منوعات

بقلم سعام صادق

– مش طالعه حلوه العروسه
فحدقت بها كلتا ابنتيها متعجبين من حالها المُتقلب.. فمنذ ساعات كنت ترقص وتُراقص خالتهم
وطالعتهم بحنق
– اه مش عجباني اكدب يعني.. ابن اختي كان يستحق واحده احسن من كده بكتير
وابتعدت عنهم.. لتضرب شهد كفوفها ببعضهم فهتفت سهر بسعاده رغم آلمها من رؤية أحمد منزوي بعيداً بحاله يُدخن بشراهة
– امك فرحانه وحزينه في نفس الوقت
فضحكت شهد وقد أشرقت ملامحها
– ميكس عجيب تتمتع بي كاميليا
فدفعتها سهر بخفه تكتم ضحكاتها
وعيوناً بعيده كانت تُطالع من تقف تضحك وتُداعب شقيقتها
واقترب بخطواته من فارس الذي يقف يراقص سلمي فرحين بتلك الليله
– مبروك لفريد يافارس وعقبالك انت كمان
فأبتسم فارس وهو يحتضنه رابتاً على ظهره
– الله يبارك فيك يايوسف.. عقبالك انت كمان يانص امريكاني
فضحك يوسف بخفه ونظر إلى ساعته مُتمتما
– ألحق امشي عشان اوصل القاهره بدري
…………………………………………..
اقتربت سهر من أحمد بخطوات مُرتبكه تُرتب الكلمات
– واقف بعيد ليه يابشمهندس
فألتف أحمد إليها يُطالعها بجمود
– عادي ياسهر… عقبالك
فألتمعت عيناها بآلم جليّ لو أراد رؤياه لكن رأه ولكن القلب مازال في غفوته
– شكرا.. وعقبالك انت كمان
لتتعالا ضحكات أحمد وهو يشير على حاله
– لا انا خلاص خرجت من الحوار ده.. انا كده عايش صح
الكلمات سقطت على قلبها بثقل.. تنتظره بالأمل وهو يهدمه داخلها ورطبت شفتيها وهي تُسيطر علي حال قلبها
– ليه بتقول كده.. مش شرط اننا فشلنا في تجربه في حياتنا نوقف عمرنا معاها.. بكره تلاقي الانسانه الصح
لولا معرفته أن فريد لم يخبر احد بسبب طلاقه الحقيقي لكان ظن أن سهر تعلم الحقيقه.. وتعلقت عيناه بها ثم رحل بعيدا عنها لم تشعر بدموعها وهي تنساب علي وجنتيها حتى نظرات والدتها التي تحدق بها بالظلام لم تنتبه لها وقد تأكدت اليوم من احساسها فأبنتها مُتيمه بعشق أحدهم ولم يكن هذا الشخص الا أحمد الذي تركها وتزوج ثم عاد رجلاً قاسي
…………………………………………….

العُرس انتهى مُبكراً في حدود العاشره حتى يتمكن فريد بالعوده بعروسه.. كانت لحظه وداع قاسية على نجاة فهي وزينه اجتمعوا في أصعب أوقات حياتهم ولكنهم مروا بالمحن سوياً

عاماً وأكثر تعلموا فيه الكثير ولكن كل شئ وله آوانه
……………………………………………….
دلف بها بالشقه بملامح جامده بعض الشئ وهو يشعر بالاختناق بما هو قادم عليه.. يتمنى أن تتفهم مافعله

وفاق من شروده على سٌعالها.. فأقترب منها يمسك يدها يقودها نحو الاريكة الفخمه ويجلسها عليها
– انا عارف ان المشوار كان صعب عليكي وخصوصا انك مرهقه من ساعات تجهيزات الفرح
كانت تتلاعب بأصابعها بتوتر وهو كان لا يعرف من اين يبدء الكلام..مشاعره مضطربه وعندما تلاقت عيناهم خفق قلبه بمشاعر جديده وتأملها ببطئ ليهتف بذهن غائب
– طالعه جميله اوي يازينه
فأبتمست بخجل وهي تُطالعه وهتفت بطفوله
– بجد !
فضحك وهو يقترب منها أكثر
– بجد يازينه
لتجد نفسها تخبره بتوتر
– وانت كمان طالع حلو
تلقائيتها المُحببه بدأت تسحره وقد انسته كل شئ بأكمله
– أنتي شيفاني حلو يازينه
فلمعت عيناها وهي تتذكر كل ماسمعته عنه.. حبها له أتى من جانب الرجوله والخير الذي يفعله وحبه لوالدته.. لا تنكر انه وسيم ولكن قلبها خفق من أفعاله وسيرته
…………………………………………….
اتكأت نجاة علي جانبها تبتسم بسعاده وهي تتذكر العُرس بتفاصيله… ومالت علي جانبها الآخر تسأل قلبها
– وانت مش هيجي حد في يوم هيخطفك
وتذكرت وضعها الحالي ونظرة أهل قريتها اليها.. فمن أين ستجد الحب وهي امرأة مُطلقه فمن يأتيها يريدها تُربى أطفاله لا أكثر
واعتدلت في رقدتها بعدما وجدت عقلها بدء يسبح فيما لا تريده ووضعت يدها على معدتها بجوع
– انا شكلي جعانه
…………………………………………….

وقف فريد أمام الشرفه يُطالع ساعات الليل الاخيره بشرود

فقد منع نفسه عنها بعدما صلى بها ووضع يده علي رأسها مُتمتماً بدعاء ليلة الزواج
أراد أن يُخبرها لحظتها حتى تبدء ليلتهم علي الصراحه ولكنه لما يتحمل النظر إليها ولا كسرها تلك الليله
……………………………………………….
ازالت حجابها عنها وزيها الخاص بالصلاه وجلست علي فراشها شاردة بحيرة من تركه لها وعدم قربه.. فنهضت من فوق الفراش تُطالع هيئتها بالمرآه بخجل

كانت مُستعده كأي عروس ولكنه لم يُبدي اي رغبه في رؤيتها بل واخبرها أن تذهب للنوم لترتاح .. ارتبكت لحظتها ونهضت

تحمل سجادة الصلاه وانصرفت من أمامه وهي تشعر بالخجل..
……………………………………………….
دلف فريد للغرفه بعد أن ارقه التفكير وانتهى في أخذ قراره بأنه سيخبرها حين تستيقظ فلن يبدء حياته معها بكذبه من حقها تعرفها رغم صعوبه القرار الا انه قرر الا يخدعها
واتسعت عيناه بصدمه وهو يجدها تقف أمام المرآة بثوب نومها.. فألتفت إليه هاربه منه بعيناها تبحث عن مئزرها كي تُداري عنه عرى ثوبها.. وقبل أن تمد يدها وتلتقط ما تبحث عنه
جذبها فريد نحوه بأفتنان يُلامس بشره وجهها وذراعيها بكفيه
– عايزه تداري نفسك عني يازينه
فأرتبكت من نظراته التي تلتهمها
– ممكن تبعد عني.. بلاش تقرب
فأبتسم وهو يقترب منها أكثر وطاوق خصرها مُنحنياً نحو عنقها يشتم رائحتها الجميله
– بس انا عايز أقرب..
وابتعد عنها قليلا وهو يتمالك نفسه
– زينه انا…
وقبل أن يُكمل كلامه وجد نفسه يضرب كل قراراته عرض الحائط لتبدء اول ليلتهم
…………………………………….

أستيقظ من نومه يتلاعب بخصلات شعرها مُتذكراً ما حدث بينهم وان لاول مره عقله يكون منسحب من شئ ..وكأنه كان عطشاً لتلك المشاعر فغرق واغرقها معه بأول تجربه أرتوي قلبه بها ومعها

المهمه أصبحت صعبه عليه فقد اكتشف انه بالفعل يريدها ويرغبها

لو اقنعه عقله انه لم تعجبه سيكون كاذب .. هدوئها ، توترها، خجلها ، أحمرار وجهها ، وتعلثمها وهي تُحادثه كل هذا اعجبه والاكثر بدايتهم حينما طرقت بابهم تطلب مُساعدته

وابتسم حينما وجدها تفتح عيناها ببطئ .. وعندما وجدته يُحدق بها ببتسامه عابثه ..أغلقت عيناها سريعاً

فضحك علي فعلتها وسحبها نحوه كي تستقر بين أحضانه

– ده علي أساس اني مشوفتكيش يازينه ..افتحي عينك

فحركت رأسها وهي تُتمتم

– لا مش هفتح عيني .. انا لسا نايمه

لتعلو ضحكاته أكثر فوجدها تفتح عيناها مُتعجبه من ضحكاته ..فقد اعتادت علي ملامحه الجامده واكثر ما كانت تنتظره منه هي مجرد أبتسامه تشق شفتيه

ووقعت عيناه علي لمعت عيناها وهي تُطالعه ..فأنجرف معها في التيار الذي اعجبه مذاقه بها ومعها وحدها

…………………………………………..

نظرت شهد للأعلان الذي وضعته أمامها احدي زميلاتها الجدد بالمشفي

– ايه ده

فضحكت لمياء وهي تضع بأصبعها علي ما ينصه الاعلان الذي صُدر عن اداره المشفي

– دوره تدريبيه في اكبر مستشفيات امريكا

فطالعت شهد الاعلان بتدقيق ..ثم اشاحت الاعلان بعيداً عنها قبل ان تضعف

– كاميليا مش هتوافق ..اخر مره فتحت الحوار ده معاها قالتلي الرد المُعتاد

فلحقتها لمياء تُخبرها به

– لما تتجوزي ابقي سافري مع جوزك

لتضحك شهد مُحركه رأسها بيأس

– للاسف

وأتكأت بظهرها علي مقعدها تسترخي براحه .. ففور ان عادت من البلده اتت علي المشفي بماشرة فأجازتها قد انتهت والتي اخذتها بسهوله بسبب فارس واقتربت منها لمياء بعدما ازاحت الاعلان جانباً

– انا رشحتك ورشحت نفسي كده كده مش هنتقبل بس نجرب حظنا

فضحك شهد حتي كادت تختنف

– مدام قولتي حظنا فعلا مش هنتقبل

لم ينتبهوا علي مرور يوسف ولكن ادركوا الامر سريعاً عندما دلفت احدي زميلاتهم تُخبرهم بهيام عن مروره قبل قدومها اليهم

…………………………………………

أفسحت أمينه المجال لرؤية الضيفه التي أتت بها من البلده معها

فأتسعت أبتسامه زينه وهي تري نجاة قد جاءت معها لتحتضنها نجاة بشوق

– مع انه يوم واحد سبتيني فيه بس وحشتيني اوي يازينه

فألتمعت عين زينه بالدموع وهي تحتضنها أكثر ..فنجاة أصبحت كل عائلتها عمها لم يُكلف نفسه سوا أن بعث لها بعض المال كهدية منه وخالها مجيئه لعُرسها بأولاده وزوجته كانت لفته قيمه منه رغم انها تعلم انه لن يسأل عنها الا اذا ذكرته زوجته بها

واقتربت أمينه من فريد الذي اتي نحوها ثم انحني يحتضنها ومن رؤيتها لملامح وجهه المشرقه علمت انه بدء حياته مع زينه ولم يُخبرها بزيجته المؤقته من ابنه الزيات

ومر الوقت وقد اتت سلمي أيضا تُعانق شقيقها

– مبروك ياابيه

فقرص وجنتها بخفه وبطلف

– الله يبارك فيكي ياحببتي ..عقبالك ياسوسو

نبرة شقيقها اليوم كانت حانيه للغايه بل وسعيد ..ونظرت الي والدتها فقد نجحت في اختيار عروس شقيقها

ونهضوا مُغادرين ..لتمسك زينه يد نجاة كالطفله

– نجاة خليكي معايا النهارده متمشيش

فضحكت نجاة كما ضحكت امينه

– متقلقيش هقعد يومين مع سلمي وماما امينه

أشرقت السعاده علي ملامحها عندما رأت حب امينه لنجاة ايضا وانصرفوا كي يتركوهم ..فأقترب منها فريد مبتسماً بعدما غادروا

– علاقتك ب نجاة زي علاقة البنت بأمها

فأبتسمت وهي تتذكر كل مافعلته نجاة معها

– نجاة ليه فضل كبير بعد ربنا عشان تشوف زينه بنت جديده

آلمه قلبه وهو يتمني لو اخبرها الان بما يخفيه عنها ومع قرب خطواته منها كانت تبتعد عنه ضاحكه بعد ان فهمت مغزي نظراته وقبل ان تفر من امامه أحكم قبضته عليها ليحملها ضاحكاً

– وقعتي في ايد الاسد يازينه

لتتعالا ضحكاتهم سوياً مُتجهاً بها نحو غرفتهما

…………………………………………….

وقفت سهر تتفرس بعيناها نادين التي تراها هنا للمرة الثانيه ولكن تلك المرة أتت لتسأل عن احمد

– بشمهندس احمد موجود

فحملقت بها سهر وهي تتفحصها من قمة رأسها لأسفل قدميها وتحسدها علي تلك الرقة التي تتحدث بها ..ليُخرج احمد من مكتب فريد فقد اصبح يتولي مهام العمل الي ان يعود من اجازته

– اهلا يانادين ..اتفضلي

أشار اليها بأن تتبعه .. فأتبعته بصمت .. لتُحدق بهم سهر وهي لا تستوعب شئ ولكن قلبها بدء ينسج لها اوهاماً

……………………………………………..

كان يعبث في هاتفه بأندماج يُطالع ما سجله من تفاصيل عما دار بالمؤتر الطبي .. ليتفاجئ ب جيداء تلتقط منه الهاتف بخفه

– لا الوقت ده بتاعنا ..نتفسح وننبسط يادكتور ولا ايه رأيك

فأبتسم فارس ونهض من فوق مقعده

– عندك حق

بدأت تجذبه بدلالها وحديثها لتشعر بنشوة أجتياز اول خطواتها معه

……………………………………………

أتاه الخبر كالصاقعه بعدما أنهي احدي العمليات الجراحيه .. ليخلع معطفه الطبي ثم هوي بجسده علي أقرب مقعد مُطأطأ رأسه لاسفل

ويتردد صدي ما تلقاه منذ دقائق بأذنيه

” والدته أصيبت في حادث وبين الحياه والموت ”

………………………………………….

جلست فوقية براحه على الاريكة وهي ترتشف من عصيرها
– قوليلي ياامينه البنت اللي اتجوزها فريد أخبارها ايه معاكي
فمدحت امينه بها بحب.. لتلوي فوقية شفتيها بأستنكار
– بيعملوا كده بس في الأول اسألي مجرب
فأستاءت امينه من حديثها الذي يجعلها احيانا تقلق ولكن تقذف كل الأفكار بعيداً عنها سريعا.. فزينه هي من اختارتها والي الان لم ترى منها إلا الحب والود وسعاده ابنها.. وشردت في الحقيقه القاسيه المُخبئه…
فطالعتها فوقيه بتوجس ترفع إحدى حاجبيها مُتمتمه
– بتفكري في كلامي مش كده
فأنتبهت امينه لها.. لتدفع أمامها طبق الحلوى
– كلي يافوقيه.. واسكتي انا فيا اللي مكفيني ومالكيش دعوه بمرات ابني انا اللي مختاراها وعارفه اختياري كويس
………………………………………….
وقف فريد في الشرفه يتحدث بهمس وهو يلتفت من حيناً لآخر
– أحمد كل ترتيبات الجوازه ديه عليك..
وتابع متنهدا
– انا مش عارف اللي عملته ده صح ولا غلط.. لأول مره احس ان عقلي نفذ من غير ما يشوف العواقب
فتعالت ضحكات أحمد
– شكل الجوازه حلوه والعروسه مريحاك
فضغط فريد على شفتيه هاتفاً بقوه
– أحمد
فضحك أحمد بخفوت بعد أن أدرك غيرته وحنقه من مزاحه
– متقلقش على أي حاجه انا ونادين بنرتب لكل شئ حتى الفيلا ايام وتبقى جاهزه
وتابع وهو يزفر أنفاسه ببطئ
– بس البنت ديه تستحق مساعدتك يااحمد.. عدلي الزيات ده راجل جبار
وقبل أن يهتف فريد بشئ.. سمع صوت زينه من الداخل تهتف بأسمه
– نبقى نتكلم بعدين يااحمد
وأغلق الهاتف.. فرفع أحمد الهاتف نحوه مبتسماً
– يارب تكون أحسنت الاختيار يافريد..
وابتلع غصه مريره بحلقه ليُعود إلى مطالعه حاسوبه الشخصي وينهي بعض الأعمال العالقه
……………………………….
وجدها تحمل فنجاني القهوة ثم مالت بجزعها العلوي منحنيه تضع ماتحمله على الطاوله.. فأقترب منها مبتسما يجذب يدها
وجلس ليجلسها جانبه وبدء يُفكر ان هذا أنسب وقت للحديث بتريث ولكن فاجأته عندما اتكأت برأسها على كتفه
– احكيلي عنك يافريد.. انا حكيت عن نفسي كتير اوي
فداعب وجنتها بيده ضاحكا
– شكلك بتحبي الرغي اوي يازينه
وضحك بمتعه بعدما وجدها تبتعد عنه وتحدق به بشراسه.. أسبوعاً مر علي زواجهم وأصبحت أمامه صفحه مقرؤه
– اسفين يامدام فريد الصاوي.. أرغي أنتي وانا سامعك
كانت معه تشعر وكأنها وجدت ذاتها..فريد كان مُستمع جيد وهي معه أحبت الثرثره… بدء يتعجب من حاله كيف أصبح مستمتع معها رغم أنه لا يحب الحديث بكثره ولكن زينه أضافت أشياء مختلفه لحياته
انوثه تسحره ببرائتها.. دلال يعلم أنها لا تقصده ولكنه يذوب معه.. تستيقظ قبله أو معه فتظل تتأمله وكأنها ترى فيه ما لا يراه بنفسه
حكاياتها كانت كثيره عن السيد هشام زوج والدتها.. فكانت لديه رغبه أن يعرف هويته بالكامل فكل ما يعرفه انه كان يملك احد المصانع التي لم يذع سيطها.. فتجارته كانت محدوده
– قوليلي يازينه.. اسم زوج والدتك بالكامل ايه
فأبتعدت عنه تتعجب من سؤاله
– اسمه هشام محفوظ الحسيني
لتتسع عين فريد وهو يربط الأشياء ببعضها.. انه والد يوسف صديق شقيقه وشريكه بالمشفي
لتتجمد عيناه مُتذكرا حديث زينه عنه وأنه لم يكن يوماً يطيقها لاحتلالها قلب والده.. فحتي بعد موت والده ورغم توصيته عليها الا ان يوسف طردها ليبيع أملاك والده دون مراعتها
– مالك يافريد هو الاسم في حاجه
فتلاشت برودة ملامحه وطالعها بحب ثم نظر للقهوة التي مازالت علي حالها
– مدام القهوة بردت تعالى نكمل كلامنا في مكان تاني
لم يمهلها الرد ونسي ما كان يراه مناسبا تلك اللحظه ليخبرها به
وذابوا معا حيث عالمهم الذي لم ينطفئ شعلته

(7) الفصل السابع
عاصفة الحب.

تعجب عدلي من صمت ابنته وتلاعبها بطعامها
– فريد امتى هيرجع من سفره
فطالعته نادين بتوتر.. فتلك الكذبه هي من اخترعها بعد أن أخبرت فريد بالأمر كي ينعم بزواجه وعروسه.. فيكفي مافعله من أجلها
– بعد يومين راجع
فطالعها عدلي بتحديق ثم ارتسمت السخريه على شفتيه
– بتكذبي عليا يانادين بتكذبي على عدلي الزيات.. على العموم انا عارف بجوازه وأنه دلوقتي مع العروسه
فتجمدت ملامحها وهي ترى والدها يكشف الحقيقه.. فعلى من ستكذب على عدلي الزيات.. كذبه سخرت فيها على حالها حين اختراعتها علي والدها
– مش مهم عندي تبقى الزوجه التانيه لأني واثق ان بنتي هتكون ناصحه وهتاخد كل حاجه ليها في الآخر
وصدحت صوت ضحكته عاليا إلى أن بدء يسعل بشده.. فأقتربت منه بكأس الماء تعطيه له بخوف
– بابا اشرب الميه
فدفع الكأس عنه ناهضاً من فوق مقعده يكره حقيقه تعبه ومرضه الذي يهزمه
فوقفت تحدق بخطواته الواهيه ودموعها تتساقط بصمت.. فمتى استطاعت أن ترضيه يوماً
………………………………………….
ركض فارس نحو يوسف بالمشفي بأمريكا ينظر إليه بقلق
– طمني يايوسف فاقت
فطأطأ يوسف رأسه .. مازال لا يصدق ان والدته المرأه التي عاش عمره كله يراها عنصر القوه والتسلط الذي جعله مع أول فرصه يترك لها عالمها كله ويرحل
لم يتعجب من أسر والدته له فذلك ما فعله جده معها.. وأصبحت تطبق كل شئ فيه.. كان يعرف أنها تحبه ولكن قيودها جعلته يفر من سجنها يبحث عن الحريه
زواجها من والده لم يكن إلا نزوة اعجبتها أرادت تجربتها ثم عادت لموطنها به ولكن كانت تدرك بحاجته لوالده فلم تحرمه يوما منه.. الديمقراطية التي رأها معها لم تكن إلا في ذلك الشئ
مشاعر متخبطه دارت بخلده وحزن طغى على ملامحه ليزفر بآلم
– الحاله صعبه اوي يافارس
فحضنه فارس مشفقاً ورابت على ظهره بحنو
– دكتوره مادلين قويه وهتقوم منها متقلقش
……………………………………………….

أبتسمت شهد وهي تُطالع حال شقيقتها تتقلب من حيناً لأخر علي فراشها

– نفسي اعرف عقلك مشغول في ايه

فأتكأت سهر علي جانبها تُفكر في اتصالات احمد بتلك التي تُدعي نادين ومجيئها للشركه تلك الفتره

– مافيش ياشهد مشاكل في الشغل

لتلمع عين شهد وهي تُدرك ان شقيقتها تكذب عليها

– بتكدبي عليا ياسهر بس ماشي

فأبتسمت سهر علي طفولة شقيقتها واغمضت عيناها تحلم بعشقها المؤلم

…………………………………………..
وقف أمام المرآه يُهندم من ملابسه ومن لحظه لأخرى يُطالعها وهي تغفو كالأطفال فترتسم البسمه على شفتيه.. عشرة أيام عاش بهم معها أكملت حياته وكأنه وجد ماكان يبحث عنها
زوجه معطاءه تبعث البسمه لقلبه قبل شفتيه من أقل تصرف تفعله..زاد تقديره لها أمس حين بعثت لشقيقته بأن تصعد إليها واتفقت معها أن تجعله يذهب للجلوس مع والدته إلى أن تحضر طعام الغداء لهم… صنعت كل الاطعمه التي تحبها والدته..بل ورأي مدى تقرب سلمي منها أكثر وكأنها شقيقتها..
قلبه بدء يتعلق بأبسط ماتفعله ولكنه يُنكر حبها مُلخصاً اندماجه معها ماهو الا انها مناسبه له بطباعها الهادئه
وزفر أنفاسه بقوه وهو يتذكر زواجه من نادين والذي لن يتنازل عنه عدلي بأقامه حفل زفاف لابنته.. ولكن اليوم قرر أن يتحدث مع نادين بذلك الأمر.. فهو لا يُريد الشوشره وجرح زوجته.. فحتي الان لا يعرف من اين سيبدء حديثه معها موضحاً كل خبايا الحكايه إليها
وانتبه علي صوتها الناعس
– صباح الخير
فرسم ابتسامه شاحبه على شفتيه بعدما كان يفكر فيما يخشاه
– صباح الخير يازينه
ووجدها تنهض من فوق الفراش مُتعثره في الغطاء متسائله بعدما وقفت امامه
– انت نازل الشغل.. يعني خلاص كده الاجازه خلصت
فضحك علي عبوس ملامحها
– المفروض كنت انزل من تلت ايام بس اعمل ايه شكلي حبيت العسل وده مينفعش مع فريد الصاوي
تعجبت من مشاكسته بالفعل طباعً غريبه أصبحت تظهر به كما أخبرتها سلمي ولكنها ابتسمت لشعورها بالسعاده من تعلقه بها حتى أنها لامت نفسها على مخاوفها القديمه أثناء خطبتهما
– خليك النهارده بس معايا
قالتها بتذمر طفولي يصحبه الغنج.. فأبتسم وهو يرفع كفيه مُحتضناً وجهها مُداعباً اياه بأنامله
– للاسف مينفعش يازينه.. عندي اجتماع مهم النهارده
رضخت للأمر وزفرت أنفاسها مُحركه يداها يميناً ويساراً
– مدام عندك شغل مهم خلاص.. هروح احضرلك الفطار
………………………………………..
أنهت نجاة مُكالمتها مع زينه تنظر حولها بوجوم.. وحدتها أصبحت تجثم علي روحها.. وتنهدت وهي تلتقط بعض الملابس الملقاه علي الفراش لتبدء في طيها ووضعها بالخزانه..
…………………………………….
تنهدت بفتور وهي تراه قادم نحوها…كان يسير بخطوات تُشكل هاله حوله من الرجوله الطاغيه.. ليجلس أمامها مُعتذراً
– كان عندي اجتماع مهم وده سبب تأخيري عليكي
فطالعته نادين بود
– ولايهمك.. ايه الموضوع المهم اللي انت طلبتني عشانه
فنظر فريد الي قبضتي يداه زافراً أنفاسه بثقل
– نادين انا مقدرش اعملك فرح واعزم فيه الناس.. مقدرش اجرح زينه الجرح ده.. يمكن في البدايه كنت شايف ان الامر عادي لما اشرحه ليها.. بس حاليا لاء
فأبتمست نادين وهي تُدرك السبب
– وانا مش زعلانه..ايه رأيك الفرح يبقى مقتصر على الناس المُقربه ويكون في الفيلا عندنا ومتقلقش هحاول اقنع بابا
وهتفت بأعتذار حقيقي
– انا عارفه ان بابا شروطه عجيبه.. بس اوعدك تنتهي الحكايه وهخرج من حياتك بهدوء
إلى الآن لا يُصدق أن تلك الفتاه ابنه عدلي الزيات الرجل الذي لا يعرف بحياته الا قانون العقل والربح
واخرجت تنهيده قويه من بين شفتيها
– بابا عرف انك متجوز
لتتلاقي عيناهم بصمت مُحركاً يداه أسفل ذقته… فلم يظل الا زينه
…………………………………….
جلست شهد علي أحد المقاعد تستريح بعد ساعات قضتها في الإشراف على حالات المرضى ومراجعه التقارير
وابتسمت وهي تستمع لثرثرة زملائها عن الطبيب يوسف وحادث والدته التي تمتلك أسهم ضخمه بمشفى خاص بأمريكا ورثتها عن والدها غير الأموال الأخرى.. والعجيب ان الصحافه تحدثت عنه بعد أن ترك لها كل شئ وأراد الاستقلال بحياته
لا تعلم كيف الحديث جذبها بل واضحكها من قدره زميلاتها في البحث عن حياته وما يخصه بأدق التفاصيل
ونظرت إليهم مُتمتمه قبل أن تنهض
– سبحان الله احنا الستات لما بنحط راجل تحت الميكروسكوب يبقى لازم نوصل لادق أدق التفاصيل حتى العطسه بتاعته
لتقذفها إحداهن بملف كان أمامها فتضحك لمياء على دعابتها
………………………………………………….

جلست سلمي جانب والدتها تستمع إلى الشئ الذي تخفيه هي وفريد وفارس.. لم تُصدق ما سمعته في البداية ولكن عندما بدأت تنظر لملامح والدتها علمت بصدق كل كلمه
شردت في الأيام الماضيه وهي تسأل نفسها متعجبه من مكوث فريد بجانب زينه وتدليله لها وتلك السعاده التي كانت تنير وجهها.. لحظتها أدركت انها أخطأت في فكرتها وكانت والدتها على صواب ولكن بعد ما سمعته الان لم ترى إلا خداع وكسره تخيلتها بأعين زينه عندما تعلم بالحقيقه وان المشاعر التي اغدقها بها شقيقها لم تكن إلا قربانً وهتفت بصوت مهزوز بعدما تمالكت حالها
– مش معقول ياماما ابيه فريد يعمل كده.. لا قولي ان انا بسمع حاجه غلط
فتنهدت امينه بعدم رضي
– اومال انا حكيتلك ليه ياسلمي.. مبقتش قادره اضحك في وش البنت.. انتي شايفاها طيبه ازاي
وتذكرت امينه منذ ساعات كانت تجلس زينه معها تُدلك لها قدميها بخفه كما كانت تفعل مع والدتها
– اخوكي فجأني بالحكايه.. بس متلوميش عليه هو حاول يساعد البنت وكان بيرد معروف قديم.. جواز صوري ومؤقت بس وكله هينتهي
فهبت سلمي واقفه
– وأبيه فريد مستني امتى ياصارحها.. مستني يوم فرحه اللي بعد كام يوم
واتسعت عين امينه فجأه بعد أن سمعت صوت شئ يسقط على الأرض
فخرجت سلمي من غرفة والدتها المفتوحه.. لتجد زينه تقف

جانباً منزويه على نفسها تكتم صوت شهقاتها ودموعها تنحدر على وجنتيها بصمت
فأتبعتها امينه وهي تتمنى أن لا يكون ماتوقعته.. ولكن كما توقعت… علبة الكيك التي كانت تحملها إليهم ساقطه أرضا وهي تقف تطالعهم تسألهم بعيناها هل ماسمعته حقيقه ام تتوهم
وحركت شفتيها بصعوبه بعد أن جف حلقها
– مين اللي هيتجوز ياسلمي.. تقصدي فارس صح
تمتمت بأمل أن يكون المقصود فارس وعندما رأت الوجوم على وجههم وصمتهم علمت أن ما سمعته ماهو الا حقيقه
وكتمت صوت بكائها واقتربت من امينه تترجاها أن تهتف بشئ
– اكيد مش فريد صح.. ماما امينه قولي حاجه ساكته ليه
ولكن صوت الحقيقه أتى من صاحبها
– اللي سمعتيه صح يازينه
…………………………………………..

هوى يوسف على أقرب مقعد وجده أمامه وهو يسمع إلى ما يخبره به الطبيب بكل أسف.. والدته قد رحلت.. رحلت بعد ان تحرر من قفصها الذهبي.. فأقترب منه فارس وهو لا يعرف ماذا سيقول لصديقه بحالته تلك ووضع بيده على كتفه يربت عليه بدعم
……………………………………….
الحقيقه خرجت كالسوط على قلبها.. اطاحتها من أعلى قمه اوصلها إليها بمشاعره وحنانه معها طيله الايام الماضيه لتسقط في قاع الوهم والخذلان الذي ذاقته من قبل ولكن تلك المره كان كالعلقم في حلقها وهتفت بضياع
– انت بتكدب عليا.. انت قولتلي انك غير اي حد
وركضت من أمامه تكتم صوت آنينها.. وكادت أن تلحقها سلمي
– سلمي خليكي هنا
لتبكي والدته على حالها
– قولها الحقيقه يابني وطيب خاطرها.. الكسره وحشه.. ياريتني ما كنت نطقت ولا اتكلمت
فأتبعها وهو يعلم أن الخطأ منه وحده.. فهو من أخذ يؤجل الأمر إلى أن انكشف كل شئ
وجدها تخرج حقيبة ملابسها ثم سقطت على الفراش تبكي على حالها… عشرة أيام فقط امتلكت فيهم السعاده جعلها تعيش ما لم تعشه من قبل.. جعلها امرأته اكتملت به وذابت مع كل لحظه جمعتهم.. عادت الذكرى لها من جديد ومازن يخبرها ان ما بينهم قد انتهى.. فصرخت من القهر
– قولي انك بتكدب.. قولي وانا هصدقك
فأشاح فريد عيناه بعيداً عنها
– لا يازينه ديه حقيقه للأسف وكنت هقولك علي كل حاجه في أول ليله لينا بس معرفتش
فأغمضت عيناها لتسقط دموعها وهي تتخيل تلك الليله التي وهبته فيها نفسها بكل رضي.. عاشت مع كل لمسه وهمسه دافئه وآنين خافت
– يعني الايام اللي عشتها معاك كدب.. طب ليه
ونهضت من فوق الفراش واقتربت منه
– اتجوزتها ولا لسا
فتعلقت عيناه بها وهو يرى مدى الآلم الذي تسبب فيه
– ده جواز صوري يازينه… اهدي وانا هفهمك كل حاجه
وضم كفوفها المُرتعشة بين كفيه.. فأنتفضت عنه تنظر إليه بكسره وعتاب

…………..

أحتضنت وسادتها تبكي آلماً وقهراً بعدما استمعت له.. استمعت إلى تبريره لتلك الزيجه.. زيجه لا تعلم ماذا تجعلها تحت أي بند مصلحه ام معروف كما أخبرها
ومسحت دموعها بعنف من فوق وجنتيها تهتف لنفسها
كفايه ضعف يازينه.. كفايه ديما تكوني على الهامش –
وعنفت قلبها وهي تضرب بيدها على موضعه
– ليه ديما بترسم احلام.. اه الحلم طلع تاني وهم وكابوس بس المرادي صعب اوووي
كان يقف بجانب غرفتها يستمع لحديثها مع حالها ودموعها تنغرز بقلبه… لم يكن يوماً قاسياً دون مشاعر رغم عدم فهمه للغه الحب والمُحبين ولكن كان ابناً بار وشقيق حنون
ومعها تحول لأكبر جلاد قاسي
و جدها تندفع من الغرفه تصرخ به
– انا عايزه امشي من هنا.. رجعني البلد.. مش عايزه اعيش مع انسان كدب زيك
فتجمدت عيناه من أثر كلماتها
زينه –
فدفعته بقبضتي يداها
انت كدب.. انت طلعت أبشع من مازن –
لم يشعر بنفسه الا وهو يحكم حصارها متمتماً
– اسمه لو سمعته على لسانك تاني متلوميش غير نفسك.. ومافيش خروج من البيت ده
فتملصت من حصاره بقوه لا تعلم من أين أتت
همشي من هنا مش هتقدر تمنعني… طلقني –

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
98

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل