منوعات

لع,نه الماضي بقلم سعاد محمد سلامه

بعد مرور أسبوعان
بالمحكمه جلس إسماعيل
بالغرفه الخاصه به فى المحكمه
تمعن ملف القضيه للمره الكام لا يعرف لا يريد أن يظلم أحداً آخر بحياته دخل عليه عطوان مبتسماً:
صباح الخير يا سيادة الجاضى النهارده النطق بالحكم فى جضية واد الشعراوى،الجضيه دى بجالها سنتين فى المحاكم إهنه من دايره لـ دايره تانيه وتآچل الحُكم فيها مرتين جبل إكده بس كان آخر حُكم، قبل الأچازه الجضائيه مباشرةً وأهل المحكوم جدموا إستئناف والمحكمه جبلته ها دى آخرة التربيه العفشه والفلوس الكتير بدل ما يعلموه يصون الشرف هتك عِرض وليه وجتلها لما خاف لَتدل عليه بس ربنا كشفه وچدوا بطاجته الشخصيه،فى الحِرش جَريبه من چتة البنيه،وجبضوا عليه وعملوا،للبنيه تحليل وأتثبتت عليه التهمه.. إ اب وهتك عِرض وكُمان جتل عملت له إيه الفلوس ولا سُلطة بوه عضو مچلس الِشعب السابج ،ولا الجاه بتاع أهله كُبرات البلد،ولا حاچه هتمنعه من الإعدام،ولا هتمد فى عُمره لحظه واحده.

سأل إسماعيل عطوان مستفسرًا:
إنت تعرف ده كله منين ولا تعرف أهل المتهم منين!؟

اجابه عطوان بتفسير:
أنى معرفهمش من جريب،بس سمعت عنيهم،أنا من مركز تانى چار المركز الى هما منيه،ولا مؤاخذه أنى بربى مواشى،وكنت بشترى عچل صغير فى سوج المركز ده،وسمعت طراطيش حديت من الخلق هناك،وحتى سمعتهم بيجولوا إن دى مش أول بِنته ي بها الواد ده بس يمكن المره دى ربنا رايد يكشف چرايمهُ،وكُمان البت دى بنت ناس طيبين وبوها جال مش هياخد عزا بتهُ،جبل ما ياخد بتارها وهو إعدام المچرم ده يلا ربنا يستر على ولايانا وينتجم من أى راچل فكر يمد يدهُ، ويأذى بنات الناس، معلهش طولت عليك،وأنى عارف أن عندِيك جضيه ههملك تشرب جهوتك عشان ماتركز فى الجضيه وتحكم بالعدل.

خرج عطوان تاركاً إسماعيل يشعر بندم  يهمس لنفسه:
“رباب”
اليوم جزء من حقك بيترد.

بعد دقائق من المداوله وسماع أقوال النيابه وكذالك مرافعة الدفاع
نطق إسماعيل بحسم:
هيئة المحكمه هتاخد نص ساعه للمداوله مع بعضها وبعدها هيكون النطق بالحُكم.

خرج الثلاث قُضاه الى أحد غرف المحكمه الخاصه بالقُضاة جلسوا يتداولون الحيثيات والتحقيقات الخاصه بالقضيه
قال أحد القُضاه:
خساره المتهم شاب مكملش الأتنين وعشرين سنه خسارة شبابه.

رد القاضى الآخر بنزك:
صعبان عليك ده مُ ب و والجزاء من جنس العمل،وفى كتاب ربنا قال القصاص وهو مش بس يستحق الشنق ده يستحق التقطيع من جسمه أنا مع تأيد حُكم الإعدام وفوراً،كمان عشان يكون عِبره لغيره يحاول يأذى بناتنا يفكر فى العقاب اللى هيستناه.

نظر القاضى الآخر لـإسماعيل سائلاً:
وإنتيا حضرة القاضى، إنت القاضى اللى هتنطق بالحُكم مقولتناش قرارك أيه؟.

نظر له  إسماعيل بحسم قائلًا:
ردى هيكون فى قاعة المحكمه أظن النص ساعه خلصت يلا بينا بيكفى تآجيل للوقت.

بعد دقائق
عاد القُضاه مره أخرى الى منصة القاعه وكل من بقاعه المحكمه جلسوا يترقبوا قول هذا القاضى هل سيؤكد ويُصدر نفس الحُكم السابق،أم يختلف الحُكم .

نظر إسماعيل لقاعة المحكمه بهدوء ثم قال بهدوء :
بعد مداولة القضيه النطق بالحُكم.

وقف كل من بقاعة المحكمه فى إنتظار نطق ذاك القاضى بالحُكم.
بينما هو دارت عيناه بين الموجودين بالقاعه أمامه ثم وجه نظره الى قفص الأتهام ونظر الى ذلك الشاب الذى يتعدى عمره الحاديه والعشرون بأشهُر قليله، تبدوا ملامحهُ بها بعض الغرور والغطرسه وعدم المبالاة.

إستنشق إسماعيل الهواء وأخد القرار ونطق بثبات شجاعه:
إستناداً على حيثيات القضيه، والأدله، وتحريات النيابه، قررت أنا
إسماعيل راضى دراج
القاضى بالمحكمه بعد قرار لجنة القُضاة بالإجماع
تأييد حُكم الإعدام، وإحالة أوراق المتهم الى حضره المفتى، ورفض الاستئناف بالقضيه ورفض المحكمه تقديم أى طعن أو إستئناف للقضيه مره أخرى.

قال هذا وقصف القلم الذى بيده ونهض هو وبقية القُضاه سريعاً، من أمكانهم، ولكن قبل أن يُغادر القاعه، سمع صُراخ تلك الأم وهى تدعى عليه وتنعته بالظالم نظر لها ولم يتحدث
لكن
بداخله يقول:
بأى ظُلم بتتهميني حُكمى اليوم عادل
لكن فى يوم كنت ظالم لبنت بريئه، كنت قاضي وجلاد، حكمت ونفذت الحُكم بناءً على أكاذيب، وخسرت بعدها، روح البنت النقيه اللى دنستها بكذبه مُلفقة وكل هذا كان بسبب والد إبنك المُ ب.

عادت أم المتهم تقول بتهجم وإتهام مباشر
لـ إسماعيل
:أنت ظالم أنت بتنتجم للماضى عشان أخويا فى يوم فسخ خطوبة من بنت أختك ولا بتنتجم عشان الخاطيه اللى كنت عاشجها.

نظر إسماعيل لها وحاول التماسُك بالهدوء والثبات أمام إستفزاز تلك المرأه
قائلاً بثبات :
أنا مش مطلوب منى أقدم ليكِ تبرير بس أنا هقولك إبنك كان محكوم عليه بالإعدام من قبل ما أمسك أنا القضيه أنا كل اللى عملته أكدت الحكم بعد ما إطلعت وإتأكدت بالأدله والبرهان زى زمان ما حكمتوا بالأدله والبرهان،بس فى فرق النهارده أنا فعلاً حكمت على م ب،لكن زمان الحكم كان على يتيمه بريئه عشان غِيرتك منها، وكذب جوزك اللى واقف جنبك مذهول حكمتى عليها بكلمة “خاطيه”،وهى كانت بريئه.

قال إسماعيل هذا وغادر قاعة المحكمه جلس والد المتهم أو بالأصح إنهار جسده وجلس على أحد المقاعد خاسراً إبنه نبتتُه الشيطانيه،ليس هذا فقط كذالك خسر إسم وسطوة عائلة”الشعراوي”،بين الناس نظر نحو ولده الذى يأخذُه رجال الأمن وهو يبكى وي يستغيث أن يساعدهُ ويمحى هذا الحُكم من عليه لكن ليس بيده شئ هذا عقاب من الماضى آن آوان رد المظالم.
❈-❈-❈
بعد أن ترك إسماعيل قاعة المحكمه،توجه،مباشرةً،الى مكتبه بالمحكمه،وضع ذالك الملف،وغادر،تقابل مع عطوان أمام الباب،إبتسم له عطوان قائلاً بتشجيع ومدح:
ربنا،يچعلك،جاضى عادل،وترد المظالم،أبو البنت اللى أ بها المتهم،مش مبطل هتاف،بأسمك،وجال أنه هياخد عزا بته يوم إعدام المتهم،بس أنا خايف عليك،الجاضى اللى جبلك حكم فى آخر وجت جبل الأچازه الجضائيه،وبعدها إنتدب فى محكمه تانيه وبعد عن إهنه، إنما سيادتك إحنا فى أول المده الجضائيه،ومطول إهنه إطلب من المحكمه تعين حراسه خاصه لچنابك.

إبتسم إسماعيل قائلًا بلا مبالاة:
العمر واحد والرب واحد أتوكل على الله،أنا كنت مجرد مندوب من عند ربنا عشان يتحقق العدل،لكن صاحب الأمر هو ربنا،وزى ما مكتوبلى هشوف،أنا معنديش أى قواضى تانيه النهارده أنا خارج.

انت في الصفحة 2 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل