
-ايه اللي أنا بفكر فيه ده ده شاب!!! … أنا اتجننت ولا ايه…. لؤي عنده حق أنا فعلا اتجننت…. ياربي اعمل ايه دلوقتي… أنا مش من النوع ده….
رفع سماعة الهاتف واستدعي لؤي
…….
-اقتنعت دلوقتي بكلامي؟!
هو رائد رأسه بيأس وقال:
-دي مصيبة ازاي أفكر كده؟!
كاد أن يمسك كف لؤي إلا. أنه ابتعد وقال:
-لا يا أخويا متلمسنيش أنت دلوقتي أمرك مشكوك فيه.
-يا لؤي بطل سخافة وقولي اعمل ايه.
-الموضوع بسيط يا نجم أنت بس مشوش لأن بقالك فترة بعيد عن الستات… أنت بعد ساعتين كده هتيجي معايا مكان لطيف وتسهر مع بنت لطيفة وساعتها هتحس أنك طبيعي
-متأكد من الكلام ده
-مية في المية… بس اتصل بداوود قوله أنك احتمال تبات برة..
هز رائد رأسه…
…….
في المساء.
في أحد النوادي الليلية الشهيرة كان يقف متصلبا بجوار تلك المرأة التي تمرر كفها علي وجنته… ضحكت بعمق وهي تنظر للؤي وتقول:
-ايه يا لولو هو مال صاحبك كده كاشش في نفسه
غمز له لؤي وقال :
-ولا كاشش ولا حاجة ما هو طبيعي أهو مش كده يا رائد.
أبتسم رائد بتوتر وهو يضم المرأة إليه ويقول :
-أنا فعلا طبيعي.
-طيب ما تيجي بقا.
-أجي فين؟!.
ضحكت بسخرية وقالت للؤي:
-ايه يا لؤي أنت جايبلي واحد من الحضانة ولا ايه؟!.
نهض لؤي وأمسك ذراع رائد وأخذه جانبا وقال:
-جرا ايه يا دنجوان ده انت كنت قبل ما تتجوز مقطع السمكة وديلها حصلك ايه… لا فوق مروة بدأت تشك فيك.
-حاضر يا لؤي متقلقش.
عندما عاد لمروة كان أكثر ثقة بنفسه.. أعطاها ابتسامة ساحرة زلزلت كيانها… وضعت مروة كفها علي قلبه وقالت :
-ما هو انت كويس أهو اومال دور تلميذ الحضانة اللي عايش فيه ده ايه؟!…. ها تحب نكمل سهرتنا هنا ولا نروح عندك. البيت
-يالا نكملها في البيت… هيكون هادي وداوود هيكون مشي.
مين داوود ده يا أخويا؟!
-الخدام بتاعي
أمسك رائد كف مروة وخرج بها بعد أن ودع صديقه.
……..
بعد أن وصل فيلته فتح له الحراس البوابة ودخل بسيارته..
تناول كفها في كفه وصعد لفرفة نومه واغلقا الباب خلفهما حاصرها عند الزاوية واقترب منه ليقبلها عندما انفتح الباب فجأة وخرجت دعاء تلتف بمنشفة…. شاربها علي وجهها بينما الباروكة اختفت وانسدل شعرها القصير وفجأة صرخ الثلاثة معا…. كانت مروة أول ما توقفت وقالت:
-هو انت عندك كائنات غريبة في البيت؟!
نظر رائد إلي دعاء التي قالت وهي ت علي صدرها:
-يا فضيحتك يا دودي!!!
انتهي الفصل
الفصل السابع (لا ترفض الحب )
كانت دعاء جالسة علي الأريكة… مرتدية ثيابها عينيها ثابتة على الأرض لا تقدر علي مواجهته بينما هو يتحرك كأسد حبيس داخل قفصه لا يصدق أنه قد تم خداعه…. لا يصدق أن طوال هذا الوقت كانت تخدمه امرأة… نظر إلي دعاء بغيظ وقال :
-يعني كل الفترة دي كنتي بتخدعيني بتكدبي عليا
-رائد بيه أنا.
-اخرسي….. اخرسي ولا كلمة.
زعق بها رائد لتنتفض برعب…. ليجذبها هو من ذراعيها…. عينيه السوداء الحادة تقابل عينيها البنية المذعورة… أبتسم ابتسامة مرعبة وقال:
-لولا أنك ست كنت تك لحد ما كسرت كل عضمك… بس للاسف موصلتش لمستوي إني أمد أيدي علي ست
ارتجفت شفتيها واوشكت علي البكاء…. ليدفعها ب حتي سقطت علي الأرض وقال :
-اطلعي برة ولو شوفتك قدامي تاني هك بجد.
……….
وقف منعم أمام رائد وقلبه يرتجف خوفا…. لقد اكتشف خدعتهما وهو الآن ينتظر رصيده من الإهانة والطرد… أخذ رائد يتطلع إليه بغضب… لا يصدق أنه تم خداعه بتلك الطريقة الدنيئة!… كان غاضب…. غضبه كفيل بإحراق منعم ودعاء سويا….
-ليه يا منعم أنا وثقت فيك؟
أطرق منعم برأسه خجلا وقال:
-حبيت اساعدها يا بيه… دعاء بنت مسكينة أمها ماتت وأبوها سابها واتجوز ورماها هو واخوها… صعبت عليا.
رمش رائد قليلا وكان علي وشك أن يتعاطف معها إلا أنه سيطر علي نفسه وزعق به :
-مش علي حسابي يا استاذ منعم…. مش بالخداع… أنت كدبت عليا وخدعتني… استغفلتني عشان كنت كويس معاك..
-يا بيه أنا…
-أسكت يا منعم… اسكت… أنت كدبت عليا… وثقت فيك وخدعتني…. قولتلك أن ممنوع ست تدخل البيت ده وكسرت اوامري… أثق فيك ازاي دلوقتي!!
-أنا آسف يا رائد باشا.
قالها منعم بحزن ليتنهد رائد ويقول:
-عدي علي عم كريم هيديك باقي حسابك.. آسف ملكش شغل هنا يا منعم.
نظر إليه منعم بحزن ليذهب رائد من إمامه… لم يتخيل ابدا أن يعامل منعم بتلك الطريقة ولكنه يكره الكذب والخداع…. فما فعله منعم لا يغفر… جلس رائد علي سريره بحزن… أغمض عينيه بينما عيون أخري تطارده… عيون بنية تنظر إليه بحزن… بخيبة… نهض ب ونفض رأسه ثم خرج فهو هنا يشعر بالاختناق
……
كانت تسير في الشارع دون هدي …نظرات عينيه الغاضبة ما زالت تلاحقها وتجلدها بقسوة …الكره الكبير لها صدمها …لقد شعرت بكرهه وهذا كسر قلبها …كسر قلبها لانها احبته بطريقة تثير الشفقة …ولا تعرف لماذا قلبها تعلق به هو دون عن باقي الرجال …لماذا احبت رجل لن يحبها من الأساس …وها هو طردها من حياته للأبد !!!!
………..
-انا قلقانة علي دعاء يا بابا دي اتأخرت اووي وكمان قافلة موبايلها
قالتها منال وهي تدور حول نفسها بقلق …
-ابلة منال هي اختي فين ؟
قالها بسام بخوف وهو يخرج من الغرفة
اقتربت منال وهي تقول بكذب:
-متخافش علي اختك يا حبيبي هتيجي دلوقتي .روح نام دلوقتي عشان وراك مدرسة
دخل بسام الغرفة ..بينما قال منعم وهو يهز رأسه:
-رائد بيه اكتشف خدعتنا وطردنا انا وهي يا منال …زمانها منهارة دلوقتي …اكيد رائد سمعها كلام كتير وهي زعلت …غير اني خسرت شغلي اكيد هتكون مكسوفة تواجهني
-اوعي يا بابا تضايقها ولا تقولها حاجة
-لا يا بنتي مستحيل اعمل كده …هي بس تيجي بالسلامة ومش مهم الباقي …
فجأة أتت دعاء من الخارج يبدو علي ملامحها الانهاك …عينيها حمراء بقوة من أثر البكاء …اقتربت منال منها وضمتها بقوة لتبكي دعاء وهي تضم منال بدورها …نهض.والد منال ثم ذهب لغرفته ليتركهما علي راحتهما …
…..
بعد قليل
-انا السبب يا منال …أنا دمرت حياتكم …ابوكي بسببي اتطرد من الشغل …انا…
أمسكت منال كفها وقالت:
-بطلي هبل ده نصيب بابا وهو اكيد هيلاقي شغل احسن وبعدين انتي نسيتي أنه فاتح مشروع جمب شغله يعني متقلقيش مش هنموت من الجوع
-انا مش عارفة اواجهه ازاي والله …مكسوفة اووي يا منال …ابوكي فتحلي بيته وخلاني اشتغل …وانا كده ارد المعروف …
-بطلي هبل يا بنت أنتِ .. ابويا بيعتبرك بنته وكويس أنه ساب الشغل عند الراجل قليل الذوق ده …
أغمضت دعاء عينيها وانسابت دموعها وهي تتذكر معاملة رائد السيئة لها …كان قلبها يؤلمها …لقد خسرت من أحبته …يا الهي لماذا أحبت هذا الرجل بالذات …
…….
كان رائد يسير في المنزل كثور هائج …لقد تم خداعه بسهولة تامة من قبل فتاه لا تتجاوز كتفيه حتي …لا يصدق أن منعم يفعل هذا به …هو غاضب بشكل سئ …يود لو يذهب لتلك الفتاة ليحطم رأسها …يود فعل الكثير والكثير …ولكن لا يريدها أن تخرج بتلك الطريقة من حياته ….حقا لا يعرف ماذا حل به وكيف وقع تحت سحرها …يعرف فقط أن يومه فارغ بدونها …منزله مهجور دون وجودها …جلس علي الفراش وهو مغمض عينيه ويتذكرها …يتذكر اهتمامها الشديد به …عينيها التي تلمع لأجله …..وارتباكها امامه …تلك الاشياء كان يخاف ان يثبتها …واقنع عقله تماما انه يتوهم …ولكن الآن هو سعيد …سعيد للغاية …نعم غاضب بسبب خداعها ولكن سعادته تكمن في انه طبيعي هو يحبها …يحب دعاء …وقع في حب الفتاة!
………
في اليوم التالي …جهزت دعاء أخاها ليذهب الي المدرسة وبعد ذهابها ..جهزت حالها لتخرج وتبحث عن عمل …قررت ألا تبقي دون عمل …وايضا قررت أن تستأجر منزل بالمال الذي جنته من العمل عند رائد ….لقد بقت في منزل عم منعم كثير وهي لن تثقل عليه أكثر من هذا
….
مرت الساعات وهي تبحث …أرادت عمل اي عمل ولكن محاولاتها باءت بالفشل التام … جلست علي أحد المقاعد الطينية واغرورقت عينيها بالدموع …كانت تشعر بالاختناق ….. رفعت راسها للسماء وهي تقول :
-يارب ساعدني …ساعدني يارب أنا مليش غيرك ….
…..
كان رائد يقف أمام المرآة وهو يصفر ..لقد قرر الذهاب إليها والاعتراف بحبه لها …سينسي غضبه …سينسي الكذب وسيتذكر فقط أنها الفتاة التي أحيت قلبه مجددا …هو فقط ممتن أنها لم تكن رجل…ضحك علي تفكيره ثم خرج …أخذ سيارته وانطلق …ومن بعيد كان أحدهم يراقبه ….
……
عادت دعاء الي المنزل وهي منهكة …لقد فشلت في إيجاد عمل مجددا … تنهدت بيأس وقررت انها لن تستسلم ….خرجت من شرودها عندما اقتربت منال منها وقالت:
-الحقي با بت رائد بيه جوه مع بابا وعايز يقابلك !!!.
خفق قلبها ب وكادت أن تقع من ال الا منال امسكتها وقالت:
-لا امسكي نفسك يا برنسيسة مش كده اجمدي شوية وروحي قابليه
-بمنظري ده
-لا طبعا أنتِ عاملة زي المتشردين ..روحي ظبطي نفسك شوية
هزت دعاء رأسها بطاعة ثم ذهبت لتجهيز نفسها. ..
بعد قليل كان قد خرج منعم وأخبرها أن رائد يريد أن يراها…
تنفست بعمق وولجت الي الغرفة …خفق قلبها بقوة وهي تتطلع إليه …عينيها تنظران دون شعور إليه بإشتياق…لقد اشتاقت إليه وهو بكل قسوة طردها من حياته … أرادت أن تركض إليه وتضمه ثم تبكي بين ذراعيه …
ابتسم رائد وهو يراها ثم تقدم منها وقال دون تردد وبثقة تامة :
-دعاء أنا بحبك
وما أن قالها حتي فقدت الوعي تماما !!!
انتهي الفصل
٨&٩
الفصل الثامن (الشك #)
عقدت دعاء حاحبيها وهي تشعر بالماء علي وجهها …فتحت عينيها بضعف ليقول رائد :
-دعاء ابوس ايديكي قومي هيفتكروا اني عملتلك حاجة …
نهضت دعاء وهي تشعر بالدوار وقالت:
هو …هو حصل ايه بالضبط …
-قولت اني بحبك فأغمي عليكي
-ايه حضرتك بتقول ايه؟!.
قالتها دعاء وهي تتنفس بصعوبة بينما قلبها يقفز داخل صدرها بسعادة…. أرادت أن تسمع اعترافه عدة مرات… اردات أن يخبرها أنه يحبها لكم اشتاقت لتلك الكلمة منه بالذات.. كانت متأكدة أن رائد مستحيل ينظر إليها أو يحبها ولكن المستحيل الآن يتحقق… فها هو رائد يعترف بحبه لها… يخبرها أنه وقع بحبها…. تنفست بإضطراب وهي تنظر إليه وقالت مرة أخري :
-هو حضرتك قولت ايه؟!!
تنهد رائد وقال :
-قولت إني بحبك يا دعاء… معرفش ازاي وامتي…. أنا كنت هتجنن لما حسيت إني منجذب ليكي وقت ما كنتي متنكرة كراجل… حسيت إني مش طبيعي…. حاولت أهرب منك ومقدرتش لقيت نفسي بقرب تاني…. وحتي لما…
نظر إليها. أبتسم ابتسامة سلبت قلبها وأكمل :
-حتي لما اكتشفت انك بنت صحيح اتعصبت اووي بس غضبي هدي وملقيتش نفسي الا وانا بفكر فيكي…. عيونك…. صوتك… طيبة قلبك
أطرق قليلا وقال :
– أنا اتعذبت في حياتي كتير… مكنتش لاقي الأمان بس لما حبيتك لقيته…وأنا مش هضيعك من أيدي تاني أوعدك إني هعمل المستحيل عشان أسعدك…. هنسيكي العذاب اللي شوفتيه بعد ما ابوكي سابكم ومشى… أي دموع نزلت من عينيكي بسبب الحزن هتكون بسبب الفرح…
أمسك كفها وقال :
-وعد مني يا دعاء إني هخليكي أسعد واحدة في الدنيا…. عمري ما هجرحك ولا ازعلك
انسابت دموع دعاء ليمسح دموعها وهو يقول :
-تتجوزيني …اتجوزيني أنا محتاجك في حياتي
فقدت دعاء النطق تماما وفغرت فاها بشكل مضحك …ضحك رائد عليها ثم قال:
:هديكي وقت تفكري طبعا اسبوع كويس
لم ترد …فقط رمشت وهي تنظر إليه بثبات
ابتسم بخبث وقال:
-افهم من سكوتك أنك مش عايزة تتجوزيني مثلا
هزت رأسها بسرعة وهي تقول :
-لا أنا ….أنا