منوعات

اسكريبت بقلم ايه بلال

فات أسبوع وحاليًا بقينا مخطوبين رسمي!
مستغربين؟
حقكوا طبعًا، ما أنا أهلي كمان مستغربين إن أنا إزاي وافقت عليه وأنا كُنت مخططة إني أطفشه، والمصيبة الأكبر إني وافقت برغم إني رافضة مبدأ الإرتباط أصلًا!.

من يوم ما اتخطبنا واحنا مبنعملش حاجة غير إننا نتخانق، مش خناقات كبيرة ومعقدة، لأ، وإنما خناقات بسيطة بتكون ناتجة مِن وجهات النظر والتفكير في معظم الأمور الحياتية.

وصدقًا أنا بحب وقت ما بنتخانق مع بعض جِدًّا عشان بكتشف مِن خلالها شخصيته إللي ما هي إلا شخصية قوية لكِن سلسة وليّنة في نفس الوقت معايا أنا بس.

أمسية لطيفة، كُنت قاعدة في الكافية في آخر ترابيزة بعيد عن الناس كالعادة وقدامي الهوت شوكلت وروايتي اللي بقرأها وصوت الموسيقى الهادية حواليا مِن كُل مكان، سِمعت صوت زعيق مِن الترابيزة إللي جنبي، كان شاب وبنوتة بيتخانقوا، واللي استنتجته إنهم مخطوبين!
صوتهم بدأ يعلى تدريجيًا لدرجة إنه غطى على صوت الموسيقى والمكان بقى عبارة عن فوضى بسببهم.

لحظات وسِمعت صوت ضربة قلم، وكانت البنوتة هيَ إللي انضربت، معرفش أنا جِبت الشجاعة الكافية دي منين ولقيتني سِبت مكاني وروحت عندهم، زقيتهُ بعيد عنها وقفت قُصاده وزعقت:
– أنت إتجننت، أنت إزاي تمد إيدك عليها؟
إتكلِّم بهمجية:
– وأنتِ مالِك، بتدخلي فإللي ميخُصكيش ليه؟
كسفني؟ أيوة، بس مِش مُهِم، المُهِم إني مسكُتش على الغلط أبدًا، وأدافع عن الحق:
– هو أنت فاكِر لما تمد إيدك على بنت وتعلي صوتك تبقى كِده راجل؟ غطان، لو فاهم إن هيَ دي الرجولة تبقى غلطان حضرتك.
إتعصب:
– أنا راجل غ.صب عنـ..
قاطعته بعصبية:
– لا مِش راجل، لما تستقوى على بنت وتمد إيدك عليها متبقاش راجل، لما تستغِل ضعفها وتضـ.ربها قُدام الناس متبقاش راجل، مفيش راجل إيده سابقه تفكيره، مفيش راجل بيمد إيده على سِت أساسًا!
– اللي غلط لازِم يتربى، وهيَ غلطت وأنا بربيها.
قُلت بحِدة:
– حتى لو غلطت متنضـ.ربش.
بصيتله مِن فوق لِتحت بقرف وقُلت باشمئزاز:
– ولو فيه حد بقى لازِم يتربى فيبقى أنت، أنت إللي محتاج تتعلم مِن أول وجديد يعني إيه رجولة، ويعني إيه مباديء وأخلاق يا..يا راجل!
سكت وبصلي وبعدين بص في الأرض بإحراج، فكملِّت:
– عارِف؟ أنت وأمثالك عار على المُجتمع واللهِ، محسوبين علينا رجالة اسمًا بس، لكِن فعليًا؟
ضحِكت وقُلت بسُخرية:
– شويّة حيوانات.

مشيت وأخدتها قعدت معايا على ترابيزتي، طلبتها عصير لمون وفضِلت جنبها لحد ما هديت، مسألتهاش عن سبب الخناقة؛ لإني محبتش أتطفل عليها في وقت زي ده وسِبتها على راحتها، إتصلت بأخوها يجي ياخُدها؛ لإن حالتها مكانتش تسمح إنها تمشي لوحدها، فات نُص ساعة ولقيناه قُدامنا، شكرتني ومشيت معاه.

كنت متعصبة ومتضايقة، وخ.وف غير مُبرر إتملِك مني بعد إللي حصل، مِن غير تفكير مُسبق مسكت الموبايل واتصلت بنوح:
– نوح أنت فين؟
– لِسه خارج مِن الشُغل حالًا.
سكت شويّة وبعدين قال بقلق حسيتهُ في صمتهُ:
– صوتك ماله يا آية؟ أنتِ كويسة؟
كويسة؟
في الحقيقة لأ، مِش كويسة خالص!
إتنهِدت:
– أنا كويسة، بس محتاجة أشوفك مُمكِن تجيلي؟
– أنتِ فين؟
عرفتهُ عنوان الكافية إللي أنا فيه، دقايق معدودة ولقيتهُ قُدامي وعلامات القلق باينة على وشهُ:
– مالِك، فيكِ إيه؟ إحكيلي.
شاوِرت لهُ يقعُد:
– أقعُد بس الأول إرتاح.
شد الكُرسي وقعد قُصادي:
– قعدت، قوليلي بقى فيكِ إيه ريحيني.
بلعت ريقي وإتنهِدت وقُلت:
– لو جِه يوم واتخانقنا مُمكِن الخناقة توصلك إنك تضـ.ربني؟
ضيق عِيونهُ باستغراب ولكِن جاوب:
– مُستحيل، أنا مبدأ الضـ.رب والعُـ.نف مِش في قاموسي.
– حتى لو كنت أنا اللي غلطانة؟
– حتى لو أنتِ اللي غلطانة أنا مُستحيل أمد إيدي عليكِ لأي سببٍ كان؛ لإن الضـ.رب عمرهُ ما كان مُبرر ولا عِلاج لِتصحيح الغلط.
إتنهِدت بارتياح، فَسأل:
– بس أنتِ إيه إللي خلاكِ تسألي سؤال زي ده؟
حكيتلهُ اللي حصل، إتعصب مِن اللي سمعهُ، وكنت متوقعة إنهُ هيزعق إني وقفت قُصاد راجل واتخانقت معاه، لكِن خالِف توقعاتي زي كُل مرة لما قال:
– كويس إنك مَسكتيش عن حاجة زي دي وعرفتيه حدوده.
– يعني أنت مِش متضايق مني؟
شاوِر براسهُ بالنفي:
– لأ، بالعكس أنا مبسوط بيكِ وباللي عملتيه.
سكت وبعدين قال:
– بس فيه سؤال.
– إيه هو؟
إبتسَم بمراوغة:
– الكيوت ده عِرف يتخانق إزاي؟
ابتسَمت وحركت عِيني بعشوائية في المكان بتوتُر:
– مِش عارفة، أنا كمان مستغربة مِن شجاعتي في موقِف زي ده، وفي نفس الوقت مبسوطة إني دافعت عن الحق، وكأني بدافع عن نفسي أنا.
– معاكِ حق، في كل مرة بتدافعي فيها عن بنت، يعتبر إنك بتدافعي فيها عن نفسك؛ لإن ببساطة كلكوا واحِد.
هزيت راسي بتفهُم وسكتّ لِثواني وبعدين قُلت بتردُد:
– نوح!
بصلي باهتمام:
– نعم.
– فاكِر لما قُلتلك إن فيه سر هعترفلك بيه؟
شاوِر براسهُ بالإيجاب:
– فاكِر.
– مِش عايز تعرف هو إيه؟
سكت وبعدين قال:
– طول ما أنتِ مِش مُستعدة إنك تقوليه يبقى أنا مِش مِن حقي أعرف.
– بس أنا حابة أتكلِّم.
– يبقى هسمعِك.
أخدت نفس عميق وزفرتهُ بهدوء وبدأت أتكلِّم:
– نوح أنا بخا. ف، بخا..ف مِن الحُب والتعلُق بالأشخاص؛ لإني كُل إللي حبيتهُم وإتعلقت بيهُم في النهاية سابوني ومشيوا، وللأسف بقى عندي رهبة مِن كل العلاقات، سواء صُحاب أو أرتباط أو غيرهُ، لدرجة إني مبقتش بثق في أي شخص أيًا كان هو مين.
سكتّ وبعدين كمِلت:
– حتى أنت أنا خايفة مِنك.
علامات ا  إحتلت وشهُ فَوضحت كلامي:
– خايفة أتعلق بيك، خايفة أحبَّك فَتسِبني وتمشي.
ملقِتش مِنه رد، لكِن لقيت إيده بتضُم إيدي:
– اللي بيحب مَبيمشيش، وأنا بحبِّك، وصدقيني أنا مِش هسيبك مهما حصل.
قلبي دق بعُنف، وارتجافة بسيطة حسيت بيها في إيدي لاحظها هو كمان فزاد مِن ضغطهُ على إيدي أكتر فَقُلت:
– بس أنا دايمًا خايفة.
– وأنا هِنا معاكِ عشان أطمِنك.
– هتعرف تطمني؟
– هعرف، ولو فشلت إني أطمنِك، هنتشارِك الخوف سوى، على الأقل في النهاية نكون مع بعض.
ابتسَمتلهُ، ولا إراديًا لقيتني أنا اللي بضُم إيدهُ كإني بتحامى فيه.

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل