منوعات

بقلم زكيه محمد ج 2

ذئب يوسف
الفصل السادس عشر

غرق وجهها بالدموع و اقتربت منه قائلة بخوف :- علشان خاطري خليني أشوف ال بتاعك و بعدين أعمل إللي أنت عاوزه، الله يخليك..

بعنف قائلاً :- أخرسي! مش عاوز أسمع نفسك.

إلا أنها لم تصغي له و أردفت ببكاء :- و حياة أغلى حاجة عندك خليني بس أعالجك، أقعد هروح أجيب علبة الاسعاف حالاً .

أنهت كلماتها و ركضت مسرعة للخارج وهي تشهق بعنف، بينما جلس هو بإهمال وقد داهمته عاصفة هوجاء فاجتثت جذوره فخر على قدميه فما عادت له قوة بعد ذلك.
لا يصدق أنه وقع ضحية للمرة الثانية في فخ الأنثى بكل غباء منه، وتلك المرة غير سابقتها فال ة أقوى و أصابته بم .

دلفت في تلك اللحظة و وضعت العلبة بجوارها، و بدأت تطهر له ال الذي يتطلب غرزتين فقطبتها له، أما هو كان يشعر بأن لمساتها لذراعه بجمر يحرقه، فما إن انتهت ابتعد عنها و كأنها شيء معدي تألم قلبها لأجل ذلك و بدأ ينزف من جديد بعد أن ضُمدت جراحه قليلاً.

أخذ يسير بالصالة كالمجنون لا يعلم ما يفعل؟ أيذهب و يفصل رأسها عن جسدها، أم يذهب و يخبر والدها و يتخلص منها؟
لو أتوا له بمياه المحيطات والبحار والأنهار وكل ما يوجد على سطح الأرض من مياه لن تطفئ تلك النيران المشتعلة بداخله، أمغفل هو لهذه الدرجة لتتلاعب به وهو كالأبله صدقها و صدق ذلك الوجه الذي يشع براءة ؟

ركل المقعد بقدمه بعنف قائلاً بتوبيخ لنفسه :- قولتلك، قولتلك يا حمار!

بداخل غرفتها سمعت صراخه، فانتفضت بخوف ولكنها يجب أن تخرج لتبرئ نفسها، إذ خرجت بخطا أشبه بالسلحفاة ازدردت ريقها بتوتر و هتفت بخفوت :- إسلام!

زفر بغل وهو يحدجها بنظرات لو كانت سهاماً لأخترقت صدرها في الحال، و سرعان ما جذبها بعنف بذراعه السليم قائلاً :- عاوزة إيه من زفت إسلام ها؟ المرة دي هتبرري عملتك دي بإيه بحجة إيه؟ أنتِ إيه يا شيخة !

أردفت بدموع و ألم :- والله مظلومة يا إسلام و….

بغضب :- اسمي ما يتنطقش على لسانك، أنتِ سامعة؟

هزت رأسها بخوف، بينما دفعها بقسوة وهو على حالته، وما إن همت لتتحدث، وجدت صفعة قوية نزلت على وجنتيها ت على إثرها، بينما أردف هو بغل :- القلم دة كان لازم أدهولك من أول ما جيتي هنا، بتوسخي بيتي يا……..

أردفت ببكاء :- لو سمحت كفاية أنا سكتلك كتير وأنت سايق فيها .

رفع حاجبه باستنكار قائلاً :- دة أنا! بجيبه من عند أمي أظن ولا بتبلى عليكي! واللي شوفته من شوية دة؟ اه فعلاً بهينك لدرجة إني المفروض أ ك، بس واقف متكتف هقول إيه لعمي و محمود ؟ ما يستاهلوش أبداً..

ت بقهر تدافع عن نفسها قائلة :- والله مظلومة، أنا فتحت الباب لقيته في وشي و بعدين ….و بعدين دخل و قفل الباب، هددني هيقولكم إني جايباه بمزاجي هنا لو صوت، و بعدين سحبني لجوه و……

نهرها بغضب قائلاً :- أخرسي متكمليش.

أردفت بوجع :- لا هكمل أنت لازم تسمعني أنا معملتش حاجة غلط و ربنا يشهد .

حدجها بغضب قائلاً :- اللي زيك ما ينطقش اسم ربنا على لسانه، يا بجاحتك ما أنا شوفته وهو…..

صمت زافراً بغضب، بينما هتفت هي بصدق :- والله كان قافل بقي بأيده و مكتفني، كان أقوى مني صدقني.

أردف بغيظ :- أنتِ عارفة كام مرة يتبعتلي رسالة بيتقالي فيها إنك خاينة و بتستغفليني، انا ما صدقتش كل دة في كل مرة، بس لما أجي ألاقي راجل غريب في بيتي وعلى سريري عاوزاني أعمل إيه أشجعكم؟

ت بقهر قائلة :- قولتلك محصلش بينا حاجة .

أردف بتهكم :- اه سوري لو جيت في وقت مش مناسب و قطعت لحظاتكم الزبالة .

أردفت بحدة وهي تهم لصفعه :- أخرس!

امسك يدها قبل أن تلطم وجنته قائلاً بفحيح :- متخلنيش واحد تاني أنا مش عاوز أكونه، ما تطلعنيش عن شعوري وإلا ساعتها هتكرهي اليوم اللي أتولدتي فيه.

نفض يدها بعيداً عنه قائلاً بازدراء:- مش عاوز أشوف وشك قدامي، بس أجيب أمه ابن ال…..و أنا هطلقك، استحالة أعيش مع واحدة زيك.

أردفت بحدة وقد فاض بها الكيل :- أنا اللي مش عاوزة أعيش معاك و أول ما أثبت برائتي تطلقني علطول، أنا اللي استحالة أعيش مع واحد شكاك زيك.

ركل الطاولة بعنف قائلاً :- أمشي من وشي أمشي.

بلحظة كانت بداخل غرفتها و سقطت أرضاً في إحدى زواياها، و أخذت تنتحب بمرار وهي تبتسم بسخرية وتهتف بداخلها :- متى ابتسمت الأيام لكِ؟

______________________________________

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل