منوعات

بقلم زكيه محمد ج 3

____________________________________

تجلس على الفراش و أمامها جهاز الكمبيوتر المحمول، تكتب بعض الكلمات على محرك البحث جوجل وهي تهتف بتذمر :- أجيبها إزاي دي؟ اه لقيتها اكتبِ دي يا بت يا رحيق كيف تتعامل مع شخص فريزر؟

ولكن لم تأتها النتائج المطلوبة، فكتبت وهي تقول بصوت عال :- كيف تتعامل مع مراد الفريزر؟ هوف حتى الكمبيوتر مش عارفلك كاتلوج!

كان على وشك الدلوف و لكنه تسمر عند الباب حينما سمعها تنعته مجدداً بذلك اللقب الذي يكرهه، فأتكأ بذراعه الأيمن على الجدار يشاهد ما تفعله بسخرية، بينما صرخت بحدة :- يوووه و بعدين بقى أنا غلبت.

– و يا ترى إيه اللي مغلب حرمي المصون و مخليها هتتجنن كدة؟

اغلقت الحاسوب قائلة بتوتر :- لا …لا أبداً دة ….دة أنا كنت بدور على وصفة كدة في النت.

ضيق عينيه بغيظ قائلاً :- و لقيتي اللي بتدوري عليه؟

أردفت بحنق :- لا للأسف ملقتش، أصل الوصفة صعبة أوي بعيد عنك و صعب تتلاقى.

أردف بعبوس مصطنع وهو يلتقط الحاسوب من أمامها بلحظة قائلاً :- وريني كدة اللي بتدوري عليه دة.

أردفت بسرعة :- لا لا خلاص مش مهم هبقى أشوفها في حتة تانية. بقلم زكية محمد

فتح شاشة الحاسوب لينظر لما تكتبه، لتزدرد الأخرى ريقها بتوتر وحينما رأت نظراته الحادة المصوبة نحوها هتفت بتبرير أخرق :- دة أنا كنت بشوف إزاي يصلحوا الفريزر أصل التلاجة بايظة تحت و قلت أشوف يمكن أعرف اصلحها.

أردف بتهكم :- والله!

هزت رأسها قائلة بتلعثم وهي تنهض لتلوذ بالفرار منه :- أيوة طبعاً أومال هيكون في إيه يعني؟ أنا… أنا رايحة أشرب..

ما إن همت لترحل وجدت من يجذبها نحوه بقوة حتى التصقت به ليهتف بحدة :- أنتِ إزاي عاوزة تنزلي تحت بالشكل دة ها؟

أردفت بخوف من القادم :- أنا…مش …. أااا..هو…

قاطعها قائلاً بسخرية :- إيه لسانك اتربط مش عارفة تقولي جملة مفيدة!

زاغت أنظارها ولم تعرف ما عليها فعله للخروج من هذا المأزق، بينما أردف هو بغيظ :- مش قولتلك قبل كدة الكلمة الزفت دي ما تتنطقش تاني؟

أردفت بلهفة :- أنا مقولتش جوجل هو اللي بيقول، أنا مليش دعوة حاسبه هو مش أنا.

رفع حاجبه باستنكار قائلاً :-دة بجد!

هزت رأسها بموافقة قائلة ببراءة مصطنعة :- أبقى أكسره ولا أرميه علشان يحرم بعد كدة.

أردف بوعيد وهو يقترب منها :- أنا فعلاً هكسر و هقص لسانك كمان ..

ازدردت ريقها بصعوبة قائلة :- لساني! ليه يا عم هو أنا قولت إيه؟

أردف بخبث :- أنا هعرفك قولتي إيه دلوقتي.

و بلحظة كان ينهل من رحيقها دون توقف و كأنه غريق و وجد مرساه، ليغرق معها في بحر من نوع آخر.

______________________________________

بعد وقت ليس بقليل كان في منزل عمته التي تأففت بضجر قائلة :- و بعدين بقى، من كتر المحبة يا ابن أخويا، خير!

ضحك بصخب قائلاً :- الله يا عمتي بحبك .

مصمصت شفتيها بسخرية قائلة :- بتحبني انا برده!

اقترب منها مقبلاً إياها برأسها قائلاً :- طبعاً يا عمتي أومال مبحبكيش أنا جاي أنفذ إتفاقي اللي اتفقته مع بنت أخوكي، فينها؟

قطبت جبينها بتعجب قائلة :- إتفاق إيه دة؟

جلس على المقعد قائلاً :- ناديها الأول يا عمتي ربنا يباركلك أنا تعبان و على آخري.

هزت كتفيها باستسلام قائلة :- ماشي يا أخويا لما نشوف أخرتها إيه معاكم.

خرجت هي تقف قائلة بجمود :- يا نعم!

رفع حاجبه قائلاً بتهكم :- لا شكل القعدة هنا قوِّت قلبك جامد ما شاء الله! يلا قدامي على البيت .

هزت رأسها بنفي قائلة :- لا مش هرجع معاك في حتة.

جز على أسنانه بعنف قائلاً بهدوء مريب :- بقولك أدخلي إلبسي و روحي معايا بالذوق وإلا………

صمت لتهتف هي بحنق :- وإلا إيه أنت كل شوية هتهددني!

هز رأسه نافياً وهو يقول بوعيد :- لا يا حبيبتي أنا مش جاي أهدد أنا جاي أنفذ بس.

أردفت بمبالاة و تحدي :- وأنا أو بقولك مش رايحة، و وريني بقى هتعمل ايه!

حك طرف أنفه قائلاً بوعيد :- لا من ناحية هعمل فأنا هعمل كتير.

و بلحظة حملها عنوة و وضعها على كتفه لتصبح رأسها بالأسفل و قدميها بالأعلى، فأطلقت صرخة عالية وهي تقول بحدة ممزوجة بالخجل :- بتعمل إيه يا مجنون نزلني.

أردف بابتسامة انتصار :- لا أنتِ لسة مشفتيش جنان، أنا بقى هوريكي الجنان على حق.

أنهى حديثه و توجه بها نحو الباب لتردف هي بحذر :- إسلام أنت… أنت هتعمل ايه؟

أردف بخبث :- هنروح بيتنا يا روحي.

اتسعت عيناها بذعر قائلة :- ها كدة و أنت شايلني! لا لا نزلني الناس هتشوفنا، بالله عليك لا يا إسلام.

مط شفتيه بدون اكتراث قائلاً :- والله دي مش مشكلتي في إيدك كل حاجة يا توافقي تروحي معايا برضاكي ساعتها هنزلك و هخليكي تلبسي و تيجي معايا، مرضتيش يبقى هتروحي بلبس البيت و بالشكل دة ها أخترتي إيه؟

صمتت ولم تعرف بما تجيبه، أما هو ما إن رآها هكذا تظاهر بالنزول فهتفت بصراخ :- خلاص خلاص هاجي معاك نزلني..

خرجت منال على صوتهما وما إن رأتهم هتفت بدهشة :- في ايه؟

أردفت مريم باستغاثة :- إلحقيني يا عمتي، شوفي المجنون دة عاوز ينزلني الشارع كدة.

أنزلها لتقف على الأرض قائلاً بغيظ و صرامة :- طيب يلا يا حلوة على جوة و نفذي اللي قولتلك عليه بدل ما أنفذ تهديدي التاني.

دبت الأرض بقدميها بحنق، ومن ثم دلفت للداخل وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة ولكنها بالطبع حانقة عليه.

هندم ملابسه بغرور مصطنع قائلاً :- الحمشنة حلوة برده.

ت منال كف بآخر قائلة :- و الله أنتوا جوز مجانين و عاوزين السرايا الصفرة.

بعد دقائق خرجت وهي مرتدية ملابسها الخاصة بالخروج، وهي تمط شفتيها بتذمر و ضيق، بينما تحمل الصغير الذي غفا منذ لحظات قليلة.

طالعها بابتسامة ظافرة زادتها غضباً، و تقدم منها وحمل الصغير عوضاً عنها، و من ثم ودعوا منال و أنصرفا لشقتهم الخاصة.

دلفا معاً فتوجه مباشرة و وضع الصغير في فراشه، و من ثم دثره جيداً و أودع قبلة هادئة على وجنته، ومن ثم خرج ليرى تلك التي تتصاعد منها الأدخنة أثر الحريق الناشب بداخلها.

لا زالت تقف كما هي تهز قدميها بعصبية شديدة، و قد داهمتها الذكرى لتتذكر آخر مرة كانت بها هنا و ما حدث لتشعر بالاختناق و لمعت بوادر الدموع بعينيها، شعرت به يقف أمامها فتظاهرت بالقوة وهي بالحقيقة غصن هش إن مسه أحد سيقع في الحال.

أقترب منها و احتضنها بحب قائلاً وهو يعض على أصابعه ندماً علام فعل :- آسف.. آسف لكل وجع، لكل ، لكل لحظة بكيتي فيها وأنا كنت السبب في دة، أرجوكِ سامحيني، أوعدك إني هجبلك حقك من اللي عمل كدة كلها ساعات كدة و كل حاجة تخلص.

أخذت تقاومه إلا أنها استسلمت أخيراً لقوته و عدم خنوعه في الأمر، و بكت بحرقة قائلة :- أنت وجعتني و هنتني يا إسلام..

قبل رأسها بقوة قائلاً :- حقك عليا يا روح إسلام، سامحيني و أديني فرصة، يهون عليكِ إسلام!

أردفت بوجع و عتاب و خفوت :- ما أنا بردو هنت عندك .

أردف بندم :- كنت غبي و مش هتتكرر تاني، أنا خلاص أتعلمت، أهم حاجة أنول الرضا يا جميل.

لم تتحدث و إنما ظلت ساكنة بين دفء ذراعيه الذي أفتقدته منذ مدة تبكي و تشهق بخفوت، بينما أخذ يمسد على ظهرها بحنو، و اليد الأخرى تحاوطها بتملك خشية فقدانها.

بعد وقت هتف بمرح :- مريم! أنتِ نمتي ولا إيه؟

ابتعدت عنه بخجل وهي تمسح دموعها التي بللت قميصه، بينما هتف هو بمزاح :- ينفع كدة بليتي القميص!

أردفت بخفوت :- أنا آسفة مخدتش بالي.

أردف بحب وهو يجفف عبراتها بحنان :- فداكِ القميص و صاحب القميص، هو أنا عندي كام مريومة حلوة كدة.

أحمرت وجنتيها بخجل بينما أردف هو بعبث :- لا وكمان بنحمر لا عدينا، بقولك إيه متعمليلي كوباية نسكافيه من إيديكي الحلوة دي واكسبي فيا ثواب، أنا ليا يومين مطبق منمتش و تعبان جداً.

أردفت بقلق وهي ترى معالم الأرق على وجهه :- مالك أنت تعبان؟

ضيق عينيه بتعب مصطنع قائلاً بفرحة داخلية وهو يرى قلقها عليه :- اه مصدع أوي يا مريم..

قال ذلك ثم جلس على الأريكة وهو يضغط بيديه على رأسه وإمارات الألم مرسومة على وجهه، فاقتربت هي منه قائلة بخوف :- إسلام أنت كويس؟

أردف بهدوء متعب :- لا مفيش حاجة أنا كويس.

امسكت يديه بخوف حقيقي قائلة بدموع مهددة بالنزول :- طيب أنا هروح أجبلك مسكن للصداع من جوة. بقلم زكية محمد

قالت ذلك ثم هرولت للداخل، بينما أخذ يتابع اختفائها بعيون ذئب ماكر، ونهض قائلاً بخبث :- استعنا على الشقى بالله.

دلف لغرفتهم و نزع قميصه، و تمدد على الفراش ليكمل باقي عرضه اللئيم مثله.
عادت بكوب من الماء و قرص مسكن و لكنها لم تجده، فأردفت بتعجب :- راح فين دة؟!
ثم سمعت صوت أناته الآتية من الغرفة فأسرعت للداخل و قد وقعت الفريسة في فخ الصياد.

شهقت بخجل لرؤيته بتلك الهيئة فتقدمت نحوه ببطء قائلة وهي تمد له الماء و المسكن، فألتقطه منها و تظاهر بوضعه بفمه ثم ارتشف بعضاً من الماء، و ما إن رآها تغادر تأوه بخبث لتعود له بلهفة قائلة :- في إيه تاني؟

أردف بخبث :- شكلي سخن، شوفي كدة.

بطيبة قلب و حسن نية أذعنت لطلبه، و جلست جواره و وضعت يدها على جبينه لتهتف بتعجب:- لا مفيش سخونة يا إسلام، تلاقيك مصدع بس..

أطلقت صرخة خافتة عندما وجدت نفسها مكبلة بذراعيه و يطالعها بخبث، لتفهم مؤخراً أنه يخدعها، أخذت تتململ قائلة :- بتكدب عليا يا غشاش!

ضحك بمكر قائلاً :- طيب أعملك إيه وأنتِ مش راضية تسامحيني بقى .

جعدت جبينها بضيق قائلة :- يعني بالشكل دة هسامحك!

أومأ بتأكيد قائلاً بخبث :- اه أنا هصالحك كدة ..

أردفت باعتراض :- إسلام …

إلا أنه كبح اعتراضها بطريقته الخاصة ليعتذر منها بطريقته الخاصة.

______________________________________

في اليوم التالي تجلس بشرود وهي تعض على شفتيها بأسى من استسلامها المخزي له ليلة أمس، لطالما نوت معاقبته و الإبتعاد عنه، و لكنها فوجئت بانهيار حصونها أمامه ليعلن عشقه راية الانتصار في كل معركة تخوضها معه.
في المقعد المجاور كان يجلس يراقب تعبيراتها قائلاً :- مريم! مالك؟

هزت رأسها قائلة بتخبط :- مفيش.

اصابه ذلك بم و علم أنها تفكر فيما حدث بينهما، و السؤال هنا هل هي نادمة على ذلك ؟ لذا نظر لها قائلاً بشكل مباشر :- مريم أنتِ ندمانة على اللي حصل بينا صح؟

لم ترد عليه فابتسم بحزن قائلاً :- ماشي، أنا متأسفلك لو فرضت نفسي عليكي بالشكل دة، و دلوقتي يا ريت تروحي تلبسي علشان ورانا مشوار مهم.

كانت سترد عليه ولكن جذبها جملته الأخيرة فهتفت بتعجب :- رايحين فين ؟

أردف بجمود :- هنحط النقط فوق الحروف…..

ذئب يوسف
الفصل الثاني والعشرون

ZakiaMohamed1

_____________________________________

تطلعت له بقلق و خاصة نبرة صوته الجامدة التي لا تدل على خير. هتفت بتساؤل :- رايحين فين يعني؟

هتف بصوت بارد :- ما قولتلك هنحط النقط على الحروف. ثم تابع بنبرة صارمة :- يلا قومي بسرعة .

ارتجفت أوصالها من القادم، و نهضت تنفذ ما طلبه تجنباً لصياحه عليها مرة أخرى.
بعد وقت نزلا معاً بعد أن تركوا الصغير مع جدته، و انطلق بها إلى حيث هؤلاء السفلة الذين خططوا لتدمير حياتهم الهنيئة، فلم ينسى إسلام أن يخبر محمد أنه يريده في أمر ضروري في نفس المكان الذي أخبر البقية بالتواجد فيه .

وصلا للمكان باكراً فهتفت بثينة بتعجب :- ما قلكش ليه عاوزنا محمد؟ غريبة!

هز رأسه بنفي قائلاً :- لا مقالش، اهو شوية يجي و نشوف.
أومأت بموافقة و صمتا ينتظران وصوله.

وصل في الوقت المحدد فترجلا من السيارة و دلفا للداخل، فامسكت يده بخوف قائلة :- رايحين فين يا إسلام؟ أنا… أنا مكنتش أقصد اللي فهمته و….

قاطعها قائلاً بابتسامة هادئة يطمئنها بحنو :- متخافيش أنا معاكِ .

دفن أناملها بين أصابعه بتملك وحب، و كم شعرت هي بالراحة لكلامه ذاك.
ما إن خطوا للمكان و رأوا بعضهم البعض خيمت ال ة عليهم وحالة ذهول كبيرة على مريم التي ما إن رأت رأفت تراجعت للخلف بخوف قائلة بخفوت :- إسلام أنت جايبني هنا ليه؟ أنا عاوزة أمشي.

ربت على ظهرها بحنو قائلاً :- متخافيش يا حبيبتي أنا جبتك هنا علشان بس تعرفي الحقيقة و تعرفي مين السبب للمشاكل اللي كانت بينا دي.

نظرت له بعدم فهم، بينما شحب وجه الأخرى، وما إن رأى رأفت الوضع أطلق لساقيه العنان، و لكن وجد من يقف له بالمرصاد حيث كان محمود و بعضاً من الفتية ظهروا من العدم أمامه فقال محمود بسخرية :- على فين يا هدهد الجناين؟

أنهى كلماته و تبعها بلكمة قوية أوقعته أرضاً، ثم رفعه من ياقة قميصه بغضب و جره خلفه فتحفظ عليه الفتية.

في ذلك التوقيت ظهر محمد الذي تسمر مكانه حينما رأى المشهد،فهتف إسلام بسخرية موجعة وهو يشعر بألم الطعنة التي سببها له :- إزيك يا ….يا صاحب عمري، تعال شرف جنب اخواتك هنا ، الفيلم لسة في أوله.

ازدرد ريقه بتوتر قائلاً:- إسلام في إيه؟

رفع حاجبه باستنكار قائلاً :- والله ! ماشي همشي معاك للآخر دة يا سيدي معرفتك الزبالة رأفت و دي طبعاً بنت حتتنا اللي غنية عن التعريف بثينة اللي ما تفرقش حاجة عنك في ندالتك ولا وساختك.

أردف بدهشة مصطنعة وهو يدعي عدم الفهم :- يا إسلام بتتكلم عن إيه؟ أنا مش فاهمك.

اقترب منه ليقف في مواجهته ثم باغته بلكمة عنيفة قائلاً بانفعال :- بتكلم عن خيانتك و قلة أصلك يا حيوان يا حقير، أنت إزاي تعمل كدة؟ أنت يا صاحبي يا عشرة عمري! آخر حاجة أتوقعها إنك تكون بالخساسة دي.

ثم استدار ليردف بتهكم:- وأنتِ يا أستاذة يا اللي عاملة فيها الصاحبة الجدعة، وأنتِ طعنتيها في ضهرها بسكينة تلمة، إزاي أصحاب أنتوا إزاي؟ ملعون أبو الصحاب لو كانوا شبهكم كدة.

صمت قليلاً ليردف بوجع :- دة أنا كنت بحكيلك كل حاجة و سرنا واحد أتاريك بتخدعني وأنا ما أعرفش، إيه الحقد دة يا أخي إيه! بس تعرف إنك مش راجل ! أيوة اللي يلجأ للأساليب الرخيصة دي ميبقاش راجل، عملت كدة ليه ها، ليه؟

أردف بكره وحقد :- علشان بحبها!

طالعه ب ة ليردف الأخير بتشفي وغل :- أيوة بحبها، أنت متستحقهاش، أنا عارف أنها بتحبك من زمان بس أنت اعمى ما بتشوفش، سيبهالي أنا أولى بيها.

لم يستطع التحمل أكثر من ذلك، إذ انقض عليه كالأسد ي ه بعنف وهو يصرخ بجنون :- اه يا زبالة يا حيوان، مريم خط أحمر فاهم، إياك ثم إياك تجيب سيرتها تاني على لسانك الزفر دة.

أخذ يلكمه والآخر يبادله و يستقبل و أردف بكذب :- متضايق ليه؟ مش أنت بتحب أمل و ما بتحبش مريم .

كان رده أنه ازداد ه له وهو يفرغ حممه المنصهرة بداخله فيه، فلم يشعر بنفسه و كلما رنت كلماته بأذنه تشتعل الحمم أكثر، كاد أن ينهي حياته إلا أن محمود الذي أتى و سحبه من فوقه بقوة فأخذ يصيح إسلام بحدة :- سيبني ا ه الواطي دة، أنا هخليه عبرة لغيره.

نظر محمود له بغضب قائلاً :- سيبني أنا اللي هخلص عليه .
قال ذلك ثم سقط عليه يكمل ما بدأه إسلام، إلا أن صوت موسى الحاد الصارم منعه من أن يكمل قائلاً :- محمود أقف و قوم .

نهض بعد أن لكمه بقوة في بطنه بعنف ثم بصق عليه.
تقف ترتجف في مكانها و قلبها يدق بعنف وهي تطالع ما يحدث بذعر ولا تفهم شيء كما المخدرة، ولا تفهم حديثه عن صديقتها بعد فتقدمت نحوها و امسكت يدها قائلة بحروف متقطعة :- أااا…بثينة هو في إيه؟ وأنتِ بتعملي هنا إيه معاهم؟

عض على شفتيه بغيظ منها فتقدم نحوها و جذبها بعنف من ذراعها قائلاً بحدة أخافتها :- أنتِ غبية ما بتفهميش! ثم أشار ناحية بثينة قائلاً بصوت عال :- دي واحدة خاينة افهمي، دي هي السبب في كل اللي حصلك كله من تحت راسها، الصور و مرواح الزفت دة للشقة و آخر مشكلة بينا، افهمي بقى.

سقطت ال ات عليها واحدة تلو الأخرى كالنيزك فا ع جذورها من الأعماق دون هوادة، أخذت تهز رأسها بشكل هستيري و عقلها يرفض تصديق ما سمعته و كيف تصدق و الماثلة أمامها صديقة عمرها! طالعتها بوجه شاحب شحوب الموتى و أردفت بصوت مخنوق :- صحيح يا بثينة؟ صحيح اللي سمعته ؟ ردي عليا أرجوكي ردي، للدرجة دي كنت هبلة و أتخدعت فيكِ ! قوليلي إسلام كداب قوليلي و أنا هصدقك.

و حينما لم تجد منها رد صرخت بقهر قائلة :- بقولك ردي عليا، عملتي فيا كدة ليه؟ ليه؟

تعثرت في خطواتها فكادت أن تسقط لولا يديه التي حاوطتها بقلق لتنظر له بعينين مغرقة بالدموع :- إسلام أنت بتهزر صح؟ بقلم زكية محمد

نظر لها بقلب منشطر، ما كان عليه أن يحضرها معه و لكنه اضطر لذلك حتى يبين لها حقيقة الأمور، و أنها كانت مخدوعة طيلة هذا الوقت في صديقة مزيفة كحاله مع محمد.

أردف بحنو وهو يضم رأسها لصدره :- مريم أهدي يا حبيبتي متستاهلش، والله ما تستاهل.دي واحدة خاينة باعتك علشان تاخد جوزك منك، شوفتي بقى! أنا مبكدبش و محمود شاهد معايا و الدليل الزفت اللي كانت قاعدة معاه.

انفجرت باكية وهي تدفن رأسها بصدره قائلة بقلب ذبيح :- حرام عليكم عملت ليكم إيه علشان تعملوا فيا كدة؟ يا رب خدني و ريحني ..

حاوطها بخوف غير عابئ بالموجودين والقلق ينهشه عليها، وما هي إلا لحظات حتى فقدت الوعي ليخر قلبه أرضاً وهو يهتف باسمها بلوعة.
حملها بحذر ليردف محمود بصرامة :- إسلام خدها من هنا واحنا هنتصرف في الباقي يلا بسرعة كفاية عليها كدة.

أومأ له بموافقة ومن ثم خرج بها من هذا المكان ليضعها في السيارة برفق و حيطة و يصعد هو بدوره ليقود السيارة بأقصى سرعة لديه إلى أقرب مشفى للاطمئنان عليها.

______________________________________

بعد مرور أسبوعين نجحت بعنادها و تصميمها على الذهاب لمتابعة عملها مع سندس، تجلس على مكتبها شاردة فيه لقد أحتل أسوار قلبها و تربع على عرشه معلناً الانتصار في تلك المعركة الطاحنة التي يقودانها عقلها و قلبها طوال تلك الفترة، لتفهم مؤخراً أن جميع هذه الاضطرابات التي تحدث بداخلها وخاصة عندما يكون هو جوارها حيث يحدث بداخلها عاصفة هوجاء تدمر حصونها شيئاً فشيئاً إلى نجح في التوغل لداخل أعماقها .

ابتسمت بهيام عندما لاح طيفه أمامها لتلاحظها آلاء التي هتفت بمرح :- الله الله يا ست رحيق سايبة الشغل و سرحانة!

انتبهت لها فهتفت بانتباه :- ها بتقولي ايه؟

ضحكت بخفة قائلة :- لا دة أنتِ مش هنا خالص، اللي واخد عقلك.

أردفت بتوتر :- ها لا مفيش كنت …..كنت بفكر في حاجة تخص الشغل كدة .

ضيقت عينيها قائلة بمكر :- شغل برده! هو الشغل هيخليكي هيمانة كدة ولا الفريزر! اعترفي إنك بتحبيه مفيش مهرب .

هزت رأسها بعناد لطالما لم يبادر هو باعترافه بأنه يحبها فهي لن تفعل حتى وإن كانت كذلك فلن تعترف لا أمامها ولا حتى بين قرارة نفسها و أردفت بنفي كاذب :- لا طبعاً استحالة، دة فريزر يا بنتي فريزر. بقلم زكية محمد

شهقت آلاء ب ة وهي تتطلع خلف رحيق، بينما وقع قلب الأخيرة بين قدميها قائلة :- أوعي تقولي هو؟

هزت رأسها بأسف توافقها على ما تقول، فغلقت عينيها بعنف و أخذت تردد الشهادة بداخلها، لطالما يمقت هذه الكلمة منها وحذرها كثيراً ألا تتفوه بها مجدداً و لكنها تفعل في كل مرة ضاربة بأوامره عرض الحائط.

نهضت من مكانها لتلتف خلفها، ولكنها لم تجد أحد و علمت حينها أن صديقتها تخدعها، فنظرت لها بشر قائلة بوعيد :- ماشي يا جزمة أنا هوريكي بوظتي أعصابي.

أخذتا تركضان في المكتب إلى أن أمسكت بها رحيق، التي غرزت أسنانها بذراعها بغيظ، فما كان من الأخرى إلا أن صرخت بألم وهي تحاول أن تبعدها، ولكنها لم تبتعد بعد أن أخذت بثأرها لتردف بانتصار بعدها :- علشان بس تحرمي.

أردفت آلاء بوجع وهي تمسك بذراعها :- حرام عليكِ يا شيخة دراعي طلع في سنانك، إيه دة دب قطبي!

مدت لها لسانها قائلة :- أحسن حد قالك تهزري الهزار البايخ دة.

أردف و الأخرى بمكر :- دة علشان بس تعرفي إنك جبانة.

جزت على أسنانها بغيظ قائلة :- يا بت هقوملك تاني.

أردفت الأخرى بذعر :- لا خلاص و على إيه أنا مالي ما تولعوا في بعض.

حدجتها بغضب لتصمت الأخرى على الفور، و ما هي إلا دقائق حتى عادوا لمتابعة عملهم، نهضت رحيق بعد مدة لترى سندس فيما تريدها.

جلست قبالتها على المقعد فهتفت الأخرى بروح خاوية :- خدي الملف دة يا رحيق خلي مراد يمضيه و أبقي هاتيه معاكي بكرة.

قطبت جبينها بتعجب قائلة :- طيب ما نروح الشركة دلوقتي، من إمتى و الملفات المهمة بتروح البيت؟

أردفت بحدة و انفعال :- يوووه اعملي اللي قولتلك عليه أنتِ هتناقشيني!

انتفضت الأخرى في مكانها و أصابها الذهول فهي لأول مرة تراها هكذا، فنهضت قائلة بهدوء يغلفه الحزن :- حاضر يا مدام سندس.

أردفت الأخرى بندم :- رحيق استني أنا آسفة مقصدش أنفعل عليكِ يا ريت متزعليش مني.

هزت رأسها بتفهم قائلة بحزن على حالتها في الآونة الأخيرة فهي تراها تذبل يوماً بعد يوم :- مدام سندس مالك فيكِ إيه ملاحظة إنك في الفترة الأخيرة مش مظبوطة.

نهضت من مكانها و التقطت كوب الماء تتجرع منه كي تهدأ قليلاً، إلا أنها شلت عن الحركة و سقط الكوب منها أرضاً حينما أردفت الأخرى :- هو أبيه عاصم ليه علاقة بالموضوع؟

جلست تلملم قطع الزجاج بأيدي مرتجفة، ولم تلحظ تلك الزجاجة التي تها لتنزف دمائها في الحال تزامناً مع نزيف قلبها.
أسرعت الأخرى نحوها ومسكت يديها و ساعدتها على النهوض و السير بحذر كي لا تتأذى حتى وصلت للأريكة فجعلتها تجلس عليها لتلتقط بعضاً من المناديل الورقية و تنظف بها الدماء العالقة بيد الأخرى و تأكدت أنه سطحي فاطمئنت بداخلها و قد تأكدت شكوكها الآن فلابد وهناك أمراً يجمعهما معاً بالنهاية .

هتفت بهدوء :- مدام سندس أنا مقصدش أتدخل في خصوصياتك بس والله معجبنيش حالك دة أبداً، و دلوقتي إتأكدت إن أبيه عاصم ليه علاقة بالموضوع.

هزت رأسها بنفي قائلة بتوتر :- لا لا وأنا…. وأنا أعرفه منين يعني علشان يكون ليا علاقة بيه!

نظرت لها مطولاً قائلة :- طيب بصيلي في عنيا و قوليلي إنه ملهوش دعوة بأنه يخليكِ مش على بعضك كدة.

أردفت بهروب :- رحيق أنتِ مكبرة الموضوع ليه؟

أردفت بحزم :- لا الموضوع كبير أصلاً و أنا مش هقعد أتفرج عليكي كتير كدة، زي ما وقفتي جنبي أنا كمان هقف جنبك و مش هسيبك أبداً، قوليلي مالك مش إحنا أخوات؟

هزت رأسها بنعم قائلة بتأكيد :- طبعاً أخوات أنتِ عوض ربنا ليا اللي مهون عليا الأيام.

أردفت بتذمر :- طيب ممكن تقولي لأختك إيه اللي مزعلك كدة؟

مسحت عبراتها سريعاً قائلة بوجع :- اللي مزعلني مش هتقدري تداويه لأنه صعب.

أردفت بابتسامة بسيطة :- طيب جربي ولا أنتِ مش واثقة فيا؟ ثم ضيقت عينيها بحذر قائلة :- هو أنتِ بتحبيه؟

تجمعت العبرات سريعاً في مقلتيها قائلة :- ولو قلتلك اه دة مش هيغير حاجة، هو عنده حق يعمل كدة بس ميعرفش قد إيه بي ني بكلامه في كل مرة من غير ما يحس.

صمتت قليلاً لتنظر أمامها بشرود لتقص عليها ذلك الماضي

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل