها عقلا واعيا …صديقه وفيه …. وبعد بعض الوقت شعر بها قلبه فى محاوله لنسيان حب من الصعب الوصول إليه . تزوجها وكانت أسعد أيام حياته تلك السنه الأولى حتى اكتشفت مارى أنها حامل حين أخبرته بحملها كاد يطير فرحاً … ما أجمل تلك المفاجئه
ولكنها صدمته بأنها تريد الإجهاض قالت له بكل برود – أنا لا أريده نظر إليها بعدم فهم ثم قال – ماذا تقولين ؟ أجابت ببرود -أريد أن اجهضه شعر بالدم يفور فى عروقه غضبا وهو يقول – هل جننتى ؟ مستحيل أقبل ما تقولين لتقول له بهدوء بارد – لن أضيع حياتى من أجل خطاء كهذا قال بزهول – خطاء انا لا أصدق …. لماذا و انا وأنتِ نحب بعضنا كثيراً نحن زوجين جيدين ما المشكله فى وجود طفل كتفت يديها أمام صدرها وهى تقول – أنا لا أريده أنا مازلت صغيره وأريد أن أحيا بجنون وان اتمتع بحياتى وذلك
الطفل سوف يعيق كل احلامى ظل ينظر إليها باندهاش غاضب وصدمه ثم قال – حسنا لنعقد إتفاق لتقول ببرود – ماذا ليجلس ويضع قدم فوق الأخرى وقال – أنا أريد الطفل حين يولد سوف أخذه انا .. ما رأيك ؟ لتقول ببرود حدث – حسنا أتفقنا فاق من ذكرياته المؤلمه على صوت هاتفه ابتسم حين وجد اسم صديقه – يا أهلاً استمع لصوت صديقه الذى شعر فى صوته بالديق – أيه يا ابنى مالك صمت قليلاً ثم قال بصوت عالى. – أيه اتجوزت أيه يا ابنى سلق البيض ده … أنت مش قولت كمان شهر ….. اعترف وقولى أنت غلطت
معاها ولا ايه اظن الحكايه فيها إنَ على فكره . صمت قليلاً ثم ضحك بصوت عالى وهو يقول – طيب خلاص خلاص أنا آسف ….كنت بهزر يا أخى أنت أيه مبتهزرش … على العموم يا سيدى مبروك على فكره صمت لبعض الوقت ثم قال – خلاص بكره أجازه ايه رأيك نوال حبيبتى تعزمنى على الغدا نفسى اوى فى مكرونه بالباشميل وباميه بالحمه الضانى يا سلاااام استمع لرد صديقه ثم ضحك بصوت عالى وقال – يا ابنى راعى انى راجل وحدانى وابنى يتيم …محتاجين حد يعطف علينا بوجبه دسمه استمع لكمات سفيان ثم قال وهو يضحك من جديد – طول عمرك
ابو الكرم يا صاحبى … بكره هتلقينى عندك من النجمه على فكره … سلام وأغلق دون أن يستمع لكلمات سفيان الحانقه .
ظل صهيب طول الليل يفكر فى كلمات والده … هو يعلم جيداً حب زهره له … و هو أيضاً يعشقها منذ صغرهم كم تشاجر مع أصدقائه بسببها …وأيضاً اولاد الجيران …. أنه يكبرها بخمس سنوات … كانت وهى صغيره تجلس بجانبه وهو يدرس بالساعات دون أن تصدر صوت ..أو تمل … كانت دائما تراقبه فى صمت … كان يلاحظ عليها بعض التصرفات التى تشبه تصرفاته هو… كان يستمع دائما لكلمات والدته وزوجه عمه يقولون …. « زهره بتقلد صهيب فى كل حاجه …. تحسيها كده ظله » كان دائما يراها كظله ملتصقه به تقلد كل حركاته …. حتى أتى الوقت
الذى لم يعد بمقدورهم البقاء سويا طوال الوقت .. ووضعت الموانع والعادات … والدين بينهم …ولكن فى اى وقت يلتقى بها يجدها مازالت متمسكه بتلك الأشياء التى تعلمتها منه . تنهد بصوت عالى يشعر بالخوف حقا لا يعرف ماذا عليه أن يفعل تحرك من على ذلك الكرسى الذى كان جالس عليه من وقت تحدثه مع والده واتجه إلى السرير جلس على طرفه و مد يده للكومود ليفتح الدرج ظل يبحث بيده قليلاً ثم أخرج سلسال فضى … كان لها ذات يوم … وكانت دائما تفقده وهو يجده ..وفى أخر مره فقدته كالعاده وظلت تبحث عنه طويلاً …. كان هو يمسك
به من البدايه ولكنه اقترب منها سائلاً – بدورى على أيه يا زهره . قطبت جبينها وجعدت انفها كالاطفال وقالت – السلسله بتاعتى ضاعت تانى …. وبدور عليها رفع حاجبه وهو ينظر إليها – تانى …. هو أنتِ مبتعرفيش تحافظى على حاجتك أبدا تجمعت الدموع فى عينيها وقالت – والله القفل بتاعها بايظ …علشان كده على طول بيقع أنا مش مهمله . اقترب خطوه أخرى وهو يقول – طيب يا زهره أنا هلاقيهالك كالعاده يعنى بس المرادى مش هديهالك هخليها معايا اصلحلها القفل …ماشى ابتسمت فى سعاده وقالت – موافقه جداً .. أصلا طلما هو معاك كأنه معايا . ومن
وقتها وظل السلسال معه أصلح له القفل لكنه لم يرى زهره بعينيه من جديد حتى يعطيها السلسال . رفع قدميه من الأرض وتمدد على السرير وهو يقول – بكره هتكلم معاها بصراحه ضرورى . ظل سفيان جالس على الكرسى فى غرفته ينظر إلى تلك النائمه بعد بكاء مرير وذكريات مؤلمه هى لم تنم فى الواقع هى فقدت وعيها من كثرة البكاء ….لم يستطع تخطى ما قالته تلك الطفله البريئه صغيرته اللذيذة ما قالته صدمه لا يستطيع عقله استيعابها فى أبعد خياله لم يتوقع ان يستمع لتلك الكلمات منها ان تكون مرت بكل ذلك كيف يصدق ان حبيبته تعرضت لمحاوله اعتداء
الفصل السابع عشر
كان سفيان جالس على الكرسى ويضع رأسه بين يديه يتذكر كلماتها المتألمه و الجريحه …. كانت كلماتها كخنجر يقطع قلبه ويمزق روحه تذكر بدايه حديثهم كان ينظر لها بتركيز وقال – أنتِ أيه …. أنتِ مهيره الكاشف …بنت أغنى رجل أعمال ليه بتعملى كده ليه نظرت إليه و عينيها تمتلئ بالدموع وقالت – حقيقى عايز تعرف …. حقيقى يهمك …ليه ده أنت اشتريت عميانى هيفرق معاك الماضى فى ايه … أبويا بعنى يبقا أنت هتكون شارى ليه الأهتمام . كانت نظرات الزهول والاندهاش من تلك الكلمات تملئ عينى سفيان كان يتألم من أجلها ولكنها لم تنتبه له وأكملت كلماتها بمراره
ووجع – عايز تعرف الجاريه إللى بعهالك أبوها تاريخها ايه …. عايز تعرف أيه عايز تعرف أن كان هو السبب فى الإعاقة إللى عندى وخلتنى ناقصه عن كل البنات …. عايز تعرف أنه حرمنى من أمى طول عمرى … عايز تعرف أنه ديماً كان بيضربنى … عايز تعرف أنى بخاف منه بترعب … وهو عمره ما حسسنى انه أبويا … عمره ما طبطب عليا ولا اخدنى فى حضنه … عمرى ماحسيت بالأمان وهو موجود … عمره ما كلمنى كويس إلا لو عايز حاجه ….. مصلحته أهم من كل حاجه وأى حد ……عايز تعرف أنا هعرفك ….
جلس سفيان على الكرسى الجانبى كان يشعر أن ما سيسمعه الأن ليس أمر هيننا ابدا نبره صوتها حركاتها الهستيريه وصوتها العالى كل ذلك يدل على أنها تتألم بقوه أراد أن يدعمها ان يأخذها بين ذراعيه ولكنه لا يستطيع لكنه نظر إليها بتركيز وتشجيع حتى تتكلم بحريه وراحه
توجهت إلى زاويه الغرفه وجلست أرضا وهى تضم قدميها إلى صدرها واغمضت عينيها صوت أنفاسها عاليه صمتت قليلاً ثم قالت – كنت لسه صغيره صحيت من النوم و مش عارفه أرجع أنام تانى وفى الوقت ده كنت برسم كنت ديماً برسم ملامح أمى وكان ديماً كل ما يشوفها يقطعها … و أرجع ارسمها تانى كنت ديماً بحاول اخبى الرسومات لكن لما كان يدخل الأوضة وانا برسم يتنرفز ويتعصب ويضربنى ويقطعها …. فتحت عينيها ودموعها تغرق وجهها قالت بصوت متقطع
– كنت بستخبى منه فى الاوضه ديماً … فى يوم كنت صاحيه بليل و سمعت صوت عربيته … طفيت النور ووقفت جمب الشباك… شفته نازل من العربيه وواحده سنداه معرفهاش أول مره أشوفها ..لبسها غريب مكشوف اوووى دخلوا القصر …و طلعوا الأوضة بتاعة بابا … خرجت من الأوضة براحه ووقفت ورى الباب لأول مره أعملها فضول طفله لسه تامه العشر سنين من أسبوعين .. وسمعت أصوات غريبه أصوات تؤوهات وكلام غريب مفهمتوش خوفت وجريت رجعت اوضتى وكنت حاسه بقرف ان إللى بيحصل ورا الباب ده قرف …ومن بعد اليوم ده كل يوم……. كل يوم واحده … كل يوم كل يوم
كلام غريب وأصوات بشعه تخلينى خايفه خايفه جداً ونظرت له وهى تقول – انا موقفتش ورا الباب تانى …. هما ساعات ….. ساعات مكنوش بيدخلوا الاوضه … كانوا بيعملوا كده فى صالة الدور الثانى ..
لحد فى يوم بعد ما بابا رجع هو الست إللى بتيجى معاه حسيت أنى عطشانه نزلت للمطبخ أجيب مايه سمعت دوشه جامده جداً وحاجات كتير كانت بتتكسر
كانت تشير بيديها ودموعها تنهمر أكثر وأكثر …. وبدأ صوتها يتحشرج … وجسدها يهتز خوفاً كان سفيان يراقبها و هو قلق عليها خائف من انهيارها وقف سفيان ليتقدم منها وجلس أمامها على ركبتيه وقال – أهدى يا مهيره أهدى .. خلاص بلاش تكملى صرخت به وهى تقول – لأ هكمل .. وأنت هتسمع .. هتسمع للنهايه هتسمع أشار لها بيده لتهدء وبدأت تكمل
– قربت من باب المطبخ أشوف بيحصل أيه لقيت بابا نازل بسرعه وهو ماسك الست إللى كانت معاه من شعرها وعمال يضربها ويجرجرها فى الأرض وهو بيشتمها….. ورماها بره باب القصر وفضل يقول كلام كتير أول مره اسمعه وبعدين … وبعدين صدرت عنها شهقه عاليه ثم قالت – وهو راجع … وهو وهو راجع لمحنى …. رجعت استخبى ورا الباب لكن هو كان شافنى …. شافنى دخل المطبخ جابنى من ورا الباب من شعرى
رفعت عينيها إليه وهى تقول – فضل يضرب فيها جامد ويشتمنى ويقول كلام غريب وقال على أمى خاينه وأنها عمرها ماقدرت حبه ولا كانت تستهله …… وبعدين بدء … بدء يبوسنى وو .. ويقطع عنى هدومى فضلت اصرخ واصرخ واصرخ بس مفيش حد سمعنى الخدم كلهم بيباتوا فى الملحق البعيد …وهو مش عايز يسبنى كنت بترجاه واصرخ واناديه … كنت صغيره كنت صغيره اوى يا سفيان … مكنتش عارفه أدافع عن نفسى وهو بيلمسنى فى كل حته كانت داده ديماً تقولى قولى ديماً يارب …. فضلت أقول يارب يارب يارب يارب
كانت حركتها زادت وعينيها تزداد اتساع ودموعها لا تتوقف أكملت كلماتها الصارخه – لمحت السكـ،ـ،ـينه موجوده على الرخامه مسكتها وضربته بيها مره ومره ومره بعد عنى وهو بيتألم وبيصرخ ساعتها طلعت أجرى على اوضتى .وأنا خايفه موت … كنت فاكره أنى موته… فضلت حابسه نفسى فى الاوضه وأنا خايفه كنت عايزه أمى تبقا جنبى تحمينى … أو دادا زينب ..لكن كنت لوحدى
جلست على ركبتيها وهى تمسك مقدمه ملابسه وهى تصرخ فيه ووجهها يزداد احتقان من كثرة البكاء عيناها خائفه زائغه وهى تقول – أنا مليش حد أنا مفيش حد بيحبنى … مفيش حد عايزنى … أنا لوحدى يا سفيان لوحدى … حتى جوازى اتغصبت عليه … لالالا. …اتبعت … هو قالى… هو قالهالى
ووقفت وهى تكمل بصوت عالى – قالى احمدى ربنا ان حد زى سفيان وافق يتجوزك …أنتِ معاقه فاشله ملكيش لازمه …. ده لو كان طلبك خدامه كنت وافقت وأنا مرتاح لأن هو ده كبيرك. تحركت خطوتان للأمام ثم عادت بنظرها إليه كانت تترنح فى وقفتها وقالت – أنا ولا حاجه يا سفيان ولا حاجه وسقطت مغشى عليها وبسرعه كبيره تلقفها سفيان بين يديه … استفاق من أفكاره على صوت اناتها فوقف بجانبها ووضع يده على رأسها ليطمئن على حرارتها تنهد براحه حين وجدها طبيعيه لكن لما كل ذلك العرق ثم أخذ بعض من المناديل الورقيه ومسح على جبينها آثار العرق
وجلس بجانبها يتأمل ملامحها البريئه الحزينه أمسك يدها بين يديه وقربها من فمه وقبلها بتقديس وقال وهو ينظر لها
– أوعدك انسيكى كل إللى فات … وأيامك إللى جايه كلها فرح وسعاده … وحياة حبك فى قلبى لعيش عمرى إللى جاى كله ليكى وبيكى وربنا يقدرنى وأقدر أخد حقك من إللى ظلمك .
كانت السيده نوال وجودى جالستان فى صاله منزلهم حين استمعوا لصوت مهيره وسفيان كانوا فى حاله زهول مما سمعا تلك الفتاه الرقيقه تعرضت لكل ذلك كل ذلك الألم والوجع ..كل تلك الندبات بروحها أنها حقاً مسكـ،ـينه . مرت بكل ذلك الألم ومازالت صامده تحاول العيش .
نظرت السيده نوال إلى ابنتها وقالت – جودى ولا كأننا سمعنا حاجه لا مهيره تعرف ولا حتى سفيان لو حست للحظه إننا عارفين هتتكسف جداً ومش هتقدر تعيش معانا براحتها تنهدت جودى بصوت عالى وهى تقول – اكيد طبعا يا ماما هو ده كلام يتقال … الله يكون فى عونها ده أنا من التخيل بس حسيت ان قلبى هيقف … ربنا يعين سفيان ويقدره أنه يعوضها عن كل إللى شافتوا
آمنت السيده نوال على كلمات ابنتها وهى تدعوا فى سرها ان يقوى تلك الفتاه وان تجد السعاده بجانب ابنها .
ظل سفيان جالس على كرسيه طوال الليل بجانب مهيره قلقاً عليها ويديها بين يديه و من وقت لآخر يقبل يديها ويعتذر لها لا يعلم لما يعتذر بالتحديد لكنه يشعر أنه مسؤل عن كل ماحدث يلوم نفسه لا يعرف لماذا لكنه يشعر بالذنب نظر إليها ملامحها البريئة ظل يتأملها حتى غلبه النوم وهو يحتضن يديها ووضع رأسه على طرف السرير
سطع ضوء النهار وعلت الشمس السماء تنير الكون وأرواح كل البشر تذهب هم الليل وتمحى الألم من كل شىء حولها فتحت مهيرها عينيها ببطئ وألم تنظر حولها تحاول تذكر ما حدث أمس حاولت رفع يديها ولكن شعرت بها مقيده رفعت رأسها تنظر إلى يديها لتجد سفيان يضع رأسه بجانبها على طرف السرير ويجعل من يدها وساده لرأسه ظلت تنظر إليه لا تعلم هل تشعر بالخجل مما حدث أمس ومن كل تلك الحقائق التى عرفها عنها أم تشعر بالسعاده باهتمامه …. ظلت تنظر إليه حتى شعرت به يستيقظ فعادت برأسها للوساده من جديد تنتظر استيقاظه تنتظر ماذا سيقول ويفعل معها ..
هل سيعيدها إلى والدها أم سيتطردها من بيته … هل سيحتقرها … هل سيسامحها هى تشعر بالخوف حقاً رفع رأسه وحرك رقبته المتشنجه يمينا ويساراً …. ثم نظر إليها ليجدها تنظر إليه بخوف ابتسم وهو يقترب منها ويقبل جبينها وهو يقول – صباح الخير … عامله أيه النهارده ظلت تنظر إليه فى صمت ابتسم وجلس بجانبها على طرف السرير وهو يقول – تمام أنا مش عايزك تردى أنا بس عايزك تسمعينى كويس ذادت نظرات الخوف فى عينيها وقالت لنفسها أكيد هيطردنى . ابتسم لها وهو يمسح على ظهر يدها التى بين أحضان يديه وقال – كل إللى حصل إمبارح هننساه
وكأنه محصلش ومتقلقيش يامهيره أنتِ مراتى … اوعى تخافى منى … أنا مستعد أسمعك طول عمرى … ومستعد اداوى كل جروح روحك ….مستعد اشيلك على ظهرى العمر كله ومتعبش منك ابدا. …. واوعى فيوم تتكسفى أو تخجلى من أى حاجه حصلتلك … أنتِ ملكيش ذنب فى أخطاء غيرك . ربت على يديها ثم وقف على قدميه وهو يقول – يلا بقا يا كسلانه قومى أنا جعان جداً .. وأكيد نوال جهزت الفطار أنا هسبقك وأنتى غيرى هدومك وحصلينى . وتحرك باتجاه الباب وقبل ان يخرج ألتفت إليها وقال – صحيح صاحب عمرى جاى يتغدى عندنا النهارده .. أنا سعيد جداً
أنى هعرفوا عليكى . وخرج دون كلمه أخرى وترك تلك النائمه على سرير فارغه الفاه وعلامات السعاده تختلط مع الاندهاش .
كان حذيفه يساعد أواب فى ارتداء ملابسه وهو يقول له – عارف انا مبسوط اوى علشان هشوف نوال دى أمى التانيه .. ثم نظر لابنه وهو يقول – لما تشوفها تقولها يا تيته . نظر له أواب باندهاش وهو يردد خلفه – تيته ! ابتسم حذيفه وهو يشرح لابنه – مش كل واحد بيكون له اب وام ولما الواحد يكون اب ابنه يقول لابوه وامه جدو وتيته فهمت كان أواب ينظر لأبيه باستخفاف ثم قال – ما أنا عارف أصلا … انا بس مستغرب من إمتى عندى تيته نظر له وهو رافع حاجبيه باندهاش وقال – اه لا ده موضوع
كبير يطول شرحه ابقا احكهولك بقا لما نرجع يلا علشان اتأخرنا -كان صهيب يرتدى ملابسه التى اخرجتها له امه … كان يفكر كيف سيتكلم معها كيف سيقول كل ما بداخله … كيف سيعرى روحه أمامها ولكن زهره تستحق أن يكشف لها كل شئ وهى لها القرار ولكن مؤكد هو سيحترم قرارها مهما كان ولكن ان بقت معه سيكون لها كل شئ لن يجرحها او يؤلم قلبها من جديد . كانت زهره تساعد والدتها فى تجهيز الغداء كانت السيده فضيله تلاحظ شرود ابنتها الدائم … عيناها القلقه نادتها اكثر من مره لم تسمعها ربتت على يديها وهى تقول – مالك يا
زهره أنتِ تعبانه ولا فى حاجه مضيقاكى . نظرت لها زهره وهى تتنهد – ابدا يا ماما ولا حاجه … كل الموضوع أن أنا قلقانه على صهيب .. خايفه يكون عمى جايبه هنا غصب عنه … أنتِ عارفه هو مش بيحب يخرج . ابتسمت أمها وهى تربت على كتفها وتقول – متقلقيش … وبعدين صهيب لازم يخرج من البيت هو هيفضل يا بنتى طول عمره حابس نفسه فى البيت ان شاء الله خير متقلقيش ثم أمسكت من يد زهره السـ،ـكـ،ـين التى تقطع بها السلطه وقالت لها – يلا اتفضلى من غير مطرود على اوضتك وجهزى نفسك علشان خطيبك .. يلا
ابتسمت زهره وقبلت يد أمها وقالت – لو مكنتيش تحلفى بس .. يلا حاضر هروح اجهز نفسى
خرجت مهيره من الغرفه لم تجد أحد بالصاله لكن سمعت صوت سفيان وهو يقول – ملكيش دعوه بمراتى … هى تصحى براحتها وبعدين يا انسه جودى هى ضيفه كام يوم هنا… بعد كده هتطلع شقتها … فخليها تدلع براحتها ابتسمت مهيره وشعرت بسعاده حقيقيه وراحه كبيره تقدمت منهم وهى تقول بخفوت – صباح الخير . اجابتها نوال قائله – صباح النور والهنا يا حبيبتى وقالت جودى – أهلاً يا ست مهيره .. حضرتك نايمه للظهر وانا هنا قاعده اقشر بصل . ضحك الجميع وتقدمت مهيره إليها بعرجها الواضح وهى تقول – خلاص متزعليش كملى تأشير البصل وأنا هغسل المواعين .
الفصل الثامن عشر كانت زياره الحاج إبراهيم لأخيه مليئه بالسعاده والابتهاج فالاخوه مترابطان بقوه وزوجاتهم متحابتان بصدق كان صهيب يجلس فى بلكونه بيت الحج حامد بعد تناول الغداء فطلب هو الجلوس هناك .وطلب أيضاً كوب قهوه من زهره وها هى تحضره له وهو جالس يفكر ماذا سيقول لها … وكيف يبدء الكلام . دخلت إليه زهره وبين يديها كوب صغير من القهوه وهى تقول بصوت خفيض – اتفضل القهوه يا سيدى لم يجيبها ولكن قطب جبينه وهو يتذكر أنها حين قابلته وقت ما أتى لم تقل له تلك الكلمه فظن أنها لن تقولها مره أخرى وذلك اراحه ولكن ان تقولها
الأن هذا معناه أنها تلتزم بالاتفاق بينهم ان لا أحد يعلم ما اتفقى عليه وعلى ذلك الأساس هى تقول له ذلك بما أنهم بمفردهم ابتسم ابتسامه شحيحة وهو يقول – تسلم إيدك يا زهره . صمت لثانيه ثم قال – ممكن تقعدى محتاج أتكلم معاكى هو كان يعرف جيداً أين موضع الكرسى الأخر حيث أنه بحث عنه وعرف زاويته وأين هى الطاوله الصغيره .وعرف أيضاً أين موضعه من سور البلكونه فتحركت وحفيف فستانها يخبره كيف تتحرك وإلى أى إتجاه ولكنها كالعاده وقفت أمامه وانحت لتجلس أرضا ولكنه لن يقبل تلك المره . فقال – لأ يا زهره مكانك هنا على
الكرسى جمبى . وأشار بيديه إلى الكرسى على جانبه الأيمن .نظرت له باندهاش وقالت بصوت خفيض – ليه مش أنت قولتلى ان مكانى ديماً تحت رجلك .. وبعدين هو فى خدامه بتقعد جمب سيدها أغمض عينيه ونفخ أنفاسه الساخنه فى الهواء وقال – أنسى أى حاجه أنا قولتها قبل كده … زهره أنا عندى كلام كتير عايز أقوله ليكى ومش هقوله طول ما أنتِ قاعده كده ظلت على جلستها لبعض الوقت وهو صامت تماماً اعتدلت واقفه ثم تحركت وجلست بجانبه صامته تنهد بصوت عالى وهو يقول – أول حاجه أنا عايز اعتذرلك عن كل كلمه قولتها والاتفاق الغريب إللى اتفقته
معاكى ….. أنا …. أنا كنت بحاول … قاطعته وهى تقول – تبعدنى عنك . ابتسم بتهكم وهو يقول – مش هستغرب أنك فهمانى يا زهره … بس هى دى الحقيقه … أنا قبل الحادثة كنت مقرر أنه بعد ما اخلص المشروع هتقدملك وتبقى ليا أنا وبس … لكن بعد الحادثه حسيت أنى كده بظلمك ….ليه واحده زيك أحسن واحد فى الدنيا يتمناها .. ليه تعيش مع واحد زى .. ليه تعيش فى ظلمه طول عمرها .. أنا عايش فى ظلمه يا زهره ظلمه ملهاش آخر .. مش هتنتهى ابدا … ليه ….. ليه اخليكى تعيشى معايا فى الظلمه دى
أنتِ كمان طول عمرك …. زهره …. زهره انا بحبك من وأنتِ لسه بضفاير …. بحبك حب يخلينى أفضلك على نفسى فى كل حاجه يخلينى أضحى بحبى علشان تعيشى سعيده …. وعلشان كده أنا النهارده جاى أقولك أنسى أى إتفاق أنسى اى كلام فكرى أنتِ عايزه أيه وأنا موافق عليه …. أنتِ بس صاحبه القرار …لكن أحب أقولك ان أنا بحبك ومحتاجك وبتمناكى لكن انتى قبل اى حاجه صمت وهو يأخذ نفس عميق وكأنه لأول مره يتنفس كانت تنظر إليه دموعها تغرق وجهها فى صمت ظلت صامته لبعض الوقت ثم أمسكت يده وقالت – يعنى بعد ما أخيراً اعترفتلى بحبك
ممكن تتخيل أنى أسيبك … انا بحلم باليوم ده من زمان اوى يا صهيب …. حرام عليك بجد ده أنت وجعت قلبى وجننتى … وبعدين ليه أعيش فى الضلمه ما انا ممكن اعيشك فى النور يا صهيب … ليه مكنش انا النور إللى فحياتك زى ما أنت كل حاجه فى حياتى …. هقولهالك تانى يا صهيب … أنا بحبك ابتسم وهو يعتدل فى جلسته لتكون عينيه التى لا تراها فى عينيها التى تراه وقال – عندى ليكى مفاجأه . قفزت من على الكرسى وهى تقول – مفاجأه بجد ايه هى يا صهيب قال لها أمرا بصوت عالى – كفايه بقا
جلست مكانها فى صدمه وقالت بصوت متقطع – كفايه ايه ؟ نفخ أنفاسه الحاره وكأنه تنين ينفس النار وقال – أنتِ عارفه قولتى كام مره صهيب فى دقيقه واحده أربع مرات … وكل مره بتقوليها بتخلى الشيطان يلعب فى دماغى بأفكار لو طبقتها …. مش عارف هيحصل فيكى أيه . كتمت ضحكتها بيديها … ثم قالت – طيب أنا أسفه ايه بقا المفاجأة ابتسم ثم مد يديه فى جيب الجاكيت وأخرج السلسال وقال – ده فكراه . ابتسمت وهى تمسك بالسلسال بين يديها وهى تقول ياه هو لسه معاك ابتسم هو الآخر وقال – كنت ناوى أصلحه وارجعهولك يوم ما
أطلب إيدك للجواز … لكن الحادثه سبقت كل حاجه . قالت وهى تضع السلسال حول رقبتها – تصدق ان أنا من بعد ما اخدته منى ملبستش غيره . مد يده فى اشاره لها ان تضع يدها فى حضن يديه فنفذت من فورها وحين شعر بنعومة بشرة يديها على يديه رفعها إلى فمه ليقبلها ولأول مره قبله جعلت كل ذره من كيانها يذوب شوقاً وعشقاً … وجعلت كل خليه منه تتحرك بغريزه رجوليه ثم قال لها دون ان يبعد يدها عن فمه كثيراً وانفاسه الدافئه تداعب بشرتها لتزيد من عذاب سعادتها وشوقها له – أوعدك انى أحافظ على حبك زى ما
حفظت طول عمرى على السلسله دى .
كان حازم جالس فى نفس المكان المعتاد الذى يحدث به كل المبيقات ….تكلم إحدى اصدقائه قائلاً – متقلقش أول ما هتنزل الجامعه هتلاقى كل حاجه مستنياها . نظر له حازم بتركيز ثم قال – وأنت وصلت للصور دى منين . ضحك ذلك الصديق ضحكة الواثق وقال – ليا طرقى الخاصه … هو أنت يهمك أيه غير النتيجه تكلم حازم بحزم قائلاً – طبعا يهمنى … يهمنى ان كل حاجه تكون برفكت علشان تجيلى راكعه …وتبوس جزمتى علشان بس أرضا عنها . يهمنى أنها متعرفش ترفع راسها ولا تلاقى أى حاجه او حد يساعدها. ضحك صديقه مره أخرى و هو يقول
– متقلقش يا ريس كل فى التمام التمام انا مش أى حد فى تلك اللحظه اقتربت إحدى الفتايات التى تعملن فى ذلك المكان وهى تتمايل فى مشيتها بتلك الملابس التى تكشف أكثر مما تستر وجلست على الكرسى الذى بجانب حازم وهى تقول – ميا مسا على عيونك يا حازم باشا …. منور الدنيا كلها …. تآمر بأيه .
نظر لها حازم نظره كلها شهوه وهو يقول – كل إللى عندك يا مزه . ضحكت تلك الفتاه ضحكه خليعه وقالت – وكل إللى عندى تحت أمرك . وامسكت يده وتحركت معه فى إتجاه الغرف الداخليه للمكان ….. ضحك صديقه وهو يقول – لازم تشرفنا وترفع راسنا .
كان سفيان جالس فى صالون منزل والدته هو و حذيفه وكانت السيده نوال تجلس أواب على قدميها وهى تقبله وتلاعبه وهو يضحك بصوت عالى كان حذيفه يتابع ما يحدث وهو بداخله يتألم من حرمان ابنه من تلك النعمه وجود عائله تحبه ويحبها … ويقفوا بجانبه يساندوه ويدعموه دائماً.. انتبه من شروده على صوت سفيان وهو يقول – يا ابنى ايه أنت سفرت فين يلا الغدا جهز . ابتسم حذيفه و هو يتبع سفيان الذى كان يقول – مش عارف أنا ايه كل الأكل إللى اتعمل ده آل ايه علشان حذيفه مين حذيفه ده اجابه أواب سريعاً وببرائه – يبقا بابا
ضحك الجميع واقترب منه سفيان وهو يقول – علشان خاطرك أنت وان هو أبوك يشرف ويئانس حذيفه ابن الست امينه . ضحك الجميع على كلمات سفيان وخاصه بعد ان ضربه حذيفه فى كتفه وساد الجو بعض المرح بين الأصدقاء كانت مهيره تتابع كل حركه ولو بسيطه من سفيان كانت تبتسم إذا أبتسم … وكانت ترفع حاجبها إذا رفع حاجبه كان كل تركيزها على ذلك الوحش التى كانت تظنه واتضح أنه حمل ذو قلب طيب ….. أنها تعشق النظر إلى عينيه بلونها الغريب تشعر أنها داخل مرج كبير …. وخاصه ذلك الجرح فوق عينيه اليسرى مباشره … الذى يعطيه مظهراً خشناً
جذاب ….. وخاصه أنها تشعر أنها كانت تراها طوال حياتها ولكن لا تتذكر أين …. هل عشقته بتلك السرعه لمجرد أنه استمع إليها ولم يحاسب ولم يبتعد …. هل هى كانت كالأرض الجافه العطشه لقطره ماء ترويها وتحييها ….. حقا حرمت من حنان الأم وحضن كبير يضمها ويمحوا عنها مخاوفها … وكانت تشتاق إلى المشاكل اللذيذه التى تحدث أحيانا بين الأخوات مهما حدث تتمنى ان تظل هنا
كانت جودى فى قمه سعادتها بأواب ذلك الطفل العبقرى الصغير … أنه مرح لطيف مثقف أنه بإختصار طفل لذيذ جداً كانت تلعب معه حين مر من جانبها حذيفه شعرت ان قلبها تركها مره أخرى وركض لذلك الصنم القريب منها الذى أخذ قلبها من قبل وهى صغيره ولم ينتبه له يوماً … والأن وبعد كل ما حدث مازالت تتمنى أن يشعر بها يوما . ولكنها الأن ليس لديها اى أمل او أحلام كلها تحطمت على صخرة الواقع بزواجه وانجابه لطفله الجميل … إذا هى ليست بحياته اى شىء سوى أخت صديقه المزعجه .
الفصل التاسع عشر
فى صباح اليوم التالى .استيقظت مهيره قبل سفيان ظلت تنظر إليه وهو نائم على الأرض … من وقت مصارحتها المحرجه وهو يعطيها مساحه من الحريه داخل غرفتهم ولذلك هو ينام أرضا حتى يترك لها السرير لتنام براحه وأمان تحركت بهدوء لتخرج من الغرفه وفى تلك اللحظه فتح سفيان عينيه ينظر إلى الباب المغلق وهو يتنهد بصوت عالى كم يتمنى أن تقترب منه أن تكون صديقته وحبيبته تحرك ليعتدل من نومته جلس قليلاً ينظر إلى السرير الذى رتبته فور استيقاظها و خفه المنزلى التى تضعه بجانب مكان نومه كل يوم صباحاً …. وقف على قدميه ليلملم الأغراض الذى ينام عليها حينها
دخلت مهيره تمسك بيدها صنيه عليها بعض من الطعام وضعت الصنيه على الطاوله الصغيره وذهبت إليه سريعاً لتأخذ من يديه الغطاء وهى تقول – صباح الخير….. عنك أنا هعملهم ابتسم لها وهو يقول – صباح الورد … بس عادى على فكره انا ممكن ألمهم الحياه مشاركه . احمرت وجنتاها وهى تجيبه قائله – عادى انا هلمهم أومال انا موجوده ليه كاد أن يجلس ليتناول ذلك الإفطار الذى احضرته بيديها … فهو يعلم أنها لاتفقه شىء فى المطبخ . ولكن كلماتها اوقفته مكانه شاعر بالصدمه من تلك الكلمات عاد بنظره إليها وهو يقول باندهاش – يعنى أنتِ شايفه أنك لازم تشتغلى
فى البيت علشان تفضلى هنا . تلجلجت حروفها على أطراف شفاهها ولم تستطع الرد سريعاً فقطع هو المسافه الفاصله بينهم فى خطوتين وهو يمسكها من كتفيها وهو يقول – مسمحلكيش تفكرى بالشكل ده أنتِ مراتى فاهمه يعنى أنتِ فى بيتك مش ضيفه … أنتِ مسؤله منى مش حمل عليا … و أوعى تفكرى أن لازم يكون فى مقابل لوجودك فى بيتك يا مهيره . ظلت تنظر إليه بأحترام وسعاده وهى تمسك بيديه ثم قالت – أرجوك أصبر عليا … ساعدنى أنسى كل إللى حصل فيا … ساعدنى أحس بكل الحلو إللى حوليا … ساعدنى أنسى كل الألم والوجع …..أرجوك أمسك
يدها وقربها من فمه وقبلها بحب وقال – أوعدك …… انا جمبك وعمرى ما هسيبك و ده وعد راجل حر عمره ما يخون .
كانت جودى ترتدى ملابسها حتى تذهب إلى الجامعه تأخرت اليوم كثيراً ولأول مره منذ دخولها الجامعه وها هى على وشك التخرج لحقت بسفيان الذى كان فى طريقه إلى الخارج ركبت بجانبه وهى تقول له – وأنت كمان صحيت متأخر. ابتسم وهو ينظر لها بطرف عينيه وقال – ملكيش فيه . رفعت حاجبيها باندهاش وهى تقول – ايه ده ده النهارده المفروض يتكتب فى التاريخ انت نازل من غير نظارتك ….. بركاتك يا ست مهيره . ضحك بصوت عالى ثم قال – أيوه نازل من غيرها ومش هلبسها تانى … هى كانت أكتر حد يهمنى وكنت خايف من نظرتها ليا …
لكن هى شافتها ولا حتى علقت … وما شفتش نظرات رعب ولا تقزز ولا نفور … فخلاص مين غيرها يهمنى ضحكت بسعاده وهى تقول – ربنا يسعدك يا حبيبى تستاهل كل خير ….ومهيره كمان طيبه وتستهالك يا قمر أنت كانت تحاول ان تمسكه من وجنته كالأطفال حين استمعت للنغمه الخاصه لزهره قبلت الأتصال وهى تضحك قائله – أيوه يا زوزو أنا فى الطريق يا وزتى . صمتت تستمع لصديقتها بتركيز ثم قالت – فى أيه يا زهره أنتِ تعبانه … فهمينى صمتت مره أخرى ثم قالت – سفيان ؟! ليه يا بنتى فهمينى ايه الحكايه…. أنا أصلاً قدام باب الجامعه
صمتت لثانيه أخرى ثم قالت – طيب طيب سلام نظر لها سفيان باهتمام وهو يقول – فيه ايه؟ نظرت له بوجه يكسوه القلق والرعب وهى تقول – مش عارفه بس صوتها قلقنى اوى يا أبيه نزلا من السياره ودخلا معاً من باب الجامعه كانت تلاحظ نظرات بعض الطلبه لها نظرات غريبه بشعه خانقه وجدت زهره تقف على إحدى الأرصفة اقتربت منها سريعاً وقالت – فى أيه يا زهره لم تتحدث زهره ولكن مدت يدها ببعض الصور نظرت جودى إلى تلك الصور و شهقت بصوت عالى وهى تتمسك بذراع أخيها الذى أخذها بين ذراعيه فى حركه حمايه وأمان ثم أمسك بوجهها
ورفعه ومسح دموعها وقال – ارفعى راسك يا جودى نظرت إليه وقالت – أنا والله معرفش أيه الصور دى … صدقنى يا أبيه ربت على خدها وقال – مش محتاجه تقوليلى ثم أخرج هاتفه ليطلب صديقه الذى حين فتح الخط قال – بشاميل نوال أخرنى على الجامعه سأله دون أن يجيب على مزحته – أنت فين ؟ قطب حذيفه حاجبيه وهو يقول – أنا خلاص داخل اهو من باب الجامعه … فى ايه ؟ اجابه قائلاً – انا مستنيك جوه الجامعه. وأغلق الخط دون كلمه أخرى شعر حذيفه ان هناك كارثه كبيره سفيان لا يكون على تلك الحاله إلا فى
الأمور الخطيرة وصل حذيفه داخل الجامعه وبحث بعينيه عن سفيان ليجده واقف يتحدث إلى زهره وجودى تحتمى بحضنه من نظرات لاحظها حذيفه ولكنه لم يفهم سببها بعد وقف على بعد خطوه واحده منهم ونادى على سفيان الذى ألتفت إليه وهو مقطب الجبين ويبدوا على وجه الشر ربت على كتف جودى وتركها مع زهره و أخذ الصور من يدها … وتوجه إلى صديقه ودون كلمه أعطاه الصور ظهرت معالم الغضب على حذيفه وهو يقول – هى وصلت لكده … الصور دى متركبه يا سفيان … دى صورى أنا و مراتى الله يرحمها واحنى فى شهر العسل … كنا فى ألمانيا .
نظر لجودى ثم عاد بنظره إلى صديقه وهو يقول – أنا آسف يا صاحبى ده أكيد الواد إياه إللى ضايقها قبل كده … بس متقلقش أنا هحلها وهرجعلها حقها قدام الكل تحرك حذيفه خطوتان للخلف وهو ينادى على أحد أفراد أمن الجامعه سائلاً إياه إذا كان عميد الجامعه قد أتى فأجابه بنعم فعاد حذيفه لصديقه وقال – يلا بينا عاد سفيان إلى جودى وأمسك يديها وهو يقول – تعالى ومتخافيش … مستهلش أكون اخوكى لو ما جبتلكيش حقك . وتحركوا جميعا إلى مكتب سيادة العميد طلب حذيفه من ساعى مكتب رئيس الجامعه أن يخبره أنه يريد رؤيته وبعد دقيقه واحده
سمح لهم بالدخول كان حذيفه مقطب الجبين حين دخل إلى رئيس الجامعه قائلاً – صباح الخير يا دكتور جمال . ضحك الدكتور جمال قائلاً – صباح النور دكتورنا الهمام أخبارك أيه قال حذيفه دون رد على مزاحه قائلاً – دلوقتى يا دكتور جمال فى مشكله كبيره وأنا محبتش أتصرف لوحدى لأن الأنسه لازم ليها رد شرف واعتبار قطب الدكتور جمال جبينه قائلاَ – أيه المشكله وضع حذيفه الصور أمام الدكتور جمال وقال – دى الأنسه جودى وده الأستاذ سفيان أخوها اما بقا الصور دى فالصور دى مفبركه .. لأن الصور الأصليه ليا أنا ومراتى الله يرحمها من شهر العسل من
أكثر من أربع سنين فى ألمانيا فى ولد هنا أسمه حازم العامرى .كان أتعرض ليها قبل كده وأنا وقفته عند حده لأن الموقف حصل فى محضرتى …. بعد كده أستنى لحد معاد المحاضره التانيه وجه قدام الجميع وأعتذر منها بطريقه غريبه بعد ما قلها أنتِ فاكره نفسك محترمه بجد … وبعدها على طول نلاقى الصور دى . هز الدكتور جمال رأسه وهو يقول – فهمت .. بس ممكن تورينى الصور الأصليه . فتح حذيفه هاتفه وفتح إحدى مواقع التواصل وأخرج منها نفس الصور الموجوده بين يد الدكتور جمال ولكن بدلا من وجه مارى وجه جودى .واراهم إياه وقف الدكتور جمال
وهو يقول – تمام … ووقف أمام جودى وهو يقول – الولد ده ضايقك قبل كده. ربت سفيان على ظهرها يطمئنها وهو يقول – قولى يا جودى مفيش حاجه تخافى منها ولا تتكسفى نظر له الدكتور جمال باعجاب وهو يقول – ياريت كل الأخوات كده متفهمه وواعيه نظر له سفيان وقال – أنا أشك فى نفسى لكن جودى لأ …ومهما الناس قالت ابتسم له الدكتور جمال ثم عاد بنظره إلى جودى وقرر سؤالها – ها ضايقك قبل كده اجابته قائله – أيوه أكتر من مره يحاول يكلمنى وارفض وكل مره يفضل يقولى أنتِ فاكره نفسك محترمه … أنا هخليكى تيجى
تبوسى جزمتى .وحاجات كده سألها مجددا – كان فى شهود على الكلام ده . نظرت جودى لسفيان الذى شجعها بنظراته وقالت – ايوه فى وفى مره زهره صحبتى صورت إللى حصل فيديو.
عاد إلى مكتبه وهو يقول … – والفيديو ده موجود .معاكم هزت رأسها بنعم فنظر لحذيفه وهو يقول – دكتور حذيفه من فضلك خليهم يستنوا فى مسرح الجامعه الكبير وارجعلى تانى.
الفصل العشرون
نظر له حذيفه باندهاش وهو يفكر لما يريد إرسال سفيان وجودى إلى المسرح الكبير … حاول أن يلتقط أى اشاره لما يفكر به العميد لم يستطع فنفذ دون كلام وهو يشير لسفيان ليخرجوا جميعاً حينها اوقفه سفيان سائلاً – أنا مش فاهم حاجه … هو ليه طلب أننا نروح المسرح ده دلوقتى . نظر حذيفه للباب المغلق خلفه ثم نظر إلى سفيان وقال – صدقنى معرفش بس أنا جيت ليه هو بالتحديد لأنى عارفه كويس و متأكد انه هيجيب حق جودى اوصلهم إلى المسرح وعاد سريعاً إلى الدكتور جمال وحين دخل إلى غرفة المكتب كانت زهره تقف أمام العميد وهو
يشاهد شىء ما فى يديه تقدم منهم حذيفه….نظر له العميد وقال – أنا اتأكد أنها مش بتكذب … هتاخد الفيديو ده وتروح لحسام مسؤل المسرح و هو عارف هيعمل أيه …. خرج حذيفه من المكتب ومعه زهره. ثم نادا الدكتور جمال بصوت عالى على ساعى مكتبه ثم طلب المسؤل عن أمن الجامعه فى خلال ساعه واحده كانت الجامعه بأثرها تتجمع فى مسرح الجامعه الكبير وكانت هناك شاشات عرض كثيره موجوده خارج المسرح لباقى العدد الذى لم يستطع الدخول وقف الدكتور جمال على المسرح وبيده الميكروفون وبجانبه حذيفه وقال – النهارده انتشرت ما بينكم صور للدكتور حذيفه مع إحدى الطالبات ….
والكل دلوقتى طبعاً بيقول ان فى علاقه مشينه ما بينهم … طيب مفيش حد فيكوا فكر للحظه ياترى زميلتنا دى فعلاً ممكن تعمل كده ولا لأ … على العموم أحب أقول أن الصور دى مفبركه … الصور اتسرقت من على الموقع الرسمى للدكتور حذيفه والصور دى ليه هو وزوجته المتوفاه …. وانتوا شايفين اهو الصور إللى بتتعرض … نفس الفستان نفس الواقفه نفس الخلفيه …. كانت فى تلك اللحظه الصور الأصليه تعرض على شاشة العرض الكبيره لكى يراها الجميع … كان سفيان واقف على المسرح ولكن لا يراه أحد وبين ذراعيه جودى ابتسم حين بدء عرض الصور وقبل رأس أخته
بسعاده أكمل الدكتور جمال حديثه قائلاً – دلوقتى اتأكدنا كلنا أن الصور دى زملتكم بريئه منها … طيب نفكر كده للحظه مين إللى جاب الصور دى ومين إللى فبركها …. مين حابب أنه يأذى زملتكم بالشكل البشع ده وكمان يضر سمعة دكتور حذيفه … خلينا نشوف وبدء عرض الفيديو الخاص بحازم وهو يحاول مغازلة جودى وهى تصرخ فى وجه وتنهره وبالأخير يقوم بتهديدها وسبها . ساد الهرج بين الطلاب ….وعلت الهمهمات المستنكره وبإشاره من الدكتور جمال عاد الصمت إلى المسرح أكمل قائلاً – دلوقتى عرفنا ولو مجرد تخمين مين إللى ممكن يكون عمل كده …طيب احنى لازم نتأكد ولا أيه
علت الهمهمات والصيحات فى المسرح وخارج المسرح . أشار الدكتور جمال بيديه …ليتقدما أصدقاء حازم ووقفا أمام الدكتور جمال منكسى الرأس سأل الدكتور جمال سؤال مباشر دون مراوغه . – مين إللى فبرك الصور ..ومين نشرها هنا فى الجامعه ومين إللى خطط لكل ده. كانت الإجابه كلمه واحده من أربع حروف خرجت من الأثنان فى نفس الوقف – حازم . وحينها دخل حازم المسرح يمسك به ظابط الأمن وفى نفس اللحظه دخل سفيان إلى المسرح ومعه جودى اوقفها بجانب حذيفه واتجه إلى الجانب الذى يقف به حازم ووقف أمامه مباشره .. وسدد لكمه قويه لوجه ليخرج الدم من فمه ….
ولكمه أخرى وأخرى وركله بقدمه وقلم على وجه ولكمه بصدره وبالأخير بثق على وجهه وعاد يقف بجوار جودى بهدوء ظل الدكتور جمال يتابع سفيان وهو يضرب حازم بهدوء وبعد أن انتهى وعاد إلى مكانه قال – لو كنت مكانك كنت هعمل كده برضوا … على العموم حضرتك اخدت جزء من حق أختك … وباقى الحق عندنا صمت قليلاً حتى يعود الهدوء إلى المكان بعد أن زادت الهمهمات بعد ضرب سفيان لحازم أكمل الدكتور جمال حديثه قائلاً – وبعد إللى احنى شفناه وعرفناه حازم مذنب ولا لأ جميع من بقاعه المسرح ومن بخارجها بصوت يهز القلوب – مذنب ابتسم الدكتور جمال
..وقال – إذا قررت إدارة الجامعه فصل الطالب حازم العامرى فصل تام ونهائى ولا رجعه فيه عن الجامعه لسؤ سلوكه والتشهير وتشويه السمعه لدكتور بالجامعه وزميله له …. وتقديم بلاغ بأسم الجامعه فى الطالب …. ثم نظر لسفيان وقال – وممكن كمان الأنسه جودى تقدم بلاغ بأسمها … وكمان الدكتور حذيفه .. ابتسم سفيان وقال – لا أحنى مش هنقدم بلاغ .. بس أحب أقوله كلمه واحده … لو فكرت بس تدوس على خيالها … أفتكر أنك هتقف قدامى أنا … وأنا ممكن أموت علشانها كان حذيفه يتابع كل ما يحدث بصمت … عينيه مثبته على تلك الصامته الخائفة الباكيه
شارد فيها. تقدم خطوه ووقف أمام سفيان وجودى …. ونزل على ركبه واحده وقال – آنسه جودى تقبلى تتجوزينى . صمت تام الجميع عيونه مثبته على جودى التى تقف كالصنم الجميع ينتظر ردها والمفاجئه الكبرى أنها رجعت خطوه للخلف واحتمت بظهر سفيان وقالت – لأ همهمات وأصوات مستنكره ظل حذيفه ينظر إليها دون كلمه أو حركه وكأنه يتمنى منها تغير رأيها ولكنها ظلت كما هى آفاق حذيفه من شروده على صوت الدكتور جمال وجد نفسه واقف فى مكانه لقد كان حلم يقظه ولكنه يشعر بالضيق لماذا وكيف يحلم بذلك الشئ عاد بتركيزه للدكتور جمال وهو يقول وبكدا لازم يا شباب
قبل متصدقوا أى حاجه سمعتوها أو شفتوها لازم تتأكدوا علشان فى حاجات كتير بتبان أنها الحقيقه وتبقى فى الأخر كذبه كبيره ثم تحرك خطوتان ليقف أمام جودى و نظر إليها وقال – وأنا بأسمى وصفتى بعتذرلك يا آنسه جودى . صفق الجميع وأصبح صوت التصفيق يرج المسرح وبدء جميع من على خشبة المسرح يغادر وصوت التصفيق يزداد وقف سفيان وشكر الدكتور جمال و أخذ جودى وزهره وتوجه إلى بوابة الجامعه وفى الطريق كل من كان يقابلهم يعتذر لها ويحيها وكانت دموعها لا تتوقف كانت تعرف جيداً أنها أخذت حقها وان لن ينظر أحد إليها تلك النظره القاسيه مره أخرى …
لكنها تشعر بالألم بألم قوى داخل صدرها تشعر ان قلبها ينزف ولا أحد يشعر تتألم لأن ما حدث حدث مع حذيفه لما هو من وسط الجامعه كلها … لماذا هو ؟ وصلوا إلى السياره وكانوا على وشك التحرك …… استمع سفيان لرنين هاتفه قبل الأتصال وهو يقول – أيوه يا حذيفه صمت للحظه ثم قال – لأ لسه بره استمع لكلمات صديقه ثم قال – لأ طبعاً مش هنعرف ماما حاجه صمت لفتره ثم قال . – خلاص هعرفها أنك هتيجى الجمعه يا طفس …. سلام
كانت مهيره تقف بالمطبخ مع السيده نوال يتحدثان … لأول مره تشعر مهيره بإحساس أن تقف البنت بجوار أمها بالمطبخ تتعلم منها فن الطهى … يتحدثون فى كل شئ واى شىء …. كانت نوال تتكلم عن جودى وهى صغيره وكيف كان سفيان دائماً يعين نفسه حارساَ لها وكيف كان دائما يأخذها معه فى أى مكان ضحكت مهيره وهى تقول – وهو كان بيخاف عليها من أيه ؟ نظرت لها نوال وهى رافعه حاجبها الأيسر كابنها تماما وقالت – كان بيغير أصل البت جودى وهى صغيره كانت بيضه اوى وشعر أصفر بقا وشفايف لون الفراولة حاجه كده أجنبى خالص فكان بيغير
. سكتت مهيره وكسى ملامحها حزن شديد شعرت بها نوال فاقتربت منها و جذبتها من ذراعها لتجلس على ركبتيها أمامها ثم ضمتها إلى صدرها وهى تقول – متزعليش .. صدقينى إللى جاى هيكون أحسن وهتعيشى كل إللى اتحرمتى منه … وأنا متأكده ان سفيان لو يقدر هيجبلك الدنيا كلها تحت رجليكى . ضحكت مهيره بتهكم وهى تقول – رجلى العارجه ضربتها نوال على كتفها وهى تقول – يابنتى الموضوع ده مش مضايق سفيان ولا فى دماغه أصلاً … وبعدين ديما قولى الحمد لله وبعدين خلاص بقا ادبسنا فيكى وحبناكى وامرنا لله ضحكت مهيره وهى تضمها بقوه وقالت – وأنا كمان
الفصل الحادى والعشرون
كانت زهره جالسه فى غرفتها تفكر فى كل ما حدث اليوم … لقد صدمت حين رأت الصور لكنها تعرف صديقتها جيداً تعلم عن عشقها لحذيفه منذ كانت صغيره … لكن تلك الصور ولما مع حذيفه تحديدا ذلك السؤال الذى تحتاج إلى إجابه إليه ….. أمسكت هاتفها وطلبت رقمه هو الوحيد الذى تستطيع أن تحكى له كل شىء حتى أفكارها غير المقتنعه بها ظل رنين الهاتف حتى ظنت أنه لن يجيب ولكن بالأخير فتح الخط وسمعت صوته الحبيب وهو يقول – السلام عليكم ابتسمت وظلت صامته تستمع لصوت أنفاسه ابتسم هو الأخر وظل صامت لبعض الوقت ثم تكلم قائلاً – هتفضلى
ساكته كتير . ضحكت وهى تقول – حتى صوت أنفاسك بعشق أسمعها …. صوت أنفاسك حياه يا صهيب كاد قلبه ان يقفز خارج صدره من كلماتها ..يشعر ان كل الكلمات والاشعار ليس لها معنى أمام حبها له تكلم بصوت هادئ ولكن به حشرجه من احساسه بها – بحس أنى قدامك وقدام كلامك طفل صغير لسه متعلمش الكلام . صمتت فكانت فرصته لسماع أنفاسها الذى شعر فيها بتوترها سألها قائلاً – مالك يا زهره تكلمت و قصت عليه كل ما حدث بالجامعه وكل الأفكار التى تدور داخل رأسها … والسؤال الملح لما حذيفه بالتحديد
أبتسم صهيب وهو يقول – أولا أنا شايف إللى حصل ده حسب تفكير واحد زى حازم ده طبيعى أنه يفكر يشوه سمعتها علشان رفضته كتير وزى ما قولتى أخر مره ضربته بالقلم … فالحل الوحيد أنه يقول لكل الناس اهى إللى عامللنا شريفه و عفيفه … وليه حذيفه بالتحديد لأنه آخر واحد دافع عنها وكمان شهد على القلم إياه تنهدت زهره بصوت عالى وهى تقول – أنا عمرى ما شكيت فى جودى يمكن صدمه الموقف … يمكن خوف … بس أكتر حاجه حسيتها أنى كنت محتجالك جداً وعلشان كده كلمتك على طول بس مرات عمى قالتلى أنك نايم فقولت أجرب
دلوقتى واهو بكلمك
ضحك صهيب وهو يقول
– امى ما قلتليش … على العموم حقك عليا أنى كنت نايم هفضل صاحى ومش هنام ابدا علشان لما تتصلى فى أى وقت ارد على طول ضحكت بصوت عالى وهى تقول – ده أنا كده أكون جايه عليك بخسارة …. وبعدين أى حاجه فى الدنيا تستنى المهم راحتك صمتت قليلاً وهو أيضاً ثم قالت – صهيب – نعم ابتسمت بخفوت ثم قالت – أنا بحبك صمت تام لم يجيبها بشئ وهى أيضاً ظلت صامته تستمع لصوت أنفاسه المرتفعة طال الصمت بينهم لم تمل هى ولن يتكلم هو ومر وقت طويل حتى سمع صوت زوجة عمه تتحدث إليه – إزيك يا
صهيب … معلش يا ابنى زهره نامت ضحك بصوت عالى وقال – ولا يهمك يا مرات عمى .. هى صوتها كان مجهد جداً . المهم حضرتك كويسه اجابته بابتسامه ناعمه ترتسم على وجهها – الحمد لله يا ابنى والله …. وأنت يا حبيبى طمنى عليك . قال سريعاً – انا كويس جداً الحمد لله والحقيقة الفضل كله لزهره كانت سعيده بكلماته صهيب هو الولد التى تمنته ولم تنله يوماً فالقدير تفضل عليها بزهره ثم ابتلاها ولم تنجب بعدها قالت برضا وسعاده – اهم حاجه سعادتكم يا ابنى . تنحنح بصوت عالى ثم قال – مرات عمى كنت عايز اطلب من
حضرتك طلب اجابته سريعاً – اكيد يا حبيبى . صمت لثوانى ثم قال – انا عايز أعمل مفاجئه لزهره ممكن تساعدينى . ضحكت وهى تقول – أكيد طبعاً قولى عايز أيه وأنا أعمله .
عاد سفيان و جودى إلى البيت بعد ان اتفقا على عدم أخبار أمهم بشئ
كانت نوال تجلس فى صاله منزلها بعد إصرار مهيره على غسل الصحون دخل سفيان قبل رأسها وجلس بجانبها وجلست جودى على الكرسى المنفرد بعد ان حيت أمها بقبله على خدها كما هى العاده سألتهم قائله – أنت جيت بدرى ليه يا سفيان … وكمان جودى جايه بدرى فى حاجه ولا أيه يا ولاد نظر سفيان لجودى ثم ابتسم لأمه وقال – ابدا يا ست الكل … انا جيت بدرى علشان نتغدى بدرى وأخد مهيره ونخرج شويه واهو نتعرف شويه وتاخد عليا وجودى كان فى إحتفال فى الكليه النهارده فلغوا المحاضرات . ثم نظر حوله ثم سأل – هى فين مهيره
صحيح . حركت نوال رأسها بلا معنى وقالت – فى المطبخ بتغسل المواعين ظهرت معالم الاندهاش على وجه سفيان وجودى التى ترجمت اندهاشها قائله – مهيره الكاشف بنت راجى باشا الكاشف بتغسل المواعين جباره يا نوال ضحك سفيان وهو يتحرك من مكانه ليذهب لتلك القابعه بالمطبخ وقف عند الباب ينظر إليها وهى تتعثر فى كل حركه ولكنها تحاول بكل جهد ان تنجح اقترب منها بهدوء ووقف خلفها مباشره ثم قال – أنا متفاجئ الحقيقه شهقت بصوت عالى وهى تلتفت إليه ويديها كلها صابون لتكون بين يديه داخل حضنه لا يفصل بينهم أى شىء عينيها غارقه فى لون عينيه المميز ….ظل
ينظر إليها وقلبه يضرب صدره بقوه يكاد يخرج من صدره كم حلم وتمنى ان تكون بين يديه فى حضنه وبين ذراعيه كم تمنى ان يرى الحب والشوق بعينيها بدل الخوف والرعب نعم هى بين يديه نعم داخل حضنه عينيها فى عينيه ولكن ليس هناك الشوق والحب والغرام ولكن أيضاً لا يجد خوف ورعب يجد راحه و امان وذلك اهم لديه واسعده جدا والأكثر اسعاداً انها تنظر إلى عينيه دون نفور اقترب وجهه إلى وجهها وهو يقول – مهيره الكاشف بتغسل مواعين انا حقيقى مش مصدق عنيا تململت بين ذراعيه وهى تقول – عارفه أنك شايفنى فاشله عارفه مش محتاج تقولى
ضحك على تذمرها وتفكيرها وقال – فين الفاشله دى هى الفاشله دى تقدر تعمل حاجه لأول مره وتبقا بالشطاره دى …. انا مش شايف هنا حد فاشل … انا شايف واحده قادره تكون إللى هى عايزاه فى اى وقت وتحت اى ظروف كانت نظراتها كلها رجاء وتلمع من كثرة الدموع المتجمعه بها أكمل كلماته ومازالت تلك الابتسامه المحبه المشجعه ترتسم على ملامحه – وبعدين أنا مسمحلكيش تقولى على مراتى فاشله … أنا مراتى أحسن واحده فى الدنيا …. وحتى لو مش بتعرف تعمل اى حاجه …. هى بتتعلم بسرعه ولماحه وذكيه …وأنا بحبها كانت وجنتيها تتحول من الوردى إلى الأحمر
القانى مع كل كلمه حتى قال الكلمه الأخيره رفعت عينيها إليه تنظر له باندهاش وتساؤل ظل هو ينظر إليها عيناه تنطق بحب كبير وعشق لا نهايه له ولكنها خائفه لا تصدق كسى الحزن وجهها وهى تقول – أنت بتضحك عليا إمتى حبيتنى اقترب أكثر وهو يقول عايزه تعرفى – من أول يوم جيت القصر وشفتك فيه وأنتِ لابسه يونفورم المدرسه وبالشريط الأبيض فى شعرك … وكنتِ بتقولى لزينب …« نجحت يا داده وكمان طلعت الأولى …وكل البنات إللى كانوا ديماً بيتريقوا عليا ويقولولى يا عارجه كانوا بيسقفولى» وفضلتى تلفى حوليها وأنتِ بتغنى الناجح يرفع إيده . كانت تنظر إليه وهى
تشعر أنها لأول مره تراه حقاً هل يتذكر ذلك اليوم أنها لم تذكره منذ مده حتى تكلم عنه الأن …. ولكنها تذكرت تلك المكالمه وكلماته العنيفه والقويه لتلك المرأه ….اخفضت بصرها عنه ولكنه لم يسمح لها وكأنه قرأ ما بداخلها فقال
– النهارده هنخرج سوى … و أوعدك أنى أحكيلك النهارده كل حاجه عنى متفقين . حركت رأسها بنعم وهى تشعر بخجل أبتسم على ذلك الخجل الذى ينوى ان يقضى عليه الأن اقترب منها واحضتنها وفى لحظه خاطفه كان يختطف شفتيها فى قبله حلم بها لسنوات قبله يروى بها قلبه المشتاق لها قبله نسى بها أين هم ونسى من حوله كانت هى فى عالم آخر حين أخذها على حين غره فى تلك القبله لم تشعر بشئ سوى الخوف ولكن وبعد لحظات كانت تشعر بالأمان بين ذراعيه ولأول مره تشعر بذلك الأحساس تلك القبله حركت بها مشاعر لم تجربها من قبل مشاعر
جعلت قلبها ينبض بقوه داخل صدرها وكأنه عصفور داخل قفص و يحاول الخروج منه والتحليق بعيدا جدا ابتعد عنها حين شعر بحاجتهم إلى الهواء ووضع جبينه فوق جبينها وقال بكل شوقه ولهفته وحبه الظاهر فى عينيه – بحبك … بحبك يا مهيره
الفصل الثانى والعشرون
كانت وجبه الغداء ثقيله جداً على جودى كانت تود ان تختلى بنفسها فى غرفتها تبكى وتبكى تفكر وتحلل …. كانت تشعر أنها تختنق بالبطئ … أنتهت سريعاً ووقفت وهى تقول بمرح مصتنع – خلاص كده السرير ينادينى … تسلم إيدك يا نونو يفهم سفيان ذلك المرح المصتنع ولاحظته مهيره أما نوال فتعرف أن هذا الشئ عاده فى ابنتها فلم تعطى الموضوع أكبر من حجمه حتى لو انبئها حدثها ان هناك شىء غير عادى فى ابنتها ابتسمت لها وحركت رأسها بنعم
كانت مهيره تشعر بتغير جودى وان هناك شىء يشغل بالها ولكنها خجلت ان تسألها … أولا هى لم يمر على بقائها أكثر من أسبوع ثانيا هى لا تعرف طبيعة جودى فخجلت من سؤالها نظر لها سفيان وهى سارحه وتمسك بيدها قطعه خبز أمام فمها ولا تأكلها ابتسم على طلتها اللذيذه تلك فاقترب من اذنها وقال – لو ماكنتش أمى قاعده كنت أكلتك إللى فى إيدك ده بطريقتى اتسعت عينيها من كلماته ونظرت للسيده نوال سريعاً فوجدتها لا تنظر إليهم فعادت بنظرها إليه وهى مقطبه الجبين وعيونها مليئه بالغضب .وقالت بهمس – أنت .. أنت قليل الأدب على فكره . ضحك
بصوت عالى جعل نوال تنظر إليهم فاخفضت مهيره رأسها وهى تعض على شفتها السفليه فى حرج. فقالت نوال وهى تبتسم على ضحكه إبنها – طيب ضحكنى معاك . نظر لتلك الخجله بجانبه ثم عاد بنظره إلى أمه وغمز لها وقال – أصل مهيره بتقول عليا قليل الأدب نظرت له مهيره وهى فارغه الفاه ثم سمعت ضحكه نوال وهى تقول – معرفتش اربى هنقول ايه بس مقلتليش يا مهيره هو عمل ايه علشان تقوليله يا قليل الأدب ؟ وضحكت بصوت عالى وشاركها الضحك سفيان فوقفت مهيره سريعاً وركضت إلى غرفتها . نظرت نوال إلى وحيدها وربتت على يديه وقالت – سعيده
جداً أنها بطلت تخاف منك …. ربنا يسعدك يا ابنى . قبل يديها وهو يقول – لسه الطريق طويل بس دعاكى معايا يا أمى .
حين عاد حذيفه إلى بيته كان يشعر بالارتباك من ذلك الحلم الذى تمنى وقتها أن يكون حقيقه ولكن بنهايه مختلفه لماذا عاد ذلك الأحساس كان يظن بعد زواجه من مارى ونسيانه لجودى طوال فتره زواجه وبعدها أنها لم تكن حب حقيقى … لكن من وقت ملاحظته لتحـ،ـ،ـ،ـرشات حازم بها عاد تفكيره بها وأقوى من الأول أصبح يحلم بها وليس فقط وهو نائم بل مستيقظ أيضاً ماذا عليه أن يفعل …. هل ستقبل به أم مازالت تراه مجرد أخ كبير تلجأ إليه حين تحتاج دعم أمام سفيان ….. وان قبلت به زوج هل ستتقبل وجود أواب وبظروفه الصحيه …. تنهد بصوت
عالى وعقله يسحبه لمكان آخر فى التفكير … هل قلبها خالى من الأساس ام هناك من يسكن قلبها ويشغل عقلها استفاق من شروده على صوت أواب وهو يقول – بابا مين ضايقك نظر له حذيفه وابتسم وهو يقترب منه وقبل أعلى رأسه وقال – مفيش حد مضايقنى … أنا بس مرهق شويه لوى أواب شفتيه فى حركه طفوليه وقال – أنا عايز اشوف جودى . قطب حذيفه جبينه وهو ينظر لابنه بتركيز … ثم قال – عايز تشوف جودى … جودى مين نظر له أواب نظره غريبه وقال – جودى أخت صاحبك …. أنا عايز أشوفها . لم يندهش من
تذكر أواب لجودى فهو يعرف ذاكرة إبنه جيداً …. وأيضاً جودى تركت بصمه قويه بابنه حين كانو لديهم فهى لم تعامله كطفل بل تعاملت معه على أنه شخص ناضج وكانت تناقشه وتستمع لرأيه وتجادله عاد بتركيزه إلى ابنه الذى كان ينتظر رده فقال له – حاضر هبقا اسأل سفيان ينفع نرحلهم امتى . حرك أواب رأسه بلا وقال – عايز أكلمها … هى قالتلى لو عايز تكلمنى كلمنى فى أى وقت . قطب حذيفه جبينه وقال … – ماشى يا حبيبى بس أنا مش معايا رقمها … ومش عارف دلوقتى سفيان فى البيت ولا لأ نظر أواب الى سقف الغرفه
وقال – أنا معايا رقمها يا بابا . وأكمل قائلاً – حتى رقمها هو………… 010 نظر له حذيفه وهو مندهش صحيح كان يعلم عن ذكائه وذاكرته ولكن لم يتخيل انه حفظ رقمها حين قالته له لقد قالته مره واحده فقط أبتسم لصغيره و أخرج هاتفه وأعطاه لصغيره فنظر له أواب وعينه تخبر أباه باقتراب نفاذ صبره فكتم ضحكه كادت ان تخرج منه وقال – ملينى الرقم … بس أنت إللى هتتكلم على طول . هز الصغير رأسه بنعم دون كلمه أخرى وظهرت على وجهه معالم السعاده كانت جالسه فى منتصف سريرها تبكى بلا صوت تتذكر نظرات زملائها .. كيف كانت
جارحه وقاسيه حتى نظرات صديقتها الوحيده تعلم أن زهره لم تشك بها ولا للحظه ولكن لن تنسى بحياتها نظره عينيها المشككه والحذره . لكن حقاً كانت سعيده بثقه سفيان بها ودعمه اللا مشروط … وموقف حذيفه الجاد وتصرفه السريع والحكيم ولكنها كلما تذكرت الصور وتذكرت تفاصيل زوجة حذيفه فستانها وقفتها وضع يدها على صدره واحاطة خصرها بيديه … كل ذلك مؤلم مؤلم جداً زاد نشيجها فخبئت وجهها فى وسادتها تبكى أيام مرت فى عشق لم يكن لها يوماً تبكى سعاده بعوده يا ليتها لم تحدث تبكى أحلام ورديه وتخيلات سعيده لن تتحقق . وحين بدء بكائها فى الهدوء استمعت لصوت
الهاتف كانت تريد تجاهل الرنين ولكن شىء ما جعلها تمسك بالهاتف وتنظر باندهاش لذلك الرقم غير المسجل . ظلت لثوانى تنظر للرقم ثم قبلت المكالمه ووضعته على اذنها وقبل أن تتكلم سمعت صوت طفل صغير يقول – جودى أنتِ كويسه . ظلت صامته لبعض الوقت ثم قالت – أواب ابتسم الطفل فى سعاده وقال – ايوه …. أنتِ بتعيطى ليه اندهشت لكلماته واحساسه بها وأيضا جذب انتباه الجالس أمامه أرضا ينظر إليه الأن بتركيز اجابته قائله – حبيبى أنا كويسه . أجاب سريعاً بنوع من الغضب الطفولى قائلاً – إللى بيكذب بيروح النار …. مين زعلك صمتت تفكر أن ذلك
الطفل به نقاء وشفافية لا وصف لها إذا قول شىء من الحقيقه هنا هو الحل الوحيد – صح يا أواب إللى بيكذب ييروح النار … أنا بس مكنتش عايزه اضايقك يا صاحبى … تكلم الصغير قائلاً – طيب يلا قوليلى مالك . كان حذيفه يتابع حديث ابنه بتركيز واهتمام يريد الاطمئنان عليها وكان يخجل من محادثه صديقه . حتى أتى إليه صغيره بالحل السحرى تنهدت جودى وقالت لأواب – حصل معايا مشكله صغيره كده فى الجامعه … وأخويا و صديق ليه حلوها . هز الصغير رأسه بنعم وكأنها تراه ثم قال – خلاص اتحلت متعيطيش تانى . ضحكت جودى وهى
تقول – حاضر مش هعيط تانى …. بس أنت عرفت منين ان أنا كنت بعيط . قطب الصغير جبينه وهو يقول – سمعتك. ….. سلام وأغلق الخط سريعاً دون كلمه أخرى ظلت جودى تنظر للهاتف باندهاش لقد قال سمعتك كيف هذا ….. لكنها ابتسمت ذلك الطفل هون عليها ما بها حقاً أنه طفل يجلب السعاده لكل من حوله مؤكد حذيفه فخور به …. تنهدت بصوت عالى وهى تمسح وجهها من تلك الدموع وقررت أن تنام حقا حتى ترتاح و تنسى كل ما حدث تعرف جيداً أنه صعب جداً لكن لتحاول على الأقل . كان حذيفه ينظر لابنه باندهاش كبير ثم
قال – سمعتها …. سمعت أيه نظر له أواب ببراءه وقال – أنا كنت قاعد فى الاوضه بلعب … سمعت صوت جودى وهى بتعيط بس .
كان صهيب يتحدث مع أحد أصدقائه القدامه الذى قطع علاقته بهم بعد الحادث ان زهره بعشقها اللا متناهى تعيده للحياه …. يشعر من داخله أنه عاد صهيب القديم من جديد عاد له حبه للحياه شعوره بالتحدى عاد من أفكاره على صوت صديقه يقول – صهيب حبيبى عاش من سمع صوتك وحشنى جداً جداً يا صاحبى . ابتسم صهيب وهو يشعر أنه أضاع منه الكثير خلال الأربع سنوات التى خاصم فيها العالم واجاب صديقه قائلاً – وأنت كمان وحشنى … طمنى عنك يا جواد تكلم صديقه بسعاده حقيقيه وقال – الحمد لله اتجوزت اهو ومسكت شركه أبويا … لا و كمان
ولى العهد جاى فى السكه . ضحك صهيب بصوت عالى وهو يقول – معقول جواد الهاشم دخل القفص أنا مش مصدق والله ….. ألف مبروك يا صاحبى …. و يوصل ولى العهد بألف سلامه …. بس أوعى تكون اتجوزت ميما ضحك جواد بصوت عالى وهو يقول – طبعاً يا صاحبى حب عمرى وبعدين هنعمل أيه بقا يا صاحبى شر لابد منه .بس طبعاً دى أحلى حاجه فى حياتى ضحك صهيب على صديقه وقال سائلاً – أيه هى الحكومه جمبك ولا أيه ؟ اجابه صديقه سريعاً – طبعاً يا ابنى هى معايا فى كل وقت حتى لو مش معايا هى جوه
قلبى قال صهيب – يا عينى على الرجاله ده أنا كنت هضرب بيك المثل طلعنا كلنا نفس الشخص . قال صديقه سريعاً – يبقا أنت كمان دخلت القفص مش كده ابتسم صهيب وهو يجيبه قائلاً – فتحت الباب اهو ورجل جوه ورجل بره بس أنا داخل داخل . ضحك جواد بصوت عالى وهو يهتف بسعاده – تبقا زهره صح . اجابه صهيب بحب حقيقى – طبعاً ومين غيرها . ظل الحديث بين الأصدقاء لمده طويله كانت تتابع حديث ابنها مع صديق عمره والأقرب إليه كانت سعيده بعودة ابنها إلى الحياه كانت تدعوا الله لزهره التى أعادت ابنها مره أخرى من
الفصل الثالث والعشرون
ظلت مهيره جالسه فى غرفتها تشعر بالخجل حين دخل سفيان إليها ليجدها جالسه على الارض٦ تستند بظهرها على السرير وقف أمامها لم ترفع رأسها ولم تنظر إليه فجلس أمامها وهو يقول – طيب هو أنا قولت أيه علشان تقولى عليا قليل الأدب وقدام أمى كمان . رفعت عينيها تتجمع بها الدموع وقالت – أنا آسفه والله مقصدتش … وبعدين أنت إللى قولتلها انا صوتى كان واطى …بس أنا فعلاً آسفه أرجوك سامحنى والله مقصد هى طلعت لوحدها رق قلبه لطيبتها الشديدة ومع تلك الدمعه التى هربت من عينيها لتسيل عل طول خدها وتستقر فوق شامتها تحركت تفاحة آدم وهو يتخيل
أنه يتذوق طعم تلك الدمعه على شامتها التى يعشقها بجنون ولكنه لم يترك الفرصه وسوف يستغلها اقترب منها بهدوء يناقد النار التى تشتعل بداخل قلبه وروحه وهو يقول – أنا مش زعلان وهى أيه المشكله لما الراجل يكون قليل الأدب مع مراته وفى لحظه كان يتذوق طعم تلك الشامه حين تتكلم وتتحرك يشعل بداخله دائما بالرغبه فى تقبيلها كان يفكر فى كل ذلك وهو يتعمق فى قبلته أكثر وأكثر حتى سمع تاؤهها فابتعد عنها ليجد لون الجلد حول الشامه تحول للأحمر القانى كانت تنظر إلى الأرض فى خجل شديد من استجابتها له وذلك الأحساس الرائع الذى يجعلها تشعر به كلما
اقترب منها ظل ينظر إليها وهو يحاول تهدئة مشاعره التى تطالبه بالمزيد أنها شهيه ولذيذه خجله وبريئه سيعلمها هو كل فنون الحب وسيسعد كثيراً وهو يعلمها ثبت نظره إلى عينيها وهو يكاد يجزم بما تفكر فقترب منها وهو يقول – انا بحبك جدا …. اتمنى فى يوم أنك تحبيبنى ولو عشر حبى …. وبعدين أنتِ مراتى يعنى إللى حصل دلوقتى عادى يحصل ما بينا وفى الأكبر من كده … مش هقولك بلاش خجل هقولك حاولى تحبينى . ثم قبل أعلى رأسها وقال -يلا بقا جهزى نفسك علشان هنخرج . هزت رأسها علامه الموافقة وتحركت لتخرج ثيابها ابتسم على تلك الطفله
بداخلها التى تحتاج التدليل… والمراهقه التى تحتاج إلى احتواء ….. والمرأه التى تحتاج للحب والعشق
استيقظت زهره من نومها وهى تتذكر أنها كانت تتحدث مع صهيب .. كيف غفت … وضعت يدها على جبينها تدلكه ثم على فمها تكتم ضحكه مرحه كادت أن تخرج منها وكأن هناك من يراقبها وسيخبره أنها تضحك . أمسكت هاتفها واتصلت به كان جالسا يفكر ويرتب كل أفكاره حتى تكون مفاجأه رائعه فهى تستحق …. وهو يريد تعويض كل ما فات إذا لم يعد يبصر فلديه البصيره وهذه أهم وأقوى لأن مركزها القلب وليس العين استمع إلى صوت الهاتف برنينه الناطق بأسمها المحبب ابتسم حين تذكر نومها وهو معها على الهاتف حين أستقبل المكالمه قال سريعاً – يا صباح الخير
باليل ….. كده تطلعينى ممل وممكن أى حد ينام منى وهو بيتكلم معايا انطلقت ضحكتها التى حاولت باستماته امساكها وقالت بصوت متقطع من كثرة الضحك – أنا … آسفه …. بس كنت بجد تعبانه جداً …. ولو سمحت متقولش على سيدى ممل . كان يضحك معها وسكت حين سمع اعتذارها وقطب جبينه ونغزه قلبه مع كلمه سيدى الأخيره قال باهتمام – تعبانه مالك يا زهره . ابتسمت من حبه الخالص لها الذى حاول حرمانها منه وقالت – ابدا بس ضغط اليوم والموقف إللى حصل .. وبصراحه كنت مضايقه من نفسى جداً علشان تفكيرى ومعاملتى الجافه لجودى … وبفكر اروحلها اصالحها
حاول بكل قوته تجاهل الكلمه التى تؤلمه وقال – فكره حلوه روحيلها لأن أكيد هى مش هتروح الجامعه بكره قالت سريعاً لمعرفتها القويه بصديقتها – لا هتروح جودى مبتهربش بتواجه … ويمكن دى أقوى ميزه فيها صمت لا يستطيع الكلام … وهو يفكر لماذا قالت هذه الكلمه مره أخرى …. نادته بصوتها الناعم الجذاب كاد قلبه يخرج من مكانه ويركع أمامها يرجوها أن تظل تكرر الأسم مرارا وتكرارا ظل على صمته فاعادت النداء فقال مباشره دون مراوغه – انت ليه قولتى كده تانى مش احنى اتفقنا وقفلنا الصفحه دى . ظلت صامته للحظه تحاول تجميع الموقف ماذا قالت وضايقه ظلت
تتذكر كل كلماتها حتى وقفت عندها على هذه الكلمه هى ما قلبت كيانه هكذا تكلمت أخيرا قائله – أنا آسفه انى ضايقتك …. بس أنا عايزه اقولك حاجه ….. انا الكلمه دى هقولها كتير على فكره كل مره هتزعل كده كانت أصوات أنفاسه العاليه تخبرها انه على وشك الانفجار فاكملت سريعاً قائله – ايوه يا صهيب هقولها كثير ….. لأنك حبيبى وروحى وسيدى …. ايوه سيدى تعرف أنا قد ايه تخيلت إننا لما نبقا فى بيت واحد واعملك كل حاجه بايدى تخيلت وانا كل يوم لما اقعد تحت رجليك واسند راسى على رجلك واحكيلك كل يوم حبيتك إزاى وامتى ….
لما كل يوم الصبح احضرلك الفطار واجبهولك فى السرير واكلك بايدى …. حلمت أعيش حياتى كلها جمبك بتفاصيل كتير … وفى يوم أنت قتـ،ـ،ـلت كل احلامى لما كنت بتقنعنى بالعريس إللى أتقدم لبابا …. ساعتها فضلت اعيط كتير جدا وفضلت اصلى وادعى ربنا أنك بس توافق تتجوزنى وان انا هفضل ساعتها خدامه تحت رجليك …. ومش هقولك غير يا سيدى ….. فأنت سيدى وسيد قلبى وسيد روحى …… فهمت يا سيدى
كانت كلماتها تفتح أبواب وشبابيك داخل عقله …. و تترك بصمه ورديه على قلبه …. كان سعيد جداً بكلماتها …. وكان حزين أيضاً لكل تلك الأيام التى مرت دون أن يثبت حبه لها تنهد بصوت عالى وهو يقول – مش عايزك تعتذرى تانى لأى سبب حتى لو غلطانه فى حاجه مش عايزك تقولى أنا آسفه دى تانى مفهوم ضحكت بصوت عالى وهى تقول – مفهوم يا سى السيد قطب جبينه وقال مستفهما – مين سيد ده فضحكا سويا وتكلما كثيراً فقط أصبح يعشق الكلام معها يشعر ان العالم كله بين يديه انهو المكالمه بعد ان أخذت منه الأذن بطريقتها المرحه
للذهاب لصديقتها ثم أغلقت معه حتى تذهب إلى صديقتها وتعتذر منها
خرجت مهيره من الحمام بعد ارتدائها فستان أسود يصل إلى أسفل ركبتيها ومن الخلف طويل يصل إلى الأرض بأكمام من الشيفون الرقيق وفتحه صدر مربعه مطرزه بحبات اللؤلؤ الصغيره .وكانت ترتدى حذاء فضى بكعب صغير نسبياً حتى تستطيع السير وحقيبه من نفس اللون .. كانت تسير بخجل هى لا تحب ارتداء تلك الفساتين وتلك الأحذية التى تظهر عرجها بوضوح مؤكد الأن سيرفض الخروج معها … مؤكد سوف يشعر بالحرج منها … وان لم يفعل الأن ستكون تلك المره الأولى والأخيره كان ينظر إليها مأخوذ بجاملها ورقتها … شعرها التى تركته حرا خلف ظهرها … فستانها الرقيق الناعم يدها التى تمسك
بالحقيبه وكأنها طوق النجاة ….. وأخيرا تلك القدمين الصغيرتين داخل حذاء فضى رقيق كم يعشق تفاصيلها .. ورقتها نظر إلى وجهها ليجد خجلها الواضح على ملامحها ولكن عينيها بهم خوف تقدم منها فى هدوء ووقف أمامها مباشره وهو يقول – طيب أنا أخرج معاكى إزاى كده رفعت عينيها إليه لم تكن تتوقع أن يقولها هكذا مباشراً ولكن لماذا تلومه فقالت والدموع تترقرق فى عينيها – أنا آسفه بس مش بأيدى …. أنا كنت عارفه أنك هتحرج من الخروج معايا بعرجى ده …. أنا آسفه
وتحركت من أمامه لكى تدخل الحمام تبدل ملابسها أمسك يدها يمنعها من الحركه هو تفاجئ من كلماتها هو لم يقصد ما فكرت به كيف لم تفهم …. صدقاً هو لم يلاحظ عرجها ولم يلتفت إليه كل ما شغله هو أن هذه الملاك ستخرج معه إلى الشارع مؤكد سيرتكب جـ،ـ،ـريمه ومن الممكن أنه تعود على طبيعة مشيتها فلم يلاحظها الأن والأهم أن هناك الأهم من عرجها ذلك الجمال الخلاب الذى يشاهده ويتمتع به . قال لها بغضب مكتوم … وصوته يخرج من خلف أسنانه – إحراج أيه وأخاف أيه ….. أنتِ فاكره أنا بقول كده علشان أيه … أنا بقول أن
فى ملاك قدامى هخرج معاكى إزاى وسط البشر …. لازم حمايه ….. أنا ممكن أقـ،ـتل حد النهارده نظرت له لا تصدق ما تسمع كانت تتمنى أن تسأله هل صحيح لا يفرق معك عجزى … قالت وقد بدأت تلك الدمعات بالأفراح عن نفسها – معقول مش فارق معاك أن مراتك عارجه …. مش فارق معاك الناس هتقول أيه … ولا هتبصلنا إزاى ابتسم بتهكم و قال – ناس أيه يا مهيره …. الناس مش وراها اى حاجه غير الكلام …. وبعدين الناس تهمنى فى أيه …. يجو الناس دى يشوفوكى بعيونى أنا … وساعتها هيعرفوا أنا ربنا بيحبنى اوووى علشان رزقنى
حين خرجا من الغرفه كانت جودى تجلس أمام التلفاز وحين رأت تلك الطله الرائعه لمهيره وبجانبها أخيها بتلك البدله التى زادت من وسامته واعطته هيبه وطله رائعه …. أطلقت صفير عالى وقالت – لا لا كده كتير بصراحه …. يعنى أخويا وأنا عارفه أنه شاب وسيم وهيبه … لكن المزه الحلوه دى أنت مش خايف تتخطف منك وأنت نازل بيها زى الملايكه اما تشوفها . ضحكت مهيره بخجل وشاركها سفيان الضحك لكن بصوت عالى وقال – اه يا جودى وردايه تحلم تقطفها .. بس هى ترضى . زاد احمرار وجه مهيره ولكن جودى سفقت بيدها وهى تقول – أخويا وقع
يا رجاله ….. ونظرت لمهيره قائله – سرك باتع …. سفيان أخويا الراجل بزياده … وقع فى هواكى …. ويخر ساجداً تحت قدميكى ويقول والنبى ده حرام ضحك سفيان على تقليد أخته للفنان سمير غانم فى إحدى الأفلام مقلداً هو الآخر أحمد مظهر قائلاً – شنجهاى شنجهاى … افرنقع عمت الصاله ضحك هستيرى ….لم ترى مهيره سفيان على حقيقته إلا الأن أنسان محب طيب القلب أخ يحتوى وابن حانى وزوج متفهم … رجل مرح يقبل المزح … دائم الضحك إذا لماذا كان دائماً بالقصر مقطب الجبين عصبى المزاج افاقت من أفكارها على صوت السيده نوال تقول مقلده عبد المنعم إبراهيم
من نفس الفيلم قائله – أنت ولد خنزئوره عايز تاخد حفيددونا … أنت ولد أدب سيس خرسيس . ضحك الجميع فى سعاده حين قال – خلاص يا جماعه بقا الفيل برى تعب من كتر الوقفه … وبعدين أنا راكنه صف تانى أخاف الزلومه تتسحب منى …. ثم نظر لمهيره التى كانت تبتسم فى سعاده جعلت قلبه يرفرق داخل صدره وقال – اتفضلى يا سمو الأميره شاه فاضل قصدى يا مهيره . ضحكت مهيره بصوت عالى وهى تشاركه اللعبه – اتفضل يا أستاذ عادل صبرى . كانت الضحكات تعم المنزل …. فتح لها الباب وهو يشير لها بالخروج ولكنها ظلت واقفه
فى مكانها تنظر لتلك التى تقف أمام الباب حين لاحظ سفيان نظراتها نظر إلى الخارج ليجد زهره تقف فى حرج أبتسم لها وقال – أهلاً آنسه زهره اتفضلى … ثم أشار إلى مهيره وقال – مهيره مراتى …. الأنسه زهره صحبت جودى يا مهيره وزميلتها فى نفس الكليه وأشار لزهره قائلاً – اتفضلى جودى جوه … عن إذنك وخرج أغلق الباب خلفه وهو يغمز لتلك التى تسير بجانبه لكن نظرها مثبت عليه هو فقال – عارف أنى حليوه واتعاكس بس لو سمحتى متعكسنيش علشان أنا بخاف من مراتى…. ضحكت بصوت عالى وهى تقول – عارف أنا نفسى أعرفك . نظر
لها بحب صادق وقال – أنا كلى ملكك … هنروح مكان دلوقتى وهتعرفى كل حاجه وأى حاجه خطت زهره إلى الداخل بقلق وحين لمحتها جودى وقفت سريعاً تقول باندهاش – زهره وقفت زهره مكانها وقالت – أنا جايه أعتذر تغيرت تعابير وجه جودى واشارت لها بعينيها على أمها ففهمت زهره ان السيده نوال لا تعلم شيء عما حدث بالجامعه فتقدمت منها و ألقت التحيه التى ردتها لها السيده نوال بترحاب وسعاده ثم تركت الصديقتان بعد كلمه زهره أنا جايه أعتذر إذا فسبب تغير مزاج ابنتها هى مشاجره بينها وبين صديقتها ففضلت تركهم بمفردهم . جلست زهره أمام جودى وقالت –
أنا آسفه يا جودى سامحينى ارجوكى . ظلت جودى صامته تنظر إليها بلوم وعتاب صمت جعل احشاء زهره تتلوى ألماً هل خسرت صديقتها إلى الأبد .
الفصل الرابع والعشرون
ظلت جودى على صمتها تنظر إلى صديقتها بهدوء دون كلمه تكلمت زهره بتوتر قائله – أنا عارفه أن من حقك تزعلى بس لازم تعرفى أنا عمرى ما شكيت فيكى … أنا بس اتفاجئت يا جودى أنا أكتر واحده عارفه قصتك …. للحظه واحده بس تخيلت أن ممكن يكون حصل ما بينكم زمان ارتباط …. لكن الفستان إللى كنتى المفروض لبساه عرفت وتأكدت أنك مش إللى فى الصوره … أنا بعتذرلك يا جودى وممكن متسمحنيش بس ارجوكى أوعى أخسرك إلا خسارتك يا جودى .
ظلت جودى صامته تنظر لزهره ثم قالت – أنا النهارده أخدت قلم فوقنى من حاجات كتير كنت فاكره أنى أقدر أعملها …. لكن الحقيقه عكس كده تماما … أنا النهارده انجرحت واتهنت ….. مش قادره أنسى نظرة الطلبه ليا فى الكليه …. و لا هقدر أنسى كل إللى حصل. تنهدت بصوت عالى …. وهى تشبك يديها وتقول – مش هنكر أنى اتجرحت منك جداً .. ونظرة عينك وجعتنى .. وكمان مش هقدر أقول أنى صافيه تماماً من ناحيتك ….. لكن أنتِ صحبتى الوحيده يا زهره وأكيد مش هخسرك
وصل سفيان ومهيره إلى المكان المحدد كان مطعم راقى وهادئ …. رواده قلائل أختار سفيان طاوله جانبيه تطل على النيل …. سحب سفيان الكرسى فجلست مهيره التى لم ترفع وجهها من لحظه دخولهم …. جلس مكانه أمامها وقال – حرمانى من عيونك ليه رفعت عينيها تنظر إليه … وجد فى عينيها خوف وقلق عدم ثقه يعرف سببها ومسببها أيضاً أبتسم لها بحنان يفيض من عينيه لها ومن أجلها وقال – أنا بحب لون عنيكى جداً ….. نظرت له باندهاش وقالت بعدم ثقه – عينى أنا …. أومال لون عينيك يتقال عليها أيه قال بغرور مصتنع – أنا عارف طبعاً أن
عينى لونها تحفه ومختلف …بس أنتِ مش ملاحظه الجرح البشع ده نظرت له طويلاً ثم قالت – عارف بالجرح ده انت شبه مين نظر لها باهتمام وقال – شبه مين ؟ ابتسمت بخجل وقالت – مره قرأت روايه والبطل كان عنده جروح كتير فى كل وشه وجسمه بسبب أنه أتعرض لحادثه وشوهته وكان ديماً بيحس بالحرج …. لكن البطله حبته بالجروح دى … واتجوزته وخلفت منه كمان … واتحدت العالم كله وأنت جاى تتكلم عن جرح صغير لون عيونك وضيها مغطى على أى جرح . كان مأخوذ بكلماتها وصدقها ابتسم بسعاده وقال – تعرفى أنا كنت على طول بلبس نظارة
الشمس … مش علشان الناس … علشان كنت خايف منك أنتِ . اندهشت من كلماته وقالت – منىِ أنا … ده أنا كنت بخاف منك جداً …. كنت بترعب أدركت ما قالته من نظره عينيه ووضعت يدها على فمها ثم قالت بصوت منخفض – أنا آسفه … آسفه …. آسفه . قطب جبينه وهو يشير لها ان تهدء وقال – ما أنا عارف يا مهيره … عارف أن أنا كنت بالنسبه ليكى وحش . نظرت له باندهاش وحاولت قول شىء ما لكنه اسكتها بإشاره من يده وقال – أيوه يا مهيره عارف وفاهم ومش زعلان . كاد أن يكمل ولكن
قاطعهم النادل فقال له سفيان – عايز عشا مميز جداً لاحتفال مميز . تحرك النادل لينفذ طلب سفيان حين نظرت له مهيره بحيره وقالت – إحتفال …. إحتفال أيه شبك يديه على الطاوله وقال – هو الحقيقه مش احتفال واحد …. عدى معايا أول خروجه … وأول حديث طويل … ومن غير خوف ورعب …. وحاسس كده أن ممكن تكون فى صداقه فى الطريق كفايه ولا نقول كمان ضحكت ضحكه رقيقه وقالت – لأ كفايه جداً …. طيب أحنى اهو فى أول خروجه من غير خوف ورعب وبما أننا بقينا أصحاب أيه هو بقا الحديث الطويل . صمت قليلاً يلعب
بتلك الورده الصغيره الموجوده على الطاوله .وهو يقول
– عايزك تعرفى عنى كل حاجه …. بدء يحكى لها عن طفولته التى لم تخلو من مرح وسعاده وحياه مريحه كان موفرها لهم والده وبيت كبير بحديقه كبيره كان دائما يحب الجلوس تحت اشجارها الكبيره .. وعن والده الذى لم يعش كثيراً ولكنه ترك اثره فيهم جميعاً وكم كان متفهم ومحب حنون وقوى ….. حكى لها عن صداقته بحذيفه عن صداقه دامت أكثر من عشرون عاماً ثابته راسخه ثقه وقوه …. عن أمه وعن سبب إصابة قدميها ….. كانت مهيره تستمع إليه بتركيز حين أكمل قائلاً – أمى بعد وفاه أبويا رجعت تانى لشغلها … كانت مدرسه لغه عربيه ….
وفى يوم وهى رايحه المدرسه شافت بنت صغيره بتعدى الشارع لوحدها وكان الطريق زحمه جداً جريت علشان تساعدها لكن البنت سبقتها وعدت كان فى عربيه كبيره وفى لحظات كانت أمى والبنت تحت عجلات العربيه تنهد بصوت عالى ثم أكمل قائلاً – البنت مستحملتش وماتت وامى حصلها شلل فى رجليها كانت دموع مهيره تغرق وجهها مد يده لها بمنديل وقال – أهدى أهدى يا مهيره … الحمد لله على كل شىء … كنت وقتها لسه داخل كليه الشرطه وقررت أنى اسيبها وأطلع أشتغل علشان أصرف على أمى واختى بس أمى رفضت كانت صارمه جداً معايا وقتها لأنها كانت عارفه أن ده
كان حلمى الكبير …… وقررت بيع البيت وفعلاً بعنا البيت واشترينا الشقه إللى أحنى فيها وباقى الفلوس خلتها لتعليمى وتعليم أختى ….. وهى فضلت فتره طويله تدى دروس فى البيت … وبعد ما اتخرجت بطلت وبعدين اشترتلى الشقه إللى فوقها على طول علشان أفضل جنبهم سكت سفيان حين أتى النادل بالطعام وقال – شوفى بقا عايزك تاكلى كويس علشان أنا عايزك النهارده قويه ….. اوك . حركت رأسها بنعم دون شعور منها عينيه….. عينيه تجعلها دائماً سارحه فيها خاصه حين ينظر إليها بهذه النظره القويه الحنونه .
فى مكان جديد لم نذهب له من قبل فى حديقه قصر كبير تملئه الفخامه كانت سيده جميله بتلك المساحيق التى تغطى كامل وجهها ….. ترتدى فستان يكشف أكثر مما يستر ويجلس حولها مجموعه من النساء على نفس الشاكله كثيرين الزينه قليلى الملابس تقدمت منهم الخادمه ومعها مشروبات كثيره ومنها المحرمه وضعتها على الطاوله وانصرفت فى صمت فقالت سيده منهم بدلال مصطنع – صحيح يا ندى ليه متجوزتوش لحد دلوقتى ده أنتِ قلتى أنكم اتخطبتم من أكثر من شهرين . نظرت ندى الشهاوى ابنه رشاد الشهاوى سيده فى أواخر الثلاثينات ….مطلقه أربع مرات …من أربع أزواج مختلفه وكلهم تزوجت منهم لمصلحه
يريدها والدها تجمع بينهم البدايات والنهايات فقط … وهى لها نسبه ماليه محدده غير ما تستطيع أخذه من كل زوج طوال فترة زواجها كانت تنظر لنريمان صديقتها اللدوده بحب مصطنع قائله – ده صحيح يا روحى بس هو عنده شغل ضرورى بره .. وكان لازم يسافر وأكيد أنا محبش اعطله عن شغله … راجى الكاشف مش أى رجل أعمال . كانت كل النسوه الجالسه أمامها يحقدون عليها ولكن يتوددون لها لما لوالدها من سمعه وصيت …. ولمعرفتهم بطرقه فى التعامل مع رجال الأعمال الآخرين غادر جميع ضيوفها وكانت هى فى أشد حالات غضبها فتوجهت سريعاً إلى غرفه المكتب حيث والدها
فتحت الباب بغضب شديد وهى تهتف به قائله – أنت خلتنى فى موقف محرج جدا. ًقدام اصحابى كلهم بيسألونى ليه ماعلناش الخطوبه أو ليه متجوزناش …. وقف السيد رشاد عن مكتبه رجل قصير القامه خبيث النظرات … لا يوجد به شىء يميزه سوى ذلك البطن الكبير تحرك ببطء ليقف أمام ابنته قائلاً – الخبيث مختفى بقاله أسبوع … ولحد دلوقتى مش عارف أوصل سافر فين …. وبنته كمان اختفت فين معرفش . زاد غضبها وقالت – ولما أنت مش واثق أنه ينفذ إللى أنت عايزه ليه خلتنى أقول كده لكل اصحابى . عاد بخطوات أكثر بطئ إلى مكتبه و جلس
على كرسيه وهو يقول – هيروح منى فين ما هو لازم هيرجع متقلقيش . ظلت تنظر إليه فى غضب قوى ثم خرجت من غرفه المكتب تضرب الأرض بقدميها وكأنها تعاقبها على شئ ما
فى مكان آخر ولكن فى بيت بسيط جداً شقه صغيره مكونه من غرفه واحده و ردهه صغيره تجلس سيده فى أواخر الأربعينات تمسك بين يديها كره من الصوف وتحوله إلى شىء فنى جميل …. كانت رغم سنينها الثمانى والأربعون ولكن يبدوا عليها الجمال والوقار ….. كانت نغمات كوكب الشرق تشدو بجانبها .
«« نسيت النوم وأحلامه … نسيت لياليه وايامه …. بعيد عنك حياتى عذاب متبعدنيش بعيد عنك …. غلبنى الشوق ودوبنى …دوبنى … دوبنى ومهما البعد حيرنى ومهما السهد سهرنى لطول بعدك يغيرنى ولا الأيام بتبعدنى بعيد …. بعيد … بعيد عنك »» صدحت صوت طرقات على الباب تعرفها جيداً ثم المفتاح يدور وفتح الباب روتين كل يوم دون تغير وقف على الباب ينظر إليها فى حب لم يقل يوما … ولم يتغير …. رغم كل ما حدث ظل على وقفته ككل مره ينتظر الأذن بالدخول رغم زواجهم من أكثر من خمسه عشر سنه …. ولكن الأتفاق بينهم سارى لا يتغير
لم يمل هو … ولن تلين هى ابتسمت وهى تقول – اتفضل يا عادل . دخل بخطوات ثابته ونظرات ثابته أيضاً … عشقه القديم الذى لم يبرء منه يوماً ولا يريد . وقف أمامها مباشره ثم قال – عامله أيه يا مريم النهارده وأخبار رجلك أيه ؟ ابتسمت وهى تقول – اه لو خديجه سمعتك وأنت بتسأل على رجلى كانت كسرت رجلك وقطعت لسانك . ضحك بصوت عالى وهو يقول – مجنونه متعرفش أنك بتجرى فى دمى فى كل عروقى أنتِ إللى مخليانى عايش . كانت تنظر إليه بحب لم ولن ينتهى يوماً هو ابن عمها حبها الأول والأخير هو
من تمنت أن تتزوج وتنجب منه ولكن القدر كان له رأى آخر سألها باهتمام حقيقى – فطرتى . هزت رأسها بنعم سألها – و الدوا عادت تهز رأسها بنعم سألها – لسه بتحبينى نظرت إليه قليلاً ثم هزت رأسها بنعم ابتسم هو الآخر فى سعاده أن هذه اللحظات من كل يوم هى ما تجعله متمسك بالحياة … حبها اللا مشروط واللا نهائى الذى جعلها وهى فى أوج شباباها تحرم جسدها عليه حتى تحافظ على بيته وزوجته وأبنائه … ولكنه تمسك أن يموت وهى زوجته حتى تكون زوجته فى الجنه وطلب منها أن تعاهده أن يكون زوجها الأخير مهما حدث وعاهدته
دائما كان يقول لها – سوف أطلب من الله أن يجعلك زوجتى فى الجنه ولا أحد غيرك وإذا كان لابد من حور العين ليكونوا جميعهم أنتى . كان ينظر إليها بتمعن لا يمل من تفاصيلها حين استمعا لخطوات صغيره تقترب وقفت مريم الصغيره على باب الشقه وقالت سريعاً حتى لا تنسى ما قالته لها أمها – بابا ماما قول خمس دايق خلص . ضحكا بصوت عالى أن خديجه لا تتغير .. هى متأكده أنهم يجلسون سويا يتكلمان فقط لكنها أيضاً تغير من ذلك لمعرفتها بحبه الكبير لمريم حتى أنها خاصمته شهر كامل حين كانت تفكر مع ظنونها أنه سوف يسمى
صغيرتها بمريم . أشار لها والدها أن تأتى إليه فتحركت فى خطوات صغيره ووقفت أمامه فقال لها – مش عيب كده مش المفروض تسلمى على ماما مريم
وقفت الصغيره حائره فتكلمت مريم الكبيره قائله – طيب أسلم عليكى أنا و كده تكونى سمعتى كلام ماما ومسلمتيش أنتِ عليا صح حركت الصغيره ذو الثمانى سنوات رأسها بنعم .فى فرح فهى تحب ماما مريم … ولكنها لا تفهم لما تمنعها أمها عنها قبلتها مريم على وجنتها الصغيره واحتضنتها برفق ابتسمت الصغيره ثم تحركت لتعود لأمها كان عادل يسجل كل لمحه ونظره وابتسامه ودمعه تصدر منها … يحفظها ككف يده …. ويعلم بما يشغل عقلها وقد سعى بكل طاقته ليسعدها ولو قليلاً … ويعلم جيداً ما هو هذا الشئ وسيحققه مهما كان الثمن وقف على قدميه وهو يقول – أنا
الفصل الخامس والعشرون
فى بلد غريبه كان السيد راجى جالس فى غرفه يبدو عليها الرقى والفخامه كان يفكر فى ما حدث كله وإلى أين وصل من بدايه ظلمه لمريم … وابنته … ومن قبلها ….. وكل الأعمال الذى تورط فيها مع الشهاوى كان يعلم أن غروره وتجبره هو السبب الأساسى لما وصل إليه الأن ولكن كيف يعيد كل شىء كما كان لقد خسر زوجته …. وباع ابنته …. تعاون مع الشيطان وها هو الأن على وشك خساره سمعته وماله ليس لديه غير أمل واحد فقط
استمع إلى رنين هاتفه ليجد أسم رؤوف ذلك الشخص الذى كلفه بمراقبة الوضع ومحاوله إصلاحه ويتمنى أن يستمع الأن إلى أى كلمه تعيد إليه صفاء ذهنه حتى يجد الحل الأمثل… أمسكه بلهفه واجاب قائلاً – طمنى يا رؤوف استمع إلى كلماته التى لم تطمئنه بل زادت من قلقه وخوفه أن كل شىء على و شك أن يفضح
كان سفيان ينظر لمهيره بحب خالص بعد ان انتهوا من تناول طعامهم كانت مهيره سعيده جداً وكان هذا ما يتمناه من أول يوم رآها أن تضحك من قلبها أن تكون سعيده دائما هذا ما تستحقه تكلم قائلاً – تعرفى من زمان كان حلمى بس أن أنا وأنتِ يكون فى ما بينا كلام ….. دلوقتى أنتِ مراتى وفى بيتى . كان حلم يا مهيره حلم بعيد اوى بس الحمد لله اتحقق .
ابتسمت بخجل وقالت – أنا مش بعرف ارد على الكلام ده …. بس صحيح أنت مكملتش كلامك …. يعنى أنت كنت فى كليه الشرطه طيب إزاى اشتغلت بودى جارد مش المفروض أنك ظابط أبتسم وهو يمد يده يمسك بيدها المستريحه على الطاوله ارتعشت يديها ولكنه لم يتركها وقال – أيوه يا ستى كنت ظابط … بس حصلتلى أصابه فى رجلى وإصابة عينى و الاصابه دى تأثر على مواصفاتى الجسديه كظابط …. فكانوا عايزنى اتحول شغل إدارى فاستقلت وشاركت صديق ليا فى شركه الحراسات الخاصه فهمتى . حركت رأسها بنعم فابتسم وقال – مهيره كنت عايز اسألك على حاجه كده …
ممكن ؟ اجابته سريعاً قائله – طبعاً أى سؤال . قال مباشره دون مراوغه . – هى مامتك فين ؟ ظلت تنظر إليه ولكن نظرتها تبدلت إلى حزن شديد وانكسار وقالت – ماما سابتنى من زمان ….. تقريباً هى كمان حست انى مستهلش امومتها فاسبتنى كان يستمع إليها وهو يتألم لألمها ولكنه أيضاً تذكر كلمات زينب وعن كل ما عاشته من ألم وجرح للكرامة وهو يعلم جيداً أنها لم يكن بيدها تركها لابنتها لذلك هو قرر ان يجمعهم سويا خاصه والسيد راجى خارج البلد وبالاساس هو الأن لا يهتم …. لينهى ما ورط نفسه فيه أولا فتواصل مع زينب حتى
تأتى له بعنوان والدة مهيره وأتصل بالسيد عادل وحدد معه اليوم الميعاد حتى يسعدا كلا الطرفين
صعد عادل إلى شقته بعد أن جلس مع مريم لمدة ساعه وذلك ما جعل خديجه عصبيه جداً حين دلف إلى الشقه وقفت أمامه سائله – كنت بتعمل أيه كل ده تحت يا عادل … هو أنت مش هتبطل تجرح فيا وتهنى . ظل ينظر إليها ثم قال – وأنتِ أمتى هتبطلى أنانيه …. ليه ديماً بتنسى أنها مراتى …و مع ذلك اتنازلت عن كل حقوقها فيا علشانك مش مستنيا منى غير بس أطمن عليها …. والشويه إلى بنزلهم ليها تفضلى تبعتى فى العيال علشان أطلع ده غير أنك منعا العيال تكلمها ليه كل ده ده جزائها عن أنها احترامتك ومخدتش
حقها … حقوقها دى على فكره أنا هتحاسب عليها يوم الموقف العظيم …. وعلى فكره أنا كنت حقها هى بس أنا وهى أتنازلنا عن حقنا ده علشانك … لكن أنتِ بقا كل يوم بيزيد جبروتك وظلمك …حتى الساعه إللى بنزل أطمن عليها لازم تنكدى عليها فيها … ارحمى ده انا هقابل ربنا ونصى مايل …. حرام عليكى
وتركها فارغة الفاه تنظر إلى مكان وقفته فى صدمه … هل هكذا يراها صحيح فمريم حب عمره هى الدخيله هنا هل الحل الوحيد حتى تكسب زوجها أن تخسره لحساب مريم تحركت خلفه ودخلت إلى الغرفه لتجده جالس على الكرسى يضع رأسه بين يديه وقفت أمامه وقالت – أنت عمرك ما كنت ليا يا عادل …. أنت كنت معايا بجسمك بس روحك وقلبك معاها …. أنا بحبك أنت كل حياتى فتحت عيونى عليك … أنت حبيبى وجوزى ابنى و أخويا و أبويا …. أنت كل حاجه ليا يا عادل لكن ….. لكن أنا …. أنا كنت مجرد زوجه ليك مريم هى
روحك وقلبك وعقلك … هى دقات قلبك …. والدم إللى بيجرى فى عروقك ….كل ده ومش من حقى أغير منها واكرهها …. لكن أنت صح …. أنت صح أنت فعلاً ربنا هيحاسبك …. بس على ظلمك ليا أنا يا عادل وتركته وهى تبكى بحرقه ووجع
تذكر كيف تزوج من خديجه حين ذهب هو وعمه لزياره مريم بعد ولادتها وطردهم … شعر وقتها بألم شديد على حبيبته الغاليه كان والده يغضب كثيراً حين يراه على هذه الحاله فقرر تزويجه وهو وافق ارضائاً لأبيه وها هو يعيش تلك الحياه البائسه … حبيبته بين يده زوجته حليلته لكنه لا يستطيع الاقتراب منها . ولكن خديجه أيضاً معها حق هو لم يكن لها يوما بقلبه وروحه … هو لها بجسده فقط تذكر ضيوف اليوم يريد أن يمر الأمر بسلام . وقف على قدميه وخرج يبحث عن تلك التى تخاصمه وجدها تقف بالمطبخ … اقترب منها وحاوطها بذراعيه من الخلف
وقال
– أنا آسف يا ديجه أحنى كبرنا بقا على الخصام والزعل …و بعد كده هخلى بالى ومش هطول تحت ألتفتت إليه وقالت – أنا موافقه . قطب حاجبيه قائلاً باستفهام – موافقه على أيه ؟ نكست رأسها وقالت – أنها تكون مراتك بجد. .. أنا ابدا مقبلش تقابل ربنا يوم الموقف العظيم ونصك مايل وكمان مش هقبل أنها تكون هى المظلومه وتاخد حسناتى …. ربنا هيحاسبك يا عادل على إللى تقدر عليه لكن قلبك ده مش فى إيدك ومتقدرش عليه أنا عارفه وفاهمه بس أعذرنى أنا بحبك وبغير عليك .
كان ينظر لها باندهاش على هذه العاقله زوجته أين ذهبت تلك المجنونه صاحبه اللسان الطويل حاول قول أى شىء ولكن لسانه لم يسعفه فامسك بيديها يقبلها بأحترام كبير وهو يقول
– لو ركعت قدامك وبست رجلك يعوضك يا ست الستات على كل الألم إللى فى عينيكى ده كنت عملتها …. شكرا يا ديجه على كلامك وعقلك وتفهمك
وضمها إلى حضنه بقوه وقبل أعلى رأسها ثم قال – عارف قد أيه أنتِ مجروحه وجايه على نفسك … لكن صدقينى عمرك ما هتحسى بأى إختلاف
صمتت و هزت رأسها بنعم .. وصمت هو يتأمل معالم الألم على وجهها تنهد بصوت عالى وقال – فى حاجه كده عايز أقولك عليها نظرت له باهتمام فقال – أنا لقيت بنت مريم بانت معالم الفرحه على وجهها ولكنها اخفتها سريعاً هو يعلم قلبها الطيب الكبير .. فقال – هتيجى النهارده هى وجوزها …. هى متعرفش حاجه عن أمها من وقت ما سابتها … وأكيد زعلانه منها جداً … عايزين نوضحلها كل حاجه عايزنها تفهم ومتظلمش أمها حركت رأسها بنعم وبعض الدمعات تتجمع فى عينيها قائله – حاضر متقلقش أنت وأنا هجهز الضيافه .
الفصل السادس والعشرون
كانت جالسه بجانبه فى السياره تبتسم فى سعاده لقد استطاعت التقرب من سفيان وجدته إنسان محب وطيب القلب لكنها مازالت هناك غصه بقلبها من تلك المكالمه القديمه التى سمعتها ولكن بطريقه مختلفه الأن هل كان لديه علاقات نسائيه ما هذا هل هذا الشعور هو غيره ام ماذا حاولت التفكير فى شىء آخر فوجدت نفسها تفكر أيضاً لماذا دائماً كانت تراه بالقصر مقطب الجبين عصبى المزاج . نظرت إليه كان يقود السياره بتركيز كبير …. نظرت إلى الطريق هى لم تحفظ الطريق لبيتها الجديد بعد لم تلاحظ أنه يسير بطريق مختلف …. وصلت سياره سفيان إلى حى راقى نسبياً ووقف أمام
بيت راقى مكون من ثلاث طوابق كانت تنظر إلى البيت ثم نظرت إلى سفيان باستفهام فنظر لها وقال – اسمعينى كويس يا مهيره وركزى فى إللى هقوله كويس ظلت صامته تنظر إليه تنتظر باقى كلماته التى جعلت قلبها ينقبض بخوف أكمل قائلاً – البيت ده فيه شخص عزيز عليكى جداً مش عايزك تحكمى من غير ما تسمعى وتفهمى …. اتفقنا ظلت تنظر إليه دون رد ولكن قلبها يخبرها أن الآتى ليس سهلاً ابدا .
أخرج هاتفه وأتصل على رقم ما واستمعت إليه يقول – مساء الخير أستاذ عادل … أحنى قدام البيت وأغلق الهاتف وهو يشير لها أن تترجل من السياره حين وقفت بجانبه تمسكت بيده فى خوف فربت على يديها يطمئنها وهو يبتسم إبتسامه مشجعة ظهر السيد عادل عند بوابة البيت و هو يتأمل فى ملامح مهيره البريئه تقدم سفيان وهى خلفه حتى وقف أمامه مباشره فقال – نورتوا ونظر إلى مهيره وهو يقول – اتفضلى يا بنتى بيتك ومطرحك . ابتسمت إبتسامه صغيره وهى تخطوا خلف سفيان لداخل البيت حين استمعا لصوت ينادى عليها وقفت تنظر فى إتجاه الصوت لتجدها زينب لتركض
مهيره لها على قدر عرجها واحتضنتها وهى تقول – وحشتينى أوى يا دادا … وحشتينى اوووى ظلت زينب تربت على ظهرها وتقبلها وهى تقول – وأنتِ كمان يا حبيبتى وحشتينى . ثم ابعدتها عنها قليلاً وهى تقول – طمنينى عليكى حبيبتى ابتسمت مهيره بسعاده ناسيه أين هى ولماذا وقالت – الحمد لله أنا كويسه اوووى طلع معاكى حق سفيان أحلى حاجه حصلتلى . ربنا ميحرمنى منك ومنه ربتت زينب على خدها و هى تقول – واللى هيحصل دلوقتى كمان يا بنتى أنتِ بتحلمى بيه من زمان قطبت مهيره جبينها وهى تعود لواقعها وللمكان الغريب التى تقف فيه عادا إلى مكان
وقوف سفيان والسيد عادل حيت زينب سفيان بأبتسامه والسيد عادل التى يبدوا أنها تعرفه جيداً صعدا خلف السيد عادل طابق واحد فقط لتجد باب أمام السلم مباشره وقف السيد عادل أمامه و طرق عليه طرقتين ثم أخرج مفتاحه وفتح الباب وهو يقول – اتفضلوا يا جماعه .
كانت مريم جالسه فى مكانها المعتاد على الكرسى الواسع بجوار النافذه حين استمعت إلى طرقاته على الباب ثم صوت المفتاح اندهشت من نزوله لها أنه غير معتاد معها على ذلك هو ينزل لها مره واحده فى اليوم وكان لديها صباحاً ثم تذكرت أنه قال لها أن هناك زوار اليوم ولكن من يا ترى هى لم تخرج من البيت من وقت زواجها هى وعادل .. نظرت إلى الباب لتجده يدلف وخلفه شابه جميله تمشى بعرج واضح وخلفها حائط بشرى يلتسق بها وكأنه يحميها من شىء ما وخلفه زينب قالت الأخيره بصوت عالى وهى تقف على قدميها حين اقتربت منها زينب سريعاً
وهى تحتضنها بقوه كانت مريم تبكى بصمت وهى تقول – وحشتينى يا زينب وحشتينى اووووى نظرت لها زينب وقالت -وأنتِ كمان وحشتينى أوى يا هانم
امالت مريم رأسها يمينا وهى تقول – هانم أيه بس يا زينب … ده أنتِ صحبتى الوحيده . ثم رفعت عينيها إلى الحائط البشرى الذى يقف خلف الفتاه الصغيره الذى يحدثها قلبها عنها ولكنها تخشى التصديق نظرت لعادل وهى تقول – نفذت وعدك يا عادل أبتسم عادل وهز رأسه بنعم وهو يقول – هو أنا عمرى خلفت وعد . تقدمت من الفتاه وهى تشعر أن قدميها لم تعد تحملانها وهى تقول بصوت يسمع بصعوبه – مهيره …. بنتى كانت مهيره تتابع تلك المرأه وهى تحتضن زينب وكلماتها للسيد عادل …. وملامحها التى تعرفها جيداً قلبها يضرب بقوه داخل صدرها مع
كل خطوه تقتربها تلك المرأه منها وخارت جميع قواها مع همستها بأسمها وتبعتها بكلمه ابنتى واحتضانها لها بقوه كانت مهيره لا تفهم حقاً ما تشعر به هل هى الأن فى حضن أمها الحضن الذى حلمت به كثيراً هل هى سعيده بوجودها بين يدين أمها بعد كل تلك السنين ام تتألم لرؤية أمها تعيش حياتها بعدها دون أن تشغل بالها بها . كانت يديها ترتفع لتحتضنها هى الأخرى ولكنها توقفت فى الهواء ابتعدت مريم عن مهيره قليلاً وهى تقول – أخيراً … أخيراً يا بنتى أخيراً شفتك ومليت عينى منك قبل ما أموت … اااااااه يا بنتى لو تعرفى أيه إللى
حصلى أنا عارفه أنك زعلانه منى وحقك … حقك يا بنتى بس لما تعرفى إللى حصلى هتعذرينى على كل حاجه تعالى … تعالى وامسكت يديها وسحبتها خلفها إلى الغرفه الوحيده بالبيت تحركت معها وهى تنظر لسفيان الذى شجعها بعينيه لكنه دون شعور منه تحرك خلفها بحركه لا اراديه فامسك عادل بيده وقال – سيبهم لوحدهم .. كل واحده فيهم عندها كلام كتير ومينفعش يتقال قدام حد نظر له سفيان طويلاً ثم هز رأسه بنعم فأشار له عادل أن يجلس حين دلفت إلى الشقه خديجه وبيدها صنيه تقديم كبيره ووضعتها على الطاوله حين وقف بجانبها عادل قائلاً – اعرفكم خديجه مراتى
… ودى الست زينب إللى ربت مهيره بنت مريم وده الأستاذ سفيان جوز مهيره . كانت نظرات سفيان كلها اندهاش إذا هو متزوج من امرائتان …. ولكنه أجل إصدار حكمه حتى تأتى صغيرته ووقتها لكل حادث حديث حين دلفت مريم إلى الغرفه وخلفها مهيره سحبت يديها من حضن يد مريم وهو تقول – اتفضلى قوليلى أيه السبب إللى خلاكى تسيبى بنتك وتمشى … سمعينى اسبابك القهريه إللى خلتك تسيبينى علشان تتجوزى من غير ما تفكرى فيا أنا ولا لما طلعت عارجه لقيتى أنى مستهلش أكون بنتك .
تقدمت مريم خطوه واحده وامسكت يديها من جديد وقالت – تعالى اقعدى وأنا هحكيلك كل حاجه يا بنتى وهرضى بحكمك . جلست مهيره على أقرب كرسى وقلبها يؤلمها بشده تتمنى أن تلقى نفسها داخل أحضان أمها ترتوى من حنانها وعطفها الذى حرمت منه عمرها كله جلست مريم أمامها وهى تقول
– بصى يا بنتى أنا اتجوزت ابوكى غصب عنى حكت لها كيف تزوجها بالتهديد وكيف كان يعاملها … كيف ضربها حتى كسرت قدم مهيره وهى داخل رحمها وتسبب لها بتلك العاهه طوال حياتها كيف كان سيقتـ،ـل مهيره وكيف جعلها ترجوه أن يترك صغيرتها كيف طلقها ورماها وكيف كان يشكك فى نسبها له وكم ذهبت إليه لتترجاه وتقبل قدميه حتى يقبل أن تراها ولو من بعيد ولكنه كان دائماً يهينها ويخرجها من القصر بأكثر الطرق إهانه أكملت أخر كلماتها وهى تبكى وتمسك بيد ابنتها كغريق يتعلق بآخر أمل له فى الحياه – كنت بكلم زينب كل يوم أطمن عليكى وكانت ساعات
بتسيب الخط مفتوح علشان أسمع صوتك وضحكتك …. كانت ديماً تجبلى صورك و أخبارك لحد ما عرفت أن ابوكى جوزك البودى جارد بتاعه كنت هموت كنت عايزه اجى اخطفك وأجرى بيكى لأبعد مكان بس زينب طمنتنى أنه بيحبك وأنك هتكونى سعيده معاه
كانت مهيره تستمع لكل ما تقوله أمها وهى لا تصدق هى تعرف جيداً بشاعه أبيها مما فعله هو معها ولكن كل ما سمعته الأن كثير جداً هو سبب عاهتها حاول قتـ،ـ،ـلها دمرها لسنوات وسنوات بكت وبكت وارتمت على قدميها أمام أمها فضمتها مريم بقوه ظلت مهيره تقبل يد أمها بحب وشوق وهى تقول – آسفه يا أمى أنا آسفه آسفه على كل الوجع والألم … آسفه … أنا آسفه ….. أنا آسفه ظلوا على جلستهم تلك لوقت طويل دون أن تشعر أى منهم بالوقت حتى استمعى لصوت طرقات على الباب ودخول عادل بنظرات حرجه قائلاً – أحنى قلقنا عليكم وجوزك
بره كان هيكلنى أشارت له مريم أن يقترب حين وقفت مهيره على قدميها فقالت مريم – أعرفك يا مهيره ده عادل ابن عمى وجوزى نظرت مهيره لأمها بتركيز فغمزت لها أمها فبستط يدها لتسلم عليه وقال هو -أنا سعيد جداً أنى شفتك يا مهيره … تعرفى المفروض تكونى بنتى أنا … بس هنقول أيه نصيب . قالت مهيره بصوت متقطع من البكاء – وياترى بقا ليا أخوات ولا أيه اخفضت مريم رأسها حين قال عادل بصراحه – أنا وولدتك كاتبين كتاب بس يعنى مراتى مع وقف التنفيذ . اندهشت مهيره من كلامه ونظرت لأمها باندهاش فاخفضت مريم رأسها وهى تقول
– مكنش ينفع أعيش حياتى واتبسط وأنتِ بعيده عنى جثت مهيره أمام والدتها من جديد وقبلت يديها وهى تقول – وخلاص يا أمى أنا وأنتِ رجعنا لبعض عيشى واتبسطى وعوضى كل إللى فات تكلم عادل حين لاحظ نظرات مريم الخجله قائلاً – طيب خلينا نخرج للناس إللى بره ولا أيه تحركوا جميعاً خارج الغرفه فوقف سفيان سريعاً ليتوجه إلى مالكة القلب فابتسمت له بحب وقالت – شكراً سفيان شكراً على كل حاجه أبتسم فى سعاده وقبل أعلى رأسها ثم أبتعد عنها لتتقابل عيناه مع عين مريم الباسمه فقالت مهيره – ده سفيان يا أمى جوزى . تقدم سفيان منها وقبل
يديها وهو يقول – ازى حضرتك سعيد أنى اتعرفت عليكى . ربتت مريم على رأسه وقالت – وأنا كمان يا ابنى … خلى بالك على مهيره . اخفض رأسه وقال – فى عيونى تكلمت خديجه لتقطع تلك اللحظه العائليه وهى تقول – تعالوا يا جماعه اشربوا العصير . نظرت مهيره لأمها باستفهام فقالت مريم بصوت هادئ – دى تبقا خديجه مرات عادل . كانت الكلمات كالسياط على قلب مهيره وهى تنظر لأمها باندهاش فقالت مريم بصوت خفيض – هبقا أفهمك كل حاجه حين اقتربت منهم خديجه وهى تقف أمام مهيره قائله – نورتى بيت والدتك يا مهيره إجابتها مهيره قائله
– شكراً لحضرتك . وجلس الجميع فى جلسه عائليه صغيره يملئها الحب حين مال عادل على أذن مريم قائلاً بصوت لا يسمعه أحد غيرها – نفذت وعدى وجمعتك ببنتك … وكمان خديجه موافقه تكونى زوجه حقيقيه ليا …. يا ترى هترضى عنى بقا ولا لسه هفضل اتعذب
الفصل السابع والعشرون
كانت الجلسه عائليه لطيفه تعرفت فيها على أبناء السيد عادل الصغيره مريم التى اندهشت أنه أسماها على أسم أمها فكيف قبلت زوجته يبدوا أن القصه لها جوانب كثيره هى لا تعرفها وتعرفت أيضاً على التؤامين محمد ومحمود رحلت مهيره وقلبها يبكى بعدها عن أمها من جديد ولكنهم اتفقوا على الزيارات المستمره المتبادله بينهم أوصل سفيان زينب إلى منزلها و بدؤا رحله العوده للبيت كانت مهيره تنظر إليه بتركيز شديد تحاول نقش ملامحه داخل قلبها بحروف من ذهب أنتبه لنظراتها فقال – بتبصيلى كده ليه ؟ ابتسمت بسعاده ولم تجيبه ولكن فى لحظه خاطفه أمسكت يديه لتقربها من فمها وتقبلها الكثير
من القبلات وهى تقول – شكراً على كل حاجه …. أنت حققـ،ـتلى حلم عيشت عمرى كله أتمناه … كانت قبلاتها مستمره على بشرته السمراء تفعل به الافاعيل كان يشعر بأكثر من شعور سعاده بسعادتها بلقاء والدتها …. و تلك القبلات على يديه كلمسات فرشات ناعمه تحرك مشاعره وتأجج ناره … وأيضاً كان يشعر أنها تقبلها بشعور من الفضل عليها وذلك ضايقه قليلاً فاكملت هى قائله – بعد ما رمانى أبويا عليك وسافر تخيلت أنك هتكون شايفنى حمل ثقيل … لكن أنت عاملتنى كويس وحسيت فى بيتك بالأمان وأختك وماما نوال … عيله حلمت بيها وبفضلك اتحققت … لا وكمان ترجعلى
أمى … أنا مش عارفه اردلك كل جمايلك دى أمتى وازاى … شكراً .. شكراً على كل حاجه وختمت كلماتها بقبله عميقه طويله على باطن يديه
كان قلبه يخفق بقوه مع كل كلمه تقولها ما هذا الكلام فضل وجمايل أنها حقاً حمقاء ألم يعترف بحبه لها غير احاسيسه التى تشتعل الأن من ملامسة شفاهها ليده صاح بها بصوت عالى أن تتوقف وهو يسحب يديه من يدها قائلاً
– خلاص كفايه نظرت له بخوف لكن هو ظل ينظر إلى الطريق جيداً حتى وجد مكان مناسب ثم أوقف السياره بشئ من الحده ثم ألتفت إليها قائلاً – ينفع إللى أنتِ بتعمليه ده كانت تنظر إليه بعدم فهم وخوف من أن تكون دون قصد أخطأت في حقه أكمل و هو ينظر إليها بتمعن قائلاً – أنتِ عارفه عملتى فيا أيه برفرفه الفراشات دى إللى بتوزعيها على أيدى وأنا سايق .. اه لو كنت فى البيت دلوقتى كنت وريتك بصحيح كانت مقطبه الجبين لا تفهم شىء و لكنه أكمل دون أن يهتم بنظرات الاستفهام فى عينيها قائلاً – وبعدين أنتِ بتشكرينى
على أيه ها وفضل أيه وجمايل أيه هو أنتِ ليه ديما بتنسى أنك مراتى وحبيبتى وكل دنيتى ابتسمت وهى تضربه على كتفه وهى تهتف بحنق – خوفتنى جداً ….. ممل نظر لها وهو يرفع حاجبيه قائلاً – هبله اعجبتها اللعبه فقالت – قليل الأدب ضحك بصوت عالى وهى تقول وقد زاد حنقها منه – ممل وخنيق وقليل الأدب ورخم و.و.و بحبك اختفت الضحكه عن وجه وظل ينظر إليها ثم قال – أنتِ قولتى أيه ؟ لم تفهم ردة فعله ففضلت الصمت فقال هو بصوت ضعيف – أنتِ قولتى أيه يا مهيره ارجوكى أنا مش حمل أنى أطلع بتخيل … ارجوكى
قولتى أيه اجابته دون كلمات نظرات عينيها تنطق بحب كبير تنهد بصوت عالى فهى لن تقولها مجددا ولكنه يريد تأكيد فنظر لها وقال برجاء – طيب بلاش تعيديها … أنتِ فعلا حساها شعرت بالألم من أجله فخفضت بصرها وهى تحرك رأسها بنعم تنهد بصوت عالى وهو يحرك السياره دون كلمه أخرى وصل إلى تحت البنايه التى يسكونوا فيها وقبل أن يترجل من السياره أخرج مفتاح من حامله مفاتيحه وأعطاه لها وقال – احنى النهارده هيكون أول يوم لينا فى بيتنا وده المفتاح . كانت تشعر بالخجل فاليوم لا يوجد ماما نوال أو جودى …. ماذا سيحدث هى لا تعلم خائفه
قلقه ولكنها تشعر بالأمان أيضاً كيف تجتمع كل تلك المشاعر سويا …. وقف يتطلع إليها وهى تخطو إلى شقته التى حلم كثيراً أن يراها هنا فى بيته بجواره إلى الأبد كانت خطواتها العرجاء بخجلها الطبيعى تزيدها فى عينيه حبا وشغفا كم تمنى أن يجلس أسفل قدمها المصابه ويقبلها مرات ومرات ويعتذر لها مرات ومرات لا يعلم على ماذا سيعتذر بالتحديد ولكنه دائما يشعر أنه لابد أن يعتذر لها عن كل لحظه ألم عاشتها قبلا ….. كم تمنى قربها ووجودها الدائم بحياته وها هى الأن تقف فى وسط بيته هو لا يصدق …. ولكنه يسمع دقات قلبها الخائفه فتحرك اتجاهها وقال
– نورتى بيتك . كررت الكلمه خلفه وكأنها تتذوقها فاكمل كلماته قائلاً – تعالى اوريكى اوضتك . مشت خلفه فى صمت وهو يتجه إلى إحدى الأبواب المغلقه وفتحه ودخل خطوتين وانار الغرفه وقال – يارب زوقى يعجبك . ظلت تنظر إلى أركان الغرفه التى تشبه غرف الأميرات بالوانها المفرحه وسريرها الملكى الكبير وقف أمامها وقال بصوت رخيم و بهدوء شديد – دى اوضتنا لكن دلوقتى مؤقتا هتكون اوضتك لوحدك لحد ما ترضى عنى وتسمحيلى أقرب منك أوعى تفكرى للحظه أن أنا عايز قربك كزوجه لمجرد رغبه لا أنا أتمنى أكون ليكى كل شىء زى ما أنتِ عندى كل حاجه واقترب
منها ليقبل أعلى رأسها قبله طويله ثم قال – تصبحى على خير يا حبيبتى وتركها وخرج من الغرفه وأغلق الباب خلفه وهو يتنهد بصوت عالى داعيا الله أن يلهمه الصبر . وقفت تنظر إلى الباب المغلق وهى تشعر بامتنانها له ولتفهمه ودعت الله أن يعينها ويقربها من زوجها
مرت أيام فى روتينها المعتاد حتى أتى يوم الجمعه أتصل حذيفه بسفيان ليأكد معه معاد اليوم اجابه سفيان ببعض الضيق المصتنع – هو انا معرفش أنام منك ابدا … عايز أيه ضحك حذيفه بصوت عالى ثم قال – ماشى يا عريس أنا بس حبيت أأكد عليك معاد النهارده نفخ سفيان بضيق وقال -عريس ماشى يا أخويا عارفين أن الكونت حذيفه هيشرفنا النهارده … فرشنا الأرض ورد وعلقنا الزينه … ممكن تسبنى أنام بقا عاد حذيفه يضحك وهو يقول – خلاص يا برنس روح كمل نومك … أنا جاى بعد صلاه الجمعه . أغمض سفيان عينيه بيأس وقال – ماشى يا
حذيفه فى إنتظارك سلام بقا يا بارد . وأغلق الخط وهو يستمع لضحكات صديقه كانت السيده نوال تعمل بالمطبخ على أصناف الغداء وما يحبه حذيفه … وأيضاً أرادت أن يكون غداء استثنائى لأول مره لسفيان ومهيره بعد أن انتقلا إلى شقتهما كانت جودى بغرفتها تقوم بترتيبها حين سمعت صوت حركه فى المطبخ فتوجهت إليه لترى أمها تعمل بنشاط وسعاده أطلقت صفيراً عاليا وهى تقول – أيه النشاط ده كله يا نونا صباحك ورد . ابتسمت نوال فى سعاده وقالت – صباحك عسل لون عيونك … جلست جودى على الكرسى المقايل لأمها وهى تقول – أيوه بردوا صاحيه بدرى وعلى المطبخ
على طول كده ليه . اجابتها دون أن تنظر إليها – حذيفه هيتغدا معانا النهارده هو و أواب و اخوكى ومراته
قطبت جودى حاجبيها وهى تشعر بالضيق من تلك الزياره ولكنها لم تقل شىء لأمها عن ذلك نحت ضيقها جانبا وقالت – تحبى أساعدك فى حاجه رفعت أمها عينيها عما تفعل وقالت – هنا لأ بس مهمتك ترتيب البيت هزت جودى رأسها بنعم وتوجهت لخارج المطبخ وهى تسب حذيفه فى سرها لماذا يحضر اليوم مازالت تلملم شتات نفسها وروحها بعد ما حدث بالجامعه . مر الوقت سريعاً وذهب سفيان لأداء الصلاه ومهيره جلست مع السيده نوال بالمطبخ بعد اتصالها بوالدتها لتطمئن عليها كانت جودى بحاله ضيق واضحه جعلت مهيره تخرج عن خجلها وتسألها ما بها نظرت إليها جودى وقالت – حاسه
أنى تايهه يا مهيره مش عارفه أرسى على بر … ولأول مره أحس أنى خايفه . لم تفهم مهيره من حديث جودى أى شىء ولكنها اقتربت منها وربتت على كتفها قائله – أنا مش عارفه أيه سبب الخوف والتوهه بس أكتر حاجه تريحك هى الصراحه يا جودى … اتكلمى يمكن تفهمى إلى جواكى . وتركتها وعادت إلى المطبخ ظلت جودى على جلستها حتى استمعت لصوت طرقات على الباب فوقفت على قدميها ودخلت غرفتها وأغلقت الباب كانت الجلسه مرحه بسبب مزاح حذيفه مع سفيان وردود سفيان البارده كانت جودى فى عالم آخر مع أواب يلعبان ويتحدثان ولم تلاحظ نظرات حذيفه لها
كل ما كان يشغل بالها هو ذلك الطفل بعقله الكبير وروحه الشفافه حتى استمعت لصوت حذيفه يتكلم بجديه ولأول مره – سفيان ماما نوال كنت عايز أتكلم معاكم فى موضوع كده انتبهت نوال إليه ونظر سفيان باهتمام وأيضا مهيره دون مبالغه وبخجل حتى جودى تنبهت حواسها لما سيقول تكلم مباشره قائلاً – أنتم عارفنى كويس ومع ذلك أنا مش متوقع الموافقه بس أنا هطلب إللى أنا عايزه …. أنا يشرفنى أنى أطلب أيد الانسه جودى . صمت تام سفيان ينظر لصديقه بتمعن دون أن يظهر على صفحة وجهه أى شىء ونوال على وجهها إبتسامه بسيطه مهيره تنظر لتلك الجالسه أرضا
الفصل الثامن والعشرون
– أنا مش موافقه …. ومحدش يسألنى ليه عندى أسبابى وانحنت تقبل رأس الصغير وغادرت دون كلمه أخرى جلس الجميع وعلى رؤسهم الطير اخفض حذيفه رأسه وهو يتنفس بصوت عالى ها هو الحلم أصبح حقيقه ورفضتك يا حذيفه ولكن ما أسبابها … هل هى لا تشعر به لكنه شعر فى رفضها بشئ غريب عيونها تحكى عذاب رفضها يغلفه حب هل يتخيل تلك النظرات هل وجود أواب بحياته هو السبب أنها تحب طفله ومن وقت حضورهم منشغله معه عن أى شىء آخر …. ما حدث بالجامعة شعر بالحيره ولا يعلم ما عليه فعله وقف سريعاً واتجه إلى ابنه وحمله وقال سريعاً
وهو يتحرك باتجاه الباب دون أن ينظر لأحد – تصبحوا على خير . وخرج سريعاً…. كان سفيان ينظر إلى صديقه بتمعن يحتاج أن يفهم ما هو شعوره الحقيقى تجاه جودى هل هو حب حقيقى ام بسبب حادثة الجامعه كان يشك فى أمر حذيفه بعد أن رأى الصور الحقيقيه لزوجته أنها تشبه جودى بشده لا يفرق بينهم سوى لون العينين ولدى زوجته شامه أسفل ذقنها فكر كثيراً و لم يستطع أن يصل لحل … ولكن طلبه اليوم يدل على أن حذيفه كان يبحث عن جودى فى زوجته نظر لأمه ليجدها تبتسم وبعينيها نظره لم يفهمها اقترب منها وجثى على ركبتيه أمامها
وقال – لو فاهمه ارجوكى فهمينى . ربتت على وجنته وقالت – أختك بتحب حذيفه بس مجروحه …. خليك جمبها وفى ظهرها ولو على الجواز أكيد مفيش أحسن من حذيفه ظل ينظر إليها ثم هز رأسه بنعم ووقف أمامها ينظر إلى الأمام فى محاوله لتجميع أفكاره وتحرك فى إتجاه غرفة جودى لكنه ألمه قلبه على تلك الجالسه تنظر إليهم بألم وعيونها تملئها الدموع مهيره لم تجد من يقف خلفها ويدعمها لم تعش جو الأسره والإهتمام العائلى اقترب منها وقبل أعلى رأسها وقال – بحبك . وربت على و جنتها وتحرك ليرى أخته ويفهم ما بها حين طرق باب الغرفه سمعها
تسمح له بالدخول وحين دخل إليها قالت – كنت عارفه أنك هتيجى تتكلم معايا بس ما تحولش تغير رأى أبتسم وهو يقول بعد أن أغلق الباب – هو أنا لسه قولت حاجه …. أول مره تبقى هجوميه كده جلست على طرف السرير وهى تنفخ بملل مصطنع جلس بجانبها وقال – اسمعينى للآخر يا جودى … وبعد كده لو عايزه وقت تفكرى أو لو عايزه نتناقش دلوقتى على طول هزت رأسها بنعم فتكلم بصراحه ومباشره دون مراوغة – أنتِ بتحبى حذيفه يا جودى ألتفتت إليه بعصبيه فأشار لها بيده حتى تهدء وأكمل قائلاً – أيوه يا جودى ومن زمان كمان من
قبل ما يسافر كمان …. ورفضك ليه دلوقتى غضب منه علشان سافر وسابك واتجوز قطبت بين حاجبيها بديق فاكمل قائلاً – بس إللى أنتِ متعرفهوش أن هو كمان بيحبك … ولو كنتى ركزتى شويه كنتى لاحظتى أن مراته الله يرحمها كربون منك حذيفه كان بيدور عليكى فيها …. ممكن لأسباب كتير جداً مقدرش أنه يعترفلك بحبه … وممكن يكون خاف وخاف دى حطى تحتيها مليون خط لأن الأسباب كتير أنا بحط كل الخيوط بين إيديك وأنتِ حره … وأنا موجود ومستعد أسمعك ربت على كتفها وتركها وخرج تجمعت الدموع بعينيها فاغمضت عينيها لتنساب دموعها على خدها مع خروج اه حارقه
من قلبها المجروح
كان حذيفه يقود سيارته وعقله معها يحاول أن يتفهم رفضها من حقها ولكنه يتألم بشده أنتبه لهمهمات ابنه نظر إليه وقال – بتقول أيه يا أواب نظر له أواب وعينيه يملئها الدموع قائلاً – أنت زعلت جودى . قطب حذيفه جبينه وهو يقول – أنا … ليه بتقول كده تكلم أواب وهو يبكى – لأنك خلتها تعيط …. بابا أنت وحش وحش و فى لمح البصر أصاب الطفل تشنجات قويه لم تحدث له منذ عودتهم من الخارج غير مسار السياره ليتوجه لأقرب مستشفى وهو يتصل بسفيان ليلحق به حين أتصل به حذيفه شعر أنه سيتحدث معه فيما حدث لكنه فجاءه
أن الطفل الصغير مريض ارتدى ملابسه سريعاً وهو يهاتف جودى حتى تستعد وتذهب معه لا يعرف لما فعل ذلك ولكنه شعر أن الطفل بحاجتها كما هى بحاجته الأن حين وصلا إلى المستشفى كان حذيفه يقف يستند إلى الحائط فى حاله قلق واضحه ناده سفيان فنظر إليه بألم وخوف ينظر له بحاجه لأحد يطمئنه يخبره أن أواب سيكون بخير … سيعبر تلك الازمه بخير اقترب سفيان ليرتمى حذيفه بين ذراعى صديقه و جمله واحده يرددها – أواب هيضيع منى هيروح وهو زعلان منى يا سفيان ثم رفع عينيه إلى جودى وتحرك ليقف أمامها وقال – كان زعلان منى علشان زعلتك …
سامحينى ارجوكى سامحينى يمكن هو كمان يسامحنى ويرجعلى …. ارجوكى يا جودى سامحينى كانت على وشك الرد عليه حين خرج الطبيب من الغرفه ركض إليه حذيفه سائلاً – ابنى أخباره أيه دكتور ظل الطبيب صامت لبعض الوقت حتى كاد قلب حذيفه أن يتوقف حين قرر الطبيب أن يرحمه قائلاً – الطفل كويس دلوقتى بس ممكن أعرف آخر مره جاتلوه التشنجات دى . اجابه حذيفه سريعاً – من أكثر من ثلاث شهور هز الطبيب رأسه قائلاً – التشنجات دى نتيجه حزن شديد …. ياريت نبعده عن الحاجات إللى بتزعله …. ويلتزم طبعاً بالأدوية … وان شاء هيكون بخير تنفس سفيان أخيراً
وهو يستمع لكلمات الطبيب المطمئنه عينيه تحركت مباشره إلى جودى مع كلمات الطبيب كانت عينيها تبكى ولكنها صامته وحين سمح الطبيب بدخولهم للاطمئنان على أواب وقفت جودى على الباب خائفه من الدخول قلبها يؤلمها بشده …. تشعر بالمسؤولية تجاه ذلك الملاك ولكنها لا تفهم سبب ذلك الأحساس حين فتح أواب عينيه شعر حذيفه وكأن روحه ردت إليه من جديد ظل يقبل يديه الصغيره وهو يعتذر له ضحك أواب وهو يقول – خلاص يابابا أبتسم حذيفه وهو يعتذر مره أخرى – أنا آسف يا حبيبى خوفتنى عليك تكلم سفيان قائلاً بمرح – الله يكون فى عونك يا ابنى من أب ذى
ده ضحك أواب بصوت عالى جعل قلب حذيفه يرقص فرحا ويتنهد برتياح …. و عاد يقبل يده الصغيره من جديد
حينما لمح أواب جودى الواقفه عند الباب فأشار لها فقتربت ببطء ووقفت فى الجهه الأخرى من السرير وقالت – كده تخوفنا عليك … حمد لله على سلامتك يا حبيبى أبتسم أواب وهو يقول – أنتِ بتحبى أواب مش كده هزت رأسها بنعم واجابته – طبعاً بحبك جداً ومين مش بيحب أواب صمت الطفل قليلاً ثم قال – طيب ليه أنتِ مش موافقه تكونى ماما لأواب شعر حذيفه بالحرج وحاول أن يقول اى شىء لكن جودى سبقته وهى تقول – ومين قال أنى مش موافقه هو أنا أطول أنى أكون مامه أواب …. طبعاً ده شرف ليا . كان الزهول على
وجه حذيفه يثير الضحك ولكن سفيان كان يعرف جيداً ما تفكر به أخته
الفصل التاسع والعشرون
كان حذيفه يشعر بأنه قد ضرب على رأسه هل
وافقت جودى على زواجها منه منذ قليل نظر إلى
سفيان يستنجد به فقترب منه ووقف أمامه ووضع
يديه فى جيب بنطاله وقال
– صحيح هى وافقت بس معتقدش أنها وافقت عليك أنت . وتركه وخرج كانت جودى تقف بالخارج تنتظر أخيها وهى تفكر ما هذا الذى قالته بالداخل هل وافقت على زواجها من حذيفه بعد عدة ساعات من رفضها له كيف ذلك ولماذا هل حبها لأواب يجعلها تقدم على هذه الخطوه بتلك الطريقه
كانت تنتظر خروج سفيان بنفاذ صبر حتى تعرف رأيه ويخبرها هل ما حدث الأن صواب أو خطأ كان يقف عند الباب ينظر إليها سارحه ولكن عقلها يعمل وبقوه … خائفه حائره اقترب منها وضمها إلى صدره قائلاً – صح إللى حصل جوه ده صح بس كمان حذيفه لازم يحس أنك وافقتى علشان أواب وبس حتى لو عندك أسباب تانيه قال ذلك هو يغمز لها . وتحركا ليغادرى المشفى فى هدوء
كانت تشعر بالقلق …. غادر سريعاً دون أى كلام استمعت إليه وهو يخبر جودى أن تستعد سريعاً …. هل حدث شىء للسيده نوال ….. كانت تخشى أن تحادثه فى الهاتف فيصرخ فى وجهها أو ينهرها على اتصالها … لو كان يريد أخبارها لأخبرها …. كيف ظنت أنها زوجته حقاَ ولها حقوق … وهل أعطته حقه أولا حتى يعطيها ذلك الحق استمعت لصوت الباب يفتح ثم يغلق وخطواته أغلقت إضائه الغرفه سريعاً ولكنها استمعت لصوت طرقات على الباب وصوته يقول – مهيره أنتِ صاحيه ممكن أدخل انارت الغرفه من جديد وفتحت الباب لتجده يبتسم وهو يقول مباشره – حذيفه كلمنى أواب
تعب جداً وراح بيه على المستشفى وأنتِ عارفه هو متعلق بجودى إزاى فأخدتها معايا شهقت بصوت عالى وهى تسأل – حصله أيه … وبقا كويس ولا لأ أمسك يديها وقال – زعل شويه فحصلتله شويه تشنجات …. أنتِ عارفه ظروفه …. بس هو كويس دلوقتى صمت قليلاً ثم قال – جودى وافقت على حذيفه … بعد ما أواب طلب منها أنها تكون مامته . ضحكت قليلاً وهى تقول – يعنى عايز تفهمنى أنها وافقت علشان أواب بس نظر لها بتمعن وهو يرفع حاجبه الأيسر قائلاً – تفتكرى فى حاجه تانيه يا آنسه مهيره ثم أكمل قائلاً – على الرغم من
أن كلمه آنسه دى جارحه لرجولتى بس هى الحقيقه فى الأول وفى الآخر …. يلا هنقول أيه ربنا يصبرنى ثم دفعها برفق من كتفها وهو يقول – يلا يا بنت الناس ادخلى واقفلى الباب علشان الشيطان بيلعب فى دماغى دلوقتى …. تصبحى على خير
وأغلق الباب وهو يتنهد بصوت عالى وهو يستمع لصوت ضحكتها .
كان جالس بسيارته يشرب شىء ما من زجاجه غريبه وهو يتوعد كل من اهانه وأخطاء فى حقه من وجهة نظره القى الزجاجه من النافذه وقاد السياره بسرعه عاليه كان يرى كل ما حدث معه ضرب أخيها له كلمات رئيس الجامعه .. ضحك زملائه ولومه وأخيراً فصله من الجامعه وضياع مستقبله كان يمر بين السيارات لا يرى أمامه سوى تلك الفتاه التى دمرت كل شىء هى المسؤله عن ما هو عليه …. هو حازم العامرى كل الكون تحت قدميه تأتى فتاه رخيصه مثلها وتسخر منه وتأخذ منه كل شىء كانت قدمه تضغط على دواسه البنزين ليزيد من سرعته …. كان يتحرك
سريعاً فى محاوله لتفادى السياره التى أمامه ليجد ضوء ساطع ضرب عينيه لم يعد يرى شىء و بعدها وفى لمح البصر كان كل شىء قد أنتهى
فى صباح اليوم التالى استيقظت زهره على رنين هاتفها الملح لماذا لا تستطيع النوم براحه ليس لديها محاضرات صباحيه لذا لما الهاتف الأن أمسكت الهاتف ووضعته على أذنها دون أن ترى الأسم وقالت بعصبيه قليله – نعم ضحك بصوت عالى على نبره صوتها الحانقه يعلم أنها نائمه وليس لديها محاضرات صباحيه ولكنه أراد أن يسعدها بشكل مختلف وأن يقوم بتنفيذ خطته فقال لها وهو يبتسم – أصحى يا كسلانه أنا جعان وعايز أفطر . قطبت جبينها وهى تحاول استيعاب نبرته المرحه التى اشتاقت لها فقالت – طيب هو حد قالك أن هنا مطعم حضرتك …. النمره غلط يا فندم .
ضحك بصوت عالى وهو يقول – طيب أصحى علشان نروح المطعم إللى بجد نفطر عشر دقايق فاهمه عشر دقايق وتكونى قدامى . وأغلق الهاتف وهو يبتسم ولكنه تذكر أنها من ستمر عليه لا هو …. نغزه قلبه كل شىء يعتمد عليها هى من المفروض أن يذهب هو إليها لا العكس نفض عن رأسه كل هذا وابتسم من جديد وهو يقول لنفسه – زهره تستحق المحاوله …. وتستحق أنى أحاول بكل طاقتى …… لازم استحمل أى حاجه علشانها .
كان جالس فى المطعم الخاص بالفندق يتناول إفطاره يفكر أنه حضر إلى هنا كى يهرب من الشهاوى وما تم بينهم .. ومن زواجه من ندى لكن بعد ذلك التهديد الذى وصله أمس أتصل برجله بالقاهره ليصل لسفيان و يخبره بكل شىء وها هو ينتظر الرد لا حول له ولا قوه …. يشعر بالعجز راجى الكاشف ينتظر من ينجده ويحل له مشاكله
كان الشهاوى يجلس فى غرفة مكتبه يتكلم عبر الهاتف وكان يضحك بصوت عالى وهو يقول لمحدثه – خلاص نهايته قربت صمت لثوان ثم قال – بنتوا متهمنيش فى حاجه بعد ما رماها للبودى جارد بتاعه استمع إلى محدثه بتركيز ثم قال – أكيد طبعاً …. هيرجع ويبوس الأيادى كمان …. وهيتجوز ندى غصب عنه ….. والباقى عليك
أغلق الهاتف ثم نظر أمامه وعلى وجهه إبتسامة إنتصار لقد حقق حلمه الكبير بالقضاء على راجى الكاشف الرمز الكبير الذى لا ينكسر الأن هو فى قبضة يده كانت ندى الكاشف تنظر إليه بتركيز تحاول معرفه ما حدث وترجمت حيرتها فى سؤالها – هتقولى أيه إللى حصل ولا لسه فى أسرار ضحك بصوت عالى وقال – خلاص كل حاجه هتم زى ما أحنى عايزين وخلال يومين هتلاقى راجى تحت رجليكى بيترجاكى تقبلى تتجوزيه كانت ملامح ندى الشهاوى يكسوها الانتصار والسعاده
كانت مريم تجلس فى مكانها المعتاد حين استمعت لطرقات على الباب ليست طرقات عادل هى تحفظها عن ظهر قلب وقفت على قدميها و تحركت فى إتجاه الباب وفتحته لتفاجئ بوجه خديجه قطبت جبينها وهى تسألها باهتمام وقلق – خديجه أنتوا كويسين فى حاجه حصلت رجعت خديجه خطوه للخلف وهى تهز رأسها بنعم فتنهدت مريم برتياح ولكن كلمات خديجه قبضت قلبها – للدرجه دى مجيتى ليكى تقلق لوت مريم فمها وهى تقول – بالعكس بس دى أول مره يا خديجه هو أنتِ ناسيه أنك مقطعانى و مبتبصيش فوشى مش بس مش بتكلمينى نكست خديجه رأسها وقالت – معاكى حق … طيب
ممكن أدخل عايزه أتكلم معاكى فى موضوع تحركت مريم خطوه واحده لتستطيع خديجه المرور ثم أغلقت الباب وقالت – تشربى أيه يا خديجه . نظرت لها وكأنها لم تتوقع ذلك السؤال فقالت لها – وهتضيفينى كمان …. بعد كل إللى عملته فيكى يا مريم
ابتسمت مريم بشجن ثم قالت بحب حقيقى – عامله عصير برتقال هجيبه واجى . ظلت خديجه تنظر حولها لتلك الشقه البسيطه التى تبتعد عن كل مباهج الحياه مجرد الأساسيات لا أكثر تذكرت وقت أخبار عادل لها أنه قرر الزواج من مريم وأنه يسكنها فى الشقه الصغيره بالدور الأول ….. ووقتها بيوم واحد كان قد فرشها وأنتهى …. كانت تغلى غيظا كانت تفكر أنه أتى لها بكل شىء وكل تلك السنون لم تدخل تلك الشقه غير الليله التى أتت بها مهيره وكانت الصدمه من بساطه الشقه وافتقادها الكثير من الرفاهيات عادت من شرودها على جلوس مريم أمامها بعد أن وضعت كوبى
العصير على الطاوله ابتسمت مريم وهى تقول – مريم الصغيره فين ؟ شربت القليل من كوب العصير وهى تجيب – نايمه … مش ملاحظه الهدوء إللى فى البيت ضحكت مريم وهى تقول – كان حلم أنه يكون عندك ولاد ولما ربنا رزقك هتتبطرى . ضحكت خديجه وقالت – معاكى حق سنين بحلم بظفر عيل …. يلا الحمد لله صمتت قليلاً ثم قالت – اسمعينى يا مريم من غير ما تقطعينى ظلت مريم تنظر إليها بصمت وهى تتذكر كلمات عادل لها بعد مغادرة مهيره وزوجها بموافقه خديجه على جعل زواجهم حقيقه حينها لم تصدقه رغم معرفتها الجيده والواثقه أن عادل لا
يكذب ابدا مهما كان السبب ولكنها رفضت حتى تشعر من خديجه بالقبول وهو أحترم ذلك لمعرفته لها جيداً ولأن وجودها بحياته كان أكبر معجزه . افاقت من شرودها على صوت خديجه وهى تقول – أنا عمرى ما حبيتك من قبل ما أقبلك وتتجوزى عادل لأنه مكنش شايفنى أنتِ إللى فى بالو وخيالو وقلبو وعقلو …. كان معايا بجسمه لكن كل ذره فيه كانت ملكك أنتِ ….. فعلشان كده مقدرتش كنت فاكره كده بحافظ على كرامتى وبخليه ليا أنا بس لكن أنا كنت غبيه ….. عمر عادل مكان ليا عادل ليكى أنتِ وبس من يوم ما وعى على الدنيا …. وأنا
سألت شيخ وقالى أن كده عادل عند ربنا ظالم لأنه مانع عنك حقك علشان يرضينى وأنه يوم القيامه هيقف قدام ربنا ونصه مايل … وأنا بحب عادل أوى يا مريم ومحبش أنه يكون ظالم ولا إن ربنا يغضب عليه …. وكمان هو نفسه فى قربك يا مريم … وأنا … أنا … موافقه وتركت الكوب على الطاوله وغادرت سريعاً ولكنها وقفت عند الباب وقالت – أنا مش ملاك أنا بشر وهفضل أكرهك …. بس استعدى النهارده عادل هيبات عندك …. و جهزى عشا كويس . وتركتها وغادرت ودموعها تغرق وجهها ومريم تشاركها الدموع
الفصل الثلاثون .
ذهبت زهره إلى والدها وأخذت الأذن منه للذهاب لصهيب و من الواضح كان لديه خبر مسبق ولكنها طلبت منه السياره فوافق أيضاً دون شروط
فى خلال دقائق كانت تركن السياره أسفل بيت عمها وهى تشعر بسعاده كبيره أنها المره الأولى لصهيب منذ أكثر من أربع سنوات اعتزل فيهم العالم أجمع صعدت السلم سريعاً لتقف أمام الباب وقبل أن تطرقه استمعت لما جعلها فى حالة زهول هل ما تسمعه الأن حقيقى .
سمح الطبيب لأواب بالخروج من المشفى بعد اطمئنانه عليه … و أوصى بالاهتمام بالوصفات الطبيه … وأيضاً تجنب كل ما هو مقلق ومحزن كان حذيفه فى قمه سعادته بعودة ابنه إليه سالماً يشعر دائماً أن أواب هو علامه من الله برضاه عليه …. غير أنه متعلق به بشكل مرضى فهو عائلته الوحيده وتميمة الحظ الخاصه به … فرحة قلبه الأولى نظر إلى طفله الجالس بحانبه وقال – وحشتني جداً يا صاحبى ضحك أواب بصوت عالى وقال – ليه هو أنا كنت مسافر . أبتسم حذيفه ليجيبه قائلاَ – لا بس كنت خايف أنك تسبنى وتسافر اجابه الطفل قائلاً – أكيد
فى يوم هسيبك وأسافر على فكره وكأن يد من حديد قبضت على قلبه فتوقف عن العمل … كلماته البسيطه المؤلمه جعلته يشعر بالألم الشديد … ولكنه حاول تجاهل ذلك قائلاً بمرح مصتنع – على فكره دى بتاعتى اناً … بلاش تقلدنى على فكره ضحك أواب ولكنه وكالعاده اجابته دائماً أكبر بكثير من سنه – لازم الأبن يمشى على نفس خطوات أبوه نظر إليه حذيفه بحب حقيقى وابتسم بسعاده لعودة روحه من جديد للحياه .
كانت جالسه أمام أمها منكسه الرأس لا تعلم كيف تخبرها عن موافقتها على حذيفه كان عقلها يعمل بكل الاتجاهات ولا تجد طريقه لأخبارها فقررت أن أقصر الطرق بين نقطتين الخط المستقيم سوف تقص عليها كل ما حدث أمس دون رتوش
رفعت نظرها إليها لتجد أمها تنظر لها بتمعن صامت فقصت عليها كل ما صار كانت تشاهد كل انفعالات والدتها التى تظهر على وجهها مع كل كلمه تحاول تخمين ردة فعلها ولكنها لم تستطع أنهت كلماتها بأنها وافقت على الزواج من حذيفه من أجل أواب فقط ابتسمت السيده نوال وهى ترفع حاجبها الأيسر قائله – يعنى أنتِ قررتى تكونى بيبى ستر لأواب فوفقتى تتجوزى حذيفه تحولت نظرات جودى للغضب من استخفاف أمها من كلماتها وقالت – مش شرط كل اتنين يتجوزوا علشان بيحبوا بعض فى أسباب تانيه كتير على فكره لوت السيده نوال فمها باستهزاء وهى تقول – تعرفى أن هو
كمان بينهى معظم كلامه بعلى فكره …… زيك . صدمه هى أقل ما يقال عن ملامح جودى الأن أنها فى حالة صدمه ولكن أمها لم ترحمها فاكملت قائله – ولا أنتِ إللى زيه . حركة عينيها هى كل ما يدل على أن تلك الجالسه كائن حى . وهى تتذكر أنها كانت دائماً وهى صغيره تقلد حركاته وكلماته حتى أصبحت جزء منه وهناك أشياء مشتركه بينهم دون قصد من أحدهم …. ولكنه لم يطلبها لشخصها هو يريد ام لأواب هكذا قال الصغير لها يوم تقدم لخطبتها عادت بذاكرتها لقبل أن يتحدث حذيفه حين قال لها أواب – جودى ينفع تبقى ماما
نظرت له باندهاش وقالت – أنتِ عايزنى أبقا ماما هز رأسه بنعم فطار قلبها من السعاده ولكنه وقع على الأرض ليتفتت إلى قطع صغيره – أنا قولت لبابا جودى تكون ماما … قالى اوك . وبعد لحظات تقدم هو لخطبتها كيف هذا هل حبى الكبير له يختصره هو فى ام لأواب أو مربيه … هو لم يخبرنى يوماً هل احبنى … هل شعر يوماً بتلك الدقه التى تحى قلبى لأنها له هو …. حتى لم يعلق أو يتخذ ما حدث فى الجامعه زريعه لطلبه ولكنه حضر إلى سوق الجوارى ليختار الجاريه المناسبه التى تلائم ظروفه دون تزمر افاقت من شرودها
على صوت أمها تخبرها بموافقتها مهما كانت أسباب جودى هى معها فيها .
كانت مهيره واقفه بالمطبخ تحاول تجهيز إفطار خفيف لسفيان ولكنها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل لم تقف يوم بالمطبخ ولم تحاول من قبل ورغم محاولاتها التعلم من السيده نوال لكن هذه أول مره لها بمفردها وتريد أن تسعده ولو قليلاً … تعلم أن الطعام آخر اهتمامات سفيان لكن على الأقل تجعله يرى فيها سيده منزل مناسبه تستطيع الطهو والتنظيف ….. هى حقاً تعرف قدر نفسها … وإذا فكر قليلاً سوف تكون خارج هذا المنزل …. فلابد من المحاوله … نحت أفكارها جانبا و خرجت من المطبخ ترى إذا كان سفيان استيقظ ام مازال نائم تنهدت براحه حين وجدته نائم
عادت إلى المطبخ وامسكت هاتفها واتصلت بمريم
– صباح الخير يا ماما
صمتت لثوانى ثم قالت – وأنتِ كمان وحشانى جداَ وهستناكى تزورينى ابتسمت وهى تستمع لرد أمها ثم قالت – بصراحه كده عايزه أعمل فطار لسفيان ومش عارفه أعمل أيه … محتاسه . قطبت جبينها وهى تقول – أنتِ بتضحكى عليا … يعنى أنا غلطانه أنى أتصلت بيكى صمتت تستمع بتركيز لكلمات والدتها و يدها تتحرك للتنفيذ فى دقائق معدوده كانت تضع على طاوله المطبخ الصحون الجبنه البيضاء والمربى و عسل نحل وطبق سلطه متوسط وطبق من البيض والبسطرمه …. والأهم من كل ذلك طبق الفول ووضعت الخبز الساخن …ووضعت كوبين من العصير وابتسمت فى سعاده شكرت أمها واغلقت معها وتحركت
لتخرج من المطبخ لتنادى سفيان قبل ذلك بقليل استيقظ وهو يشعر بسعاده يكفى وجودها بقربه … يكفى أنها فى بيته تحرك ليخرج من الغرفه استمع لصوتها فى المطبخ تتكلم مع أحد تحرك بهدوء ليقف عند الباب ليبتسم وهو يسمعها تتكلم مع أمها حتى تحضر له وجبه إفطار طار قلبه سعاده سوف يتناول من يدها افطاره اليوم سيسجل ذلك التاريخ ويحتفل به كل عام .. كان يتابع تحركاتها المتوتره وهو يبتسم وحين شعر بانتهائها عاد إلى غرفته بهدوء حتى يرى ماذا ستفعل تمدد مجدا على السرير وأغلق عينيه وبعد ثوانى قليله استمع لصوت طرقاتها الخجوله على الباب …. لم يجب ففتحت
الباب بهدوء وتحركت خطوه واحده إلى الداخل تناديه بصوت ضعيف جعل قلبه يرقص من سماعه لأسمه من بين شفاهها لم يجيبها فقتربت لتقف أمامه تتأمل ملامحه ثم جلست بجانبه تنظر لذلك الجرح فوق عينيه ومدت يدها تتلمسه برفق وهى تتأمله بتركيز كان قلبه يضرب فى صدره بقوه للمستها الحنون على جرحه انتبهت على ما تفعله فابعدت يديها سريعاً ثم وقفت من جديد وهى تنادى عليه مجددا فقرر ان يستيقظ ففتح عينيه ببطء لتبتعد خطوه للخلف وهى تبتسم بخجل فابتسم بسعاده حقيقه وقرر التعامل براحه وسلاسه معها فقال لها – صباح الخير يا مهيره ابتسمت وقالت – صباح النور … أنا
جهزتلك الفطار اعتدل فى جلسته وقال – بجد … هغسل وشى وهاجى فوراَ …. هو أنا أطول أن الآنسه مهيره الكاشف تعملى فطار بأيديها . خرجت سريعاَ تشعر بالخجل ووقف هو وتوجه إلى الحمام وبعد عده دقائق كان يقف فى المطبخ ينظر إلى الطاوله وهو يبتسم بسعاده وقال – أنتِ إللى عملتى كل ده بإيدك هزت رأسها بنعم وقالت – أنا أول مره أعمل حاجه زى كده …. فلو فى أى حاجه عرفنى …. أرجوك أنا عارفه أن أنا فاشله . ليقاطعها قائلاً – فاشله أيه بس أنتِ مش واخده بالك من الفطار الملوكى ده و جلس سريعاً وهو يبعد
الكرسى لها لكى تجلس جلست بهدوء تنظر له يمسك الخبز ويأكل كانت تنتظر أن يقول أى شئ كان يأكل دون أن يظهر شىء على وجهه حتى يلعب معها قليلاً وأكل لقمه أخرى وأخرى دون كلمه فلوت فمها كالاطفال وقالت – هو الأكل معجبكش . أبتسم لها بحب حقيقى وسعاده كبيره ومسك يدها ليقبلها وهو يقول – أحلى فطار أكلته فى حياتى تسلم إيدك يا حبيبتى فرحت كثيراً وسفقت بيديها فى سعاده وامسكت قطعه خبز لتتذوق هى الأخرى لتندهش من الطعم حقا لذيذ ولكنها نظرت له وهى تقول – بس عايز شويه ملح . قال وهو يأكل بسعاده – حلو كده
أنا حبيته وكفايه أنه من إيدك
أغلقت مريم الهاتف مع ابنتها وابتسمت فى سعاده ودعت الله أن يسعدها ويجعل زوجها خير عوض لها عن كل ما رأت فى حياتها عادت إلى الغرفه لتجد عادل استيقظ و جالس على السرير يستند على ظهره ابتسم لها وهو يمد يده لها فلبت نداءه وجلست بجانبه لياخذها بين احضانه وهو يقول – كنت بتكلمى مهيره هزت رأسها بنعم ثم قالت – كانت عايزه تحضر فطار لسفيان ومش عارفه تعمل أيه أبتسم بسعاده وقبل يديها ووجنتيها وقال – صباحيه مباركه يا عروسه احمرت وجنتاها وهى تتذكر ما حدث بالأمس حين عاد من العمل بعد أن حادثته خديجه واخبرته بما حدث و
حظرته من الصعود إليها لأنها حينها لن تجعله يخرج من البيت مره أخرى فنفذ كل ما قالته وما أحب ذلك إلى قلبه ومع روتينه اليومى طرقتان على الباب ثم يفتح الباب … ولكن حين دخل الشقه لم يجد مريم على نفس جلستها ولكن استمع لصوت يصدر من المطبخ … ليدخل إليها ليفاجئ بها ترتدى منامه حريريه فيروزيه تظهر جمالها الذى أشتاق له … وعاش عمره كله يحلم بها اقترب منها بهدوء وحاوط خصرها فانتفضت قليلاً ولكنها ابتسمت وهى تقول – حمد لله على السلامه ثوانى والغدا يكون جاهز أدارها إليه وهو يقول – هو فى أحلى من كده غدا ابتسمت
وقالت – أنا فرحانه اوووى أنى بطبخلك بايدى أول مره يا عادل . ألمه قلبه يعرف أنها كانت مجروحه بتنفيذه رغبه خديجه والابتعاد عنها صحيح هى كانت تتألم لبعد ابنتها لكنها كانت بحاجه لقربه …. الأن سيعوضها عن كل شىء لتطبخ له وكل ما تريده مجاب … أخرج من جيب سترته علبه زرقاء وقدمها لها وهو يقول. – يارب زوقى يعجبك ابتسمت فى سعاده وفتحتها لتجد خاتم زواج وبجواره دبله فضيه نظرت له ثم ليده لتنتبه انها لم تراه من قبل يرتدى خاتم زواج ابتسمت فى سعاده حقيقه أمسك الخاتم وألبسها إياه ثم قبل يديها بتقديس ثم ألبسته هى الأخرى
خاتمه تناولوا غداهم بنقاشات ومجادلات أنتهت بضحك هستيرى ذكرهم بايامهم قديماً وبعد انتهائهم من تناول الطعام أصر هو على غسل الصحون وحضرت هى كوبان من الشاى وبعد تناولهم امسكها من يدها ليدخلى معاَ عالم كانا يحلمان به عمر طويل …. حلم كم تمنوا تحقيقه ولكن كانت هناك دائما عقبات …. ولكن لكل شئ معاد .. وحتى ساعات الصباح لم يخرج أحد من الغرفه كان كل منهم يعوض حرمان سنوات … وسنوات … حب يتدفق يقابله حب جارف .
كانت خديجه تستمع لصوت ضحكاتهم قلبها يتلوى ألما ولكنها تتذكر يوم وقوفهم أمام الملك الجبار …. يوم يحاسب كل منهم على نواياه وأخطاءه .. يوم تحاسب عن منع الحق عن صاحبه …. توضئت وصلت وظلت طوال الليل تصلى وتدعوا الله ان يقوى قلبها.
يتبع…