
الفصل الثالث عشر (مفاجأة )
اتسعت عينيه البـ,ـنية ثم بدأ يضحك بسخرية…كان يضحك بصوت مرتفع وهي تملي عليه شـ,ـروطه …اقترب منها ثم أمسـ,ـك ذراعها وأخذ يهزها قائلا:
-انتِ مجنونة …بتحطِ شروط للصياد…الصيـ,ـاد!!!أنتِ مش عارفة اني ممكن اقتلك دلوقتي ..
-اقتلني ..
قالتها بهدوء ثم أكملت:
-متعرفش انك وقتها عملت معروف كبير ليا يا صياد …
هزت كتفيها وقالت:
-بس لا انت مش عايز تقتلني ولا تغتصبني حتي انت عايزني اسلملك نفسي بمزاجي …
رسمت ابتسامة متلاعبة علي شفتيها بينما برقت عينيها بخبث وهي تحاوط عنقه ثم تقترب من شفتيه هامسة:
-انت عايزني بأي طريقة …أنا قدرت اجذبك …وانا عارفة أن مش شكلي بس اللي جذبك … قوتي كمان…انا مش مجرد واحدة انت عايزها أنا عارفة اني قدرت اسيطر علي جزء منك والا كنت قتلتني من زمان علي اللي عملته معاك …
ابتسم برضي وهو ينظر إليها وقال:
-واثقة من نفسك اووي …
هزت رأسها موافقة إياها وقالت:
-تقدر تقول اني فهمتك …انتصارك عليا اني اسلملك نفسي وبمزاجي صح ؟!
صمت لتبتعد عنه وتتهادي في مشيتها وهي تبتسم بخبث…خطتها تعمل جيدا …هي تلعب بطريقته الدنيئة وإن كان سلاحه القوة فسلاحها جمالها …فجمالها ليس لعنة كما فكرت دوما …بل اللعنة أنها لم تكن تعرف كيفية استخدامه …جلست علي الفراش وهي تنظر إليه جيدا وتقول:
-مش هسلملك نفسي يا صياد الا بالطريقة دي …الجواز ..غير كده لا …
ضحك بسخرية وقال:
-انتِ متعرفيش اللي ممكن أعمله ؟!
برقت عينيها وقالت :
-هتعمل ايه هتقتلني مثلا ؟!
مطت شفتيها وردت علي نفسها قائلة:
-مظنش …لو كنت عايز تقتلني كنت عملتها من زمان من وقت ما أنا حاولت أقتلك …غير كده انت لسه عاوزني …فلا مظنش هتقدر تستغني عني حاليا …أو هتلجأ للاغتصاب مثلا ؟!!
مررت عينيها عليه وهي تبتسم بشدة:
-لا يا صياد …صحيح انت حقير ومجرم …
رفع حاجبيه من جرائتها لتكمل هي بلامبالاة :
-بس لا مظنش انك من نوع الرجالة اللي يلمسوا ست غصب عنهم …كبرياءك هيتجرح وانا ببين نفوري منك …هتحس انك رخيص وانت بتلمس واحدة غصب عنها …ببساطة انت عايزاني وبمزاجي يبقي خلاص تتجوزني لو حتي ليومين وهديك اللي انت عايزه من غير اي عنف قولت ايه …
-قولت انك متقدريش تلوي دراع الصياد يا وعد …
توسعت عينيها بدهشة مصطنعة وهي تقول:
-استغفر الله أنا مبلويش دراعك أنا بعرض عليك عرض ..
-وعرضك مرفوض !
هزت كتفيها وقالت:
-خلاص وانا مش هسمحلك تلمسني وهفضل اقاومك واللي تقدر تعمله اعمله …
كانت تتحداه حرفيا …تلك الصغيرة امتلكت الجراءة وتحدته في منزله دون أي خوف …كيف تجرؤ علي هذا ألا تخاف منه؟!!اقترب ببطء منها وعلي الرغم من الرعب الذي استبد داخلها بسبب نظراته المشتعلة الا أنها حافظت علي ثباتها من الخارج …فجأة صرخت عندما قبض الصياد علي شعرها وشده بقوة …
-انتِ بتتحديني يا روح أمك …أنا الصياد ..يعني لا أنتِ ولا غيرك تحطوا صباعكم تحت ضرسي …لو فاكرة جمالك ده هيخليني خاتم في صباعك تبقي عبيطة ..
تأوهت بألم وانسابت دموعها وهي تقول:
-عارفة انت مين …وعارفة أن جمالي مش هيخليك تنفذ اللي أنا عايزاه …بس ده شرطي انا مقدرش اعمل حاجة حرام …حتي لو قتلتني … مستحيل لو كنت ناوية علي الحرام كنت اديتك من البداية اللي انت عايزه عشان اتحرر من السجن اللي أنا عايشة فيه ده …لكن أنا استحملت وهستحمل…لكن اقرب علي الحرام مستحيل ولو عايز تقتلني اقتلني مش هتفرق معايا …
احمر وجهه من الغضب ثم دفعها بعنف علي الفراش وخرج غاضبا !!!!!
-بتعملي ايه هنا؟!
قالها عدي بضيق …ولجت ليالي وقالت:
-دي مش طريقة تعامل بها حبيبتك القديمة يا عدي… ذوقك في التعامل راح فين؟!.
تنهد عدي وقال:
-عايزة ايه ؟!!..
-لسه بترسم ؟!
سألته وهي تتطلع الي لوحاته ثم توقفت فجأة ورفعت حاجبيها وهي تري صورة تلك الفتاة التي رأتها معه من قبل وقالت:
-واضح جدا انك لقيت البديل ..بس للاسف يا عدي البديل ده ميرتقيش لمستوايا …
ابتسم لها …تلك الابتسامة تعرفها جيدا …وتعرف أن بعدها سوف يقول شيئا سيؤذيها كثيرا وبالفعل رفع رأسه وقال:
-هي فعلا مش من مستواكي …لاني مظنش في حد ارخص منك يا ليالي …ملاك هي ملاك وانتِ متوصليش لمستواها اصلا …
تصاعدت الدموع في عينيها وقالت:
-انا مش مصدقة يا عدي ؟!
-مش مصدقة ايه يا ليالي ؟!اني خلاص مبقتش أحبك..طيب احبك ليه وأنتِ خاينة بعتيني في اكتر وقت كنت محتاجك فيه وبعد ما فسختي خطوبتنا بأسبوع اتجوزتِ …فحضرتك راجعة متوقعة اني هكون عايش علي أطلال الأميرة …فوقي يا حبيبتي انا خلاص رميتك برا حياتي في الوقت اللي قررتِ تغدريني فيه….أنا دلوقتي في حياتي واحدة انضف منك بكتير …
اقتربت ليالي منه …عينيها البنية لامعة بفعل الدموع …جمالها في هذا الوقت كان مبهر ومهدد …لقد شعر بالتهديد ولكن قرر ان يسيطر علي نفسه …لن يجعل نفسه فريستها مجددا…هو قد تجاوزها الان ولديه هدف يجب أن يركز عليه …اقتربت ليالي منه وهي تلمس وجنته وتقول:
-الكلام ده تخدع بيه حد غيري يا عدي …انت مبتحبش البنت دي …عينيك مش بتلمع ليها …أنا اعرفك كويس لما تحب …حافظاك صم …حافظة ابتسامتك اللي واخدة كل وشك مع البنت اللي بتحبها …حافظة لمعة عينيك …وتوترك وانا جمبها…كل الحاجات دي شوفتها وانا معاك ..عشان انا كنت حب حقيقي …لكن انت بتقنع نفسك انك بتحبها وللاسف انت مبتحبهاش فبلاش تكدب علي نفسك …
ابتسم بسخرية وقال:
-انتِ عايزة تصدقي كده عشان كبرياءك ميتجرحش …يعني تشوفي المغفل اللي سيبتيه لسه فاكرك وعايش علي أطلالك …مش عايزة تقتنعي أن خلاص بقا في حياتي واحدة تانية ومبقتش عايزك …ووجودك هنا غير مرغوب فيه فلو سمحتي امشي من هنا …
-انت كداب …انت لسه بتحبني …
وضعت كفها علي قلبه وهي تقول :
-انا لسه حاسة بقلبك اللي بيدق ليا …ليا أنا وبس …
شعر بالحنين للحظات لتستغل هي ضعفه للحظات ثم اقتربت لتقبله …ظل ثواني مصدوم من فعلتها ولكنه بادلها قبلتها وانجرف معها وسرعان ما تجمد وهو يسمع صوت ضعيف مألوف:
-عدي!!!
ابتعد عدي بسرعة ليبهت وهو يجد ملاك تقف أمام الباب وتنظر إليه بتحطم …دموعها تنساب بقوة علي وجهها والألم يرسم آثاره علي ملامحها الرقيقة …
-ملاك أنا …
ولكنها لم تستمع إليه بل ركضت بسرعة …ركض عدي خلفها وحاول إيقافها ولكنها استقلت سيارتها وذهبت …
وضع عدي كفيه علي رأسه بيأس…لقد تدمرت خطته تماما …ملاك لن تثق به كالسابق ….لقد ألقت خطيبها خارج حياتها وفي ليلة زفافهما فماذا ستفعل به هو ….عاد بغضب للمرسم ليجد ليالي جالسة علي الأريكة براحة …اقترب عدي بغضب وأمسك ذراعها وهو يصرخ بها:
-اطلعي برة !!!
انتفضت ليالي وشعرت بالرعب وهي تري عدي بتلك الحالة …
-عدي أنا ….
-اخرسي…اخرسي …دمرتي حياتي قبل كده وجاية تدميرها تاني ..ضيعتي ملاك مني !!!
جذبها بقوة ثم دفعها للخارج حتي سقطت علي الأرض وقال:
-لو شوفتك هنا تاني هقتلك!!!
ثم اغلق الباب بعنف …نظرت إلي الباب بصدمة …جنون غضبه كان غريب …لقد خافت منه للمرة الأولى ….ليس هذا عدي حبيبها الذي كان يعشقها …لقد أصبح شخص غريب تماما …
في الداخل كان عدي يحطم اللوحات …لقد تدمرت خطته بسبب تلك الغبية ليالي …ملاك لن تعود إليه …لن تعود وبالتالي لن يستطيع امساك عامر النجار !!!
………….
-بغير ؟!!
قالها يوسف بصدمة ثم أخذ يضحك بقوة وهو يهز رأسه …كان لا يصدق أنها توصلت لهذا الاستنتاج الغبي …ولكن أليست علي حق…الا يشعر هو بالغيرة ؟!أن كان الجواب لا …إذن فلماذا متضايق لتلك الدرجة …لماذا هذة الغيرة الغريبة من حسام …لماذا منزعج من حياة التي اختارت أن تتجاوز حبه …كان لا يفهم نفسه …كل الأدلة تشير أنه يحترق من الغيرة ولكن كبرياؤه رفض الاعتراف فنظر إلي حياة وأكمل:
-مبيغريش ولا حاجة …أنا بس قلقان عليكي…خايفة يكون اختيارك غلط عشان تهربي مني …
رفعت حياة رأسها وقالت:
-متخافش يا يوسف …حسام كويس جدا …انسان محترم وانا مبسوطة معاه …حاسة أنه هيعوضني عن حاجات كتير …بتمني تهتم بحياتك أفضل وتشيلني من دماغك …
شعر يوسف بالضيق منها ولكن رغم هذا لم يجادلها ابدا …بل هز رأسه وقال:
-عندك حق أنا آسف …بقيت بتدخل في خصوصياتك كتير مؤخرا وده مش صح …سامحيني يا حياة
تنفست بعمق وردت ببساطة:
-مفيش مشكلة بس ياريت توصلني للكافية اللي فيه حسام …أنا اتأخرت عليه اوووي …
هز يوسف رأسه بطاعة ثم سبقها الي السيارة لتذهب هي خلفه وهي تحاول أن تسيطر علي قلبها الذي عاد ينبض بسرعة له …لماذا لا يتركها بحالها كي تستطيع نسيانه ؟!!!…
استقلت السيارة بجواره ثم انطلقا بسرعة ….
……
في المقهي …
كان حسام يجلس ويهز ساقيه بتوتر …لقد تأخرت عليه …حاول الاتصال بها مرة أخري ولكن لا رد ….بدأت نيران الغضب تتصاعد داخله …أخبر نفسه أنه سوف ينتظر لعشر دقائق فقط ثم سيذهب…أمام حياة فسيكون له معها تصرف اخر نتيجة لعدم احترامها له …..
مرت العشر دقائق ببطء ثم أخيرا نهض غاضبا وهو يأخذ هاتفه ومفاتيحه ثم خرج من المقهي …ولكنه تجمد تماما وهو يري حياة تترجل من سيارة يوسف !!!!
اصبح وجهه متجمدا …ونظراته تشبعت بالجليد ولكن داخله كان كمن يغلي علي مراجل الجحيم …الهانم تخدعه وتقابل حبيبها القديم !!!نيران الشك والغيرة اخذت تعبث بعقله كليا …مئات الأفكار أتت بعقله حتي شعر أن عقله سوف ينفجر …اقتربت حياة منه بتوجس وهي تقول:
-اسفة علي التأخير …أنا …
ولكن يوسف قاطعها من خلفها وهو يقول بابتسامة بسيطة:
-انا بعتذر يا حسام …أنا اللي اخرت حياة …
كان حسام ينظر إليه …ود لو يخرج عينيه من مكانهما …
امسك يوسف ذراع حياة وشدها خلفه بطريقة فاجأت كل من يوسف وحياة !
-ابعد عن خطيبتي !
قالها حسام بعدوانية شديدة وهو ينظر إلي يوسف بكره بينما يقف أمام حياة…
-حسام!!
قالتها حياة موبخة…ولكن حسام تجاهلها تماما وهو يكمل تهديده ليوسف :
-هي مبقتش تخصك دلوقتي فأبعد عنها احسنلك والا هزعلك بجد …
ابتسم يوسف ساخرا وقال:
-بتهددني عشان ابعد عن بنت خالتي …انت اكيد مجنون ….
-هي بنت خالتك لكن بالنسبالي خطيبتي اللي هتبقي مراتي …يعني ملكي أنا وبس
استاءت حياة من حديثه وكادت أن تتدخل ألا إن كانت ليوسف كلمته الأخيرة حينما قال:
-هي خطيبتك بس مش مراتك …لما تكون مراتك يبقي افرض تحكماتك زي ما انت عايز مفهوم!!
ثم تركهما وذهب …نظر حسام الي حياة ليجدها تنظر إليه بغضب ..
-حياة أنا …
اوقفتها حياة بإشارة من كفها وقالت:
-كونك خطيبي ميدلكش الحق تتكلم كأني ملكية خاصة ليك مفروض تحترمني ولو غلطت تفهمني غلطي براحة ..أنا همشي دلوقتي لاني خلاص اتقفلت …
ثم كادت أن تذهب ولكن حسام امسك ذراعها وقال:
-استني هوصلك …
ولكن حياة أبعدته وردت ببرود:
-معلش حابة اتمشي لوحدي …
ثم غادرت بسرعة تاركه إياه وهو يشعر بغضب كبير .لم يتوقع أن تكون متمردة لهذا الحد وهو لا يحب هذا …ظن أنها ستفرح عندما يظهر غيرته ولكنه كان مخطئ تماما !!!
اخرج هاتفه واتصل بشخص ما وقال:
-ايوة يا عماد بقولك السهرة الليلة عندك صح …ضبط بقا الأداء يا معلم …. أيوة طبعا معايا فلوس ..انت ضبط الدنيا وانا هضبطك !!
…………
في المساء …
استنشق حسام المسحوق الابيض بإنتشاء وشعر به يتغلغل الي روحه ليرفعه للاعلي ويفصله عن الأرض تماما ..شعر بعقله خفيف للغاية وأن العالم أصبح وردي لا مشاكل به …هنا يشعر بالسعادة…وكأنها دخل الي أحد العوالم الخرافية التي لا تعترف بالحزن …أخذ يضحك بقوة وهو يشعر بالدوار بينما اقتربت منه أحد الفتيات والتصقت به وهي تغازله…نظر إليها حسام وأخذ يتلاعب بشعرها وقال:
-تعرفي انك شبهها يا مانو ؟
-شبه مين ؟!
قالتها الفتاة وهي تشعل سيجارتها …
ضحك حسام وقال:
-خطيبتي ..
-ايه ماتت؟!
سألته وهي تغمز بعينيها فهز رأسه وقال :
-لسه بس خلينا نكثف الدعاء أنها تغور …
ضحكت الفتاة بشدة وقالت:
-طيب ما تسيبها يا معلم …
اخد حسام السيجارة من الفتاة وقال:
-البت فرسة مقدرش اسيبها الا لما اخد اللي انا عايزه منها …بس للاسف طالعة متمردة …بفضل اعاملها بحنية …لكن هي بتتكبر عليا …وده حاجة غايظاني…عايزة اكسر مناخيرها يا مانو …عايز اخليها ذليلة ليا …متشوفش غيري أنا وبس …
سحبت منة السيجار علي حين غفلة وضحكت وهي تقول:
-طب ما الحل في ايدك يا معلم وانت مش واخد بالك …
نظر إليها حسام بحيرة وقال:
-مش فاهم يا مانو قصدك ايه ؟!
أمسكت منة بالكيس الشفاف وقالت بلهجة شيطانية :
-خليها تدمن ….حطلها ده في قهوة مثلا لما تخرجوا سوا في كافيه أو لما تيجي عندكم البيت …وزود الكمية لحد ما تبقي خاتم في صباعك وساعتها خد منها اللي انت عايزة !!!
ابتسم حسام وقد أعجبته الفكرة تماما !!
……….
أوقف سيارته أمام الفيلا ثم اسند رأسه علي المقعد واغمض عينيه …رباه هو يريدها ….أصبحت تحتل جزء كبير من عقله ولن يرتاح الا عندما ينالها …تلك المتوحشة صاحبة العينين الزرقاوتين …ابتسم وهو يتذكر كيف أنها وقفت تملي شروطها عليه دون خوف …لقد وقفت أمام الصياد بكل جبروت وأخبرته أنه يريدها …حسنا هي محقة جدا…فهو الان لا يريد غيرها …تأثيرها أعمق مما توقع …يتخيل أحيانا ماذا سيكون شعوره عندما ينالها وتصبح له …هل كان الأمر يستحق كل تلك المعاناة والانتظار …هل يوافق علي الزواج منها لفترة ام ينتظر قليلا ربما تستلم…ولكن عينيها أخبرته أنها لن تستلم بسهولة …أخبرته أنها ستحاربه للنهاية …ورغم أنه يحب مشاكساتها الا ان صبره نفذ وإن كان الحل الوحيد لينالها هو الزواج فحقا ليس لديه مانع !!!سيتزوجها مؤقتا وينالها ثم يطلقها…بالتأكيد لن يخسر اي شئ …خرج وهو سعيد بهذة الفكرة ولكنه لم يدرك أنه يخسر اهم شئ!!!!
….
ولج جاسر للفيلا ثم أتجه لغرفته مباشرة …فتح الباب ليبهت وهو يري ملاك جالسة علي فراشه وهي تبكي…صدم جاسر واقترب منها وجذبها إليه وهو يقول برعب بينما يحاوط وجنتيها ؛
-ملاك حبيبتي !!مالك فيه ايه مين زعلك؟!
مسحت ملاك عينيها التي انتفخت من كثرة البكاء ونظرت إليه وقالت:
-انا اسفة يا جاسر…اسفة لاني كسرت قلبك .
هز رأسه وهو يمسح دموعها برفق وقال:
-انا مش زعلان ولا اقدر ازعل منك وبعدين دي مشاعرك وانتِ للاسف مكنتيش بتحب . .
ولكن ملاك قاطعته وقالت:
-جاسر هو عرضك للجواز لسه ساري؟!
-نعم …
أمسكت كفه وقالت وهي تبكي:
-انا موافقة اتجوزك!!!!
يتبع
الشـ,ـيطـ,ـان_يقع_في_العشق
سولييه_نصار
الفصل الرابع عشر(مكيدة)
بهت وهو يسمع كلامها وقد شعر ان قلبه يسقط في قدميه …تراجع قليلا وهو يزدرد ريقه …رباه لماذا الان ؟!فكر بسخط ..اقتربت منه ملاك وقالت:
-جاسر فيه ايه انت مبقتش تحبني ؟!
نظر إليها بعمق لتهدد.الدموع اسوار عينيها وتقول:
-محدش بقا يحبني خلاص …
امسك جاسر كفها بقوة وقال:
-لا طبعا اوعي تفكري في كده …كلنا بنحبك …
صمت قليلا وابتسم بحنان وهو يداعب شعرها:
-انا بحبك يا ملاك أنتِ أغلي حد في حياتي …أغلي من الكل وأنتِ عارفة معزتك ايه عندي …ملاك أنتِ عارفة أنتِ ايه بالنسبالي …أنا مستعد أموت بس عشانك بس …
بكت وهي تقول:
-بس ايه يا جاسر بطلت تحبني صح ؟!!
نظر إلي عينيها وقال بقوة:
-لا مبطلتش احبك واظن اني مش هبطل…هتفضلي دايما واخدة مكان في قلبي وعقلي يا ملاك …هتفضلي دايما الاغلي…بس …
صمت وهو يتذكر كلام والدها …يتذكر أنه لا يليق بها ….فهو تاجر مخدرات …شيطان لا يرحم …وهي …هي ملاك وستظل هكذا …هو سيلوثها إن اقترب منها أكثر والحقيقة الأعمق أن حاجتها القوية لامرأة لديها عينين زرقاوتين كالقطط تمنعه من التفكير اصلا بالزواج من ملاك …وكان تلك الأيام غيرت تفكيره تماما فالفتاة التي أرادها أكثر من أي شئ أمامه الان وتقبل الزواج به ولكن هو يرفض من أجلها ومن أجل …من أجل أن تظل روحها دوما نقية ومن أجل أن يحصل هو علي المرأة التي يريد وحتي إن وافق هو عمه لن يوافق …سينظر إليه دوما كرجل أقل من ابنته وأنه لا يستحقها من الأساس …لقد أخبره بالفعل أنه لن يزوج ابنته لشخص مثله …
-انت ايه يا جاسر ؟!
قالتها ملاك بنبرة جريحة ليرد هو :
-انا مستحقيش …
انسابت دموعها وقالت:
-انت كداب يا جاسر انت بطلت تحبني .
هز رأسه بقوة وقال:
-انتِ عارفة اني بحبك ..بس
أمسكت كفه بقوة وقالت بنبرة قاطعة:
-بتحبني يبقي اثبت وخلينا نتجوز !
لمس جاسر وجنتها وقال:
-مالك يا ملاك ؟!ده مش أنتِ …أنتِ متعرضيش الجواز علي حد بالشكل ده ؟!انا عارفك وحافظك…مين زعلك …قوليلي علي اللي زعلك وانا أشيل رأسه من جسمه …
لم تستطع هي أن تتحمل أكثر من هذا وانهارت وهي تبكي …ضمها هو إليه وقال:
-كنت عارف ان فيه حاجة مضايقاكي ….جاهزة تتكلمي عنها ؟!
هزت راسها بالنفي ليبتسم ويقول :
-مفيش مشكلة …مفيش مشكلة هستناكي لما تكوني جاهزة …واللي ضايقك صدقيني أنا اللي هقفله ..ما عاش ولا كان اللي يبكيكي يا ملاك …
-قلبي واجعني يا جاسر …ماما وحشتني اوووي ياريتها كانت هنا مكنتش هتعذب بالشكل ده .
قالتها وهي تبكي بقوة ليربت هو علي شعرها فتكمل هي :
-هو انا وحشة يا جاسر …متحبش يعني ليه اللي بحبهم بيجرحوني ؟!
ابتسم بحنان وقال:
-انتِ احلي بنت في العالم …واكتر واحدة أنا بحبها …
أبعدها عنه وقال وهو يحاوط وجهها ؛
-وعشان أنتِ اجمل واحدة في العالم هيجيلك فارس ابيض احسن مني واحسن من اي حد عرفتيه ويأخدك …ويهتم بيكي ويخليكي اهم حد في حياته زي ما كنتِ دايما …بس حتي لو اهتم بيكي هو انا هفضل كمان معاكِ … دايما هتأكد ان مفيش اي مخلوق علي الأرض هيأذيكِ …
امسك كفها وقال:
-هحميكي دايما بحياتي واستني الراجل المناسب اللي هيجي يأخدك وانا اللي ههدده بنفسي يوم فرحكم أنه لو زعلك هوريه الوش التاني .
ضحكت ملاك وقالت وهي تمسح دموعها :
-وعد …
-وعد يا ست البنات .
-انت احسن اخ في العالم ..
ابتسم بوجع طفيف وقال :
-اهي رجعت ملاك اللي أنا اعرفها …
قبلها علي رأسها وأكمل:
-يالا علي النوم .
ابتسمت وهي تقول:
-تصبح علي خير
-وانتِ من أهله …
رد عليها لتغادر هي الغرفة ويتسطح هو علي فراشه مغمضا عينيه
في اليوم التالي …
جالس في سيارته وهو ينتظرها ….يعرف أن الحصول علي غفرانها لن يكون سهلا بالمرة ولكنه لن يفقد الأمل …يجب ألا يفقد الأمل …ملاك هي الامل الوحيد له ….اغمض عينيه وهو يسب ليالي في سره …تلك المخادعة …لقد فعل المستحيل ليتخلص من مشاعره تجاهها وعندما أصبح بخير اتت لتدمره …ولكن الشئ الجيد أنه أدرك أن مشاعره لها ماتت صحيح ضعف للحظات بسبب طبيعته كرجل ولكنه عندما طردها خارج المرسم لم يشعر بالألم ولا بالحزن عليها …كان يري انكسارها ولم يهمه الأمر فقط كانت في باله تلك اللحظة هي ملاك فقط وكيف سيصلح الوضع معها …كيف سيجعلها تثق به مرة آخري وقد فقد ثقتها ؟!يعرف كم هي أمراة قوية …كبرياؤها عنيف ….وليكن صادقا شعر بالرعب منها للحظات …كاد أن يضحك علي نفسه….عدي العمري الضابط صاحب النفوذ الاقوي يخاف من فتاة رائعة بعينين رمادتين بالكاد طولها يصل إلي كتفيه …ولكنه حقا يخاف منها …لقد رأي في عينيها وقتها شراسة لم يراها من قبل وكأن قطته الوديعة أصبحت شرسة وتخدش …فقط لو لم تكن ابنة من قتل والدته لكان لقصتهما مسار مختلف وشيق تماما فالغبي الذي يترك امرأة كهذة تفلت من بين يديه هو حقا يري أن عاصم غبي لانه افلتها وخانها بكل غباء…امرأة كملاك لا يجب أن تخان بل تعامل كأميرة….هز رأسه بعنف وهو يجد نفسه يفكر بأشياء بعيدا عن خطته الأصلية …ما علاقته هو بحياتها ولما يفكر بتلك الطريقة…أنب نفسه ..يجب أن يحذر والا سوف يقع في حبها كما أخبره والده …وهو لا يريد توريط مشاعره معها والا سيستسلم …هو ضعيف حين يحب…تلك هي الحقيقة البائسة بحياته …فالحب ضعف وحبيبته هي نقطة ضعفة…وهو لن يجعل ملاك نقطة ضعفه …بل ستكون ملاك مجرد بيدق في لعبته حتي ينتقم من والدها ثم يتخلص منها بسهولة ويلتفت الي حياته …تجمد وهو يراها تخرج من النادي الذي ذهبت إليه …ابتسم وهو يري أنها اخيرا خرجت بعد ساعتين في النادي …كان ترتدي نظاراتها الشمسية وملابس مريحة من بنطال جينز وبلوزة كريمية وهي تسير تجاه سيارتها …وجهها خالي من المشاعر وليكون صريح خاف الان منها أكثر …ماذا إن صرخت في الشارع وجمعت عليه أمة لا اله الا الله ..ماذا يفعل حينها …تنهد وهو يقرر أن يتحلي بالشجاعة ويحدثها …بالتأكيد لن تفعل شئ له …حسنا هو ليس متأكد بل يتمني الا تفعل شئ…
خرج من سيارته تجاه ملاك …فتحت ملاك حقيبتها لتخرج مفتاحها ولكن فجأة تجمدت وهي تشعر بأحد يمسك ذراعها …نظرت لتجده عدي …ارتعش قلبها للحظات …وتصاعدت الدموع في عينيها …ازدادت سرعة تنفسها … حاولت بقوة أن تسيطر علي نفسها الا انها فشلت وفجأة انفجرت بالبكاء ..
-حبيبتي اسف والله …مكنتش اقصد اللي حصل …سامحيني ابوس ايديكي …
-انت حيوان .
قالتها وهي تضرب بقدمها علي قدمها ليتأوه هو ويعود للخلف ثم فتحت باب السيارة بعنف ليصطدم برأسه فيقع علي الأرض ولكنها لم تهتم به بل صعدت سيارتها وهي تنطلق بها وداخلها تفكر أنه يستحق….هذا الخائن الغشاش …
تأوه عدي بألم وهو متسطح علي الأرض …ابعد كفه عن رأسه ليجدها مخضبة بالدماء …اتسعت عينيه برعب وقال:
-يا بنت المجنونة يا مفترية!
…………
في المساء
دارت حول نفسها وهي تتطلع الي الفستان الرائع الذي اشتراه لها حسام كاعتذار وطلب أن ترتديه في حفل خطوبة رفيقه …كان فستان وردي لامع بأكمام طويلة ينحسر عند الخصر ويتسع قليلا بعده….يصاحبه حزام لامع يلف حول الخصر …كان الفستان مدهش …بسيط لكن مدهش لائم جدا بشرتها البيضاء …ابتسمت حياة وهي تعدل من وضع الفستان …عشر دقائق وسوف يصل حسام الي هنا …ألقت نظرة أخيرة الي نفسها في المرآة وابتسمت برضا وهي تتطلع الي نفسها ….لقد بدت بسيطة وجميلة كما هي دوما …فتحت الجارور لتسكن لحظات وهي تجد الهدية التي احضرها لها يوسف في حفل خطوبتها … أمسكت العلبة المخملية وهي تنظر إليها ودون شعور ارتسمت علي شفتيها ابتسامة حلوة وهي تتلمس العلبة بينما تشعر بقلبها يرتعش داخلها وقد شعرت أن الوقت قد تجمد تماما …تنهدت وهي تضع كفها الأخر علي قلبها وتغمض عينيها
لما لا تنساه فحسب ؟!لما لا تمحيه من عقلها بسهولة كسهوله تركه لها وارتباطه بوعد …لما لا تقسي قلبها عليه …كم تمنت أن تخرجه من قلبها وعقلها وتحب حسام فقط …حسام خطيبها الذي يفعل الكثير لارضائها …رغم اختلافهما احيانا الا انه يعاملها بلطف ويحترمها كثيرا وهي حقا تشعر بالذنب لأنها مخطوبة له وتفكر بآخر…تشعر أنها خائنة رغم أن الله وحده يعلم أنها تحاول بأقصي جهدها أن تنسي يوسف…تحاول بقدر الإمكان أن تتجنبه…تتجنب لقاءاته كي لا يخونها قلبها ولكن يبدو أنه مصر دوما علي الظهور أمامها ….تنهدت حياة وهي تفتح العلبة وتخرج منه الاسورة الذهبية الأنيقة ..ابتسمت وهي تجد دولفين صغير ذهبي معلق بها…كم تعشق الدلافين …الجميع يعرف عشقها لهم لدرجة أرادت أن تعمل مدربة لهم ولكن والدها خاف علي سلامتها ورفض …هل اختار يوسف تلك الاسورة لهذا السبب ام أن هذة صدفة…ولكن حقا لم تهتم بل ارتدت الاسورة وهي تنظر إلي نفسها نظرة أخيرة وتبتسم ثم أخذت حقيبتها وخرجت لتنتظر حسام في الخارج …
….
صفر والدها عندما رآها وقال:
-ايه الجمال ده بس ؟
ابتسمت حياة بخجل وكادت أن تتكلم إلا أن جرس الباب أوقفها …ابتسم والدها وقال:
-حسام جه اهو ..
فتحت والدتها الباب وابتسمت بحبور وقالت:
-اتفضل يا حبيبي .
مد حسام عبوة الشيكولاتة لها وقال:
-هدية بسيطة يا حماتي …فين حياة عشان ا….
ولكن الكلمات انحشرت في فمه وهو يراها تقترب منهما…كم بدت جميلة …اجمل ما راي في حياته …لحظات وسيطر علي نفسه بينما الجزء الخبيث منه كان سعيد …اليوم هو اليوم المناسب لأخذ ما يريده من حياة!
-يالا يا حياة.
قالها بإبتسامة لتهز حياة رأسها ثم تقترب منه وتلوح لوالدتها …قالت والدتها وقد شعرت بقلق مفاجئ:
-متأخرهاش يا حسام بالله عليك …
-متقلقيش يا حماتي …حياة في عينيا …
ثم امسك كفها وغادر …بينما وضعت والدتها كفها علي قلبها وقالت:
-ربنا يسترها عليكي يا بنتي …معرفش ايه الاحساس اللي أنا حاساه ده …
……
نزلا حياة وحسام سويا ليتوقفا وهما يجدا يوسف علي بابا العمارة …تجمدت ابتسامة حياة ثم اطرقت برأسها وهي تشعر بالتوتر …تأملها يوسف بغيرة عندما وضع حسام يده علي كتفها…شعر حينها بالغضب يتصاعد داخله ونظر الي حياة بغضب …تراجعت حياة بحيرة وخوف من غضبه المفاجئ إلا أن حسام كسر هذا الموقف السخيف عندما قال:
-مساء الخير يا استاذ يوسف لو سمحت عدينا عشان احنا اتأخرنا بجد …
وبالفعل تراجع يوسف ليجذب حسام حياه خلفه ويذهب تاركا رجل يغلي علي مراجل الجحيم !
-مش مرتاح ليه …قلبي مقبوض من خروجها معاه
قالها يوسف وهو يضع كفه علي قلبه الذي ينبض بخوف لتبتسم والدته وتقول :
-او يمكن تكون غيران مثلا يا يوسف مش كده؟!
هز يوسف رأسه وهو يضحك بتوتر وقال:
-انا مش غيران يا امي …اغير ليه …حياة تبقي زي اختي !…
كان فمه يعارض أوامر قلبه …وعقله يسخر منه …أليس آن الأوان أن يعترف أنه يغار عليها …أنه يكره حسام هذا بشكل غريب …لا يطيق سماع صوته ولا تحمل ابتسامته الكريه …حاول كثيرا دفع تلك الأفكار من عقله …حاول طرد حياة التي بدأت بإحتلال جزء كبير من روحه ولكنه فشل ..أيمكن أن يكون وقع في حبها …فتلك المشاعر القوية داخلها هي مشاعر حب …بل عشق …ولكن كيف يعشقها وهو الذي حاول عدة مرات الهروب منها وجعلها تنسي أمره …كيف يمكن للمرء أن يحب بتلك السهولة شخص هو بنفسه رفضه مرات عديدة …تنهد وهو يشعر بالتعب والتشويش …يشعر أن عقله لا يفكر بطريقة سليمة …هو غاضب معظم الوقت …غاضب من خروجها معه دوما …خائف من فكرة أن حياة تحب حسام وتتزوج به …اليوم عندما رآه يضع يده علي كتفها كاد أن يقطع ذراعه من الغضب ولكنه يرجع ويقول:
هل لديه حق أن يفعل هذا؟!!لقد فقد هذا الحق منذ زمن !والان حياة أخبرته بوضوح عن مكانته أنه اخ لها فقط …فيبدو أن حياة قررت فعليا أن تنساه …رغم أن الأمر يزعجه كثيرا ولكنه اعترف أن لا يحق له أن يشعر بالإهانة لانه هو من رفضها في الاول وهي بالتأكيد لن تغفر له …بل ستذهب مع المدعو حسام …سوف تتزوج منه ..فكر بقهر …
-يوسف رحت فين ؟!
قالتها والدته بخبث ثم أكملت بطريقة مسرحية:
-غريب امركم ايها الرجال تسيب البنت في الاول وتكسر قلبها ودلوقتي سي عاطف بقيت بغير عليها يا سي عاطف …اعترف يا منيل انك بتحبها .
-ولو اعترفت يعني هتعملي ايه ؟!!نسيتي أنها مخطوبة .
-ملكش دعوة …
ضحك يوسف بذهول ثم قال بعصبية:
-تمام أنا بحبها…يالا اتصرفي وخليها تبقي ليا
..يالا
ثم تركها غاضبا لتنظر والدته الي أثره بذهول …لم تتوقع أن يعترف بتلك السرعة !!!
… ….
في الحفل …
كان حفل الخطبة في منتزه واسع بديكور رائع …كانت حياة تتأمل الديكور بإعجاب وهي تتلاعب بالأسورة الخاصة بها …تحاول الهاء نفسها عن نظرات الغيرة الواضحة التي رأتها في عيني يوسف ….تنهدت بحسرة وهي تخبر نفسها أنها كلما أرادت أن تزيحه عن تفكيرها يأتي ويحتل عقلها بقوة …يفرض سيطرته علي روحها …اليوم شعرت أنها أسيرة عينيه بينما ينظر إليها بغضب لم تفهمه …هل يحبها …هل يعاني يوسف الان من تلك النيران التي كانت تعاني منها عندما كانت تراه….تنهدت وهي تخبر نفسها الا تفكر بيوسف وتستمتع بالحفل علي الاقل …اخذت تنظر حولها بحثا عن حسام لتجده يشير إليها من مسافة أنه قادم إليها …
هزت حياة رأسها ثم بدأت تنسجم بالحفل …
نظر حسام الي رفيقه وقال؛
-بقولك مفتاح شقتك اللي قريبة من هنا معاك ؟!
نظر إليه سعد بحيرة وقال:
-ليه فيه ايه؟!
-عايزها
قالها بنبرة قاطعة …
نظر سعد الي خطيبة حسام ثم نظر إليه وقال بخبث :
-هي خطيبتك من نوع كل شىء مباح في الخطوبة ولا ايه …
اخرج المفتاح من جيبه وأعطاه له وقال:
-عموما استمتع يا معلم وارفع راسنا ها …
هز حسام رأسه ثم أخذ كوب العصير الذي أمامه وخلسة وضع به شيئا ثم ذهب تجاه حياة …انتهي الامر …ستكون ملكه الليلة …الليلة سوف يكسر غرورها …
…..
كانت تتسطح علي الفراش وهي تبتسم بخبث بينما تتلاعب في خصلات شعرها …الصياد يقع في فخها…أصبحت هي من تتلاعب به الان…والأمر ليس صعبا حتي يقع في حبها بجنون وحينها سوف تنتقم منه علي كل ما فعله به …ستقتله وهو علي قيد الحياة وتستمتع وهي تراه ينزف بقوة …هم لم تظن ابدا أنها سوف تستخدم طرق ملتوية لتحصل من خلالها علي ما تريد ولكن هو من دفعها لهذا…هو استنزف طاقتها وظن أنها سوف تستلم له سريعا …ولكنه لا يعرف انها عاشت في جحيم والدها من قبل واستطاعت النجاه وسوف تنجو الان ولكن ليس قبل أن تنتقم منه …شهقت بقوة مع دخول الصياد عليها …
-مش تخبط يا اخ انت
قالتها بنبرة غاضبة وهي تشد الفستان وتغطي ساقيها …
حاول الصياد بقدر الإمكان الا ينظر إلي ساقيها وقال بقوة:
-يالا اجهزي
-هتقتلني ولا ايه ؟!
قالت بسخرية ليرد عليها بسخرية اكبر :
-لا هدخلك قفصي …
اتسعت عينيها وهي تنظر إليه ليقول هو:
-يالا هنتجوز مش ده شرطك عشان تبقي ليا …
لم ترد وقد شعرت بالذهول ليضرب هو كفه علي الباب ويقول:
-يالا يا عروسة لسه هتنحي!!!!!
يتبع
الشـ,ـيطـ,ـان_يقع_في_العشق
سولييه_نصار
الفصل الخامس عشر (زواج )
-هنتجوز؟!!
قالتها وعد بصدمة …رباه لقد وافق سريعا !!كان تريد أن تماطله اكثر حتي يقع في حبها وتتحرر منه …هذا ليس جيد الآن هي ستتورط فعليا مع هذا المجنون وتصبح زوجته ….لا..لا …
نظر إليها الصياد وقال بسخرية :
-مالك يا عروسة زعلانة ليه…ولا غيرتِ رايك وقررتِ تديني اللي انا عاوزه من غير جواز ..والله أنا موافق وده يناسبني اكتر بصراحة …
هزت وعد رأسها ونظرت إليه قائلة :
-لا طبعا مش هيحصل الا لما نتجوز …
صمتت قليلا وهي تفكر انها لو اصبحت زوجته لن تتحرر منه بسهولة…رباه ما تلك الكارثة!!!!
نظرت اليه وقالت:
-احنا هنتجوز دلوقتي يعني ؟!
هز رأسه وقال:
-ايوة هنضرب ورقتين عرفي وتخلص الليلة …
ضحكت بسخرية وقالت:
-ورقتين العرفي دوول تتجوز بيهم واحدة غيري …لا مستحيل مش هتجوز الا عند مأذون…
نظر إليه الصياد بصدمة وقال :
-عند مين يا اختي لا بجد انتِ معتوهة صح ؟!
هزت وعد راسها وقالت:
-لا يا صياد أنا بتكلم بجد جوازنا يكون عند مأذون ويكون صحيح مية بالمية لولا اني أقبل اتجوزك …
هو راسه وضحك بذهول:
-انا بجد مش مصدق بجاحتك؟!لا بجد عندك الجراءة أنك تتحديني بالشكل ده…تقفي وتتحديني أنا …أنا الصياد …
نهضت هي ببطء وابتسمت له ابتسامة حلوة وهي تحاوط عنقه ثم بخبث طبعت قبلة علي ذقنه وهي تقول بدلال:
-بس انت بتحب كده يا صياد …بتحب اللي يتحداك …مبتحبش تاخد حاجة بسهولة صح …عشان كده انت معجب بيا .
لمعت عينيه بقوة وهو ينظر إليها ويقول:
-انا عايزك بس …لكن مشاعري مش متورطة معاكِ فمتديش نفسك اكتر من حجمك عشان متقعكيش علي جدور رقبتك …
ابتسمت وقالت:
-بس ممكن مشاعرك تتورط معايا فعلا …ممكن تحبني بجنون وساعتها هكسر قلبك …
-انا معنديش قلب عشان تكسريه …
قالها ببرود لترفع حاجبيها وتقول:
-بجد؟!!
ثم ابتعدت قليلا ووضعت كفها علي قلبه وقالت :
-بس أنا حاسة ان فيه قلب هنا …قلب بيدق …قلب اتكسر قبل كده كتير واتخذل اكتر …شايفة ان من جوا الانسان البارد اللي جواه ده طفل صغير بيعاني ومستني اللي ينقذه …أنا شايفة كتير اووي يا صياد وعارفة أنك مش الشخص اللي بتحاول تبينه ليا …عارفة ان جواك نقطة بيضا صغيرة اووي ومستنية تسيطر علي السواد اللي جواك …
اغمض عينيه وكلماته تنساب الي اذنه كالسحر بينما امتعضت ملامحها وهي تفكر ان الي متي سوف تقول هذا الهراء وتخدع هذا الحقير كي تهرب من هنا …فكرة المأذون فكرة جيدة …فما ان يأتي سوف تخبره بكل شئ حتي يبلغ الشرطة وبهذا تتخلص من هذا الثور…
-انا موافق .
قال كلمته ببساطة ثم فتح عينيه وقال بنبرة غامضة :
-انا موافق نتجوز شرعي بمأذون…بعد تلات ايام هنتجوز اجهزي كويس .
وكاد ان يذهب الا انها امسكت ذراعه وقالت:
-انا عايزة فستان فرح..
ضحك بذهول وقال:
-هو انتِ شايفاني مصباح علاء الدين يا اختي ؟!
هزت كتفيها وقالت:
-من غير فستان فرح مش هتجوز …
هو رأسه وقال:
-حاضر هخلي حد من هنا ياخد مقاساتك ونجيب فستان فرح …بس انسي أنك تطلعي من هنا يا قطة ماشي ؟!
مطت شفتيها بضيق لتجذبه حركتها تلك ثم اقترب منها كي يقبلها الا انها وضعت كفها وقالت:
-بعد الجواز يا صياد اصبر …
هو رأسه وقال:
-عندك حق …
ثم خرج لتتنهد وهي تشعر بالجنون …سوف يتزوجها …ولكن سرعان ما ابتسمت وهي تتذكر انها عند المأذون يمكنها فضح امره …كما ان ليس لديها ولي وسيكون الزواج باطل…
….
خرج الصياد من الفيلا واجري اتصالا …
-ايوة يا سيد بقولك عايزك تجيبلي حد بس الكلام ده يكون في ظرف تلات ايام بالضبط عايزه يكون عند رجلي
-اتفضلي اشربي يا حبيبتي عصير .
قالها حسام برقة وهو ينظر إليها …نظراته كانت بريئة تماما ولكن كان داخله يحيك خطط عديدة عندما تشرب العصير سوف تأتي معه الي شقة صديقه وهناك سوف يسلب منها كل شئ …كما أنه فكر في تصويرها.ليبتزها لاحقا…كان كل شئ يسير في عقله كما اراد …انتظر بشغف لتشرب العصير ولكنها قالت بتعب:
-معلش يا حسام بجد مش قادرة اشربه …فعلا معدتي وجعاني …
ولكنه اصر وهو يمسك كفها قائلا:
-وحياتي عندك يا حياة لتشربيه …أنا جايبه بنفسي ليكي …اشربيه حتي نصه مش كله واوعدك بس تشربيه نمشي من هنا لو تعبانة …متكسفنيش بقا …اشربي يا حبيبتي ..
قالها وهو يرفع العصير لفمها كي تتناوله الا ان كف اوقفته …نظر الي صاحب اليد ليجده امامه يوسف …ابتسم له يوسف ابتسامة صفراء ووضع الكوب علي الطاولة وقال:
-للاسف حياة مبتحبش عصير البرتقال …هي بس خافت لتقول كدة وتحرجك ….
تعكر وشه حسام وقال بفظاظة:
-ايه اللي جابك هنا؟!
ابتسم له يوسف باستفزاز وقال:
-دي خطوبة اخت صاحبي ولا أنا ممنوع اجي هنا يا حس…وبعدين اهو يا اخي نتسلي أنا واياك شوية ونتكلم بما أننا هنبقي نسايب…
كز حسام علي اسنانه بغضب …هذا الحقير دمر خطته تماما …كم هو مزعج لماذا يلاحقهما لولاه لكانت حياة لتكون ملكه الليلة وكان سيجعلها خاضعة له …
كان يوسف يبتسم إليه بإستفزاز …هذا القذر يخطط لشئ ما …كان محق عندما قال انه لا يشعر بالارتياح له…نواياه تجاه حياة ليست سليمة بالمرة…يري هذا في عينيه…الله يعلم ماذا يوجد بعصير البرتقال …تنهد وهو يتذكر انه لم يكن ينوي ان يأتي اصلا لحفل الخطبة عندما عرف ان خطيب شقيقة صديقه هو صديق لحسام…ففضل ان يبقي بالمنزل حتي لا يقع فريسة لنيران الغيرة التي بدأت تشتعل بروحه مؤخرا …ولكن خالته هي من نبهته لنوايا حسام دون ان تدري وقد عرف ان شعوره صادق تماما … تذكر يوسف الذي حدث بينه بين خالته قبل ان يأتي الي هنا !!!
……
خرج يوسف من منزله بضيق ..لقد اعترف بكل تلك البساطة …اعترافه لم يصدم والدته بقدر ما صدمه هو …لقد شعر بالصدمة وهو يقول تلك الكلمات …متي وقع في حبها …متي اصبح مجنون بها الي ذلك الحد ؟!هو حقا لا يعرف ولكنه يعرف ان الغيرة التي تشتعل به كلما رأي حياة مع حسام ليست من فراغ …تنهد بيأس وهو يفكر انه تأخر كثيرا في الاعتراف …كثيرا ..كاد ان يذهب عندما توقف ورأي خالته تقف عند باب منزلها وهي تضع كفها علي قلبها …اقترب يوسف منها وقال:
-فيه حاجة يا خالتي ؟!
انتفضت خالته ونظرت إليه وهي تقول بنبرة خائفة :
-معرفش بس حاسة قلبي بيتنفض يا ابني …حاسة ان حياة هتحصلها حاجة وحشة !
امسك يوسف كفها وقال:
-متخافيش يا خالتي إن شاء الله خير وعشان تطمني اكتر أنا هروح بنفسي واطمنك عليها …
….
عاد من شروده وابتسم بإنتصار …نظرت حياة إليه بضيق ثم نظرت الي حسام الغاضب الذي ابتعد علي الفور وذهب لأصدقاؤه …
نظرت حياة الي يوسف بغضب وقالت:
-انت ليه بتعمل كده؟؟!
-انا بحبك ..
اعترف يوسف بصدق وهو يتطلع الي ملامح وجهها الفاتنة لتتسع عينيها بصدمة بينما اصبح قلبها يخفق بقوة …لابد انها تحلم ….اقترب يوسف وامسك كفها وقال:
-حياة قولي حاجة …سكوتك مخوفني
أخيرا عادت الي رشدها وهي تبعده عنها بقوة وتصرخ:
-جاي تعترف دلوقتي ؟!!بعد ما رفضتني مليون مرة وسيبتني عشان وعد …فلما سابتك هي جاي دلوقتي تشوف المغفلة اللي حبتك صح.؟!!اهو أي حاجة تمشي بيها نفسك عشان بكرة لما تلاقي اللي تحبها تاني ترميني مرة تانية!!
هز يوسف رأسه بالنفي لترفع هي كفها مشيرة الي خاتم الخطبة وتقول:
-بس حبك مرفوض يا استاذ يوسف …أنا مخطوبة …ومخطوبة لواحد محترم كمان …فياريت تاخد حبك وتعرضه علي مغفلة تانية ولو سمحت امشي من هنا…دي خطوبة صاحب حسام ووجودك مش مرغوب فيه هنا !!
ثم تركته وابتعدت لتحتمي بحسام من تلك المشاعر غير المرغوب بها التي هاجمتها فجأة! بينما ابتسم حسام بخبث لا بأس فشل اليوم ولكنه سينجح يوما ما
…….
بعد ثلاث ايام ..
في المساء …
كان يصفر وهو رائق البال اليوم سوف يحصل علي القطة صاحبة العينين الزرقاوتين …سوف ينعم بجوارها …سوف يتذوق شهد شفتيها دون اي اجبار …ابتسامة سعيدة شقت شفتيه وهو يشعر بقلبه يقصف داخل صدره …انها المرة الاولى التي يكون متحمسا بها لتلك الدرجة ….تلك المرأة مذهلة تجعله يلهث دون ركض …تشعره دوما بالحماس …مكرها وجرائتها يجذبانه إليها كما تنجذب الفراشة للنار فتحترق …ولكن لن يحترق هو فقط بل ستحترق هي معه …انتهي من اعداد نفسه وكاد ان يخرج الا انه توقف وهو يري وشاح والدته الذي يحتفظ به دوما …اقترب من الوشاح وامسكه ثم قربه من انفه وهو يشمه بينما الدموع تتصاعد في عينيه….لقد اشتاق إليها …اشتاق إليها كثيرا ليتها تكون معه الأول …هو يحتاج بقوة الي ان تضمه إليه …يحتاج الي أن يبكي بين احضانها ويشكو لها العالم …ابعد الوشاح عن انفه وقبله برقة وقال؛
-النهاردة مفروض اتجوز ..من واحدة انا مبحبهاش اصلا …بس أنا فرحان ومتحمس بطريقة كبيرة …عارفة انها بتفكرني بيكي نفس القوة والاصرار والجراءة …هي الوحيدة بعدك وبعد ملاك اللي خلتني ارضخ لقرارها بس الشرارة اللي في عينيها الزرقا مشوفتهاش الا فيكي انتِ يا امي …شرارة الحياة …مبحبهاش بس كل اللي اعرفه ان وجودها في الفترة دي مهم ليا لانه بيفكرني بيكي انتِ ومين عارف ممكن جوازنا يستمر للأبد …
ابتسم ووضع الوشاح مكانه وهو يذهب بينما يصفر بإستمتاع…
-ايه الروقان ده؟!
قالها عمه وهو يتطلع الي جاسر ثم اكمل :
-خير يا حبيبي رايح فين ؟!
-رايح اتجوز يا عمي
قالها جاسر بتسلية ليضحك عمه ويرد قائلا:
-نكتة حلوة بجد …صحيح رايح فين متهزرش ؟!
هز كتفه وقال:
-زي ما قولتلك رايح اتجوز .
وثم ترك عمه مصدوم وذهب ..هز عمه رأسه وفكر ان ابن شقيقه فقد عقله تماما …كيف سيتزوج فجأة ؟!!وممن سوف يتزوج؟!
….
خرج جاسر من المنزل وورده اتصال ..ابتسم بخبث ورد وقال:
-قدرتوا تجيبوه صح ؟!
ضحك بإنتصار وقال:
-عال هو ده الكلام …جيبوه وحصلوني علي هناك تمام !
وبعدين اغلق الهاتف وقال:
-كنتي عايزة جواز شرعي مية في المية امرك .
…..
وصل الصياد للفيلا الاخري وجلس في الصالة ثم اشار للحارس ان يأتي بوعد …
…..
بعد لحظات …
انتفض قلبه لها ولأول مرة وهو ينظر إليها…فستان الزفاف الرقيق كان ينساب علي جـ,ـسـ,ـدها برقة بدت كأميرة خرجت من احدي القصص الخرافية ….بدت جميلة جدا ….جمالها اوقفه عن الكلام للحظات …نهض وهو يسير تجاهها ثم امسك كفها وقبله برقة قائلا:
-يظهر اني اكتر راجل محظوظ في الكون عشان هحصل عليكِ
ارتعش قلبها بتوتر وزاغت عينيها وهي تبحث عن المأذون
-بتدوري علي حاجة يا حبي ؟!
قالها ساخرا لترد هي :
-اومال فين المأذون مش شايفاه؟!
-اهو جه .
قالها الصياد وهو يشير الي المأذون بسعادة …حينها صرخت وعد وقالت:
-يا شيخ انقذني منه ده خاطفني وعايز يتجوزني …بلغ البوليس ..
ضحك الصياد بسخرية ليهز المأذون كتفيه ويقول:
-كان علي عيني يا بنتي والله بس هو خاطفني أنا كمان …
بهتت وعد ثم نظرت الي الصياد وقالت بتحدي:
-بس يا صياد أنا مليش ولي يعني جوازنا باطل …..
-مين قال كده ؟!
قالها الصياد مبتسما
ثم صفق بيده ليأتي أحدهم وهو ممسك برجب بقوة نظر الصياد الي وعد وقال:
-شوفي مين جه يحضر فرحك يا وعد …باباكي واللي هيكون هو الولي بتاعك …جبته من فرنسا مخصوص عشانك عشان تعرفي بس غلاوتك عندي!!!
……..
وضعت احمر الشفاه علي شفتيها ثم قلبت شفتيها برفق حتي يثبت ….وتراجعت قليلا وهي تنظر لنفسها برضا ..كادت أن تربط شعرها الاشقر ولكنها قررت تركه حرا …ابتسامة لطيفة زينت شفتيها …الآن هي قررت ان تنسي عدي للأبد وتستمتع بحياتها …الليلة زفاف صديقتها المقربة وسوف تذهب اليه وترقص وتستمتع بوقتها حتي تنساه تماما …هذا الحقير !!! امسكت حقيبتها غالية الثمن والتي كانت تلائم كثيرا فستانها الاحمر الطويل وخرجت …
قابلت والدها في الطرقة قبل تنزل الدرج…ابتسم والدها واقترب وهو يقبل جبينها ويقول:
-خلي بالك من نفسك يا ملاك …هتسوقي انتي ولا اخلي السواق يوصلك ..
ابتسمت وقالت بهدوء:
-معلش يا بابا حابة اخد تاكسي اريح ..
-براحتك يا حبيبتي ..بس خلي بالك من نفسك ومتتأخريش…
هزت رأسها ثم نظرت إليه وقالت:
-صحيح فين جاسر مش ظاهر يعني…
ابتسم والدها بسخرية خفية علي جاسر الذي قرر فجأة ان يتزوج اليوم من فتاة لا يدري هويتها حتي ولكنه لم يرد ان يصدم ابنته فقال:
-وراه شوية شغل فخرج ..
هزت رأسها ثم خرجت من الفيلا وهي تسير بحذر بسبب حذاؤها ذو الكعب العالي …
أخيرا خرجت من بوابة الفيلا ثم اشارت لسيارة أجرة التي وقفت لها فورا …استقلتها وقالت وهي تنظر الي هاتفها بينما تسير السيارة بسرعة :
قاعة ال….
ولكن الكلمات انحشرت في حلقها عندما سمعت صوت مميز للغاية يقول:
-شكلك حلو النهاردة …
اتسعت عيني ملاك بصدمة وازدادت وتيرة تنفسها بينما اخذ قلبها ينتفض داخل صدرها كطير جريح…عجزت عن الكلام للحظات بينما هو يقود السيارة بسرعة في طريق غير الذي ستسلكه بينما يقول بهدوء:
-للاسف انتِ اجبرتيني اخطفك يا ملاك …لأنك رافضة أي تواصل بيننا …كل ما احاول اكلمك تصرخي في وشي زي المجنونة…رافضة تردي علي تليفوناتي او رسايلي لدرجة اني قعدت اليومين اللي فاتوا وانا مستنيكي جمب فيلتكم …أنا أول مرة اتذل الذل ده …
أخيرا عادت لها قدرتها علي الكلام وقالت:
-محدش اجبرك تعمل كده !وياريت تبطل لاني مش هرجعلك تاني …ده مستحيل …
تنهد وهو يقف السيارة في مكان خالي نوعا ما من الناس امام النهر وينظر إليها ويقول:
-ملاك اديني فرصة اشرحلك طيب …أنا والله ما خنتك ولا حاجة …هي اللي قربت صحيح ضعفت بس …
وضعت كفها علي اذنها وهي تصرخ:
-كفاية …كفاية مش عايزة اسمع كدبك ولا يهمني اصلا ..أنا الحمدلله عرفتك وعرفت حقيقتك …عرفت أنك شخص خاين وكداب بتلعب ببنات الناس …وانا ربنا بيحبني لانه انقذني من شخص زيك …اتفضل رجعني للبيت ومتحاولش تقرب مني تاني والا وقتها هدخل والدي في الموضوع وصدقني هيعملك مشاكل كتيرة اووي انت في غني عنها .
انها تتسرب من بين يديه كالدخان…ها هو بيدق انتقامه يتحرر منه …وهو لن يسمح لها أن تتحرر …ليس بعد كل ما فعله …لقد انتظر كثيرا تلك الفرصة للانتقام ممن سلب والدته منه …والدته كانت كل حياته ولكن فجأة اتي عامر النجار ودمر حياته بأكملها …ما زال يتذكر شكل والدته وهي مغرفة بالرصاص …يتذكر كيف بكي وقتها حتي فقد صوابه …هو لن يترك دماء والدته تضيع هدر لذلك نظر لملاك وقال:
-لو مرجعتليش يا ملاك أنا هنتحر …
ضحكت بسخرية عليه ليفتح هو الباب بهدوء ثم يتجه الي النهر ويلقي نفسه في المياة العميقة …
-عدي!!!
صرخت ملاك برعب وهي تتذكر كلماته انه لا يعرف السباحة !!!
يتبع
الشيطان_يقع_في_العشق
سولييه_نصار
الفصل السادس عشر(جريمة )
-بابا!!!
قالتها وعد بصدمة ..ثم اقتربت منه بينما تصاعدت الدموع لعينيها …كان قلبها يتخبط داخل صدرها وهي تري ذلك الرجل الذي باعها بسهولة لمجرم مثل الصياد …
-انت بعتني ليه!!!مهتمتش اني بنتك وبعتني بشوية فلوس لمجرم زيه يشتري ويبيع فيا!!
صرخت وعد وهي تنتفض كطائر جريح بينما التزم والدها الصمت تماما ….اقتربت منه وقالت برجاء:
-ابوس ايديك أعمل حاجة صح في حياتك …حسسني ولو مرة واحدة أنك ابويا ومتخذلنيش …خدني من هنا ومتوافقش تحط ايدك في ايده وتسلمني ليه مرة تانية…ابوس ايديك متبعنيش تاني….
كانت تتوسل غريزة الاب داخله لعله يشفق عليها …كانت مستعدة ان تتوسل للصباح فقط كي يأخذها من هذا المكان المقيت …يحميها… ولكنه قتل املها فيه عندما قال بضعف:
-اسف يا بنتي ..
تراجعت وعد وهي تبكي بقوة …لقد باعها والدها مرة اخري!!!
اقترب الصياد منها وقال بنبرة غريبة :
-متستنيش انه ينقذك لانه هو اللي عرضك عليا …
نظرت اليه وعد وهي تبكي فأكمل الصياد بأسف:
-اسف يا بيبي الموضوع مش شخصي بس أنا عايزك وعشان أنا عايزك نفذتلك شروطك كلها …ده دورك تنفذي وعدك ليا من غير دراما ولا كلام كتير …
هزت وعد رأسها وقد استسلمت للأمر الواقع ثم ذهبت وجلست علي الاريكة وهي تبكي …كان تريد افراغ كل طاقتها في البكاء لكي تبقي كالجثة عندما يسلبها الصياد كل شئ بعد قليل ….رفضت ان ترفع عينيها عن الأرض …كانت لا تريد رؤية احد منهما لا والدها الذي باعها ولا الصياد الذي اجبرها ان تتزوجه …
كانت تتم مراسم زواجها من آخر بينما هي منفصلة عن العالم تماما لا تدري شيئا عقلها يلف في دائرة مغلقة… الألم داخل قلبها لا يحتمل …وروحها تحترق…تشعر انها سوف تموت وكم تمنت فعلا ان تموت وترتاح كليا من هذا العذاب علي الأقل عندما تموت سوف تهرب من هذا الجحيم الذي تعيش به …
-بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما
كلمات خرجت من فم المأذون اخبرتها انها اصبحت زوجته والحقيقة كانت انها اصبحت سجينته التي سوف ينتهك جـ,ـسـ,ـدها تحت مسمي الزواج …احضر الصياد الدفتر بنفسه وقال:
-امضي يا عروسة
…. مضت ولمعت عيني وعد بشرارتها المعتادة وقد اشتعل الامل فيها …ما بها …هل ستستسلم الآن …بالطبع لا …اصبحت زوجته فعلا ولكنها ستماطله ولن تدعه يلمس شعرة منها …ستسير الي خطتها الاساسية حتي تقضي عليه ….
نهض الصياد من مكانه وقال؛
-مبروك يا عروسة …بقيتي ليا رسمي …
وثم دون اي احترام للموجودين جذبها إليه ثم قبلها بقوة ….
اتسعت عيني وعد وهي تستقبل قبلته الكريهة وثم فجأة دفعته عنها بكره ودخلت بسرعة الي الغرفة …ابتسم وعد وقال:
-العروسة طلعت بتتكسف …
تنهد ونظر لرجب ببرود وقال:
-خلصت مهمتك يا رجب ووعد بقت مراتي ..روح دلوقتي المكان اللي كنت فيه ولو شوفتك قريب من مراتي هأذيك فاهم؟!
هز رجب رأسه بطاعة ليذهب مع احد رجال بينما نظر الصياد للمأذون وقال بإبتسامة:
-اسف علي تصرفي غير اللائق معاك …تقدر تمشي بس اتمنى مشوفكش مرة تانية اوكيه …
هز المأذون رأسه وذهب….ابتسم الصياد بسعادة وولج الي الغرفة ليجد وعد تجلس علي الفراش وهي تنتفض بخوف …جلس بجوارها وهي يتطلع الي جمالها بإنبهار وقال:
-انا مش مصدق اني أخيرا امتلكت اللي كان نفسي فيه من زمان …انتِ النهاردة ملكي يا وعد …ملكي وبس ….
ثم بدأ في ارجاعها للخلف لتنتفض وتقول:
-عايزة ادخل الحمام …
ثم بسرعة ولجت للحمام وهي ترتعش…فتحت عبوة الصيدلية الصغيرة التي بها وابتسمت عندما وجدت الغرض المنشود …
…
خرجت وعد بشكل اكثر راحة وابتسمت بإغواء وهي تقول :
-استني يا حبيبي اعملك عصير الأول وبعدين هنعيش احلي ليلة ..
ثم فتحت الثلاجة الصغيرة وأخرجت زجاجة العصير …احضرت كوبين وبدأت بصب العصير …كان الصياد ينظر إليها وهو وجهه ابتسامة رائعة ..اخرجت وعد من صدر الفستان حبة المنوم ثم وضعته ليذوب بالعصير امسكت الكوبين وهي تقترب من الصياد وتقول وهي تقدم له العصير:
-في صحة حياتنا الجديدة…
امسك الصياد الكوبين ووضعهم علي الطاولة وقال :
-خلينا نبدأ حياتنا الجديدة الأول …
ثم هجم عليها ليقبلها وفي خضم صراعها معه بدل الكوؤس بمهارة …ابعدته وعد بضيق وقالت :
-لا نشرب العصير الأول ..
هز رأسه وقال:
-طيب نشربه سوا …
ثم شربا العصير سويا …
وما ان انتهيا من شربه حتي ضحكت وعد وقالت:
-شربتها يا كروديا…
ولكن فجأة شعرت بالدوار لتضع الكأس علي الطاولة وتقول:
-هو فيه ايه انا دايخة ليه..
وفجأة سقطت علي الفراش وغاصت في النوم وبدأت بالشخير أيضا !!
ضحك الصياد بتسلية وقال؛
-مغفلة!
……….
-عدي …عدي
صرخت ملاك وهي تبكي بخوف …ركضت تجاه الحاجز وهي تنظر للمياه ودون انتظار او تفكير حتي القت حقيبتها وقفزت للماء …وجدت عدي ينازع من أجل ان يخرج …في المياه كان عدي يدعي انه يغرق …كانت حركة جيدة منه ان يخبر ملاك انه لا يستطيع السباحة …لم يعرف ان كذبته تلك سوف تساعده الآن …قرر ان ينزل تحت الماء لفترة كي ترتعب اكثر وحينما شعر بها تقفز احس بالإنتصار لانه ها هي خطته قد نجحت …بفزع اتجهت ملاك إليه وهي تسبح بقوة بينما تشعر بالرعب عليه وجذبته بقوة إليها محاولة ان تخرجه من المياه امسكته بقوة وقالت:
-فكرني لما نطلع من هنا اضربك قلمين علي وشك …
بعد دقائق خرجا من النهر …اقترب عدي من ملاك وكاد ان يتكلم الا انها صفعته بقوة …اغمض عينيه لتصفعه مرة اخري …ثم بدأت تضربه علي صدره. بعنف وهي تبكي ..ثم انهارت علي صدره ليضمها هو إليه قائلا:
-اسف …بس أنا كنت هتجنن من فكرة أنك تسيبيني مفكرتش الا في الفكرة المجنونة ودي وكنت فاكر أنك هتسامحيني …أنا بحبك يا ملاك …بحبك اكتر من أي حد في حياتي …انتِ الجزء الاجمل في حياتي كلها …
ابعدته وهي تقول بعنف :
-انت كداب وخاين …مفرقتش عن عاصم في حاجة …والشويتين اللي عملتهم دوول مش هيخلوني اسامحك …
وكادت أن تذهب الا انه امسك كفها وقال:
-ورحمة امي هي اللي قربت مني يا ملاك …أنا ضعفت لثواني بس وده غلطي الوحيد …بالله عليكِ متسبنيش …اديني فرصة تانية …وانا اوعدك عمري ما اغلط تاني …
اغمضت عينيها لوهلة كان قلبها يعتصر من الألم …كبرياؤها ما زال جريح وقلبها المكسور يتخبط داخل صدرها بينما الروح تحترق …هي ما زالت مكسورة من فعلته ولانها اعتادت دوما ان الخائن لا فرصة له وان لا أحد مضطر ان يتقبل الخيانة كأنه شئ اعتيادي لن تغفر …كيف تخبره ان صحيح الحب مهم في حياتها ولكن الكرامة والكبرياء هم الاهم دوما وعدي جرح كبرياؤها وحطم قلبها كيف تثق به …عندما رأته مع تلك الفتاة شعرت بقلبها يحتضر داخل صدرها …شعرت بمرارة الخيانة …انبت نفسها كثيرا لانها وثقت بسهولة في رجل آخر بعد تجربتها السيئة مع عاصم …احست انها فشلت للمرة الثانية …هي لا يمكنها ارتكاب هذا الخطأ مرة اخري …لا يمكنها ان تغفر ….عدي انتهي من حياتها للأبد …نظرت إليه وقالت بهدوء:
-انا مقدرش اسامحك يا عدي …لان …
تلكأت قليلا ثم اجابت:
-لان دي طبيعتي…أنا مبسامحش لا الكداب ولا الخاين….
كلامها اشعره برعب غير مبرر لينتبه وهي تكمل:
-انا مبسامحش حد جه علي كبريائي …انت قولتلي مش هتبقي زي عاصم بس للأسف انت بقيت أسوأ منه …انت خذلتني اكتر منه لاني أنا حبيتك اكتر من عاصم…خلاص احنا انتهينا …
ثم كادت أن تذهب الا انه جذبها إليه بقوة وقبلها رغما عنها …اتسعت عيني ملاك وهي تدرك انه قد سرق قبلتها الاولي!!!!
ابعدته بعنف ثم صفعته بقوة وصرخت:
-انت حقير!!!
ثم ركضت من امامه وهي تبكي !
ليشد عدي شعره بقهر وهو يفكر أن خطته فشلت تماما …تلك الفتاة عنيدة وهو لن يقدر علي ترويضها …
……..
في اليوم التالي …
عقدت وعد حاجبيها وهي تشعر بشئ ثقيل يحاوطها …حاولت أن تبعده وهي نائمة ولكن هذا الشئ كان ملتصق بها تماما ورفض ان يتزحزح عنها …فتحت هي عينيها بحيرة وهي تجد نفسها بغرفة غريبة تماما عن التي اعتادت النوم بها …حاولت أن تتذكر ما حدث …
-هو ايه اللي حصل امبارح؟!
قالتها وعد وهي تشعر بالتشويش ….ليرد عليها صوت مميز قائلا:
-احنا اتجوزنا …
شهقت بعنف وهي تستدير لتجد الصياد عاري الجذع …شعره مبعثر بفوضوية …ابتسامة كسولة ورائعة علي شفتيه وهو ينظر إليها بتسلية …اتسعت عيني وعد برعب وهي تنظر اليها بينما ينظر إليها بتلك الطريقة غير المريحة … حاولت أن تنهض وتبتعد عنه ..الا انه امسكها بقوة واعتلاها وقال بنبرة كسولة:
-امبارح كانت اجمل ليلة في حياتي يا وعد …انتِ خليتيني سعيد ..
-ق…قصدك ايه ؟!!
قالتها برعب بينما تجمعت الدموع في عينيها ليبتسم بمكر وهو يقبل وجنتها ويقول :
-مش معقول نسيتي أول ليلة لينا سوا …أنا كده ازعل منك يا وعد …ازاي تنسي ليلة مميزة زي كده …بجد كسرتي قلبي …
هزت رأسها وهي تبكي قائلة:
-لا مستحيل …محصلش أكيد حاجة بيننا امبارح …قول الحقيقة ايه اللي حصل .
مرر نظراته عليها وقال بإيحاء؛
-اخاف اقول ايه اللي حصل بالتفصيل واخدش حيائك يا وعد …خصوصا أنك بتتكسفي اووي …
حاولت دفعه بعنف الا انه امسك كفيها جيدا وانحني لتقبيلها….لم تمهله هي فرصة وعضته بقوة ليجفل بألم وتنهض هي …نظر الصياد بصدمة الي الدماء التي تنزف من شفتيه ثم نظر الي وعد التي كان في عينيها تمرد لم يراه لدي احد من قبل …كانت عينيها تلمعان كعيني القطط البرية وتنظر الي بتشفي
-يا عضاضة
قالها الصياد ضاحكا لينهض …استدارت هي لتركض ولكن الصياد ضمها من الخلف وهو يشل حركتها تماما …حاولت أن تتحرر بشراسة ولكنها فشلت …ضحك الصياد بعمق في اذنها وقال:
-تعرفِ يا وعد قصتنا أنا وانتِ بتفكرني بالاسد وفريسته… الاسد بيحب يلاعب الفريسة وخاصة لو كانت شرسة زيك ….أنا بحب الاعبك يا وعد
قبلها علي عنقها برقة وأكمل:
-انا نفسي طويل في اللعب متقلقيش وانتِ فريسة تستاهلي الصبر بس لما اتمكن منك هاكلك من غير رحمة …
افلتها وهو يقول بهدوء:
-عموما عشان ترتاحي اكتر …أنا ملمستكيش …ولا حصل بيننا حاجة امبارح ..أنا بس اديتك العصير اللي كنتِ حاطة فيه المنوم وفجأة نومتِ ..
تنهدت براحة ولكن فجأة نظرت إليه وقالت بشك:
-اومال مين اللي غير الفستان ليا ؟!
ابتسم ابتسامة شيطانية وهو يقول:
-اكيد أنا ..
احمر وجهها بخجل ليكمل:
-بس كنت مغطيكي أنا مشوفتش حاجة …
ابتسمت براحة وقالت:
-بجد كنت مغطيني لما كنت بتغير الفستان …يعني مشوفتش أي حاجة خالص؟!!
ضحك بمكر وقال:
-وانا عبيط يا بيبي عشان افوت فرصة جميلة زي دي أنا شوفت كل حاجة …كل حاجة حرفيا و…
صرخت وعد بعصبية وأمسكت المزهرية ثم القتها عليه ولكنه تفاداها بمهارة …كادت أن تضربه مرة اخري ولكنه جذبها بقوة واوقعها علي الفراش وقال:
-حياتنا مع بعض هتكون حماسية اووي يا وعد …
ثم بدأ في تقبيلها رغما عنها…
…..
قرب اذان المغرب …
رن هاتف حياة معلنة عن اتصال من حسام …ردت حياة عليه مبتسما …
-ازيك يا حسام أنا كمان نص ساعة وهلب…
ولكن حسام قاطعها قائلا:
-معلش يا حياة مش هنخرج النهاردة …سامحيني …ماما تعبانة اووي وانا قلقان عليها جبنالها الدكتور وقال ان وضعها صعب شوية عندها حمي …
والخدعة كانت مستهلكة منذ الازل ولكنها انطلت علي تلك المسكينة فلم تشعر بنفسها الا وهي تقول بلهفة:
-يا خبر…طيب يا حسام ..هجيب اهلي وا..
-لا لا معلش يا حياة ماما هتزعل لو عرفت اني قولت ليكم عشان متتعبوش وتيجوا.. معلش ارتاحي انتِ النهاردة في البيت وانا هبقي هنا ارعي لماما بما ان بابا مسافر …صحيح أنا معرفش هعمل ايه بالضبط عشان اهتم بيها بس اهو بحاول …
نهضت حياة وقالت بهدوء:
-انا هلبس دلوقتي واجيلك …
وابتسامة ماكرة شقت شفتيه وقال بإحراج مصطنع:
-مش عايز اتعبك …
-لا ولا يهمك …نص ساعة وأكون عندك وثم أغلقت الهاتف …
….
ضحك حسام بإنتصار لقد وقعت المغفلة في الفخ …اخذ يفرك في عينيه التي احمرت ثم جلس بجوار الطاولة وهي يمسك محقن ويحقن ذراعه وعندما سري المخدر في وريده شعر بإستمتاع رهيب …اليوم ستأتي…اليوم سيحصل عليها …لا يوسف ولا أي شخص سوف ينقذها من يده …
……
-مالك يا حياة يا بنتي فيه ايه ؟!
قالتها والدة حياة لإبنتها التي تجهز نفسها للخروج لتقول حياة:
-الست مريم تعبانة اووي يا ماما أنا رايحة اشوفها …
قالتها حياة وهي تتجه نحو الباب بسرعة وتفتحه …
-طسب استني البس واجي معاكِ ميصحش تروحي لوحدك ..
تنهدت حياة وقالت:
-متتعبيش نفسك يا ماما أنا هروح بسرعة واجي متقلقيش عليا …
نظرت والدتها إليها بقلق وقالت:
-يا بنتي المغرب قرب يأذن …ازاي اسيبك تروحي دلوقتي بس أنا …
-انا هروح معاها يا خالتي ..
صوت عميق اتي من خلفها لتنظر حياة الي يوسف بضيق وتقول بتحدي :
-لا هروح لوحدي
تجاهلها تماما وقال:
-انا مستنيها في العربية يا خالتي …
ثم نزل الدرج دون ان يسمع رد حياة …
-يا ماما مش عايزاه يروح معايا …حسام مش بيطيقه ..
امسكت والدتها كفها وقالت:
-معلش يا بنتي عشان خاطري …علي الأقل هبقي مطمنة عليكي …
زفرت حياة بضيق وقالت:
-طيب …طيب …
………
طول الطريق لم تقل حرفا ولا هو أيضا …
….
أخيرا وصلا الي منزل حسام نظرت حياة الي يوسف وقالت:
-استناني هنا هطلع فوق اطمن علي الست وانزل …
ضحك يوسف بسخرية وقال:
-اكيد بتحلمي صح ؟!!
ثم ترجل من السيارة وهو يسبقها الي البناية…لتتبعه وهي تزفر بضيق
…..
ارتجف قلب حسام بسعادة وهو يسمع جرس الباب …اخرج المفتاح ونظر إليه بنظرات شيطانية ثم ذهب ليفتحه …تجمدت ابتسامته فعليا وهو يري ان حياة لم تأتي بمفردها …بل اتي معها يوسف …
ابتسم يوسف له وقال :
-الف سلامة علي الوالدة جايين نزورها …
نظر إليه حسام بكره ثم ابتعد ليدخلا …اغلق الباب بالمفتاح وادخل المفتاح في جيبه …نظرا كلا من حياة ويوسف إليه بدهشة بينما يوسف قام بالوقوف امام حياة وقال لها هامسا وهو يلاحظ متأخرا الاثار التي بذراع حسام:
-ادخلي أي اوضة واقفلي علي نفسك …ده فخ امه مش موجودة اصلا وهو شارب مش واعي للي بيعمله …
اتسعت عيني حياة بصدمة بينما حسام يقترب من المطبخ .. ليهمس يوسف بإصرار:
-قولتلك روحي
وكادت أن تذهب الا ان حسام امسك سكين كبير كانت بجواره وقال:
-مكانك يا خطيبتي المحترمة اللي مش عاملة اعتبار لخطيبك ورايحة جاية مع حبيبك القديم والله اعلم بتعملوا ايه !!!
نظر إليه يوسف بحذر وقال:
-اهدي بس …صدقني هي خطيبتك مفيش بيننا أي حاجة…..سيب السكينة وخلينا نتفاهم …
-انا هقتلك لأنك في كل مرة بتبوظ خطتي…أنا عايز حياة وهأخدها …
-وانا مستحيل اديهالك …
قالها يوسف بتحدي …
ابتسم حسام وقال:
-يبقي تموت …
ثم اقترب منه وهو يراوغه بالسكين…كان يوسف يتراجع بحذر وهو يصرخ بحياة :
-قولتلك ادخلي جوه …
كادت حياة ان تركض للداخل فعلا ولكن حسام اتجه إليها بينما يوسف حاول منعه من الوصول الي حياة ليطعنه حسام بقوة في بطنه ويقع يوسف علي الفور …
-يوسف!!!!
صرخت حياة وهي تقترب من يوسف الغارق في دمه ولكن حسام امسكها من شعرها وهو يجرها خلفه ثم دخل غرفة ما واغلق الباب …
دفعها الي الفراش وقال وهو يخلع ملابسه:
-متخافيش. يا حلوة اخد منك اللي انا عايزه وبعدين اخليكي تحصلي حبيب القلب !
ثم هجم عليها بقوة ممزقا بلوزتها!!!
يتبع
الشيطان_يقع_في_العشق
سولييه_نصار
الفصل السابع عشر(مشاعر متدفقة)
تأوه يوسف بألم شديد وهو يسمع صراخ حياة كان يحاول أن ينهض ولكن دون جدوي …تصاعدت الدموع لعينيه وبدأ بالبكاء…حياة في الداخل …هي في خطر …تُنتهك علي يد مجرم حقير وهو لا يستطيع النهوض …حاول بكل ما لديه من قوة ان يحارب الألم الذي يعصف بجسده ولكنه فشل …فشل تماما …لقد انتهي كل شئ …هو لم يستطيع أن يحمي حياة …حياة المرأة التي يحبها اكثر من اي شئ …فكر في هذا بينما الظلام يغلف عقله ويفقد الوعي ….
…
كانت حياة تصرخ بينما حسام يسلبها ثيابها بجنون ويقول:
-محدش هينقذك مني …انا هدمر حياتك واقتلك يا فاجرة ..يا خاينة …تمن خيانتك ليا مع حبيبك يوسف !
ثم انقض عليها يقبلها قسرا ولم يلاحظ الباب الذي انفتح ولا والدته التي أصبحت تنظر إليه بصدمة ودموعها تتساقط …
-ابعد عنها ….
قالتها مريم بعنف …ليتجمد حسام وينهض عن حياة التي شدت الشرشف لتستر جـ,ـسـ,ـدها شبه العاري وهي تبكي بقوة حتي فقدت الوعي …
اشهرت مريم السكين وقالت:
-لو فكرت تقرب منها تاني هقتلك يا حسام …
-امي ..
قالها بصدمة فردت مريم بعنف:
-متجيبش سيرتي علي لسانك …أنا بلغت البوليس والاسعاف …كنت عارفة انك مش هتتغير …هتفضل طول عمرك ارخص من التراب …لما اتصلت بيا ام حياة عشان تتطمن عليا فهمت الكدبة الحقيرة اللي اخترعتها فجيت بسرعة وانا في الطريق بلغت البوليس عنك لاني كنت …
اختنقت حروف كلماتها وهي تتذكر الجسد الهامد لقريب حياة وهو غارق في دمه بالخارج ….انسابت دموعها واكملت:
-عارفة انك هتعمل مصيبة …انت دمرتنا ..منك لله …
كاد حسام أن يرد ولكن صوت سارينة الشرطة أوقفه…حاول أن يخرج ويهرب لتقرب والدته السكين من بطنه بشكل خطير وتقول:
-حاول تهرب يا حسام وانا فعلا هقتلك. …
-يا امي أنا هتحبس .
ابتسمت والدته ابتسامة ميتة وان كانت تحتضر من الداخل وقالت:
-السجن مناسب لأمثالك …
وما هي الا ثواني واقتحما الشرطة المنزل ..وقبضا علي حسام !!
انهارت مريم علي الأرض وهي تري الشرطة تجر ابنها للحبس وأخذت تبكي بعنف …يا الهي لقد دمر ابنها حياة الجميع …الجميع حرفيا !!
………
في المشفي….
فتحت حياة عينيها وهي تشعر بالخدر في جميع أنحاء جـ,ـسـ,ـدها …كانت الرؤية مشوشة ولكن اخيرا استطاعت تمييز والدتها التي تبكي بجانبها …
-يوسف !
قالتها حياة وهي تشعر بالدوار …ثم أكملت وهي تبكي :
-يوسف …يوسف حصله ايه يا ماما؟!.
حاولت أن تنهض إلا أن والدتها حاولت أن تهدئها ولكن حياة اخذت تصرخ بفزع:
-حسام ضربه بالسكينة ….كان بينزف…قولولي فين ؟!
ضمتها والدتها وقالت بتوتر :
-متقلقيش ..يوسف بخير يا حياة الدكاترة طمنونا عليه …
-عايزة اشوفه!
قالتها بإصرار لتحاول والدتها ردعها ولكن حياة أصرت علي هذا …
…….
بهتت حياة وهي تتطلع الي خالتها وهي تبكي أمام غرفة العمليات …نظرت لوالدتها وقالت:
-كدبتِ عليا …يوسف مش كويس …..
شعرت بالدوار واستندت علي والدتها وهي تبكي بعنف …هي السبب …هي من فعلت هذا …يوسف كان يحذرها من حسام ولكن بسبب غباؤها وكبرياؤها العنيد رفضت تصديقه …فقط ليستيقظ وهي سوف تفعل ما يريده …هي لا تريد أن تخسره ..ما زالت تحبه بجنون…فكرت وهي تبكي ….
فجأة خرج الطبيب من غرفة العمليات ليلتف الجميع حوله يسألونه بلهفة عن يوسف …
ابتسم والطبيب وقال:
-الحمدلله يا جماعة اتكتبله عمر جديد صحيح نزف كتير بس نقلناله دم وفصيلته كانت متوفرة هنا الحمدلله ….دلوقتي هننقله لاوضة تانية وتقدروا تزوره بكرة بس سيبوه يرتاح النهاردة …
-الحمدلله …
قالتها حياة وهي تبكي ثم فقدت الوعي!
. ……..
جالس علي الاريكة وهو يشرب سيجارته …شعره مبعثر ومنزله في فوضي تامة…لقد فشلت خطته …فكر بقهر بينما روحه تحترق بنيران الانتقام …كان تحت يديه ابنة عدوه وهو اضاعها بغباؤه…كل هذا بسبب ليالي …تلك الحقيرة…كم يكرهها …لو يستطيع لأزهق روحها حتي تهدا تلك النيران التي تشتعل به …لا يدري ماذا يفعل ملاك القته خارج حياتها تماما والان هو عاد لنقطة الصفر …اللعنة هو يعرف كم هي امرأة ذات كبرياء ولن تغفر الخيانة ابدا وهو بكل غباء وقع في الفخ …لقد حاول ان يبتزها عاطفيا لتعود إليه ولكنه فشل …كيف يجعلها تعود إليه …كيف …كان عقله يؤلمه تماما …هل سيستسلم الآن ؟!!..
دفن راسه بين قدميه وهو يشعر بالضياع ….تجمعت الدموع بعينيه وهو يتذكر والدته …تلك المرأة المحبة التي أفنت حياتها لتربيته والعناية بوالده …كانت هي الجزء المشرق في الحياة الصارمة التي فرضها عليه والده من صغره…تعلق بها كثيرا لدرجة انه ظن انه لن يقوي علي الحياة بدونه…وبالفعل هو مات ليلة عرف بخبر وفاتها …تزلزل عالمه السعيد تحت قدميه وسقط في قعر الجحيم واحترق بنيران الانتقام …انسابت دموعه بغزاره ثم غطي وجهه وأجهش بالبكاء …كان يتمزق وهو يري حق والدته يتسرب من بين يديه كالدخان …بيدق انتقامه تحرر منه …نقطة ضعف عامر النجار اصبحت بعيده عن متناوله الآن ….
-ليه شايل طاجن ستك كده …حصل ايه؟!
صوت والده اخرجه من شروده ليرفع هو رأسه ويمسح دموعه ويقول:
-خسرت يا بابا …ملاك قدرت تفلت من بين ايدي …مفيش ثغرة ادخل منها لعامر عشان أقضي عليه….
احمر وجه والده من الغضب ثم اقترب من عدي وشده من قميصه ليقف علي قدمه وقال:
-ضيعت انتقامك يا غبي …ضيعت فرصة دهبية ما بين ايديك …انت كنت عارف ان ملاك هي الطعم اللي هيجيب عامر تحت رجلينا …أنا كنت خايف فعلا أنك تحبها وتبوظ الدنيا …
هز عدي رأيت وقال؛
-مبحبهاش …مبحبهاش …
-انت كداب …كداب وغبي…ضيعتها من بين ايديك وحبتها …حبيت بنت عدونا …الراجل اللي قتل امك ..امك اللي كانت اغلي حد في حياتك يا عدي …فاكرها ولا نسيتها …
مسح عدي دموعه وقال:
-مقدرش انساها …أنا فاكرها وبعمل المستحيل عشان ارجع حقها …المستحيل عشان اطفي النار اللي جوايا وانا بشوف عامر حر وهو قتل أمي …انت فاكر اني مش زعلان عليها …امي كانت حياتي وانت عارف …نسيت اني فقدت النطق لما ماتت بالطريقة دي …فضلت اتعالج نفسيا ست شهور عشان اتقبل خبر وفاتها …النار اللي جوايا مش هتهدي يا بابا الا لما اقتل عامر ….وصدقني بملاك أو من غيرها أنا هعمل كده ومش هفشل …ثق فيا المرة دي …
ابتعد مالك وهو يري نظرة الاصرار بعيني عدي…
نظر إليه والده بجدية وقال:
-اوعدني يا عدي أن دم امك ميروحش هدر اوعدني يا ابني ..
ابتلع عدي ريقه وقال:
-اوعدك …
ابتسم مالك ثم ضم عدي إليه بقوة…عدي الذي زلزلته كلمات والده …ليس بسبب والدته فحسب بل لأنه أخبره بصراحة أنه وقع في حب ملاك …هل يمكن أن يحب ملاك ؟!!هل هو غبي ليحب ابنة الرجل الذي قتل والدته؟! الرعب سكن قلبه …هو يخاف…يخاف أن يحبها لدرجة أنه قد يتخلي عن انتقامه من أجلها حينها لن يسامح نفسه ابدا ….يجب ألا يسمح لملاك أن تسيطر علي قلبه وان كان فعلا يحبها هو سوف يتخلص من هذا الحب !
………..
خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها الطويل لتتجمد فجأة وهي تراه يجلس علي الفراش …ابتسم ونظر إليها وقال:
-مساء الورد يا حبيبتي ..ايه خضيتك …
ضمت روب الحمام الي جـ,ـسـ,ـدها وقالت:
-انت دخلت ازاي هنا؟!أنا كنت قافلة الباب بالمفتاح ..
ضحك الصياد وقال:
-انتِ نسيتي ان ده بيتي يا حبيبتي …يعني كل مفاتيح الاوض دي معايا …
نهض وهو يقترب منها وقال:
-انا صبرت كتير مش آن الاوان تديني اللي انا عاوزه …
رجعت للخلف وقالت بتوتر:
-انا مش مستعدة دلوقتي …
-متلعبيش معايا يا وعد لأنك انتِ اللي هتزعلي وانا صبري نفذ …
-وانا مش عايزة ده …مش هقدر…أنا …
-انتِ ملك الصياد يا وعد …أنا عملت المستحيل عشان تبقي ليا مش هسمحلك تتراجعي عن وعدك….
هزت راسها وعينيها تبرق كعيني القطط :
-انا مش ملكية خاصة …انا انسانة وزي ما حطيت شروطي نتجوز هنمشي بشروطي للاخر….
ضحك ساخرا ثم اقترب منها بسرعة وقبض علي شعرها وهو يقرب وجهها من وجهه ويقول :
-اياكِ يا وعد تفتكري ان عشان حابب لعبة الفريسة والصياد دي واني سايبك بمزاجي اني ضعيف…أنا بس مش عايز اوريك الوش التاني واللي صدقيني هتزعلي منه …
دفعها برفق لتسقط علي الفراش ثم اخرج قميص نوم من الخزانة وقال وهو يدفعه إليها:
-البسي ده واجهزي لجوزك …النهاردة هتكوني ليا… اللعبة من يوم ورايح هتتم بشروطي أنا !
قبلها علي شفتيها ثم ابتعد وقال:
-يالا يا بيبي …عشر دقايق والاقيكي جاهزة ..
ثم خرج وتركها تضرب وجهها بفزع …اخذت تدور علي نفسها وتقول :
-يا مرك يا وعد …خلاص كده هتستسلمي للشيطان…أنا الغبية اللي فكرت هقدر عليه …ده طلع خبيث ..يا خرابي ياما …
جلست وعد برعب علي الفراش …عينيه اخبرتها ان الليلة ستكون له كليا ….انها تعرف ان الصياد سوف يحصل عليها اليوم …اغمضت عينيها وهي تشعر انها محاصرة في ركن ضيق …دماغها توقفت تماما عن العمل …هي الآن محاصرة ولا مفر من ان تعطيه ما يريده …تنهدت وهي تمسك هذا القميص الأسود…خلعت روبها وارتدته وهي ترتجف…وقفت امام المرآة وهي تتطلع الي نفسها بصدمة …كان القميص يظهر اكثر مما يخفي …لم ترتدي شيئا بهذا الجراءة من قبل …كانت تشعر انها عارية تماما ….تجمعت الدموع في عينيها وهي تخاف مما ينتظرها …تخاف من تلك التجربة التي ستخوضها بعد قليل مع رجل تكرهه …مع زوجها …شقهت برعب عندما انفتح الباب ليدخل الصياد ….تراجعت وهي تبحث عن شئ لتستر جـ,ـسـ,ـدها ولكن النظرة التي في عينيه جمدتها وارعبتها اكثر …وقف الصياد وهو يتطلع إليها مبهورا …كانت فعلا جميلة بشكل لا يصدق …لم يري في حياته ما هو أجمل منها…اغلق الباب ثم بدأ بالاقتراب منها لتتراجع هي بخوف ابتسم ثم دفعها لتسقط علي الفراش برقة أمسكت الغطاء لتستر نفسها ولكنه سحب الغطاء منها والقاه بعيدا وهو يبتسم له …كان يبتسم لها وهو يشعر بالإنبهار…يعترف أنها تبهره أكثر واكثر فها هي لمعة القطة البرية اختفت وحل محلها الخوف والتوتر …كان يريد أن يلاعبها أكثر ولكن رغبته فيها كانت اقوي مما يتحمل جلس علي الفراش واقترب منها …وضع يده علي ظهرها ثم جعلها تستلقي بحنان …
-ايه رايك نستني شوية…نتعرف علي بعضنا اكتر و …
ولكنه قاطعها وهو يقبلها قائلا:
-اسف يا بيبي مش هستني …
ثم برفق بدأ يجردها من كل شئ ليجعلها له قولا وفعلا ….
….
بعد أن انتهي ..كان يلهث في الظلام وهو يدرك أنه لا يرغب فيها فحسب بل إن مشاعر مجنونة بدأت تنتابه بشأنها …مشاعر مختلفة تماما عن مشاعره الهادئة نحو ملاك …فمشاعره نحو وعد مشاعر عاصفة مجنونة ونادرة !
………
من بين الغيوم كان يراها …تقف بهيئتها الجميلة …عينيها البنية اللامعة والشرارة المميزة التي بها …تقف شامخة ابية بينما ترتدي فستان كريمي فضفاض وشعرها الأسود الطويل يتطاير حولها …
تصاعدت الدموع في عينيه وقد اشتعلت في قلبه الشوق إليها …ابتسم واقترب يمد يده وهو يقول بخفوت:
-أمي…
قالها جاسر بلهفة بينما الدموع تنسكب من عينيه كان يريد أن يركض ويختبأ بحضنها ولكن ما ان اقترب نظرات الحب انقلبت لإشمئزاز وعتاب…تلك النظرات قتلته ..اقترب اكثر وهو يقول بصدمة:
-امي …
ولكنها كانت تبتعد عنه شيئا فشيئا بينما تهز رأسها ودموعها تنساب من عينيها التي تشبهان عيني جاسر …العتاب كان عاصف في عينيها بشكل اوجعه …كانت حزينة للغاية ..هو يشعر بها ويعرفها فهي لم تكن والدته فحسب كل كانت كل حياته …اقترب منها وهو يبكي وقال:
-عارف انك زعلانة مني بس انا نفسي احضنك وبس …امي أنا ..
انهار عند قدميها وأخذ يبكي وأكمل:
-انتِ وحشتيني اووي مبتروحيش ابدا عن بالي بس رغم كده نفسي احضنك وبس …نفسي تلعبي في شعري ..تعملي اي حاجة بس يوصلني حنانك …
لمعت الدموع في عينيها ومدت ذراعيها لكي تضمه ..ابتسم جاسر وقد شعر أنه عاد طفل صغير ونهض ليندفع الي احضان والدته ولكن فجأة وجد نفسه يضم الهواء …لقد اختفت والدته …هطلت دموعه ثم بقوة صرخ :
-امي !!!
….
نهض الصياد من نومه مفزوعا وهو يلهث …ما زال بعينيه اثر دموع ….جسده مغطي بالعرق وقلبه ينبض بجنون …ابتلع ريقه وتنهد وهو ينهار علي الوسادة مرة أخري مسح بقايا الدموع و نظر بجواره ليجد وعد نائمة ووجهها من الجانب الآخر …
ابتسم واقترب منها وهو يضمها من الخلف ثم قبل كتفها العاري واغمض عينيه ….ولكن هي كانت مستيقظة …كانت ترتعش وهي تتذكر هذيانه في نومه …هذا الرجل يحمل ماضي اسود ووجع لا ينتهي …وبالتأكيد سوف يؤلمها إن استمرت معه …ولكن هو أخذ بالأمس ما يريده منه فهل سيتركها وشأنها اخيرا …التفكير في هذا ضايقها بشكل مفاجئ …حاولت أن تطرد هذا الضيق غير المبرر وهي تخبر نفسها أنها يجب أن تكون سعيدة فهي اخيرا سوف تتحرر من سجنه بعدما حدث أمس …وبذكر امس بدأت الذكريات تندفع لعقلها …احمرت وجهها وهي تتذكر تفاعلها المفاجئ معه …لقد ظنت أن الأمر سيكون كالإغتصاب ولكنها وجدت نفسها تعطيه برضا ما يريده …لقد تعاملت معه كزوجة …كيف فعلت هذا …عندما انتهي منها بالأمس ونام ظلت تؤنب نفسها حتي الخيوط الأولي من الفجر …الرجل …
-بطلي تفكير …
صوته الأجش أخرجها بقوة من شرودها وارتعش جـ,ـسـ,ـدها بينما أدارها هو إليه بينما ينظر إليها بعينين ناعستين …ابتسم وهو يقبل رأسها وقال :
-شكرا …
ازدردت ريقها وهي لا تقوي علي الكلام …أخـ,ـذ هو يداعب شعرها وهو ينظر إليها …يتأملها جيدا بينما يدرك أن شعوره ناحيتها ليست رغبة فقط …بالأمس عندما كانت بين ذراعيه عرف أن وعد استحوذت علي جزء منه …وصلت إلي أعمق جزء في روحه …عرف أن لديه مشاعر لها …مشاعر لا يعرف ماهيتها …
تحررت وعد منه وهي تلتقط قميصها وترتديه بسرعة وتقول بتوتر :
-انا رايحة الحمام …
ابتسم بينما تهرب هي الي الحـ,ـمام وتختبئ بسبب موجة الخجل التي بدأت تنتابها بسببه …ولجت للحـ,ـمام وما كادت أن تتحرك حتي شعرت أنها قد داست علي شئ لزج ثم شعرت بعضة قوية زلزلتها …سقطت علي الأرض وصرخت بألم وفزع وهي تري ثعبان ضخم يتحرك بحرية في الحمام!!!
يتبع
الـ,ـشيـ,ـطان_يقع_في_العشق
سولييه_نصار