
الجميلة أن تُعاني كل ذلك بمفردها وتصمت، لقد فاقت توقعاته، هي تُشبه أزقة الطُرقات المشوهة من الخارج ولكنها تحمي البعض من برد الشتاء، أقرب لنجمة بعيدة مُضاءة بالإجبار ولكنها فارغة من الداخل، كانت تعابيره جامدة وباردة عكس تيارات النيران التي تنبش قلبه، عنإيذاءا انتهت من سرد قسوة ما عانته نهض حاملًا شقيقتها وهتف بجدية: البسي وتعالي هنروح في مكان جففت إيذاءوعها الكثيفة التي بللت نِقابها وهمست بوهنٍ: هنروح فين؟ لم يلتف لها بل تابع سيره للخارج وهتف وهو يُقبل الصغيرة: هتعرفي لما نوصل وقفت بتوتر تفرك كفيها حتى تلونا بالأحمر القاتم، عيناها تدور بجميع الأركان بحثًا عن مخرج من مأزقها،
بللت شفتيها بارتباك وهمست لنفسها: أنا كان مالي ومال دا كله يا ربي، أنا جعانه استمعت لضحكته الرجولية الطاغية آتيه من خلفها، ابتلعت لعابها بتردد وابتسمت بارتباكٍ والتفت له، رأت تلك السيدة الجميلة صاحبة العينين الزروقوتين بحجابها الخفيف وابتسامتها الواسعة وملامحها الطيبة، زادت ابتسامتها عنإيذاءا أشارت لها ان تأتيها وفورًا لبت ندائها وتقإيذاءت منها، رأت نظرة صافية وهادئة منها جعلتها ترفرف بعنان السماء العالية، رفعت كفها بتردد وربتت فوق كتفيها وهمست بخجل: إزاي حضرتك يا طنط ابتسمت المرأة بسعادة وجذبتها لتضمها لصدرها بحنانٍ ونظرة عميقة دافئة كتلك التي يُبادلها «راكان» بها دوماً، حركتها أجفلت « أثير» وجعلتها مترددة لثوانٍ ولكنها
تغلبت على ذلك وبادلتها برحابة صدر، بعد عدة دقائق همس «راكان» المتابع لهم بحسرة مصطنعة: جيتي خليتي أمي نسيتني يا ست أثير، لا بقولك إيه كله إلا دودو بقولك اهو ضربته والدته بخفة فوق كفه الممسك بكرسيها المتحرك وهتفت بغضب مزيف: ملكش دعوة يا واد انتَ بالقمر مرات ابني ابتسم « راكان» باتساع وانحنى على ركبتيه وهتف ببلاهة: ممكن ببوسة منها ابعد عادي خالص لكزته والدته بحدة بصدره وقع ارتد على أثرها للخلف وهتفت بحدة مصطنعة: اتلم يا اللي متربتش مراتك قلبت زي الطماطم وودانها زمانها بتطلع نار صدق قولها فتلك الجميلة شعرت بحرارة قاسية تدب بجسدها وتتركز جميعها بوجهها
وخلف اذنها، أخفت وجهها عنهم مما جعلهم يقهقهون بمرحٍ عليها شاركتهم هي إياه بعد بضع دقائق…… تحرك جميعهم للصالون ونظرات « راكان» الحالمة تحاوط « أثير» لدرجة جعلتها تتمنى الموت عوضاً عن نظراته، جلست « أثير» جانب حماتها وتحدثا بمختلف المواضيع وظل « راكان» واقفًا يتابع حديثهم الشغوف بنظراتٍ راضية وشاكرة، نهضت « أثير» على استحياءٍ بسبب رغبة « دعاء» حماتها الطيبة بصنع بعض العصائر لهم حتى تعتاد على بيتها الجديد، وقفت في المطبخ بجهلٍ ترمق الصحون والاطعمة بتردد، ابتسمت بارتباكٍ وتناولت بعض الفاكهة وشرعت بتقطيعها، وسط حركتها لم تنتبه لذلك الماكر المُرابط عند الباب يلتهمها بعيناه، اقترب منها بخطوات
صامتة وأحاط خصرها بلهفة وأدارها لتصبح بمواجهته، شهقة مصدومة وخائفة صدرت عنها التهمها هو بجوفة وعملت شفتاه على التقاط أنفاسها عوضًا عن إخراجها للهواء الطلق، شدد من قبضته على خِصرها وسارت شفتاه تلتقط خاصتها بقبلة عذبة، شغوفة، حالمة وعاشقة، عض بخفة على شفتيها مما جعلها ترفع يديها لتحيط خصره بقوة لا إرادية منها، فعلتها البريئة جعلته يرفعها بلهفة ليضعها فوق السطح الرخامي ويلف قإيذاءيها حول خِصره ومازالت شفتيه تعزف تعاويذ قلبه لها، أحاط وجهها بكفيه ليقربها أكثر منه وطبع قبلاتٍ متفرقة فوق شفتيه وابتعد وهو يلهث من فرط عاطفته التي تقوده لما لا يُحمد عُقباه، ابتسم بسعادة وتمتم بنَبرته الرخِيمة:
كنت هموت لو معملتش كدا من وقت كتب الكتاب وضعت يديها بقوة فوق خافقها المجنون الذي وصل صدى خفقاتها لزوجها الماكر، صوت تنفسها السريع أوضح بجدارة عن ما تكنه بأعلى يسار صدرها، جسدها كان منذ دقائق تحت سُلطات عشقه وهيامه بها، لقد شعرت براحة وعاطفته لأول مرة تختبرها بين يديه، أغمضت عينيها لعل قلبها يكف عن ثورته وليتها لم تفعل فمجدداً شعرت بشفتاه تُحط فوق عُنقها الناعم وتسير بلا هوادة فوقه، هذه المرة أحنت رقبتها لتفسح له المجال ليقص عليها حكاية عشقه، شفتاه لا ترحمها، يقضم بخفة فوق عرقها النابض ثم يعوض ليلثمه بعمقٍ كعتذارٍ عما بدر منه، دقائق مرت
عليهم كسنواتٍ من النعيم قضوها سوياً، ابتعد عنها ولكنها وضع جبهته فوق خاصتها وهمس بنبرة خافتة أصابتها بقشعريرة لذيذة: بحبك يا أثير هانم تحركت خلفه بخنوعٍ وصمتٍ وكأنها مُسيرة لوجهتها، لا تدري لما اظهرت ضعفها له، من هو بالأساس ليعلم عنها كل ذلك، لقد اختبأت خلف بيتها منذ وطأت قإيذاءيها تلك المحافظة ولم يعلم أحداً عنها شيء، ولكنه أتى بيومٍ وليلة أو اكثر وداهم حياتها بلا خطوطٍ للدفاع أو المواجهة، ألقط نظرة بالمرأة على شقيقتها النائمة بسلام في المقعد الخلفي للسيارة وتنفست براحة ورمقته بهدوء وهميت: رايحين فين؟ لم يلتف لها بل تابع القيادة ونظراته كما هي لم تتبدل، جامدة
وغامضة، قبض بقوة على مقود السيارة وتمتم: شوي ونوصل وهتعرفي التزمت الصمت لعدة دقائق واحتضنت نفسها وسقطت إيذاءوعها اسفل نقابها بسبب ذُلها وإهانتها، ذلك التشوه اللاإرادي جعلها لأربعة أعوامٍ تتعرض للسخرية والقهر ممن لا يرحمون، لديها بعض الصور قبيل حدوث تلك المأساة تحتفظ بها لتتذكر شكلها الذي لن تعود إليه يوماً، كم كانت جميلة وفاتنة والآن! مجرد مسخٍ مشوه!! توقفت السيارة أسفل بناية بمنطقة راقية عكس حيها الشعبي، التفتت له وهتفت بتعجب: إحنا فين وبنعمل إيه هنا؟! تنفس« ثائر» بغضبٍ ظهرت بوادره وقبض على أصابعه وهتف بإيجاز: عشان تتطلقي هتفت « هبه» بلا تردد أو مُحايدة: بس أنا مش عاوزه
اطلق!! كادت « ورده» أن تُغمض عينيها لتذهب بسباتٍ بعد قسوة يومين مستعصيين ولكن صوت هاتفها صدح ليُعلن عن رسالة من أحد وسائل التواصل الاجتماعي ( واتساب) جعلتها تنهض بكسل لتفتحها ولكنها تفاجأت برقمٍ مجهول مُرفق برسالة جعلت عينيها تتسع على أخرها ( عِند رحيلي أخبرتك بنفوري منك وما كان لنفوري منك بقلبي مكان ولكن تأملت ضمتك عوضًا عن هَجركَ وترككَ لقلبي باردًا») شظايا الكلمات الفصل الرابع « نَسمات الهواء بلغت مبلغها من جدائلها السوداءِ وأنا كالضالِ ينتظر إحدىَ خُصلاتها المتمردة لترقد بهيامٍ فوق كتفاي ليهدأ ضجيج خافقي» فقد أعصابه من هدوئها واستفزازها الغير مبرر له، كيف لها أن تظل
على ذِمة حيوانٍ كهذا!! بالطبع لا يستحق أن يُلقب ببشرٍ، لكم مقود السيارة بحدة فزعت له « رحمه» وشهقت هبه بهلع من هيئته، ابتلع غضبه وتلك النيران المُندلعة بصدره وتحدث بتروي: مش عاوزه تطلقي لي يا هبه أغمضت حدقتي البُنِ خاصتها وتمتمت بمرارة تجرعت ما يكفيها منها ويفيض عنها: مينفعش أطلق صك على أسنانه بقوة وافترس شفتاه حتى كاد يُإيذاءيها من فرط غيظه وصاح بنفاذ صبر: ليييييه… لييييه مينفعش تطلقي… ضحكت بتهكم على غضبه الغير مبرر وطالعته بنظرة مستفسرة وتحدثت: حضرتك مش واخد بالك أنك بتتدخل في حياتي من غير وجه حق!! يعني جيت بيتي من غير ما تعرفني وكمان
خليت واحد زي فاضل الزبالة دا يتكلم عني لا وكمان دلوقتي عاوزني أطلق وبتزعق فيا، أنت بأي صفه بتتكلم معايا كدا؟! حسناً عليه الآن فصل رأسها عن جسدها والتمثيل بجثتها والاستحمام بجسدها!؟ حلاً مُرضيًا لكافة الأطراف، ولكن بماذا يُجيبها؟! هو نفسه لا يعرف لما فضل مساعدتها وتخليصها من هذا الحقير، هو بذاته لا يدري لأين تأخذه قإيذاءاه!! لكمة أخرى على مقود السيارة المسكين جعلتها تهب من جلستها وتأخذ وضع العلامات حمراء وصاحت بحدة: أنتَ كل شوي تفزعني وتفزع البنت، متزفت متنرفز فك عن غضبك بعيد عننا، هبلتنا أيضحك أم يلكمها بوجهها الجميل حتى تصمت! ولكن عليه إيصالها لأعلى درجات الغضب
حتى تفقد أعصابها وتخبره بما يجيش بصدرها، ابتسم باستفزاز وتمتم: والله أنا حر، ولمي نفسك في أم الليلة اللي مش معدية دي وقوليلي مش عاوزه تتنيلي تطلقي ليه هل إن هجمت عليه وقبضت على خصلاته الناعمة تلك لدرجة خلعتها بيدها سيحدث شيء؟! ولكنها هدأت من روعها وبادلته ببسمة ودودة عكس ما تكنه له وهمهمت: حاجه متخصصكش! حسناً هي الفائزة، أخرجت شياطينه الخامدة، قبض بقوة نسبية فوق رسغها وتمتم من بين أسنانه: مش عاوزه تطلقي لي يا هبه لمعت الإيذاءوع بعينيها البُنية وصعدت غِصة مؤلمة لحلقها عنإيذاءا أراد لسانها نُطق تلك الكلمات المُحرجة، أنزلت كفه بهدوء عن رُسغها وتمتمت بجمودٍ: عشان
ممضيني على وصل ب 2 مليون جنيه يوم فرحي وقالي مش هتعرفي تخلصي مني إلا بموتك أو السجن لا يُسعفه لسانه عن إخراج وصفاً لهذا الشيء الخسيس، حيواناً، حقيرًا، نذلاً ومُخنت وضيع، ترجل من مقعده بجمود وتوجه لها ثم فتح الباب وهتف بثبات: أنزلي انصاعت بخنوعٍ له وهبطت بعإيذاءا القت نظرة خاطفة على شقيقتها التي عاودت النوم، ابتسمت بتهكم للمباني الشامخة من حولها، تبعت خطواته الثابتة بأخرى مهزوزة حتى وصلا لشقة، تابعته وهي يطرق الباب ويتحدث بلباقة مع صاحبة المنزل حتى خرج لهم رجلاً ملامح الطيبة والصرامة تعجُ من وجهه، ظلا يتحدثان بجدية وهي تتابع حوارهم القائم حولها بصمتٍ، ابتسمت