بالاسفل …ركضت زهرة الي مكان جلوس ابيها وزوجها بتوتر ووجنتيها محمران مما شاهدته بالاعلي…ذهبت إلي ابيها وامسكت بيده تقبلها ثم احتضنته …
_ عامل ايه يا بابا؟؟…
ربت ناصر علي رأسها بحنان ابوي..
_ الحمد لله يا حبيبة بابا…انت عاملة ايه والواد اللي جوة ده عامل ايه؟؟..
زهرة بابتسامة…
_ الحمد لله يا حبيبي…
وجلست بجانبه زوجها الذي استطاع رؤية توترها بوضوح …انشغل ناصر وقام بنداء الخادمة حتي تبعث بأحد لعابد وزوجته في الاعلي…
اقترب ناير من من أذن زهرة قائلا بتساؤل…
_ مالك …متوترة ومحمرة كده ليه ؟؟..
_ مم..مفيش..
_ لا فيه …قوليلي فيه ايه يلا ؟؟..
زهرة بخجل وصوت منخفض…
_ مفيش اصل انا طلعت لتمارا للاوضة وفتحت الباب مرة واحدة زي ما بعمل عادي يعني …للل..لاقيتها هي و..عابد يعني ااا…
ضمها ناير الي صدره وضحك بقوة حتي ادمعت عيناه…
_ عشان تتعلمي بعد كده تخبطي الاول متبقيش زي المدب كده وتفتحي الباب علطول ..
ضربته زهرة بصدره حتي يتوقف عن الضحك وهي تنظر له بغضب شديد…
بعد مرور دقائق …جاءت تمارا برفقة زوجها وهي تخفض رأسها غير قادرة علي وضع عيناها بعينيهم جميعا تشعر وكأنهم جميعا رأوا ما كونوا يفعلونه…
كان أول من تحدث بهذه الجلسة ناصر قائلا …
_ يلا يا ولاد الاكل ع السفرة عند البيسين …قولت ناكل برة النهارده الجو حلو…
ساروا جميعا باتجاه طاولة الطعام وجلسوا عليها يتناولوا طعامهم …
بعد أن انتهوا من تناول الطعام اخذت زهرة نفسا عميقا والتفتت إلي والدها قائلة بعزم …
_ بابا…زمزم بتتصل بيا انا وتمارا…هي طبعا قالتلنا منقولش لحد انها بتكلمنا… ولما انا قولتلها مينفعش ولازم ترجع مقالتليش علي مكانها….بس بتتصل بيا وبتقعد بالساعات تكلمني انا وتمارا..انا قولت لحضرتك عشان زمزم لازم ترجع…
انا معرفش حصل بينها وبين ياسر ايه بس الظاهر انها سابته…واتخلت عننا كلنا..حاولت اني أشوفها اكتر من مرة بس هي كانت بترفض..
هبطت دموع ناصر وهو يسمع عن ابنته الغائبة ما يطمئنه علي وجودها وأنها سالمة…لكن ترفض وجوده بحياتها…ترفضه وترفض رؤية شقيقتيها ….
_ اتصلي بيها يا زهرة…اتصلي بيها وانا هحدد مكانها دلوقتي..
فعلت زهرة ما قاله والدها واتصلت بها تسألها عن مكانها وبالطبع جاء ردها بالرفض وانتهي الأمر بها الي أن أغلقت الهاتف بوجهها…وجملت ناصر التي شقت السكون…
_حددت مكانها خلاص..
الفصل الرابع والعشرون…
بمنزل ياسر…منذ رحيلها من منزله بذلك اليوم وهو يبحث عنها املا فى ايجادها..حزنت والدته كثيرا بعد ان علمت اصل الحكاية كاملة من ابنها…اشفقت على زمزم كثيرا..لكن ليس بيدها شئ ف بالنهاية هى تريد حياة زوجية مريحة لابنها…
تلك الفتاة جارتهم “ميرنا” تحب ياسر لكن هو لا يراها ابدا…فكرت “امال” والدته ان تساعدها فى جذب انتباهه اليها حتى يخرج من حالة الحزن التى خيمت عليه تلك …تمنت لو عاد بها الزمن الى كم شهر مضي وترفض ذلك الاتفاق اللعين بأكمله..
دقت ميرنا على غرفة ياسر برقة فسمعت صوته يسمح لها بالدخول ظنا منه انها والدته..
-انت!!..نعم يا ميرنا عاوزة ايه؟؟..
ميرنا بهدوء…
-اتفضل…ده جواب جت امبارح البنت اللى كانت عايشة معاكوا وادتهوني…بلغتني انى اوصلهولك ضروري..و..
قاطعها ياسر بغضب وصوت مرتفع..
-و ايه؟؟..وحضرتك بقي مجبتيهوش من امبارح ليه؟؟..كنت عاوزة ترميه ولا كأنها جابت حاجة اصلا مش كده ؟؟..طبعا ما انت لازقالنا هنا عشان ابصلك واتجوزك…بس انسي يا ميرنا انا لا عمري هحبك ولا اي حاجة م اللى ف دماغك ديه نهائي انا بحب واحدة بس…بحب زمزم وبس..
وضعت ميرنا الورقة المطوية بيدها على الكومود وخرجت من المنزل تبكي بقوة..لم تظهر له حبها ابدا..كانت تعلم انه لا يراها لكنها تعتبر والدته بمثابة امها لذلك تودها وتسأل عنها…دفنت حبها له بأعماق روحها ومضت بحياتها..كانت تري نظراته لزمزم عندما تدعوها والدته لتناول الطعام معهم..لم تضع نفسها يوما فى مقارنة معها تعلم جيدا انها الخاسرة الوحيدة بتلك اللعبة…
************************
بغرفة زمزم…جلس وقاص على الفراش وامامه قطع الملابس خاصتها…يشتمها من حين لاخر حتي يشعر بوجودها حوله حتى وان كانت لحظات…وبيده البوم صورها وهى طفله…صورها مع والدتها وشقيقتيها ..ووالدها..تحب والدها كثيرا لذلك لم تستطع التقليل من شأنه امام منزل عمها وان تصرح لهم باجبارها على الزواج من وقاص…
نمت ذقنه كثيرا…فقد شهيته لكل شئ…صباحا يذهب الى عمله ويعود يتناول طعامه معهم دون ان يتحدث مع ايا منهم ويصعد الى غرفتها يتفقد كل جزء بها…ينثر عطرها بالغرفة حتى يستطيع النوم دون كوابيس تركها له…
دلفت نجاة الى الغرفة حتى تتحدث معه يكفي ما يفعله بنفسه الى هذا الحد..
-نعم يا امي؟؟..
اقتربت منه نجاة وجلست بجانبه تضع يدها على ظهر كفه قائلة بشفقة..
-لسه بردوا يا حبيبي بتدخل اوضتها …يا ابني كفاية كده حرام عليك نفسك…
تنهد بمرارة وهتف بتهكم…
-كفاية ايه يا امي!!..بهدلتها ودمرتها..روحت دوت على مزاجي ووقفت ف وش ابويا عشان شيما وعشان بحبها وحرمت على زمزم تحب حد تاني…رغم انى كنت سايبها زي بيت الوقف..
حاولت نجاة التخفيف عنه قائلة بمواساة…
-كان غصب عنك يا حبيبي..انت كمان مكنتش عاوزها..
هتف وقاص بصوت مهتز …
-غصب عني!!..انا سبتهالكوا هنا ورميت طوبتها…سبتها هنا رغم انى عارف انى من قبل م اتجوزها انك مبتحبيهاش ومستنياها تيجي تحت ايدك بس…عاقبتها بأبشع الطرق انها حبت غيري…شكيت فيها وف تربيتها وحبيت اتاكد بنفسي…دبحتها انا وابوها…دبحتها..بس والله م كان قصدى..انا فكرت انها خانتني بجد…فكرتها سلمته نفسها بجد..
وبكي بصمت وهو يتحسس صورتها التى تجتمع فيها مع شقيقتيها وتمسك ببالون رقم 19 من الواضح انها كانت تحتفل بعيد ميلادها معهم..
بكت نجاة هى الاخري على حال ابنها وما فعلته بزمزم دون ذنب …بكت اكثر عندما تذكرت مادلين وهى توصيها على بناتها وان تكون لهم صديقة وام ثانية اذا ما احتاجوها يجدوها…
*******************************
بعد حديثها مع زهرة وبعد ان اغلقت الهاتف بوجهها رمته ارضا بقوة ادت الى تحطيمه شر تحطيم وهي تبكي بقوة ..لم يفارق ذاكرتها ما ارتكبته جميع عائلتها بحقها…ولم تسامحهم ولن تفعل…دمروها …نهضت من مكانها بغضب شديد واصبحت تحطم كل شئ بالمنزل دون وعي…فقط تريد اخراج غضبها بدلا من ايذاء نفسها بكتمانه اكثر…يكفي تورم وجهها وانتفاخه الذي لا يفارقها بسبب بكاءها المستمر…
دق باب المنزل فنهضت من مكانها بتثاقل حتى تفتح الباب ظنا منها انها جارتها “سعاد”تلك المرأة الخمسينيه ذات العيون الخضراء والشعر الاحمر..تعتبرها ابنتها منذ ان جاءت الى هنا وهى تتولاها وتتولى رعايتها كاملة …لكنها تفاجأت بأبيها وشقيقتيها وازواجهم..
دهش والدها من التغيير الذي طرأ عليها وحزن ايضا…وجهها ورقبتها وعظمتى الترقوة تغطيها الندوب والخربشات …قصت شعرها الطويل الى نهاية نحرها …نحفت كثيرا …وجهها المنتفخ وعيناها المدمعة اثارت شفقته ناحيتها ..
كانت اول من فاقت من ذهولها هى تمارا فاندفعت اليها تحتضنها بقوة وهى تبكي على حالها …حولت تمارا بصرها بالشقة فشهقت بعنف وهي تري ما بها محطم ..
دفعت زمزم تمارا بعنف بعض الشئ وصرخت بوجههم بغضب ودموع..
-عاوزين منى ايه تاني؟؟..امشوا بقي مش عاوزة حد فيكوا..كفاية كده..
وقالت مشيرة الى والدها..وانت عاوز ايه تانى منى؟؟..مش اتأكدت انى محطتش راسك ف الطين ..سبني ف حالى بقي..انا مش مسمحاك ولا انت ولا عمى ولا ياسر ولا الحيوان اللى اتحسب جوزى…انا بروح لماما كل يوم وبقولها انت بتعمل فينا ايه…قولتلها كمان انت عملت فيا ايه..
امبارح جاتلى ف الحلم وقالتلي هتاخدلى حقي منك وانا مستنياها تاخدهولي..هقف قدام ربنا واقوله اني مش مسمحاك..سبني ف حالى بقي…دمرتوني بهدلتوني كتير …روحت وجيت ولفيت على شغلك هنا وهناك وسبتنا ولما رجعت عاوز تجوزنا عشان تخلص …جوزتنا كلنا غصب ..جوزتني واحد ميستاهلنيش وبهدلني…عملتني خاينة..واحدة خانت جوزها اللى هي اصلا مبتشفهوش…جوزها اللى رماها…
اتفقت مع جوز بنتك على بنتك…امشي امشي بقي اطلع من حياتي..
جلست على الارض امامهم وهى تبكي وتشهق بعنف وتضم قدميها الى صدرها بقوة ونشيجها يتعالي جلس ناصر على الارض امامها يجذبها الى احضانه يشاركها البكاء…لم تمانع احتضانه لها …كانت تحتاج الى ذلك العناق الذي يحتويها كثيرا…لذلك لم تمنعه..
ثوان وكان جسدها يتراخي تماما بين ذراعي والدها..
*********************
بعد مرور يومان ..دلف ناصر الى غرفة زمزم بالفيلا وقام بفتح الشرفة حتى تدخل الشمس الى الغرفة..اما هى فكانت تجلس على الفراش بملامح عادية غير متأثرة بشئ..لا فرح ولا غضب…بعد ثوان دقت الخادمة على الباب فأذن لها ناصر بالدخول…حمل ناصر الصينية من الخادمة وصرفها والتفت عائدا الى زمزم ووضع الصينيه على قدميها وبدأ باطعامها…
-اهو عملتلك بيض زى م بتحبيه…مش عارف بصراحة بتاكليه كاوتش كده ازاى؟؟..بس مش مهم..خدي..
قالها وهو يمد يده امام وجهها بلقمة طعام ..فتحت فمها واكلتها دون ان تتحدث…بذلك اليوم اخذها من المنزل الذي تقطن به وعاد بها الى الفيلا واصبح يعتني بها فقط حتى تتحدث معه…رفض اعتناء ايا من شقيقتيها بها…
ظل معها حتى منتصف النهار يتحدث اليها..يخبرها كم يحبها …يخبرها بمقصده عندما زوجها وقاص..كان يعتقد انها من دمه ولن يأذيها مطلقا لك ما حدث كان العكس…يخبرها كم تشبه والدتها رحمها الله..كان يريدها ان تتحدث معه ولو بكلمة حتى..
تركته يتحدث كما يريد دون ان يظهر على وجهها اي تعبير فقط عندما جاء بسيرة والدتها دمعت عيناها …بعد قليل انتهي ناصر من الحديث…او مل منه فلم يجد من يشاركه الكلام…
-انا هروح اطمن على اخواتك واتصل بيهم يا حببتي وهجيلك تاني…
وامسك بمقبض الباب لكنه تجمد مكانه عندما هتفت زمزم بكلمتين فقط جعلت الدموع تأخذ مجراها على وجنته…
-انت بتحبني؟؟..
*****************
بمنزل زهرة النوساني…
كانت تعبث بالهاتف عندما دق باب المنزل نهضت من مكانها حتى تفتح الباب ظنا منها انه ناير لكنها لم تجد احد …وقع الهاتف منها امام الباب فانحنت حتى تجلب الهاتف فرأت ذلك الظرف..اخذته ودلفت الى الشقة…
جلست على الاريكة وفتحته اخرجت الورقة الموجوده به ولم تشعر بدموعها التى هبطت على وجنتها وهى تري نسخة من قسيمة طلاق الدعو “ناير نصار “..وندي فوزى”…بتاريخ ذلك الشهر وتحديدا منذ اسبوع فقط…
دلف ناير الى المنزل يبحث عنها بابتسامة فوجدها تجلس على الاريكة وبيدها تلك الورقة…قطب جبينه باستغراب وهزها برفق..
-زهرة..زهرة مالك فيه ايه؟؟..
التفتت له ووضعت الورقة امام وجهه وقالت بصوت جامد وعينين مدمعة…
-طلقني…
الفصل الخامس والعشرون…
ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وأشار إلى الورقة بيدها قائلا…
_انت جبتي الورقة ديه منين؟؟…
قذفتها زهرة أرضا وهي تصرخ بوجهه…
_ ملكش دعوة جبتها منين…الكلام اللي فيها صح…ديه امضتك والتاريخ من اسبوع….يعني كل ده عايشة مع واحد كذاب..
بلل شفتيه بلسانه قائلا بصوت متوتر…
_ زهرة اسمعيني…والله العظيم اتجوزتها غصب عني… صدقيني ملمستهاش اصلا…
_ كل كلامك ده ميهمنيش ف اي حاجة…انا عاوزة اعرف حاجة واحدة بس …اتجوزتها امتي؟؟…ازاي اصلا وانا كنت نايمة علي وداني ازاي؟؟…
ستفسد حياتهم تماما اذا اخبرها بتاريخ زواجه بتلك الخبيثة ..وبالطبع لن يكون هناك فرصة لرجوعهم مرة أخري.
_ اتجوزتها قبل م يحصل اللي حصل بيوم…بس غصب عني والله…
ابتسمت بسخرية قائلة..
_ متفرقش عندي ..كلها واحد ف النهاية اتجوزت…طلقني يا ناير لاني مش هقعد علي ذمتك ولا هقعد ف بيتك دقيقة كمان…
_ مش هطلقك يا زهرة…مش هطلقك …اتجوزتها غصب عني بقولك …
_ غصب عنك ازاي؟؟..شربوك حاجة اصفرة يعني؟؟..
ناير بصوت حاد..
_ بلاش الطريقة ديه يا زهرة …بقولك اتجوزتها غصب عني وملمستهاش لحد م طلقتها…متظلمنيش ..
نظرت اليه باحتقار قائلة..
_ انا قرفانة منك…قرفانة ويضرب نفسي مليون جزمة اني صدقتك وسامحتك…
وذهبت الي الغرفة حتي تلملم اغراضها ووراءها ناير يحاول منعها مما تريد فعله…
*******************
التفت ناصر الي ابنته ينظر إليها بحزن شديد…الي تلك الدرجة لا تصدقه…تشكك بحبه لها…
كيف لأب أن يكره اطفاله؟؟…وكيف يكره اي شئ من مادلين رحمها الله!!..كيف يكره نسختها الأخري بكل شئ والتي عوضه الله بها؟؟…
_ أيوة طبعا بحبك يا زمزم…ايه السؤال ده يا بنتي بس؟؟..مفيش اب بيكره عياله..
ردت عليه بصوت متحشرج…
_ بس انت كرهتني…لما ..لما انا كنت بندهلك عشان تطلعني من الاوضة مردتش عليا…كدبت عليا وقولتلي انك تعبان…وانا جيتلك عشان انقذك لاني بحبك ومش عاوزاك تموت..بس انت اتفقت معاه عليا…
هلكت روحه واجهدت عينيه من كثرة البكاء عليها…تزيد شعوره بالذنب تجاهها..واتجاه الوعد الذي قطعه علي نفسه أمام مادلين وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة…
_ كنت خايف تكوني عملتي حاجة غلط…مكانش قدامي الا جوزك يطمني عليكي…
_ بس انت مستنتش تطمن عليا لما جوزتني ليه ومشيت علطول ع شغلك…
هتف ناصر بصوت معذب ..
_ يا زمزم كفاية…كفاية بقي يا بنتي ..والله م قادر اتحمل حاجة تاني…كفاية بقي متوجعيش قلبي عليكي اكتر من كده…
مكانش قصدي اني ااذيكوا..كنت شايفهم رجالة وهيحافظوا عليكوا…
لم تتأثر بكلامه..او انها لم تستمع له اصلا..واكملت حديثها..
_ انا قولتلك متجوزنيش لوقاص…قولتلك اني بخاف منه وأنه هيعاملني وحش…بس انت غصبت عليا …انا كنت بحبك بس دلوقتي لا…
سيبني انام وامشي بقي..ومتجبليش اكل تاني مش عاوزة حاجة منك…
وتسطحت علي الفراش وأعطته ظهرها..نظر إليها ناصر بحزن شديد ووجع عليها وخرج من الغرفة وتركها كما طلبت حتي تخلد للنوم…لكنه بالطبع لن يتركها الا بعد أن يرمم علاقتهما من جديد…
**************
بقصر النوساني الصغير…
دلفت سيلين الي غرفة والدها حتي تخبره برجوع زمزم الي المنزل بعد أن وجدها والدها…
_ بابا…يا بابا…بابا..
_ ايه ايه يا سيلين استني يا بنت اما اخرج انا باخد شاور…
قالها قدري لسيلين من داخل المرحاض …
بعد قليل خرج قدري من المرحاض ووقف أمام ابنته قائلا…
_ ايه فيه ايه ؟؟..
اتسعت ابتسامة سيلين وهتفت بصوت فرح…
_ زمزم رجعت البيت…تمارا لسه متصلة بيا دلوقتي وطمنتني عليها…رجعت من يومين وكانت تعبانة ف مكانتش فاضية تكلمني بس كلمتني دلوقتي وقالتلي …انا عاوزة اروحلها يا بابا عشان خاطري …وحشتني اوي بقالي فوق الشهرين مشوفتهاش…
ابتسم قدري بشوق وحنين الي زمزم قائلا بصوت ملهوف..
_ هنروح..هنروح دلوقتي…روحي البسي يلا يا حببتي..
اومأت برأسها بسعادة غامرة وذهبت حتي ترتدي ملابسها لتذهب الي منزل عمها لرؤية زمزم…
غافلة عن شقيقها الذي استمع الى حديثهم كاملا وعزم علي الذهاب إليها واخذها حتي تعيش معه…ببيته…بيت زوجها!!!….
*****************
بمنزل عابد سلمي…
كانت تمارا تجلس علي الاريكة تشاهد التلفاز وبيدها وعاء كبير به بعض حبات الكوسة …وامامها يجلس عابد ينظر لها باستغراب شديد من صمتها وتجاهلها إياه بهذه الطريقة…
_ ايه يا تمارا مالك؟؟..
لم ترد عليه وتعمدت تجاهله…فزجرها عابد بضيق…
_ قولت مالك فيه ايه ؟؟..م كنا كويسين ولا انت يصعب عليكي ف لازم تقعدينا ف نكد علطول…
دبت السكين بالطبق بقوة محدثة صوتا مزعج والتفتت له قائلة بصوت حاد…
_ انا مش قولتلك اني مش هروح معاك!!..بس بردوا جبتني البيت هنا..
_ وسيادة البرنسيسه مش عاوزة تروح ليه بطفي السجاير ف كعب رجليها؟؟..
نظرت اليه بحدة وصوت غاضب..
_ انا قولتلك اني مسامحتكش علي جوازك عليا…وانت بردوا روحتني معاك…
امتدت يده الي الوعاء الموضوع علي قدمها ووضعه علي الطاوله وامسك بيدها واجلسها علي قدمه…
_ عارفة يا تمارا لما اتجوزت زينب…ملمستهاش الا بعد جوازي منها بشهر…ولما هي بدئت تشتكي… اتجوزتها اصلا عشان اقولك واكيدك وتغيري عليا بس اللي حصل العكس…ومن ساعتها وانا ملمستهاش…طلقتها عشان مش قادر يبقي فيه ف حياتي ست غيرك…مش عارف اعدل بينكوا…
_ بس انت كنت بتروحلها…وكمان كنت بتقولها انك بكرة تخلص مني وتطلقني وهي بس اللي تفضل علي ذمتك..
نفي عابد بقوة ..
_ لا…محصلش…عمري م جبت سيرة اني هطلقك معاها اصلا…ده هي اللي كانت بتتخنق مني لما اتلغبط ف اسمها واقول اسمك…عشان كده ضغط عليكي ورفضت قعادك عند ابوكي…لأنها مكانتش جوازة اصلا…
عانقته تمارا بمفاجأة وهي تقبل وجنته وتصرح بحبها له وولعها به…بادلها عابد العناق بقوة أكبر حتي كاد أن يحطم عظامها…
_ بحبك..بحبك اوي يا تمارا …بعشق التراب اللي بتمشي عليه…
*******************